issue16724

حـــتـــى قـــبـــل مــــوعــــد المـــــنـــــاظـــــرة، الـــتـــي يـتـرقّـبـهـا الأمــيــركــيــون والــعـــالـــم بـاهـتـمـام خــــاص نـــظـــراً لمـــا يـمـكـن أن تـعـنـيـه محلياً وخـارجـيـ ، شـاعـت الـتـسـاؤلات عـن نتائج مـواجـهـة نـائـبـة الـرئـيـس كــامــالا هــاريــس، ومنافسها اللدود الرئيس السابق دونالد ترمب في مناظرة بين مرشحَين رئاسيّين لــديــهــمــا مـــقـــاربـــتـــان مــتــنــاقــضــتــان تـمـامـ لــقــيــادة الـــولايـــات المــتــحــدة، لمـــا لا يـقـل عن السنوات الأربع المقبلة، في اختبار يُتوقّع أن يـكـون الأكـثـر تأثيراً فـي مجمل الحياة السياسية للمرشحة الديمقراطية، مقابل خصم جمهوري عنيد مـجـرّب خـال عهد كامل في البيت الأبيض. ووسطتقاربشديدفيالاستطلعات في الولايات السبع المتأرجحة، كان فريقا كـــل مـــن تــرمــب وهـــاريـــس يـــأمـــان فـــي رفــع نسبة حظوظهما خــال مناظرة الدقائق التي يمكن أن تكون اليتيمة بينهما، 90 الـ بضيافة شبكة «إيـــه بــي ســـي» الأميركية لــلــتــلــفــزيــون فــــي فـــيـــادلـــفـــيـــا، وهـــــي مــركــز الثورة الأميركية الذي شهد توقيع إعلن الاســتــقــال، وكـتـابـة الــدســتــور الأمـيـركـي، ومهد ولادة أميركا وعاصمتها الأولى. وجـاءت المناظرة هذه بعدما تمكّنت هاريس خلل أقل من شهرين من تحويل بـشـكـل مثير 2024 مــســار انـتـخـابـات عـــام لـإعـجـاب، بعد الأداء البائس الــذي قدّمه الـــرئـــيـــس جــــو بــــايــــدن فــــي مـــنـــاظـــرتـــه ضـد ترمب عبر شبكة «سـي إن إن» في يونيو (حــــــزيــــــران) المـــــاضـــــي، ودفــــعــــه إلـــــى إنـــهـــاء مـسـاعـيـه مـــن أجـــل إعـــــادة انــتــخــابــه. وهـي أعـــادت الــولايــات المـتـأرجـحـة: بنسلفانيا، وجــورجــيــا، ومـيـشـيـغـان، وويـسـكـونـسـن، وأريــــزونــــا، ونـــيـــفـــادا، ونـــــورث كــارولايــنــا، بوصفها ساحات معارك انتخابية، بعدما كاد معظم الديمقراطيين يفقدون الأمل في نوفمبر 5 احتمالات الـفـوز فـي انتخابات (تشرين الثاني) المقبل. 270 الأصوات الـ وحـتـى اللحظات الـتـي سبقت موعد المناظرة، لم يؤدّ نجاح هاريس في توحيد حزبها الديمقراطي وتصويرها بوصفها صـــوتـــ جــــديــــداً لـلـتـغـيـيـر والانــــتــــقــــال إلـــى جـيـل جـديـد مــن الـسـيـاسـيـ الأمـيـركـيـ ، إلــى إنـشـاء مـسـار حـاسـم لحصولها على 538 الذهبية من مجموع 270 الأصــوات الـــ صـوتـ فــي المـجـمـع الانـتـخـابـي، وبالتالي الفوز بالرئاسة، علماً بأن المؤشرات كانت تــــرجّــــح قـــبـــل المـــنـــاظـــرة فـــــوز تــــرمــــب، الــــذي نـجـا مــن مـحـاولـة اغـتـيـال وعــشــرات التهم الجنائية. وعـــــلـــــى الــــــرغــــــم مــــــن أن المـــــنـــــاظـــــرات الرئاسية لا تقرر مصير الانتخابات. فإن تـأثـيـرهـا كـــان «كـــارثـــيـــ » لــبــايــدن، ويمكن أن تـمـثـل أفــضــل فــرصــة متبقية لـهـاريـس لإحـبـاط جـهـود تـرمـب لـلـعـودة إلــى البيت الأبـــيـــض، نــظــراً لـعـقـدهـا فـــي وقـــت الــــذروة تـلـفـزيـونـيـ وكــونــهــا مـــن أكــثــر المـنـاسـبـات الإعـــامـــيـــة أهــمــيــة سـيـاسـيـ عــنــد عــشــرات المــايــ مــن الأمـيـركـيـ ، وبينهم المـايـ ممن لـم يحسموا خيارهم الانتخابي مع بـــدء عمليات الاقـــتـــراع عـبـر الـبـريـد أو عن أسابيع فقط على وضع 8 بُعد، وقبل نحو أوراقهم في صناديق الاقتراع. امرأة وسوداء بينما تسعى هاريس إلى أن تصير أول امــــــرأة ســــــوداء ومــــن أصــــل جـنـوب آســــيــــوي رئـــيـــســـةً لــــلــــولايــــات المـــتـــحـــدة، سـتـقـتـرب لـلـمـرة الأولــــى مــن مـنـافـس لا يتورع عن فعل للفوز بالرئاسة، ولديه سجل في استخدام التعابير العنصرية والجنسية لتحقيق مكاسب سياسية. وهــــو شــكــك حــتــى الآونــــــة الأخــــيــــرة في ذكائها وأصلها العرقي بوصفها امرأة ســـوداء، وضـخّـم التلميحات الجنسية عنها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. لــــكــــن المــــرشــــحــــة الــــديــــمــــقــــراطــــيــــة تـــبـــدو مصممةً على عدم الانجرار إلى فخاخه. ورفـضـت أخـيـراً مناقشة خـطـاب ترمب الـــقـــائـــم عــلــى الـــعـــرق بــوصــفــه «الــدلــيــل القديم والمتعب نفسه» عند الأميركيين. وتتمتع هـاريـس بخبرة سياسية رفـيـعـة المــســتــوى، ولـكـن أقـــل بكثير من وزيرة 2016 المرشحة الديمقراطية لعام الخارجية السابقة هـيـاري كلينتون، أو بــــايــــدن عـــنـــدمـــا واجــــهــــا تــــرمــــب فـي المناظرات الرئاسية. لكن المناظرة مثلت لهاريس فرصةً لــتــغــيــيــر الـــــتـــــصـــــورات حــــــول حـنـكـتـهـا السياسية. وإذا تــمــكّــنــت هـــاريـــس مـــن تحمل الـضـغـوط ومــواجــهــة الـهـجـوم العنيف مــــن تــــرمــــب، فــــــإن المــــنــــاظــــرة تُـــــقـــــدّم لـهـا فــــرصــــ كـــبـــيـــرة، وربــــمــــا أكــــثــــر مــــن تـلـك المـتـاحـة لـتـرمـب، المـــعـــروف عـنـه أنـــه إمـا محب أو كـــاره. يمكن أن يـــؤدي أداؤهـــا الناجح إلى إنشاء منصة صلبة لإقناع الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد في الـولايـات المتأرجحة الحرجة بأنها لديها خططاً موثوقة لتحسينحياتهم. ولكن لتحقيق النجاح في المناظرة، مــــهــــمــــات صـــعـــبـــة. 3 تـــــواجـــــه هـــــاريـــــس وتـتـمـثـل الأولــــى فــي إيــجــاد تــــوازن بين دحض ما تتوقعه حملتها من هجمات ترمب وما تسميها «أكاذيبه» والتأكيد على رسالتها التي تدعي أنها «تكافح مــــن أجـــــل الـــشـــعـــب الأمــــيــــركــــي» بــخــاف تــــرمــــب الـــــــذي «يـــقـــاتـــل مــــن أجـــــل نـفـسـه فحسب». أما الثانية فتركز على تحييد التناقض الأساسي في حملتها، وهي أنـــهـــا عـــامـــل لـلـتـغـيـيـر والـــتـــجـــديـــد على الرغم من كونها جــزءاً من إدارة بايدن غير الشعبية. وفي تحدٍ ثالث ذي صلة، يـجـب عـلـى هــاريــس مــحــاولــة تعويض بـــايـــدن فـــي قـضـيـتـ يـــقـــول الــنــاخــبــون إنهما الأكثر أهمية بالنسبة لهم: إدارة الاقتصاد والهجرة. 13 أخبار NEWS Issue 16724 - العدد Wednesday - 2024/9/11 الأربعاء مثلت المناظرة فرصة لهاريسلتغيير التصورات حول حنكتها السياسية ASHARQ AL-AWSATً المناظرة تظهر «مقاربتين متناقضتين» للقيادة الأميركية محلياً ودوليا ترمب وهاريسوجهاً لوجه أمام عشرات الملايين لوحة إعلانية عن المناظرة الرئاسية بين نائبة الرئيسالأميركي كامالا هاريسوالرئيسالسابق دونالد ترمب المقبلة في فيلادلفيا (إ.ب.أ) واشنطن: علي بردى أكرم إمام أوغلو إلى «الدستورية» التركية للطعن فيحكم «الحمقى» اتخذ أكرم إمام أوغلو، رئيسبلدية إسـطـنـبـول المـنـتـمـي إلـــى حـــزب الشعب الـــجـــمـــهـــوري أكــــبــــر أحــــــــزاب المـــعـــارضـــة فــي تــركــيــا، خــطــوة بــاتــجــاه الـطـعـن في دســـتـــوريـــة الـــحـــكـــم بــحــبــســه لأكـــثـــر مـن 5 عــــامــــ ، وحـــظـــر نـــشـــاطـــه الـــســـيـــاســـي ســنــوات بسبب وصـفـه أعــضــاء اللجنة العليا للنتخابات بـ«الحمقى». وطــــــلــــــب مــــــحــــــامــــــوه مـــــــن مـــحـــكـــمـــة -أ» من 3 125« الاستئناف إحـالـة المـــادة قـــانـــون الــعــقــوبــات الــتــركــي، الــتــي أديـــن إمـــــام أوغـــلـــو بــمــوجــبــهــا، إلــــى المـحـكـمـة الدستورية مع طلب إلغاء العقوبة. واستند المـحـامـون إلــى رأي علمي حـصـلـوا عليه مــن خــبــراء فــي الـقـانـون، من قانون العقوبات 125 أكدوا أن المادة التركي «ليست قاعدة جنائية عادية» وأن «لـهـا تـأثـيـراً عـلـى الـحـق فــي حرية الـــتـــعـــبـــيـــر فـــــي الـــــدســـــتـــــور»، وفــــــي هـــذا الصدد، هناك مجال يضيق فيه هامش المشرع فيما يتعلق بسياسة الجريمة والـــعـــقـــاب، اســتــنــاداً إلـــى مـــصـــادر الأمـــم المــتــحــدة ومــجــلــس أوروبـــــــا، الـــــذي تعد تركيا عضواً فيه. وأفـاد خبراء القانون بأن مثل هذا الحكم لا يصدر أبداً في الدول الأوروبية التي تربطها علقات ثقافية وتاريخية مشتركة مع تركيا، كما أن فقه المحكمة الـــدســـتـــوريـــة، فـيـمـا يـتـعـلـق بـالمـوظـفـ العموميين، ينص على أنـهـم يجب أن يتحملوا المـزيـد مـن الانــتــقــادات بسبب المهام التي يؤدونها، وحــدود الانتقاد المـــوجـــه إلــــى هـــــؤلاء الأشــــخــــاص أوســـع بكثير. وأكــد الخبراء أن السلوك المطلوب فـي جريمة الـسـب يتكون مـن «كلمات» وأنـــــــه لا يـــمـــكـــن لأي كـــلـــمـــة أن تـتـطـلـب عــقــوبــة الــســجــن الـــتـــي تـــحـــرم الـشـخـص مــــــن حـــــريـــــتـــــه، وأن ذلــــــــك يــــخــــلــــق عــــدم تناسب قطعي، و«من الواضح أن هناك مشكلة ظلم وعـــدم مــســاواة فـي حماية الأقوياء بأحكام جزائية مشددة بسبب الانتقادات الموجهة إليهم». وقائع القضية 14 وقــــضــــت مـــحـــكـــمـــة تــــركــــيــــة فـــــي ، بحبس 2022 ) ديسمبر (كـانـون الأول أشـــهـــر 7 إمــــــــام أوغـــــلـــــو لمــــــدة ســـنـــتـــ و يـومـ ، ومنعه مـن مـمـارسـة العمل 15 و سنوات بتهمة «إهانة 5 السياسي لمدة أعضاء المجلس الأعلى للنتخابات». وبــدأت القضية، التي باتت تعرف إعــــامــــيــــ بـــــاســـــم «الــــحــــمــــقــــى» عـــنـــدمـــا انتقد وزيــر الداخلية السابق سليمان صويلو، إمـــام أوغـلـو، الـــذي تـحـدث في المــؤتــمــر الأوروبـــــــي لـلـسـلـطـات المـحـلـيـة ، قائلً: «أقول 2019 والإقليمية في عام لـــأحـــمـــق الــــــــذي يــــذهــــب إلــــــى الـــبـــرلمـــان الأوروبــــــي ويـشـكـو مــن تــركــيــا، إن هـذه الأمة ستجعلك تدفع ثمن ذلك». وردّ إمام أوغلو علىصويلو قائلً: «عندما ننظر إلى ما حدث وما يحدث فــــي الــــعــــالــــم، وفـــــي أوروبــــــــــا، مــــن حـيـث صورتنا في أعينهم، سنجد أن أولئك الذين ألغوا الانتخابات هم الحمقى». وعلى أثر ذلك، قدّم أعضاء المجلس الأعـــلـــى لــانــتــخــابــات شـــكـــوى جـنـائـيـة ضد إمام أوغلو بدعوى أنهم تعرّضوا لـــإهـــانـــة، وأقـــــــام مــكــتــب المــــدعــــي الـــعـــام فـــي إســطــنــبــول دعـــــوى قــضــائــيــة ضــده بــتــهــمــة «الإهـــــانـــــة الــعــلــنــيــة لـلـمـوظـفـ الـــعـــمـــومـــيـــ الــــذيــــن يـــعـــمـــلـــون كـلـجـنـة بسبب واجباتهم». وظـــلـــت الــقــضــيــة قــيــد الاســتــئــنــاف أمام المستوى الأدنى من المحكمة العليا، الــتــي تــعــدّ أيــضــ «مـحـكـمـة اسـتـئـنـاف» حتى الآن، لكن تأييدها للقرار سيعني فــــــرض الـــحـــظـــر الـــســـيـــاســـي عـــلـــى إمــــام أوغلو. تراشقحاد ودخـــل إمـــام أوغــلــو ووزيــــر الـعـدل، يــلــمــاظ تــونــتــش، فـــي ســـجـــال وتـــراشـــق حـــــــادّيـــــــن بــــالــــتــــصــــريــــحــــات، الأســـــبـــــوع الماضي، بعدما سُئل الأول عن احتمالات تــــأيــــيــــد مـــحـــكـــمـــة الاســــتــــئــــنــــاف الـــحـــكـــم الــصــادر بحبسه بتهمة إهـانـة أعضاء اللجنة العليا للنتخابات الذين قرروا إعــــادة الانـتـخـابـات فــي إسـطـنـبـول عـام ، على الرغم من فــوزه في الجولة 2019 الأولــــــى عــلــى مــنــافــســه رئـــيـــس الــــــوزراء التركي السابق بن علي يلدريم، لوصفه إياهم بـ«الحمقى». ورداً على الـسـؤال، قـال إمــام أغلو، الــــــــذي يُـــنـــظـــر إلــــيــــه عـــلـــى أنــــــه المـــرشـــح الأوفــــر حـظـ لـلـفـوز بـرئـاسـة تـركـيـا في أول انــتــخــابــات مـقـبـلـة، بــــأن الـحـكـومـة الـحـالـيـة، الـتـي يـرأسـهـا الـرئـيـس رجـب طيب إردوغان، «لن تشهد قرار المحكمة العليا بحظر نشاطه السياسي لأنهم ســـــيـــــعـــــودون إلـــــــى بـــيـــوتـــهـــم مـــــن خــــال الانــــتــــخــــابــــات المــــبــــكــــرة قـــبـــل أن تـنـظـر المحكمة القضية». وأضـاف، خلل مقابلة تلفزيونية، أنـه «حـال قـرر الاستئناف التأكيد على الحكم الصادر ضدي، فلن يبقى أولئك الـذيـن فـي السلطة يوماً واحـــداً، الناس ســيــخــرجــون إلــــى الــــشــــوارع ويـعـلـنـون الـــعـــصـــيـــان. تـــأيـــيـــد هـــــذا الـــحـــكـــم الــــذي يـــنـــطـــوي عـــلـــى تـــاعـــب ســـيـــاســـي ويــعــد عملً سخيفاً، سوف يسيء إلى سمعة تـركـيـا فـــي الـــخـــارج، الأمــــر الــــذي سـوف يعمّق حالة عدم الثقة بالاقتصاد». ورداً عـلـى هـــذه الـتـصـريـحـات، قـال وزير العدل التركي، يلماظ تونتش: «لا يمكن لأحـــد أن يـرهـب أعــضــاء السلطة الـقـضـائـيـة بـرفـع أصـابـعـه فــي الـبـرامـج الـتـلـفـزيـونـيـة، عــنــدمــا لا يـعـجـبـك قـــرار المحكمة الابتدائية، يمكنك الاستئناف وتقديم الدفاع عن نفسك هناك». وعــــــــــاد إمــــــــــام أوغــــــلــــــو وردّ عــلــى تــصــريــحــات تــونــتــش، قـــائـــاً: «لــــم أشــر بإصبعي إلــى الـقـضـاء، بـل أشــرت إليك أنت (وزير العدل). لقد أشرت بإصبعي إلى أعضاء الحكومة الذين يؤثرون في الـقـضـاء مـثـلـك، أتــحــداكــم فــي المـــيـــدان... هــــذه الأمـــــة ســــوف تــقــف ولــــن تـــتـــرك لك الــــوقــــت حـــتـــى تـــصـــدر المــحــكــمــة الـعـلـيـا قرارها وسترسلك إلى بيتك، وطريقتها واضحة... الانتخابات المبكرة ستأتي». أنقرة: سعيد عبد الرازق

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky