issue16729

9 مغاربيات NEWS Issue 16729 - العدد Monday - 2024/9/16 الاثنين ASHARQ AL-AWSAT مراقبون لاحظوا فوارق كبيرة بين النسب المؤقتة والنهائية استمرار الجدل إزاء «أرقام» الانتخابات الرئاسية الجزائرية عبّر قطاع مـن المعارضة الجزائرية، عن رفضه ما وصفه بـ«تزوير انتخابات الــــرئــــاســــة»، الـــتـــي جـــــرت فــــي الـــســـابـــع مـن سـبـتـمـبـر (أيـــلـــول) الــحــالــي، بـيـنـمـا أكـــدت أحـزاب موالية للسلطة، أن إعـادة انتخاب الــــرئــــيــــس عـــبـــد المـــجـــيـــد تــــبــــون، بـنـتـيـجـة عريضة، تعكس «انخراط الجزائريين في مشروع بناء جزائر جديدة». وأثار الفارق بين عدد المُصوّتين الذي مـلـيـون)، 5.6( جـــاء فـــي الـنـتـائـج الأولـــيـــة والـــعـــدد المــعــلــن ضــمــن الــنــتــائــج الـنـهـايـة، مـــايـــ ) 9 الـــســـبـــت المـــــاضـــــي، (أكــــثــــر مــــن حـفـيـظـة الـــحـــزب المـــعـــارض «الــتــجــمــع من أجل الثقافة والديمقراطية»، فعبّر رئيسه عـــثــمـــان مــــعــــزوز عــــن ذلـــــك بــشــكــل ســـاخــر، على حسابه بالإعلم الاجتماعي، قائلً: «إلــــــى كــــل عـــلـــمـــاء الــــريــــاضــــيــــات... عـلـيـكـم أن تـــدرجـــوا، مــن الــيــوم فــصــاعــداً، الأعـــداد الجزائرية في نظرياتكم. درسنا الأعـداد الـطـبـيـعـيـة، والأعـــــــداد الأولــــيــــة، والأعــــــداد الصحيحة، والأعـــداد الكسرية، والأعـــداد الحقيقية، والأعداد المركبة، واليوم دخلنا مرحلة الأعـــداد الجزائرية فـي علم الجبر والرياضيات». مــــن جـــهـــتـــهـــا، أكــــــدت مـــديـــريـــة حـمـلـة المــــرشــــح الاشــــتــــراكــــي المـــــعـــــارض يــوســف أوشــيــش، فــي بـيـان (الأحـــــد)، أنـــه سيعقد مؤتمراً صحافياً (الـثـاثـاء)، يعرض فيه قــراءة الـحـزب، الـذي يقوده (جبهة القوى الاشــــتــــراكــــيــــة)، لــلــنــتــائــج الـــتـــي أعـلـنـتـهـا المحكمة الدستورية، مؤكدةً أنه «سيطرح نظرته حــول الأوضـــاع السياسية العامة لـلـبـاد فــي الــظــرف الــحــالــي»، مــن دون أن يعلق على النتائج. أمــــا المـــرشـــح الإســـامـــي عــبــد الـعـالـي حـــســـانـــي، فـــقـــال فـــي بـــيـــان، إن «مــــا حــدث فــــي الانـــتـــخـــابـــات مــــن تـــــجـــــاوزات وعـــبـــث، يـــعـــدّ بــنــص الـــقـــانـــون، جــريــمــة انـتـخـابـيـة تقتضي حـــلّ الـسـلـطـة الـوطـنـيـة المستقلة لـــــانـــــتـــــخـــــابـــــات، وتــــحــــمــــيــــل المــــســــؤولــــيــــة للمتسببين فيها، ومتابعة أولـئـك الذين أجــــــرمــــــوا فـــــي حـــــق الــــــوطــــــن، والـــــقـــــانـــــون، والمــــرشــــحــــ ». وشــــــدد عـــلـــى أن «ظـــاهـــرة الــــعــــزوف الانـــتـــخـــابـــي، تــعــاظــمــت بـسـبـب فـــشـــل الـــســـيـــاســـات الـــعـــمـــومـــيـــة، وانــــعــــدام ثــقــة الــنــاخــبــ فـــي الـعـمـلـيـة الانـتـخـابـيـة والقائمين عليها». وفــي النتائج الـتـي قدمها، قــال عمر بلحاج رئيس المحكمة الدستورية، إنها «صــحــحــت الأخـــطـــاء المـــاديـــة الــتــي وقـعـت فيها»، سلطة مراقبة الانتخابات في أثناء إعلن النتائج المؤقتة. وأفاد بأن المرشح الفائز عبد المجيد 84 عـــامـــ ) حــصــل عــلــى نــحــو 78( تــبــون فـــي المــائــة 94( فـــي المـــائـــة مـــن الأصــــــوات فــــي الــنــتــيــجــة المــــؤقــــتــــة)، بــيــنــمــا حـصـل الإســامــي عبد الـعـالـي حساني شريف 9.5 رئيس «حركة مجتمع السلم» على في المائة في النتيجة 3( في المائة تقريباً المــؤقــتــة)، أمـــا يــوســف أوشــيــش فحصل في 2( في المائة من الأصوات 6 على نحو المائة في النتيجة المؤقتة). وبينما كانت في المائة، 24 نسبة التصويت في حدود وفـق أرقـــام «سلطة الانـتـخـابـات»، قفزت في المائة. 46 إلى ولم يصدر رد فعل عن حزب «العمال» الــــــــذي ســـحـــبـــت زعـــيـــمـــتـــه لـــــويـــــزة حـــنـــون ترشحها قبل انطلق الحملة الانتخابية، مـــنـــددة بــــ«افـــتـــعـــال عـــراقـــيـــل لإقــصــائــهــا». لــكــن الـــقـــيـــادي الـــبـــارز رمـــضـــان تـعـزيـبـت، كـــتـــب بـــحـــســـابـــه بــــ«فـــيـــســـبـــوك»: «عــنــدمــا يـــتـــجـــاوز الـــخـــيـــال الــحــقــيــقــة، فـــهـــذا يعني أن شـيـئـ مـريـبـ يـــحـــدث»، فــي إشــــارة إلـى نتائج الاسـتـحـقـاق الـتـي يـراهـا مراقبون «مضخمة». وفـــــــي صـــــف «المــــــــــــــــوالاة»، قـــــــال حــــزب «جـبـهـة الـتـحـريـر الــوطــنــي» فــي بــيــان، إن عـــدد الأصـــــوات الـتـي حـصـل عليها تبون مليون) «يؤكد التفاف الشعب حول 7.9( رئــيــســه، لاسـتـكـمـال مــســار بــنــاء الـجـزائـر الــــجــــديــــدة، ومـــواصـــلـــة المـــســـيـــرة مــــن أجـــل بــنــاء دولــــة قــويــة بـمـؤسـسـاتـهـا الشرعية وجيشها القوي والمتطور وقواها الأمنية، وكــذا اقتصادها المـتـنـوع... دولــة ستكون فـي مـصـاف الـــدول الناشئة فـي السنوات القليلة المقبلة، بفضل الـبـرنـامـج الـواعـد والطموح للسيد رئيس الجمهورية». وهـنـأ فـاتـح بوطبيق رئـيـس حـزب «جــبــهــة المــســتــقــبــل»، المـــؤيـــد لـسـيـاسـات الحكومة، رئيس الجمهورية بمناسبة إعــــادة انـتـخـابـه لــولايــة رئـاسـيـة ثانية، مـــــــؤكـــــــداً أن فـــــــــــوزه كـــــــــان «مـــســـتـــحـــقـــ ، وعــاكــســ لانــتــصــار الـــجـــزائـــر مـــن خــال مؤسساتها». أما أشد المؤيدين للرئيس ولاءً، عبد القادر بن قرينة الذي يرأس «حركة البناء الوطني»، فتحدث عن «مكافأة مستحقة أكــدت بـوضـوح الثقة والتقدير العاليين، الـلـذيـن يحظى بهما رئـيـس الجمهورية لدى الناخبين في جميع أنحاء البلد». عرضللفارق بين النتائج الأولية والنهائية لانتخابات الرئاسة في الجزائر (الشرق الأوسط) الجزائر: «الشرق الأوسط» المحكمة الدستورية «صححت الأخطاء المادية التي وقعت فيها سلطة ًمراقبة الانتخابات» سوء طقسالصيف«يراوغ» ليبيا... وجنوبها الأكثر تضررا تـــداهـــم مـــوجـــات مـــن الــطــقــس الـسـيـئ ليبيا منذ بـدايـات أشهر الصيف، مخلفة آثـــــــاراً تـــدمـــيـــريـــة بــفــعــل الأمــــطــــار الـــغـــزيـــرة والـــــســـــيـــــول الــــتــــي تــــوصــــف بــــأنــــهــــا «غـــيـــر مسبوقة»، خصوصاً على مدن الجنوب. وتــعــرضــت مــديــنــة سـبـهـا المــوصــوفــة بــــ«عـــروس الــجــنــوب» الـلـيـبـي، إلـــى طقس سيئ ليلة السبت - الأحد، أسفر عن وقوع جــريــحــ ، إضــافــة 39 قـتـيـلـ عــلــى الأقــــل و إلى تضرر عشرات المنازل، بسبب الأمطار الـــرعـــديـــة الــــغــــزيــــرة، مــــا اضـــطـــر «الــجــيــش الـــــوطـــــنـــــي» إلـــــــى الــــــدفــــــع بــــــقــــــوات لإجــــــاء العالقين. وأمـام غرق مناطق عدة بالمدينة، عدّ عميد بلدية سبها بلحاج علي، الأوضـاع هــــنــــاك بـــأنـــهـــا «كـــــارثـــــيـــــة»، وتـــحـــتـــاج إلـــى مساعدات عاجلة، في حين أظهرت بيانات «المركز الوطني للأرصاد» أن كمية الأمطار ملليمتراً، 63 اللي هطلت على سبها بلغت وقـال إنها «غير معتادة وغير مسبوقة»، ما يتسبب في جريان الأودية. وهـــــــــذه «المـــــــــراوغـــــــــة» مــــــن الـــطـــقـــس المتقلب تعمق من جراح سكان الجنوب، بـالـنـظـر إلـــى افـتـقـادهـم للبنية التحية الـــتـــي تُـــســـاعـــد عـــلـــى مـــواجـــهـــة الأمـــطـــار والــســيــول. وشــهــدت مـنـاطـق فــي شمال غـــربـــي وجــــنــــوب لــيــبــيــا عـــــدة مـــوجـــات، تسببت في خسائر مادية واسعة خلل الشهر الماضي. وقـــالـــت «وكــــالــــة الأنــــبــــاء الـلـيـبـيـة»، الـتـابـعـة لحكومة «الاســـتـــقـــرار»، الأحـــد، إن إدارة مـــطـــار سـبـهـا الــــدولــــي أعـلـنـت تعليق الرحلت من وإلـى المطار بسبب الأضـــرار الناجمة عن الأمـطـار الغزيرة، منوهة بـأن المياه غمرت صالة الركاب، وأنـــهـــا تــجــري مـعـايـنـة لـحـجـم الأضــــرار لاستئناف الرحلت بشكل طبيعي. ونقلت قناة «ليبيا الحدث» الموالية لسلطات شرق ليبيا، أن الطريق الرابط بين العوينات وأوبـــاري «انـهـار، وخرج عن الخدمة» بسبب السيول الجارفة. واســــــــتــــــــجــــــــابــــــــة لـــــــســـــــكـــــــان ســــبــــهــــا وضــواحــيــهــا، دفـــع «الــجــيــش الـوطـنـي» بوحدات مسلحة للمساعدة في عمليات فتح المـسـارات، وتأمين خــروج العالقين فــــي الأحــــيــــاء الــســكــنــيــة الـــتـــي تـعـرضـت لارتفاع منسوب المياه. وقــالــت الـحـكـومـة المُـكـلـفـة مــن مجلس الـنـواب، التي تبسط سيطرتها على مدن بـــالـــجـــنـــوب، إن رئــيــســهــا أســــامــــة حـــمـــاد، وجّــــه وزراء الـداخـلـيـة والـصـحـة والمــــوارد المـائـيـة والـكـهـربـاء، «بـسـرعـة الـتـعـامـل مع الأزمة» في سبها وضواحيها جراء ازدياد هـطـول الأمــطــار الـتـي تسببت فـي «سيول وفـيـضـانـات وانــقــطــاع الـكـهـربـاء وسـقـوط عدد من الضحايا بين وفيات وإصابات». وأهابت الحكومة في بيان بالمواطنين تــــوخــــي الـــــحـــــذر عـــنـــد الـــتـــنـــقـــل بـــــ المـــــدن والمناطق في الجنوب، خصوصاً المحاذية للأودية ومناطق جريان السيول، منوهة بـأن التوقعات تشير إلـى استمرار «سـوء الأحوال الجوية، وهطول كميات كبيرة من الأمطار». وقــــال نــائــب رئــيــس الــحــكــومــة، سـالـم الـــــزادمـــــة، إنــــه نـــاقـــش هــاتــفــيــ مـــع الــنــائــب الـثـانـي لـرئـيـس مجلس الـــنـــواب، مصباح دومــــة، الأوضــــاع الـخـدمـيـة بمدينة سبها عــقــب هــطــول الأمـــطـــار الـــغـــزيـــرة، وارتـــفـــاع منسوب المياه بعدد من أحيائها، مشيراً إلــــى أنـــهـــا خــلــفــت أضـــــــراراً فـــي المـمـتـلـكـات والأرواح. ونـوه الـزادمـة إلـى أنـه تابع التنسيق بـــــشـــــأن وصــــــــــول المــــــســــــاعــــــدات الـــعـــاجـــلـــة والإمـــــــــــدادات والاحـــتـــيـــاجـــات الـتـشـغـيـلـيـة والدعم اللوجستي، لمواجهة آثار الأضرار على الممتلكات العامة والخاصة بسبها. وقـــال المـجـلـس الـبـلـدي فــي سـبـهـا، إن الأمطار تسببت في وفاة شخصين، وجرح آخــــريــــن، حـــتـــى مـــســـاء الأحـــــــد، مـشـيـراً 39 منزلاً جـراء الأمطار 150 إلـى انهيار نحو والــــســــيــــول. وفـــيـــمـــا أشـــــــار إلــــــى أن «فــــرق الـــطـــوارئ والـــقـــوات المسلحة وأفــــراد الأمــن يـسـهـمـون فـــي إنـــقـــاذ الــعــائــات الـعـالـقـة»، أهـاب بالمواطنين كافة «التواصل مع فرق الطوارئ والالتزام بتعليمات السلمة». وأوصـــــــــى المـــجـــلـــس المــــواطــــنــــ غـيـر المـتـضـرريـن بالبقاء فـي منازلهم «تجنباً لــلــمــخــاطــر المـــرتـــبـــطـــة بـــالأمـــطـــار الـــغـــزيـــرة والــــريــــاح»، مــشــدداً عـلـى ضــــرورة «تجنب المـنـاطـق المـعـرضـة لـلـغـرق» والابــتــعــاد عن أســــــاك الـــكـــهـــربـــاء، والـــتـــوقـــف عــــن قـــيـــادة السيارات خوفاً من الانزلاق. ووجّـــــه عـمـيـد بـلـديـة سـبـهـا الأجــهــزة المحلية المعنية، بحصر الأضــرار الناجمة عـــن هــطــول الأمـــطـــار بــأحــيــاء المــديــنــة. في وقـــت واصــلــت فـــرق الإنـــقـــاذ إخــــاء المــنــازل الآيلة للسقوط، إضافة إلى توفير ممرات آمنة للعائلت، ومساكن لهم. وتـشـهـد ليبيا تـقـلـبـات جــويــة سيئة مـن وقــت إلــى آخـــر. وتــكــررت هــذه الأجـــواء مــــــرات خـــــال أغـــســـطـــس (آب) 3 المــتــقــلــبــة المــــاضــــي، عـــنـــدمـــا ضـــربـــت ســـيـــول مـديـنـة الـــكـــفـــرة بـــجـــنـــوب شـــــرق لــيــبــيــا، وبــعــدهــا تـــعـــرضـــت عـــــدة مـــــدن بـــالـــجـــنـــوب الــغــربــي إلـى أمطار غـزيـرة، من بينها غـات وتهالا والعوينات والبركت وتينكاوية، ما تسبب في أضرار متفاوتة. آثار الأمطار ظاهرة على مناطق بجنوبغربي ليبيا أغسطسالماضي (بلدية تهالا) القاهرة: «الشرق الأوسط» وسط تخوف من تفاقم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية إطالة مفاوضات أزمة «المركزي» الليبي تزيد الضغوطعلىسلطاتطرابلس رغــــم كـــثـــرة الـــتـــحـــذيـــرات الـــتـــي يطلقها خـبـراء بـشـأن تـداعـيـات الــصــراع الــراهــن بين سـلـطـتَـي شــــرق لـيـبـيـا وغــربــهــا حــــول إدارة «المـــصـــرف المــــركــــزي»، تــبــرز تـــســـاؤلات حــول أســـــبـــــاب إطـــــالـــــة أمــــــد مــــفــــاوضــــات حـــــل هـــذا الصراع، ومن هي أكثر الأطراف تضرراً. ووفــــقــــ لــــرؤيــــة بـــعـــض المــــراقــــبــــ ، فـــإن السلطة التنفيذية بطرابلس ممثلة بحكومة «الـــوحـــدة الــوطــنــيــة» المــؤقــتــة، بــرئــاســة عبد الـحـمـيـد الــدبــيــبــة، قـــد تــكــون هـــي وشـريـكـهـا «المـجـلـس الـرئـاسـي» هما «الأكــثــر تـضـرراً»؛ نظراً لإلقاء قطاعات عديدة اللوم عليهما. وكان «المجلس الرئاسي» عّ محافظاً جديداً للمصرف، بدلاً من المحافظ الصديق الـــكـــبـــيـــر، فـــــي إجـــــــــراء وُصــــــــف بـــــ«الــــتــــجــــاوز الــــــواضــــــح» لـــصـــاحـــيـــات كــــل مــــن مــجــلــسَــي النواب و«الأعلى للدولة»، مما دفع بسلطات شرق ليبيا إلى إغلق النفط. ويشير المحلل السياسي الليبي محمد محفوظ، إلى أن الأوساط الشعبية قد تحمّل جانباً كبيراً من المسؤولية لحكومة الدبيبة و«الرئاسي»؛ لكونهما من استهل التصعيد مــنــذ الـــبـــدايـــة، و«بــالــتــالــي فـعـلـيـهـمـا تـحـمّـل النتائج». وسلط محفوظ فـي تصريح لـ«الشرق الأوسـط» الضوء على التصريحات الأخيرة للكبير التي أكد فيها «توقف البنوك العالمية عـــن الـتـعـامـل مـــع المـــصـــرف المـــركـــزي الـلـيـبـي، مـمـا يـعـنـي تــوقــف دخــــول الـعـمـلـة الأجـنـبـيـة لــلــبــاد وانـــحـــصـــار المـــوجـــود مـنـهـا بــمــا يتم تداوله بالسوق الموازية، ما يؤدي إلى شلل حــركــة الـنـظـام المــالــي بــ ليبيا وشـركـائـهـا الدوليين». ويرى محفوظ أن ذلك يؤدي إلى «تفاقم الأوضـــاع الاقتصادية والمعيشية، مـا يضع حكومة الدبيبة فـي مــأزق مـع قطاعات عدة بــالــشــارع»، وقــــال: «المـــواطـــن بـــات غـيـر مـبـالٍ بصراع الأفرقاء على السلطة، ولكنه مترقب للغاية إذا لامست هذه الصراعات قدرته على تــأمــ قـــوت يــومــه ومـعـيـشـتـه، وهـــو يعاني منذ شهور من أزمة سيولة». ورغــــم الـــصـــورة المـتـفـائـلـة الــتــي يـحـاول مجلس إدارة المـصـرف الــذي عيّنه «المجلس الــرئــاســي» تـصـديـرهـا لــلــرأي الــعــام المحلي، بأن الأوضـاع «تحت السيطرة»، يشير كثير مــن الـخـبـراء إلـــى احتمالية مـواجـهـة الـبـاد مشاكل اقـتـصـاديـة غير هينة. ويـرجـع ذلك إلـــى عـــدم قــــدرة هـــذا المـجـلـس عـلـى الــوصــول لـــاحـــتـــيـــاطـــات الـــخـــاصـــة المـــــوجـــــودة بـبـنـوك خارجية، فضلً عن توقف النفط في المنطقة الشرقية الذي يمثل نحو ثلثَي الإنتاج العام. ويرى محفوظ أن إطالة أمد المفاوضات حــول أزمـــة «المــصــرف المــركــزي» لا تستهدف إزاحــــة حـكـومـة الـدبـيـبـة، بــقــدر مــا تـعـبـر عن «صعوبة التوافق بين الأفرقاء». ووفقاً لرؤيته، فإن «التنازع في قضية (المـركـزي)؛ المؤسسة المالية الكبرى بالبلد، يـــعـــد بـــمـــثـــابـــة مـــعـــركـــة كـــســـر عـــظـــم وقـــيـــاس لـــ وزان بـ الأطـــراف التي تتفاوض بشكل غير معلن عليها، والجميع لا يريد الخروج منها خاسراً». من جهته، يتهم الباحث بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة، جـال حـرشـاوي، أطـراف الأزمة الليبية بـ«بعض المماطلة»، وقال عبر حسابه بمنصة «إكـــس» إن بعض اللعبين يــدركــون أن «مــــرور الــوقــت مــن دون تحقيق تـقـدم قــد لا يـكـون أمـــراً سيئاً بالنسبة لهم، ولديهم من الأسباب ما يجعلهم يفترضون أن الـشـعـب ســـوف يلقي الــلــوم عـلـى الدبيبة ولـــيـــس عــلــيــهــم بـــشـــأن الأزمـــــــة الاقـــتـــصـــاديـــة المتفاقمة». ويـشـيـر إلـــى أنــهــم «يـفـتـرضـون أنـــه مع تـــفـــاقـــم الـــصـــعـــوبـــات، فـــــإن طـــرابـــلـــس ســـوف تـــعـــانـــي أكــــثــــر مـــــن بــــنــــغــــازي. هـــــم يـــهـــدفـــون لاستغلل الأمـــر عبر عــدم المـسـاعـدة فـي حل أزمـــــة (المــــركــــزي) لـتـقـويـضصـــــورة الـدبـيـبـة ومـكـانـتـه». وهـــذه الاتــهــامــات مــن حـرشـاوي ســبــق أن ردت عـلـيـهـا الــســلــطــات فـــي شــرق ليبيا بأن «الرئاسي» منح لنفسه صلحيات لـيـسـت لــــه. وعــلــى الـــرغـــم مـــن رعـــايـــة البعثة الأمــمــيــة لــلــمــفــاوضــات بـــ مـجـلـس الــنــواب و«الأعــــــلــــــى لــــلــــدولــــة» مـــــن جــــهــــة، والمـــجـــلـــس الرئاسي مـن جهة ثانية، خـال الأسبوعين المـاضـيـ ، فـإنـه لــم يـتـم الـتـوصـل لأي اتـفـاق نهائي لحسم إدارة المصرف. أمـــــا رئـــيـــس حـــــزب «الـــتـــجـــمـــع الــوطــنــي الـديـمـقـراطـي» الـلـيـبـي، أسـعـد زهــيــو، فيرى أن «أزمـــة المـصـرف المـركـزي قـد تشكل طريقاً يـؤدي لإطـاق حـوار سياسي يدفع لتشكيل حـكـومـة جـــديـــدة بـديـلـة لـحـكـومـتَـي الـدبـيـبـة وأسامة حماد». ويـــقـــول لــــ«الـــشـــرق الأوســـــــط» إن «عـــدم اتفاق مجلسَي النواب و(الأعلى للدولة) على قـرار بشأن المصرف، أمر طبيعي يتلءم مع عدم توافقهما خلل السنوات الماضية». وقلّل زهيو من احتمال وجود «توترات شعبية جراء الوضع الاقتصادي»، لافتاً إلى «حـرص إدارة المصرف الجديدة على صرف الرواتب في موعدها». وانتهى إلــى أن إطـــاق البعثة الأممية لـحـوار سياسي «ســوف يقطع الطريق على اسـتـمـرار انــفــراد مجلسَي الــنــواب و(الأعـلـى للدولة) في حسم كثير من الملفات، وحينها قد يؤدي هذا لحكومة جديدة». ووفقاً لوسائل إعلم محلية، فقد قدّمت لجنة الاقتصاد في مجلس النواب، لكل من البعثة الأممية والسفراء والمؤسسات المالية خــطــوات لحل 8 الــدولــيــة، مقترحاً يتضمن الأزمـــــة، مــن بينها «عــــودة المـحـافـظ الكبير، ونائبه مرعي البرعصي، واستئناف إنتاج وتــصــديــر الــنــفــط الـــخـــام، وتـشـكـيـل حـكـومـة موحدة». القاهرة: «الشرق الأوسط»

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky