issue16730

كــــان مـــن المــمــكــن أن يــكــون زعــيــم حـركـة «حـــمـــاس» يـحـيـى الـــســـنـــوار مــقــتــولاً الـــيـــوم، لـــــولا نـــظـــام الاتـــــصـــــالات مـنـخـفـض الـتـقـنـيـة الـــــذي يـحـمـيـه مـــن شــبــكــة جــمــع المــعــلــومــات الاستخباراتية الإسـرائـيـلـيـة، حسب تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية. لــقــد تــجــنّــب الـــســـنـــوار، إلــــى حـــد كـبـيـر، المــــكــــالمــــات الـــهـــاتـــفـــيـــة والــــرســــائــــل الــنــصــيــة، وغــيــرهــا مــن الاتـــصـــالات الإلـكـتـرونـيـة التي يـمـكـن لإســرائـــيـــل تـعـقـبـهـا، والـــتـــي أدت إلــى موت نشطاء آخرين في «حماس». وبـــدلاً مـن ذلـــك، فــإن الـسـنـوار يستخدم نــــظــــامــــا مـــــعـــــقّـــــداً مــــــن الـــــرســـــائـــــل والــــــرمــــــوز والملاحظات المكتوبة بخط اليد التي تسمح له بتوجيه عمليات «حماس» حتى في أثناء الاخـتـبـاء داخـــل الأنـفـاق تحت الأرض، وفقا لوسطاء في وقف إطلاق النار. أزعجت هذه الطريقة منخفضة التقنية وســـائـــل الاتـــصـــال الـعـسـكـريـة الإسـرائـيـلـيـة، 7 العازمة على العثور على مهندس هجوم أكتوبر (تشرين الأول) على إسـرائـيـل الـذي شخص، وبـدء الحرب 1200 أسفر عن مقتل في غـزة. حتى مع السيطرة العسكرية على قطاع غزة لم تتوصل المخابرات الإسرائيلية إلــى الـسـنـوار الـــذي تضعه على رأس لائحة اســتــهــدافــاتــهــا. ولـــم يُــشــاهــد الــســنــوار علنا منذ بـدء الحرب في الخريف المـاضـي. وقال مـــســـؤولـــون إســـرائـــيـــلـــيـــون إنـــهـــم يــعــتــقــدون أنــــه مـخـتـبـئ فـــي مــديــنــة غـــــزة. إن لمــحــة عن كيفية بقاء السنوار على قيد الحياة تأتي مــــن وســــطــــاء عـــــرب نـــقـــلـــوا الـــرســـائـــل ذهـــابـــا وإيـــابـــا خـــ ل مــحــادثــات وقـــف إطــــ ق الـنـار بــن «حـــمـــاس» وإســـرائـــيـــل، الــتــي لا تتحدث مـــبـــاشـــرة مــــع بـــعـــضـــهـــا. قـــــال الــــوســــطــــاء إن الرسالة النموذجية من السنوار ستكون الآن مكتوبة بخط الـيـد، ويـجـري تمريرها أولاً إلــى عضو مـوثـوق بـه فـي «حـمـاس» ينقلها عــلــى طــــول سـلـسـلـة مـــن الـــرســـل، وقــــد يـكـون بعضهم مدنيي. وغالبا ما تكون الرسائل مشفرة، برموز مختلفة لمتسلمي مختلفي وظـــروف وأوقــــات مختلفة، بـنـاءً على نظام طــــوّره الــســنــوار وسـجـنـاء آخــــرون فــي أثـنـاء وجودهم داخل السجون الإسرائيلية. وقــــــال الـــوســـطـــاء إن المــــذكــــرة قــــد تـصـل بـعـد ذلـــك إلـــى وســيــط عــربــي داخــــل غــــزة، أو عميل آخر لحركة «حماس» يستخدم هاتفا أو طـــريـــقـــة أخـــــــرى؛ لإرســـالـــهـــا إلـــــى أعـــضـــاء الجماعة. لقد أصبحت أساليب اتصالات السنوار أكــثــر حــــذراً وتــعــقــيــداً، إذ تـمـكّـنـت إســرائــيــل مــــن الـــعـــثـــور عـــلـــى رفــــاقــــه رفـــيـــعـــي المــســتــوى وقـــتـــلـــهـــم، خـــصـــوصـــا هـــجـــوم بــــيــــروت الــــذي قــتــل نــائـــب الــزعــيــم الــســيــاســي لــــ«حـــمـــاس»، مؤسس الجناح العسكري للجماعة، صالح العاروري. يـــقـــول رئـــيـــس الـــــشـــــؤون الـفـلـسـطـيـنـيـة الــــســــابــــق فـــــي الاســـــتـــــخـــــبـــــارات الـــعـــســـكـــريـــة الإسرائيلية، مايكل ميلشتاين: «أنـا متأكد تـــمـــامـــا مــــن أن هــــــذه الـــطـــريـــقـــة (مــنــخــفــضــة الـتـقـنـيـة) هـــي أحــــد الأســـبـــاب الــــبــــارزة الـتـي جعلت الجيش الإسرائيلي لا يجد السنوار». وأضـــاف: «إنـــه (الـسـنـوار) يحافظ حقا على جميع أنماط سلوكه الشخصية الأساسية بشكل صارم للغاية». رفــضــت «حـــمـــاس» الإجـــابـــة عـــن أسئلة حول كيفية تواصل السنوار. وتـــتـــمـــتـــع الاســــتــــخــــبــــارات الــعــســكــريــة الإسرائيلية ببعض من أكثر القدرات تطوراً في العالم لاعتراض الاتصالات الإلكترونية التي تُسمّى غالبا «استخبارات الإشارات». وبعد مقتل الـعـاروري، تحوّل السنوار بالكامل تقريبا إلى المذكرات المكتوبة بخط اليد والاتصالات الشفوية، وأحيانا يتداول التسجيلات الصوتية عبر دائرة صغيرة من المساعدين، وفقا لوسطاء عرب. وقــــد أعـــقـــب مــقــتــل الـــــعـــــاروري عــــدد من عمليات القتل الأخــرى لكبار المسؤولي في «حماس» و«حزب الله». فــفــي يــولــيــو (تــــمــــوز)، شـــنّـــت إســرائــيــل غــارة جوية ضخمة قالت إنها قتلت القائد العسكري الأعلى لـ«حماس»، محمد الضيف. وفـي ذلـك الشهر، أكـدت إسرائيل أيضا أنها قتلت الزعيم السياسي لـ«حماس» إسماعيل هـنـيـة، فــي ذلـــك الـــوقـــت، فــي طـــهــران، وشنت غــــارة عـلـى مـبـنـى سـكـنـي فـــي بـــيـــروت أودت بـحـيـاة فــــؤاد شــكــر، أحـــد قــــادة «حــــزب الـلـه» الأساسيي الـذي أفلت من الولايات المتحدة لعقود من الزمن. وقـــــال الـــبـــاحـــث فـــي مــجــمــوعــة الأزمـــــات الدولية الذي عاش في غزة، عزمي كيشاوي: «إنهم يعرفون حـال استخدامهم أي أجهزة إلكترونية فستُكتشف». وقــــــــــال إن الـــــســـــنـــــوار عــــــــاد إلــــــــى طــــرق «حـمـاس» القديمة. إن النهج الـبـدائـي الـذي يتبعه السنوار فـي التعامل مـع الاتـصـالات يــعــود إلـــى نــظــام اسـتـخـدمـتـه «حـــمـــاس» في سنواتها الأولى، الذي تبناه زعيم «حماس» وسُجن لاحقا في 1988 عندما اعتُقل في عام سجن إسرائيلي، وفقا لخبراء في المجموعة. قبل سجنه، أسّس السنوار شرطة الأمن الــداخــلــي لـــ«حــمــاس» الـتـي طــــاردت المشتبه بتعاونهم مع إسرائيل. وكانت هذه الشرطة نشطة في السجون الإسرائيلية؛ إذ جنّدت عملاء داخل السجن يُطلق عليهم «السواعد» الذين وزّعــوا الرسائل المشفرة من قسم إلى آخـــر، وفـقـا لكتاب «ابـــن حـمـاس» الـــذي كتبه عميل سابق في الحركة تحول إلى جاسوس إسرائيلي. وفـــقـــا لـــلـــكـــتـــاب، كـــــان الـــســـواعـــد يـلـفـون الرسائل المكتوبة بخط اليد في خبز أبيض، ويشكلونها على شكل كــرات، ثم يتركونها تـجـف وتـتـصـلـب. ومــثــل لاعــبــي الـبـيـسـبـول، كــــان الــعــمــ ء يـــرمـــون الـــكـــرات مـــن قــســم إلــى آخـر فـي السجن، وهـم يصرخون «بـريـد من مقاتلي الحرية!». . 5 حربغزة ... تتمدد NEWS Issue 16730 - العدد Tuesday - 2024/9/17 الثلاثاء بعد مقتل العاروري تحوّل قائد «حماس» تقريباً إلى المذكرات المكتوبة والاتصالات الشفوية ASHARQ AL-AWSAT تقرير يفيد بأن زعيم الحركة تجنّب الاتصالات الإلكترونية لتلافي التعقب الإسرائيلي التقنية «المنخفضة» تؤمّن حياة قائد «حماس» (أ.ف.ب) 2022 زعيم حركة «حماس» يحيى السنوار خلال فعالية في غزة عام واشنطن: «الشرق الأوسط» مصر اتهمت حكومة نتنياهو بـ«تقويض» جهود وقف إطلاق النار هل استهدفت إسرائيل إقصاء الوسطاء عن مفاوضات «هدنة غزة»؟ مـــســـاعٍ وجــــــولات كــثــيــرة قـــادتـــهـــا مصر وقـطـر والــولايــات المـتـحـدة للوساطة، بهدف إنـــــهـــــاء أطــــــــول حــــــرب شـــهـــدهـــا قــــطــــاع غـــــزة، أســـفـــرت عـــن هــدنــة نــهــايــة نـوفـمـبـر (تـشـريـن ، اســـتـــمـــرت أســـبـــوعـــا واحـــــداً؛ 2023 ) الـــثـــانـــي غـيـر أن الـجـهـود المـتـواصـلـة مـنـذ ذلـــك الحي واجـهـتـهـا إســرائــيــل تــــارة بــفــرض شــــروط أو خطط جديدة، أو توجيه اتهامات للوسيطي المــــصــــري والــــقــــطــــري، أو بـــتـــكـــذيـــب الـحـلـيـف والــوســيــط الــثــالــث الأمــيــركــي بـعـد لـــوم نــادر وجهه الرئيس جو بايدن. ويـبـدو أن تلك الاتــهــامــات، الـتـي نفتها القاهرة والدوحة وتجاهلتها واشنطن، جزء من «استراتيجية إسرائيلية» وفـق ما يقدر خـــبـــراء تــحــدثــوا لــــ«الـــشـــرق الأوســــــط»، عـــدّوا كذلك أن تل أبيب تستهدف «تجحيم جهود الـــوســـطـــاء وكـــبـــح مــســاعــيــهــم لـــوقـــف إطــــ ق النار». وفـــي حــن يـتـوقـع الــخــبــراء أن «تستمر تلك الاستراتيجية في إطالة أمد المفاوضات لمــا بـعـد الانـتـخـابـات الـرئـاسـيـة الأمـيـركـيـة»؛ فإنهم يرجحون ألا تنجح «في دفع الوسطاء؛ لا سيما المصري والقطري لأي انسحابات». وعــــقــــب لــــقــــاء فـــــي لـــــنـــــدن، جــــمــــع وزيـــــر الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، بنظيره البريطاني ديفيد لامي، الأحد، أكد الوزيران «دعــــم جــهــود الــوســاطــة الــجــاريــة مـــن جـانـب الولايات المتحدة ومصر وقطر؛ لإبرام اتفاق وقــــف إطـــــ ق الـــنـــار فـــي غــــزة وإطــــــ ق ســـراح الأسرى». التأكيد الأميركي - البريطاني جاء بعد يـومـن مـن بـيـان عـربـي - إسـ مـي - أوروبـــي فـــي مـــدريـــد، الــجــمــعــة، أعــلــن «الـــدعـــم الـكـامـل لجهود الوسطاء، ورفــض جميع الإجـــراءات الــــتــــي تــــهــــدف إلــــــى عـــرقـــلـــتـــهـــا»، بـــالـــتـــزامـــن؛ أعــرب الأمــن الـعـام للأمم المتحدة، أنطونيو غـوتـيـريـش، خـــ ل اتــصــال هـاتـفـي أجــــراه مع وزيـــر الـخـارجـيـة المـصـري بــدر عبد العاطي، عن «تقديره لدور وجهود الوسطاء». وجـــاء الــدعــم الــ فــت لـجـهـود الـوسـطـاء ومــطــالــبــهــم، لا ســيــمــا الــوســيــطــن المــصــري الإسرائيلية 12 والقطري، بعد حديث القناة سبتمبر (أيلول) الحالي، عن أن «مصر 10 في وقطر تدرسان إصدار إعلان يحمل إسرائيل مسؤولية فشل المفاوضات». وكان نتنياهو صعّد انتقاداته للقاهرة مـــنـــذ أوائـــــــل سـبـتـمـبـر الـــحـــالـــي، وزعــــــم أنــهــا مسؤولة عن تهريب السلاح لغزة عن طريق الأنفاق، قبل أن ترد وزارة الخارجية المصرية من الشهر ذاته، وترفض تلك الاتهامات 3 في وتــعــدّهــا «عـرقـلـة لـجـهـود الــوســاطــة واتــفــاق الهدنة». وســـبـــق أن نــفــى مـــصـــدر مـــصـــري رفـيـع 29 المستوى لقناة «الـقـاهـرة الإخـبـاريـة» فـي مايو (أيـــار)، تلك «الاتـهـامـات الإسرائيلية»، 13 ووصـفـهـا بـأنـهـا «أكـــاذيـــب» وبـعـدهـا فــي يوليو (تموز)، دعا مصدر مصري «إسرائيل إلـــى عـــدم عـرقـلـة المــفــاوضــات، وطـــرح مـبـادئ جـــديـــدة تــخــالــف مـــا تـــم الاتــــفــــاق عــلــيــه بـهـذا الصدد». ولــــــم تـــكـــن مـــصـــر وحـــــدهـــــا المــســتــهــدفــة إســرائــيــلــيــا، فـفـي فــبــرايــر (شـــبـــاط) المــاضــي، رفــض متحدث «الـخـارجـيـة» الـقـطـري، ماجد الأنــــــصــــــاري، اتــــهــــامــــات نـــتـــنـــيـــاهـــو لـــلـــدوحـــة بتمويل «حـــمـــاس»، ودعــــاه إلـــى «الانـضـبـاط فـي مـسـار الـتـفـاوض لإبـــرام صفقة، بـــدلاً من التركيز على إطالة أمد الصراع». ولــم يسلم الـوسـيـط الأمـيـركـي الحليف لإســـرائـــيـــل، مـــن انـــتـــقـــادات نــتــنــيــاهــو، الـــذي وصـف قبل أيــام، تصريحات البيت الأبيض حول قرب التوصل إلى اتفاق هدنة بـ«الكاذبة وغـــــيـــــر الــــصــــحــــيــــحــــة»، مــــعــــربــــا عــــــن رفـــضـــه «الاتـــهـــامـــات الأمــيــركــيــة بــعــدم الــقــيــام بجهدٍ كافٍ» لاستعادة الرهائن. وبـــــــــــــرأي مــــســــتــــشــــار «مـــــــركـــــــز الأهـــــــــــرام لــلــدراســات الاسـتـراتـيـجـيـة»، الـدكـتـور عمرو الشوبكي، فإن «إسرائيل لا تستطيع إقصاء الـــوســـطـــاء، لــكــن تــســعــى لـتـحـجـيـم أدوراهــــــم بـــصـــور مــخــتــلــفــة، بـــاتـــهـــامـــات زائــــفــــة؛ مـنـهـا تـعـطـيـل المـــفـــاوضـــات والـــقـــرب مـــن (حـــمـــاس)، وتهريب أسلحة لها»، لافتا إلى أن إسرائيل لا تريد للوسطاء أن يسمعوا لكلا الطرفي وتريد أن يستمعوا لها فقط. وبـــاعـــتـــقـــاد الـــشـــوبـــكـــي، فـــــإن الــبــيــانــات فـــي الآونــــــة الأخـــيـــرة ســـــواء عــربــيــا أو دولــيــا بـــدعـــم مــصــر وقـــطـــر، رســـالـــة لإســـرائـــيـــل بــأن المجتمع الـدولـي والـــدول الكبرى؛ الكل راغب فـــي اســـتـــمـــرار جـــهـــود الـــوســـطـــاء ووقـــــف تلك الاتهامات. تـــلـــك الاتــــهــــامــــات الإســـرائـــيـــلـــيـــة ضـمـن الـــضـــغـــوط المـــتـــواصـــلـــة تـــجـــاه مـــصـــر وقـــطـــر، تحديداً لـ«تجحيم أدوراهما وتهرب نتنياهو مـن استحقاقات الـتـوصـل إلــى اتــفــاق»، وفق تـــقـــديـــر الأكــــاديــــمــــي المـــــصـــــري، فــــي الـــشـــؤون الإسرائيلية، الدكتور أحمد فؤاد أنور. ويصف السفير الفلسطيني، السابق، بـــركـــات الـــفـــرا، تــلــك الــضــغــوط الإســرائــيــلــيــة، بأنها ضمن «استراتيجية تـهـدف لتحجيم الأدوار الـتـي تـقـوم بـهـا مـصـر وقــطــر، بهدف إطـــالـــة نــتــنــيــاهــو أمــــد المـــفـــاوضـــات أمـــــً في وصــول حليفه ودعـمـه دونـالـد ترمب للبيت الأبيض». بـــالمـــقـــابـــل، تــــــرى الـــخـــبـــيـــرة الأمـــيـــركـــيـــة المـــخـــتـــصـــة فـــــي الــــــشــــــؤون الاســـتـــراتـــيـــجـــيـــة، إيـــريـــنـــا تـــســـوكـــرمـــان، فـــي حـــديـــث لــــ«الـــشـــرق الأوســـــــــط»، أن «الـــحـــكـــومـــة الإســـرائـــيـــلـــيـــة لـم تـبـذل أي جهد لاستبعاد مصر أو الـولايـات المتحدة، لكنّ هناك جهوداً مستمرة لإقصاء مــصــر مـــن الـــوســـاطـــة مـــن قــبــل مـجـمـوعـة من أصحاب المصالح؛ بعضهم من الإسرائيليي اليمينيي بخلاف المعادين لمصر». وتضيف أن «الحكومة الإسرائيلية غير راضية عن قطر بدعوى مساعدتها (حماس)، لكنها لا تستطيع إجبارها على الانسحاب دون مـوافـقـة الـــولايـــات المـتـحـدة، الـتـي تشيد بـــالـــدوحـــة، لـكـن إســرائــيــل تـــرى أن واشـنـطـن هي أفضل طرف ممكن للوساطة وأقل تحيزاً ضـــدهـــا، مـــع امـتـ كـهـا أكــبــر قـــدر مـــن الـنـفـوذ الدولي». مخالفا لرأيي تسوكرمان، يعتقد المحلل المختص بالشأن الأميركي، مايكل مورغان، أن حــكــومــة نـتـنـيـاهـو «عــمــلــت عــلــى إقــصــاء أي وســاطــة لــوقــف إطــــ ق الـــنـــار»، مــؤكــداً أن دعـــم جــهــود الـوسـيـطـن مـصـر وقـــطـــر، مـهـم، خصوصا لأهمية القاهرة الجيوستراتيجية للسلام بالمنطقة وقرب «حماس» من قطر في تسهيل أي اتـفـاق. وإزاء ضغوط إسرائيلية كـثـيـرة، لـــوح الـوسـيـطـان المــصــري والـقـطـري، بإمكانية الانسحاب، في شهور سابقة، قبل 12 أن تطرح التسريبات الإسرائيلية للقناة الـ ذلك المسار من جديد. وكــــــان رئـــيـــس الــــــــــوزراء الـــقـــطـــري وزيــــر الـخـارجـيـة، الـشـيـخ محمد بــن عـبـد الرحمن آل ثـــانـــي، قـــال فـــي أبـــريـــل (نــيــســان) المــاضــي، إن الــــدوحــــة «تــــقــــوم بــعــمــلــيــة تــقــيــيــم شــامــل لدور الوساطة الذي تقوم به»، إزاء استمرار الانتقادات الإسرائيلية. مايو 22 ولوحت مصر أيضا بذلك في ، عــقــب رفــضــهــا تـــقـــريـــراً نــشــرتــه «ســي 2024 إن إن» الأميركية نـقـً عـن مـصـادر أميركية وإسرائيلية، يدعي أنها غيّرت شروط صفقة وقف إطلاق النار في غزة، مؤكدة أن استمرار التشكيك «قـد يدفع الجانب المصري لاتخاذ قرار بالانسحاب الكامل من الوساطة»، وفق ما ذكرته هيئة الاستعلامات المصرية آنذاك. ولا يــتــوقــع الــشــوبــكــي أن تـــغـــادر مصر وقـطـر جـهـود الـوسـطـاء، باعتبارها التزاما تجاه فلسطي لرفع المعاناة عنها، وتأكيداً لحضور إقليمي دولي مهم للبلدين، واضعا تلك التسريبات الحديثة فـي إطـــار السجال الإعلامي، مستبعداً أن تقترب المفاوضات من اتفاق إلا بعد الانتخابات الأميركية الرئاسية «إذا استمر تعنت نتنياهو». ويتفق كل من الفرا وأنــور في أن مصر مستمرة بالوساطة، ولديها وسـائـل أخـرى تـرسـل بـهـا رســائــل «تـكـشـر بـهـا عــن أنيابها حـــمـــايـــة لأمـــنـــهـــا الــــقــــومــــي»، ســــــواء بـتـأجـيـل اســتــقــبــال الـسـفـيـر الإســرائــيــلــي الـــجـــديـــد، أو كما حــدث مـن زيـــارة رئيس الأركـــان المصري 5 للحدود مع غـزة الفريق أحمد خليفة، في سبتمبر الـحـالـي، أو إبـقـاء الاتــصــالات على المستوى الأمني فقط. وأيـضـا لا تعتقد إيرينا تسوكرمان أن مـصـر أو قـطـر ستنسحبان مــن المـفـاوضـات رغـــــم الـــصـــعـــوبـــات، لأســــبــــاب كـــثـــيـــرة؛ مـنـهـا الـنـفـوذ الـدبـلـومـاسـي المــــزداد مــع وجـودهـمـا بتلك الوساطة، وعدم الانسحاب أيضا خيار يتوقعه مـايـكـل مـــورغـــان، لاعــتــبــارات أهمها تسهيل إتمام الاتفاق. البيان الوزاري الصادر عن اجتماع مدريد طالب المجتمع الدولي باتخاذ خطوات نشطة لتنفيذ حل الدولتين (واس) القاهرة: «الشرق الأوسط» السنوار يلوح بمعركة «استنزافطويلة» ذكـــــــــــر إعـــــــــــــ م تـــــــابـــــــع لــــجــــمــــاعــــة الـحـوثـي اليمنية، الاثــنــن، أن يحيى الــــســــنــــوار رئـــيـــس المـــكـــتـــب الــســيــاســي لحركة «حـمـاس»، هنأ الجماعة على هــجــومــهــا بــــصــــاروخ عــلــى إســـرائـــيـــل، الأحــــــد، ووصـــفـــه بـــأنـــه وجّـــــه «رســـالـــة لــــلــــعــــدو»، وقـــــــال الــــســــنــــوار إن خـطـط إسـرائـيـل لتحييد الـحـركـة قـد فشلت. وأضـــــــــاف: «أطـــمـــئـــنـــكـــم بـــــأن المـــقـــاومـــة بخير... (وقد) أعددنا أنفسنا لخوض معركة استنزاف طويلة». كـــانـــت الـــجـــمـــاعـــة الـــتـــي تـسـيـطـر على شمال اليمن قد أطلقت صاروخا وصــل إلــى وســط إسـرائـيــل، وذلـــك في أول هجوم مـن نوعه مما دفــع رئيس الـوزراء الإسرائيلي بنيامي نتنياهو إلـــــــى الـــــقـــــول إن إســـــرائـــــيـــــل ســتــجــعــل الجماعة المتحالفة مع إيران تدفع ثمنا باهظا. وعبّر السنوار في رسالته عن تهنئته لقائد الحوثيي على النجاح في الوصول إلى عمق «كيان العدو». وقال يحيى سريع المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي في بيان، الأحد: «نُـــفـــذت الـعـمـلـيـة بـــصـــاروخ باليستي جديد فرط صوتي نجح بعون الله في الوصول إلى هدفه، وأخفقت دفاعات الـــعـــدو فـــي اعـــتـــراضـــه والـــتـــصـــدي لــه، كيلومتراً في 2040 وقطع مسافة تقدر دقيقة ونصف الدقيقة». 11 غضون وقال مسؤول عسكري إسرائيلي إن الـــــــــصـــــــــاروخ أصــــــيــــــب بــــــصــــــاروخ اعــتــراضــي لـيـتـطـايـر فـــي الـــهـــواء دون تدميره بالكامل. وســـــقـــــط الـــــحـــــطـــــام فــــــي مـــنـــاطـــق مـفـتـوحـة وبـــالـــقـــرب مـــن مـحـطـة سكك حـــديـــديـــة. ولـــــم تُـــســـجـــل أي إصـــابـــات مــبــاشــرة جـــــراء الـــهـــجـــوم، لــكــن تسعة أشــــخــــاص أصـــيـــبـــوا بــــجــــروح طـفـيـفـة بينما كانوا يسارعون للاحتماء. مـــيـــدانـــيـــا، أعـــلـــن الــــدفــــاع المـــدنـــي شخصا على 18 فـي قطاع غـزة مقتل الأقـل خـ ل ليل وفجر الاثني، بينهم قضوا في غـارة طالت أحـد المنازل 10 فـــي وســــط قـــطـــاع غـــــزة. وأكـــــد مـصـدر طـبـي فــي مستشفى الـــعـــودة «ارتــفــاع في 15 وإصـابـة 10 عـدد الشهداء إلـى اســــتــــهــــداف صـــــاروخـــــي لمــــنــــزل عــائــلــة الــقــصــاص فـــي مـخـيـم الــنــصــيــرات في وسط قطاع غزة». مــن جــانــبــه، أكـــد المــتــحــدث باسم الـدفـاع المـدنـي فـي قـطـاع غــزة محمود بـــــصـــــل، وفـــــقـــــا لـــــــ«وكــــــالــــــة الـــصـــحـــافـــة الفرنسية»، عدد القتلى، مشيراً إلى أن الغارة وقعت صباح الاثني. أشــخــاص 6 وحــســب بــصــل قُــتــل فــــي غــــــارة جـــويـــة ثـــانـــيـــة خـــــ ل الـلـيـل طــالــت مــنــزلاً يــعــود لـعـائـلـة بـصـل في حي الزيتون بمدينة غزة. وفــــــــــي غــــــــــــارة مــــنــــفــــصــــلــــة، قُــــتــــل شخصان وفـق مـا أفــاد الـدفـاع المدني في بيان مقتضب. وقال الدفاع المدني: «شــــهــــيــــدان وعـــــــدد مــــن الــــجــــرحــــى فـي قصف صاروخي إسرائيلي استهدف مـنـزلاً لعائلة أبــو شعر شـمـال مدينة رفــــح جـــنـــوب قـــطـــاع غـــــزة، نُـــقـــلـــوا إلــى مــســتــشــفــى غـــــزة الأوروبــــــــــي فــــي خـــان يونس جنوب القطاع». وأعـلـنـت وزارة الـصـحـة التابعة فـــي قــطــاع غــــزة، الإثـــنـــن، أن حصيلة الحرب بي إسرائيل وحركة «حماس» 41226 شهرا، بلغت 11 المستمرة منذ قتيلا على الأقل في قطاع غزة. وقالت الـــوزارة، في بيان، إنها أحصت خلال شهيدا» 20« المـاضـيـة 24 الـسـاعـات الــــ نقلوا إلــى المستشفيات، لافـتـة النظر إلـى أن عـدد الجرحى الإجمالي ارتفع منذ بدء الحرب في السابع 95413 إلى من أكتوبر (تشرين الأول). ويــتـواصــل الـقـصـف الإسـرائـيـلـي لــــقــــطــــاع غـــــــزة بـــــ هــــــــــــوادة، مـــــن دون أفـــق لإبــــرام اتــفــاق لـوقـف إطـــ ق الـنـار والإفراج عن الرهائن المحتجزين فيه، فـي مقابل معتقلي فلسطينيي لدى إسرائيل. غزة: «الشرق الأوسط»

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky