issue16724

6 سبتمبر 11 ذكرى ISSUES Issue 16724 - العدد Wednesday - 2024/9/11 الأربعاء ASHARQ AL-AWSAT معسكرات أفغانية تثير مخاوفمن «عودة القاعدة» تمر هـذه الأيــام ذكــرى هجمات تــنــظــيــم «الــــقــــاعــــدة» فــــي نـــيـــويـــورك سبتمبر (أيلول) 11 وواشنطن في . مــــثّــــلــــت تــــلــــك الــــهــــجــــمــــات، 2001 بـــطـــائـــرات مــدنــيــة مــخــطــوفــة، أكـبـر هــــــجــــــوم إرهـــــــــابـــــــــي عـــــلـــــى الأرض الأمــيــركــيــة مـنـذ الــهــجــوم الـيـابـانـي 1941 على بيرل هاربر بهاواي عام والــذي أدى بالولايات المتحدة إلى دخـــول الـحـرب العالمية الثانية. لم سبتمبر إلى حرب 11 تَقُدْ هجمات عـالمـيـة ثــالــثــة، بـالمـفـهـوم التقليدي لــلــحــروب الــعــالمــيــة، لـكـنـهـا أطـلـقـت حـربـا طـويـلـة ضــد الإرهــــاب امـتـدت عبر قارات العالم. بدأت تلك الحرب بـغـزو أفـغـانـسـتـان، فــي أواخــــر عـام ، حـن تمكن الأمـيـركـيـون من 2001 إطـاحـة حكم حركة «طـالـبـان» التي وفــــــرت الـــحـــمـــايـــة لمـــنـــفـــذي هـجـمـات «الــقــاعــدة»، رافــضــة تسليمهم. في ، حزم الأميركيون 2021 صيف عام حقائبهم وانسحبوا من أفغانستان لتعود مجدداً تحت حكم «طالبان»، بنسختها الثانية. شكّل الانسحاب هــزيــمــة لمـــشـــروع أمـــيـــركـــا فـــي بـنـاء نــــظــــام حـــلـــيـــف لـــهـــا فـــــي كـــــابـــــل. إذ سرعان ما انهارت حكومة الرئيس أشــرف غني وجيشها الــذي أُنفقت مليارات الــــدولارات على تسليحه، أمام قوات الحركة الإسلامية. احــــتــــفــــلــــت «طــــــالــــــبــــــان» أخــــيــــراً بـمـرور ثـ ث سـنـوات على عودتها إلــــى الــســلــطــة. اســتــعــرضــت جيشا مــــزوداً بـآلـيـات وطـــائـــرات وأسلحة مختلفة تركها وراءهم الأميركيون المنسحبون أو تم الاستيلاء عليها من ثكنات الجيش الأفغاني المنهار. لـم تشكل عـــودة «طـالـبـان» إلى الـحـكـم، فــي الـــواقـــع، مشكلة لكثير من الدول الغربية. فرغم الملاحظات المــــرتــــبــــطــــة بـــتـــطـــبـــيـــقـــهـــا المــــتــــشــــدد للشريعة الإســ مــيــة، بـمـا فــي ذلـك مـنـع تعليم الـفـتـيـات بـعـد بلوغهن ســـنـــا مـــعـــيـــنـــة، فــــــإن هــــــذه الـــحـــركـــة نجحت في الحقيقة في فرضدرجة عالية من الأمــن في الـبـ د. قلّصت إلـــى حــد كـبـيـر مــســاحــات الأراضــــي المــــزروعــــة بـــالأفـــيـــون، المـــخـــدر الـــذي كان يغزو الأسواق الغربية. حاربت خلايا تنظيم «داعـــش – خـراسـان» الــــذي كـــان يـتـمـدد فــي شـــرق الـبـ د عـــلـــى وجــــــه الــــخــــصــــوص، ويــشــكــل تهديداً خارجيا أيضا. «محاسن» الحركة هذه قابلها، فـــــي الـــحـــقـــيـــقـــة، قــــلــــق مــــتــــزايــــد فــي الـــغـــرب مـــن أن تـــعـــود أفـغـانـسـتـان، في ظل حكمها الجديد، كما كانت فـــــي المـــــاضـــــي: مــــــــأوى لـــخـــلـــيـــط مـن الجماعات الإرهابية أو المتشددة. شــــكّــــل كـــشـــف الأمـــيـــركـــيـــن عـن وجـــود أيـمـن الــظــواهــري فــي كـابـل، ، أحد المؤشرات 2022 في صيف عام العلنية على وجـود قلق غربي من عـــودة «الــقــاعــدة» إلـــى أفغانستان. فـــخـــلـــيـــفـــة أســــــامــــــة بــــــن لادن عــلــى رأس «الــــقــــاعــــدة»، كــــان يـعـيـش في حـــي شـــيـــربـــور الــــراقــــي بـالـعـاصـمـة الأفـــغـــانـــيـــة، تــحــت حــمــايــة عـنـاصـر من «طالبان». كان من الطبيعي أن تثار شكوك حول أن شخصا بحجم الــظــواهــري لا يمكن أن يعيش في كـابـل إلا بمعرفة زعـيـم «طـالـبـان»، المــــ هــبــة الــلــه أخـــــونـــــدزادة، تـمـامـا كـــمـــا كــــــان وضــــــع أســــامــــة بــــن لادن وقــــادة تنظيمه عـنـدمـا عــاشــوا في ظل حكم الملا عمر، زعيم «طالبان» السابق. لكن ليس هناك ما يؤكد، فـــي الــحــقــيــقــة، أن أخـــــونـــــدزادة أذن بـاسـتـضـافـة الـــظـــواهـــري، بــل هناك مـن يـؤكـد أنــه لـم يكن يـعـرف بذلك، رغم أن الذي قدّم المأوى له قياديون فــي «طــالــبــان». وكـمـا هــو مـعـروف، إيواء الظواهري كان يمكن أن يشكل مخالفة لتعهدات قدمتها «طالبان» للأميركيي، في اتفاق الدوحة (عام )، بأنها لـن تسمح لأي جهة 2020 بــأن تستخدم أراضـيـهـا للتخطيط لمـــــؤامـــــرات إرهـــابـــيـــة إذا انـسـحـبـت الولايات المتحدة من أفغانستان. فـــــي أي حــــــــال، طــــويــــت قـضـيـة الــظــواهــري سـريـعـا. ضـربـة واحـــدة من طائرة أميركية بلا طيار كانت كـفـيـلـة بـالـقـضـاء عـلـيـه عـلـى شـرفـة .2022 يوليو 31 شقته بكابل، فجر «طـالـبـان» المـحـرجـة لـم تـؤكـد مقتل الظواهري. فتحت تحقيقا لم تعلن نـتـائـجـه رســمــيــا حــتــى الـــيـــوم. أمــا «الـــقـــاعـــدة» فـقـد اخـــتـــارت الـصـمـت، ربـــمـــا لــتــجــنــب إحـــــــراج مـضـيـفـيـهـا الأفـغـان، وربما بناءً على نصيحة ًمنهم. الظواهري ليسوحيدا لـــم يــكــن الـــظـــواهـــري بـالـتـأكـيـد القيادي الوحيد من «القاعدة» الذي يــعــيــش فــــي ظــــل حـــكـــم «طـــالـــبـــان»، بـــنـــســـخـــتـــه الـــــجـــــديـــــدة. إذ تــكــشــف تـــقـــاريـــر عـــديـــدة لـــخـــبـــراء مـــن الأمـــم المــتــحــدة، مختصي بأفغانستان، عــن أن هـــذا الـبـلـد عـــاد مــركــز جـذب لـــــجـــــمـــــاعـــــات مـــــــتـــــــشـــــــددة، بـــيـــنـــهـــا «القاعدة»، رغم أن «طالبان» تسعى إلــــــى إبـــــعـــــاد ضـــيـــوفـــهـــا عـــــن دائــــــرة الــــضــــوء، فـــي خـــطـــوة مـــن الـــواضـــح أنـــهـــا تـــهـــدف إلــــى تــجــنــب الإحـــــراج أمــــام أطـــــراف خــارجــيــة قـــــادرة على عرقلة مساعيها لنيل اعتراف دولي بحكمها. يكشف التقرير الأخـيـر لفريق مراقبة العقوبات على أفغانستان الــتــابــع لـــ مـــم المـــتـــحـــدة، والـــصـــادر ، عــن 2024 ) فــــــي يــــولــــيــــو (تــــــمــــــوز أن «طـــــالـــــبـــــان» لــــجــــأت إلــــــى فـــرض «قـيـود على حركة أفـــراد (الـقـاعـدة) وجـمـاعـات مرتبطة بــه، وأرغمتهم عـــلـــى الـــتـــقـــلـــيـــل مـــــن ظــــهــــورهــــم فـي أفــــغــــانــــســــتــــان» رغــــــم أن «الـــعـــ قـــة تـــبـــقـــى وثــــيــــقــــة (بـــــــن الـــــطـــــرفـــــن)». ويــشــيــر الــتــقــريــر، فـــي هــــذا الإطــــار، إلى معلومات تفيد بأن «(القاعدة) يــــقــــوم بـــجـــهـــود مـــســـتـــمـــرة لإعــــــادة تنظيم صفوفه، وتجنيد (عناصر)، والــتــدريــب فــي أفـغـانـسـتـان»، لافتا إلـى تسجيل «حركة انتقال خفيفة بـــاتـــجـــاه أفـــغـــانـــســـتـــان» لأشـــخـــاص على علاقة بـ «القاعدة». يضيف الـتـقـريـر أن «الـنـيـة من وراء هذه النشاطات غير واضحة، وليس واضحا (أيضا) تبعات ذلك عـلـى قــــدرات (الـتـنـظـيـم). لــكــنّ هـذه الـنـشـاطـات هــي سـبـب لـقـلـق كبير. إن عـدد الجماعات الإرهـابـيـة التي تنشط في أفغانستان لم يتراجع»، مشيراً إلـى أن «القاعدة وجماعات مرتبطة بها تعد دولة (أفغانستان) أرضا صديقة». صبر استراتيجي ويــــتــــضــــمــــن تــــقــــريــــر الــــخــــبــــراء صـفـحـة، 26 الأمـــمـــيـــن المــــؤلّــــف مـــن معلومات عـن تعاملات «الـقـاعـدة» مـــــــــع مــــســــتــــضــــيــــفــــيــــهــــا الأفـــــــــغـــــــــان. يـــقـــول: «تــبــقــى (الـــقـــاعـــدة) صــبــورة استراتيجيا، وتتعاون مع جماعات إرهـــابـــيـــة أخـــــرى فـــي أفــغــانــســتــان، وتـــــعـــــطـــــي الأولــــــــــويــــــــــة لـــعـــ قـــتـــهـــا المــســتــمــرة مـــع (طـــالـــبـــان). تــواصــل هــــذه الــجــمــاعــة الــعــمــل ســــراً بـهـدف إظــهــار صــــورة أن (طــالــبــان) تلتزم بـــنـــود اتــــفــــاق الــــدوحــــة بـخـصـوص منع اسـتـخـدام أراضـــي أفغانستان لأغـــــراض إرهـــابـــيـــة». لــكــن الـتـقـريـر يضيف: «رغـــم الـظـهـور المنخفض، تـــنـــشـــر (الـــــقـــــاعـــــدة) دعــــايــــة هــدفــهــا زيــــــــادة الــتــجــنــيــد (فـــــي صــفــوفــهــا) فــــي وقـــــت تـــعـــمـــل فـــيـــه عـــلـــى إعـــــادة بناء قدراتها العملياتية. إن قدرة (القاعدة) على شن هجماتضخمة تبقى مـــحـــدودة، لـكـن نـيّـتـهـا تبقى صــلــبــة، تُـــعـــززهـــا قـــــدرات جـمـاعـات مـرتـبـطـة بـهـا عـلـى تنفيذ عمليات خـارجـيـة. ليس هـنـاك تغيير (منذ تـــقـــريـــر الـــفـــريـــق الأمــــمــــي الـــســـابـــق) فـي وضعية ولا مـكـان وجـــود أمير (القاعدة)، كما لم يحصل تغيير في قـــدرات الجماعة فـي أفغانستان». ومعلوم أن التقرير السابق أشـار، كــمــا هـــو مــــعــــروف، إلــــى مـعـلـومـات تفيد بـأن «أمير (القاعدة) الفعلي، ســــيــــف الــــــعــــــدل (المـــــــصـــــــري مــحــمــد صــ ح الـديـن عبد الحليم زيـــدان)، مـــــوجـــــود فـــــي إيــــــــــران، فـــــي حـــــن أن هـــنـــاك قــــــادة آخــــريــــن، بــيــنــهــم عـبـد الـرحـمـن الــغــامــدي، مـــوجـــودون في أفغانستان». يــــقــــدم الـــتـــقـــريـــر الــــجــــديــــد، فـي يــــولــــيــــو المــــــاضــــــي، مــــعــــلــــومــــات عـن أدوار تـلـعـبـهـا قـــيـــادات «الـــقـــاعـــدة» المـــــــوجـــــــودة فـــــي أفــــغــــانــــســــتــــان. إذ يـــقـــول إن «شــخــصــيــات (الـــقـــاعـــدة) فـي أفغانستان تتواصل مـع أمــراء حـــرب، مـروجـي دعــايــات، مجندين ومـــمـــولـــن»، مـضـيـفـا أن «مـــدربـــن ذوي خبرة سافروا إلى أفغانستان لـــتـــقـــويـــة أمــــــن الــــخــــ يــــا المـــنـــتـــشـــرة هناك. تعطي (القاعدة) الأولــــــويــــــات لــلــتــواصــل وعـــمـــلـــيـــات الـــتـــجـــنـــيـــد، خــصــوصــا فـــي أوســــاط أولـــــئـــــك الـــــذيـــــن عـــمـــلـــوا برجا مركز التجارة في نيويوركقبلسقوطهما (غيتي) يـبـدو تنظيم «الــقــاعــدة» مـنـذ ســنــوات كـــأنّ صـــدأً قــد أصــاب جسده النحيل المتآكل. فقد نجح الأميركيون، ومعهم تحالف دولــي واســع، في قتل قادته الكبار، بمن فيهم أسامة بن لادن وخـلـيـفـتـه أيــمــن الـــظـــواهـــري. اعـتـقـلـوا مــئــات آخـــريــن مـــن قـادتـه وعــنــاصــره. فـكـكـوا خــايــاه حـــول الــعــالــم. وإذا كـــان كــل ذلـــك لا يكفي، فقد ظهر لـ «القاعدة» منافس شرس من وسطه هو تنظيم «داعش» الذي سرق «بريق الإرهاب» من غريمه بسلسلة عمليات في أنحاء المعمورة. لكنّ هذه الصورة قد تكون «غشاشة» في واقع الأمر. صحيح أن «القاعدة» يبدو عاجزاً عن شن هجمات سبتمبر 11 ضخمة بحجم هجماته ضد الولايات المتحدة في ، وصـحـيـح أنـهـا تـبـدو أيـضـا عــاجــزة حـتـى عن 2001 ) (أيـــلـــول الإعـان عن هوية زعيمها الجديد خلفا للظواهري، رغم مرور أكثر من سنتين على مقتله، إلا أن تقارير أممية حديثة تؤكد أن التنظيم يقوم حاليا بإعادة بناء صفوفه بعدما أقام سلسلة معسكرات تدريب ومدارس دينية في أفغانستان. وإذا ما صحت هذا التقارير، فإن ذلك يمكن أن يثير مخاوف من أن يعيد التاريخ سبتمبر تمت انطلقا 11 تكرار نفسه. فهجمات «القاعدة» في من معسكراتها الأفغانية. وإذا أضفنا إلى ذلك خـزّان الغضب الـذي تغذيه الحرب الإسرائيلية على غـزة، وفشل «طالبان» في توفير الحاجات الأساسية للأفغان، والأزمــات الممتدة في عدد من دول الشرق الأوســـط، ومتغيرات كصعود اليمين المتطرف في الـغـرب، تــزداد احتمالات ظهور موجة جديدة من التطرف. فهل يمكن أن تتكرر تجربة «القاعدة» الآن في ظل حكم حركة «طالبان» بنسخته الثانية؟ سبتمبر... لكنه يعيد بناء صفوفه في ظل حكم «طالبان» 11 التنظيم يبدو عاجزاً عن تكرار هجمات بحجم لندن: كميل الطويل رغم الملاحظات المرتبطة بتطبيق «طالبان» المتشدد للشريعة الإسلامية، فإنها نجحت في فرضدرجة عالية من الأمن في البلاد

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky