issue16727

12 حــصــاد األســبـوع ANALYSIS Issue 16727 - العدد Saturday - 2024/9/14 السبت فرنسا: سيناريوهات سياسية للمستقبل مـا زالـــت انتخابات الـرئـاسـة الفرنسية بـعـيـدة، إذ لـن يحني > . ولكن منذ اليوم، السكاكني السياسية 2027 أوانها إال مع ربيع عام مشحوذة، وأول املبادرين كان إدوار فيليب، رئيس الـوزراء السابق ورئيس حزب «هورايزون» (آفاق) املنتمي إلى «املعسكر الرئاسي»، إلى جانب حزب الرئيس إيمانويل ماكرون «النهضة» أو «معًا من أجــل الـجـمـهـوريـة» وحـــزب «الـحـركـة الـديـمـقـراطـيـة» الـوسـطـي، الـذي يـرأسـه السياسي املخضرم فرنسوا بـايـرو، أول الداعمني ملـاكـرون، ،2017 الـذي يدين له بفوزه األول في االنتخابات الرئاسية في عام بـيـد أن الـتـركـيـبـة الـسـيـاسـيـة الـــيـــوم، فــي ظــل غــيــاب أكــثــريــة نيابية تدعم الحكومة، التي يجهد ميشال بارنييه لتشكيلها، تجعل كل السيناريوهات ممكنة، بما في ذلك لجوء ماكرون إلى حل املجلس النيابي مـرة جديدة بحلول يونيو (حـزيـران) املقبل، أي بعد مرور سنة كاملة على حلّه للمرة األولى، وهو ما ينص عليه الدستور. إقـــــدام مـــاكـــرون عـلـى خــطــوة كــهــذه مـــرجـــح، ألن األمــــر كـــان بيد ســنــوات، 7 الـرئـيـس الـفـرنـسـي، الــــذي مــــارس حـكـمـ عــامــوديــ خـــال حيث الـحـل والــربــط فـي الـقـضـايـا، كبيرها وصـغـيـرهـا. لكن األمــور تغيّرت اليوم بفعل هزيمة معسكره في االنتخابات النيابية األخيرة واضطراره إلى تسمية رئيس للحكومة من خارج معسكره، وتحديدًا من اليمني التقليدي، املمثل بحزب «اليمني الجمهوري» الذي لم ينفك، خـال السنوات السبع املنقضية، عن التنديد بسياسات حكوماته املتعاقبة. بيد أن مواقفه تغيّرت بعدما سُمي أحد أعضائه، ميشال بارنييه، لرئاسة الحكومة. وسارع األخير إلى رسم «خارطة طريق» لكيفية تعامله مع رئيس للجمهورية ينزع للسيطرة، بتأكيده أن «الرئيس يرأس والحكومة تحكم». إحدى قواعد السياسة أن «الكلم شيء واملمارسة شيء آخر». لذا، يرى محللون أن ماكرون لن يتردد بحل املجلس النيابي إذا وجد أن األمور ال تسير لصالحه، وأن «إرثه» السياسي واالقتصادي مهدد. لكن ثمة خطرًا آخر قد يكون محدقًا به، وعنوانه «هشاشة» الحكومة التي يجهد بارنييه لتشكيلها، والتي يمكن أن تسقط في البرملان بسحب الثقة منها إذا رأى اليمني املتطرف أن مصلحته تكمن في سقوطها، أو أنها تنتهك «الخطوط الحمراء» التي رسمها. وليس سـرًا أن اليسار و«الـخـضـر»، فـي إطــار «الجبهة الشعبية الجديدة» عازمون عند أول فرصة على طرح الثقة بها، ألنهم يرون أساسًا أن السلطة سرقت منهم، وأن بارنييه ال يتمتع بالشرعية ملمارستها كونه يجيء من صفوف حزب حل في املرتبة الرابعة في االنتخابات نائبًا في البرملان الجديد. 47 األخيرة، وليس له إال إذا تحقق هذا السيناريو، فإن األزمة السياسية ستتفاقم، ألن املعطيات األساسية للتركيبة السياسية لن تتغير. وبالتالي سيجد الـرئـيـس مـــاكـــرون نفسه أمـــام حـائـط مـــســـدود، بحيث لــن يـكـون من مخرج أمامه سوى االستقالة، مع أنه أكد غير مرة أنه باق في منصبه حتى آخـر يـوم من واليته الثانية، ولـن يتخلى عن مسؤولياته في أي ظرف كان. احتمال االستقالة يبرر مسارعة إدوار فيليب، الــذي استقبل ماكرون الخميس في إطار االحتفال بتحرير مدينة لو هافر، بشمال البلد، من االحتلل النازي، إلى اإلعلن رسميًا عن ترشحه للرئاسة، ) أو إذا قُــــدّم مـوعـدهـا بسبب 2027 ســــواء فــي أوانـــهـــا الـــعـــادي (عـــام استقالة ماكرون. ولـــيـــس فـيـلـيـب الـــوحـــيـــد الـــــذي يـتـحـضـر لـــهـــذا االحـــتـــمـــال. فرئيس الحكومة السابق غبريال أتال يرنو بدوره إلى احتلل هذا املنصب، وكان يراهن على مواصلة ممارسة السلطة لفترة أطـول بحيث تكون الرافعة لتحقيق طموحاته الرئاسية، ولذا ظهرت شبه القطيعة مع ماكرون واألجواء الجليدية التي تطبع علقاتهما. ويــرأس أتــال راهنًا املجموعة النيابية املشكلة من الحزب الرئاسي. وبالطبع، ثمة مرشحون ثابتون، مثل جان لوك ميلونشون زعيم حزب «فرنسا األبية» اليساري، ومارين لـوبـن زعيمة «التجمع الـوطـنـي» اليميني املـتـطـرف، وكلهما يـتـرشـحـان لـلـمـرة الــرابــعــة. ثــم هـنـاك لــــوران فـوكـيـيـز وكـزافـيـيـه برتراند، األول رئيس حزب «اليمني الجمهوري»، والثاني أحد أعـضـائـه، وكـــاد يصل إلــى رئـاسـة الـحـكـومـة، لــوال الفيتو الـذي رفعته لوبن بوجهه. يقدّم بارنييه نفسه على أنهرجل ينتمي إلى اليمين لكن ليس اليمين البورجوازي القومي المتعصّب بل اليمين االجتماعي بعد خيبتي رئـاسـة املفوضية األوروبــيــة ورئـاسـة الجمهورية سنة، وجد ميشال بارنييه 50 الفرنسية، ومسيرة سياسي تربو على سنة) رئيس الحكومة الفرنسية الجديد نفسه سياسيًا متقاعدًا. 73( وحقًا، لم يكن الرجل يتوقع أن يُستدعى لترؤس الحكومة بعد االنتخابات البرملانية التي شهدت تصدّر «الجبهة الشعبية الجديدة» التي تضم أحزاب اليسار و«الخضر»، وحصول اليمني املتطرف ممثل بحزب «التجمع الوطني» الـذي تتزعمه مارين لوبن، على مجموعة نيابية كبرى، وخصوصًا تراجع معسكر الرئيس إيمانويل ماكرون. الديغولي القديم خـال األيــام األخـيـرة التي أعقبت تعيينه في مهمته الجديدة، حل لبارنييه أن يُذكّر بانطلق التزامه السياسي عندما كان يافعًا - في سن الرابعة عشرة - متأثرًا بدعوات الجنرال شـارل ديغول، بطل فرنسا الحرة، وفكره وسياسته. كذلك، يقدّم بارنييه نفسه على أنـه رجـل ينتمي إلـى اليمني، لــكــن لــيــس الــيــمــ الــــبــــورجــــوازي الـــقـــومـــي املـــتـــعـــصّـــب، بـــل الـيـمـ االجتماعي. ويؤكد تأثره بوالدته دونيز دوران، حيث حرص في أول تصريحاته، بعد تسميته، على التذكير بالتزامها السياسي الـيـسـاري، وحدبها االجتماعي (مـسـاعـدة الضعفاء) وأنـهـا لقّنته احترام اآلخر والحوار والتسامح. لقد كان الفتًا خلل عملية التسلم والتسليم، أن بارنييه رد على رئيس الـوزراء املودّع غبريال أتال، الذي أملح الى أنه «أصغر» رئيس سنة)، بأن هذه الصفة «ال تدوم طويلً». 35( للحكومة عرفته فرنسا وذكّــره بأنه شخصيًا كان أصغر نائب دخل الندوة البرملانية، وهو سنة. 27 في سن الـ واملـفـارقـة هنا أن مــاكــرون عــ فـي واليـتـه الـثـانـيـة، الـتـي بـدأت ، أصغر رئيس حكومة (أتـــال)... واآلن أيضًا أكبرهم 2022 ربيع عـام سنًا بشخص بارنييه. ثم إن األخير كان تقلّد مناصب محلية، عندما كان على املقاعد الجامعية. وبعد تعيينه، ركزت الوسائل اإلعلمية الفرنسية واألجنبية على مُراكمته خبراته السياسية وتمرّسه في املـفـاوضـات املـعـقّــدة، الـتـي قـيّــض لـه أن يخوضها عندما شغل عدة ــ 1995( مناصب وزاريـة في عهدي الرئيسني اليمينيني جاك شيراك ). وكان أبرزها اثنان: وزارة 2012 ــ 2007( ) ونيكوال ساركوزي 2007 الخارجية، والحقًا وزارة الزراعة. بارنييه... الدرّة النادرة مـا كــان مليشال بارنييه أن يغدو رئيسًا للحكومة لـو جـاءت نتائج االنتخابات األخيرة مختلفة. فخلل السنوات السبع التي رؤســـــاء حــكــومــات، 4 ّ أمــضــاهــا مـــاكـــرون فـــي قــصــر اإللـــيـــزيـــه، عــــ خــامــســهــم بـــارنـــيـــيـــه، إذ ســبــقــه إدوار فـيـلـيـب وجـــــان كـاسـتـيـكـس وإلـيـزابـيـت بـــورن وغـبـريـال أتـــال، وكلهم كـانـوا منتمني إلــى تياره السياسي، مع أن األخيرين ما كانا متمتعني باألكثرية املطلقة في البرملان. أما في حالة بارنييه، فإن األمور جاءت مختلفة تمامًا بسبب مـجـمـوعـات نـيـابـيـة. هـــي: «الـجـبـهـة الـشـعـبـيـة الــجــديــدة» 3 تـشـكّــل اليسارية ومجموعة الوسط الداعمة ملاكرون و«التجمع الوطني» اليميني املتطرف. والحال أن أيًا منها يرفض التعاون مع اآلخرين. رهان ماكرون الفاشل رهـان الرئيس الفرنسي كـان على تفكيك تحالف اليسار عبر سحب الحزب االشتراكي منه وتشكيل «جبهة جمهورية» تمتد من اليسار االشتراكي (املعتدل) وصوال إلى اليمني التقليدي (املعتدل)، نائبًا بمثابة بيضة القبان، إال أن هذا 166 وتكون كتلته املكوّنة من الرهان فشل. وبـعـدمـا اسـتـبـعـد مـــاكـــرون نـهـائـيـ لـوسـي كـاسـتـيـه، مرشحة الـيـسـار و«الــخــضــر»، بحجة أن أي حـكـومـة تـرأسـهـا ستسقط في البرملان لدى أول اختبار، بينما املطلوب «املحافظة على االستقرار املؤسساتي»، جرّب مرشحًا اشتراكيًا هو برنار كازنوف، وآخر هو 47 كزافييه برتراند من حـزب «اليمني الجمهوري» الحاصل على نائبًا، ثم تييري بـوديـه، رئيس املجلس االقتصادي واالجتماعي بصفته منبثقًا عن املجتمع املدني. لكن الثلثة سقطوا في امتحان الديمومة ألسباب سياسية وشخصية مختلفة يطول الخوض في تفسيرها. الهدية المسمومة ،2027 كـان مـاكـرون، الــذي تنتهي واليته الثانية في عـام يبحث عـن الـرجـل املنقذ لعهده مـن جـهـة، ولفرنسا مـن جهة ثانية، من األزمة السياسية التي أفضت إليها االنتخابات التي أفرزت نتائجها وضعًا سياسيًا بالغ التعقيد. فهو من جهة، اعترف أخيرًا بأن معسكره خسر االنتخابات. لكنه، في املقابل، ال يريد رئيسًا للحكومة يفكّك ما سعى لبنائه خلل السنوات املنصرمة، متمسكًا باستمرار انتهاج سياسة لـيـبـرالـيـة اقـتـصـاديـة مشجعة السـتـقـطـاب االســتــثــمــارات، وال تتراجع عن اإلصلحات والقوانني التي أدخلها، ومنها تعديل سن التقاعد وقـانـون العمل والرعاية االجتماعية، فضل عن قانون الهجرات. أمــا األهـــم مـن هــذا وذاك، فهو أن مـاكـرون كــان يبحث عن شخصية ال تواجه رفضًا تلقائيًا، لكنها تستطيع التحاور مع الجميع بحيث ال تطرح الثقة به منذ لحظة تشكيل حكومته، فضل عن احترام صلحيات الرئاسة التي يكفلها الدستور. وألنه رئيس الحكومة العتيد لن يكون بالضرورة من معسكره، أراده ماكرون أن يكون لينًا و«دبلوماسيًا» بحيث يسهل معه «التعايش» على رأس السلطة التنفيذية. فــــي عــــددهــــا لـــيـــوم األربـــــعـــــاء املـــــاضـــــي، كــشــفــت صـحـيـفـة «لــومــونــد» تفاصيل مــا جـــرى، ومـــا دفـــع مــاكــرون إلـــى تسمية بارنييه. إذ أفادت أن ألكسيس كوهلر، أمني عام الرئاسة، هو من زكّى ترشيح بارنييه، وكان صلة الوصل بينه وبني ماكرون قبل أن يستدعيه األخير ألول لقاء معه في قصر اإلليزيه. لوبن وملف الهجرة بــيــد أن الــعــامــل الــحــاســم الـــــذي ثـــبّـــت اخـتـــيــار بـارنـيـيـه كــان قـبـول مـاريـن لـوبـن، زعيمة اليمني املـتـطـرف، بـه رئيسًا لــلــحــكــومــة. ذلــــك أنـــهـــا تــــرى أنــــه ال خـــافـــات شـخـصـيـة بينه وبــ حزبها مـن جـهـة، وألن لـديـه، مـن جهة أخـــرى، مواقف تـراهـا متجانسة ومتقاربة مـن مواقفها فـي مسائل يعدّها اليمني املـتـطـرّف حـيـويـة. ومــن هــذه املـسـائـل: ملف الهجرة، وضـــرورة السيطرة على حـــدود الـبـاد الـخـارجـيـة، وتأكيده احترام الجميع وانفتاحه على تعديل قانون التقاعد، وليس إلغاؤه، واستعداده للبحث في قانون انتخابي جديد يعتمد الـنـسـبـيـة... األمــــر الــــذي يــائــم «الـتـجـمـع الــوطــنــي» بعكس قانون الـدائـرة الصغرى ذي الـدورتـ املعمول به راهنًا. ولـــو اعـتـمـدت الـنـسـبـيـة لـكـانـت لــوبــن قــد حـصـلـت على األكثرية املطلقة. بـــنـــاء عــلــى هــــذه املـــعـــطـــيـــات، وعـــــدت لـــوبـــن بــأال يـحـجـب «الــتــجــمــع» الــثــقــة عـــن بــارنــيــيــه، بـعـكـس جبهة اليسار. وللعلم، لو صوّت اليسار واليمني املتطرف معًا على سحب الثقة من رئيس الحكومة الجديد، فإنه نائبًا، أي بزيادة 337 سيسقط حكمًا باعتبار أن لديهما نائبًا عن العدد املطلوب إلسقاط الحكومة. 48 في املقابل، هـذا االختيار من مـاكـرون حـوّل لوبن إلـــى «صـانـعـة رؤســــاء الـحـكـومـات» الــذيــن سيكونون كـــالـــخـــاتـــم فــــي إصـــبـــعـــهـــا، بــحــيــث تـــكـــون قـــــــادرة عـلـى إسقاطه عندما تـرى أن سياسة بارنييه ال تلئمها وال تـجـاري مصالح حزبها. ومــن هنا، جــاء هجوم الـــيـــســـار و«الــــخــــضــــر» عـــلـــى مــــاكــــرون واتـــهـــامـــه بـ«التواطؤ» مع لوبن. تساؤالت مشروعة هــل سـيـكـون بـارنـيـيـه قــــادرًا عـلـى الصمود رئيسًا للحكومة؟ فــــي حـــديـــثـــه املـــــطـــــوّل لـــلـــقـــنـــاة األولــــــــى فـي التلفزيون الفرنسي، عرض بارنييه «فلسفة» حكمه املـوعـود وانفتاحه على الجميع، فهو يــريــد أن يــدشــن «عـــصـــرًا جـــديـــدًا» فـــي طريقة الـحـكـم، حـيـث «رئــيــس الـجـمـهـوريـة يـــرأس، والـحـكـومـة تـحـكـم». واألهـــم مـن ذلــك أنــه نـوّه بـــــ«الــــقــــدرة عـــلـــى الــــتــــفــــاوض، وجـــعـــل الـــنـــاس يــعــمــلــون مـــعـــ ، ودأبــــــه عــلــى احــــتــــرام الـجـمـيـع واإلصغاء ملا يقولونه». وفي رسالة مباشرة إلى اليمني املتطرف، مليونًا الذين صوّتوا 11 أكد أنه «سيحترم» الـ لــه فــي الـــــدورة األولـــــى، رغـــم تـأكـيـده أنـــه «ال شـــــيء مـــشـــتـــرك يــجــمــعــه بــالــيــمــ املــتــطــرف عـلـى صعيد الــطــروحــات أو اآليـديـولـوجـيـا». وإذ اسـتـبـعـد دخــــول وزراء مــن هـــذا الــحــزب في حـكـومـتـه، أبـــدى اســتــعــداده للبحث فــي الـقـانـون االنتخابي، قائلً: «ال خطوط حمراء» تمنعه من ذلك، غير أنه لم يلتزم بأي شيء محدد. بـالـتـالـي، يـريـد بـارنـيـيـه حـكـومـة مـن مختلف األلــــوان، بما في ذلك اليسار. ولذا كثّف مشاوراته مع قادة األحزاب واملجموعات البرملانية. لكنه يواجه مجموعة تحديات ال تنحصر بالجوانب السياسية، بل أبرزها اقتصادي مالي. إذ يتع على الحكومة أن ترفع إلى مكتب املجلس النيابي ، وأن تعمل على خفض العجز 2024 مشروع امليزانية لعام في املائة، بينما املعيار األوروبي 5.6 الذي وصل راهنًا إلى في املائة. 3 يتوقف عند عتبة هــذا، وسبق للتحاد فتح تحقيق رسمي بخصوص مالية فرنسا، التي إن أرادت احترام املعايير، فعليها العثور . وبالتوازي، 2027 مليارات يورو إضافية حتى عام 110 على مليار 3000 تـواجـه فرنسا مشكلة ديـونـهـا الـتـي تـتـجـاوز يورو، وخدمة الديون تطأ بقوة على ميزانيتها. الملفان الصعبان وعـلـيـه، ثـمـة مـلـفـان يـــهـــددان بـإسـقـاط بـارنـيـيـه: األول ميزانية الدولة، والثاني اقتراح إلغاء قانون التقاعد الذي أقره البرملان العام املاضي بصعوبة بالغة رغم تعبئة نقابية وسياسية واسعة طالت شهورًا. والواقع أن اليمني املتطرف قـدّم رسميًا اقتراح قانون ملكتب املجلس بهذا الشأن، علمًا أن إسقاط قانون التقاعد هو أيضًا مطلب يساري بامتياز. وباملناسبة، بارنييه ليس من أنصار املحافظة على سنة فقط، بل سبق له اقتراح 64 القانون الذي يرفع سن التقاعد إلى سنة. 65 وبجانب التحديات اإلضافية، التي سيواجهها رئيس الحكومة الجديد، ثمة ملفات الهجرة، والـقـدرة الشرائية، والـخـدمـات العامة (كاملدارس والصحة)، وقبل ذلك كله إشعار املواطن أن صوته لم يذهب سدى، وأن تغييرًا حصل في وجوه املسؤولني وفي السياسة املتبعة. من هنا، تبدو الهدية التي قدّمها ماكرون لبارنييه «مسمّمة»، فهل ستساعد األخير خبرته السياسية وكياسته على شغل منصبه الجيد، وتحقيق شيء ما من الوعود؟ الجواب في اآلتي من األيام. ميشال بارنييه رئيس الحكومة الفرنسية الجديد... هل يكون الرجل المعجزة الذي ينقذ عهد ماكرون؟ وسط تضارب مصالح «اإلليزيه» والكتل... وتحديات االقتصاد سنة أمضاها ميشال بارنييه في 25 بعد ) مفوضًا أوروبيًا متنقال 2021 – 1999( بروكسل في مناصب عديدة، منها مسؤول عن السوق األوروبية الداخلية ونائب لرئيس املفوضية، ثم مفاوض عن االتحاد األوروبي مع بريطانيا إبان عملية «البريكست» (الخروج من االتحاد) البالغة سنوات، كان حلم بارنييه 6 التعقيد التي طالت مزدوجًا: أن يتوّج مسيرته األوروبية بأن ينتخب رئيسًا للمفوضية، حيث يحل محل األملانية أورسوال فون دير الين، التي فازت بوالية ثانية العام الحالي، أو أن ينتخب رئيسًا للجمهورية الفرنسية. غير أن حلمه املزدوج خاب مرتني. في املرة األولى، قال لـ«الشرق األوسط»، خالل محادثة جانبية بمناسبة اجتماعية حصلت في قصر اإلليزيه، إنه «ال يتمتع بدعم من السلطات الفرنسية»، مشيرًا بذلك إلى الرئيس إيمانويل عندما 2021 ماكرون. وحلّت الخيبة الثانية عام كان بارنييه يسعى للترشح عن اليمني الجمهوري الفرنسي التقليدي لرئاسة الجمهورية. لكن أعضاء الحزب فضّلوا عليه فاليري بيكريس، رئيسة منطقة باريس (إيل دو فرانس)، التي خرجت من % فقط من 4.78 الدورة األولى بحصولها على أصوات الناخبني، وهي أسوأ نتيجة حصل عليها مرشح يميني منذ إطالق الجنرال شارل ديغول .1958 «الجمهورية الخامسة» عام باريس: ميشال أبو نجم ASHARQ AL-AWSAT

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==