issue6731

يـــــــوم الــــســــبــــت المـــــاضـــــي نـــــشـــــرت صــحــيــفــة «الــــغــــارديــــان» الــبــريــطــانــيّــة مــــــادّة لمــراســلــهــا في الـــقـــدس جـــولـــيـــان بـــورغـــر عـــن «هـــــدف إســرائــيــل الأســـــــاســـــــيّ»، الـــــــذي هـــــو قـــتـــل قــــائــــد «حــــمــــاس» يـحـيـى الـــســـنـــوار. وكـــــان الــــســــؤال الـــــذي طـرحـتـه «الـغـارديـان»، والــذي يطرحه كثيرون في بلدان شــتّــى، مــا إذا كـــان قـتـل الــســنــوار يــوقــف الـحـرب الدائرة في قطاع غزّة. وســـــــؤال كـــهـــذا يـــقـــود الـــــقـــــارىء، كـــمـــا يــقــود المتكهّن، في دروب عدّة بعضها يتّصل بالتقنيّات الحربيّة المعقّدة، وبعضها بالملاجىء والأنفاق، نـاهـيـك عــن الــبــراعــة الـشـخـصـيّـة لـلـفـرد المـــطـــارَد، وهـــو هـنـا الــســنــوار، ولـلـجـنـود المـــطـــارِديـــن، وهـم الإسرائيليّون... وهناك دائماً الخوف الذي يلازم أسئلة من هذا الصنف، وهو خوف الانحدار إلى سويّة يجتمع فيها التقدير المخابراتيّ والألاعيب والخِدَع التي تملك السينما باعها الأطول. لـكـنّ المـوضـوع الأســاســيّ ليس تقنيّاً. فقد يتأدّى عن نجاح إسرائيليّ ما في قتل السنوار وقـــف لـلـحـرب فــي غــــزّة، وقـــد لا يـــتـــأدّى ذلــــك. إلاّ أنّنا بمجرّد أن نتجاوز «الفوريّ» إلى «الراهن» الأعـــرض، حتّى نتأكّد من أنّ الحقّ الفلسطينيّ في الدولة والكرامة الإنسانيّة يصعب أن يُقتل. وهذا ليس من الخطابة العنفوانيّة الرائجة، إذ لا يعوزنا التذكير بـأنّ إسرائيل سبق أن صفّت كثيرين مــن الــقــادة الفلسطينيّين، مـمّـن عـبّـروا عن مروحة عريضة جدّاً من الاتّجاهات والميول، وهم قُتلوا في بلدان كثيرة، وإبّـان أطوار زمنيّة مـخـتـلـفـة، لــكــنّ إســرائــيــل لــم تـنـجـح فــي قـتـل ذاك الطلب الفلسطينيّ على إحقاق الحقّ. ويُـخـشـى أن يـكـون بنيامين نتنياهو ومَـن يــســيــرون وراءه، وبـعـقـلـيّـتـهـم الأداتـــيّـــة المبتذلة التي تــ زم قوميّتهم الشوفينيّة، إنّـمـا يفكّرون على هذا النحو، ظانّين أنّ القضاء على السنوار لا ينهي حـرب غــزّة فحسب، بل يلغي أيضاً حقّ الفلسطينيّين وإمـكـان بلوغهم إيّـــاه. والـحـال أنّ إسرائيل إذا أخذت بهذا الاعتقاد، وهي آخذةٌ به عـلـى الأرجــــح، فـــإنّ سلوكها سـيـعـود عليها هي نفسها بالضرر بعيد المدى بقدر إضراره المباشر بالفلسطينيّين. وقد تجوز صياغة المشكلة، وتالياً صياغة الحلّ، بالعودة إلى التمييز بين العمل العسكريّ والعمل السياسيّ، ووظيفة كلّ منهما، خصوصاً في ظلّ هذا الانفصال المتعاظم بين العملين. فلا تــواصــل الــحــرب الإبـــاديّـــة عـلـى غـــزّة يقضي على 7 الفلسطينيّين، ولا تواصل عمليّات من صنف أكتوبر يقضي على إسرائيل. بيد أنّ قولاً كهذا، وهو يُفترض أنّه بديهيّ، يــــردّنــــا إلــــى المــــربّــــع الاوّل: كــيــف تـــعـــود المـنـطـقـة وطرفاها المتحاربان إلى السياسة؟ فـنـحـن نـعـلـم أنّ الـحـقـد والــكــراهــيــة الـلـذيـن يسطعان الـيـوم فـي الجانبين أعلى مـن أيّ وقت سابق، وأنّ تخيّل حصول مفاوضات واتّفاقات كـأوسـلـو أو كـامـب ديـفـيـد لا يـعـدو كـونـه تخيّلاً جامحاً. أمّــا إسرائيل الحاليّة فليست إسرائيل «حزب العمل» و»معسكر السلام»، كما أنّ «حركة حـــمـــاس» و»الـــجـــهـــاد الإســــ مــــيّ» ومــــن يـلـتـفّـون حولهما ليسوا منظّمة التحرير الفلسطينيّة. والتجارب التي سبق أن راكمها الطرفان ودفعت بهما إلـــى الـسـيـاسـة بـــدلاً مــن الــحــرب بـعـيـدة عن إســـرائـــيـــل الـــلـــيـــكـــوديّـــة بُـــعـــدهـــا عـــن الإســـ مـــويّـــة الـــفـــلـــســـطـــيـــنـــيّـــة. ونـــعـــلـــم، فـــــوق هـــــــذا، أنّ الـــقـــوى الأوروبـيّـة التي درجـت على التوسّط والتقريب، وأغلبها أحزاب اشتراكية ديمقراطيّة (في النمسا والــنــروج وفــرنــســا...)، لـم تعد قـــادرة، أو لـم تعد راغـبـة، فـي تـكـرار الـتـجـارب السابقة. أمّـــا الإدارة الأمــيــركــيّــة، وهـــي فــي آخـــر المــطــاف مَـــن يستطيع فـــعـــً الــضــغــط عــلــى الـــدولـــة الـــعـــبـــريّـــة، فانتقلت مـن التعويل التقليديّ على «الـسـ م فـي الشرق الأوســــــط» إلــــى المــعــالــجــات المــوضــعــيّــة لمـشـكـ ت الـــنـــزاع ومـــا يــتــفــرّع عـنـهـا. وعــلــى رغـــم العنصر الإيرانيّ المُقلق أميركيّاً، فهذا ما لم يدفع الولايات المـتّـحـدة، أقـلّـه حـتّـى الـيـوم، إلــى تغيير عقيدتها الــجــديــدة. فـواشـنـطـن تــمــارس الـعـقـيـدة المــذكــورة واثقة ومُطْمئنّة إلى أمرين: أنّ إسرائيل قادرة، في ظلّ إمدادها بالسلاح والدعم الدبلوماسيّ، على البقاء في موقع المتفوّق، وأنّ دخـول قوى دوليّة مؤثّرة، تعادل القوّة الأميركيّة أو توازنها، ساحةَ الشرق الأوسـط، هو أقرب إلى إمكانيّة معدومة. وما محدوديّة الدورين الروسيّ والصينيّ اللذين راهن البعض عليهما سوى برهان ساطع. هكذا نجدنا أمام مفارقة كبرى مؤدّاها ذاك التلاقي بين حقيقتين: أنّ الحاجة إلى السياسة حاجة حــدّ أقصى فيما الأدوات والاسـتـعـدادات السياسيّة أدنى من الحدّ الأدنى. وحالة البؤس التي تتّصف بها السلطة الوطنيّة في رام الله، كــمــا الــــعــــزوف الإســـرائـــيـــلـــيّ عـــن تـــنـــاول «الـــيـــوم التالي» ومناقشته مَثَلان مُعبّران. وإنّــــمــــا فــــي وضـــــع كـــهـــذا مــــن الانـــــســـــداد قـد يزدهر الكلام عن السنوار وقتله. فإذا صحّ ربط أفـعـال مـن هـذا الصنف بنتائج تتّصل بالحرب الدائرة، فلسوف يكون من الأوهام ربطها بجذور الموضوع الفلسطينيّ وباستمراريّة حضوره. في هذه الغضون، وفي ظلّ الانسداد القائم، ثـمّـة شـــيءٌ واحـــد يمكن قــولــه: إذا كـــان نتنياهو يساوي حقّ الفلسطينيّين بالسنوار، كما ساواه من قبل بياسر عـرفـات، تمهيداً لاغتيال المسألة عبر اغتيال رمزها، فإنّ مثل هذه المساواة هو ما ينبغي أن يتجنّبه الوعي الفلسطينيّ، خصوصاً مــــن يـــعـــبّـــرون عـــنـــه بــطــريــقــة تـــرفـــع الـــقـــضـــيّـــة مـن السياسة إلى القداسة، ثمّ تخفضها من القداسة إلى مماهاتها مع السنوار. OPINION الرأي 12 Issue 16731 - العدد Wednesday - 2024/9/18 الأربعاء وكيل التوزيع وكيل الاشتراكات الوكيل الإعلاني المكـــــــاتــب المقر الرئيسي 10th Floor Building7 Chiswick Business Park 566 Chiswick High Road London W4 5YG United Kingdom Tel: +4420 78318181 Fax: +4420 78312310 www.aawsat.com [email protected] المركز الرئيسي: ٢٢٣٠٤ : ص.ب ١١٤٩٥ الرياض +9661121128000 : هاتف +966114429555 : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني: 800-2440076 المركز الرئيسي: ٦٢١١٦ : ص.ب ١١٥٨٥ الرياض +966112128000 : هاتف +9661٢١٢١٧٧٤ : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: saudi-disribution.com وكيل التوزيع فى الإمارات: شركة الامارات للطباعة والنشر الريـــــاض Riyadh +9661 12128000 +9661 14401440 الكويت Kuwait +965 2997799 +965 2997800 الرباط Rabat +212 37262616 +212 37260300 جدة Jeddah +9661 26511333 +9661 26576159 دبي Dubai +9714 3916500 +9714 3918353 واشنطن Washington DC +1 2026628825 +1 2026628823 المدينة المنورة Madina +9664 8340271 +9664 8396618 القاهرة Cairo +202 37492996 +202 37492884 بيروت Beirut +9611 549002 +9611 549001 الدمام Dammam +96613 8353838 +96613 8354918 الخرطوم Khartoum +2491 83778301 +2491 83785987 عمــــان Amman +9626 5539409 +9626 5537103 صحيفة العرب الأولى تشكر أصحاب الدعوات الصحافية الموجهة إليها وتعلمهم بأنها وحدها المسؤولة عن تغطية تكاليف الرحلة كاملة لمحرريها وكتابها ومراسليها ومصوريها، راجية منهم عدم تقديم أي هدايا لهم، فخير هدية هي تزويد فريقها الصحافي بالمعلومات الوافية لتأدية مهمته بأمانة وموضوعية. Advertising: Saudi Research and Media Group KSA +966 11 2940500 UAE +971 4 3916500 Email: [email protected] srmg.com إسرائيل لم تنجح ّفي قتل ذاك الطلب الفلسطيني على إحقاق الحق لحسن حداد ناصيفحتي حازم صاغيّة الحقّ الفلسطيني وحياة القادة وموتهم! الشباب والهجرة تتكرّرُ محاولات شباب شمال أفريقيا وشباب أفريقيا جنوب الصحراء وغيرهم، الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا بكل السبل، سواء العنيفة أو المنظّمة أو المتهوّرة. آخر هذه المــحــاولات هـي الــدعــوة، عبر وسـائـل الـتـواصـل الاجتماعي، للقيام بهجوم للدخول قسراً إلى مدينة سبتة، وتم تحديد .2024 ) سبتمبر (أيـــلـــول 15 مــوعــد لــهــذه الـعـمـلـيـة فـــي يـــوم لمواجهة ذلــك، جَـنّــدَت السلطات المغربية الوسائل البشرية واللوجيستية لمواجهة عملية الاقتحام الجماعية، وتمّ على 519 مغربياً و 3597 شخصاً، من بينهم 4455 أثرها توقيف 70 جــزائــريــ . كـمـا اعـتُـقـل 164 مــن جنسيات أخــــرى، ومـنـهـم محرّضاً على الهجرة من أفريقيا جنوب الصحراء والجزائر، ضمنهم مغاربة كذلك. بـعـيـداً عــن التكييف الـسـيـاسـي لـهـذا المـــوضـــوع؛ ســواء داخـــــل المـــغـــرب أو عــبــر وســـائـــل الإعـــــ م ووســـائـــل الــتــواصــل الاجتماعي في دول شمال أفريقيا، السؤال الذي يطرح نفسه هو: كيف يُقْدِم هذا الكم الكبير من الشباب اليافع في المغرب والجزائر وتونس وموريتانيا ودول جنوب الصحراء على رحلة نحو المجهول، محفوفةٍ بالمخاطر قـد تــؤدي بهم إلى الـغـرق والــهــ ك؟ هـل فعلاً انـسـدت الآفـــاق أمامهم إلــى درجـة صـار «الحريك» (المـــرادف الـــدارج للهجرة السرية في المغرب والجزائر) هو السبيل للخلاص؟ تــتِــمّ عــــادة تسمية هــــؤلاء الـشـبـاب «الــنــيــت»، أي الفئة سنة، والذين لا يوجدون لا في 24 إلى 16 العمرية البالغة من 25.2 المدرسة ولا في التكوين ولا في الشغل. يبلغ عدد هؤلاء في المائة بالمغرب (حسب المجلس الاقتصادي والاجتماعي في المائة من مجموع الشباب في 29 والبيئي في المغرب)، و الـجـزائـر (حـسـب منظمة العمل الــدولــيــة)، بينما تبلغ هذه النسبة الثلثين في النيجر، وهي أعلى نسبة على المستوى الدولي. أسباب الانقطاع عن المدرسة متعددة؛ ويمكن تلخيصها في عدم تجاوب البرامج وطريقة التدريس ومنظومة التربية مـع حـاجـيـات الـشـبـاب النفسية والاجتماعية وطموحاتهم وقابليتهم للتشغيل. قليلة هي الدول في أفريقيا التي تخلق فضاءات للتعلم الإيجابي والإنجاز والتفوق والتعبير عن الـــذات داخــل المـدرسـة؛ ولا تعتني المنظومات التعليمية في هذه البلدان بالكفايات النفسية والحياتية والاجتماعية من قبيل القدرة على مواجهة الأزمات، وتنمية الذكاء العاطفي، والـــصـــ بـــة والمـــثـــابـــرة، والــــقــــدرة عــلــى الـــحـــوار مـــن أجــــل حل المشاكل، والتفكير النقدي، وكفاية التأقلم مع المستجدات، والــــقــــدرة عــلــى تــدبــيــر الــــوقــــت، والـــتـــواصـــل، وبـــنـــاء عــ قــات اجتماعية سليمة، والاعتناء بالنفس. ليست هناك برامج لتدريب الأساتذة أو الآباء والأمهات على اعـتـمـاد هــذه المـقـاربـة. عِـــوض ذلــك نجد بـرامـج ركيكة، صــعــبــة الـــفـــهـــم، وطــــــرق تــعــلــيــم رتـــيـــبـــة؛ وبـــالمـــقـــابـــل، يـقـضـي الـسـاهـرون على التربية معظم وقتهم فـي تدبير الاكتظاظ ومواجهة العنف والـغـش والمــخــدرات داخــل المـــدارس وتدني مستويات التحفيز لدى الطاقم التربوي وغيرها. يصيب الإحــبــاط جُـــلّ الـشـبـاب جـــراء هـــذا الــوضــع غير المساعِد على التحصيل والإنــجــاز. تـدَخّـل الآبـــاء قـد يساعد الـشـبـاب فــي الـتـحـمـل إلـــى حــ الـحـصـول عـلـى الـبـكـالـوريـا، ولــكــن عـــوامـــل الـفـقـر والـتـفـكـك الـعـائـلـي قـــد تــحــول دون ذلـك بالنسبة لفئة ليست بالهيّنة. حين يغادر هؤلاء المدرسة، لا يتم لا إحصاؤهم ولا تتبع مسارهم عبر التكوين والمساعدة الاجتماعية، ولا محاولة فهم طموحاتهم وأحلامهم. ولا تتم تعبئة مساعدين اجتماعيين للعمل معهم في أحيائهم من أجـل تأطيرهم وتوجيههم التوجيه الصحيح. حتى مراكز التكوين لا تتميز بالمرونة اللازمة لتسهيل الولوج وتبسيط التكوين وجعله في خدمة طموحات هؤلاء الشباب. هــكــذا يـتـكـفـل الـــشـــارع بـثـقـافـتـه الـهـامـشـيـة والــرافــضــة بتأطير هـؤلاء الشباب المُحبَطين. ويتولى منظمو عمليات الـــهـــجـــرة الـــســـريـــة بــيــعــهــم حــــلــــولاً ســـهـــلـــة وقــــصــــص نــجــاح هوليوودية فـي أوروبــــا. الحلم والمـغـامـرة وفـرصـة الابتعاد عـن فـضـاء يُــذَكّــر بالفشل والإحــبــاط والمـشـاكـل العائلية؛ كل ذلــك يجعل الـشـاب الـبـالـغ سـن الـسـادسـة عـشـرة أو السابعة عشرة يرسم مساراً ذهنياً وردياً، يتمثل في العبور والنجاح والــرجــوع إلــى الـوطـن رجـــوع الأبــطــال. الإحــســاس بالبطولة سَـيـمْـحـي ذكـــريـــات الـفـشـل والـــرســـوب والإحـــبـــاط. وهـــو حلم جماعي كـذلـك، حيث ينتظم هـــؤلاء الشباب فـي مجموعات مـتـآزرة تتقاسم نفس الأحـــ م والـوسـائـل والـــزاد والـعـتـاد... حين يُحمّس ويُحَفّز المحرضون الشباب على مواجهة قوات الأمــن ومـحـاولـة اقتحام السياجات بالعنف فإنهم ينقرون على وتر الرغبة في المجد البطولي لدى الشباب الحالم. لهذا على الحكومات الاهتمام بالهدر المدرسي ووضع الاستراتيجيات الخالقة للشغل، كما قـال رئيس الحكومة المـغـربـيـة فــي رده أمــــام الــبــرلمــان عـلـى دراســــة «الــنــيــت» التي قـام بها المجلس الاقـتـصـادي المغربي. وعلى وزراء التعليم سـنّ مقاربة جديدة تعتمد على تطوير الكفايات الحياتية والــنــفــســيــة والاجــتــمــاعــيــة والــعــمــلــيــة لــــدى الـــشـــبـــاب. وعـلـى وزراء الـتـكـويـن والتشغيل تتبع مـسـار مــن يــغــادر المـدرسـة وتعبئة المساعدين الاجتماعيين الذين يتكفلون بتأطيرهم وتوجيههم ومساعدتهم لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم. إن فعلوا فسيساعدون من يسهرون على الأمن في الضرب على أيدي المُهرّبين والمتاجرين بالبشر ومافيات الهجرة السرية. هـذا لا يعني إقـفـال بـاب الهجرة بشكل تــام، ولكن تأطيرها ومأسستها وترشيدها لتخدم مصالح أوروبا وأفريقيا في الــوقــت نـفـسـه، بـعـيـداً عــن مـآسـي الــغــرق والانــتــشــال وقـــوارب الموت. عودة «النووي» الإيراني إلى الواجهة تــعــود مــن جــديــدٍ إلـــى الــواجــهــةِ قـضـيـةُ إحـــيـــاءِ الاتــفــاقِ النووي الدولي مع إيران الذي يعرف بـ«خطة العمل الشاملة (الدول الخمس دائمة العضوية 1 زائد 6 المشتركة» أو اتفاق في مجلس الأمن وألمانيا مع إيران) وكذلك الاتحاد الأوروبي. بعد 2015 ) يوليو (تموز 14 الاتفاق الذي تمّ التّوصلُ إليه في سـنـوات مـن المـفـاوضـات. وللتذكير أعـلـن الرئيس الأميركي السابق، وربما العائد، دونالد ترمب الخروج من الاتفاق عام ،2018 . الاتفاق الذي دخلَ في حالةِ الموتِ السريري منذ 2018 هَـدفَ أساساً إلى اللجوءِ للحلّ الدبلوماسي، وهو الوحيدُ المــمــكــنُ مــن مــنــظــورٍ واقـــعـــي، لمـنـع إيـــــران مــن تـطـويـر أسلحة نووية. الاتـــفـــاقُ كــــانَ مـرتـبـطـ أيــضــ بـشـكـلٍ مــــرنٍ جــــدّاً مــن قبل الأطراف الغربية، بوقف إيران تطويرَ الصواريخ الباليستية وبـــإحـــداثِ تغييرٍ لــدورهــا فــي المـنـطـقـة، بـالـطّـبـع مــن منظورِ القوى الغربيةِ بشكل خـاص. أمـرٌ قابلٌ للتفاوض بالقطعة، كما يُقال، ويتّسمُ بدرجةٍ عليا من المرونةِ حسبَ كلّ مقاربةٍ لقضيةٍ خـ فـيـة. المــ حــظُ أنّ إدارةَ الـرئـيـسِ بــايــدن لــم تُـعـدْ تفعيلَ الاتفاق منذ تسلّمِها السّلطة في يناير (كانون الثاني) ، لا بـل استمرّت فـي سياسةِ تـرمـب، باعتبار أنّ إيــرانَ 2021 اسـتـمـرت بــعــدمِ الـــوفـــاءِ بـالـتـزامـاتـهـا فــي هـــذا المــجــال (درجـــة في 3.67 التخصيب حسب الاتفاق المعلق لا يجوز أن تتجاوز المائة، وقـد وصلت في السنوات الأخيرة بعد تعليق العمل في المائة، وبعض التقارير تقول إلى نحو 60 بالاتفاق إلى في المائة في إحدى المحطات النووية. الأمر الذي يقترب 83.7 في المائة). الأمر الذي 90 من بلوغ إيران العتبة النووية أي الـ يعني الــقــدرة عـلـى الــدخــول إلـــى الــنــادي الـــنـــووي، مــن خـ ل امتلاك السلاح النووي بفترة زمنية قصيرة نسبياً. يعرف ذلك تاريخياً بالخيار الياباني، أي امتلاك القدرة على إنتاج السلاح النووي دون القيام بذلك بالضرورة. يعود المـوضـوع إلـى دائــرة الضوء لجملة من الأسباب أولــــهــــا الـــخـــ فـــات المـــتـــجـــددة مــــع الـــوكـــالـــة الـــدولـــيـــة لـلـطـاقـة الـــذريـــة بــشــأن مـهـامـهـا الـتـفـتـيـشـيـة فـــي إيــــــران، حــيــث تـؤكـد الأخيرة أن إيـران ترفض أيّ إجــراءات في التفتيش تتخطى الالـــتـــزامـــات المــعــروفــة فـــي مــعــاهــدة حـظـر الانــتــشــار الــنــووي ) المعلق العمل به. 1 زائد 6( وليس التزامات الاتفاق النووي المدير العام للوكالة يحذر من الـوصـول إلـى طريق مسدود بـشـأن الــتــفــاوض مــع إيـــــران، رغـــم مــا يصفه مــن جـهـة أخــرى بـالاتـصـالات الـبـنـاءة والمـفـتـوحـة مـع المـسـؤولـ الإيـرانـيـ . ارتفاع حدة المواجهة الدبلوماسية في هذا المجال أيضاً تدل في الاتـفـاق المعلق، التي 4 عليه بيانات الأطـــراف الغربية الـــ تحذر إيـــران مـن الاسـتـمـرار فـي سياستها النووية الراهنة، والـتـي لا يمكن فصلها عـن الـتـطـورات الـراهـنـة فـي المنطقة، والدور الإيراني الناشط في هذا الخصوص. مـن جهة أخـــرى أبـــدى وزيـــر خـارجـيـة إيـــران مـرونـة في تصريحاته الأخــيــرة حـــول هـــذه المـسـألـة، مــن خـــ ل الإشـــارة إلــى أن إيـــران مستعدة لتقديم تــنــازلات فـي مـجـال الأنشطة النووية لتخفيف العقوبات. يقول البعض إن إيـران تخشى عودة الرئيس ترمب إلى البيت الأبيض، وتود الدفع لإعادة إحياء الاتفاق النووي أو ولوج مسار إعادة إحيائه، من خلال الانخراط في مفاوضات مباشرة وغير مباشرة مع الأطراف الغربية لتشليح ترمب فيما لو عاد إلى البيت الأبيض أوراق الجمود الراهن والحامل منذ سنوات للتوتر في هذا الملف. الأمـــر الـــذي يستطيع تـرمـب الـبـنـاء عليه بسهولة لتصعيد المواجهة مع إيران، حسب هذا الرأي. رأي مناقض يقول بأنّ إيـران تحاول شـراء الوقت عبر إبـداء مرونة دبلوماسية من خلال التصريحات، واتخاذ مواقف معينة مؤقتاً لاستكمال الـتـوصـل إلـــى بـلـوغ الـعـتـبـة الــنــوويــة، وبـالـتـالـي إلـــى دخــول الـنـادي الـنـووي وبــإحــداث تغيير أسـاسـي فـي مـيـزان القوى لمصلحتها والـحـصـول على «المـنـاعـة أو الحصانة» الأمنية الـــضـــروريـــة فـــي هــــذا المــــجــــال. ولا بــــدّ مـــن الإشـــــــارة فـــي هــذا الخصوص إلى أنّ تحول إيران إلى قوة نووية عسكرية يفتح الباب أمام إطلاق سباقٍ نووي في المنطقة. ولا بد من التذكير بـأن الاستراتيجية النووية لإسرائيل، التي تمتلك السلاح الـــنـــووي والـــقـــبـــول الــغــربــي بـــذلـــك، تــقــوم عــلــى عــــدم الـسـمـاح لأي دولـــة أخـــرى فـي المنطقة بـدخـول الـنـادي الــنــووي، وذلـك بالقوة بالطبع دون أن يعني ذلــك النجاح فـي تطبيق تلك الاستراتيجية على الصعيد الإقليمي. فـــي شــــرق أوســـــط يــعــيــش حـــالـــةً مـــن تــشــابــك وتـــداخـــل الصراعات وتوظيف هـذه الأخيرة في «لعبة» بناء وتعزيز النفوذ الـدولـي والإقليمي في المنطقة ورغــم نجاح عمليات تطبيع العلاقات بين قوى الإقليم الرئيسية، فإنّ الإقليم يقف أمــام خيارين فـي هـذا المـجـال: مزيد مـن التوتر المفتوح عبر «بــوابــة المـلـف الــنــووي الإيـــرانـــي» الـعـائـد بـقـوة إلــى الواجهة لأسباب بالطبع تتخطّى هذا الملف رغم أهميته الاستراتيجية للجميع، ولـأطـراف المتواجهة، أو الاستمرار في سياسات التهدئة والاحـتـواء، والتجميد والعمل بـ«القطعة» لمنع هذا المـلـف، عبر محاصرة انعكاساته عند الأطـــراف المعنية، من زيادة حدّة التوتر في المنطقة وعلى مستوى الإقليم.

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky