issue16734

ثـمـة مـقـولـة دارجـــــة فـــي الــحــيــاة الـعـربـيـة تـــقـــول: «أن تـأتـي متأخرًا خير من أال تأتي»، واألصح منها قول: أن تأتي متأخرًا/ متأخرة خير من أن تتأخر أكثر. أسـاس التصحيح في املقولة، أن األمـــــر ال يـقـتـصـر عــلــى الـــنـــاس وعـــلـــى الــــرجــــال أســــاســــا، كما يوحي القول، بل هو يشمل املذكر واملؤنث، كما يشمل الظواهر الطبيعية والقضايا االجتماعية، سواء كانت تتصل باألولى كما فـي العواصف واألمــطــار، وتتحكم الطبيعة فـي نــزول وانقطاع األخـــيـــرة وفـــق عـــوامـــل مـــحـــددة، أو فـــي مـــبـــادرة الـــنـــاس ملعالجة أمــراض ومشاكل تضرب مجتمعاتهم، وتهدد تطورها كما في ظواهر بينها التطرف واالستبداد والكراهية، وكلها استحقت اهتماما وجهدًا بشريا على مر العصور من أجل تحسني حياة اإلنـسـان وتسهيلها، ســواء فيما فعله فـي العالقة مـع الطبيعة من حوله، أو في العالقات اإلنسانية في جوانبها املختلفة وفي مستوياتها املتعددة. الــــوقــــوف عــنــد املـــقـــولـــة لـــه ارتــــبــــاط وثـــيـــق بــمــا تـــزايـــد لــدى الـسـوريـ مــن إحــســاس بالغلبة والـظـلـم الــ حــق بـهـم مـنـذ عـام ، عـنـدمـا طـالـبـوا بحقوقهم وبـــإحـــداث تـغـيـيـرات سياسية 2011 واقتصادية واجتماعية في حياتهم، تضعهم في مسار التطور العام الـذي يسير إليه العالم، لكن مطالبهم رُفضت، وزاد على الرفض أن جاءهم رد صاعق ومدمر في حرب قُتل فيها وجُرح، واعـــتُـــقـــل واخــتــفــى مــ يــ مــنــهــم، وتــــم تــشــريــد أكــثــر مـــن نصف السكان بني نـازح والجــئ، وجـرى تدمير قــدرات وملكيات أغلب الـــســـوريـــ ، وشــمــل الـــدمـــار الــبــنــى الـتـحـتـيـة الــعــامــة اإلنـتـاجـيـة والخدمية، بما فيها شبكات املياه والكهرباء والطرق واملدارس واملشافي. وحيث قصرت أجهزة النظام في ذلـك، قـام حلفاؤها وإيـران والتابعون لألخيرة من امليليشيات، وجماعات متطرفة وإجرامية، بدورهم في حرب القتل والتهجير والتدمير. ولم تكن خسائر السوريني البشرية واملادية السبب الوحيد لليأس واإلحباط املتزايد، بل انضم إليه سببان آخـران: أولهما خروج السوريني من دائرة التأثير في قضيتهم، وانكفاء إقليمي ودولــي عن الـذهـاب إلـى حل حتى في حـدود التوافقات الدولية »، وترك 2254« املنصوص عليها في بيان جنيف والقرار الدولي السوريني تحت سيطرة وعسف سلطات األمـر الـواقـع املرتبطة بـقـوى احــتــ ل إقليمية ودولـــيـــة، وصــــوال إلـــى كــارثــة راهــنــة بني تعبيراتها فقر وفساد وتطرف وانهيار أمني. والسبب الثاني فـــي دواعـــــي الـــيـــأس واإلحـــبـــاط عـنـد الـــســـوريـــ ، جـــسّـــده انـقـ ب دولــي حيال الالجئني واملقيمني الـسـوريـ ، وخـاصـة فـي بلدان تضم أعـــدادًا كبيرة مـن الـسـوريـ ، فـي مقدمتها تركيا ولبنان ودول غرب أوروبا، بما فيها أملانيا والسويد، حيث أكبر وجود للسوريني في بلدان الشتات، وقد تصاعدت معاناة املقيمني في لبنان وتركيا، وخاصة لجهة صعوبات اإلقامة والعمل وضعف الخدمات، وتدهور األمن وشيوع العنصرية، وتدهورت أوضاع الالجئني في أوروبـا، وكان بني مظاهر التدهور تصاعد نزعات عـنـصـريـة، وتــشــديــد مـــن الــحــكــومــات عــبّــر عـــن نـفـسـه فـــي إجـــراء تعديالت في قوانني اإلقامة والهجرة ومنح الجنسية، وارتفاع وتيرة الحديث عن الترحيل سواء ألسباب «جنائية» أو بدعوى «املناطق اآلمنة» في سوريا. لقد بـدا من «الطبيعي» حيال الكم الكبير من تدهور حال الـسـوريـ ، تنامي املـخـاوف والقلق بـصـدد الـراهـن واملستقبل، ال سيما في ظل كثرة الحديث عن عـودة السوريني إلى سوريا، من دون أن يتبني ما يشير إلى أن العودة ستكون آمنة وطوعية وفق محتوى القانون الدولي، وأنها تتضمن عودتهم إلى أماكن سكناهم وإلـــى أمالكهم وبيوتهم، دون أن يـحـدث أي تـبـدل في سياسة النظام وفي بنية أجهزته، بل ودون وجود أي ضمانات دولية تكفل عدم تعرض العائدين للخطر، وخاصة أن انتهاكات مثبتة تمت لجهة اعتقال بعض العائدين. غــــــذّى تــــدهــــور األحــــــــوال نــــزعــــات ســلــبــيــة لـــــدى الـــســـوريـــ ، وبسببها تصاعدت نزعات كراهية وتشدد ومسايرة التطرف في العالقات مع الخارج، وفي العالقات بني السوريني أنفسهم، ونكث بعضهم إلــى إحـيـاء الـنـزعـات مـا قبل الوطنية ومنها الطائفية والجهوية، وانـدفـع أغلبهم فـي مواجهة جماعاتهم والقيادات السياسية واملدنية والعسكرية، وفقد كثير منهم الثقة بالعالم دوال وشعوبا ومنظمات أممية إنسانية وحقوقية، وصار نقاش السوريني، سواء في املستوى الفردي أو مستوى الجماعات في اإلعالم وعلى وسائل التواصل، أبعد عن املوضوعية، وبعيدًا عن الحقائق املدعمة، ومملوءًا باالتهامات والتهجم الشخصي. وكــمــا هـــو حـــال الــســوريــ مـــع الــظــواهــر الـسـلـبـيـة الـتـي أفـرزتـهـا أحـــداث وتــطــورات الـحـرب وتـداعـيـاتـهـا، فقد تكررت محاوالت اإلصـ ح لتصويب مضمون برامج ومسارات عمل الـجـمـاعـات الـسـيـاسـيـة واملــدنــيــة والـعـسـكـريـة، بــالــتــوازي مع عمليات اإلصـــ ح السلوكي الثقافي واالجـتـمـاعـي، مـن أجل إعــادة إنهاض وعـي السوريني بمشكالتهم وتقوية قدراتهم عــلــى تـــجـــاوزهـــا، وكــ هــمــا بـــ شـــــروط أســاســيــة يحتاجها خالص السوريني مما صاروا إليه، وذهابهم إلى سالم وحل سياسي وإعادة بناء بلدهم. وإذا كانت مـحـاوالت اإلصـــ ح الـسـوري مـا زالــت محدودة الـنـتـائـج، فــإن الـتـوجـه نحو اإلصـــ ح السلوكي يتقدم أكـثـر في ضـــوء ظـاهـرتـ : أوالهــمــا نـقـاش عـــام تــزايــد مــؤخــرًا فــي اإلعـــ م ومنصات التواصل االجتماعي، والثانية وثيقة فكرية سلوكية أصدرتها مجموعة من املثقفني والناشطني، ووقّعها مئات من الفاعلني في االنتشار السوري، شرحت واقع التحوالت السورية، ثم حددت منطلقات الخالص منها، للمضي بمواجهة الكراهية والسير نحو التشارك والتضامن، وتصحيح محتوى عالقات الـسـوريـ فيما بينهم مــن جـهـة، وفـــي عـ قـاتـهـم مــع اآلخــريــن، وصــوال إلـى إشاعة روح إيجابية قائمة على االحـتـرام واملحبة بـدل تسميم الفضاء العام، وتشجيع االلـتـزام بأدبيات الحوار، وتـعـزيـز خــط الــتــشــارك والـتـضـامـن فـيـمـا بينهم فــي ظــل لحظة سياسية خطرة وقاهرة. خالصة القول، أنها خطوات في مسار صحوة حتى لو أنها بدت متأخرة. استبقت الــواليــات املـتـحـدة انـعـقـاد الجمعية الـعـامـة لألمم املتحدة بإعالن موقف مهم في شأن إصالح مجلس األمن وزيادة عدد أعضائه الدائمني وغير الدائمني. الـــســـفـــيـــرة األمـــيـــركـــيـــة لـــــدى األمــــــم املـــتـــحـــدة لـــيـــنـــدا تـــومـــاس غـريـنـفـيـلـد، أعـلـنـت أن واشـنـطـن تــدعــم إضـــافـــة مـقـعـديـن دائـمـ ألفـريـقـيـا فــي املـجـلـس، إضــافــة إلـــى املـقـاعـد غـيـر الـدائـمـة الثالثة الـــتـــي تـحـتـلُّــهـا أفــريــقــيــا، ويـــجـــري مــلــؤهــا بـــالـــتـــداول بـــ الــــدول األفريقية. وقالت إن هـذا إضافة إلـى الــدول التي تدعم الواليات املتحدة عضويتَها الدائمة في مجلس األمن، وهي الهند وأملانيا والـيـابـان. كما أكَّـــدت غرينفيلد أن واشنطن تدعم أيضا إضافة مقعد يُنتخب لدول الجزر الصغرى النامية. واملـفـاجـأة كانت قولها إن الـواليـات املتحدة تدعم الـدخـول في مفاوضات إلصــ ح املجلس، على أســاس نـص مكتوب. هذا مهم جدًا، ألنَّه وخالل أكثر من عقدين من املفاوضات كانت الدول الكبرى ال تقبل مـفـاوضـات بـنـاء على نــص مكتوب، فغدت هذه املفاوضات مثل الكالم في طاحونة هواء ولم تصل إلى نتيجة. هــــــذا املـــــوقـــــف يــــحــــرك عـــمـــلـــيـــة اإلصـــــــــــ ح، حـــيـــث لـــــم تـسـفـر مفاوضاتُها حتى اليوم عن اختراق كبير. دول العالم تعد أن مجلس األمـن لـم يعد يمثل العالم كما ، بعد انتهاء الحرب العاملية 1945 ِ هو اليوم، بل يمثّل عالم عـام الثانية، إذ وضعت الدول املنتصرة نظاما عامليا جديدًا يمثلها، ومجلس األمن يمثّل هذا الواقع: في البداية كان املجلس يتألف ، خمس 1965 عام 15 عضوًا، جرى التعديل وتوسعته إلى 11 من دول غير 10 دول كـبـرى دائـمـة العضوية وصاحبة «الـفـيـتـو»، و دائــمــة يـجـري انتخابها ملـــدة سنتني بــالــتــداول بــ املجموعات اإلقليمية، وال تتمتَّع بحق «الفيتو». ولكن وبعد أكثر من نصف قرن ازداد الضغط على األمم املتحدة من قبل الدول التي تطالب بــأن يصبح املـجـلـس أكـثـر تمثيالً، وازداد التشكيك فـي شرعية مجلس ال يمثل عالم اليوم وقــواه الحقيقية، فهناك دول حاليا أقوى من بعض الدول دائمة العضوية في املجلس اليوم. بـــلـــدًا مــلــتــزمــة بـإجـمـاع 54 املــجــمــوعــة األفــريــقــيــة وعــــددهــــا ويدعو 2005 اوزوليني، الـذي تبنَّته املجموعة بأديس أبابا في إلى منح أفريقيا مقعدين دائمني في مجلس األمن مع حق النقض (الفيتو)، وعلى األقل ثالثة مقاعد غير دائمة، إضافة إلى املقاعد غير الدائمة التي تتمتَّع بها اليوم وهي ثالثة. اإلعـــ ن األميركي يضع الصني وروسـيـا فـي موقع الـدفـاع، خصوصا أن الصني لـم تكن تحبذ الـنـص املكتوب للمفاوضات حــول مجلس األمـــن، وكـانـت هناك اتـهـامـات للصني بأنَّها تمنع التَّقدم في مفاوضات توسعة املجلس، وأنَّها تعارض مفاوضات حول نص مكتوب، وتضغط على أفريقيا لكيال تقبله. كـل مـن فرنسا وبريطانيا تدعمان توسعة املجلس، ولكن بينما تقول فرنسا إنَّها تدعم مقعدين ألفريقيا وحق النقض لها، تقول بريطانيا إنها تدعم الفئتني؛ الدائمة وغير الدائمة، لكن من دون تفاصيل. الـصـ تـقـول إنَّــهـا تـدعـم إصـــ ح املجلس وزيــــادة التمثيل وصـــــوت الــــــدول الــنــامــيــة وإعـــطـــاء الــــــدول الــصــغــرى واملـتـوسـطـة الفرصة للمشاركة في عملية اتخاذ القرار. املوقف العربي يطالب بمقعد دائـم للمجموعة العربية مع «الفيتو» فـي حـــال توسيع املجلس، إضـافـة إلــى مقعد آخــر غير دائم. طبعا رد فعل املجموعة األفريقية لـم يكن مـوحَّــدًا، وهناك آراء عدة مختلفة. الجميع رحَّب باإلعالن األميركي وعدّه خطوة جديدة في االتجاه الصحيح، كما قال دبلوماسي أفريقي. ولكن ذلك غير كاف من دون «الفيتو». وقال آخر إن هذا اإلعالن مهم جدًّا ألفريقيا، ألنَّه يضع الضغط على الصني والدول الدائمة األخرى لتتَّخذ موقفا أوضح من توسيع املجلس. الـواقـع أن الـــدول الدائمة لـن تتخلَّى أبــدًا عـن حـق «الفيتو» ومــتــرددة فـي مشاركته مـع اآلخــريــن. السفيرة األمـيـركـيـة قالت: «نحن ال ندعم توسيع الفيتو». ويــرى دبلوماسيون أن الهدف األمـــيـــركـــي مـــن دعــــم تــوســيــع املــجــلــس، هـــو إحــــــراج الـــصـــ الـتـي تتنافس معها على أفريقيا، ويـرون أن كل ما قامت به واشنطن صـــوتـــا الـتـي 67 «افــــتــــراضــــي»، ألن اإلدارة لـــن تــحــصــل عــلــى الـــــــ تحتاجها، لكي يوافق مجلس الشيوخ على تعديل ميثاق األمم املتحدة لتوسيع املجلس. وبما أن عملية التوسيع هذه ستكون طويلة، ال أحد يعلم من يكون في اإلدارة في واشنطن، وما إذا كان سيستمر في هذا املوقف األميركي أم يتراجع عنه. ويــضــع هـــذا أيــضــا الـضـغـط عـلـى أفـريـقـيـا لـكـي تـتَّــفـق على املعايير ملن سيمثل أفريقيا أعضاء دائمني في املجلس إذا تقدَّمت العملية، وهذا لن يكون سهالً، واملنافسة حامية جدًّا بني الدول األفريقية الكبرى. سفير كينيا السابق لـدى األمـم املتحدة كتب على منصة «إكـــس»، أن «العضو الـدائـم يجب أن يتمتَّع بالقوة الحقيقية، وأن تكون لديه القوة االقتصادية ليتمكَّن من تحمّل املسؤولية، والعضو الـدائـم مع حق (الفيتو) ال يمكن أن يتلقَّى املساعدات الغذائية من عضو زميل في املجلس». املفاوضات التي ال تزال جارية حول وثيقة «عهد املستقبل التي ستصدر عن قمة املستقبل في األمم املتحدة، تم التوافق فيها على نص يدعم توسيع مجلس األمـن ويعالج مسألة (الفيتو). يأملون في أن تتكثف الجهود للتوصل إلى اتفاق حول مستقبل (الـفـيـتـو) بـمـا فـيـه مـحـادثـات حـــول الـحـد مــن (نــطــاق واسـتـخـدام الفيتو)». ربـمـا هـــذا يـكـون حـــ وسـطـا كمقعد دائـــم مــن دون «فيتو» ولكن تقييد «الفيتو». إال أن هذا لن ينهي الشعور بعدم العدالة في املجلس بني نادي الخمس الكبار وباقي العالم. مـــرة جــديــدة تــؤكــد املـمـلـكـة العربية السعودية على سـرديـة مواقفها الثابتة مـــن الـقـضـيـة الـفـلـسـطـيـنـيـة، تـلـك الــتــي لم تتبدل وال تتعدل عبر عقود طويلة. لـــدى افـتـتـاحـه أعــمــال الـسـنـة األولـــى مـــن الـــــــدورة الــتــاســعــة ملــجــلــس الـــشـــورى، اعتبر ولي العهد األمير محمد بن سلمان أن القضية الفلسطينية تتصدر اهتمام بـ ده، وفيما أدان الجرائم اإلسرائيلية في قطاع غزة املحاصَر، شدد على أن الرياض لن تقيم عالقات دبلوماسية مع إسرائيل قبل قيام دولة فلسطينية، كما أكد أن إسرائيل تتجاهل القانون الـدولـي واإلنـسـانـي؛ مـا يتسبب فـي فصل جديد ومـريـر مـن املعاناة للشعب الفلسطيني. اململكة، وعلى لسان ولــي العهد، لـن تتوقف عـن عملها الـــدؤوب فـي سبيل قيام دولــة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف، كما لن تألو جهدًا في تفعيل كل قدراتها لتعزيز االعترافات األممية بالدولة الفلسطينية، وتشكر الدول التي بادرت بالفعل بذلك، تجسيدًا للشرعية الدولية، وحثا لباقي دول العالم على القيام بخطوات مماثلة. هذه التصريحات إضافة جديدة لسردية سعودية ثابتة وصادقة مع الذات ومع اآلخر، من عند األب املؤسس امللك عبد العزيز آل سعود، وحتى الساعة. ، كانت بريطانيا العظمى تعمل جاهدة على تكريس وجودها 1926 حني حل عام عــلــى األراضــــــي الـفـلـسـطـيـنـيـة، مــمــهــدة الــطــريــق البـــتـــ ع الــحــقــوق الــتــاريــخــيــة للشعب الفلسطيني، وساعتها كان الرفض الصريح والواضح. أعـلـن املـلـك عبد العزيز حينها رفـضـه للمساومات اإلنجليزية الـتـي جــرت أثناء املفاوضات التي شهدتها اجتماعات وادي العقيق، ويومها صاح صيحته الشهيرة: «الحقوق الثابتة لألمة ال يجوز التنازل عنها». ولي عهده األمير فيصل 1935 ومع تطور األوضــاع، أرسـل األب املؤسس في عام إلى األراضي الفلسطينية ليقف على أحوال األزمة التي باتت تُولَد من رحم االستعمار البريطاني، ليشهد العالم على تطابق أفعال اململكة مع أقوالها. عبر مسيرة طويلة من تكريس الجهود لخدمة القضية الفلسطينية ودعمها أدبيا وماديا، نجد صوت خـادم الحرمني الشريفني امللك سلمان بن عبد العزيز يرتفع على الـدوام بالتأكيد على أن القضية الفلسطينية هي قضية اململكة األولـى، وستظل كذلك حتى حصول الشعب الفلسطيني على جميع حقوقه املـشـروعـة، وعلى رأسـهـا إقامة دولته املستقلة وعاصمتها القدس الشريف. لم تنقطع الـدعـوات من جانب الدبلوماسية السعودية، مطالبة بضرورة إيجاد مـسـار ذي مـصـداقـيـة، ال رجـعـة فـيـه، وال تــخــاذل عــن املـضـي فــي دربــــه، إلنــشــاء الـدولـة الفلسطينية، وإنهاء أزمنة «التيه والتهجير الفلسطينيني» حول العالم. ولعل الصوت السعودي خالل أزمة غزة تجلَّى أكثر من مرة واضحا وعاليا، ومنها ما صرح به ولي العهد خالل موسم الحج األخير هذا العام، حني طالب املجتمع الدولي بالتدخل السريع والفاعل من أجل وقف فوري لالعتداءات على األشقاء في غزة، واتخاذ جميع اإلجراءات التي تضمن حماية األرواح في القطاع. وفـــي كــل األحـــــوال، يـبـدو الــحــراك الـسـعـودي فــاعــ ونـــاجـــزًا، مـسـانـدًا ودافــعــا لكل الجهود الدولية اإليجابية التي تعزز من عدالة القضية، وقد كان آخر املشاهد قبل أيام حني رحَّبت وزارة الخارجية السعودية باعتماد الجمعية العامة لألمم املتحدة قرارًا بشأن إنهاء الوجود غير القانوني في األراضي الفلسطينية املحتلة، الذي تم التصويت عليه خالل الدورة االستثنائية الطارئة. على عتبات أعـمـال الجمعية الـعـامـة لـ مـم املـتـحـدة الـحـالـيـة، أكـــدت اململكة على ضرورة القيام بخطوات عملية وذات مصداقية للوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وفقا ملبادرة السالم العربية وقرارات الشرعية الدولية. يخطر لـلـمـرء الـتـسـاؤل مـــرات ومــــرات: مـــاذا لــو كـانـت إسـرائـيـل قــد قبلت مـبـادرة السعودية للسالم الشامل، تلك التي طُرِحت في مؤتمر القمة العربية في بيروت مارس ؟2002 ) (آذار تــل أبـيـب وسـاسـتـهـا، مــع األســــف، يـتـسـابـقـون فــي مـضـمـار «الـــفـــرص الـضـائـعـة»، وعلنا تصرح حكومة نتنياهو صباح مساء كل يوم برفض حل الدولتني، كما تضرب بالقرارات الدولية عرض الحائط. تبدو أعمال العسكرة، املفهوم الوحيد املسيطر على العقلية اإلسرائيلية، تنتقل من غزة الجريحة إلى جنوب لبنان؛ ما يهدد بإشعال املنطقة في حرب إقليمية واسعة ال يعلم أحد تبعاتها الكارثية، خصوصا بعد أن أجَّجت النيران في النفوس والقلوب من خالل عمليات تفجيرات األجهزة الالسلكية األخيرة. مشكلة القيادة اإلسرائيلية الحالية أنها تأخذ فـي معطياتها حسابات الواقع ومـوازيـنـه، وتحالفاتها الحالية ومقدراتها، وتنسى أو تتناسى متغيرات املستقبل ومفاجآتها، ونــوازل الحياة وضحكاتها من كبريات اإلمبراطوريات، وما جرى تاليا للذين لفوا لفها، وساروا في فلكها. العيش على حـد السيف إلــى األبــد ال يفيد، ورفــض إحـقـاق الحقوق ســوف يدفع أجياال قادمة إلى أكالف عالية وغالية. الطريق إلى السالم مرهون بإسرائيل، وهو ما تصمِّم اململكة على قوله كصيحة حق في أزمنة الزيف. OPINION الرأي 14 Issue 16734 - العدد Saturday - 2024/9/21 السبت إصالح مجلس األمن وعوائق الدول الكبرى! في مسار يقظة سورية ولو متأخرة! السعودية وثوابت القضية الفلسطينية وكيل التوزيع وكيل االشتراكات الوكيل اإلعالني المكـــــــاتــب المقر الرئيسي 10th Floor Building7 Chiswick Business Park 566 Chiswick High Road London W4 5YG United Kingdom Tel: +4420 78318181 Fax: +4420 78312310 www.aawsat.com [email protected] املركز الرئيسي: ٢٢٣٠٤ : ص.ب ١١٤٩٥ الرياض +9661121128000 : هاتف +966114429555 : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني: 800-2440076 املركز الرئيسي: ٦٢١١٦ : ص.ب ١١٥٨٥ الرياض +966112128000 : هاتف +9661٢١٢١٧٧٤ : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: saudi-disribution.com وكيل التوزيع فى اإلمارات: شركة االمارات للطباعة والنشر الريـــــاض Riyadh +9661 12128000 +9661 14401440 الكويت Kuwait +965 2997799 +965 2997800 الرباط Rabat +212 37262616 +212 37260300 جدة Jeddah +9661 26511333 +9661 26576159 دبي Dubai +9714 3916500 +9714 3918353 واشنطن Washington DC +1 2026628825 +1 2026628823 املدينة املنورة Madina +9664 8340271 +9664 8396618 القاهرة Cairo +202 37492996 +202 37492884 بيروت Beirut +9611 549002 +9611 549001 الدمام Dammam +96613 8353838 +96613 8354918 الخرطوم Khartoum +2491 83778301 +2491 83785987 عمــــان Amman +9626 5539409 +9626 5537103 صحيفة العرب األولى تشكر أصحاب الدعوات الصحافية املوجهة إليها وتعلمهم بأنها وحدها املسؤولة عن تغطية تكاليف الرحلة كاملة ملحرريها وكتابها ومراسليها ومصوريها، راجية منهم عدم تقديم أي هدايا لهم، فخير هدية هي تزويد فريقها الصحافي باملعلومات الوافية لتأدية مهمته بأمانة وموضوعية. Advertising: Saudi Research and Media Group KSA +966 11 2940500 UAE +971 4 3916500 Email: [email protected] srmg.com إميل أمين آمال مدللي فايز سارة

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==