issue16735

الثقافة CULTURE 17 Issue 16735 - العدد Sunday - 2024/9/22 األحد كتاب «أصوات» لمحمد رضا نصر هللا «كباب» ألمل دنقل وتوضيح من نزار قباني وغزليات لميعة عمارة عن دار «سطور» للنشر والتوزيع في بــغــداد، صـــدر مــؤخــرًا كـتـاب جـديـد للكاتب واإلعــــامــــي الـــســـعـــودي مـحـمـد رضــــا نصر الــلــه، بــعــنــوان: «أصـــــوات فــي األدب والـفـكـر واالجتماع». واملؤلف هو إعلمي وكاتب سعودي، عــمــل فـــي عــــدة صــحــف ســـعـــوديـــة، وأصــبــح مــشــرفــا ثــقــافــيّــا فـــي جــريــدة 1976 فـــي عــــام «الرياض»، كما عُي مديرًا لتحرير «الرياض األسـبـوعـي»، بـاإلضـافـة إلــى أنــه كــان يكتب زاويـة أطلق عليها مسمّى «أصـوات» بدأها ، وعي 1978 في جريدة «الـريـاض» في عام عضوًا فـي مجلس الـشـورى السعودي عام .2005 وقــدم محمد رضـا نصر الله عــددًا من الــبــرامــج الـتـلـفـزيـونـيـة الـــحـــواريـــة الثقافية والسياسية مـن أبـرزهـا برنامج «هــذا هو» اســـتـــضـــاف فــيــهــا نـــخـــبـــة مــــن أملـــــع املـثـقـفـن واملـــفـــكـــريـــن الــــعــــرب واألجـــــانـــــب عـــلـــى مـــدى سـنـوات طـويـلـة، ومــن بينها: «الكلمة تـدق ساعة»، و«وجها لوجه»، و«حدث وحوار»، و«مــــواجــــهــــة مــــع الــــعــــصــــر»، و«هــــــــذا هــــو»، وكــان مـن أبــرز مـن استضافهم فـي برامجه تـــلـــك: حـــمـــد الـــجـــاســـر، وغـــــــازي الـقـصـيـبـي، ومحمد حسن عواد، وعزيز ضياء، وأحمد الـسـبـاعـي، وتـوفـيـق الحكيم، وزكـــي نجيب مـــحـــمـــود، وأحــــمــــد بـــهـــاء الــــديــــن، ويـــوســـف إدريـــــــــس، وأدونــــــيــــــس، وبـــلـــنـــد الـــحـــيـــدري، ومــحــمــد بـــن عــيــســى، والـــشـــاذلـــي الـقـلـيـبـي، وحـنـان عــشــراوي، وصموئيل هنتنغتون، وپول فندلي، ومراد هوفمان، وغيرهم. عــنــاويــن املـــقـــاالت فـــي كــتــاب «أصــــوات فـــــي األدب والــــفــــكــــر واالجــــــتــــــمــــــاع» تـــأخـــذ الـــــقـــــارئ فــــي رحــــلــــة ثــــريــــة مــــع شــخــصــيــات فكرية وأدبـيـة وثقافية عربية وعاملية، مع قـــراءة بـانـورامـيـة لـلـتـراث الثقافي واألدبـــي لـلـشـخـصـيـات بـصـيـغـة ســجــالــيــة ونــقــديــة، نقرأ منها «بی عكاز نزار قباني... ونظارة طـــه حـــســـن»، «جـــولـــة مـــع الـــجـــابـــري»، «مــع توفيق الحكيم في كازينو بترو»، «علقتي بــيــوســف إدريــــــــس»، «بــــرتــــوكــــوالت حـكـمـاء ريـــش»، «سـيـرة عبد الـوهـاب املسيري غير املوضوعية»، «جلسنوست محمود أمي الـعـالـم املــتــأخــرة»، «بـيـريـسـتـرويـكـا سميح القاسم املـتـأخـرة!»، «سميح القاسم وعـرب الــــدشــــاديــــش»، «لـــقـــاء مـــع فـــــدوى طـــوقـــان»، «حـــــــــــوار أنـــــدلـــــســـــي مــــــع فـــــــــدوى طــــــوقــــــان»، «غـوركـي ينشر قصائد الريحاني بترجمة كــراتــشــكــوفــســكــي»، «مــــن الــشــعــر األرســـطـــي إلى بؤس البنيوية»، «مثاقفة محمد جابر األنــــصــــاري الـــبـــاريـــســـيـــة»، «الــبــيــروقــراطــيــة القصيبية»، «غـــازي القصيبي... واإلبـــداع املـــركـــب»، «هـــل كـــان جـــاك بــيــرك مـسـلـمـا؟!»، «رامبو يصفع... علي شماخ»، «قراءة أولى فـي شعر أبــي البحر الـخـطـي»، «حــمــادي... وأوراق ضــائــعــة مـــن حـــيـــاة خـــالـــد الـــفـــرج»، «أسماء متنازع عليها بي اململكة والعراق»، «جنتلمانية االستعمار... بي الطيب صالح والجواهري»، «ريادة علي جواد الطاهر في تــدريــس األدب الـسـعـودي وصـنـاعـة معجم مـــطـــبـــوعـــاتـــه»، «أيـــهـــا الــــعــــراق هـــا خـرجـت مـن مـزرعـة الـبـصـل»، «تشومسكي الضائع بــــن نـــجـــومـــيـــة فــــريــــدمــــان»، «حـــســـن ظــاظــا وكــشــكــولــه»، «د.عـــبـــد الــلــه الـــغـــذامـــي يكتب حول مقال (الجاحظ يحذر العرب)». الحفر في الصخر مــــقــــدمــــة الـــــكـــــتـــــاب، كـــتـــبـــهـــا الــــدكــــتــــور نـــزار عبيد مــدنــي، وزيـــر الــدولـــة للشؤون الــخــارجــيّــة الـــســـعـــودي الـــســـابـــق، وحـمـلـت عـنـوان: «محمّد رضـا نصر الله األديـــب... املفكّر... اإلعلمي»، تحدث فيها عن الكاتب قائلً: «منذ أن عَرَفْتُه وجدتُه مثقّفا، واعيا صبورًا، ذا تفكير عقلني، وطبيعة هادئة، قوي الحجة، سديد الـرأي، واضح الرؤية، يــحــمــل فــــي داخــــلــــه قــلــبــا يــنــبــض بــالــحــب والـــتـــســـامـــح، ويـــنـــبـــذ الـــتـــعـــصّـــب والـــغـــلـــو، ويــــرفــــض الــــصــــراعــــات واملــــنــــازعــــات، دون الــتــنــازل عـمّــا يـعـتـقـده يـصـب فــي الصالح الـــعـــام (...) عـلـمـت مـــن سـيـرتـه أن طريقه نـحـو الـشـهـرة والـنـجـومـيـة لــم يـكـن ممهدًا مـفـروشـا بــالــورود والــريــاحــن، وال خاليا مـن الـعـثـرات والعقبات والـكـبـوات، ولكنه تمكّن بمخزونه الثري من الصبر واإلرادة والعزيمة من تجاوز كل الصعاب، وتخطّى جميع العقبات، إلى أن غدا قامة من قامات الفكر والثقافة فـي اململكة، ومــن جهابذة اإلعلم املكتوب واملرئي، ومن الذين حفروا في الصخر حتى أصبح شخصية مرموقة يُشار إليها بالبنان في وطنه وفي خارج .)10 وطنه» (ص كباب ألمل دنقل يتحدث فـي هـذا الكتاب عـن لقاءاته بـــالـــعـــديـــد مــــن أعــــمــــدة األدب الـــعـــربـــي فـي مــراحــل مـبـكـرة مــن حـيـاتـه: «... وأنـــا على عتبة الدراسة الجامعية، (سافرتُ) صوب م، ملقابلة توفيق 1974 القاهرة صيف سنة الحكيم ونجيب محفوظ ويوسف إدريس وعـــبـــد الــرحــمــن الـــشـــرقـــاوي وصـــــاح عبد .)21 الصبور وأمل دنقل»... (ص ومن الطريف هنا قصة لقائه بالشاعر ، لم ١٩67 أمـــل دنــقــل، يــقــول: «بـعـد هـزيـمـة يــتــقــدّم شــاعــر عــربــي إلـــى الـــوعـــي الـقـومـي خارج ظاهرة شعراء املقاومة الفلسطينية – مثلما تقدم الشاعر املصري أمل دنقل... كان صوتا شعريا جديدًا، اتسم بالبساطة الجارحة والنبوءة الشعرية النافذة، إلى أعــصــاب الــوطــن الـعـربـي املـــشـــدودة. فقبل وقوع الكارثة، كان أمل يتقمص روح زرقاء اليمامة، املعروفة في امليثولوجيا العربية بحدّة البصر، درجـة مكنتها من اكتشاف العدو املتربص بقبيلتها، وهو في طريقه بجيشه إليها غازيا، منبها السلطة... بعد مـــســـامـــرات ومــنــاقــشــات و(مـــنـــاكـــفـــات) في أماسي مقهى (ريش) الشهير، املتفرع من ميدان طلعت حرب، اتفقت وأمل دنقل على إجراء حديث صحافي لجريدة (الرياض)، غير أنه اشترط أن أتكفل بعد االنتهاء من هذه املهمة العسيرة بعشائه بطبق كباب، وأن يبيت في شقتي بشارع عماد الدين... وبي هذه الليلة وتلك، كان أمل يستجيب لطلباتي فـي إلـقـاء قصائده عندما يكون .)23 مزاجه صفوًا» (ص السيّاب ولميعة و«جيكور» فــــي مـــكـــان آخـــــر مــــن الــــكــــتــــاب، يــســرد مــشــهــدًا مـــن حـــيـــاة الـــشـــاعـــر الـــعـــراقـــي بــدر م، 1979 أيلول 23 شاكر السياب: «بتاريخ كنت ليلتها في دار السياب في البصرة، بعد زيارة (منزل األقنان) في قريته جيكور مسقط رأسه، وقد التقيت فلحي من أهله وجــيــرانــه، كـمـا الـتـقـيـت صــهــره فــــؤاد عبد الجليل، وابنتيه غـيـداء وآالء مـن زوجته إقبال. قبلها اكتشفت من خلل قراءتي في كـتـاب (تـاريـخ األقـطـار العربية الحديث)، للمستعرب الــروســي الضخم (لوتسكي) أن أسرة السيّاب كانت ذات ماض إقطاعي، إن لم يكن باملصطلح املاركسي، فإنها على أي حال أسرة امتلكت األراضي الزراعية»، ثم يقول: «ألهذا يستعيد السياب ال وعيه التاريخي فـي ديـوانـه (مـنـزل األقـــنـــان)؟... فقد وجدت بيت أسرة السياب في جيكور فسيح الباحة، كبير املساحة، بدا متهاويا بأطلل مجد غابر، وكــان الشعراء العرب مـن زوار مهرجانات بـغـداد يقفون عليه، كــمــا كــــان شـــعـــراء الـجـاهـلـيـة يــقــفــون على أطــالــهــم، ويــتــأمــلــون فـــي (شـــبـــاك وفـيـقـة) إحــــــدى مــلــهــمــات الــــشــــاعــــر، ويـــــا لـــهـــن مـن .)26 ملهمات» (ص ثـــم يــــورد حـديـثـا لـلـشـاعـرة الـعـراقـيـة مليعة عباس عمارة عن علقتها بالسيّاب: «لـــــــم تـــــتـــــردد الـــــشـــــاعـــــرة الــــعــــراقــــيــــة ملــيــعــة عـــبـــاس عـــــمـــــارة، حــــن الــتــقــيــتــهــا فــــي أبـــو م، فــي الـحـديـث مـعـي عن 1996 ظـبـي سـنـة افــتــتــان الــســيــاب بـجـمـالـهـا الــفــاتــن، وهما عـلـى مـقـاعـد الــــدرس الـجـامـعـي فــي معهد دار املــعــلــمــن الــعــالــيــة بـــبـــغـــداد منتصف األربعينيات امليلدية من القرن املنصرم». ثـم يـتـنـدّر مـن مبالغة الـسـيـاب فـي وصف نهر «جـيـكـور»: «وألن مـن طبيعة الشاعر الرومانسي املبالغة واإلغراق في التخييل، فقد هالني مرأى نهر (جيكور)! فلم أجده ســوى (نهير) أو ساقية نخيل فـي إحـدى قرى القطيف، إال أن خضرة جيكور شكلت عـــنـــصـــرًا أســــاســــيــــا، فــــي صـــيـــاغـــة مـفـتـتـح قصيدة السياب الشهيرة (أنشودة املطر)، فـإذا بعيني حبيبته: غابتا نخيل ساعة الــســحــر / أو شــرفــتــان راح يــنــأى عنهما القمر / عيناك حي تبسمان تورق الكروم/ وترقص األضواء كاألقمار في نهر / يرجُّه املــــجــــداف وهـــنـــا ســـاعـــة الـــســـحـــر / كـأنـمـا تنبض فــي غـوريـهـمـا الـنـجـوم / أنـشـودة .)27 ،26 املطر / مطر... مطر... مطر» (ص مع نزار في لندن يـــســـرد فـــي هــــذا الـــكـــتـــاب قــصــة لـقـائـه بــالــشـــاعـــر الــــســــوري نــــــزار قـــبـــانـــي، يـــقـــول: «كانت البداية في شهر مارس (آذار) سنة على ضفاف احتفال لجائزة سلطان 1994 العويس أقيم في فندق في الشارقة، حي أطل نزار بصحبة ابنته زينب، من زوجته الـــعـــراقـــيـــة بــلــقــيــس، وأســــفــــر الـــلـــقـــاء الــــذي بــدأ بعتاب على إجـــراء حــوار معه، وكــرّت سبحة اللقاءات في أماكن متعددة، أبرزها الــلــقــاءات املــتــعــددة فــي شـقـة نـــزار األنيقة فــــي حــــي (نــــايــــس بــــريــــج) فــــي لـــنـــدن وفـــي أحــدهــا سـألـتـه عــن مـنـاوشـتـه الـبـارعـة مع مــارون عبود، فقد كتب منتقدًا واحــدًا من دواويــنــه، مشيدا فـي املـقـال نفسه بجديد صـوره، في دواوينه األربعة األولـــى... هل كان يخشى شيخ النقّاد اللبنانيي في رده النثري الرقيق عليه، وهو يشكر التفاتته إلـــى شــعــره الـــشـــاب، واصــفــا إيــــاه بشجرة السنديان التي تنقر العصافير الصغيرة مناقيرها على جذعها الضخم؟ فأجابني: ال... يا رضا... ليست خشية وإنما احترام، فقد كــان مـــارون عـبـود وجيله فـي لبنان، ومنير العجلني ومجايلوه فـي سوريا، وأنــــــــور املـــــعـــــداوي ورفـــــقـــــاه فــــي الـــقـــاهـــرة، أســــاتــــذة بـــحـــق وحـــقـــيـــق، لـــيـــســـوا كـــأدبـــاء وشعراء هذه األيام، وقد صب جام غضبه عــلــى شـــعـــراء الـــحـــداثـــة الـــعـــرب، مـــن الــذيــن فتكوا بقصائدهم الضبابية ذوق املتلقي .)50 العربي» (ص لـكـن الـلـقـاء األبــــرز مــع نـــزار تـــم أيضا فـي شقته اللندنية، وفيها يقول الكاتب: «عـــاتـــبـــتـــه ذات جـــلـــســـة مـــعـــه فـــــي الــشــقــة الـــلـــنـــدنـــيـــة نـفـسـهــا عـــلـــى إســــــاءاتــــــه ألهـــل الخليج، التي ابتدأت منذ قصيدته (الحب والـــبـــتـــرول)، فـحـكـى لـــي مـنـاسـبـتـهـا وأنـــه كتبها في شخصية معيّنة غير سعودية اقترنت بفاتنة سورية من أسرة معروفة، كـــانـــت تــصــحــبــه فــــي حـــفـــات االســـتـــقـــبـــال و(الـدواويـن)، وأردف: إن اململكة لم تصف مــعــه أي حـــســـاب، لــقــد اسـتـقـبـلـت أخــــاه د. رشــــيــــد فـــــي أحــــــد مـــســـتـــشـــفـــيـــات الــــريــــاض .)51 لسنوات طويلة» (ص الدمام: ميرزا الخويلدي يتحدث المؤلف في كتابه الصادر حديثا عن لقاءاته بالعديد من أعمدة األدب العربي في مراحل مبكرة ًمن حياته مضت األيام التي كان القص الشعبي فيها مهمشا ومهمال «تشيللو» تلهم آل الشيخ فكرة مشروع «جائزة القلم الذهبي» 1994 شـهـد شـهـر أكـتـوبـر (تـشـريـن األول) مــن عـــام حـدثـا مهما ذا صـلـة بـالـسـيـرة اإلبــداعــيــة لـكـاتـب الـرعـب واإلثــــارة األمـيـركـي الشهير ستيفن كِــيـنـغ. ففي الـواحـد والثلثي من ذلك الشهر، حملت مجلة «ذا نيو يوركر»، إلـى قرائها، وألول مـرة في تاريخها، قصة من قصصه الـقـصـيـرة: «الـــرجـــل فــي الـبـدلـة الـــســـوداء». وقـبـل القصة سالفة الذكر، وفي الشهر نفسه، صدر آخر عدد من مجلة »، محتويا قصة أخرى لكينغ؛ قصة Antaeus - «أنتيياس «ويلي األعمى». «أنتيياس» مجلة أدبية فصلية، أسسها فـي مدينة طنجة دانـيـال هالبيرن وبــول بـاولـز. وتولى .1970 تحريرها هالِبيرن. صدر عددها األول في صيف واستمرت تصدر في طنجة إلى حي انتقالها إلى مقرها الـجـديـد فــي نــيــويــورك منتصف الـثـمـانـيـنـات مــن الـقـرن املاضي، لتشهد نيويورك صدور العدد األخير منها. ، يمتد تسعة وعشرون 1965 و 1994 وبي العامي عـــامـــا، هـــي املـــــدة الـــتـــي تــفــصــل بـــن نــشــر قــصــتــي كينغ املذكورتي أعله، ونشر قصته «كنت لص قبور مراهقا» فــي مجلة املعجبي «كـومـيـكـس ريـفـيـو». أمـــا أول قصة تــلــقــى مـــقـــابـــا مــالــيــا عــلــى نـــشـــرهـــا، فــكــانــت «األرضـــيـــة الزجاجية»، نُــشِــرَت في مجلة «قصص غامضة مرعبة» .1967 في تغير في المناخ الثقافي بـنـشـرهـمـا قـصـتـي كـيـنـغ، أسـهـمـت املـجـلـتـان في ردم أخـــدود صغير مـن األخـاديـد الفاصلة فـي الثقافة الــســائــدة بــن مــا هــو «نــخــبــوي» و«شــعــبــي». ويـوحـي فعل املجلتي بحدوث تغير في املناخ الثقافي األدبي ،»popular fiction« واألكـاديـمـي تجاه القص الشعبي أو الفن القصصي الشعبي، كما يسميه البعض؛ تغير ظهرت إرهاصاته في الثمانينات، وتبلور وبلغ إحدى ذرواته كما يبدو في منح جامعة كولومبيا األميركية في نيويورك جائزة «بوليتزر» لرواية «يمامة وحيدة - » ملؤلف روايات «الويسترن» والسيناريست الري 1985 ماكميرتري. ذكرت هذا في مقالة سابقة. نفسه، وبـــدون أن يعلم كينغ أو 1994 وفــي عــام غيره من كُتّاب القص الشعبي، وال حتى أميركا كلها، باستثناء بعض طلب األكاديمي والروائي األميركي ديفيد فوستر واالس، وربما بعض زملئه أيضا؛ كانت » ورواية ماكميرتري «يمامة 1976 - رواية كينغ «كاري » لتوماس 1988 - وحــيــدة»، وكـذلـك «صـمـت الـحـمـان هــــاريــــس، ضــمــن قــائــمــة مـــن ثــمــانــيــة كــتــب مـــن الـقـص الشعبي اخـتـارهـا واالس لتدريسها فـي «مـقـرر اللغة - التحليل األدبي» في فصل الخريف. 102 اإلنجليزية تحذير واالس يـوضـح واالس للطلب املحتملي ضمن وصفه للمقرر، في الخطة الدراسية التي عُثر عليها في مكتبه »102 - ، أن مقرر «اللغة اإلنجليزية 2008 بعد موته في يــهــدف إلــــى إطــاعــهــم وتـعـريـفـهـم عــلــى بــعــض الــطــرق لــقــراءة الـقـص على نحو أكـثـر عمقا، وإكـسـابـهـم رؤى للكيفية التي تشتغل بها بعض النصوص، وألجل أن تتبلور لديهم أسباب ذكية، سواء لحب أو لعدم حب أي نص. وفي األخير، للكتابة بوضوح وعلى نحو مقنع. ويـــضـــيـــف أنــــهــــم ســــيــــقــــرأون مـــجـــمـــوعـــة مــتــنــوعــة مــــن أجــــنــــاس الـــقـــص الــــــذي يـــعـــد شــعــبــيــا أو تـــجـــاريـــا: الــــغــــمــــوض، الـــــرعـــــب، الـــبـــولـــيـــســـي، ويــــســــتــــرن، ونــــــوار )، والفانتازي. وسيتجلى نجاح «الـكـورس» في Noir( اكتسابهم القدرة، في نهايته، على اكتشاف وتحديد التقنيات املتطورة والثيمات الكامنة تحت السطح في الروايات التي ال تبدو سوى للترفيه بالقراءة السريعة خلل سفر بالطائرة أو جلسة على الشاطئ. ويـحـذر طـابـه أال يـدعـوا الصفات الـتـي قـد تبدو خفيفة الــــوزن، على حـد قـولـه، تضلهم وتـقـودهـم إلى االعتقاد بـأن هـذا «الــكــورس» مضيعة للوقت. ويؤكد أن تفكيك وقـراءة تلك النصوص نقديا سيكونان أشد صـعـوبـة مــن تفكيك وقــــراءة الـنـصـوص «األدبـــيـــة» من ًوجهة نظر تقليدية. واالس لم يكن وحيدا الــافــت واملــهــم أن واالس، الـــروائـــي الــــذي أقحمه النقاد في قوالب تصنيفات عدة، لم يكن أستاذ األدب الوحيد الذي درّس نصوصا من القص الشعبي، خلل عقد التسعينات بالذات. وكما ذكرت في مقالتي «جدار عــازل يقسم الثقافة إلـى ثقافتي والـقـص إلـى قصي» »، حدث تغير دراماتيكي 2023/9/5 - (الشرق األوسط فــي املــوقــف التقليدي املـتـعـالـي تـجـاه الـقـص الشعبي أفضى إلـى حــدوث مـا يمكن وصفه بالطفرة فـي نقده والتنظير عنه ودراسته. «ميتالِيبسيس» في القص الشعبي ذات أيــــام كــرّسْــتُــهــا لــلــقــراءة عـــن «مـيـتـالـيـبـسـيـس»، املصطلح الــذي نقله جـيـرار جينيت مـن البلغة إلـى علم السرد، الكلسيكي كما يسمى اآلن بعد الظهور االنفجاري لعلوم السرد ما بعد الكلسيكية ابـتـداء من التسعينات أيــضــا، اكتشفت وجـــود كـتـاب بـعـنـوان «عـنـدمـا تتصادم عوالم القصة... ميتاليبسيس في القص الشعبي والفيلم » للدكتور جف ثوس املتخصص في 2015 ، والكوميكس نظرية السرد، وعلم السرد عبر الوسائطي. يطرح د. ثوس في كتابه نظريته عن «ميتاليبسيس» ويـطـبـقـهـا عــلــى األشــــكــــال الـــســـرديـــة الـــثـــاثـــة الـــــــواردة في العنوان الثانوي. كان رأيي فيه، بعد االنتهاء من قراءته، وال يـــزال، أنـه مـن أفضل الكتب القليلة التي قرأتها التي تتناول ظاهرة «ميتاليبسيس» تنظيرًا وتطبيقا. وأكثر مـا أدهشني فيه - ربما ألنني لـم أتوقعه بتلك الكثافة - تجلي «ميتاليبسيس» كمكون فني وخصصية جمالية فـــي الـــقـــص الــشــعــبــي. وكـــــان سـتـيـفـن كـيـنـغ حــــاضــــرًا، مع » عبر Fiction - أسماء أخــرى، في الفصل الثاني «القص سلسلة روايته «برج الظلم» بأجزائها الثمانية، وقصته القصيرة «حالة أَمْني األخيرة». مضت أيام التهميش لقد مضت األيـــام التي كــان القص الشعبي فيها مهمشا ومهمل من املُنَظِّرين والنُقّاد، وازداد عدد أبواب قاعات الدراسة في املرحلتي الثانوية والجامعية التي انفتحت، وتنفتح، أمـام نصوصه في كل من الواليات املتحدة األمـيـركـيـة، واململكة املـتـحـدة، وآيـرلـنـدا، وفي دول أخـــرى وفـقـا ملـا يـذكـره بيرنيس ميرفي وستيفن ماتِرسَن في مقدمة الكتاب «القص الشعبي في القرن الــواحــد والـعـشـريـن»، الــصــادر عــن جـامـعـة أدنــبــرة في فـــازت الـــروايـــة «السكة 2017 . قـبـل ذلـــك فــي عـــام 2018 الحديدية تحت األرض» لكولسون وايتهيد بجائزة «بـولـيـتـزر»، وكـانـت قـد وصـلـت إلــى القائمة القصيرة أيضا لجائزة «آرثـــر سـي كـــارك» البريطانية للخيال الـعـلـمـي. ذكــــرت هـــذا سـابـقـا أيـــضـــا. وكــــان مـــن أسـبـاب فــوزهــا وفـــوز روايــــة مـاكـمـيـرتـري بـجـائـزة «بـولـيـتـزر» تقليصهما للفجوة بينهما والرواية األدبية، كما يقال. * ناقد وكاتب سعودي *د. مبارك الخالدي أسامة المسلم النص الكامل على الموقع اإللكتروني تركي آل الشيخ

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==