issue16730

Issue 16730 - العدد Tuesday - 2024/9/17 الثلاثاء OPINION الرأي 14 إيقاف الحرب اليوم هو ضرورة ليسلأجل فلسطين وغزة أو حتى الشرق الأوسط بل للعالم بأسره فؤاد مطر يوسف الديني عبداللهعبد * الكريم السعدون هل من فرصة يراها الذين اجتمعوا في مدريد للحل بحيث تتوقف الإبادة البنيامينية؟ »2030 مشاريع «رؤية والمحميات الطبيعية وُضعت للحاضر والمستقبل في الحركة برَكة في حوار أجريته مع الرئيس (الراحل) هواري بومدين (الأسبوع الأخير من شهر يونيو/ حزيران ) في ركن من مكتبه المتواضع في مقرّ الرئاسة 1975 الـجـزائـريـة وبـــدا فيه قـلِـقـا؛ كــون الأحــــوال العربية - الفلسطينية على درجـة من التشابك والـحـذر، قال: «لـــن نــكــون فلسطينيي أكــثــر مـــن الـفـلـسـطـيـنـيـن». عـبـارة تحتمل الكثير مـن التفسير وينطبق عليها ما هو حاصل الآن في لبنان، حيث يتصرف «حزب الـــلـــه»، الـــــذي يـمـثـل ربــــع الــشــعــب الــلــبــنــانــي، قـتـالـيـا على 2023 ) أكتوبر (تشرين الأول 8 وسياسيا منذ أنـه فلسطيني أكثر من الفلسطينيي...، إنما ليس مع عموم الفلسطينيي كما قصْد بومدين ونخبة الــــقــــادة الـــعـــرب والمــســلــمــن الـــذيـــن يـــــرون فـــي وحـــدة الشعب الفلسطيني ما هو خير للقضية وليس الأمر كما الحال الراهنة فلسطي التي تُحلّق في الفضاء الإيراني وتُنفّذ أجندة «الحرس الثوري» الذي ألقى ظـــالاً عـلـى الـقـضـيـة الفلسطينية لجهة اعـتـبـارهـا شــأنــا إيـــرانـــيـــا، وهــــذا مـــا أحــــدث وقـــفـــات نـوعـيـة من التحفظ العربي الـذي يـزول في حال باتت فلسطي الإيــــرانــــيــــة الــــهــــوى وإلــــــى درجــــــة الانــــتــــمــــاء شــريــكــة فلسطي السلطة المأمول اقتناع المُعاضد الأميركي سياسة غير موضوعية وسلحا من كل نـوع ثقيل لإسرائيل نتنياهو، بأن لا سبيل إنقاذ لما آلت إليه بحيث بات الأسر ذريعة حرب 2023 أكتوبر 7 واقعة إبادة وتجويع وتدمير وتجريف لا سابقة لها. وها هي دعـوة خالية من الأوهــام البنيامينية تأتي من لقاء على درجة من صفاء نوايا المشاركي فيه جرى فــي مــدريــد، وضـم 2024 .9 .13 عــقْــده يـــوم الجمعة رئيس وزراء السلطة الوطنية الفلسطينية وأعضاء مجموعة الاتـصـال العربية - الإسلمية بشأن غزة والــتــي تـضـم مـصـر، والــســعــوديــة، وقــطــر، والأردن، وإندونيسيا، ونيجيريا وتركيا. هــــذا المــؤتــمــر خـــطـــوة نــوعــيــة تـــأتـــي فـــي الــوقــت الـــذي يحتاج إلـيـه الجميع حيث تـنـدرج روحـيـة ما قيل فيه، وبالذات قول وزير خارجية إسبانيا التي )2024 .5 .28( سبق اعترافها والنرويج وآيرلندا في بدولة فلسطينية موحدة تحكمها السلطة الوطنية الفلسطينية وتــضــم قــطــاع غـــزة والــضــفــة الـغـربـيـة وتكون عاصمتها القدس الشرقية. وبهذا الاعتراف بـات عـدد الـــدول التي تعترف بالدولة الفلسطينية دولة. أما الذي قاله الوزير 193 دولة من إجمالي 146 الإسباني فكان الآتــي: «إننا نجتمع لإيجاد مخرج من دوامــة العنف التي لا تنتهي بي الفلسطينيي والإســرائــيــلــيــن. إن المـــســـار واضـــــح، تـنـفـيـذ صيغة الدولتيْ هو السبيل الوحيد». قد يعلّق الطرف الأميركي على ما قاله المسؤول الإسباني ويشاركه المضمون الحاضرون وعشرات المـــســـؤولـــن فـــي دول الـــعـــالـــم الـــــــرأي، إن الـــولايـــات المتحدة دائـمـة الإشـــارة إلـى صيغة الـدولـتـنْ حـاً، وإن الــذيــن تـعـاقـبـوا عـلـى الـرئـاسـة الأمـيـركـيـة أتــوا في مناسبات على ذِكــر الـدولـة وأحيانا الدولتيْ، لكن لا ترجمة لهذا التذكير، بل إنـه يأتي متزامنا مـــــع اعــــــــتــــــــداءات إســــرائــــيــــلــــيــــة ومـــــــصـــــــادرة أراضٍ للفلسطينيي. ثــم يـتـرجـم نتنياهو مـشـاعـره إلـى حـــرب إبــــادة فــاقــت حـــرب رئــيــس الـحـكـومـة السلف آرييل شـارون في الضفة الغربية وغزة بعد الفعل الإجـــرامـــي فــي مـخـيـمـات فلسطينية، بعضها في العاصمة اللبنانية بيروت. ومـــن هـنـا، فـــإن إتــيــان رؤســــاء أمـيـركـا ووزراء خارجيتها على ذكر الدولة أو الدولتي يأتي قبل إهــــــــداءات جـــديـــدة مـــن أرض فـلـسـطـن لإســـرائـــيـــل، وهـــــذه «مـــكـــرمـــات» اتــســمــت بــالــســخــاء، ومــنــهــا أن تـرمـب أهـــدى الـقـدس عاصمة لإسـرائـيـل والـجـولان أرضا لإسرائيل ثم يأتي بايدن يجزل العطاء تاركا التجريف الإسرائيلي يأخذ مـداه وبحيث يصحو العرب ذات يـوم وكأنما لا قــرارات اتخذها مجلس الأمن، ولا وجود سوى لإسرائيل دولة يهودية على أن يغادرها الفلسطينيون إلى ديـار عربية أو إلى أبعد نقطة في المعمورة. هل من فرصة يراها الذين اجتمعوا في مدريد للحل بحيث تتوقف الإبــــادة البنيامينية ويؤتى بحكومة يترأسها مـن يــرى أن عيش الشعبيْ كل فـــي دولـــتـــه هـــو الـــخـــاص، وأن أي خـــيـــارات أُخـــرى ومنها أن فلسطي لا تتسع لغير الشعب اليهودي هي مجرد حلم نهايته كوابيس ودورات من المآسي التي يؤكد حدوثها أن الذين يديرون دفة الصراع على أرض فلسطي من غزة المثخنة بالويلت إلى الضفة الغربية المستباحة بالمطاردات والتجريف والـــتـــدمـــيـــر يـــحـــتــاجـــون إلـــــى الـــتـــأمـــل فــــي الأمـــثـــولـــة العربية - الإسلمية - الأوروبـيـة والتي حدثت في مـدريـد وينطبق على حصولها المثل العربي «في الحركة بَرَكة» عسى ولعل الأخذ بها يهدي طرفَيْ الـصـراع إلــى ســواء السبيل. وأمــا رمــز المـعـانـاة من المـحـنـة الــغــزاويــة لـبـنـان، فـــإن المـقـولــة البومدينية تنطبق عليه، لكنه لا يقولها على المـأ متوقعا أن تضع الحاضنة الإيرانية للربع الشيعي من شعب لبنان فـي الحسبان أنــه أدى مـا عليه ومــن واجبه الالتحام ببقية أرباع الكيان اللبناني. سياحة البيئة المستدامة غبطة وفرح... ذلك هو الشعور الذي ينتابك وأنـــــت تـــــزور مـنـتـجـعـا بــحــريــا فـــي بــــــادك. مـزيـج مــن الـفـرحـة والـفـخـر والــشــعــور بالطمأنينة إلـى مستقبل أفـضـل لـأجـيـال الـقـادمـة. كنا نستمتع كـثـيـراً حـــن نــــزور المـنـتـجـعـات الـبـحـريـة الـعـالمـيـة مثل المالديف وسيشل وغيرها، لكنّ تلك المتعة لا تقارَن بما أحسست به وأنا أزور أحد منتجعات مشروع البحر الأحمر. ذلك أنه مشروع جمع بي الـتـرفـيـه والاســـتـــدامـــة، بــن الـسـيـاحـة والمـحـافـظـة على البيئة. وأجمل ما فيه هم العاملون فيه من الشباب والشابات، تـرى الفرحة والابتسام على وجوههم، يرحّبون بك بأكثر من أسلوب وطريقة. والجميل أنهم أتوا من مناطق مختلفة من المملكة، ويعملون في كل الوظائف التي في المشروع؛ من قيادة القوارب إلى الرياضات البحرية والمطاعم وغيرها، جنبا إلى جنب مع مدربيهم الذين أتوا من مختلف قارات العالم. بـــدأت الرحلة مـن الـريـاض إلــى مـطـار البحر الأحمر على الخطوط السعودية؛ طائرة نظيفة، ومــقــاعــد مــريــحــة، وخـــدمـــة مــتــمــيــزة. وهــــذا دلـيـل على أن الخطوط الوطنية السعودية تسير على الطريق الصحيح لتنافس غيرها مـن الخطوط الجوية الناجحة. وأرى أن السر يكمن في عاملي: القيادة العليا في الخطوط، والـدعـم اللمحدود مــن الـــدولـــة. ولــــذا أكــــرر دائــمــا أن ســـرّ تــقــدم الأمــم والمـــؤســـســـات بـكـل أنــواعــهــا هـــو الـــقـــيـــادة. أصــلِــحْ القيادة يَصلُح ما عداها. الـــــيـــــوم تـــســـعـــى المـــمـــلـــكـــة بـــكـــل ثــــبــــات وقـــــوة لتنويع مصادر الدخل، بتحويل قيمة كل برميل مـــن الــنــفــط، أو مــتــر مـكـعـب مـــن الـــغـــاز إلــــى قيمة مضافة، فل مجال للهدر، أو تجميد الأصول. بل استثمارها بما يعود على الاقتصاد بمزيد من الـفـائـدة، والأجـمــل أن جـــزءاً كبيراً مـن الاستثمار يتم في الداخل لخلق مزيد من فرص العمل، في الـسـيـاحـة والـصـنـاعـة والـــزراعـــة والـنـقـل والبنية التحتية بشكل عام. مـــشـــروع الـبـحـر الأحـــمـــر واحــــد مـــن مـشـاريـع الرؤية العملقة، وهو مشروع رائد على مستوى الــــعــــالــــم، ذلـــــك أنـــــه يـــمـــتـــاز بـــعـــنـــاصـــر مــــن أهــمــهــا الاستدامة، فكل ما تراه في مشروع البحر الأحمر يــوحــي بــذلــك، مــن الــطــاقــة الـكـهـربـائـيـة المـتـجـددة الـــتـــي تــنــيــر المــنــتــجــعــات لــيــل نـــهـــار، إلــــى الـبـنـيـة التحتية القوية والمـائـمـة للبيئة. أمــا التشجير فدليل واضح على أنه لا مجال لاستنزاف البيئة، بــــل بـتـكـثـيـف عــــوامــــل بــقــائــهــا وزيــــادتــــهــــا، حـيـث تحتل البيئة حيزاً كبيراً من اهتمام المسؤولي، فتعليمات ولــي العهد الأمـيـر محمد بـن سلمان عرّاب الرؤية واضحة: تجب المحافظة على البيئة وزيادة التشجير، والمحافظة على الحياة الفطرية في البر والبحر. 90 ويتكون مشروع البحر الأحمر من أكثر من جزيرة، لم يُستثمر منها لبناء المنتجعات سوى جـــزيـــرة، أمـــا بـقـيـة الـــجـــزر فـقـد تـمـت المـحـافـظـة 20 عـلـيـهـا مـــع كـــل مـــا فـيـهـا مـــن غــطــاء نـبـاتـي وحـيـاة فــطــريــة. كـمـا تـــم ضـمـن المـــشـــروع إنـــشـــاء مشتلي؛ أحــدهــمــا لــأشــجــار الــتــي تُـــــزرَع فـــي الـــبـــرّ، والآخـــر لأشجار المانغروف يُنتج خمسة مليي شتلة في الــعــام لــزراعــة الـشـواطـئ والـــجـــزر، وتــوزيــع البقية على مختلف مناطق المملكة. ومعروف أن أشجار المانغروف تعيش على مياه البحر، وتعد من أكثر الأشـــجـــار فــائــدة فــي امـتـصـاص الــكــربــون وتنقية البيئة، كما تعد بيئة مناسبة لتكاثر الأسـمـاك، وعلى أغصانها الحانية تبني الطيور أعشاشها. كما تقوم إدارة البحر الأحمر بأبحاث علمية مع جـامـعـة المــلــك عـبـد الــلــه لـلـعـلـوم والـتـقـنـيـة لــزراعــة الشعب المرجانية التي تناسب البيئة الحارة. » والمحميات الطبيعية 2030 مشاريع «رؤية وُضعت للحاضر والمستقبل. ولاستمرارها لا بد من إشراك قادة المستقبل، طلبة المدارس لتكريس مبدأي الاستدامة وحماية البيئة، والمساهمة في نظافة البيئة، وهذا يتطلب جدولة بعض الطلبة من مختلف مــدارس المملكة لـزيـارة أهـم منجزات الرؤية، ومنها مشروع البحر الأحمر. أعـــــود مــــرة أخـــــرى إلــــى الـــقـــيـــادة ســـــواء على مـسـتـوى الــدولــة أو المـشـاريـع والمــؤســســات، فهي العنصر الحاسم في النجاح أو الفشل. ومَن يطّلع عـلـى هـــذه المــشــاريــع الـعـمـاقـة يــعــرف أن خلفها قيادات شابة ومخلصة، وبمعنويات عالية وبُعد نظر. الــســعــوديــة تـعـيـش ثـــــورة خـــضـــراء فـــي الـبـر والـــبـــحـــر، وأتـــمـــنـــى مــثــلــهــا فــــي كــــل دولــــــة عـربـيـة وإســامــيــة، ومـنـهـا عـلـى سـبـيـل المــثــال زراعــــة كل شواطئ البحر الأحمر والخليج العربي بأشجار المـانـغـروف لمكافحة التصحر، وتحسي البيئة، ومكافحة التلوث، والمساهمة في تحقيق مشروع مليار شجرة 40 الأمير محمد بن سلمان لزراعة عـلـى مـسـتـوى الـعـالـم، لنسهم فــي إنــقــاذ كوكبنا الجميل مما يهدده من التلوث البيئي. * عضو سابق في مجلس الشورى السعودي والبرلمان العربي أين «القاعدة» و«داعش» وأخواتهما؟! أيـن «داعــش» و«القاعدة» وأخواتهما؟! ربما كان أكـثـر ســـؤال يـجـول فـي أذهـــان الـعـديـد مـن الصحافيي والإعــــامــــيــــن والمـــعـــلـــقـــن الـــســـيـــاســـيـــن، ونـــحـــن الـــيـــوم نـقـتـرب أكــثــر عـلـى مــــرور سـنـة مـــن أحـــــداث الــســابــع من الذي بعثر كل الأوراق في 2023 ) أكتوبر (تشرين الأول المنطقة والـعـالـم، ومــن ضمنها التنظيمات الإرهـابـيـة والمــســلــحــة وحـــتـــى المــيــلــيــشــيــات بـنـسـخـهـا ونـسـبـتـهـا سنيها وشـيـعـيّـهـا، وهـــو لـأمـانـة أكـثـر ســـؤال تلقيته على الصعيد الشخصي من عدد من الزملء الباحثي وبعضمراكز الأبحاث في محاولة لفهم هذه الإشكالية الـتـي تـتـم صياغتها بتبسيط وربــمــا تسطيح شديد على النحو التالي: أين هـؤلاء الذين صدّعوا رؤوسنا بنصرة المسلمي والمظلومي عن قضية القضايا، لتبدأ سلسلة من الأجوبة التي لا تقل أيضا تبسيطا ممزوجة بـــنـــظـــريـــات المـــــؤامـــــرة الـــتـــي تـــبـــدأ بــالــصــنــاعــة الــغــربــيــة والأيـدي الخفية وصـولاً إلى دعـوى أن هذه الجماعات تــاشــت وانـتـهـت وأن مــجــرد تـوظـيـفـهـا واسـتـخـدامـهـا يعبر عن أوراق ضغط في مسألة الحرب على الإرهاب الذي لم يعد موجوداً. والحال أن هذا الخطاب الذي يروج على منصات التواصل الاجتماعي وبعض الإعــام غير المتخصص رغم انتشاره، غافل عن مدونة هائلة من المحتوى لهذه التنظيمات حول السابع من أكتوبر والموقف منه والذي أحدث انشقاقا وخصومة في عمق المتن الأصولي أو ما أسميه «علم الكلم الجهادي» الجديد، ووفـق رصدي وتتبعي للمسار الزمني لهذه المـواقـف فهي الـيـوم قد بلغت التصدعات الداخلية وصولاً إلى الاحتراب على المــواقــف، خصوصا مـع المنظر الأول لتيار «السلفية» أبو محمد المقدسي الذي أصدر بيانا مطولاً أبدى فيه تضامنه مـع فلسطي وغـــزة، لكنه ختمه بتكرار نقده الطويل والعميق لـ«حماس» وارتكابها شرك الحاكمية والخروج عن ملة إبراهيم في إشارة لموقفه من المشاركة الانتخابية والعملية الديمقراطية، وهـو مـا ينسحب أيــضــا عـلـى مــوقــف الـــجـــذور لـــــ«الإخــــوان» بـتـفـرعـاتـهـا، وآخـرهـا الفوز الكاسح لحزب جبهة العمل في الأردن والــــذي يـحـتـاج أيــضــا وقــفــة أخــــرى، لـكـن الأكــيــد أن من شـأنـه إعـــادة كـل ذلــك «المـــ » مـجـدداً بإسقاطات أخـرى على الواقع الجديد وأهمه ما بعد السابع من أكتوبر. صـدمـة الـعـالـم المـتـطـرف لـم تقتصر على القاعدة الـتـقـلـيـديـة الـــتـــي كـــانـــت الأكـــثـــر انــشــقــاقــا وتــعــبــيــراً عن تضامنها، لكنها لأسباب جيوسياسية وأيضا تحول اسـتـراتـيـجـيـتـهـا إلــــى بـــنـــاء الـــقـــواعـــد والاســـتـــثـــمـــار في التحشيد خـــارج مـنـاطـق الـتـوتـر، خـصـوصـا فــي غـرب أفـريـقـيـا ومــالــي مــا جعلها تكتفي بالتضامن وحتى محاولة الاستيلء على زخم السابع من أكتوبر وقدرته على التحشيد فـي ظـل الأذرع الإيـرانـيـة والميليشيات، وهـو أمـر أغضب التيار العلمي (المقدسي ومجايليه) فـــأصـــدروا الــبــيــانــات لـلـتـذكـيـر بــخــطــورة الـتـمـاهـي مع صعود «حـمـاس» والميليشيات لأنها ارتهنت للخيار الإيـرانـي أولاً ولأن موضوع «الزبائنية» في استثمار قضية فلسطي وغزة من قبل «القاعدة»، يعني انحسار «القاعدة» التي عانت التيارات في الداخل الفلسطيني وأيـــــضـــــا فـــــي الــــســــيــــاق الأردنــــــــــــي مـــــن مـــــعـــــارك فـــكـــريـــة ومـنـاوشـات وصــراعــات مسلحة مـع الفصائل الموالية لـ«حماس» و«الإخـــوان» وتلك قصة أخـرى، لكن اللفت أن أخوات «القاعدة» وعلى رأسها «هيئة تحرير الشام» و«طـالـبـان» خرجت عـن طــوق «المنظرين» واستجابت لـضـغـط قـــواعـــدهـــا عــلــى المـــيـــدان وهــــو الأمـــــر الـــــذي بــدا واضـحـا فـي الــرد على المقدسي وتـذكـيـره أنــه ليس من أهل الثغور ولم يشارك في القتال فل يسعه إلا الصمت! المثير للهتمام والتحليل والمتابعة كــان موقف تـــنـــظـــيـــم «داعـــــــــــش» المــــــعــــــروف بـــوحـــشـــيـــتـــه وصـــرامـــتـــه الـتـنـظـيـمـيـة حــيــث رغــــم افـــتـــقـــاره مــنــذ نــشــأتــه لامـــتـــداد تنظيمي فــي الـــداخـــل الفلسطيني وفـــي الأردن عكس «القاعدة» وبالطبع «السلفية»، فإنه تخلى عن أولويته الأســـاســـيـــة «الـــخـــافـــة والــســيــطــرة عــلــى الأرض» وهــي مزيج من كل الأفكار المتطرفة التأثر بالخلفة من حزب التحرير والوحشية من المنضمي له من الناقمي على «القاعدة» وإخفاقاتها وصولاً إلى الميليشيات القادمة من معسكرات جمهوريات روسيا والقوقاز. تــأخــر رد «داعــــــش» فـــي الــثــنــاء عــلــى مـــا وصـفـهـم بالمجاهدين في فلسطي من دون الإشـــارة إلـى فصيل بعينه وقد مزج ذلك بعدد كبير من الصور والفيديوهات السابقة التي تم استهداف يهود فيها في مناطق خارج نـطـاق فلسطي وغـــزة، وهــو مـا يحيلنا إلــى أن رغبته الـكـبـيـرة فــي الاسـتـثـمـار فــي زخـــم الـسـابـع مــن أكـتـوبـر، ويمكن قراءة هذا الخط التصاعدي في أعداد صحيفة 7 النبأ «الداعشية» بالتوالي خلل الأشهر الفائتة منذ أكتوبر، والتي تعكس الارتباك والتوظيف والاستثمار الــذي بلغ لبقية فــروع التنظيم، حيث ظهر مقاتل من مالي ينتمي للتنظيم مطلقا صواريخ كتب عليها ثأراً لغزة وهـذا يعني أن هناك انشقاقات وتحولات كبيرة فـــي الــبــنــاء الـتـحـتـي والــثــقــافــة الــســرّانــيــة للتنظيمات المسلحة خصوصا «القاعدة» و«داعــش»، إذا ما أخذنا في الحسبان المحتوى الضخم في تأصيل الموقف من الفصائل و«حــمــاس» مـا قبل «الـطـوفـان» ومنه البيان الــرســمــي حــــول ضـــــرورة تـصـحـيـح المـــســـار المـــوجـــه إلــى «حماس» وفشلها في تطبيقها للشريعة وتحالفها مع إيران... إلخ. خـــــاصـــــة الــــــقــــــول إن الـــــطـــــوفـــــان وصــــــــل لمـــعـــاقـــل التنظيمات الإرهابية ومعسكراتها على الأرض وفي الفضاء الـرقـمـي، وهــو مـا يلقي بظلله على تحديات كـبـيـرة فــي عـسـكـرة المـنـطـقـة وأمـنـهـا وأيــضــا أن إيـقـاف الحرب هو اليوم ضرورة ليس لأجل فلسطي وأهل غزة أو حتى لمنطقة الشرق الأوسط بل للعالم بأسره.

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky