issue16727

11 حــصــاد األســبـوع ANALYSIS قالوا ASHARQ AL-AWSAT Issue 16727 - العدد Saturday - 2024/9/14 السبت هل اقتربت أميركا من تغيير هوية «الجيل» الذي يحكم واشنطن؟ وســط عجز الـرئـيـس األمـيـركـي السابق دونالد ترمب عن وقف تحدّي كاماال هاريس، نائبة الرئيس الحالي، مساء الثالثاء، تمكنت األخـــيـــرة مــن تــكــرار الــخــطــاب الــــذي ألـقـتـه في مؤتمر الحزب الديمقراطي، الشهر املاضي. وفـــيـــه قـــالـــت إنـــهـــا تـمـثـل «جــــيــــ ً» جـــديـــدًا في الــســيــاســة األمــيــركــيــة، آتــيــا «إلــــى واشــنــطــن» مـــن أصـــــول ســيــاســيــة واجــتــمــاعــيــة وثـقـافـيـة وعِرقية وعُمرية، يعكس التغيير الديمغرافي الكبير الـذي تشهده الـواليـات املتحدة، بدأت تداعياته بانتخاب بــاراك أوبـامـا أول رئيس من غير البِيض. ولـــــعـــــل انــــضــــمــــام املـــغـــنـــيـــة األمـــيـــركـــيـــة الشهيرة، تايلور سويفت، التي أُثير حولها كثير من «قصص املؤامرات»، بما فيها الكالم عــن «مـخـطّــط» تــــورّط بــه «الـبـنـتـاغـون (وزارة الدفاع األميركية)» لدعم هاريس، عبر منصة 280 «إنستغرام» التي يتابعها فيها أكثر من مــلــيــون شـــخـــص، يـعـكـس هــــذا الـــجـــيـــل، الـــذي تُــراهــن عليه املـرشـحـة الديمقراطية إلحــداث التغيير. سويفت كتبت أنها ستُصوّت لهاريس؛ «ألنها تُناضل من أجل حقوق وقضايا أعتقد أنها بحاجة ملحارب يدافع عنها». وأضافت: «أعـــتـــقـــد أنـــهـــا شــخــصــيــة واثــــقــــة مــــن نـفـسـهـا وزعـــيـــمـــة مـــوهـــوبـــة، وســـيـــكـــون بــإمــكــانــنــا أن نحقق كثيرًا فـي هـذه الـبـ د، إذا كـان الزعيم الــذي يقودنا هادئا وليس فوضويا». وجاء رد تـــرمـــب عـلـيـهـا ســريــعــا بـــأنـــه «لــــم يــكــن من املـعـجـبـن بـتـايـلـور ســويــفــت... إنــهــا شخص ليبرالي جدًا، ويبدو أنها تؤيد دائما املرشح الديمقراطي، وستدفع، على األرجح، ثمن ذلك في السوق». «تحييد» ترمب منذ اللحظات األولى للمناظرة، توجهت هـــاريـــس إلــــى مـنـصـة تـــرمـــب، وأجـــبـــرتـــه على مــصــافــحــتــهــا، فــــارضــــة شـــروطـــهـــا فــــي إدارة الحوار، الذي سيحكم سلوكها من اآلن وحتى يوم االنتخابات، بعد أقل من ثمانية أسابيع. ومــع محاولة هـاريـس أن تـبـدو نشيطة ومُــفــعــمــة بـــرؤيـــة مستقبلية إيــجــابــيــة، فهي نجحت عمليا فــي «تـحـيـيـده» وتـجـريـده من أسـلـحـتـه الــهــجــومــيــة، ومـنـعـتـه مـــن إهـانـتـهـا بــــأســــلــــوبــــه املـــــــعـــــــروف. ال، بــــــل تـــمـــكـــنـــت مــن تـــأكـــيـــد الـــرســـالـــة الـــتـــي أرادت، مــــن خــ لــهــا، مــع عــشــرات الـنـسـاء «الـــعـــامـــ ت» فــي مؤتمر الحزب الديمقراطي، القول لألميركيي: «إنه الســتــعــادة الـــتـــوازن الـسـيـاسـي واالقــتــصــادي واالجـتـمـاعـي، الـــذي اخـتـل فـي أمـيـركـا، يجب أن نعيد بناء الطبقة الوسطى، التي تَراجع دورهــــــــا ووزنـــــهـــــا ملــصــلــحــة فـــاحـــشـــي الــغــنــى والفقراء». وفـــــــي املـــــقـــــابـــــل، وقـــــــف تـــــرمـــــب مـــحـــدّقـــا وصارخا بصوت عـالٍ، منتقدًا وضع أميركا، واصـــفـــا إيـــاهـــا بــأنــهــا «دولــــــة فـــاشـــلـــة». ومــع تـــكـــراره خـطـابـاتـه وشـــعـــاراتـــه املـــعـــروفـــة، بـدا أنــــه «خــــــارج لــعــبــتــه»، الـــتـــي كــــان يـعـتـقـد أنــه سيتمكن مـن مواصلتها فـي املناظرة معها، فأُصيب بالذهول من اللكمات التي تلقّاها من هاريس، من دون أن يتمكن من توجيه سوى قليل منها في املقابل. هاريس لطي الصفحة استطالعات الـــرأي السابقة للمناظرة كــــانــــت تـــشـــيـــر إلــــــى أن مـــــا يــــقــــرب مـــــن ثـلـث الـــنـــاخـــبـــن «يــــــريــــــدون مـــعـــرفـــة املـــــزيـــــد» عـن هــــاريــــس. ولـــقـــد بــــدا أن رفــضــهــا الــخــضــوع لـضـغـوط الـجـمـهـوريـن وانـتـقـاداتـهـم إيـاهـا بسبب امتناعها عن عقد مؤتمرات صحافية مـــفـــتـــوحـــة، كـــــان مـــقـــصـــودًا ملـــنـــع تــــرمــــب مـن الـحـصـول على «داتــــا» مـن املـعـلـومـات عنها يستطيع استخدامها في مهاجمتها، بعدما أصبحت مرشحة الحزب الديمقراطي. ومـقـابـل نـجـاح هــاريــس فــي تـقـديـم أداء مــــوجّــــه؛ لـــيـــس فـــقـــط لــتــوســيــع ائـــتـــ فـــهـــا مـن األقــــلــــيــــات، بــــل الـــنـــســـاء والـــفـــئـــات الــطــمــوحــة لـتـغـيـيـر وضــعــهــا االجـــتـــمـــاعـــي، فــشــل تـرمـب فــي تـقـديـم خـطـاب مـمـاثـل. وبــــدال مــن أن تــرد هاريس على الضغوط «للتعريف عن نفسها» بشكل أكبر أمـام الناخبي، من خـ ل تحديد مواقفها بشأن السياسات، اختارت الرد عبر تقديم نفسها بصفتها سياسية قوية نشطت بال هوادة في مهاجمة ترمب. وهـــكـــذا لــعــبــت دور املــــدَّعــــي الـــعـــام منذ بداية املناظرة إلى نهايتها، وال سيما عندما دعت «إلى طي صفحة ترمب»، ووصفته بأنه تـهـديـد ملستقبل الـــبـــ د إذا عـــاد إلـــى املكتب الـــبـــيـــضـــاوي، وصـــــوّرتـــــه عـــلـــى أنـــــه مـــهـــووس بـنـفـسـه، ولـــيـــس بـــاألشـــخـــاص الـــذيـــن يسعى لخدمتهم. كـــــذلـــــك قـــــدمـــــت تـــفـــاصـــيـــل عـــــن إدانـــــاتـــــه الــجــنــائــيــة، ولــــوائــــح االتــــهــــام املـــوجّـــهـــة إلــيــه، حتى إنـهـا اسـتـهـزأت بـشـأن أحـجـام الحشود فــــي مــهــرجــانـــاتــه االنـــتـــخـــابـــيـــة، وصـــــــوال إلــى «االنــــتــــقــــادات» الـــتـــي «ســمــعــتــهــا» مـــن الـــقـــادة األجــــانــــب والـــعـــســـكـــريـــن، الــــذيــــن قـــالـــت إنــهــم وصـــفـــوه بــأنــه «عـــــار». وبــــدا أداؤهـــــا مهيمنا ومباشرًا وثابتا ملستوى لم يعهده ترمب من قبل في حياته السياسية. قاعدة ترمب هي األساس فـــي املـــقـــابـــل، وبـــــدال مـــن أن يــبــذل تـرمـب جـــهـــدًا لــتــوســيــع قـــاعـــدتـــه االنـــتـــخـــابـــيـــة، فـإنـه حـــافـــظ عـــلـــى خـــطـــابـــه وتــــصــــوّراتــــه املـــوجّـــهـــة لقاعدته األكثر والءً، ما أدى إلى تآكل قدرته عـــلـــى مـــخـــاطـــبـــة الـــنـــاخـــبـــن األكــــثــــر اعـــــتـــــداالً، وباألخص إحجامه عن توضيح نياته تجاه الناخبي األساسيي في الواليات املتأرجحة الـذيـن سـيـقـرّرون نتيجة االنـتـخـابـات. ثـم إن الـرئـيـس الـسـابـق بـــدا، فـي كثير مـن األحـيـان، أنـــه يتمنى لــو كـــان ال يــــزال يـنـاقـش مُنافسه السابق، الرئيس جو بـايـدن. وفـي تفسيرها ارتباك ترمب، خاطبته هاريس قائلة: «أنت ال تترشح ضد جو بايدن، أنت تتنافس ضدي». لقد كان طبيعيا أن يشعر الديمقراطيون بـاالرتـيـاح مـن أداء مرشحتهم، مقابل تقليل الجمهوريي من أهمية «فشل» أداء زعيمهم. ومـــع ذلـــك، فـإنـه مــن الـسـابـق ألوانــــه الــقــول ما إذا كــــان أداء هـــاريـــس الـــقـــوي ســيُــتــرجَــم إلــى زخم جديد. لذا اكتفي الديمقراطيون بالقول إنها حسّنت فرصها، وسط استطالعات رأي فـوريـة أجْــرتـهـا وسـائـل إعـــ م رئيسة كبرى، تشير إلى احتمال أن يكون عدد الناخبي في الواليات املتأرجحة، الذين قد يقرّرون نتيجة االنتخابات املقبلة، وقاموا بتغيير رأيهم، قد ألف شخص. 200 وصل إلى قوة ترمب... ملفا االقتصاد والهجرة غير أن عددًا كبيرًا من املعلّقي أشار إلى أن خسارة ترمب املفترضة للمناظرة لم تُفقده «األفضلية» التي ال يزال يتمتع بها منذ فترة طــويــلــة فـــي أهــــم قـضـيـتـن فـــي االنـــتـــخـــابـــات: االقتصاد والهجرة. ومع استمرار انتظار كثير من الناخبي تحقيق الـوعـود بانتعاش اقـتـصـادي - الـذي لن يأتي خالل األسابيع الثمانية املقبلة - من غير املـؤكَّــد أن تُشكّل املناظرة عامال حاسما في تغيير اتجاهات تصويتهم. ومـن ناحية ثـانـيـة، وإن بــدت رسـائـل تـرمـب «الشعبوية» املتشائمة بـشـأن الـهـجـرة والـجـريـمـة مُبالَغا فيها، فإنها أثبتت فاعليتها في بلد يعيش انـقـسـامـا عميقا تَـــغـــذَّى مــن انـهـيـار كثير من شــبــكــات األمـــــان االجــتــمــاعــيــة نـتـيـجـة اتــســاع الـــــهـــــوة بـــــن طــــبــــقــــات املـــجـــتـــمـــع األمــــيــــركــــي، والـتـغـيـيـرات البنيوية الـتـي أصـابـت اإلنـتـاج االقتصادي. وعليه، يحذّر خبراء من أن بعض األحـداث غير املتوقعة، داخليا وخارجيا، قد تسهم، خــ ل الشهرين املقبلي، فـي ترجيح كفة أحد املتنافسي على مُنافسه. وحقا، تَعِد األسابيع األخيرة من الحملة االنـتـخـابـيـة بـــأن تــكــون مـثـيـرة لــلــجــدل، مثل دقيقة بـن ترمب 90 املـنـاظـرة التي استمرت وهـــــاريـــــس. إذ أظــــهــــرت اســـتـــطـــ عـــات الـــــرأي غياب «الزعيم» الواضح لشعب متوتر حائر. ورغـــم تمكن هـاريـس مـن الـتـصـدّي لصدامية شـخـصـيـة تـــرمـــب و«ذكـــوريـــتـــه» - عــلــى األقـــل جزئيا بأدائها الـقـوي والثابت - ففي سباق متقارب... ال يستطيع أي من املرشحي تحمّل العثرات أو األخطاء. وبــالــفــعــل، حــــذّر عـــدد مـــن الـجـمـهـوريـن من أن استخفاف ترمب بهاريس جعله يُقبِل على مناظرة لـم يتوقعها. وكــان سبق لـه أن اسـتـخـف بـهـا شـخـصـيـا، وشــكَّــك فــي ذكـائـهـا وهـــويـــتـــهـــا. وعـــنـــدمـــا حُـــوصـــر فـــي املــنــاقــشــة، استخدم قضية الهجرة لشن الهجوم املضاد، لــكــنــه كــــرر أيـــضـــا كــثــيــرًا مـــن االدعـــــــــاءات غير املثبَتة... التي لم تُسعفه كثيرًا. سباق متقارب رغم كل شيء تكرارًا، استراتيجية ترمب كانت تهدف، إلــى حـد مــا، إلــى جــذب قاعدته املُــوالـيـة فقط، الـتـي يــراهــن عـلـى أنـهـا هــي كــل مــا سيحتاج إلـــيـــه لـــلـــفـــوز فــــي نــوفــمــبــر (تـــشـــريـــن الـــثـــانـــي) املــقــبــل. وحــتــمــا، كــانــت تـلـك الــقــاعــدة راضـيـة عــن هجماته املـتـواصـلـة عـلـى سِــجـلّــي بـايـدن وهـــاريـــس، خــاصــة فـيـمـا يتعلق بـاالقـتـصـاد والـــهـــجـــرة والـــســـيـــاســـة الـــخـــارجـــيـــة. لـــكـــن مـع مـــنـــافـــســـة شــــديــــدة بــيــنــهــمــا، بـــــدت هــــاريــــس، بــجــاذبــيــتــهــا الـــتـــي فــتــحــت صــفــحــة جـــديـــدة، أكثر اهتماما منه بتوسيع دعمها بما يكفي لتجاوزه في نوفمبر. ومع هذا، ال بد من القول إنه على الرغم من كل االضطرابات والتغييرات التي جرت، الشهرين املاضيي، وكل ما قاله ترمب وفعله، بما في ذلك إدانته بارتكاب جريمة، وهجماته الشخصية على هاريس، ال تزال استطالعات 2024 الــــــرأي تــشــيــر إلــــى أن انـــتـــخـــابـــات عــــام مـتـقـاربـة بـشـكـل شـــديـــد، وكــأنــهــا نـــــزال أخـيـر فـي معركة بـن «جيلي» ستُغيّر؛ ليس فقط مستقبل الحزبي الديمقراطي والجمهوري، بل أميركا نفسها. قبل املناظرة، ركز معظم التعليقات على ما يتوجب على هاريس فعله، واألخطار التي تهددها إذا كان أداؤها ضعيفا. بَيْد أنها بعد العرض املشجِّع الذي قدمته، ستحاول، اآلن، الحفاظ على الزخم الذي حققته في األسابيع املقبلة. كــــذلــــك مــــع انـــســـحـــاب بـــــايـــــدن، تـــحـــوّلـــت هــــاريــــس مــــن مـــرشـــحـــة بـــديـــلـــة إلـــــى مــرشــحــة ديـــمـــقـــراطـــيـــة رائـــــــــدة بـــــن لـــيـــلـــة وضـــحـــاهـــا، مستفيدة مــن مـوجـة الـحـمـاسـة الـتـي سبقت مؤتمر الحزب، في شيكاغو، الشهر املاضي، وتخلَّلته وتَلَتْه. بـالـنـسـبـة لـلـديـمـقـراطـيـن، فـــإن مجرد عودتهم إلــى السباق جـــاءت بمثابة دفعة معنوية. وبعدما كانوا يخشون من عجز بــايــدن عــن الــفــوز فــي االنــتــخــابــات، حـرّكـت هــــاريــــس اســـتـــطـــ عـــات الـــــــرأي بــــأربــــع إلـــى خــمــس نـــقـــاط فـــي جـمـيـع واليــــــات الـــصـــراع الـــرئـــيـــســـة، وفـــقـــا الســـتـــطـــ عـــات رأي عـــدة. وبــعــكــس بـــايـــدن، أعـــــادت هـــاريـــس تـوحـيـد الـــديـــمـــقـــراطـــيـــن حـــــول تــرشــيــحــهــا لـتُــعـيـد الـسـبـاق الـرئـاسـي، على األقـــل، إلــى معركة تـنـافـسـيـة عنيفة بـعـدمـا بـــدا أن تــرمــب في طـريـقـه إلـــى فـــوز مــحــتّــم. وبــالــفــعــل، قـالـت، للصحافيي في قاعة مراقبة املناظرة، إن «الـــيـــوم كـــان يــومــا جـــيـــدًا»، إال أنــهــا حـــذّرت من سباق «متقارب جدًا... وما زلنا الطرف املستضعَف في هذا السباق». أخـيـرًا، في انتخابات متقاربة األنفاس للغاية، يـرى خبراء االنتخابات أن كل شيء مـــهـــم، املـــنـــاقـــشـــات، والـــرســـائـــل، واإلعــــ نــــات، والــــحــــمــــاس، وأيــــــن ومـــتـــى يـــقـــوم املـــرشـــحـــون بـــــحـــــمـــــ تـــــهـــــم. ومــــــــــع قــــــــــول هـــــــاريـــــــس إنــــهــــا «املـسـتـضـعَــفـة»، وبـالـنـظـر إلـــى املـفـاجـأة التي ، من املحتمل أن يكون 2016 حققها ترمب عام تــحــذيــرهــا هــــذا هـــو املـــوقـــف الـصـحـيـح الـــذي يجب اتخاذه، فهي جاءت إلى املناظرة إلثبات شـيء مـا، وفعلت ذلــك، لكنها ال تستطيع أن تتوقف، وال يوجد ثمة هامش للخطأ. لقطة من مناظرة الثالثاء الرئاسية (رويترز) يُــجــمِــع خـــبـــراء املـــنـــاظـــرات الــرئــاســيــة األمــيــركــيــة عـلـى أن االنتصارات فيها ال تُترجم بالضرورة فوزًا في االنتخابات، واملرشحون الذين يتألقون في املناظرات ال يفوزون دائمًا في االنتخابات. هكذا خسر دونالد ترمب أمام هيالري كلينتون ، وخسر جورج بوش اإلبن أمام جون كيري عام 2016 عام ، لكنهما مع ذلك فازا بالبيت األبيض. وقد يحتاج األمر 2004 لعدة أسابيع ملعرفة تأثير نتائج مناظرة مساء الثالثاء، بني نائبة الرئيس كاماال هاريس والرئيس السابق ترمب، على الناخبني «املتردّدين». لكن مع ذلك، أشارت النتائج األولية إلى أن هاريس ربما تكون نجحت في تقديم رسالة أعمق بكثير من مجرّد كونها «منافسة جدّية» لترمب، تسعى إلى تقديم «أوراق اعتمادها» للناخبني بسرعة قياسية. ترمب ال يزال محفزا قويا لقاعدته األشد والء لكنها قد ال تكفي لفوزه واشنطن: إيلي يوسف الواليات السبع المتأرجحة هي األكثر قسوة في التشدد لحسم السباق الرئاسي يُــنــظَــر إلـــى الـديـمـقـراطـيـن عـلـى أنــهــم يـتـمـتـعـون بــقــدرات > ميدانية قوية لحض الناخبي على التصويت، كما أثبتوا ذلك في ، عندما كان أداؤهـم أفضل بكثير 2022 االنتخابات النصفية عام مـمـا أشــــارت إلـيـه اسـتـطـ عـات الــــرأي والـتـوقـعـات. لـكـن الــوقــع قد يختلف بوجود ترمب على بطاقة االقتراع، إذ أثبت أنه مُحفّز قوي للقاعدة الجمهورية، حتى في غياب البنية التحتية الضرورية لحملته في كل والية على حدة. ومع إدراك الديمقراطيي أن عليهم العمل لدفع ناخبيهم إلى مراكز االقتراع، فهم يشعرون بالقلق من أن أنصار ترمب الغاضبي والقلِقي ال يحتاجون للتحفيز. ومـــع بـقـاء أقـــل مــن ثمانية أسـابـيـع عـلـى االنـتـخـابـات، تبدو املنافسة شديدة الحرارة إحصائيا على الصعيد الوطني. واألهم من ذلك أن واليات الصراع السبع التي ستقرر النتيجة: ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن ونــورث كارولينا وجورجيا ونيفادا وأريـــــزونـــــا، تـــبـــدو أيـــضـــا أكـــثـــر قـــســـوة، اســـتـــنـــادًا إلــــى مـتـوسـطـات استطالعات الرأي، التي أجرتها أربع مؤسسات هي: «الواشنطن بـــوســـت»، و«الـــنـــيـــويـــورك تـــايـــمـــز»، و«الــــريــــل كـلـيـر بـولـيـتـيـكـس»، .»538« و إذ ارتــفــع مــعــدل هــاريــس نقطتي مـئـويـتـن فــي ميشيغان، وتعادلت بنقطة مئوية مع ترمب في جورجيا وأريزونا. وتُظهر بنسلفانيا، التي يرى عدد من املحللي أنها مفتاح االنتخابات، أن هـاريـس تتقدم بـفـارق نقطة أو نقطتي مئويتي. أمــا الوالية الـــوحـــيـــدة الــتــي يــتــقــدم فـيـهـا أحــــد املــرشــحــن بــأكــثــر مـــن نقطتي مئويتي فهي والية ويسكونسن، حيث تتمتع هاريس بفارق ثالث نقاط مئوية في املتوسط. ومـع هــذا، ففي أربعة من االنتخابات - 2016 و 2020 الستة املاضية في ويسكونسن - بما في ذلك عاما كان هامش الفائز نقطة مئوية أو أقل، ما يشير إلى وجود منافسة حامية الوطيس هناك. تقدّم االنتخابات املاضية للديمقراطيي تحذيرات تفرض عليهم التوقف أمــام نتائجها، إذ تقدَّم ترمب، في استطالعات ، لكنه ربح األولى، وخسر الثانية. 2020 و 2016 الرأي خالل عامي وفــــي ســـاحـــات الـــصـــراع الـشـمـالـيـة الـــثـــ ث، قــلّــلــت اسـتـطـ عـات الــــرأي، قـبـل االنــتــخــابــات، مــن دعـــم تـرمـب الـنـهـائـي بـثـ ث نقاط فـي ميشيغان، وثـــ ث نـقـاط فـي بنسلفانيا، وخـمـس نـقـاط في ويسكونسن. وفي الوقت نفسه، تُظهر متوسطات موقع «الريل كلير بوليتيكس»، أن دعم ترمب يتقدّم، هذا العام، مقارنة بما كان عليه قبل أربع سنوات. «أقـــــــرّت إســـرائـــيـــل بـمـسـؤولـيـتـهـا عن مقتل (املواطنة األميركية التركية) عائشة نور إزكـي إيغي، وأفـاد تحقيق أولـي بأنه نتيجة خطأ مــأســاوي نـاجـم عـن تصعيد عـــبـــثـــي... ال بـــد أن تـــكـــون هـــنـــاك مــســاءلــة كـامـلـة. ويــجــب عـلـى إســرائــيــل بـــذل املـزيـد لـضـمـان عـــدم تـــكـــرار هـــذه الـــــحـــــوادث... إن عملية إطــ ق النار التي أدت إلـى مقتلها غير مقبولة بتاتا». الرئيس األميركي جو بايدن «حصل غش، مثلما توقعت، ألنك عــنــدمــا تـنـظـر إلــــى الـــوقـــائـــع تــــرى أنـهـم كانوا يصحّحون كل شـيء (أقـولـه) وال يــصــحّــحــونــهــا... لـــم أكـــن مـــن املعجبي بـــتـــايـــلـــور ســــويــــفــــت... إنــــهــــا لــيــبــرالــيــة جـــــدًا. يـــبـــدو أنـــهـــا تـــؤيـــد دائـــمـــا املــرشــح الديمقراطي، وستدفع على األرجح ثمن ذلك في السوق». الرئيس السابق دونالد ترمب، المرشح الجمهوري للرئاسة األميركية «جــــــرى طـــــرد دونـــالـــد ترمب (من البيت األبيض) مليون شخص، 81 من قِبل لـــذا دعـــونـــا نـكـن واضـحـن فــــــــــي شـــــــــــــأن ذلــــــــــــــــك. ومـــــــن الـــواضـــح أنـــه يـــواجـــه وقـتـا عصيبا للغاية في معالجة ذلــــــــــك... لـــقـــد حــــــان الـــوقـــت لقلب الصفحة». نائبة الرئيس كاماال هاريس «املـــذكـــرات (مـــذكـــرات التفاهم مـــع إيـــــــران) ســتــمــثّــل مـــع مـــذكّـــرات التفاهم املـوقّــعـة السابقة خريطة عـــمـــل واعـــــــدة لــلــمــضــي فــــي تـعـزيـز الــتــعــاون املــشــتــرك بــن الـبـلـديـن... وكـــلّـــمـــا اتـــســعــت هـــــذه الـــشـــراكـــات، انــعــكــســت إيـــجـــابـــا عـــلـــى مــســتــوى االستقرار اإلقليمي». محمد شيّاع السوداني رئيس وزراء العراق بدال من أن يبذل ترمب جهدا لتوسيع قاعدته االنتخابية... فإنه حافظ على خطابه الموجّه لقاعدته

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==