issue16734

13 حــصــاد األســبـوع ANALYSIS Issue 16734 - العدد Saturday - 2024/9/21 السبت صواريخ «العمق الروسي» تتحدّى «خطوط بوتين الحمراء» الـلـهـجـة الـــحـــادة مـــن جـــانـــب «الــصــقــور» في موسكو عكست حقًا اقتراب الكرملني من تبنّي خــيــارات حـازمـة فـي حــال جــرى تجاوز آخــر «الـخـطـوط الـحـمـراء» الـتـي حــدّدهــا سيد الكرملني. خالل العام األخير، بالتوازي مع نجاح مـــوســـكـــو فــــي تـــوســـيـــع ســـيـــطـــرتـــهـــا بــمــنــاطــق الـــــدونـــــبـــــاس، واجـــــهـــــت مـــوســـكـــو اخــــتــــراقــــات واسعة أسقطت عددًا من «خطوطها الحمراء» الـــتـــي وضـــعـــت فــــي وقـــــت ســــابــــق. وبـــالـــتـــالـــي، غــــدا اســـتـــهـــداف املــنــشــآت الـعـسـكـريـة ومـــراكـــز الـــبـــنـــى الــتــحــتــيــة ومـــســـتـــودعـــات الـــطـــاقـــة فـي الـقـرم ومـنـاطـق عــدة أخـــرى تنتهك «األراضـــي الـروسـيـة»، وفقًا للتعريف الـروسـي للحدود، حدثًا يكاد يكون يوميًا. كذلك حمل التوسع باستخدام املُــسـيّــرات، ووصولها إلـى مناطق بــعــيــدة عـــن الـــحـــدود داخـــــل الــعــمــق الـــروســـي، انـتـهـاكـ جــديــدًا رســـم مــ مــح جــديــدة لـقـواعـد االشتباك. فــــي هـــــذه األثـــــنـــــاء، نـــفّـــذ الــــغــــرب وعـــــوده بمواصلة إمـــداد أوكـرانـيـا بتقنيات عسكرية مـــتـــطـــوّرة، مـتـجـاهـ كـــل تــحــذيــرات الـكـرمـلـ فــي هـــذا اإلطــــار. وكـــان األبــــرز تــوغّــل كـورسـك، فـــي أغــســطــس (آب) املـــاضـــي، ومــنــظــر تــجــوّل الـــــدبـــــابـــــات األملـــــانـــــيـــــة واآللـــــــيـــــــات األمـــيـــركـــيـــة والبريطانية داخـل األراضــي الروسية، للمرة األولـــــــى مـــنـــذ الــــحــــرب الـــعـــاملـــيـــة الـــثـــانـــيـــة، كـــان مُوجعًا جدًا للروس. «ضوء أخضر» يهز «الخطوط الحمراء» لـــقـــد اخـــتـــبـــر الــــغــــرب بـــقـــســـوة، عـــبـــر تـلـك الـتـطـورات، مستوى «الـصـبـر االستراتيجي» لبوتني، وردّات فعله على االنتهاكات املتكررة للخطوط الحمراء التي وضعها لنفسه. وأخــــيــــرًا، جــــاء الـــكـــ م عـــن إعـــطـــاء كييف «الــضــوء األخــضــر» لـضـرب مـواقـع فـي العمق الروسي بصواريخ «أطلسية» ليضع الكرملني أمــــام حــســابــات صـعـبـة وهـــو يـــواجـــه اخـتـراقـ محتمال آلخِر «خطوطه الحمراء». خيارات بوتين كان الفتًا أن الكرملني، رغم تحذير بوتني الــــصــــارم، لـــم يـــبـــادر إلــــى الــتــلــويــح بـتـحـركـات حـــازمـــة، بــل عــلّــق الــنــاطــق الــرئــاســي ديـمـتـري بــيــســكــوف عــلــى الــتــصــريــحــات الـــنـــاريـــة الـتـي أطلقها عـــدد مــن املـقـرّبـ للرئيس الــروســي، باإلشارة إلى أن بوتني «يتلقّى توصيات من عدد من الخبراء البارزين، لكنه يعتمد التروّي في اتخاذ قراراته النهائية». ويــــبــــدو أن هـــــذه الــــعــــبــــارات فُـــهِـــمـــت فـي الـغـرب بشكل مـتـسـرّع، إذ جـــاءت تصريحات ينس ستولتنبرغ، األمـ العام لـ«ناتو»، في مقابلة مــع صحيفة «الـتـايـمـز» البريطانية، لتزيد الغضب عند الـروس، فقد قال املسؤول األطـلـسـي إن «الـسـمـاح لكييف بشن ضربات صـاروخـيـة بعيدة املـــدى فـي عمق روسـيـا لن يـكـسـر خــطــ أحـــمـــر فـــيـــؤدي إلــــى الـتـصـعـيـد». وأردف أنـــه يــدعــم الـــــدول - ومـنـهـا بريطانيا وفرنسا - التي دعــت إلــى إعـطـاء كييف اإلذن باستخدام الصواريخ الطويلة املدى. على الفور، جدّد الكرملني تحذيره، ورأى بـيـسـكـوف أن رغـــبـــة قـــيـــادة كـتـلـة «نـــاتـــو» في تجاهل كلمات بوتني حـول عواقب الهجمات الــتــي تشنها األسـلـحـة الـغـربـيـة عـلـى روسـيـا «أمــــــر خــطــيــر لــلــغــايــة واســـــتـــــفـــــزازي»، واتـــهـــم الحلف بأنه ينطلق من «رغبة متفاخرة بأ تأخذ تصريحات الرئيس الروسي على مَحمل الــــجِــــد... وهــــذه خــطــوة قــصــيــرة الــنــظــر وغـيـر مهنية، على اإلطالق». وهــــكــــذا، بـــ تـــحـــذيـــرات بـــوتـــ و«ثـــقـــة» الـــــغـــــرب بـــــــأن روســـــيـــــا لـــــن تـــســـتـــطـــيـــع الـــقـــيـــام بخطوات فعالة ملواجهة االستحقاق الخطير، يدرس الكرملني الخيارات املُتاحة للردّ، وسط ازديـاد كالم داخل روسيا عن احتمال اللجوء إلــــى أســلــحــة غــيــر تــقــلــيــديــة إذا مـــا تــعــرّضــت روسـيـا، فعليًا، لهجمات من شأنها أن تهدد سيادتها وسالمة أراضيها. لـلـتـوضـيـح، فــــإن هــــذه الـــعـــبـــارة تـحـديـدًا «تهديد السيادة وسالمة األراضـي» هي التي تـحـدد شــرط اسـتـخـدام كـل الــقــدرات الروسية التقليدية وغير التقليدية، وفقًا الستراتيجية األمن القومي لروسيا. صواريخ «ناتو» ولـــــكـــــن... هــــل تــشــكــل الــــصــــواريــــخ خــطــرًا جدي ًا؟ هذا السؤال يبرز بشكل واسع حاليًا في تحليالت الخبراء الـروس والغربيني. والكالم يدور بالدرجة األولـى حول نظامي «أتاكامز» األمـــيـــركـــي، و«ســــتــــورم شــــــادو» الــبــريــطــانــي - الفرنسي، إذ يصل مدى الصاروخني إلى نحو كيلومتر، في أحسن األحـوال. وهذا املدى 300 ال يسمح بتهديد الــجــزء األعــظــم مــن املناطق الـــروســـيـــة، بـــل يــضــع فـــي دائــــــرة الــخــطــر فقط مـسـاحـة مـــحـــددة عـلـى طـــول الـــحـــدود ال تصل حتى إلى العاصمة موسكو. بهذا املعنى، ستكون منطقة القرم كلها ومحيط مدن كورسك وبيلغورود وروستوف وبعض املــدن املهمة األخـــرى فـي مرمى نيران كييف، وهـي أصــ تقع فـي املـرمـى حاليًا، مع فــــارق الــقــوة الـتـدمـيـريـة لـلـصـواريـخ الـغـربـيـة. والنقطة األبرز هنا تتمثل في القدرة املباشرة على استهداف منشآت حساسة للغاية، بينها مـــراكـــز «الـــقـــيـــادة والــســيــطــرة» فـــي روســـتـــوف، مـثـ ً، التي منها تُـــدار العمليات الحربية في أوكرانيا. إال أن األهــــم بـالـنـسـبـة إلـــى الـكـرمـلـ أن التغاضي عـن تـطـوّر مـن هــذا الـنـوع سيشجع الـــغـــرب عــلــى مــزيــد مـــن االنــتــهــاكــات الــ حــقــة، وربـــمـــا تــطــويــر قــــــدرات أوكـــرانـــيـــا عــلــى ضــرب مواقع أكثر حساسية ملوسكو. والــــحــــال أن أوكــــرانــــيــــا نــجــحــت حـــقـــ فـي توجيه ضربات مُوجعة إلـى مناطق حساسة بـــاســـتـــخـــدام مُــــســــيّــــرات طُــــــــوّرت وزيــــــد مـــداهـــا 800 أو 700 لـــتـــتـــجـــاوز فــــي بـــعـــض الــــحــــاالت كــيــلــومــتــر، لــــذا فــــإن الــتــهــديــد مـــع الـــصـــواريـــخ الغربية يغدو أكبر، وفقًا للخبراء. النقطة الثانية املهمة هنا هي املقصود بـــعـــبـــارة «الـــعـــمـــق الـــــروســـــي». فــعــنــدمــا تطلب أوكرانيا من الغرب العون في استهداف مناطق فـي الـداخـل الـروسـي، يظهر على الـفـور تباين لـــدى األوســــاط الـغـربـيـة بــ الـسـمـاح بتوجيه ضــربــات «إلــــى مـنـاطـق أوكــرانــيــة مـحـتـلـة»، أو مـنـاطـق «ينطلق منها الـخـطـر عـلـى األراضـــي األوكــرانــيــة»، دون اإلشـــارة بشكل مباشر إلى اســتــهــداف املــــدن الــكــبــرى واملـــواقـــع الـحـسـاسـة لـلـغـايـة والـبـعـيـدة عــن خـطـوط الــتَّــمــاس، وفـق الـفـهـم األوكـــرانـــي الــقــائــم عـلـى تـوفـيـر مـعـادلـة «ردع متكافئ». واملعنى املقصود أن استهداف املــدن األوكـرانـيـة ومنشآت البنى التحتية في مدن بعيدة عن خطوط التَّماس يجب أن يقابله «وصول نيران املعارك إلى املدن الروسية». لذا ترى موسكو أن إعطاء الغرب «الضوء األخــضــر» يعني االنــخــراط بشكل مباشر في الــحــرب. وهـــذا أمــر أوضـحـه بـوتـ بـعـبـارة إن «الـنـاتـو ال يناقش فحسب إمكانية استخدام الـــقـــوات املــســلّــحــة األوكـــرانـــيـــة أســلــحــة غـربـيـة بعيدة املدى، بل يناقش املشاركة املباشرة في الصراع». وبالنسبة له، فإن أوكرانيا تضرب، بــالــفــعــل، األراضـــــــي الـــروســـيـــة بـــطـــائـــرات دون طيار ووسائل أخرى. لكن عندما يتعلّق األمر باستخدام أسلحة غربية عالية الدقة وبعيدة املــدى، «ينبغي أن يكون مفهومًا أن مثل هذه الـعـمـلـيـات تــجــري بـمـشـاركـة أفـــــراد عسكريني من دول التحالف، ذلـك أنهم وحدهم يمكنهم املــشــاركــة فــي مـهـام إطـــ ق أنـظـمـة الـصـواريـخ وتوجيهها». تغيير جوهر الصراع فـــي ضــــوء مـــا ســـبـــق، يــــرى الــكــرمــلــ أن الحرب األوكرانية قد تكون مُقبلة على تغيير مباشر في جوهر الصراع، وأيضًا في رقعته الـجـغـرافـيـة. وهــو يـقـول بـوضـوح إن موسكو ستتخذ قراراتها «بناء على التهديدات التي تظهر أمامها». هـــذه الــعــبــارة بـالـغـة الـــوضـــوح لجهة أن موسكو سترى أي البلدان ستعطي «الضوء األخـضـر» ألوكـرانـيـا، وستُقْدم على تزويدها بـاملُــعـدات الـ زمـة لـذلـك، وأيـضـ الـبـلـدان التي ســـتُـــؤمّـــن الـتـسـهـيـ ت الـلـوجـسـتـيـة املـطـلـوبـة لــــوصــــول هـــــذه اإلمـــــــــــدادات وتــشــغــيــلــهــا عـلـى األراضــــــي األوكـــرانـــيـــة. وفــــي هــــذا الـــســـيـــاق، ال تُخفي موسكو أنها تدرس خيارات الرد بناء عـلـى تـلـك املـعـطـيـات، ومـــن هـنـا جـــاء التلويح الــروســي بــأن «سـاحـة الــصــراع قـد تنتقل إلى أوروبا بشكل مباشر». إن الـخـيـارات الـتـي يضعها الكرملني ال تستثني، بطبيعة الـــحـــال، الــــرد الـــنـــووي في حـال دعـت الحاجة القصوى لذلك. وال بد من التذكير بأن بوتني كان قد أمر، خالل الصيف، بــإجــراء تـدريـبـات غير مسبوقة على السالح الــنــووي التكتيكي. وشملت الـتـدريـبـات عدة مـــراحـــل تـعـكـس مــســتــوى الـــجـــديـــة والـــتـــأهـــب، بـــيـــنـــهـــا عـــمـــلـــيـــات نـــقـــل الـــــــــــرؤوس الــــنــــوويــــة، وتــخــزيــنــهــا فــــي مـــنـــاطـــق قـــريـــبـــة مــــن خــطــوط التَّماس املفترضة، ثـم تفجير رؤوس نووية تكتيكية؛ أي مـحـدودة الـحـجـم... بما يكفي - مثال - لتدمير مدينة صغيرة. طـبـعـ ، تـلـك الـتـدريـبـات اسـتـهـدفـت عـــدوًّا وهـــمـــيـــ أو افــــتــــراضــــيــــ . لـــكـــن الـــــ فـــــت، خـــ ل الـــيـــومـــ املـــاضـــيـــ ، أن قــــيــــادة هـــــذا الـــســـ ح وجّهت رسالة علنية إلى القائد األعلى للقوات املـسـلـحـة «أي بــوتــ » تــؤكــد أنــهــا بــاتــت على أعلى درجات التأهب واالستعداد. وإذا كــــانــــت هــــــذه الــــرســــالــــة ال تــعــكــس، بــــــالــــــضــــــرورة، تــــأهــــبــــ مـــــن جــــانــــب الـــكـــرمـــلـــ الستخدام السالح النووي بشكل مباشر، فهي - بــ شــك - تـدخـل ضـمـن الـضـغـوط الـروسـيـة عـلـى الـــغـــرب، وإظـــهـــار مـسـتـوى الــجــديــة لـدى الكرملني للتعامل مع أي تطوّر منتظَر. صورة من التوغل األوكراني في كورسك (رويترز) هل يقترب العالم من حافة املواجهة الكبرى؟ سؤال تردّد كثيرًا، خالل األيام األخيرة، بعدما وجّه الرئيس الروسي فالديمير بوتني تحذيرًا عُد األقوى في لهجته للغرب. لم يتردّد الكرملني في إعالن «نفاد صبر» روسيا، وهو يتكلم عن «القرار الغربي» الذي «طُبخ» خلف أبواب مغلقة، وينتظر اللحظة املناسبة إلعالنه رسميًا. ولقد بـدت موسكو واثقة، األسبوع الفائت، بـأن حلف شمال األطلسي «نــاتــو» منح عمليًا كييف «الــضــوء األخــضــر» السـتـهـداف العمق الروسي باستخدام صواريخ أميركية وبريطانية الصنع، حتى لو لم يُذكَر ذلـك علنًا. ومـع أن الكالم الروسي عن «انـخـراط مباشر» للغرب، وخصوصًا الواليات املتحدة وبريطانيا، تكرَّر كثيرًا خالل األشــهــر املـاضـيـة، فـــإن الـجـديـد هـنـا تـمـثَّــل فــي عـنـصـريـن: أولهما إطالق بوتني تهديدًا بأن املواجهة ستكون مباشرة مع الغرب، هذه املرة، وثانيهما اشتعال املنصات اإلعالمية الروسية بتصريحات نارية أطلقها «صقور الحرب» الذين لوّحوا طويال بأنه حان وقت «املواجهة الحاسمة» مع الغرب. وهكذا، وقف ديمتري مدفيديف، نائب رئيس مجلس األمن الروسي، مهدّدًا بـ«محو أوروبـا»، وقال إن صبر روسيا «قـارب على النفاد» ملوِّحًا بقدرات نووية قادرة عـلـى «صَــهــر» مـــدن أوروبـــيـــة. هـــذه ليست املـــرة األولــــى الـتـي يهدد فيها مدفيديف باستخدام السالح الـنـووي. وهـي عبارات كرَّرها مسؤولون آخرون؛ بينهم سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية والخبير األبرز في روسيا بشؤون األمن االستراتيجي والعالقات مـع واشـنـطـن، الــذي تخلّى عـن حــذره الدبلوماسي املـعـتـاد، وهــدّد بـ«رد وحشي» ملوسكو إذا سمح الغرب لكييف باستهداف العمق الروسي بصواريخه. «الصقور» يدفعون لمواجهة حاسمة... والكرملين يتريث في خياراته موسكو: رائد جبر خيارات لموسكو للرّد على التحديات 3 قبل أن تنزلق األمــور على الجبهة الروسية - األوكرانية > نـحـو اســتــخــدام الــســ ح غـيـر الـتـقـلـيـدي، وفــقــ لـرغـبـات معسكر «الصقور» الروسي، الداعي إلى حسم املواجهة سريعًا، تبرز أمام «الكرملني»، وفقًا لخبراء، رزمة من الخيارات األخرى التي يبدو أنها قد تُبلور املراحل األولى من التعامل الروسي مع التهديدات الجديدة. خــبــراء عـسـكـريـون يــشــيــرون، الـــيـــوم، إلـــى ثــ ثــة مستويات من الرد الروسي املحتمل، يمكن أن تكون مترافقة ومتزامنة، أو يُنتقى بعضها تدريجيًا. غير أنها جميعًا ال تستثني مواصلة ضغط الكثافة النارية على كل الجغرافيا األوكرانية، مع تركيز أساسي على مواقع تجمُّع األسلحة والخبراء األجانب ومنشآت الطاقة واإلمدادات املختلفة. املستوى األول يتمثل في تنشيط استهداف الناقالت الغربية التي تحمل اإلمدادات إلى أوكرانيا. وهذا يعني استهداف السفن والطائرات وغيرها من الناقالت على األراضـي األوكرانية، وفي أجواء أوكرانيا ومياهها اإلقليمية، خالل املرحلة األولى. وربما الحقًا إذا دعت الحاجة إلى استهدافها في مناطق عدة أخرى. واملـسـتـوى الـثـانـي يـقـوم على توجيه ضـربـات مـحـددة إلى «مــنــاطــق انـــطـــ ق الــخــطــر». واملــقــصــود هـنـا مـنـاطـق فـــي محيط أوكرانيا تُستخدم لتخزين ونقل املُعدات الغربية إلى كييف، أو قد تُستخدم بصورة مباشرة محطات انطالق لبعض الهجمات. ووفــــق خـــبـــراء عـسـكـريـ ، فـــإن هـــذا املــســتــوى مـــن الــــرد محفوف بـمـخـاطـر االنـــــزالق نـحـو مــواجــهــة مــبــاشــرة مـــع «نـــاتـــو»، لكنهم يـدافـعـون عـن هــذا الـخـيـار بــاإلشــارة إلــى أن الـضـربـات الروسية يجب أن تكون محددة ودقيقة، وأن تكون ذرائعها واضحة أيضًا. وهنا ال بد من التذكير بالسجال الـذي أثـاره الرئيس األوكراني فولوديمير زيلينسكي، عندما دعـا الـغـرب أخـيـرًا إلـى املساعدة املباشرة في أنظمة الحماية الجوية ألوكرانيا؛ بمعنى أن ينخرط الــغــرب فــي تشكيل مـظـلـة جــويــة تـحـمـي أجــــواء بــــ ده. وهــــذا قد يتطلب إطـــ ق دفـــاعـــات جـويـة مــن مـنـاطـق مـــجـــاورة ألوكــرانــيــا، مثل بولندا ورومانيا. وهنا، ال تُخفي بولندا - مثال - تأييدها خـطــوات مــن هـذا الــنــوع، ولـقـد بــــرَّرت موقفها بـالـقـول إن عليها «الــتــصــدي لــصــواريــخ روسـيـة قـد تـخـتـرق األجـــــواء األوكـرانـيـة، وتسقط على أراضي بولندا». لكن مثل هذا املدخل يوفر ملوسكو الذرائع الكافية لتبنّي أحد خيارات الرد على التهديد املتصاعد، وفقًا لوجهة نظرها. أخيرًا، املستوى الثالث للرد الروسي يقوم على نقل التهديد بتسليح خـصـوم واشــنــطــن، إلـــى دائــــرة التنفيذ الـعـمـلـي، وكــان بـوتـ قـد لـــوَّح بـذلـك الـخـيـار قبل أشـهـر. وراهــنــ يــرى خـبـراء أن موسكو تستطيع مساعدة خصوم واشنطن، وحليفاتها على إيـقـاع ضـربـات مُــوجـعـة بـالـواليـات املـتـحـدة فـي مناطق عــدة من الـعـالـم. وفـــي هـــذا اإلطــــار، يـــرى بـعـض الـخـبـراء أن مـنـاطـق، مثل سوريا والعراق، قد تشهد تصعيدًا قويًا ضد مصالح واشنطن، فضال عن مناطق أخرى عدة. ASHARQ AL-AWSAT يرى الكرملين أن الحرب األوكرانية قد تكون مقبلة على تغيير مباشر في جوهر الصراع، وأيضا في رقعته الجغرافية بينها فتح جبهات جديدة ستولتنبرغ (رويترز) بوتين (رويترز)

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==