issue16725

5 حربغزة ... تتمدد NEWS Issue 16725 - العدد Thursday - 2024/9/12 الخميس قال أحد الخبراء في إسرائيل إن «كلام ترمب يعني أنه يستخف بنا. يجعلنا كياناً تابعاً للولايات المتحدة» ASHARQ AL-AWSAT الحزبان الديمقراطي والجمهوري يتنافسان على أصوات يهود أميركا الإسرائيليون يصدمهم تنبؤ ترمب بدمار دولتهم «إذا فازتهاريس» صُـــــــدم المـــتـــابـــعـــون الإســـرائـــيـــلـــيـــون لـلـمـعـركـة الانـتـخـابـيـة المـحـتـدمـة فـــي الـــولايـــات المــتــحــدة، من تـــصـــريـــحـــات الـــرئـــيـــس الـــســـابـــق، المــــرشــــح الــحــالــي عــن الــحــزب الـجـمـهـوري، دونــالــد تـرمـب الـتـي تنبأ فيها بـــزوال إسـرائـيـل خــال سنتين فيما لـو فـازت بـــالـــرئـــاســـة مـــرشـــحـــة الــــحــــزب الـــديـــمـــقـــراطـــي نـائـبـة الرئيس الحالية، كامالا هاريس. ومــــع أن قــســمــا مـــن المــعــلــقــ اعـــتـــبـــروا كـامـه «شـــطـــطـــا غـــيـــر مـــقـــصـــود» جـــــاء فــــي إطــــــار الـضـغـط النفسي الـذي نجحت هاريس في دفـع ترمب إليه، خـــال المــواجــهــة الانـتـخـابـيـة الـتـلـفـزيـونـيـة، اعتبر آخرون أنه يستخف بالدولة العبرية، لافتين إلى أن ترمب ردد هـذه المقولة مرتين خـال المواجهة، مما يعني أنه استعد مسبقا لطرحها. وكان عريفا المواجهة في شبكة «إيه بي سي» الأمــيــركــيــة، قـــد فـتـحـا مـــوضـــوع الـــحـــرب فـــي نهاية الــجــزء الأول، فـقـالـت هــاريــس: «دعــونــا نفهم كيف وصلنا إلــى هـنـا. فـي الـسـابـع مـن أكـتـوبـر (تشرين الأول)، قــــامــــت حــــركــــة (حــــــمــــــاس)، وهــــــي مـنـظـمـة إسرائيلي، كـان الكثير منهم 1200 إرهابية، بذبح شبابا يشاركون في مهرجان موسيقي». وتـــابـــعـــت: «قـــلـــت حــيــنــهــا وســــأقــــول الآن، إن لإســـرائـــيـــل الـــحـــقَ فـــي الـــدفـــاع عـــن نـفـسـهـا لــكــن من المهم كيف تفعل ذلـك، فهناك حقيقة أيضا أن عدداً كـبـيـراً جـــداً مـــن الفلسطينيين الأبـــريـــاء قـــد قـتـلـوا. أطفال وأمهات. هذه الحرب يجب أن تتوقف فوراً، والطريقة التي ستتوقف بها هي وقف إطلق النار وإنقاذ الرهائن». وشــــددت هــاريــس عـلـى أن إدارة بــايــدن تعمل عــلــى مـــــدار الـــســـاعـــة أيـــضـــا لـتـمـهـيـد الـــطـــريـــق لحل الدولتين، مشددة على أنه «يجب أن يكون هناك أمن للإسرائيليين والفلسطينيين، وسأتأكد دائما من أن إسرائيل قــادرة على الـدفـاع عن نفسها، خاصة في كل ما يتعلق بإيران وأذرعها، لكن حل الدولتين أمر بالغ الأهمية». مــــن جـــهـــتـــه، عـــلـــق تـــرمـــب عـــلـــى الــــنــــزاعــــات فـي العالم، بقوله: «لو كنت رئيسا، لما حدث هذا مطلقا. لـــم تــكــن روســـيـــا لــتــغــزو الـــعـــالـــم، أنــــا أعـــــرف بـوتـ وأوكرانيا ومليين الأشخاص قتلوا هناك، الناس لا يـفـهـمـون مـــا يــحــدث حـقـا هـــنـــاك. إنــهــا (مـرشـحـة الديمقراطيين)، تكره إسـرائـيـل، ولــم تقابل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو (خلل القائه خطابه الأخـيـر أمـــام الـكـونـغـرس)، لأنـهـا كـانـت في حفل أخـويـة جامعية. وإذا أصبحت رئـيـسـة، فإن إسرائيل لن يكون لها وجود في غضون عامين». وأكمل ترمب كلمه «أنا عادة أجيد التنبؤات. أتمنى أن أكـــون مخطئا هــذه المـــرة. كما أنـهـا تكره الــعــرب، المـكـان كله ســوف ينفجر، وســـوف تختفي إسـرائـيـل. أنــا سأنهي هــذا بسرعة، وكـذلـك روسيا وأوكــــرانــــيــــا، ســأنــتــهــي مـــنـــه حـــتـــى قـــبـــل أن أتـــولـــى منصبي». وردت هاريس عليه: «هذا غير صحيح، وهو يعرف ذلـك أيـضـا، إنـه يـحـاول صـرف انتباهنا عن حقيقة أنه ضعيف في السياسة الخارجية ويحب الـديـكـتـاتـوريـ . مــن المــعــروف أنـــه يـريـد أن يصبح ديكتاتوراً في اليوم الأول. يمكن لبوتين أن يفعل مـا يـريـد، والـغـزو الـروسـي لأوكـرانـيـا كــان (رائـعـا)، ورســائــل الـحـب مـع كيم جـونـغ أون (رئـيـس كوريا الشمالية)، هـؤلاء الدكتاتوريين يريدون انتخابك لأنـــــه مــــن الـــــواضـــــح أنــــهــــم قـــــــــادرون عـــلـــى الـــتـــاعـــب بـــك بــالمــجــامــات. لــقــد أخــبــرنــي الـكـثـيـر مـــن الــقــادة العسكريين الذين عملوا معك، أنك مثير للحرج». وكـــانـــت الـــقـــنـــوات الـتـلـفـزيـونـيـة الإســرائــيــلــيــة قـــد خـصـصـت مـــوجـــة مـفـتـوحـة لـتـغـطـيـة المــواجــهــة الانتخابية، واستعانت بعدد من الخبراء والمعلقين الذين أمضوا أربـع ساعات (من الثالثة فجراً حتى السابعة صباحا)، في متابعة المواجهة وتحليل ما قيل فيها. وساد الانطباع بأن هاريس تفوقت على ترمب بالنقاط، وتمكنت من عبور الامتحان لتكون مقنعة كشخصية قوية ذات مواهب قيادية وقدرات رئاسية. لكن ترمب أظهر موقفها ضعيفا في الشؤون الاقتصادية وفي الرد على اتهاماته المحرجة «كان لديك ثلث سنوات ونصف السنة حتى تنفذي ما تعدين به اليوم، فلماذا لم تفعلي شيئا». ولهذا فإن ترمب أيضا كان قويا في عدة مجالات. لكن الإسرائيليين صدموا من أقواله عن زوال إسـرائـيـل. وقـــال أحــد الـخـبـراء إن «تـرمـب يـعـرف أن إسرائيل تتحدث كثيراً عن الاهتمام ببناء قوتها بـشـكـل مـسـتـقـل، وكـــامـــه يـعـنـي أنـــه يـسـتـخـف بـنـا. ويجعلنا كيانا تابعا للولايات المتحدة، بل كيان مستقل، ويستهتر بقدراتنا الذاتية». وذكـــرت صحيفة «هــآرتــس» أن كـا الحزبين، الـــديـــمـــقـــراطـــي والـــجـــمـــهـــوري، شــكــل دائــــــرة خـاصـة بــــالــــنــــاخــــبــــ الـــــيـــــهـــــود فــــــي الــــــــولايــــــــات المــــتــــحــــدة، الـديـمـقـراطـي يــريــد تثبيت وتـعـزيـز قــوتــه الكبيرة فـي المـائـة منهم يصوتون لــه)، والجمهوريون 75( يريدون نقل مجموعات كبيرة منهم إلى صفوفهم. وأفادت الصحيفة بأن الاستطلعات التي تجرى في الأسابيع الأخيرة تؤكد أن يهود أميركا سيظلون مناصرين للديمقراطي بأكثرية ساحقة. نائبة الرئيسالأميركي كامالا هاريسفي لقاء سابق معرئيسالوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب) تل أبيب: نظير مجلي كابنيتجديد للحرب من دون بن غفير شكّل رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مجلسا وزاريا جديداً (كابينت الحرب) لإدارة الحرب، يضم سبعة وزراء ليس بينهم وزيــر الأمــن القومي، إيتمار بن غفير. وأفـــــادت هـيـئـة الــبــث الـــعـــام الإسـرائـيـلـيـة (قـــنـــاة «كـــان »)، مساء الثلثاء، بـأن الكابينت الجديد يضم كـاً من 11 وزير الدفاع، يوآف غالانت، ووزير القضاء، ياريف ليفين، ووزيـــــر المــالــيــة بـتـسـلـئـيـل ســمــوتــريــتــش، ووزيـــــر الــشــؤون الاسـتـراتـيـجـيـة، رون ديــرمــر، ووزيــــر الـخـارجـيـة يسرائيل كــاتــس، وعـضـو الـكـنـيـسـت، أريــيــه درعــــي. وأشــــار التقرير إلى أن «المجلس الجديد يتلقى تقارير أمنية مستمرة من رئيس الأركــــان، هرتسي هليفي، وقـــادة الأجـهـزة الأمنية، حول سير العمليات العسكرية وإدارة الحرب على مختلف الــجــبــهــات»، فــي إشــــارة إلـــى الــحــرب فــي غـــزة والمــواجــهــات الواسعة في الضفة الغربية وكذلك على الحدود مع لبنان. ونــقــلــت الـــقـــنـــاة عـــن مـــصـــدر وصــفــتــه بــــ «المـــطـــلـــع» إن «نتنياهو دعا سموتريتش إلى المجلس بسبب ثقته بأنه لن يقوم بتسريب معلومات، وكذلك في محاولة لإقناعه بـدعـم صفقة لـتـبـادل الأســــرى، لكنه لــم ينجح بـذلـك حتى الآن». وهذا يفسّر سبب استثناء نتنياهو للوزير بن غفير مـن عضوية المجلس الـجـديـد لإدارة الــحــرب، مـع العلم أن الأخير يُصرّ على أن يكون شريكا في عملية اتخاذ القرارات الاستراتيجية المتعلقة بـالـحـرب. ولا يُعتقد أن بـن غفير سيمر على استثنائه من المجلس مر الكرام. لــكــن مـــصـــادر سـيـاسـيـة قــالــت إنــــه لا يـمـكـن أن يـكـون الـسـبـب فـــي اسـتـثـنـاء بـــن غـفـيـر تـسـريـبـاتـه لـلـصـحـافـة. إذ إن أحـد أكثر مـن يسرب المعلومات مـن هـذه الجلسات هو نتنياهو نفسه أو محيطه. وقالت هذه المصادر إن السبب الـحـقـيـقـي لاسـتـثـنـاء بـــن غـفـيـر هـــو كــونــه مـتـطـرفـا لـدرجـة الــــهــــوج. وضـــمّـــه إلــــى مــجــلــس إدارة الـــحـــرب ســــوف يثير موجة تذمر واستياء فـي الـولايـات المتحدة والـعـالـم. لكن الـوزراء الآخرين الذين اختارهم نتنياهو، خصوصا لفين وسموتريتش، يشكلون التطرف اليميني العقائدي، وهو أخطر من بن غفير، بحسب رأي كثيرين. فلفين يُعد أحد روّاد فـكـرة تـرحـيـل الفلسطينيين مــن غـــزة وسموتريتش أحـد روّاد فكرة ترحيل الفلسطينيين من الضفة الغربية. وجـمـيـعـهـم يـــعـــدون وجـــــود غـــالانـــت فـــي المـــجـــلـــس، بـــل في وزارة الـدفـاع، خطأ استراتيجيا ويطالبون بإقالته. وقد هاجموه بـشـدة، على خلفية إصـــراره على إعـــادة مناقشة قضية محور صلح الدين (فيلدلفيا)، بعد قرار الكابينت السياسي والأمني بعدم انسحاب الجيش الإسرائيلي منه، بناءً على قرار نتنياهو. تل أبيب: «الشرق الأوسط» لماذا لم تُحسم حربغزة حتى الآن؟ عند اندلاع الحرب يسقط الردع، وخلل الـحـرب، تُختبر الاستراتيجيات العسكريّة التي كانت قـد حُـضّـرت مـن أفـرقـاء الـصـراع. تـــبـــقـــى طـــبـــيـــعـــة الـــــحـــــرب ثـــابـــتـــة عـــلـــى أنـــهـــا تُــخــاض لأهــــداف سـيـاسـيّـة. أمـــا خصائص الـحـرب فهي متغيّرة بسبب الـتـحـوّلات في ثــاثــة أبـــعـــاد هــــي: الــســيــاســة، والاقـــتـــصـــاد، والاجتماع، وتندرج التكنولوجيا على أنها عــامــل أســـاســـيّ مُـــؤثّـــر فـــي تـــبـــدّل خصائص الحرب. لــــــم يــــعــــد خـــــــوض الــــــحــــــرب فــــــي الــــقــــرن الحادي والعشرين حكراً على الدولة-الأمةّ، ويعود السبب إلـى انخفاض تكلفة خوض الحرب بشكل دراماتيكيّ، فضلً عن تفشّي Duel( التكنولوجيا ذات الاستعمال المزدوج .)Use حسب مجلّة «الإيكونوميست»، يعيش مليون في 400 مليون نسمة من أصـل 100 الـــشـــرق الأوســــــط تــحــت حــكــم المـيـلـيـشـيـات. فـــي الـــشـــرق الأوســــــط أيـــضـــا، يـــديـــر الــاعــب ،)Non State Actor( مـن خــارج إطــار الـدولـة وبامتياز، ديناميكيّة اللعبة الجيوسياسيّة في هذه المنطقة؛ فهو لاعب هجين، هو داخل الدولة عندما يناسبه الأمـر، وهو خارجها عندما يريد. يُقدّم خدمات جيوسياسيّة لراعيه على حــســاب دولــتــه الأســـاســـيّـــة، وعــنــد الترجمة الـسـيـاسـيّـة لإنـــجـــازاتـــه، يــخــرج هــو ودولــتــه مـــن ســــدّة الــــقــــرار، لـكـنـه يـحـظـى مـــن الــراعــي بــمــكــاســب مــــحــــدودة لـــجـــهـــوده وخـــدمـــاتـــه، يترجمها هــو فــي وقـــت لاحـــق إلـــى مكاسب سـيـاسـيّـة داخـــل مجتمعه الأســـاســـيّ وعلى حساب المكوّنات الاجتماعيّة الأخرى. بعد النكسة في حرب الأيام الستّة عام ، أنتجت قمّة الخرطوم اللءات الثلثة: 1967 لا صلح، لا اعـتـراف، لا تـفـاوض. لم تحضر سوريا القمّة ودعـت إلـى حـرب شعبيّة ضد إسرائيل. نقلت هـذه القمّة الـصـراع مع إسرائيل مــن الأمّــــة - الــدولــة الـعـربـيّـة (المــهــزومــة) إلـى لاعــــــب مــــن خـــــــارج إطـــــــار الــــــدولــــــة، ألا وهـــو «منظّمة التحرير الفلسطينيّة». ولقد شكّل لبنان مـن جـهّـة، جبهة المواجهة العسكريّة المباشرة خصوصا بعد اتفاق القاهرة عام . ومن جهّة أخرى، شكّل العالم العربيّ 1969 خصوصا دول الخليج العمق الاستراتيجيّ لهذه المـواجـهـة، وفــي كــلّ الأبـعـاد خصوصا الماديّة والسياسيّة. دفع لبنان ثمن هذه المواجهة، فسقطت الـــــدولـــــة، كـــمـــا ســقــطــت «مـــنـــظّـــمـــة الــتــحــريــر .1982 الفلسطينيّة» بعد اجتياح لبنان عام وقّعت المنظّمة اتفاق «أوسلو» مع إسرائيل ، لــتــتــغــيّــر ديــنــامــيــكــيّــة الـــصـــراع 1993 عــــام العربي - الإسرائيليّ إلى غير رجعة وبشكل جذريّ. من خارج الدولة بنت حركة «حـمـاس» دولتها الخاصة فــي قــطــاع غــــزّة بـعـد الانـــقـــاب عـلـى السلطة ، لتتغيّر مــرّة أخـرى 2007 الفلسطينية عــام ديـنـامـيـكـيّـة الـــصـــراع الــعــربــيّ - الإسـرائـيـلـيّ بــشــكــل جــــــــذريّ، وهـــنـــا قــــد يــمــكــن الــــقــــول إن الصراع العربي - الإسرائيليّ لم يعد صراعا قـومـيّـا، بـل تـحـوّل إلــى البُعد الـديـنـيّ، وبعد دخول العامل الإيرانيّ، قد يمكن القول إنه لم يعد عربيا كما كان من قبل. بـشّـر هـــذا الـتـحـوّل بـالـحـرب المستدامة بـــ الفلسطينيين وإســـرائـــيـــل، وإذا تخلّل هــــذه الـــحـــرب بــعــض الـــتـــوقّـــفـــات، فــإنــمــا هي «اســـــتـــــراحـــــة لــــلــــمــــحــــارب»، وبـــــذلـــــك، شــكّــلــت القضيّة الفلسطينيّة منصّة لمـن يـرغـب من غـيـر الـــــدول الــعــربــيّــة فـــي لـعـب دور إقليمي لتحقيق أهدافه وطموحاته الجيوسياسيّة. اعترف الراحل أبو علي مصطفى، أمين عـــام «الـجـبـهـة الـشـعـبـيّـة لـتـحـريـر فلسطين» خــــال مــقــابــلــة تــلــفــزيــونــيّــة، بــأن 2000 عــــام الاســـتـــراتـــيـــجـــيّـــة الـــكـــبـــرى الـــتـــي اعــتــمــدتــهــا فصائل المقاومة ضد إسرائيل كانت خاطئة، لأنـهـا قــلّــدت الــحــرب الفيتناميّة الـتـحـرّريّـة، وذلـــك دون درس وتحليل خـصـوصـيّـة هـذه الـتـجـربـة. خـصـوصـا أن حـركـة المــقــاومــة كي تــنــجــح، هـــي بــحــاجــة دائـــمـــا (والــــكــــام لأبــو علي) إلـى «عاملين أساسيّين هما: الحماية الـــشـــعـــبـــيّـــة، والـــحـــمـــايـــة الـــجـــغـــرافـــيّـــة (لــــدى فــيــتــنــام الـــعـــمـــق الـــجـــغـــرافـــي الاســتــراتــيــجــي الأمــــر الــــذي يـسـمـح بـتـنـفـيـذ الـعـمـلـيـات ضد الـــقـــوات الأمــيــركــيّــة والاخـــتـــفـــاء بــســرعــة) أمـا الـعـمـق الـجـغـرافـيّ الاسـتـراتـيـجـيّ للمقاومة الفلسطينيّة فـي فلسطين المحتلّة هـو ليس داخل فلسطين، كالضفّة الغربيّة مثلً، لا بل يتمثّل حتما في العمق العربيّ، فـإذا تخلّت القضيّة الفلسطينيّة عن العمق العربيّ، فهي حتما خاسرة». معضلات «حماس» أرادت «حــــــمــــــاس» إعــــــــــادة هـــنـــدســـة الـــقـــطـــاع طــبــوغــرافــيــا وجـــغـــرافـــيـــا. ولأنــهــا تفتقر إلـى العمق العربيّ، فقد سعت إلى السيطرة الأفقيّة، كما السيطرة العمودية عبر الأنفاق. فـ«حماس»، وحسب الكاتبة دفنيه ريتشموند بــاراك، في مقال نشرته «فورين أفيرز» أعادت إنتاج حرب الأنفاق. هـدفـت «حــمــاس» مـن هــذه الاستراتيجيّة ) مساحة القطاع، Aggrandize( إلى تكبير وجــــعــــل الأهــــمــــيّــــة الاســـتـــراتـــيـــجـــيّـــة تـحـت الأرض بـــدلاً مــن أن تـكـون عـلـى سطحها، مـتـفـوّقـة بــذلــك عـلـى الأنـــفـــاق الـفـيـتـنـامـيّـة، كــــمــــا اتــــجــــهــــت إلـــــــى قـــــتـــــال يـــعـــتـــمـــد مـــبـــدأ الـبـسـاطـة مـقـابـل الـتـعـقـيـد، خـصـوصـا في ). أيضا Asymmetry( مجال التكنولوجيا اعـــتـــمـــدت «حــــمــــاس» مـــبـــدأ قـــيـــاس «الـــربـــح بعدم الخسارة». فـهـل يـمـكـن لـــ«حــمــاس» تــكــرار «طــوفــان الأقـــــــصـــــــى»؟ بـــالـــطـــبـــع لا. فـــــالأمـــــر يـــتـــطـــلّـــب تحضيراً عسكريّا تراكميّا على فترات زمنيّة طويلة، كما يتطلّب وسائل كافية. وهذا أمر ليس متوفّراً في المديين القريب أو المتوسط، وحتى البعيد. تـبـّ بعد حـــروب كثيرة أن مـن يعتمد عنصر المـفـاجـأة ضـد عــدو أقـــوى منه بكثير لتحقيق نصر مؤقّت، يخسر عادةً في نهاية المطاف، خصوصا إذا كان في عزلة جغرافيّة، وإذا كان لدى هذا العدو القدرة اللوجيستيّة الــكــبــيــرة، كـمـا لــديــه حـــريّـــة الــحــركــة والـــقـــدرة النارية التدميريّة. معضلات إسرائيل أرادت إســــرائــــيــــل دائــــمــــا حـــســـم الـــحـــرب بــســرعــة، ويـــعـــود سـبـب ذلـــك إلـــى أنـــه لا يمكن لإســـرائـــيـــل أن تـبـنـي جـيـشـا كــبــيــراً، لا بـــل هي تعتمد على عنصر الاحتياط، فتكون المعادلة كالتالي، حسب بعضالمفكّرين الاستراتيجيّين الإسرائيليّين: لا يــمــكــن لإســـرائـــيـــل أن تُـــبـــيـــد أعــــداءهــــا بــضــربــة واحــــــدة، وعــلــيــه، قـــد يـمـكـن الـــقـــول إن الحرب مُستدامة مع العرب. وجُـــلّ مـا يمكن لها أن تفعل، هـو تدمير قدرات العرب العسكريّة عند كل حرب، وبشكل لا يـمـكّـن الــعــرب مــن الـتـعـويـض إلا بـعـد فترة طويلة. وبـذلـك، تستعمل إسـرائـيـل الاحتياط لـفـتـرة قــصــيــرة، ومـــن ثـــم تـــحـــرّره لــلــعــودة إلـى المجتمع الإسرائيلي. تــقــاتــل إســـرائـــيـــل الـــيـــوم فـــي قـــطـــاع غــــزّة، بجيش لم يُعدّ لهكذا حرب طويلة، استنزافية. فــالاحــتــيــاط لا يــــزال يــقــاتــل فـــي غــــزّة والـضـفـة الــغــربــيّــة لــفــتــرة تـــزيـــد عــلــى عـــشـــرة أشـــهـــر. لم تستطع إسرائيل ترميم ردعها، كما لم تستطع أن تــحــســم بــســرعــة وتــقــيــس نـــصـــرهـــا، تـقـاتـل إسرائيل على سبع جبهات في نفس الوقت. الحرب اليوم دمّـــرت إسـرائـيـل وقتلت، لكنها لـم تربح، وهي ليست قادرة على ترجمة ما حقّقته القوة العسكريّة تكتيكيّا إلى نصر استراتيجيّ. في المــقــابــل، ضــربــت «حـــمـــاس» الــوضــع الــــذي كـان قـائـمـا لكنها عــاجــزة عــن الـتـرجـمـة السياسيّة لعملية «طـــوفـــان الأقـــصـــى»، لكنها حـتـى الآن تمنع إسـرائـيـل مـن الانـتـصـار، وبـذلـك تتشكّل المعادلة التالية: «تربح (حماس) إذا لم تخسر، وتـخـسـر إسـرائـيـل إذا لــم تــربــح». إذاً نـحـن في )Stalemate( وضـع استنزافي وطريق مسدود للفريقين دون أفق سياسيّ. في هكذا حالة، لا بـد مـن فــرض الـحـل مـن الــخــارج. فهل ستنجح أميركا؟ خيام النازحين الفلسطينيين علىشاطئ دير البلح وسط قطاع غزة (إ.ب.أ) المحلل العسكري

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky