issue16736

10 لبنان NEWS Issue 16736 - العدد Monday - 2024/9/23 الاثنين ASHARQ AL-AWSAT قاسم أعلن مرحلة «الحساب المفتوح»... وإسرائيل وسّعت استهدافاتها إلى شمال الليطاني «حزبالله» وإسرائيل يتبادلان التهديداتعقب تصعيد كبير تبادل «حزب الله» وإسرائيل التهديدات في أعقاب تصعيد كبير بين الطرفين، قصف خـالـه الـحـزب حيفا للمرة الأولـــى منذ بدء الحرب، فيما وسعت إسرائيل استهدافاتها إلى شمال نهر الليطاني وحولت المنطقة إلى سـاحـة حـــرب، بغياب أي أفــق لـوقـف الحرب قبل انتهاء حرب غزة. وأكـــد نـائـب الأمـــ الـعـام لـــ«حــزب الله» الشيخ نعيم قاسم، الأحـد، أن التنظيم دخل في «مرحلة جديدة» من القتال مع إسرائيل، عنوانها معركة «الـحـسـاب المـفـتـوح»، وذلـك بعد اغتيالها قـــادة «قـــوة الـــرضـــوان»، وهي وحدة النخبة في الحزب. وفــــــــي كــــلــــمــــة ألـــــقـــــاهـــــا خــــــــال تــشــيــيــع قـــائـــد الــــقــــوة إبـــراهـــيـــم عـــقـــيـــل، فــــي ضـاحـيـة بــيــروت الـجـنـوبـيـة، قـــال قــاســم: «دخـلـنـا في مــرحــلــة جـــديـــدة عــنــوانــهــا مــعــركــة الـحـسـاب المفتوح»، مضيفاً: «لن توقفنا التهديدات... ومــــســــتــــعــــدون لمـــــواجـــــهـــــة كــــــل الاحـــــتـــــمـــــالات العسكرية». ورأى أن الحل العسكري «يزيد مأزق إسرائيل وسكان الشمال». في المقابل، تدفع إسرائيل باتجاه الحل العسكري ومضاعفة التصعيد. وأكد رئيس الـــــــــوزراء الإســـرائـــيـــلـــي بــنــيــامــ نـتـنـيـاهـو، الأحـــــــد، أن تــــل أبـــيـــب وجّــــهــــت «ســلــســلــة مـن الضربات لـ(حزب الله)»، مؤكداً «تصميمها» على إعادة السكان الذين نزحوا من مناطقها الشمالية الحدودية مع لبنان منذ بدء النزاع مع الحزب قبل نحو عام. وقـــال نتنياهو فــي بــيــان: «وجـهـنـا في الأيام الأخيرة سلسلة من الضربات لـ(حزب الله) لم يكن يتوقعها أبداً. إذا لم يكن (حزب الـــلـــه) قـــد فـهـم الـــرســـالـــة، فــأنــا أؤكــــد لـكـم أنـه سيفهم الرسالة» بعد هذه الضربات. وشـــدد على أنــه «لا يمكن لأي دولـــة أن تتساهل مع الهجمات على مواطنيها وعلى مـدنـهـا. نـحـن، دولـــة إســرائــيــل، لــن نتساهل مع ذلـك أيضاً». وبعد نحو عـام على انـدلاع الــــحــــرب فــــي قـــطـــاع غــــــزة، أعـــلـــنـــت إســـرائـــيـــل فــي الأيــــام المـاضـيـة انـتـقـال الـثـقـل العسكري إلـــى حــدودهــا الشمالية مــع لـبـنـان، مـحـددة لنفسها هدفاً جديداً يتمثّل بإعادة السكان إلى هذه المناطق الحدودية. وفــــي بـــيـــان أصـــــدره مـكـتـبـه، قــــال وزيـــر الدفاع يوآف غالانت: «بدأ (حزب الله) يعاني تـــأثـــيـــر» الــــقــــدرات الــعــســكــريــة الإســرائــيــلــيــة، «ويــشــعــرون بـأنـهـم يـتـعـرضـون للملحقة». وأكـــــد أن الــعــمــلــيــات الــعــســكــريــة «سـتـسـتـمـر حتى نصل إلــى نقطة يمكننا فيها ضمان الـــعـــودة الآمـــنـــة لمـجـتـمـعـات شــمــال إسـرائـيـل إلى ديارها». وتابع: «هذا هو هدفنا، وهذه هي مهمتنا، وسنستخدم الوسائل اللزمة لتحقيقها». وانسحب التهديد الإسرائيلي على وزير الخارجية، يسرائيل كاتس، الذي قـــال: «إذا لــم يـقـم الـعـالـم بــإزالــة (حـــزب الـلـه) مـن شـمـال نهر الليطاني، طبقاً لـقـرار الأمـم ، فـــإن إســرائــيــل ستفعل 1701 المــتــحــدة رقـــم ذلـــــك». وأكـــــد أن «إســـرائـــيـــل سـتـتـخـذ جميع الإجـراءات الضرورية لحماية مواطنيها من (حـــزب الــلــه)، وهـــو منظمة إرهـابـيـة تهاجم بـشـكـل مــتــواصــل إســـرائـــيـــل». وأضــــــاف: «لـن نتوقف حتى نعيد الأمـن لمواطنينا وإعـادة سكان الشمال إلى منازلهم». حيفا للمرة الأولى وتـــصـــاعـــد الــــصــــراع بــشــكــل حــــاد خــال الأسبوع الماضي. وبعد استهداف إسرائيل لمبنيين فــي الـضـاحـيـة الـجـنـوبـيـة أسـفـر عن مقتل قادة في «وحدة الرضوان»، نفذ «حزب الــلــه» هـجـومـ بـاتـجـاه حـيـفـا، هــو الأول من نوعه منذ بدء الحرب. وقــــــــال الـــجـــيـــش الإســــرائــــيــــلــــي إنــــــه تـم صاروخاً وصواريخ كروز 150 إطـاق نحو وطائرات مسيرة على إسرائيل خلل الليل وصــبــاح الأحــــد، وإن أنـظـمـة الــدفــاع الـجـوي اعـتـرضـت معظمها، ومـنـهـا «هــــدف جــوي» كان قادماً من الشرق. وتعرض عـدد من المباني في إسرائيل لـلـقـصـف، بـمـا فـــي ذلـــك مــنــزل تــضــرر بـشـدة بـــالـــقـــرب مـــن مــديــنــة حــيــفــا. وعـــالـــجـــت فــرق الإنــــقــــاذ الـــجـــرحـــى، لـــكـــن لــــم تـــــرد أنــــبــــاء عـن ســقــوط قـتـلـى، وصـــــدرت تـعـلـيـمـات للسكان بالبقاء بالقرب من الملجئ والأماكن الآمنة. وقــــــال «حــــــزب الــــلــــه» عـــلـــى قـــنـــاتـــه عـلـى «تـــلـــغـــرام»: «قــامــت المــقــاومــة‏الإســامــيــة يـوم الأحــــــد بـــاســـتـــهـــداف قــــاعــــدة ومــــطــــار رامـــــات ديـــفـــيـــد بـــعـــشـــرات مــــن الــــصــــواريــــخ مــــن‏نـــوع ؛ وذلك رداً على الاعتداءات 2 وفادي 1 فادي الإسرائيلية المتكررة التي استهدفت مختلف ‏المناطق اللبنانية». وتــــعــــد الـــهـــجـــمـــات الــــصــــاروخــــيــــة عـلـى رامـــــات ديـفـيـد أعــمــق ضـــربـــات يـعـلـن «حـــزب الــــلــــه» المـــســـؤولـــيـــة عــنــهــا مـــنـــذ بـــــدء الأعـــمـــال القتالية. وأغلقت إسرائيل المدارس وفرضت قيوداً على التجمعات في الكثير من المناطق الشمالية، وأمـــرت المستشفيات هـنـاك بنقل عملياتها إلى مرافق تتمتع بحماية إضافية من نيران الصواريخ والقذائف. رد «حزبالله» فــي المـقـابـل، شـهـدت الـسـاحـة اللبنانية تـــصـــعـــيـــداً كـــبـــيـــراً بــــالــــغــــارات الــــجــــويــــة. وقــــال هدفاً 290 الجيش الإسرائيلي إنه ضرب نحو السبت، بما فـي ذلــك آلاف مـن فـوهـات إطـاق الصواريخ التابعة لـ«حزب الله». وأضاف أنه سيواصل ضـرب مزيد من الأهـداف.كـمـا دوت صفارات الإنذار طوال الليل بعد إطلق العديد من الصواريخ والقذائف من لبنان والعراق. وقــال مـسـؤول فـي «المـقـاومـة الإسلمية فـــي الـــــعـــــراق»، وهــــي مــجــمــوعــة مـــن فـصـائـل مــســلــحــة مــتــحــالــفــة مــــع إيــــــــران، إنـــهـــا شـنـت هجمات بـصـواريـخ كـــروز وطــائــرات مسيرة مـتـفـجـرة عـلـى إســرائــيــل فـجـر الــيــوم الأحـــد، في إطار «مرحلة جديدة في جبهة الإسناد» مع لبنان. وأضـاف المسؤول: «التصعيد في لبنان يعني تصعيداً من العراق». مناصرون لـ«حزبالله» يحيطون بنعشالقيادي عقيل المنقول علىشاحنة عسكرية (رويترز) بيروت: نذيررضا نتنياهو: إذا لم يكن «حزبالله» فهم الرسالة فسيفهمها بعد الضربات : لن نقع بري لـ في «فخ» نتنياهو وننزلق إلى الحرب اســـتـــهـــداف «حــــــزب الــــلــــه» لــضــواحــي حيفا فـي رده على اغتيال إسرائيل عـدداً مـن قـيـاداتـه وكــــوادره العسكرية فـي عمق الضاحية الجنوبية لبيروت، لم يـؤدّ إلى تغيير قواعد الاشتباك وإسقاط الخطوط الحمراء، على غرار ما فعلته بقتل وجرح العشرات من المدنيين، بمقدار ما أنـه أراد بقصفه لضواحيها إرســاء قاعدة جديدة تـقـوم على أن قصف الضاحية يستدعي الرد بالمثل باستهداف الضواحي المحيطة بـحـيـفـا، مـــع فــــارق أســـاســـي يـتـعـلـق بـعـدم استهدافه المدنيين، وحصر ردّه بتوجيه ضـــربـــات صــاروخــيــة لــعــدد مـــن منشآتها العسكرية، ومن بينها المطار الذي انطلقت منه الطائرة الحربية التي قصفت المبنى الـــذي يـضـم المـلـجـأ الـــذي كـــان يشغله أبــرز الوجوه العسكرية في الحزب. فإسرائيل كانت قد استبقت رد الحزب بـشـن مـئـات الـــغـــارات عـلـى امــتــداد يـومـ ، مــســتــهــدفــة الــــقــــرى الـــجـــنـــوبـــيـــة الأمـــامـــيـــة والأخـــــــــرى الــــواقــــعــــة فــــي عـــمـــق الـــجـــنـــوب، وذلــــــك فــــي ســـيـــاق الـــخـــطـــة الـــتـــي وضـعـهـا رئــــيــــس حـــكـــومـــتـــهـــا بـــنـــيـــامـــ نــتــنــيــاهــو بتغيير الوضع على الأرض لضمان عودة المستوطنين إلى أماكن سكنهم في الشمال الإســرائــيــلــي، بــخــاف الــــرأي الـسـائـد لـدى المـجـتـمـع الـــدولـــي بـــأن لا مــجــال لـعـودتـهـم إلا بالتوصل إلى وقف النار في الجنوب، كشرط لتهدئة الوضع على امتداد الجبهة الشمالية. ضواحيحيفا مقابلضاحية بيروت لـكـن نـتـنـيـاهـو يـصـر عـلـى فـــرض أمـر واقــــع بـتـحـويـل مـنـطـقـة جــنــوب الليطاني إلى أرض محروقة غير صالحة للسكن من جهة، وبضرب البنى التحتية العسكرية لـــــ«حــــزب الــــلــــه» ومـــؤســـســـاتـــه، ومــواصـــلـــة اغتياله العدد الأكبر من قياداته وكـوادره الـــعـــســـكـــريـــة، بـــمـــا يــــفــــرض عـــلـــى الـــحـــزب الــتــســلــيــم بـــشـــروطـــه دون أي مـــقـــابـــل مـن جهة ثانية، وهذا ما يفسر مئات الغارات التي شنها الطيران الحربي الإسرائيلي، واسـتـهـدفـت الـبـلـدات الــحــدوديــة، وامـتـدت إلى تلك الواقعة في عمق الجنوب، والتي جـــاءت فــور تنفيذ الــغــارة على الضاحية الجنوبية وفــي أعـقـاب تفخيخها أجهزة اتصالات الحزب من «بيجر» ولا سلكية. ويراهن نتنياهو، كما تقول مصادر دبـلـومـاسـيـة غـربـيـة لـــ«الــشــرق الأوســــط»، عــلــى أن الـــحـــزب بــحــاجــة إلــــى وقــــت مـديـد لـــلـــخـــروج مـــن الـــصـــدمـــات الـــتـــي أصــابــتــه، ســـــواء بــاغــتــيــال هــــذا الـــعـــدد مـــن قــيــاداتــه وكــــــوادره الـعـسـكـريـة، أو تـفـجـيـر أجـهـزتـه الـــخـــاصـــة بــشــبــكــة اتــــصــــالاتــــه. ويـــــــرى أن الظروف مواتية للمضي في إنهاك الحزب على نحو يؤدي إلى شل قدراته القتالية، ولم يعد أمامه سوى الانصراف إلى إعادة ترتيب أوضاعه الداخلية. لكن الحزب، رغم حجم الصدمة التي أصابته، بادر للرد على كل هذه الاغتيالات باستهدافه ضواحي حيفا، لتمرير رسالة بأن لديه من القدرات والكفاءات ما يسمح بـــمـــلء الـــــفـــــراغ، رغـــــم أن مــســلــســل اغــتــيــال قياداته وكــوادره العسكرية أفقده ما لدى هؤلاء من خبرات قتالية كانت وراء تطوير إمكاناته وتعزيزها بأسلحة متطورة. نتنياهو يسعىلاستدراج «حزبالله» وإذ تستبعد المـــصـــادر الـدبـلـومـاسـيـة قـيـام نتنياهو بـاحـتـال جـــزء مــن الجنوب أو فـــصـــلـــه عــــن الــــبــــقــــاع بـــســـيـــطـــرة الــجــيــش الإسـرائـيـلـي على الطريق البقاعية المـؤديـة إلـــى ســـوريـــا، لــفــرض حــصــار يـمـنـع إيـصـال الإمــــدادات العسكرية إلــى وحــداتــه القتالية في الجنوب، فإنها ترجح في المقابل أنـه لا يـزال يراهن على اسـتـدراج الحزب للنزلاق نـــحـــو الـــــحـــــرب المــــفــــتــــوحــــة، بـــمـــا يـــســـمـــح لـه بـالـتـحـريـض عـلـيـه دولــيــ مــن نـاحـيـة، وجـر الــــولايــــات المــتــحــدة الأمــيــركــيــة لــلــدخــول في صــدام مـع إيـــران على خلفية أن أذرعـهـا في المــنــطــقــة، بــقــيــادة الـــقـــوة الـــضـــاربـــة المتمثلة بـالـحـزب، هـي مـن تـهـدد الاسـتـقـرار، وتعمل على زعزعته. إلا أن واشــــــنــــــطــــــن لـــــــن تــــلــــتــــفــــت إلـــــى التحريض الإسرائيلي على طهران، ما دام الـتـواصـل بينهما، حسب المـصـادر نفسها، لـــم يـنـقـطـع، وأن الأخـــيـــرة تـــراهـــن عــلــى فــوز المـــرشـــحـــة كــــامــــالا هــــاريــــس عـــلـــى مـنـافـسـهـا الــرئــاســي الـرئـيـس الـسـابـق دونـــالـــد تـرمـب، لـيـكـون فــي وسـعـهـا تـطـويـر الـــحـــوار لإعـــادة ترتيب العلقة بين البلدين، وهذا ما يفسر تقاطعهما على استيعاب التأزم في المنطقة. بري: لن نقع في فخ نتنياهو لـكـن رهــــان نـتـنـيـاهـو عـلـى اســـتـــدراج الــحــزب لـيـبـادر إلـــى تـوسـيـع الــحــرب ليس في محله، وسيكتشف أن رهانه لن يلقى الــتــجــاوب، وهـــذا مــا أكـــده رئـيـس المجلس الـــنـــيـــابـــي نـــبـــيـــه بـــــــري، بـــقـــولـــه لـــــ«الــــشــــرق الأوسـط» إن نتنياهو يستمر في تحويله الـــبـــلـــدات الــجــنــوبــيــة إلــــى أرض مــحــروقــة غير مأهولة يصعب العيش فيها بإتلفه مـسـاحـاتـهـا الـخـضــراء الـصـالـحـة لـلـزراعـة بالقنابل الفوسفورية الـحـارقـة، وتدمير المنازل وتسويتها بالأرض، وقتل المدنيين مــــن نــــســــاء وأطـــــفـــــال وشــــيــــوخ ومــسـعــفــ وعاملين في القطاع الصحي، و«نحن من جانبنا لا نريد الحرب ولـن ننزلق إليها، لـكـن مــن حقنا الــدفــاع عــن الـنـفـس بـكـل ما أوتـــيـــنـــا مـــن قــــوة وإمــــكــــانــــات، ولــــن نــدّخــر جهداً لتأمين مقومات الصمود لأهلنا في الجنوب لمنع إسرائيل من تهجيرهم». واتــــهــــم بـــــري نــتــنــيــاهــو بــــأنــــه يـضـغـط بـالـنـار لـجـر لـبـنـان والمـنـطـقـة لــحــرب كـبـرى، و«نـحـن مـن جانبنا لـن ننجر، ولــن نقع في الـفـخ الإسـرائـيـلـي، لا بــل سـنـقـاوم مخططه، ونـــتـــمـــســـك بــــقــــواعــــد الاشـــــتـــــبـــــاك، ونـــطـــالـــب ، ومــــا عــلــى المـجـتـمـع 1701 بـتـطـبـيـق الـــقـــرار الـــدولـــي إلا الـضـغـط لتطبيقه عـلـى جانبي الـــــحـــــدود بـــــإلـــــزام إســــرائــــيــــل بــــوقــــف خــرقــهــا الأجواء اللبنانية، ونطالب الولايات المتحدة الأميركية بـأن تمارس الضغط الكافي على نتنياهو لوقف عدوانه على لبنان، بدلاً من أن تتركه يبتزها، ويشل قدرتها على التحرك لــــوقــــف الــــــعــــــدوان، ويـــتـــفـــلّـــت مــــن الـــضـــغـــوط لوقف الــعــدوان، وهـو يستغل اقـتـراب موعد الانتخابات الرئاسية الــذي يدفع واشنطن إلى التردد في حسم موقفها للقيام بالضغط المـــطـــلـــوب، وضـــمـــان وقــــف الــــنــــار، والـــشـــروع على نار حامية». 1701 بوضع تطبيق القرار بيروت: محمد شقير واشنطن تحاول لجم الهجوم مثلما حاولت بشأن رفح إلى أين يصل تصعيد إسرائيل في لبنان؟ الـتـصـعـيـد الإســـرائـــيـــلـــي ضـــد «حـــزب الـــلـــه» فـــي لــبــنــان جــــاء بــالــتــأكــيــد لأهــــداف عسكرية تكتيكية واستراتيجية، لكنه جاء لكثير من الأسـبـاب الداخلية الإسرائيلية أيضاً، السياسية والحزبية. وهذه وصفة لــحــرب طــويــلــة تـسـعـى الإدارة الأمـيـركـيـة لــتــقــصــيــرهــا وتـــضـــيـــيـــق نـــطـــاقـــهـــا، ولـــكـــنّ السياسيين في إسرائيل يتندّرون بالقول: يحاولون لجمنا كما فعلوا في رفح! أمـــــا الأهـــــــــداف الـــعـــســـكـــريـــة، فـتـتـعـلـق بتغيير الـتـوجـه الاسـتـراتـيـجـي الـــذي كان سائداً حتى الآن. وهو: اليوم نجحت إيران فـــي فـتـح سـبـع جـبـهـات ضــدنــا وأدخـلـتـنـا فـــي حـــرب اســتــنــزاف مـــريـــرة ونــحــن نلعب فـي ملعبها. يجب أن نتوقف هنا ونعيد الحسابات ونتفرغ لمحاربة إيران نفسها، فـهـي رأس الـحـيـة. ولــذلــك، طـالـب الجيش بوقف الحرب مع غزة وبالتالي مع لبنان، حتى يتفرغ للحرب الكبرى. لـكـنّ نتنياهو رفـــض الـصـفـقـة. وراح يحرضعلى الجيش، بأنه لا يريد الحسم، ولا يريد تحقيق أهداف الحرب. وفي الوقت ذاته، خرج قسم العمليات فـي رئـاسـة الأركــــان بنظرية جـديـدة تقول إن إيران تبني معركتها بالاستناد الكبير إلـى «حـزب الله». فـإذا هاجمتها إسرائيل فسيكون لـ«حزب الله» دور ضخم. لذلك، لا يقوم «حزب الله» اليوم بتفعيل الصواريخ الدقيقة والباليستية التي يمتلكها. فهذه ليست لمعركة الإسـنـاد بل للحرب الكبرى مع الأخ الأكبر في طهران. لذلك، تقرر قلب المـعـادلـة: أولاً «حـــزب الـلـه» ومــن بعد ذلك إيران. عــلــى الـصـعـيـد الــســيــاســي الــداخــلــي، يـــســـود غــلــيــان فـــي الــــشــــارع الإســـرائـــيـــلـــي. فـــقـــيـــام «حــــــزب الــــلــــه» بـــقـــذف الـــصـــواريـــخ، يومياً، تحت لافتة «الإسناد للفلسطينيين وحـمـاس والمـقـاومـة فـي قطاع غـــزة»، يثير مــوجــة غــضــب بـــ الإســرائــيــلــيــ عـمـومـ وسكان الشمال النازحين عن بيوتهم منذ شــهــراُ، ومـسـتـوطـنـات الــجــولان بشكل 11 خاص. فـــــــــهـــــــــؤلاء لا يـــــهـــــتـــــمـــــون لــــــلــــــغــــــارات الإســـرائـــيـــلـــيـــة عـــلـــى لـــبـــنـــان، ولا يـكـتـفـون بـــالأنـــبـــاء عـــن تــدمــيــر بـــطـــاريـــات صــواريــخ «حـــزب الــلــه» ولا تـدمـيـر الــقــرى اللبنانية ولا حـتـى الاغـــتـــيـــالات الـنـوعـيـة الــعــديــدة. ويــــــــرون أن إســــرائــــيــــل فـــقـــدت تـــمـــامـــ قـــوة ردعــــهــــا عـــلـــى هـــــذه الـــجـــبـــهـــة. ويـــطـــالـــبـــون بـــعـــمـــلـــيـــة حــــربــــيــــة واســـــعـــــة تـــــقـــــوّض قــــوة «حماس» وتُنهي الحرب بضربات شديدة التأثير تعيد السكان بأمان إلى بيوتهم، وإلــــى مـصـانـعـهـم ومـــزارعـــهـــم ومـتـاجـرهـم ومرافقهم السياحية. ولمّــــا كــــان رئــيــس الــحــكــومــة بنيامين نتنياهو، ووزراؤه من جهة، وقادة الجيش مـــن جــهــة ثـــانـــيـــة، يــــهــــددون «حـــــزب الـــلـــه»، والــــقــــادة الــعــســكــريــون يـــنـــشـــرون الـخـطـط لاجـتـيـاح لبنان ويبلغون عـن التدريبات الـــجـــاريـــة مــــرة أو مـــرتـــ فـــي الــشــهــر على احــتــال بــلــدات وأنـــفـــاق لـبـنـانـيـة، فـقـد زاد الحماس الجماهيري لهذه الحرب. وعلى مـــدار ثمانية أشـهـر، أشـــارت استطلعات في 51 الـرأي إلى أن غالبية المواطنين، من فــي المـــائـــة، يـــؤيــدون خـوض 63 المــائــة إلـــى حرب مع حزب الله، حتى لو اتسعت لحرب شاملة. حــتــى قـــــادة المـــعـــارضـــة «الــلــيــبــرالــيــة» اليمينية والوسطى، بيني غانتس ويائير لبيد وأفيغدور ليبرمان وجدعون ساعر، ينضمون إلى الدعوة لاستعادة الردع مع «حـــزب الــلــه». وراح الـيـمـ يتهم الجيش بالعجز والـخـوف من الـحـرب، والمعارضة تـــتـــهـــم نـــتـــنـــيـــاهـــو بـــــأنـــــه يـــلـــجـــم الـــجـــيـــش ويـمـنـعـه مـــن إشـــعـــال الـــحـــرب. وراح أبـعـد من ذلك فاتّهم وزيـر دفاعه يـوآف غالانت، بمعارضة الهجوم على «حزب الله» وراح يُـــعـــدّ خــطــة لإقـــالـــتـــه واســـتـــبـــدالـــه جــدعــون ساعر به. الجيش خشي من هذه الأجواء وأدرك أنـه عالق بين مصيبتين؛ فـإذا شن الحرب سـيـخـدم أهـــــداف الــيــمــ ، ويــعــرقــل صفقة مع «حماس» حول غزة. وإذا لم يفعل فإن هيبته تهتز مرة أخرى وشعبيته تُضرب وتنخفض. فراح يدير حملة يقول فيها إنه قـادر على تحويل بيروت إلـى غـزة ثانية، لـــكـــنّ «لـــذلـــك ثـمـنـ بــاهــظــ عـلـيـنـا تـحـمـلـه؛ تدمير أحـيـاء فـي تـل أبيب وحيفا ومقتل آلاف الإسرائيليين». ولما رأى أن الجمهور لا يــتــأثــر ويـــواصـــل المــطــالــبــة بـــحـــرب، بــدأ يتحرك. فــــــإذا رد «حــــــزب الــــلــــه» بــشــكــل فـعـلـي وضـــرب مدنيين أو مـدنـ وأوقـــع مصابين كـثـيـريـن تــــردّ إســرائــيــل بــضــربــات ماحقة تـــدمّـــر فـيـهـا الــضـاحــيــة الـجـنـوبـيـة ومــدنــ فـــي الـــبـــقـــاع وتـــدفـــع مَــــن تـبـقـى مـــن أهــالــي ألـــف من 300 الـجـنـوب (الـتـقـديـر أن هـنـاك ألف في الجنوب ما زالوا في 400 مجموع بلداتهم)، يـريـدون ترحيلهم إلــى شمالي نهر الليطاني. تل أبيب: نظير مجلي جنود إسرائيليون في مستشفى للطوارئ قربحيفا أمس(أ.ف.ب)

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky