issue6731

ليس منطقياً، أن تظل القضية الفلسطينية بنداً ثابتاً على جـدول أعمال اجتماعات الجمعية ،1945 الـعـامـة لـأمـم المـتـحـدة، منذ تأسيسها عــام ومن دون التوصل إلى حل. وليس مقبولاً، أن تظل هـذه المنظمة الدولية مسلوبة الإرادة، ومكتوفة الأيـــدي، بسبب انقسام مـجـلـس الأمــــن، والاســـتـــخـــدام المــفــرط لـحـق النقض (الفيتو) من جانب الولايات المتحدة الأميركية التي تمثل المظلة والحماية لإسرائيل منذ تأسيسها عام .1948 ولــيــس مـــن الـحـكـمـة الإنــســانــيــة، والـقـانـونـيـة الـدولـيـة، أن يظل الشعب الفلسطيني هـو الوحيد القابع تحت الاحتلال منذ أكثر من قرن. ولـــيـــس مـــن المـــصـــالـــح الاســتــراتــيــجــيــة لـلـقـوى الغربية، الداعمة لإسرائيل، أن تخسر الـرأي العام الــعــربــي والإســــ مــــي فـــي الــعــالــم، بـسـبـب مصلحة ضيقة، مع حليفتها إسرائيل. أتساءل: ما المختلف هذه المـرة بشأن القضية الفلسطينية عبر نقاشات، ومداولات قادة وزعماء الـعـالـم فــي أروقــــة اجـتـمـاعـات الأمـــم المـتـحـدة؟ وهـل ننتظر نتائج مغايرة؟ ومـا هـي الأوراق والأدوات الفلسطينية الجديدة؟ الـشـاهـد، أن صحبة الـتـاريـخ لهذه القضية لا تبعث دائـمـ على الإفـــراط فـي الـتـفـاؤل، لكننا هذه الدورة يحدونا الأمل في نقلة نوعية تشبه تحريك قـطـعـة الــشــطــرنــج مـــن مــربــع إلــــى آخــــر، فــهــذه المـــرة تـذهـب فلسطين، وتـحـمـل أدوات جــديــدة، وأوراقــــ خاصة، لا يمكن إغفالها أو تجاهلها. فـي مقدمتها حـالـة الـزخـم الـعـالمـي الـتـي تـردد اسم فلسطين في كل مكان، وتطالب بضرورة إعطاء شعبها حق تقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة، ذات السيادة على كامل الأراضي المحتلة في الرابع ، فضلاً عن أن أربع 1967 من يونيو (حزيران) عام دول جـديـدة، وهـي: إسبانيا، وآيرلندا، والنرويج والدنمارك اعترفت رسمياً بفلسطين الدولة، وهي دول أوروبـــيـــة وازنـــــة، ولــهــا دور كـبـيـر فـــي عملية السلام؛ مما يفتح الطريق أمـام دول مهمة أخـرى، لتوسيع دائرة الاعتراف بدولة فلسطين، يترافق مع ذلك اعتراف الجمعية العامة للمم المتحدة بأغلبية دولــــــــة، بــفــلــســطــ كــامــلــة 149 كـــبـــيـــرة تـــصـــل إلـــــى العضوية فـي الجمعية الـعـامـة، وتوصية مجلس الأمن بضرورة الاعتراف بالعضوية الكاملة لدولة فلسطين، ويكون لها حق التصويت؛ الأمر الذي قاد إلـى مشهد تاريخي، سـوف نشهده للمرة الأولــى، وهـــــو جـــلـــوس الـــرئـــيـــس الـفـلـسـطـيـنـي مــــع رؤســـــاء الــدول كاملي السيادة والعضوية بالأمم المتحدة، غير أن ثمة ورقــة مهمة أخــرى تصبّ فـي مصلحة فلسطين، تتعلق بتقديم قـادة إسرائيل للمحاكمة بارتكاب جرائم حـرب، وجرائم ضد الإنسانية في محكمتي العدل الدولية والجنائية الدولية، إضافة إلـــى تصنيف الأمــــم المـتـحـدة الـجـيـش الإسـرائـيـلـي ضـــمـــن قـــائـــمـــة الــــعــــار؛ بــســبــب قــتــلــه آلاف الــنــســاء والأطفال الفلسطينيين، وارتكاب المذابح الوحشية التي تخالف الـقـوانـ الـدولـيـة والـقـوانـ الدولية الإنسانية، ولا يمكن إغفال طلب الأمم المتحدة من محكمة العدل الدولية فتوى قانونية حول شرعية الوجود الإسرائيلي من عدمه في الضفة الغربية. مــــــع كــــــل هــــــــذه الـــــشـــــواهـــــد لا يــــمــــكــــن إغــــفــــال مـوقـف دور الأمـــ الــعــام لـأمـم المـتـحـدة أنطونيو غـــوتـــيـــريـــش، الــــــذي يـــعـــتـــرف بــالــظــلــم الــــواقــــع عـلـى الــشــعــب الـفـلـسـطـيـنـي، وقــــد عـــبّـــر عـــن صــدمــتــه من فـشـل مجلس الأمـــن فــي الـتـوصـل إلـــى وقـــف إطــ ق النار في غزة، وطالب علناً بالضغط على الولايات المــتــحــدة الأمــيــركــيــة لإيـــقـــاف الـــحـــرب كـونـهـا راعـيـة أولـــــى لإســـرائـــيـــل، ولا يــمــكــن أيـــضـــ إغـــفـــال سـمـاع دوي الـــصـــوت الـــعـــربـــي المـــوحـــد الـــــذي عـــبّـــرت عنه جامعة الـــدول العربية فـي اجتماعها الـــدوري قبل أيام قليلة، ورسم خريطة طريق جديدة للمجتمع الدولي، حول آليات تعاطيها مع مستقبل القضية الـفـلـسـطـيـنـيـة، مـــن أجـــل الــتــوصــل إلـــى حـــل نهائي وعاجل يطوي الصفحات المأساوية لهذه القضية المزمنة، ولا يمكن أيضاً إغفال الأصوات الأوروبية المتصاعدة إيجابياً مع القضية الفلسطينية، فليس خافياً على أحد تصريحات الممثل الأعلى للشؤون الأمــنــيــة والــخــارجــيــة لــ تــحــاد الأوروبــــــي جـوزيـب بـــوريـــل، الــتــي يـطـالـب فـيـهـا بـحـل الــدولــتـــ ؛ الأمـــر الــذي دفـع إسرائيل إلـى اتهامه بالعداء للسامية، وكراهية الدولة العبرية. إذن، لــــــو تـــأمـــلـــنـــا بـــعـــمـــق ودقـــــــــة الـــــظـــــروف والمستجدات التي تحيط بفلسطين هذه المرة، نجد أنها تذهب إلى الأمم المتحدة بأدوات وأوراق جديدة ومـهـمـة، ودعـــم عـالمـي وإقليمي غير مـسـبـوق. لكن تتبقى أمـام القادة الفلسطينيين المسؤولية الأكبر والأخطر أمام التاريخ، فلا بد من استثمار كل هذه الأوراق، من خلال وحدة قيادة، تقدم نفسها للعالم بـوصـفـهـا صـاحـبـة حـــق، لا يـمـكـن الــتــنــازل عـنـه أو التفريط فيه، فهذه الفرصة نادرة في عمر القضية الفلسطينية، وقد لا تتكرر مرة أخرى بهذا الزخم. Issue 16731 - العدد Wednesday - 2024/9/18 الأربعاء فيسياقمعالجة «العلة اليمنية: اليمننة»، والتمهيد للسلام المُـنْـتَـظَـر، هـل يـطـرق الخيال الـسـيـاسـي الـيـمـنـي بـــاب «الــتــهــدئــة الإعــ مــيــة» باجتراح «نموذج» خطابٍ يتجنب «العنتريات» والتشهير الذي يُزيد الآخرين شهرة، فيجعلهم كـيـهـوديٍ ألمـانـي اقتنى صحيفةً نـازيـة معادية لليهود أمام صديقٍ صاح مستنكراً: - «أتـــــشـــــتـــــري هــــــــذه الـــــنـــــشـــــرة المـــشـــحـــونـــة بالكراهية لنا؟». • بــــهــــدوءٍ أجــــابــــه: «نـــعـــم، لأنـــهـــا تعطيني الراحة والعزاء». - «كـــيـــف وهــــي تـشـتـمُـنـا دائــــمــــ ؟» تــســاءل مستغرباً. • «حــ أقـــرأ أنـنـا نسيطر على الاقـتـصـاد، ونؤثر في السياسة، ونوجه الإعـــ م، ونتحكم في المصائر، ترتفع روحي المعنوية»! مـــطـــلـــوبٌ إذاً، خــــطــــابٌ يـــتـــحـــاشـــى تــهــويــل وتهوين الآخــر؛ دونما تجاهل لأفعاله. بيد أن «تـغـيّـر» الـخـطـاب مــرهــونٌ بمواكبة أي «تغيّر» سياسي مهما ظلت تَحُفّه المعوقات. الإعــــــ م كــالــســيــاســة الـــخــارجــيــة انــعــكــاسٌ للسياسة الداخلية... وقطعاً متى ما تحسنت أوضـــــــــــاع الإعــــــ مــــــيــــــ ، وتــــــــحــــــــرروا مــــــن أَسْـــــــــرِ المفاضلة «بين السيئ والأســوأ» وبث ما «يرفع المعنويات!»، سيشيع الاهتمام بخدمة وتنوير المواطنين، بوصفه مبرر وجود «النموذج» الذي ينشده معظم اليمنيين. لمـعـلـومـاتـكـم، «الــبــحــث عـــن نـــمـــوذج» ليس بجديد، إنه همٌ يمني قديم. فيخمسينات القرن العشرين داخلسجون مــديــنــة حَــــجَــــة، دارت مــنــاقــشــة ســيــاســيــة حــول مستقبل اليمن، ضمها كتاب «من وراء الأسوار» يـــحـــتـــوي إجــــابــــات الــــســــؤال «مـــــن نـــحـــن، ومـــــاذا نريد؟» الموجّه من الأستاذ محمد أحمد نعمان إلى بعض الأحرار اليمنيين، منهم القاضي عبد الـرحـمـن الإريـــانـــي الــــذي اقــتــرح ابـتـكـار نـمـوذج «يــســلــك مـسـلـك (المـــطـــاولـــة لا المـــنـــاجـــزة) حسب ابن خلدون، كسراً لاحتكار الأئمة للسلطة، مع الانتقال من الشمال إلى مناطق (اليمن الأسفل) أو إلى (الجنوب اليمني)، لتصبح مركزاً للحركة - لا للانفصال - وقاعدةَ نضال لإخضاع (القسم الأعلى) بالاتفاق بين أحرار القِسمين». تــــعــــذر تـــطـــبـــيـــق المــــقــــتــــرح، يــــــومــــــذاك، لـكـن مــنــاهــضــة «الإمـــــامـــــة» اســـتـــمـــرت حـــتـــى تـــراخـــت قــبــضــتــهــا وتـــآكـــلـــت داخـــلـــيـــ وآن أوانـــــهـــــا أول الستينات؛ فيما كان مناضلو الجنوب اليمني ضد الإنجليز، كالأستاذ عبد الله باذيب، وقادة «رابطة أبناء الجنوب» يبشّرون «بالوحدة مع الشمال مستقبلاً بعد تطور أحواله». أُعلنت جمهورية الشطر الشمالي صباح ، ثـــم عَـــجّـــلَ الشطر 1962 ) سـبـتـمـبـر (أيـــلـــول 27 الجنوبي استقلاله عـن نير الاستعمار؛ وبعد ظهر «نموذج 1967 ) نوفمبر (تشرين الثاني 30 مـــتـــطـــرف» ألــــحــــقَ الـــجـــنـــوب الــيــمــنــي بــــ«مـــحـــور ثــــــوري» يــضــم الـــنـــظـــام الــــســــوري أيـــــام الــرئــيــس نور الدين الأتاسي الـذي نوه بحليفه «الثوري الوطني» تعريضاً بالشمال المعتدل أمام رئيسه -حـــيـــنـــذاك - الــقــاضــي الإريــــانــــي. وفــقــ لمــذكــرات الأخـيـر تلقى الأتـاسـي رداً إريـانـيـ قـاصِـفـ : «لم نجد فـي تطرفكم مـا يشجعنا على الـتـطـرف»! كــذلــك الاعـــتـــدال لا يـشـجـع المـتـطـرفـ ويغريهم كثيراً... أو سريعاً. كــلــمــا كـــــان نـــظـــام أي شـــطـــر يــمــنــي يـتـخـذ إجـراءات وسياسات معينة، خلال السبعينات، يجابهه نـظـام الـشـطـر الـثـانـي بتشهيرٍ «يـرفـع المعنويات». لأن «كل حربٍ أولها كلامٌ» اندلعت الحروب باسم «الوحدة اليمنية» بُغية فرض كل نظامٍ لنموذج غير مُقنِع للنظام الآخر. وعادةً ما رافقت التشهير عادةُ منح ومنع صـكـوك الـوطـنـيـة و«الــنــقــاء الـــثـــوري»، معتمدةً «إعفاء الــذات من معايير نقدها للآخر» حسب مــــ حــــظــــةٍ لـــلـــمـــفـــكـــر الـــيـــمـــنـــي مـــحـــمـــد الـــعـــ ئـــي تضمنها كـتـابـه الـقـيـم «الـجـمـهـوريـة الـفـانـيـة - (إصـــدار دار الــفـارابــي)»، مفنداً ادعــــاءات مُثارة حـــول «نـــمـــاذج» حـكـم الـيـمـن بـالــقــول: «نفترض أنــنــا كـيـمـنـيـ ، لــم نـكـن نـاضـجـ ولا فاضلين بما يكفي، وأن العقود الماضية دلّــت على عدم أهليتنا لنحافظ على جمهوريتنا، لكن الألف عــام السابقة للجمهورية تــدل قطعاً على عدم أهلية الإمامة كنظرية وتجربة، وقد برهن واقع اليمن على عدم صلاحيتها مرات كثيرة». ... ســيــبــقــى الـــتـــطـــلـــع والـــتـــشـــجـــيـــع لإبـــــراز نــــمــــوذج يــمــنــي إيـــجـــابـــي مـــتـــمـــاســـك، سـيـاسـيـ وإعـــــ مـــــيـــــ ، يـــبـــرهـــن عـــلـــى إثـــــبـــــات صــ حــيــتــه و«الأهـلـيـة الـوطـنـيـة» بعمله وهِـمَـتِـه فـي خدمة وتـنـويـر المـواطـنـ ، وتـقـديـم مـا هـو أفـضـل مما تـقـدم، مـع انتهاج سبل الـسـ م لليمن... وقطع عادة تشهيرٍ «ترفع المعنويات» دونما قصد. هــل عـالمـنـا المـعـاصـر، بنسيجه المـفـكـك الــهــش، في حاجة إلى عود ثقاب يقربه من الهاوية؟ يـــبـــدو أن هـــــذا مــــا يــســعــى فــــي طـــريـــقـــه الــرئــيــس الأوكراني زيلينسكي، من خلال تهديد روسيا في عقر دارهـا بصواريخ أميركية وبريطانية وفرنسية، دفعة واحدة. مــنــذ أشـــهـــر وزيـلـيـنـسـكـي يــلــح عــلــى حــلــفــائــه في واشنطن وبروكسل، من أجـل تزويد بــ ده بصواريخ بعيدة المــدى مـن نوعية «سـتـورم شـــادو» البريطانية، و«أتاكمز» الأميركية، و«سكالب» الفرنسية. فـــي الأســـابـــيـــع الأخــــيــــرة، حــيــث تـغـطـي ضــوضــاء الانتخابات الرئاسية على كل ما عداها من أنباء، قالت صحيفة «بوليتيكو» إن بــايــدن بـصـدد المـوافـقـة على اسـتـخـدام كييف الأسـلـحـة الـغـربـيـة بـعـيـدة المـــدى ضد الأهـداف الروسية، وإن البيت الأبيض يضع اللمسات الأخيرة على خطة رفع هذه القيود. غـــيـــر أن مــــؤتــــمــــراً صـــحـــافـــيـــ لـــــوزيـــــر الـــخـــارجـــيـــة الأمـــيـــركـــي أنـــتـــونـــي بــلــيــنــكــن، خـــــ ل زيــــارتــــه الأخـــيـــرة لأوكـرانـيـا، لـم يظهر أن هناك توجهاً أميركياً حقيقياً لزخم كييف بتلك الصواريخ. في الوقت نفسه توقع الجميع أن يخرج الرئيس بـايـدن على الإعـــ م الأمـيـركـي، نـهـار الجمعة المـاضـي، وبـعـد لقائه رئـيـس الــــوزراء البريطاني كير ستارمر، بتصريحات تفيد بإعطاء زيلينسكي الأمـــر بتحويل الداخل الروسي أهدافاً ينبغي مهاجمتها، وهو ما لم يحدث. مـا الـــذي يتطلع زيلينسكي لقصفه بالصواريخ بعيدة المدى في الداخل الروسي؟ مـــن المـــؤكـــد أنــــه يــســعــى لمــهــاجــمــة مـــراكـــز الــقــيــادة والسيطرة العسكرية، ومستودعات الوقود والأسلحة الروسية، عطفاً على تجمعات القوات الروسية. غـيـر أن هــنــاك إشـكـالـيـة لـوجـسـتـيـة تـقـابـل أحــ م في المائة من الطائرات الروسية 90 زيلينسكي، وهي أن التي تطلق القنابل الانـزلاقـيـة، والـتـي تعد واحـــدة من أكبر التهديدات لأوكرانيا، موجودة في مطارات روسية كـم، فـي حـ أن المــدى المـؤثـر لهذه 300 على بعد نحو كم. 250 الصواريخ لا يزيد عن لا تـبـدو إذن الـصـواريـخ الثلاثية المتقدمة قــادرة عـلـى إلــحــاق الأذى الـبـالـغ بالبنية الـجـويـة الـروسـيـة، ويــضــاف إلـــى قـصـر مــداهــا أن أعـــدادهـــا فــي الـتـرسـانـة الأمـــيـــركـــيـــة والأوروبـــــيـــــة بـــاتـــت مــنــخــفــضــة، مـــا يجعل المتوافر منها قليلاً وغير مؤثر. لكن وعلى الرغم من ذلك، فإن القلة المتبقية، وحال استخدامها، يمكنها أن تحلق أضراراً لوجستية وبشرية بالغة بعدد كبير من المدن الروسية الكبيرة لا محالة. هنا التساؤل المثير والخطير: هل يمكن للقيصر أن يصمت، لا سيما وأن جماعة السيلوفيكي المحيطين به مأزومون من أثر عمليات كورسيك الأخيرة؟ «يمكن تحويل كييف إلــى كتلة لهب منصهرة»، هـكـذا جـــاء جـــواب نـائـب رئـيـس مجلس الأمـــن القومي ديمتري ميدفيديف قبل أيام، معبراً عن حدود الصبر الاستراتيجي الروسي التي تكاد أن تنفد. هـل يعني الـــرد الــروســي بــدايــات طـريـق الفوضى العالمية، واستهلال مسيرة الهاوية النووية، تلك التي يمكن أن تـبـدأ مــن عـنـد الأسـلـحـة غـيـر الاستراتيجية، وتصل نهاية الأمر إلى الصواريخ الاستراتيجية بعيدة المدى، والجهنمية منها بنوع خاص، مثل «سارمات» المجنح ذي العشرة رؤوس، الــذي يبدو كأحد فرسان نهاية العالم الأربعة؟ يـــبـــدو أن الــقــيــصــر بـــوتـــ هـــو مـــن رســــم الـطـريـق لـهـذا الــــدرب المـــر عـالمـيـ ، فـقـد عـــدّ أن تنفيذ هـــذه المـهـام الــجــويــة لــهــذه الأنــظــمــة الــصــاروخــيــة أمـــر يـحـتـاج إلـى خــبــراء عسكريين مــن دول الـنـاتـو، ودعــمــ مــن الأقـمـار الاصطناعية الأوروبية أو الأميركية، وهو ما لا يوجد لدى الأوكرانيين. يـعـنـي حــديــث بــوتــ هـنـا أن المــشــاركــة المـبـاشـرة لــدول الناتو ستحول المشهد إلـى حالة حـرب مباشرة مع روسيا الاتحادية، وتفتح الأبـواب للسيناريوهات النووية الكارثية التي لا يرغب فيها أحد. لا يــنــفــك زيـلـيـنـسـكـي يـــؤجـــج نـــيـــران الـــغـــرب ضد مـــوســـكـــو، عــبــر الـــغـــزل عــلــى الأوتـــــــار المــتــنــاقــضــة، وقــد اســتــخــدم المـشـهـد الإيـــرانـــي فــي تـشـابـكـاتـه مــع روسـيـا مؤخراً لزخم الغضب ضد النظام الروسي. يــحــاجــج زيـلـيـنـسـكـي بــــأن بـــوتـــ لـــم يــحــتــج إلــى »360 طلب إذن من أحـد لكي يستخدم صواريخ «فتح صاروخ 200 الإيرانية، التي تلقت منها موسكو نحو باليستي قصير المـــدى مــؤخــراً، عطفاً عـلـى الـطـائـرات المسيرة الإيرانية التي تهاجم الأوكرانيين بأيدٍ روسية. لا يفوت زيلينسكي، أنه وبعيداً عن الـرد النووي الـــروســـي المـحـتـمـل، أن بـــايـــدن، وفـــي زمـــن الانـتـخـابـات جندي 9000 الــرئــاســيــة، لا يمكنه أن يـخـاطـر بـحـيـاة فـــي الــــعــــراق، هـــــؤلاء قد 2500 أمـــيـــركـــي فـــي ســــوريــــا، و يصبحون بين عشية وضحاها أهدافاً يسيرة لوكلاء الحرب الإيرانيين، انتقاماً للصدقاء الروس. يـــصـــر بــــايــــدن مــــؤخــــراً عـــلـــى ارتــــــــداء قــبــعــة تــرمــب الحمراء. فهل الرجل يحاول الانتقام من الذين أزاحوه مـــن ســـبـــاق الـــرئـــاســـة؟ قـــد يـسـمـح بـــايـــدن لزيلينسكي باستهداف روسيا خلال لقائه معه الجمعة المقبل في الأمـم المتحدة، ليرسم سيناريو شمشونياً عالمياً قبل رحيله... دعونا ننتظر ونر. زيلينسكي يؤجج نيران الغربضد موسكو عبر الغزل على الأوتار المتناقضة سيبقى التطلع والتشجيع لإبراز نموذج يمني إيجابي متماسكخدمةً لتنوير المواطنين لطفي فؤاد نعمان جمال الكشكي OPINION الرأي 14 صواريخ زيلينسكي وحافة الفوضى العالمية البحثعن نموذج... همٌ يمني قوة الأوراق الفلسطينية في الأمم المتحدة فرصة نادرة في عمر القضية الفلسطينية وقد لا تتكرر مرة أخرى بهذا الزخم إميل أمين

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky