issue16728

الثقافة CULTURE 17 Issue 16728 - العدد Sunday - 2024/9/15 األحد ثريا التركي تحكي رحلتها من «عنيزة» إلى كاليفورنيا سيرة أول امرأة سعودية تتخصص في عِلم األنثروبولوجيا فـــي كـتـابـهـا «حــيــاتــي كـمـا عـشـتـهـا: ذكـــريـــات امـــرأة سـعـوديـة مــن عـنـيـزة إلـــى كـالـيـفـورنـيـا»، الـــصـــادر أخـيـرًا عن دار «الكرمة» للنشر بالقاهرة، تطرح الدكتورة ثريا التركي سؤال الهُوية والثقافة من خالل اقتفائها للجذور التي تتواصل معها ببصيرة مشهدية فائقة، تحكي من خاللها سيرتها الـذاتـيـة كـــأول سـعـوديـة تتخصص في مـجـال األنـثـروبـولـوجـيـا بـعـد دراسـتـهـا لـهـا فــي أمـيـركـا، وتـدريـسـهـا لـهـا فيما بـعـد فــي جامعاتها الـعـريـقـة مثل هارفارد وكاليفورنيا وجورج تاون وبنسلفانيا، لتصير من أوائل السيدات اللواتي حصلن على شهادة الدكتوراه في بالدها وسط سياق مجتمعي كان يتحفظ على تعليم الفتيات، ال سيما التعليم العالي. تبدأ ثريا التركي الحكاية من سيرة الطفلة «ثريا» الـتـي كانتها، وتفتحت عيناها على الحياة بوصفها: «االبــنــة الـصـغـرى لشيخ نـجـدي وربـــة مـنـزل حـجـازيـة»، ورغـــم الـوجـهـات الجغرافية املـتـبـاعـدة الـتـي تـتـوالـى في كـتـابـهـا املــكــرس لرحلتها املـمـتـدة بــن الـثـقـافـات واملـــدن واملؤسسات التعليمية، فـإن مدينة «عنيزة» السعودية تظل البؤرة املركزية بي تلك الوجهات، ففيها ولد األب «محمد السليمان التركي»، الذي تستهل الكتاب بتحية له، فلواله ما استطاعت اعتالء سلم التعليم الـذي امتد بها لتصبح أستاذة جامعية في مجال األنثروبولوجيا. تقول: «إذا كان الكثيرون يعتبرون أنني كنت استثناء في االنتصار على التقاليد السائدة في مجتمع شبه الجزيرة غير املتحمس لتعليم الفتيات حتى العقد السابع من الــقــرن الـعـشـريـن، فـإنـنـي أعـتـبـر أن االسـتـثـنـاء الحقيقي هـــو أبــــي بـسـمـاحـه لـــي بـــاالنـــخـــراط في الـتـعـلـيـم، ســــواء فـــي مـــــدارس لــبــنــان أو مصر ثم دخولي الجامعة األميركية في القاهرة». تــــتــــقــــاطــــع الـــــســـــيـــــرة الـــشـــخـــصـــيـــة لـــلـــمـــؤلـــفـــة مـــــع مـــحـــطـــات مــفــصــلــيــة فـي الــخــريــطــة الــتــاريــخــيــة والــثــقــافــيــة على املـسـتـويـن الــســعــودي والــعــاملــي ليبدو صـــوتـــهـــا هــــو ابـــــن الـــســـيـــاق الــتــاريــخــي واملجتمعي والثائر عليه في آن واحد، فـــهـــي ابــــنــــة ألســـــــرة تـــقـــلـــيـــديـــة ألب وأم اخــــتــــارت أن تُــخـصـص عــــن سـيـرتـهـمـا الـفـصـل األول مــن الـكـتـاب الـــذي أطلقت عــلــيــه «نـــبـــتـــدي مـــنـــن الـــحـــكـــايـــة؟» بـمـا يحمله العنوان من نوستالجيا غنائية يمكن سماع أصدائها على مدار الكتاب. وُلد األب محمد السليمان التركي في مدينة «عنيزة» الـتـابـعـة ملنطقة الـقـصـيـم وســـط شـبـه الــجــزيــرة العربية التي كانت فـي سـنـوات الـقـرن العشرين األولـــى تتبع ما يُعرف بسلطنة نجد، وتتبع الكاتبة سيرة والدها إلى أن يقرر الهجرة إلى الحجاز (جدة) تحديدًا. وهي هوامش تحرص الكاتبة على ذكرها في الربط بي تتبع سيرتها الذاتية وسيرة الوطن السعودي وتحوالته، ليس فقط على املستوى السياسي ولكن على املستوى االجتماعي، كـــمـــا تـــربـــط الـــكـــاتـــبـــة بــــن االنـــفـــتـــاح املـــبـــكـــر عـــلـــى تـعـلـيـم البنات باعتباره نتاجًا لتعرض بعض األســر النجدية والحجازية لثقافة حواضر مصر والشام، ما بدأ يسفر عن إرسال أوائل البنات السعوديات لاللتحاق باملدارس في أواسط أربعينات القرن املاضي، في وقت كانت جدة ال تعرف سـوى بعض املـــدارس غير الرسمية «الفقيهة» لتعليم البنات قراءة القرآن وأعمال الخياطة والتطريز. مشاعر مُركبة ساهم هذا االنفتاح النسبي على الخارج وما شهده مـن بـدايـة تعليم الفتيات، فـي أن تُــرسـل األســـرة ثريا إلى مــدرســة داخـلـيـة إنـجـلـيـزيـة فــي لـبـنـان تـحـت رعــايــة أســرة لبنانية صديقة ألسرتها، وبرغم التعليم املميز الذي كانت تتلقاه في ذلك الوقت، فإنها ملست في تلك الفترة التعامل مع الصرامة، والغربة التي شعرتها مع استماعها للهجة اللبنانية لـلـمـرة األولــــى، مــــرورًا بتعرفها عـلـى الطقوس الدينية املسيحية بوصفها فـي مـدرسـة «تبشيرية»، أما مــا لــم تستطع نسيانه فـهـو شـعـورهـا املـبـكـر بـعـدم تقبل املعلمات لها، مـا راكــم داخلها شـعـورًا بـاالخـتـ ف «كنت في أعينهن بدوية همجية، انطالقًا من نظرة استعالئية نمطية كنت أشـعـر بها على الــــدوام مـن جـانـبـهـن»، وهي مـشـاعـر تنفير تـدريـجـيـة قـادتـهـا ذات يـــوم لـ نـفـجـار في وجه معلمة أهانتها وأهانت أمها، ما قاد «ثريا» الطفلة في هذا الوقت لصفع تلك املعلمة التي أهانتها، في مشهد من املشاهد التي ال تُنسى في الكتاب، وهي تقول: «كانت هذه هي بدايات ملقاومتي ملا تصورته محاوالت لقهري». بوح ومصارحة مع الذات بصفة عامة، ال تسعى ثريا التركي في كتابها لرسم صـورة مثالية عن نفسها بقدر ما تتلمس الصدق وهي تتذكر لحظات بعيدة من حياتها، أو حتى تعيد محاولة فهم مشاعرها املبكرة، خاصة حيال مشاعر االستعالء أو عدم التقبل أو التهميش، بما في ذلك عالقتها بأقرب الـــنـــاس لــهــا، فـهـي تـعـتـرف أن عـ قـتـهـا بــوالــدتــهــا كـانـت «مُركبة»، فرغم حبها الشديد لها فإنها تقول في لحظة مـكـاشـفـة خـــاصـــة: «أعـــتـــرف بــعــد كـــل هــــذا الــعــمــر وقـلـبـي يعتصره األلـــم بأنني كنت أخـجـل مـن والــدتــي، ألنـهـا لم تتحصل على تعليم جيد - وكذلك أبـي - ولـم تكن تجيد لغات أجنبية، فالكثير من أمهات صديقاتي املصريات يُجدن إما اإلنجليزية وإما الفرنسية»، تظل ثريا في حالة مراجعة لهذا الشعور وعــدم االرتـيـاح لـه، فتسأل نفسها مرارًا: «ملاذا فعلت ذلك؟ ملاذا كنت أخجل من أمي؟». تتمسك الكاتبة بروح البوح واملصارحة في محطات الـكـتـاب املختلفة، كالتي تحدثت فيها مـثـ عـن مرحلة دراسـتـهـا الـثـانـويـة فــي مـصـر فــي مــدرســة «كـلـيـة البنات اإلنـــجـــلـــيـــزيـــة» بــمــديــنــة اإلســـكـــنـــدريـــة، وانــفــتــاحــهــا على جنسيات مختلفة من مختلف العالم، والكثير من روح الشغب أو «الشقاوة» كما تصفها وهي تروي مالمح منها بـحـس طــريــف، وســرعــان مــا تـربـط تـلـك األيــــام بــاألحــداث املـــركـــزيـــة الـــتـــي كـــانـــت تــعــيــشــهــا مـــصـــر مــــن اضـــطـــرابـــات سياسية تزامنت مع فترة تأميم جمال عبد الناصر قناة السويس وما تبعها من عدوان ثالثي على مصر. مفترقات الطرق تــصــف ثــريــا الــتــركــي أكــبــر وأصـــعـــب تــحــد واجـهـتـه على اإلطــ ق وهـو إقناع والـدهـا بـأن يسمح لها بدخول الجامعة، وما كان يصاحبه من تصورات نمطية ترتبط باالنفالت األخالقي، فتروي كيف كانت الحياة الجامعية فـــي هــــذا الـــوقـــت تــرتــبــط فـــي صــورتــهــا الــذهــنــيــة بـأعـمـال إحسان عبد القدوس التي تقول إن تــأثــيــرهــا كــــان كــبــيــرًا عــلــى الــصــورة الذهنية عن الجامعة لدى األوساط املحافظة في العالم العربي. تـــــــروي ثــــريــــا عــــن الـــوســـاطـــات الـعـائـلـيـة الــتــي سـاهـمـت فـــي إقـنـاع والـــدهـــا، بــاملــوافــقــة عـلـى الـتـحـاقـهـا بالجامعة األميركية بالقاهرة، التي تصف كيف كانت في فترة الستينات قـــــبـــــلـــــة لـــــلـــــطـــــ ب الـــــــــعـــــــــرب، وســـــط تـطـلـعـاتـهـا لــلــشــعــور بــاالســتــقــ ل، وهـــــي مـــعـــركـــة تـــظـــل تـقـطـعـهـا ثــريــا التركي حتى بعد تخرجها وصوال ملعركتها األكبر لتحضير الدراسات العليا فـي الــواليــات املـتـحـدة وسط مشاعر متخبطة بالخوف مـن هذا املجهول األميركي، وعدم الرغبة في العودة إلى بالدها، بعد إتـمـام دراسـتـهـا الجامعية فـي مصر: «أي أمــان في حياتي سيكون في عودتي إلـى السعودية والحياة في كنف زوج يتحكم في شؤوني، وأصبح ظال لقراراته؟». تــدرس ثريا فـي جامعة «بـركـلـي» بقسم الـدراسـات العربية وتنخرط في دراسـة األنثروبولوجيا في مسار أكـاديـمـي يظل يتسع تدريجيًا داخـــل أروقـــة الجامعات األمـيـركـيـة فتتعرف داخـلـهـا عـلـى الــتــيــارات السياسية، «منظمة الطلبة العرب» ونقاشات القضية الفلسطينية في مقابل سياسات الواليات املتحدة تجاه العرب وحركة املد الصهيوني، تتذكر ثريا كيف تزامن كل هذا مع نكسة وانكسار مصر وقتها، والصدمة 1967 ) يونيو (حزيران 5 القاسية مع توارد أنباء هزيمة الجيوش العربية. ورغــــــم الــتــعــلــيــم األجـــنـــبـــي الــــــذي تــلــقــتــه عـــلـــى مــــدار حـيـاتـهـا والـــــدراســـــات الـعـلـمـيـة والــكــتــب الـبـحـثـيـة الـتـي نشرتها باإلنجليزية، فــإن ســـؤال الـشـرق والــغــرب يظل حــاضــرًا فــي وجــدانــهــا، فيشغلها مـثـ مــوضــوع ذوبـــان الهوية العربية في الثقافات األخــرى، وتذكر أنها طاملا مـا كـانـت تـسـأل طـ بـهـا: ملـــاذا نكتب باللغة اإلنجليزية إذا كــان بمقدورنا الكتابة بالعربية؟، تظل تحمل هذا الـسـؤال، كما تحمل داخلها غصة بسبب أمنيتها التي لــم تتحقق بـــأن تعمل بـالـتـدريـس فــي جـامـعـات اململكة العربية السعودية، وتقول: «عندما يعمل اإلنسان وينتج فوق تراب بلده الذي وُلد فيه يتضاعف شعوره باإلنجاز واإلسـهـام في بناء وطـن يسكنه قلبه»، وتتحدث عن أن عملها بالتدريس بالجامعة األميركية بمصر والحياة فيها كان تعويضًا عن سنوات الغربة، حيث عاشت في مصر الجزء األكبر من حياتها، وتصفها: «مصر مكاني وموطني املختار». تتكئ الكاتبة على قيمة الصداقة التي تتسلل على مدار محطات الكتاب، وتخصص لها فصال خاصًا، يقع صـفـحـة، ويــضــم مـجـمـوعـة مـتـنـوعـة مــن الـصـور 244 فــي تظهر فيها في مراحلها العمرية بصحبة أفـراد عائلتها وأصدقائها. وتتوقف عند إحداها في مرحلة التسعينات خـــــ ل قــضــائــهــا عــطــلــة مــــع عــائــلــتــهــا فــــي «ســيــرديــنــيــا» اإليطالية، تقول إن زوجها عندما نظر لصورتها تلك علّق بأنها صورة «ثريا األصلية»، فتحاول تفسير ذلك قائلة: «هـي صــورة لسيدة تشعر بالراحة مـع نفسها، والرضا تجاه هُويتها». القاهرة: منى أبو النصر القرارات السيئة ال تقود إلى نهايات سعيدة روايات رومانسية سريعة االحتراق تميل الرومانسية إلى بناء نتائج إيجابية من قرارات فظيعة. وتدور رواية «الحقيقة وفقًا ألمبر» صفحة، دار بيركلي) التي كتبتها دانيكا نافا 384( حـول بطلة تتخذ املزيد من الـقـرارات السيئة أكثر من أغلب الناس. يـبـدو طـريـق إمـبـر لـي كـارديـنـال لـلـخـروج من وظــيــفــة بـــ مـسـتـقـبـل فـــي صــالــة الـبـولـيـنـغ وكــأنــه تسلق مستحيل. بعد مئات من طلبات العمل وعدم إجـــــراء أي مـقـابـلـة واحــــــدة، تــضــع مـــن دون سـابـق تفكير عالمة على مربع «أبيض» بدال من «أميركي أصلي». فــــــجــــــأة، تـــلـــتـــحـــق إمـــــبـــــر بـــوظـــيـــفـــة مـــســـاعـــدة محاسبة، حيث تلتقي شابًا وسيمًا للغاية يعمل في مجال تكنولوجيا املعلومات يدعى «دانــووا»، الذي تفوح منه رائحة الالفندر ويترك شعره الداكن منسدالً. لكن األكاذيب لديها لها دورها في التأثير على عملها. فهي اآلن تعمل وقتًا إضافيًا للرئيس التنفيذي متقلب املـــزاج، وتكافح إلخـفـاء عالقتها بـــــ«دانــــووا» عــن قـسـم املـــــوارد الـبـشـريـة، وتتعرض لـ بــتـزاز مــن قـبـل زمـيـل رآهــمــا ســويــ . كـانـت إمبر دائـمـ تفخر بــأن تـكـون الشخص الـثـابـت املستقل في عائلتها، ولكن اآلن قد تضطر إلى القيام بشيء غير مسبوق وطلب املساعدة التي تحتاجها. إن التفاصيل هي التي تنقل هذا الكتاب إلى الواقع الحقيقي: الكيس البالستيكي الذي تضعه إمــبــر عـلـى عـلـبـة الـــبـــازالء فــي الــثــ جــة، والـصـدمـة التي تنتابها عند االنتقال من تنظيف املراحيض املسدودة إلى العمل في مكاتب الشركات النظيفة، والطريقة املذهلة التي يمارس بها إمبر ودانــووا الـعـ قـة الحميمة، ثـم يـغـفـوان سـويـ وأصابعهما متشابكة. إنـه أمـر مضحك وفـوضـوي على أفضل طريقة ممكنة. رومانسية متألقة 352( » وفــي روايـــة «تجربة منطقة األصــدقــاء صفحة، «دار تور تريد»)، تقدم لنا زن تشو قصة رومانسية في تجربة ثانية جميلة تدور أحداثها في لندن الحديثة. إذ يعيش عازف البيانو السابق «كـــيـــت ســـيـــونـــغ» حـــيـــاة عــائــلــيــة مــتــمــاســكــة، وهــو يعمل في التدريس الذي يشعر بأنه انتكاسة؛ أما الوريثة «رينيه غـوه»، فلديها عائلة مريعة لكنها حققت ذاتها مهنيًا في مجال تعشقه. كان الثنائي أفضل صديقي في الجامعة حتى كسر كل منهما قـلـب اآلخــــر فــي مـغـامـرة عـاطـفـيـة كــــادت أن تفشل؛ واآلن، يُعيد لـقـاء وحـيـد بالصدفة إحـيـاء كـل تلك الرغبة التي دامت طويالً. هناك الكثير من األحداث الجارية هنا - الطعن بالظهر، والناشط املفقود - لكن الرومانسية تتألق وتنبض بالحياة. تمنح الرعاية الهادئة التي يقدمها «كيت سيونغ» ثقال دافعًا لرينيه، وتخفف من أعبائها النفسية. ندم ويأس تـــبـــدو الــبــطــلــتــان فـــي روايــــــة «الـــلـــقـــاء الـلـيـلـي صـفـحـة، دار فــوريــفــيــر) للكاتبتي 352( » الــثــانــي كـاريـلـيـا وفـــاي ستيتز - واتــــرز محملتي بـالـنـدم. فرئيسة فـرقـة الـتـرفـيـه «بـلـو لـيـنـوكـس» (واسـمـهـا الحقيقي إيـــزي ويــلــز) تملك مـسـرحـ قـديـمـ رهـن الديون، بينما لم تخبر الراقصة السوداء املوهوبة ليليان جاكسون شركة الرقص املرموقة الخاصة بها أن مموليها قد انسحبوا. كلتاهما يائسة بما فيه الكفاية للتقدم لالختبار فـي برنامج الرقص الــواقــعــي الـــذي قــد يـأتـي بـجـائـزة نـقـديـة ضخمة - وكلتاهما بحاجة إلى التخلص من بعض الضغط والتوتر عبر عالقة غرامية غامضة. بطل التشتت بـالـحـديـث عـــن صـــرف االنـــتـــبـــاه... فـــإن أنـــدرو أوشــــيــــدا، بــطــل روايـــــة «اإليــــــرل الـــــذي لــيــس كــذلــك» (كتاب إلكتروني، منشور ذاتيًا) لكورتني ميالن، هو بطل في تغيير املوضوع - وهي مهارة مفيدة البـــن اإليــــرل أرســيــل األكــبــر غـيـر املــعــتــرف بـــه. كـان الحفاظ على سر أبيه أولوية لدى أندرو منذ هرب هـــو ووالـــدتـــه مـــن أقـــاربـــه الـبـيـض األرسـتـقـراطـيـن الــعــنــيــفــن إلـــــى الـــســـ مـــة عـــبـــر إخــــفــــاء الـــهـــويـــة فـي ويدغفورد، وهي بلدة صغيرة خيالية ذات أغلبية آسيوية في إنجلترا الفيكتورية. لذا، عندما تعود صديقته املقربة منذ الطفولة وعشيقته الـسـابـقـة ليلي مــن ســنــوات قضتها في هـونـغ كــونــغ، متحمسة لـشـرح أنـهـا وجـــدت دلـيـ عــلــى نــســبــه، يــقــوم أنـــــدرو بــالــشــيء الــوحــيــد الـــذي يستطيع فعله: يسرق الدليل. رغـم أن ذلـك خيانة لــلــمــرأة الــتــي ال يــــزال يـحـبـهـا، لـكـنـه يـعـتـز بفعلته باعتبارها «أفضل خطأ ارتكبه على اإلطالق». لــيــلــي بــــاي - صــريــحــة لــلــغــايــة، وراديـــكـــالـــيـــة للغاية، وانفعالية للغاية - تـعـرف على الـفـور أن أنـدرو هو اللص. لكنها تريد منه أن يثق بها بما يكفي ليخبرها ملاذا، حتى مع قلقها من أنها صعبة املراس للغاية وغير أنثوية للحد الذي يحول بينها وبـن كسب محبة أي شخص. تُنفق مهر زواجها عـــلـــى آلـــــة طـــبـــاعـــة حـــتـــى تــتــمــكــن مــــن نـــشـــر الـشـعـر الـصـيـنـي الــنــســوي مـتـرجـمـ ، رغـــم أن مـحـاوالتـهـا األولــى فـي النشاط السياسي أدت إلـى قطيعة مع جـدهـا. وكــأن هــذا لـم يكن مُعقدًا بما فيه الكفاية، يصل األخ غير الشقيق األصغر ألنــدرو، آالن، إلى ويدغفورد ويصر على أن يكون أندرو، وليس آالن، هو اإليرل. كــــمــــا فـــعـــلـــت فـــــي أول كــــتــــابــــن مـــــن ســلــســلــة «ويـدغـفـورد»، تبعثر ميالن التفاصيل الكوميدية فــي كــل جـــزء - آالن املــــرح ولــكــن املـــزعـــج، والـــبـــازالء الطويلة العمالقة التي يزرعها أنـدرو في حديقته - ثم تجلب كل شيء معًا في لحظة مذهلة ومبهرة من التنفيس عن الــذات. «اإليــرل الـذي ليس كذلك» يزن الفرق بي الخبث واألخطاء، بي األشرار الذين يسمحون للوسائل السهلة بــأن تـقـود إلــى الشر، وبـــن األبـــطـــال الــذيــن يــخــتــارون الــشــيء الصحيح حتى عندما يكون صعبًا، ألن الـقـرارات السيئة ال يمكن أن تؤدي إال إلى بداية رواية رومانسية، وهي ال يمكن أن تأخذك إلى النهاية السعيدة. * خدمة «نيويورك تايمز» *أوليفيا وايت تُنفق مهر زواجها حتى تتمكن ًمن نشر الشعر الصيني النسوي مترجما لغات 3 قصة قصيرة كتبها لبنانيون مقيمون ومغتربون بـ 15 «حكايا لبنانية في األزمة»... وباء وأوجاع وفواجع لكن أيضا قوارب نجاة . كان 2020 ) بـدأت الحكاية في أبريل (نيسان زمــن الـحَــجْــر وغلبة الـعـزلـة، حـن ملحت الصحافية الــلــبــنــانــيــة جــــــودي األســــمــــر تــــجّــــارًا فــــي مـنـطـقـتـهـا طرابلس الشمالية يدّعون االلتزام باإلغالق العام، وفــــي الـــواقـــع يــــواربــــون. مـــن أجــــل الــلــقــمــة، مــارســوا أشغالهم بالخفاء وواصــلــوا االحـتـكـاك باآلخرين. حرَّضها املشهد على إعـداد تحقيق، ليس وشايةً، بـل لـلـسـؤال عـن كيفية عيش الـفـقـراء تحت الظرف الضاغط. لفت العمل الصحافي لبنانية مُهاجرة في تكساس األميركية، تُدعى مايا مسيكة، فسألت صاحبته إذا كـــان «بــاإلمــكــان تـوظـيـف الـثـقـافـة في خـــدمـــة املـــجـــتـــمـــع». شـــعـــور جــــــودي األســــمــــر بـأنـهـا «مــدانــة»، حــرَّك سؤالها عـن دور الثقافة، وأنـهـا لِــم تُــسـلَــخ عــن محيطها االجــتــمــاعــي، ولـيـسـت مقيمة فـــي بــرجــهــا الـــعـــاجـــي. إصــــرارهــــا عــلــى نــقــض هــذا «االفــتــراء»، كـان وراء والدة كتاب «حكايا لبنانية في األزمة» الذي صدر عن «جروس برس ناشرون»، قصة قصيرة كتبها لبنانيون 15 وهـو مؤلف مـن مقيمون ومغتربون، باللغات العربية واإلنجليزية والفرنسية. تــقــول الـشـريـكـة املــؤسِّــســة لــلــمــشــروع، جـــودي األسمر، لـ«الشرق األوسط» إن التجربة «غنية»، فقد حافظت على جنس القصة األدبـي، ولم تنزلق إلى «وهــم أصحاب 15 الـخـاطـرة. وتـولّــى املساهمون الــــ مــــحــــاوالت تــشــيــر إلــــى مــلــكــة الـــكـــتـــابـــة، ســـــواء على شكل إصـــدار سـابـق أو نـصـوص نُــشـرت فـي مواقع إلكترونية جادّة، أو جوائز أدبية دولية حصدوها من لبنان وفرنسا وإيطاليا» تولّوا اختيار املَحاور، مــــع تـــعـــمُّـــد تــــفــــادي نــصــوصــهــم الـــتـــجـــارب املــحــض شـخـصـيـة، ومـحـافـظـتـهـا عـلـى مــا يـربـطـهـا بـمـآالت األزمة اللبنانية. شـــكَّـــل الــــوبــــاء مُــــحــــرِّك الــقــصــص وأرضــيــتــهــا. إنـــهـــا لــيــســت مـــجـــرد حـــكـــايـــا، كــمــا تــضــيــف جـــودي األسمر، يمكن أن تنطوي بطي تلك املرحلة وإحالة مشهدياتها على املاضي. بل «استحقاقات إنسانية مطروحة عبر سـرد شيّق، يمر على زمـن الجائحة الـــصـــعـــب ويــــتــــجــــاوزه إلـــــى مــــا هــــو شــــديــــد الــــتــــأزُّم اجتماعيًا وإنسانيًا». ولـــكـــن ملـــــاذا األزمــــــة الــلــبــنــانــيــة؟ تـنـقـل جـــودي األسمر، الناشطة في العمل االجتماعي، والحائزة على ماجستير فـي األدب الفرنسي، مـا كتبته في املــقــدّمــة: «فـــي غـمـرة التحضير لـلـكـتـاب، وتـحـديـدًا خــــ ل مــرحــلــة مـــن الـــهـــبـــوط املـــعـــنـــوي، آنــســنــا رأي لـلـروائـي إلـيـاس خــوري خــ ل إلقائه محاضرة في بيروت بعنوان (الرواية بعد الحرب). كان يُنبّه إلى خسارة األدب لحظات تاريخية غيَّرت وجه لبنان، لكنها غير حـاضـرة فـي سجلنا األدبـــي. عــرَّج على حــــروب وأزمـــــات لـــم تُــكــتَــب، ال شــعــرًا وال نـــثـــرًا، فلم تتناولها سوى بعض املذكرات وخطابات الطوائف وبــعــض اإلشــــــارات الـضـعـيـفـة فــي األدب الـلـبـنـانـي. بقيت هذه املحطات جزءًا من تراث قائم على املحو». بيروت: فاطمة عبدهللا النص الكامل على الموقع اإللكتروني

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==