issue16729

7 لبنان NEWS Issue 16729 - العدد Monday - 2024/9/16 الاثنين ASHARQ AL-AWSAT عائلات تنقل أغراضها بمؤازرة الجيشخوفاً من توسع الحرب منشورات إسرائيلية تدعو أهالي قرى لبنانية إلى إخلائها اسـتـفـاق سـكـان بــلــدات لبنانية جنوبية قريبة مـن الـحـدود على مـنـشـورات إسرائيلية تطالبهم بإخلاء منازلهم، مما أثار الخوف في نفوسهم؛ مع التصعيد المتواصل الذي تشهده جبهة الجنوب بين إسرائيل و«حـزب الله» في الأيام الأخيرة. وانــــــتــــــشــــــرت عـــــبـــــر وســـــــائـــــــل الـــــتـــــواصـــــل الاجــتــمــاعــي صـــور ومــقــاطــع فـيـديـو لـسـيـارات وحـــافـــ ت مـحـمّـلـة بـــالأغـــراض تــخــرج مــن عـدد من البلدات؛ لا سيما العديسة و«رب ثلاثين» والطيبة. وتشهد قرى وبلدات الجنوب حركة لافتة فـي الأيـــام الأخــيــرة، حيث تعمد الـعـائـ ت إلى نقل ما أمكن من الأغـــراض والأثـــاث من المنازل إلـى مناطق آمنة، وتستعين في ذلـك بالجيش اللبناني. وقــــــالــــــت مــــــصــــــادر عـــســـكـــريـــة لـــــ«الــــشــــرق الأوسط»، إن العائلات التي تريد نقل أغراضها من منازلها في الجنوب تُبلّغ الجيش وتطلب مــــــــؤازرة عـــنـــاصـــره لــتــنــفــيــذ المـــهـــمـــة خـــوفـــا مـن استهدافهم، كما حدث أخيراً في بلدة العديسة حيث سقط جرحى. فـي السياق نفسه، قالت مـصـادر محلية لــ«الـشـرق الأوســــط»، إن مَــن صمد مِــن السكان خــــــ ل الأشــــهــــر المـــاضـــيـــة اتــــخــــذ قــــــــراره الـــيـــوم بالمغادرة في ظل التصعيد الذي تشهده جبهة الــجــنــوب، والمــتــرافــق مــع تــهــديــدات إسرائيلية بتوسعة الحرب. ولفتت إلى أن معظم العائلات النازحة تحاول نقل ما تبقى من أغراضها من مـنـازلـهـا فـــي الــبــلــدات الـجـنـوبـيـة مـــع الـشـعـور المـتـصـاعـد بـــأن الـــحـــرب سـتـطـول وسـتـتـوسـع، حـيـث بـــات بـقـاء هـــذه المــنــازل عـلـى حـالـهـا أمــراً شــبــه مـسـتـحـيـل، خــصــوصــا أن قــــرى بأكملها باتت مدمّرة نتيجة القصف الإسرائيلي. وصباح الأحــد، أفــادت «الوكالة الوطنية لــــــإعــــــ م» بـــــــأن «الــــــعــــــدو الإســـــرائـــــيـــــلـــــي ألـــقـــى منشورات فـوق الـوزانـي تدعو المـوجـوديـن في هـــذه المـنـطـقـة وجـــوارهـــا إلـــى إخـــ ئـــهـــا»؛ الأمـــر الـــذي أكـــده أيـضـا رئـيـس بلدية الــوزانــي أحمد محمّد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». تضارب إسرائيلي وتـــــضـــــاربـــــت المــــعــــلــــومــــات بـــــشـــــأن هــــذه المـــــنـــــشـــــورات الـــــتـــــي تـــلـــقـــاهـــا أهـــــالـــــي الــــقــــرى الـــــحـــــدوديـــــة؛ إذ نـــقـــلـــت «وكــــــالــــــة الـــصـــحـــافـــة الــفــرنــســيــة» عـــن الــجــيــش الإســرائــيــلــي قــولــه، إن أحـــد ألـويـتـه بـــادر إلـــى هـــذه الـخـطـوة دون الـحـصـول على مـوافـقـة، مشيراً إلــى أن «هـذه )، ولــم تجرِ 769 الـخـطـوة مــبــادرة مـن (الــلــواء الموافقة عليها من قِبَل قيادة الشمال»، وأنه فُتح تحقيق في الأمر. وأُلــقــيــت المــنــشــورات بـاسـتـخـدام طـائـرة من دون طيار على مناطق في جنوب لبنان «أُطــــلــــقــــت مـــنـــهـــا صـــــواريـــــخ بــــاتــــجــــاه شـــمـــال إســـرائـــيـــل فـــي الأســـابـــيـــع المـــاضـــيـــة»، وفــــق ما أوضح الجيش الإسرائيلي. وجاء في المنشورات: «إلى جميع السكان والنازحين في منطقة مخيمات اللجوء: يطلق (حزب الله) النيران من منطقتكم. عليكم ترك مــنــازلــكــم فــــوراً والـــتـــوجـــه إلــــى شــمــال منطقة الـخـيـام حـتـى الـسـاعـة الــرابــعــة مـــســـاءً، وعــدم الرجوع إلى هذه المنطقة حتى نهاية الحرب». وأضافت المنشورات: «من وُجد في هذه المـنـطـقـة بـعـد هـــذه الــســاعــة، فـسـيـعـدّ عنصراً إرهــابــيــا وسـتـسـتـبـاح دمـــــاؤه. جـيـش الــدفــاع الإســرائــيــلــي سـيـعـمـل بـكـل مـــا أوتــــي مـــن قـوة في منطقتكم ليتأكد من أن تكون خالية من السكان». وأتـــــــت هــــــذه الــــتــــهــــديــــدات مـــتـــرافـــقـــة مـع قصف اسـتـهـدف بـلـدات جنوبية عـــدة، حيث قصفت المدفعية الإسرائيلية بلدتَي كفركلا جرحى في 4 والعديسة؛ ما أدى إلـى سقوط الـعـديـسـة مــن المــدنــيــ خـــ ل إخــــ ء الأهــالــي مــنــازلــهــم مـــن الأثــــــاث، كــمــا قـصـفـت المـدفـعـيـة الإسرائيلية بلدتَي مركبا ورب ثلاثين. جرحى العديسة وصدر عن «مركز عمليات طوارئ الصحة الـعـامـة»، التابع لـــوزارة الصحة الـعـامـة، بيان أُعــلــن فـيـه أن «قـصـف الــعــدو الإسـرائـيـلـي بلدة أشخاص بجروح، 4 العديسة أدى إلى إصابة من بينهم شخصان احتاجا دخول المستشفى لإتــمــام الـــعـــ ج، والاثـــنـــان الآخـــــران عـولـجـا في الطوارئ». وكانت جبهة الجنوب قد شهدت توتراً، مــســاء الــســبــت، اســتــمــر حــتــى الـــصـــبـــاح؛ حيث أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بسقوط طائرة مُـــســـيـــرة فــــي مــســتــوطــنــة المـــطـــلـــة الإســرائــيــلــيــة المحاذية للحدود مع لبنان. وذكــــرت صحيفة «يــديــعــوت أحـــرونـــوت» أن الطائرة وصلت إلـى المطلة آتية مـن لبنان، مشيرة إلـى أن حادثة «سقوطها لم تُسفر عن إصابات، لكنها ألحقت أضراراً بالممتلكات». وأعــــلــــن الـــجـــيـــش الإســـرائـــيـــلـــي أنـــــه جـــرى صـاروخـا من لبنان 40 «إطــ ق وابــل من نحو على منطقة الجليل ومرتفعات الجولان، بعد انطلاق صافرات الإنذار في المنطقة». وأشارت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، الأحــــــــــــد، إلــــــــى أنــــــــه جــــــــرى «اعــــــــتــــــــراض بــعــض الصواريخ من خـ ل دفاعات جوية، وسقطت الـــصـــواريـــخ الــبــاقــيــة فـــي مــنــاطــق مــفــتــوحــة»، وفــق الجيش الإسـرائـيـلـي، مضيفا أن «بعض الـصـواريـخ الـتـي سقطت فـي مناطق مفتوحة تسببت في نشوب حرائق». ومـــــســـــاءً قــــــال الـــجـــيـــش الإســــرائــــيــــلــــي إن طائراته أغارت على منصات صاروخية تابعة لـــ«حــزب الــلــه»؛ مـن بينها «منصة صاروخية جــــاهــــزة لــــإطــــ ق فــــي مــنــطــقــة رشـــيـــا الــفــخــار فــي جــنــوب لــبــنــان»، مـشـيـراً إلـــى أنـــه «رُصــــدت انــــفــــجــــارات ثـــانـــويـــة تـــــدل عـــلـــى وجــــــود قـــذائـــف صاروخية داخل المنصة». فــــــي المـــــقـــــابـــــل، أعـــــلـــــن «حـــــــــزب الــــــلــــــه» عــن اسـتـهـدافـه تـجـمـعـات ومـــواقـــع عـسـكـريـة، وقــال فـــي بــيــانــات مـتـفـرقـة إنــــه اســتــهــدف «مـــرابـــضَ الـعـدو فـي الــزاعــورة بالأسلحة الـصـاروخـيـة»، و«التجهيزات التجسسية في موقع رويسات الـعـلـم فـــي تـــ ل كـفـرشـوبـا بـــصـــاروخ مـــوجّـــه»، إضـافـة إلـى «تموضع لجنود الـعـدو فـي موقع المطلة بمُحَلّقة انقضاضية، ومنظومةٍ فنيةٍ في موقع (المالكية) بمحلقة انقضاضية»، وأيضا ) في 188 «مقر كتائب‏المدرعات التابع لـ(اللواء ثكنة (راوية) بعشرات صواريخ الـ(كاتيوشا)». ومـسـاء السبت كــان القصف الإسرائيلي اســتــهــدف بــلــدتَــي الـصـرفـنـد والـــهـــرمـــل، شـمـال كيلومتراً مــن الـحـدود 140 الـبـقـاع، عـلـى بُـعـد أشخاص؛ بينهم 4 الإسرائيلية؛ حيث أصيب أطــفــال. وقـــال مـصـدر قـريـب مـن «حـــزب الله» 3 لـــ«وكــالــة الـصـحـافـة الـفـرنـسـيـة»، إن «الـضـربـة استهدفت مزرعة في المنطقة، وهي من معاقل الـــــحـــــزب، كـــمـــا اســـتـــهـــدفـــت ضــــربــــة ثـــانـــيـــة فـي قـريـة سـرعـ قـــرب بعلبك (مـسـتـودعـات مــواد غذائية)»، وفق المصدر. وأعـــلـــن الــجــيــش الإســـرائـــيـــلـــي أن سـ حـه الــــجــــوي قـــصـــف مــــا يــشــتــبــه فــــي أنـــهـــا مـــخـــازن مواقع 6 أسلحة في موقعين بالبقاع (شرق)، و أخرى في الجنوب. يأتيهذا التصعيد والدعوات الإسرائيلية غير المسبوقة فـي سـيـاق تـوتـر متصاعد بعد أيـــام مـن إعـــ ن مـسـؤولـ إسرائيليين عزمهم على إعـادة الهدوء إلى الجبهة الشمالية التي ألف إسرائيلي. 100 نزح منها نحو وقــــــال نــعــيــم قــــاســــم، نـــائـــب الأمــــــ الـــعـــام لــــ«حـــزب الـــلـــه»، فـــي خــطــاب بــبــيــروت، الـسـبـت: «ليست لدينا خطة للمبادرة بـحـرب؛ لأنّـنـا لا نجدها ذات جـــدوى، ولـكـن إذا شـنّـت إسرائيل الـحـرب فسنواجهها بـالـحـرب». وأضـــاف: «إذا كانوا يعتقدون أنّ هذه الحرب تعيد المائة ألف نازح (إلى شمال إسرائيل)، فمن الآن نبشركم: أعـــدّوا العدة لاستقبال مئات الآلاف الإضافية من النازحين». بيروت: كارولين عاكوم لاجئونسوريون يحملون أمتعتهم ويغادرون بلدة الوزاني بعد المنشورات الإسرائيلية التيطلبت من السكان المغادرة (أ.ف.ب) «مَنصمد مِن السكان خلال الأشهر الماضية اتخذ قراره اليوم بالمغادرة» تدابير مشددة لـ«حزبالله» للحد من اغتيال عناصره وقادته يتخذ «حــزب الـلـه» منذ فترة تدابير وإجـــراءات داخـــلـــيـــة جـــديـــدة لــلــحــد مـــن عــمــلــيــات الاغـــتـــيـــال الـتـي تنفّذها مُسيرات إسرائيلية ضد عناصره وقيادييه فـــي أثـــنـــاء تـنـقـلـهـم مـــن مــوقــع إلــــى آخــــر، أو فـــي أثــنــاء وجودهم في نقاط معينة. فبعد عملية اغتيال القيادي الكبير في الحزب فؤاد شكر، في أغسطس (آب) الماضي، ركزت تل أبيب على عمليات قصف مستودعات وشاحنات أسلحة وعـــلـــى المـــنـــاطـــق والأحـــــــــراج جـــنـــوب نـــهـــر الــلــيــطــانــي، وتراجعت إلـى حـدّ ما عمليات استهداف شخصيات معينة في أثناء تنقلها بسياراتها وعلى درّاجاتها النارية، وإن كانت هذه العمليات لم تتوقف تماما. ابتكارات تكتيكية وردّ خـــبـــراء هــــذا الـــتـــراجـــع إلــــى تــدابــيــر مــشــددة اتـــــخـــــذهـــــا الــــــــحــــــــزب، مــــرتــــبــــطــــة بــــتــــنــــقــــل الــــعــــنــــاصــــر والـــقـــادة بـشـكـل أســـاســـي. وأشـــــار الـخـبـيـر الـعـسـكـري والاستراتيجي العميد المتقاعد إلياس حنا، إلى أنه «بـعـد أشـهـر مـن الــحــرب، بــات (حـــزب الـلـه) وإسـرائـيـل يتعلمان بعضهما مـن بعض، ويـتـخـذان احتياطات مستقاة من التجربة والدروس التي تعلماها». ولفت حـنـا فــي تـصـريـح لــــ«الـشـرق الأوســـــط» إلـــى أنـــه «رغــم ذلـــك لا يمكن لـلـحـزب الاسـتـغـنـاء عــن تنقل عناصره وقــــيــــاديــــيــــه، خـــصـــوصـــا أنـــــه لا يـــعـــتـــمـــد، مـــثـــل حــركــة (حــــمــــاس)، عــلــى الأنـــفـــاق فـــي تــحــركــاتــه، مــمــا يجعل احتمالات استهداف عناصره بعمليات اغتيال أكبر». وأوضـــح حنا أنــه «عــــادةً، مـع انـطـ ق المـعـركـة، تكون الخسائر أكبر مقارنةً بمنتصف المعركة، إضافةً إلى أن (حــزب الله) لجأ إلـى ابتكارات تكتيكية للتصدي لعمليات الاغــتــيــال، مــن بينها تـوقـيـف الـجـواسـيـس وإعادة بناء المنظومة المحيطة». مشكلة العملاء بــــدوره، يـتـحـدث العميد المـتـقـاعـد جـــورج نـــادر، عن مشكلة العملاء، مشيراً إلى أن «الحد من عمليات الاغتيال يكون بالحد من التحرك، كما بعدم استخدام الهاتف الخلوي، الذي يُمنع عناصر وقياديو الحزب مــن اســتــخــدامــه». ويـــرى نـــادر فــي تـصـريـح لــ«الـشـرق الأوسـط» أن «المشكلة أصـً ليست تكنولوجيّة فقط، إذ صحيح أن تل أبيب قادرة على تحديد بصمة العين والـصـوت وتنفيذ عمليات الاغتيال على أساسهما، لـــكـــن المـــشـــكـــلـــة مـــرتـــبـــطـــة أيـــــضـــــا، وبـــشـــكـــل أســــاســــي، بالعنصر البشري الذي تستخدمه إسرائيل»، مضيفا: «شئنا أم أبـيـنـا، بيئة (حـــزب الـلـه) مخترقة، وهناك عملاء يحددون موعد تنقل العناصر والقيادات التي يتم اغتيالها، ولم يتبين حتى الساعة ما الـذي يقوم به (حزب الله) ليحد من هذه الظاهرة داخل بيئته». ويـــرجـــح نــــادر أن يــكــون تـــراجـــع نـسـبـة عمليات الاغتيال مرتبطا بـ«انشغالات أو حسابات إسرائيلية معينة، لكن مـا هـو مـؤكّـد أن تـل أبـيـب لـن تـتـردد في أي لحظة في تنفيذ أي عملية اغتيال حتى لو توقف إطلاق النار». 8200 الوحدة في المقابل، يرجّح العميد المتقاعد منير شحادة، المـــنـــســـق الـــســـابـــق لــلــحــكــومــة الــلــبــنــانــيــة لـــــدى قــــوات «يونيفيل»، أن يكون تراجع عمليات الاغتيال مرتبطا ، وهي العقل 8200 بـ«نجاح المقاومة بقصف الوحدة المـدبـر للمخابرات الإسـرائـيـلـيـة، مما أدى لإصابتها بأضرار كبيرة منعتها من استكمال عمليات الاغتيال وحـــــدّت مـــن قـــدراتـــهـــا». ولــفــت شـــحـــادة، فـــي تـصـريـح لــــ«الـــشـــرق الأوســــــط»، إلـــى «تــدابــيــر مـعـيـنـة اتـخـذتـهـا المقاومة أيضا، بعد التجارب التي مرت بها، لتفادي عمليات الاغتيال». ويعزو شحادة تمكن إسرائيل من تنفيذ كثير من هذه العمليات في المرحلة الماضية إلى «امتلاكها تقنيات عالية للتجسس وجمع معلومات عن كوادر وقادة المقاومة، إضافةً إلى أنه عندما بدأت حـــرب ســوريــا وذهــبــت المــقــاومــة لـلـقـتـال هــنــاك، بــدأت إســـرائـــيـــل تـجـمـع المــعــلــومــات عـــن الـــقـــادة والمــقــاتــلــ ، وأصبحت لديها داتا كبيرة عنهم». ويرى شحادة أن «امتلاك إسرائيل تقنيات عالية للتجسس مـن أقـمـار اصطناعية بـطـائـرات تتجسس عـلـى بـصـمـات الـــصـــوت والـــوجـــه، هـــو سـبـب أسـاسـي لنجاح عمليات الاغتيال». بيروت: بولا أسطيح استمرار المواقف الرافضة لتهديدات نائب سابق في «حزبالله» الراعي: اللبنانيون يتعرضون لغزو أسوأ من الاحتلال رفــع البطريرك المــارونــي، بـشـارة الــراعــي، مـن سقف مـواقـفـه، عـــادّاً أن «اللبنانيّين يتعرّضون لغزو أســوأ من الاحــــتــــ ل»، ومـتـحـدثـا عـــن «مــكــونــات تــريــد لـبـنـان أرضـــا شاغرة لمشاريعها». وجـــــــــاءت مـــــواقـــــف الـــــراعـــــي فـــــي الـــــقـــــداس الـــســـنـــوي لـ«شهداء المقاومة اللبنانية»، الذي أقيم في بلدة ميفوق بقضاء جبيل. وقــــــــال فـــــي عـــظـــتـــه: «فــــــي ذكــــــــرى شـــــهـــــداء المـــقـــاومـــة اللبنانيّة، لا بـدّ مـن وقفة فحص ضمير وطـنـيّ، فنقول: هناك مكوّنات تريد لبنان الكبير أرضا شاغرة لمشاريعها، ومن دون دولة ونظام ودستور وقانون. تفضّله مساحة تُفرز عقاريا، لا وطنا يضمّ وجدانيّا. هناك فرق كبير بين الاعـتـرافِ بلبنان والإيـمـان بـه. فالاعتراف هو أخـذ العلم بــوجــود لـبـنـان، بينما الإيــمــان هــو أخـــذ لـبـنـان بجوهره وهــويّــتــه ونــظــامــه وقـيـمـه ورســـالـــتـــه»، وذلــــك فـــي انـتـقـاد واضح لـ«حزب الله» وحلفائه. وأضــــــاف الــــراعــــي: «هـــنـــاك فـــــارق بـــ مــعــيــار الــــولاء للبنان، وما نتمثّل فيه: ففي الحالة الأولـى إيمان مطلق بلبنان في ما يمثّل بحدّ ذاته، وفي الحالة الثانية حساب ربح وخسارة. وهذه بكل أسف حالتنا في لبنان. دافعنا جـمـيـعـا عـــن لــبــنــان بــمــقــدار مـــا نــحــن مــــوجــــودون فــيــه، لا بمقدار ما هو موجود فينا. وحين كلّ مكوّن لبنانيّ بدأ يشعر أنّ لبنان هـو لمـكـوّن آخــر – وهـــذا منطق تقسيميّ وامتلاكيّ – لم يعد لبنان لأحد، فتوزّعت المكوّنات بقاياه كالغزاة الذين ينهبون بلداً لا يملكونه ويضطهدون شعبا اجتاحوه». من هنا عدّ الراعي أن «اللبنانيّين يتعرّضون لغزو أســوأ مـن الاحــتــ ل. هــذه الحالة الغريبة والفريدة أضــعــفــت إيـــمـــان الـلـبـنـانـيّـ بــوطــنــهــم. فــالــذيــن هــاجــروا غـــادروا لعدم إيمانهم بمستقبل لبنان. بقاء لبنان رهن بتغيير المسار الانـحـداريّ بانتخاب رئيس للجمهوريّة، يـعـود بـنـا إلـــى جـوهـر الـشـراكـة الـوطـنـيّـة، واعـتـبـار دولــة (لــبــنــان الــكــبــيــر) هـــي المـنـطـلـق وهــــي مــرجــعــيّــة أي تــطــوّر وطنيّ»، مضيفا: «غريب أّ تعتبر الدولة اللبنانيّة ذكرى ، عيداً وطنيّا. 1920 ) تأسيسها في أوّل سبتمبر (أيـلـول فـــأيّ تـاريـخ أعـــزّ مـن هــذا الـتـاريـخ؟ مـن دونـــه لا استقلال، ولا شـراكـة، ولا صيغة، ولا ديمقراطيّة»، سـائـ ً: «أليس تـجـاهُـل هــذا الـتـاريـخ تعبيراً عـن عَــطَــبٍ فـي الاعــتــراف به ونقصٍ في الإيـمـان؟». وتوجه إلـى الحاضرين داعيا كي «تكون دماء شهداء المقاومة اللبنانيّة حافزاً لنا لليمان بلبنان، والمطالبة الحثيثة بانتخاب رئيس للجمهوريّة، يعيد لجميع اللبنانيّين الشراكة والوحدة اللبنانيّة». مواقفرافضة وجــــاء كــــ م الـــراعـــي فـــي وقــــت تـسـتـمـر فــيــه المــواقــف الــرافــضــة لــكــ م الــنــائــب الــســابــق فـــي «حــــزب الـــلـــه» نـــواف المــوســوي الـــذي هـــدّد بتصفية أي رئـيـس للجمهورية لا يتوافق مع توجهاتهم. وكـــتـــب الـــنـــائـــب أشــــــرف ريـــفـــي عـــلـــى صــفــحــتــه عـبـر «إكــــــــس»: «مـــــا قـــالـــه نــــــواف المــــوســــوي كـــشـــف حـقـيـقـتـهـم. يـفـتـخـرون بـاغـتـيـال (رئــيــس الـجـمـهـوريـة الـــراحـــل) بشير الجميّل. هدّدوا (رئيس الحكومة الراحل) رفيق الحريري ثـــم اغـــتـــالـــوه، واغـــتـــالـــوا الــنــائــبــ جـــبـــران تــويــنــي وبــيــار الـجـمـيّـل، ووســــام الـحـسـن (رئــيــس شعبة المـعـلـومـات في قوى الأمن الداخلي)، وشهداء ثورة الاستقلال. يمارسون الـتـخـويـن والاغــتــيــال بـــدمٍ بــــارد». وأضــــاف: «سنقاومهم لأننا نمثّل لبنان الأجمل. سنقاومهم ولن ينالوا إلا العار، فمشروعهم مــرادف للموت ومناقض للحياة... في دولة الدمى لا يحاسَبون، والحساب مع دولــة الحق والعدالة والـقـانـون، وهــي آتـيـة لا مـحـالـة. المـجـد والـخـلـود لشهداء لبنان». كــذلــك، كـتـب عـضـو كتلة حـــزب «الـــقـــوات اللبنانية» الـنـائـب زيـــاد الـــحـــواط عـلـى منصة «إكـــــس»: «مــــاذا يبقى من لبنان وحياته السياسية ومن الممارسة الديمقراطية عــنــدمــا تـــهـــدّد قــــوة الأمـــــر الــــواقــــع الـــتـــي تـمـسـك بـمـفـاصـل الوطن بشكل علني وواضح من قبل أحد القياديين فيها، خـصـومـهـا الـسـيـاسـيـ بـالـقـتـل والـتـصـفـيـة لمـــجـــرّد أنـهـم يخالفونها الـــرأي؟»، مضيفا: «هـذه الممارسات تـدلّ على عمق الأزمـــة التي يعيشونها وثقافة إلـغـاء الـــرأي الآخـر، وعـلـى أن المـعـارضـة السلمية الـديـمـقـراطـيـة تفعل فعلها مهما رفعوا الصوت وحـرّكـوا الأصـابـع. لو كنا في دولة لتحرّك القضاء فوراً واتخذ الإجراءات القضائية اللازمة. معركتنا الأسـاسـيـة هـنـا: الــدفــاع عـن لبنان حتى الرمق الأخير في وجـه الـظـ م». من جهته، أعلن المحامي مجد حــــرب، عــبــر حــســابــه عــلــى مـنـصـة «إكــــــس»، أنــــه سيتقدم الثلاثاء بإخبار عمّا أدلــى بـه المـوسـوي «وإذا لـم يتحرّك الــقــضــاء، فــأدعــو كـــلّ مــن يُـسـتـدعـى إلـــى التحقيق بسبب موقف سياسي أن يرفض الحضور». بيروت: «الشرق الأوسط» البطريرك الماروني بشارة الراعي في القداسالسنوي لـ«شهداء المقاومة اللبنانية» (الوكالة الوطنية للإعلام)

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky