issue16730

8 السودان NEWS Issue 16730 - العدد Tuesday - 2024/9/17 الثلاثاء ASHARQ AL-AWSAT معلمون بلا رواتب ومدارس منهارة وثكنات عسكرية... و«يونيسيف» تصف الوضع بـ«أسوأ أزمة تدريس في العالم» التعليم في السودانلا يسلم من «آلام» الحرب كـــانـــت الـــطـــالـــبـــة بـــشـــايـــر تُــــعــــدّ نـفـسـهـا لدخول الجامعة، لأنها في السنة النهائية مــن المـرحـلـة «الـثـانـويـة» فــي مــــدراس «وقــف المــــعــــارف الــتــركــيــة الــثــانــويــة بــالــخــرطــوم»، وحين اندلعت الحرب تراجعت طموحاتها وأحـــامـــهـــا، وانــتــهــى بـهـا الأمــــر نـــازحـــةً مع أسرتها إلى مدينة كوستي بوسط البلد. قالت لـ«الشرق الأوسط»: «كنت أستعد مـــثـــل أي طـــالـــبـــة لــتــحــقــيــق حـــلـــم طــفــولــتــي بــــدخــــول الـــجـــامـــعـــة، ودراســـــــــة الــتــخــصــص الذي أعـددت نفسي له، لكن الحرب اندلعت فــانــهــارت كـــل هـــذه الأحـــــام، حـــاولــت كثيراً الالتحاق بالدراسة في تركيا ولم أوفّق». وتــتــابــع: «انــتــهــى بـنـا الـــحـــال نـازحـ إلـــى مـديـنـة جــديــدة، نعيش ظــروفــا قاسية وصعبة، لكننا مضطرون إلى التعايش مع الــواقــع، وننتظر نهاية الـحـرب لنعود إلى مدارسنا، ونعوّض ما فاتنا، رغم أن الزمن الــــذي ضـــاع مــن أعــمــارنــا لا يـــعـــوّض، ولكن الحمد لله». ويـشـعـر والـــد بـشـايـر، المـهـنـدس أحمد عـــبـــيـــد الـــــلـــــه، بـــالـــتـــقـــصـــيـــر تــــجــــاه أبــــنــــائــــه، لأنــــه أصـــبـــح بـــا حــيــلــة، ويـــقـــول لــــ«الـــشـــرق الأوســـــــط»: «كـــــأبٍ أحـــــسّ بـالـتـقـصـيـر تـجـاه أبنائي، بعضهم في الأســاس، وآخــرون في الجامعات، ولا أستطيع أن أفعل لهم شيئا». ويــتــابــع: «خـيـاراتـنـا كــآبــاء تـجـاه مستقبل أطـفـالـنـا صـفـريـة، فنحن غـيـر قــادريــن على تعليمهم فـي دول أخــــرى... لا خيار لنا إلا الانتظار». ومدينة كوستي التي تقيم بها أسرة المـهـنـدس عبيد الــلــه، تـعـد مــن المـــدن الآمـنـة نسبيا، فهي من بين المناطق التي يسيطر عــلــيــهــا الـــجـــيـــش، لــكــنــهــا تـــعـــانـــي تــدفــقــات أعــــــداد كــبــيــرة مـــن الـــنـــازحـــ ، الـــذيـــن تمت اسـتـضـافـتـهـم فـــي مـــدارســـهـــا، إضــــافــــةً إلــى أنها من المناطق التي تعاني الحصار الذي تفرضه عليها «قوات الدعم السريع». أطفاللاجئون ربما تكون الطفلة «سعاد» التي يقيم والـــدهـــا فـــي مـنـاطـق خـــطـــرة، أكــثــر حـظـا من سابقتها «بــشــايــر»، فـهـي تتلقى دروســهــا الآن في مدرسة بدولة أوغندا، لكنها لا تزال تــعــانــي صــدمــة نـفـسـيـة (تــــرومــــا)؛ فـالـحـرب لاحقتها مرتين: الأولـى عندما كانت تتعلم في مدرسة «خاصة» في الخرطوم فتطايرت أولـــى شـظـايـا الــحــرب فــي مـدرسـتـهـا، ولــولا الـلـطـف لـكـانـت فـــي عــــداد المـــوتـــى، ولاحـقـهـا صــــــوت الـــــحـــــرب إلــــــى مـــنـــزلـــهـــا الــــقــــريــــب مـن المــــواجــــهــــات. والأخـــــــرى عــنــدمــا نـــزحـــت هي وأسرتها جنوبا إلى مدينة ود مدني بولاية الجزيرة الآمـنـة وقتها، وهـنـاك واصـلـت في مدرسة جديدة، فاستعادت بعض توازنها، لـكـنّ الـحـرب لحقت بـهـا، وسقطت مدينتها الـــجـــديـــدة بــيــد «قــــــوات الـــدعـــم الـــســـريـــع» في ديسمبر (كـانـون الأول) المـاضـي، فاضطرت أسرتها إلـى الـفـرار لاجـئـةً إلـى دولــة أوغندا التي استضافت أمثالها برحابة. تـصـف مـدرسـتـهـا «الأوغـــنـــديـــة» بأنها أفـضـل مـن كـل مـدارسـهـا الـسـابـقـة، وتـداعـب أمــهــا: «تــانــي أنـــا مــا راجــعــة الـــســـودان حتى لـــو وقـــفـــت الــــحــــرب»، وتـــتـــابـــع فـــي حـديـثـهـا للصحيفة: «لو رجعنا السودان من يضمن لـــنـــا مــــدرســــة آمــــنــــة، ومـــــن يــضــمــن أنـــهـــم لـن يقتلونا، أو يقتلوا أبي أو أمي أو إخوتي». مأساة المعلم لـم تصب الـحـرب الأطـفـال وحـدهـم، بل تــحــولــت إلــــى مـــأســـاة لـلـمـعـلـمـ ؛ إذ فــقــدوا وظـــائـــفـــهـــم وأوقـــــفـــــت الـــســـلـــطـــات رواتـــبـــهـــم، وحوّلتها لإذكاء نار الحرب. ويــــقــــول «ســـيـــد عـــبـــد الــــرحــــمــــن»، وهـــو معلم بمدينة كـسـا الـشـرقـيـة الـتـي لا تــزال بـــعـــيـــدة عــــن الــــقــــتــــال، لـــكـــن الــــحــــرب وصــلــت إليها مع مئات آلاف النازحين، إن المصلين فـي «مسجد الـخـيـرات» وسـط سـوق المدينة فوجئوا بـرجـل يـعـرّف نفسه بـأنـه «معلم»، يشكو للمصلين «ضعفه وهوانه وعجزه»، فأبكى المصلين. وتـابـع: «أن يتسول المعلم في بلدي، فإن هذا لأمر جلل». ويـتـابـع المـعـلـم الشهير بـاسـم «تمبة» فـي ســرد مـأسـاة المعلمين بمدينته بقوله: مايو (أيـار) الماضي، ذهب صديقي 13 «في المــعــلــم تــــاج الـــديـــن لأداء الـــصـــاة بمسجد الــــثــــورة، فـــوقـــف مــعــلــم آخــــر يـــســـأل الـــنـــاس، فتسمر المصلون في أماكنهم، وأحاطوا به مستنكرين ومشككين في أن يتسول معلم، ظــنــا أنــــه مــحــتــال ومـــعـــتـــاد تـــســـول، لــكــن يا للفاجعة اتضح لهم أنه حقا معلم». ووفقا لمنشوره على منصة «فيسبوك» قــــال «تـــمـــبـــة»: «تـــحـــجّـــر الـــدمـــع فـــي مـقـلـتـيّ، واقـــشـــعـــرّ بـــدنـــي مـــن هــــول المـــشـــهـــد، ولـيـس مَـن شاهد كمَن سمع، فلتبكِ على المعلمين الــبــواكــي، ولتغلق وزارة الـتـربـيـة أبـوابـهـا، ولـتـنـكّـس إدارات التعليم أعـامـهـا حـــداداً، فالمعلم في بلدي دفعته الحاجة ليتسول». يقول المتحدث باسم «لجنة المعلمين»، (نقابة تسييرية)، سامي الباقر، في تصريح ألــف 240 خــــاص لــــ«الـــشـــرق الأوســــــــط»، إن معلم من العاملين بالتعليم في السودان لم يحصلوا طــوال الـحـرب على أكثر مـن راتـب شهر أو شهرين في الحد الأعلى، عدا ولاية البحر الأحمر، أما ولاية نهر النيل فصرفت مرتبات بين تسعة وعشرة أشهر، وصرفت الولاية الشمالية رواتب سبعة أشهر، وهي الولايات التي تعد آمنة نسبيا. ويــــصــــف الــــبــــاقــــر أوضــــــــــاع المــعــلــمــ بـــــ«الــــكــــارثــــيــــة» بــــقــــولــــه: «بـــعـــضـــهـــم اضـــطـــر لمــمــارســة مــهــن بــديــلــة، وبـيـنـهـم مـــن يـعـانـي ويلت الحرب والنزوح من دون راتب، ليعجز عـن تلبية احـتـيـاجـات أســرتــه»، ويستطرد: «بـعـض المعلمين لـجـأوا إلــى الــجــوار، ونـزح آخرون، فيما يعاني المستقرون في الولايات التي تسمى آمنة، معاناة شديدة». ويتابع: «المعلمون أصـاً يعيشون تحت خط الفقر، فزادتهم الحرب فقراً على فقرهم، وترك ذلك تأثيرات اجتماعية عليهم وعلى أسرهم»... وحزينا يقول الباقر: «هناك قصص يندى لـهـا الــجــبــ ، ومــشــكــات اجـتـمـاعـيـة كثيرة بسبب حجب المرتبات». 15 وشُلّت الحياة باندلاع الحرب يوم تـمـامـا، ووقـــع الشلل 2023 ) أبــريــل (نـيـسـان الكبير على «مؤسسات التعليم»، فأغلقت المدارس أبوابها، لكنّ رئيس مجلس الوزراء المـكـلـف عـثـمـان حـسـ عـثـمـان، أصـــدر قـــراراً اكتوبر (تشرين الأول) الماضي بإعادة 7 في فتح المدارس نهاية الشهر في الولايات التي تتيح ظروفها الأمنية ذلك. واشـــتـــرطـــت لــجــنــة المــعــلــمــ «صــــرف رواتــــــب المــعــلــمــ أولاً»، لـــكـــنّ المـــــــدارس في الـــولايـــات الــواقــعــة تـحـت سـيـطـرة الـجـيـش: «نـهـر الـنـيـل، والـبـحـر الأحـــمـــر، والـشـمـالـيـة، والـــــقـــــضـــــارف، وكـــــســـــا، والــــنــــيــــل الأبــــيــــض، وبــعــض مـنـاطـق ولايــــة الـــخـــرطـــوم» عـــاودت العمل مجدداً. وحــــــذر المـــعـــلـــم والــــتــــربــــوي عـــلـــي عـبـيـد أبــــكــــر فـــضـــيـــل، ومــــديــــر المـــكـــتـــب الــتــنــفــيــذي للجنة المعلمين، من عـودة الأمية من جديد لـلـبـاد، بقوله لــ«الـشـرق الأوســــط»: «توجد دفعتان من الأطفال في سن التمدرس خارج المدارس، ودفعتان في الصفوف حتى الثالث الأســـــــــاس، ســــيــــعــــودون أمــــيــــ ، مـــمـــا يــهــدد بارتفاع نسبة الأمية في السودان»، وتابع: «عـــودة الأمـيـة أكثر تهديد لمستقبل البلد، ولاستثمارها في المستقبل». الأطفال الجنود ووفـقـا للخبير الـتـربـوي، فــإن الأطفال الـــــنـــــازحـــــ لا يـــــجـــــدون فــــرصــــا بـــــالمـــــدارس الـــحـــكـــومـــيـــة، ولا يــحــتــمــل أولــــيــــاء أمـــورهـــم تـكـالـيـف المــــــدارس الــخــاصــة الــبــاهــظــة، وإن أعداداً كبيرة من الأطفال النازحين اضطروا للعمل لمساعدة أسرهم. ويُحذر من تعرض الأطفال لاستقطاب الأطـــــــراف المـــتـــحـــاربـــة لــلــقــتــال إلــــى جـانـبـهـم بــقــولــه: «بـعـضـهـم يـقـاتـل مـــع (قـــــوات الـدعـم الـــســـريـــع)، والآخــــــر مـسـتـنـفَـر مـــع الــجــيــش، وصار مشهد الأطفال وهم يحملون البنادق مألوفا». مماطلة لـــم يــقــف تــأثــيــر الـــحـــرب فـــي الـنـصـف الـثـانـي مــن عـامـهـا الـثـانـي عـلـى التعليم، بــل امـتـد إلـــى تـهـديـد حـيـاة آلاف الأطــفــال، في المائة 72 وتقول «يونيسيف» إن نحو مـن ضحايا الانتهاكات مـن قتل وتشويه وعنف جنسي وتجنيد، «هم أطفال»، وإن عـــشـــرات الآلاف مـنـهـم مـــعـــرّضـــون لـلـمـوت جوعا وبسوء التغذية. وبينما تسوء أوضاع تعليم الأطفال مـــن المــنــاحــي كـــافـــة، فـــإن سـلـطـات التعليم لـــم تـسـتـجـب لــطــلــبــات «الــــشــــرق الأوســـــط» تقديم المعلومات المتعلقة بوضع التعليم في «وضـع أليم»، بل ماطلت في تقديمها مـتـذرعـةً بجمعها تـــارةً، وبتأخر ورودهــا تارةً أخرى، فبدت كأن الأمر لا يعنيها! بدورها، أبـدت المعلمة خالدة صابر، مــن مــدرســة «ســلــوم بــنــ » بــولايــة البحر الأحــــمــــر، يـــأســـا لافــــتــــا، وقــــالــــت لــــ«الـــشـــرق الأوسط»: «المدارس تم تدميرها بالقصف الجوي والمدفعي وتحول بعضها لثكنات لجنود طرفي الصراع». وتقول صابر التي عادت للصف في مايو (أيـــار) المـاضـي: «فـي أثناء التدريس لاحظت ضعف التحصيل، وكثرة الغياب، والميل للعنف الــذي استخدم فيه الأطفال الأسلحة البيضاء». وحــــــــــذرت مـــــن «عــــــــــودة الأمــــــيــــــة» بــ الأطـفـال فـي الفصول الأولـــى، ومــن تسرب طـــاب الـفـصـول المـتـقـدمـة الـــذي يـواجـهـون مخاطر التجييش والاسـتـنـفـار، بقولها: «مستقبل التعليم على المحك». وخالدة صابر أُم لثلث بنات أكبرهن في نهاية المرحلة الثانوية المؤهلة لدخول الـــجـــامـــعـــة، تـــقـــول عــنـــهـــا: «لـــــم تــتــمــكــن مـن الجلوس للمتحانات، وصــار مستقبلها مجهولاً أســـوةً بأغلب تلميذ الـسـودان». وتتابع: «ابنتي الثانية في نهاية المرحلة المتوسطة، ولا نعرف ما مصيرها، وابنتي الــصــغــرى -تــعــانــي (مــتــازمــة داون)– فلم نجد لها مدرسة، ونخشى عليها التنمر». اضـطـرت صـابـر مـن أجــل بناتها إلى الـلـجـوء إلـــى دولــــة أوغـــنـــدا، لـكـن الـطـفـات واجــــهــــن صـــعـــوبـــة اخــــتــــاف المـــنـــهـــج ولــغــة الــتــدريــس، بـخـاصـة مــن هــم فــي الـسـنـوات الـنـهـائـيـة، وهـــو جـــزء مــن مـعـانـاة الأطـفـال اللجئين في دول الجوار الأفريقي بشكل خاص. أسوأ أزمة في العالم وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يـــونـــيـــســـيـــف» مــــن دخــــــول وشـــيـــك لـــ«جــيــل كــــامــــل» مــــن الأطـــــفـــــال فــــي أوج «الــــكــــارثــــة» التعليمية، ومـن أسـوأ أزمــات التعليم على مستوى العالم. وقـــــــال مـــــســـــؤول بـــــرامـــــج الـــتـــعـــلـــيـــم فـي المنظمة بالسودان دانييل باهيتا، لـ«الشرق الأوســـــط»، إن الـــســـودان يــواجــه «أكــبــر أزمــة نـــزوح لـأطـفـال فــي الـعـالـم» بــنــزوح خمسة مليين طفل. في المائة من 90 وأوضـــح، أن أكثر من مليونا فـي سن 19 أطـفـال الـبـاد، وعـددهـم مليونا خارج 17 الـدراسـة، بينهم أكثر من صـــفـــوف الـــــدراســـــة، فـــي واحــــــدة مـــن «أســــوأ أزمات التعليم على مستوى العالم». مـــايـــ طفل 7 وقـــــال إن هـــنـــاك نــحــو كـــانـــوا خــــارج المـــدرســـة بـالـفـعـل، لأن الـبـاد كانت تكافح الفقر وعدم الاستقرار، أُضيف إلـيـهـم مــن انتزعتهم الــحــرب مــن مـدارسـهـم عــنــوةً. وذكـــر أن «الــحــرب أخـرجـت أكـثـر من مليون طفل من المـدارس، وألقت بهم في 17 6.9 مناطق النزوح واللجوء، ليضافوا إلى مـلـيـون طـفـل غــــادروا صـفـوف الـــدراســـة قبل 2600 الحرب». ووفق المنظمة الأممية، هناك في المائة من إجمالي 13 مدرسة -أي نحو المدارس في البلد- تُستخدم دورَ إيواء، مما عقّد الجهود الرامية لتوفير بيئات تعليمية آمنة ومستقرة. ، أي 2023 ) فـي أكـتـوبـر (تـشـريـن الأول بعد ستة أشهر من القتال، أعلنت الحكومة إعادة فتح المدارس في الولايات الآمنة، لكن تنفيذ الـقـرار واجـه صعوبات عـديـدة. وهو ولايـــات من 7 مـا فصّلته «يونيسيف» بــأن ولايــة أعـــادت فتح المـــدارس، وهـي: 18 أصـل «الـشـمـالـيـة، ونـهـر الـنـيـل، والـبـحـر الأحـمـر، وكـــســـا، والــــقــــضــــارف، والـــنـــيـــل الأزرق، ثم ســــنــــار»، لـــكـــن بـــعـــض هـــــذه المــــــــدارس أُغـــلـــق بسبب العطلة الصيفية في البحر الأحمر، والفيضانات وتفشي الأوبئة والأمراض في كسل، كما أُغلقت مدارس بولاية «سنار». فصول مكتظة يــقــول بـاهـيـتـا إن الـــولايـــات الــتــي عـاد أطفالها للمدراس تعاني من الاكتظاظ، مما يجعل الحفاظ على بيئة تعليمية مواتية تحديا كبيراً»، ويتابع: «الأطفال النازحون والمجتمعات المضيفة بحاجة إلـى دعـم في مـجـالات الصحة العقلية، والـدعـم النفسي والاجـــتـــمـــاعـــي، لأن أعــــــداداً مـنـهـم تـعـرضـوا للصدمات الناتجة عن الصراع». وإزاء الاكتظاظ في الفصول الدراسية، مساحة 1500 أنشأت «يونيسيف» أكثر من تعلم آمنة، توفر فرصا تعليمية لأكثر من ألف طفل. 437 ودعـــــــت «يـــونـــيـــســـيـــف» لإعـــــــــادة فـتـح المدارس بالكامل لضمان استمرارية التعلم، ودعــــم الـصـحـة الـعـقـلـيـة لــأطــفــال، وتـوفـيـر فــرص اللعب والـشـفـاء جنبا إلــى جنب مع أقرانهم. ويقول باهيتا: «التعليم أمر بالغ الأهمية لنمو الأطفال ورفاهيتهم وآفاقهم على المــدى الـطـويـل، لذلك فــإن إعـــادة الفتح الكامل أمر ضروري، لضمان عدم تخلف أي طفل عن حقه في التعلم والازدهار». وتـقـدر المنظمة الخسائر الاقتصادية الناجمة عن وقف التعلم مدى الحياة لجيل الأطـفـال الذين تعرضوا للحرب، بأكثر من مليار دولار أميركي، وتنوه إلى أن «عدم 27 اتخاذ إجراءات عاجلة، سيضيع أجيالاً»... ويــتــابــع بــاهــيــتــا: «الــــوصــــول لـلـتـعـلـيـم أمــر ضــــروري لاســتــقــرار الـــســـودان وتـــطـــوره في المستقبل». كمبالا: أحمد يونس تلامذة سودانيون في اليوم الأول من العام الدراسي الجديد في بورتسودان أمس(أ.ف.ب) «لتغلق وزارة التربية أبوابها، ولتنكسإدارات التعليم أعلامها حداداً، فالمعلم في بلدي دفعته الحاجة ليتسول» أطفالسودانيونلاجئون بأحد الصفوففي أوغندا (الشرق الأوسط) ألقت الحرب المتطاولة في السودان بظلال قاتمة على العملية التعليمية، قد تمتد تأثيراتها «السلبية» أكثر من عقد زماني، بعد أن ضاع أكثر من عام دراسي لما في المائة من الأطفال في البلاد، وعددهم 90 يزيد على مليوناً منهم خارج 17 مليوناً في سن الدراسة، و 19 ملايين خارج النظام التعليمي 7 المدارس حالياً، بينهم قبل الحرب، مما جعل البلاد تعاني «أسوأ أزمات التعليم في العالم»، كما وصفتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف». لـــم يــتــأثــر «الأطــــفــــال» وحـــدهـــم بـــالـــحـــرب، بـــل تـأثـر «المعلمون والمــــدارس وبنية التعليم فـي الــبــ د». فبعد توقف الدراسة وإغـ ق المــدارس، توقف صرف «راتب المـعـلـم»، وكـــاد قــرابــة نـصـف مـلـيـون مـــدرس يتحولون وأسرهم إلى «متسولين»، بعضهم هجر مهنة التعليم -ربما إلى الأبد- واختار مهنة أو «حرفة» بديلة، بينما لجأ آخـــرون إلــى بـلـدان الــجــوار وقــد لا يــعــودون، فيما دُمــــرت آلاف المـــــدراس والمــنــشــآت التعليمية، وتحولت الآلاف منها إلى ملاجئ لإيواء النازحين.

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky