issue16723

OPINION الرأي 12 Issue 16723 - العدد Tuesday - 2024/9/10 الثلاثاء وكيل التوزيع وكيل الاشتراكات الوكيل الإعلاني المكـــــــاتــب المقر الرئيسي 10th Floor Building7 Chiswick Business Park 566 Chiswick High Road London W4 5YG United Kingdom Tel: +4420 78318181 Fax: +4420 78312310 www.aawsat.com [email protected] المركز الرئيسي: ٢٢٣٠٤ : ص.ب ١١٤٩٥ الرياض +9661121128000 : هاتف +966114429555 : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني: 800-2440076 المركز الرئيسي: ٦٢١١٦ : ص.ب ١١٥٨٥ الرياض +966112128000 : هاتف +9661٢١٢١٧٧٤ : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: saudi-disribution.com وكيل التوزيع فى الإمارات: شركة الامارات للطباعة والنشر الريـــــاض Riyadh +9661 12128000 +9661 14401440 الكويت Kuwait +965 2997799 +965 2997800 الرباط Rabat +212 37262616 +212 37260300 جدة Jeddah +9661 26511333 +9661 26576159 دبي Dubai +9714 3916500 +9714 3918353 واشنطن Washington DC +1 2026628825 +1 2026628823 المدينة المنورة Madina +9664 8340271 +9664 8396618 القاهرة Cairo +202 37492996 +202 37492884 بيروت Beirut +9611 549002 +9611 549001 الدمام Dammam +96613 8353838 +96613 8354918 الخرطوم Khartoum +2491 83778301 +2491 83785987 عمــــان Amman +9626 5539409 +9626 5537103 صحيفة العرب الأولى تشكر أصحاب الدعوات الصحافية الموجهة إليها وتعلمهم بأنها وحدها المسؤولة عن تغطية تكاليف الرحلة كاملة لمحرريها وكتابها ومراسليها ومصوريها، راجية منهم عدم تقديم أي هدايا لهم، فخير هدية هي تزويد فريقها الصحافي بالمعلومات الوافية لتأدية مهمته بأمانة وموضوعية. Advertising: Saudi Research and Media Group KSA +966 11 2940500 UAE +971 4 3916500 Email: [email protected] srmg.com لئلا تكون حربغزة خسارة للفلسطينيين وللسلام فــي زمـــن الــحــرب يكمن الـنـصـر فــي تغيير السياق الاستراتيجي، وما يتحقق من أهداف قريبة ومتوسطة وبعيدة، لصالحك. أمـا في السلام فتقاس نجاحات أي أمة في التكيف والارتقاء بنموذجها الثقافي والحضاري والنهوض بمقدراتها البشرية، نحو تفوق حاسم. أزعــــم أن الــطــرفــن خـــاســـران فــي حـــرب غــــزة. فكيف لا تـكـون خسارتهما، خـسـارة للفلسطينيي وللسلام؟ بـحـسـاب الــســوق يخسر نتنياهو الــحــرب. ولـــو استمر فسيخسر السلام! فكيف نقيس ذلك؟ فـي الـقـريـب، يـؤكـد وزيـــر الــدفــاع الإسـرائـيـلـي ذاتــه، خيبة سـيـرة الـقـضـاء على «حــمــاس»، بـقـدر مـا يخيبها تـاريـخ الـصـراع؛ إذ، بغض النظر عـن الــقــرارات الأممية، يستمر الفلسطينيون فـي التكاثر، ويقاتلون تحت أي رايـــة كـي يبقوا أحــيــاءً. أمــا سـيـرة اسـتـعـادة المحتجزين فهي طرفة عسكرية بقدر ما لا يصدقها أصحابها، بقدر ما هي فاجعة وخائبة ومأساوية. وأما سيرة السيطرة على غزة على المدى الطويل، فهي وصفة لحرب استنزاف أبدية، تدمر كل ما بنته إسرائيل بعد اتفاقيات السلام. الأصـــــــل فــــي الانــــتــــصــــار بــــالــــحــــروب، عـــلـــى المـــديـــن المــتــوســط والــبــعــيــد، أن تـقـلـب الــســيــاق الاســتــراتــيــجــي. والأهـــــم أن تـضـمـن هـيـمـنـتـك ودورك وتـــؤكـــد مصالحك ونموذجك القومي الثقافي في محيطك. ورب أمم خسرت حرباً، فقلبت لب عقيدتها وغيرت جلدها السياسي والقافي لتعود وتنتصر سلماً. أليست ألمــانــيــا والـــيـــابـــان مـــثـــالاً عــلــى ذلـــــك. وكـــذلـــك تـيـمـورلانـك ربــح حـروبـه جميعاً، لكنه لـم يلصق فـي الأرض يوماً، لينتهي كـ«سفاح عظيم» ومشروع إمبراطوري منخور. ثم أليست سيرة أميركا في أفغانستان والـعـراق، مثالاً لأمـــة تـربـح الــحــرب وتـخـسـر الــســ م. وكـــذا فيتنام التي ربحت الحرب والسلام. وإذ تشتق الاستراتيجية الأبعد لـنـتـنـيـاهـو، فـــي مـعـظـمـهـا، مـــن الـفـكـر الــقــومــي المـتـطـرف لجابوتنسكي، يمكن أن نستقرئ سياسته من مواقفه. لا يتحدث نتنياهو إلا عما لا يريد! لكن لا يصعب اكتشاف ما يريد ويستبطن: إنه لا يريد مفاوضة الفلسطينيي، ولا الـسـمـاح لهم بــدولــة، ويستمر بخنقهم والتضييق عليهم. ولطالما كانت مشروعات التطفيش لمصر والأردن على الطاولة. أمـــا وإنــــه فـشـل ذريــعــ فــي ذلــــك، فنتنياهو خاسر مهما فـعـل! بـــل، وفـــي سـيـاق تـطـور الـوضـعـن الإقليمي والــــدولــــي وتـــطـــور المــســألــة الـفـلـسـطـيـنـيـة، يـصـيـر حتى التطفيش الخلاسي للفلسطينيي، أصعب بكثير. عـــمـــلـــيـــ ، لــــــو أن نـــتـــنـــيـــاهـــو تـــمـــكـــن مــــــن تــطــفــيــش الفلسطينيي، لـصـار النصر فـي جيبه أصـــ ً، ولأمكنه تفادي مأزقه الحالي. إذ يثبت التاريخ أن القتل لا يصنع نـصـراً ولا يـرهـب أحـــداً ولا يخلق إلا أوهــامــ . الخسارة الأهم هي الاستراتيجية الدولية والإقليمية طويلة الأمد لإسرائيل. واهــــمٌ مــن يعتقد أن نتنياهو سيتمكن مــن إعـــادة تــمــوضــع إســـرائـــيـــل كــمــا كـــانـــت قــبــل الـــحـــرب لا إقـلـيـمـيـ ودولياً. لكن أقله أن لعبة «البينغ بونغ» مع إيران لم تعد صالحة. وتتلاشى أحلام نتنياهو في تأسيس تحالف في الإقليم قوامه محاربة إيران. أما أميركياً فثمة ما يقال. لطالما ركن نتنياهو إلى الـثـدي الأمـيـركـي ليعزز بـه قـوتـه ومـكـانـتـه. لكنه يعرف منذ زمـــن، أن لحظة الـفـطـام قـد حـانـت (ولا أقـــول لحظة التخلي)، وأن أمـيـركـا تنكفئ عـن الإقـلـيـم استراتيجياً، بعد أن أفل زمن الهيمنة المباشرة. وما إن بـدأت ملامح الانكفاء في التبلور، لم يترك نتنياهو حضناً بـــديـــ ً، شـرقـ وغـــربـــ ، إلا وارتـــمـــى بـه، ليجد نفسه، في لحظة الجد، عائداً للحضن الأميركي. أزعم أنه، لئن كان الحضن الأميركي لا يزال دافئاً، فإن ثديه ينضب. وأزعم أن الرئيس الأميركي الحالي قد يكون الأخير من رؤسـاء أميركا الذين لا تمس سيرتهم شائبة تجاه إسرائيل. فكيف لنتنياهو، باستراتيجيته الصماء هذه أن يربح أي سلام؟ لــذلــك أزعــــم أن نـتـنـيـاهـو يـخـسـر فـــي الـــحـــرب بـقـدر مـا سيخسر فـي الـسـ م. أمـا إبـقـاء إقليمنا على صفيح ملتهب، فلن يكون لصالح مستقبل إسرائيل. بــل تــأتــي الانـــتـــقـــادات مــن جــهــات غـيـر مـتـوقـعـة، إذ حـــذر وزيـــر الــدفــاع الـبـريـطـانـي الـسـابـق، بــن والاس، من عاماً. بل يصرح بايدن عن مخاطر 50 تأثير يستمر لمدة سياسة نتنياهو، على مستقبل إسرائيل. عـلـى الـجـهـة المـقـابـلـة، كـيـف للفلسطينيي بعدما تكبدوا ما تكبدوا، أن يعيدوا إنتاج مشروعهم الوطني. كاشفا 2023 ) فلقد كان السابع من أكتوبر (تشرين الأول بائناً. وفـــــي حــــن اكـــتـــفـــت إيـــــــران بــلــعــبــة «الـــبـــيـــنـــغ بـــونـــغ» والـصـفـقـات مــن تـحـت الــطــاولــة، تمكنت الــــدول العربية الرئيسية؛ وفـي مقدمتها السعودية ومصر، من ضبط مـوقـفـهـا بــدقــة، مــا بــن إجــهــاض مـخـطـط التطفيش من جــهــة، ومـــن جـهـة أخــــرى عـــدم الانـــجـــرار لــحــرب إقليمية ضـروس أرادتـهـا إيــران حرباً بالوكالة، ليتحول الإقليم لمكسر عصا دولــي. وبعد أن داور نتنياهو المفاوضات شـهـوراً، لـم تتمخض المقترحات الأميركية إلا على حل يـؤكـد الــــدور الــجــوهــري لــلــدول الـعـربـيـة. ولـعـل هـــذا هو المـخـرج الـوحـيـد لئلا تـكـون الـخـسـارة الهائلة للطرفي، خسارة للفلسطينيي وللسلام في مجمل الإقليم. سمير التقي محور نتنياهو ــ السنوار ــ بايدن مـرة جـديـدة، يسقط -أو يكاد- احتمال التوصل إلـى حل جاد لحرب غزة. فرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامي نتنياهو، وزعيم «حـمـاس» يحيى الـسـنـوار، يـؤكـدان عند كـل مفترق أنهما يفتقران إلى أي رؤية واقعية لما بعد الحرب. ويعكس رفضهما حتى لهدنة معقولة حقيقة أنهما عالقان في دوامة سياسية قصيرة الأجل. حتى إدارة الرئيس الأميركي جـو بـايـدن التي قضت شهوراً مــن الـعـمـل المـكـثـف لـلـوصـول إلـــى وقـــف لإطـــ ق الــنــار بــن إسـرائـيـل و«حماس»،‏لا تمتلك هي أيضاً رؤية حقيقية لمعالجة أسباب التوتر فــي الــشــرق الأوســــط. كــل مــا تسعى إلـيـه واشـنـطـن الآن لا يتجاوز سـحـب مـلـف الــحــرب مــن ســيــاق المـعـركـة الانـتـخـابـيـة الـرئـاسـيـة في الولايات المتحدة، وعدم التورط في حرب أوسع بالمنطقة، في وقت قاتل للحزب الديمقراطي. ‏يــتــضــح مــــع مــــــرور الــــوقــــت، ومـــــع زيـــــــادة حـــــدة الانـــقـــســـام بـن المـــؤســـســـتـــن الـــســـيـــاســـيـــة والـــعـــســـكـــريـــة فــــي إســــرائــــيــــل، وتـــصـــاعـــد الاحتجاجات الشعبية، أن نتنياهو يتعمد مراكمة الشروط المانعة لأي صفقة. ومن جهة أخرى، لم تُظهر «حماس» أي استعداد لتقديم تـــنـــازلات تـعـتـرف بــالــوقــائــع الـرهـيـبـة عـلـى الأرض مـــن دمــــار وقـتـل وتهجير؛ إذ يبدو السنوار شديد الانفصال عن الواقع، وهو يدعو إلـى زيــادة التركيز على مواصلة المقاومة وتوسعتها إلـى جبهات أخرى. ولعل ما يعزز قناعته برهاناته هذه، أولى عمليات القتل منذ بدء حرب غزة، لثلاثة إسرائيليي بإطلاق نار قرب معبر أللنبي، بي الأردن والضفة الغربية. سبقت ذلك واحدة من المفارقات العجيبة بشأن الحرب الدائرة، أن يـحـمـل إعــــدام «حـــمـــاس» لـسـتـة رهــائــن مـــؤخـــراً، خــدمــة مــزدوجــة للطرفي المختلفي على كل شيء، والمتفقي على استمرار المعارك. نـتـنـيـاهـو والـــســـنـــوار مـــحـــاصـــران فـــي لـعـبـة صــفــريــة، يفضي فيها إنـهـاء الــصــراع إلــى تقويض شرعيتهما السياسية، ويتيح اســتــمــرارهــا لـلـطـرفـن الـحـفـاظ عـلـى سلطتهما، ويــخــدم بقاءهما الــســيــاســي. فـعـلـى الـــرغـــم مـــن الــتــفــوق الـعـسـكـري الإســرائــيــلــي، فـإن نتنياهو لم يتمكن من سحق «حماس» بشكل حاسم، في حي زاد الـصـراع مـن حــدة الانـقـسـام داخــل المجتمع الإسـرائـيـلـي. أمــا رفضه الــتــفــاوض عـلـى الانــســحــاب مــن غـــزة فينقصه بشكل فـــادح تصور سياسي معقول للعلاقة بالفلسطينيي بعد انتهاء الـحـرب، أكان في غزة أم في الضفة الغربية. أما بالنسبة إلى السنوار بالتحديد، فــإن أي هـدنـة واقـعـيـة الآن ستبدد سـرديـة المـقـاومـة، وتمحو رأس المـــال السياسي لـــ«حــمــاس»، وستضعف موقفها بشكل كبير بي الفلسطينيي. ليس بحوزة السنوار أي استراتيجية لكيفية إعادة بناء غزة أو توفير احتياجات سكانها أو الخروج من دائرة العنف، مـا يجعل قيادته مرتبطة بشكل وثـيـق بسردية المـقـاومـة البحتة، التي تبدد كل هوامش البراغماتية السياسية اللازمة لعقد تسوية تفضي إلى إعادة تأسيس شيء من الوضع الطبيعي في القطاع. إلى ذلك، ترتفع وتيرة المؤشرات عن استعداد إسرائيل لتطبيق أفكار جديدة بخصوص جبهة لبنان، بما فيها عمليات عسكرية غير مسبوقة، وعمليات أمنية تستهدف تصفية كـبـار مسؤولي «حزب الله». فقد أصدر نتنياهو تعليماته للجيش بتغيير الوضع على الجبهة الشمالية، واصـفـ «حـــزب الـلـه» بـأنـه «الــــذراع القوية لإيـــران»، ومشدداً على استحالة استمرار الوضع الحالي. تزامناً، أعلن رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي أن الجيش يستعد بالفعل لعمليات هجومية داخل لبنان، في وقت دعا فيه وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إلـــى شــن حـــرب قـصـيـرة عـلـى لـبـنـان، تكون بمثابة «ضربة قاتلة» تستغرق عقوداً للتعافي من آثارها. لكن يبقى الفشل الأخطر هو فشل الولايات المتحدة في تصور حل يأخذ في الاعتبار مصادر التوتر في الشرق الأوسط؛ لا سيما أدوار إيران الراعية لكل مشهد الانهيار الحاصل. كان يمكن للرئيس بـايـدن الــذي تحرر الآن مـن قيود حملة إعـــادة انتخابه، أن يتحلى بمسؤولية تاريخيّة، ويطرح على الطاولة طرحاً استراتيجياً لشرق أوســط آمـن ومتكامل، لا أن يمنّي النفس باتفاقيات سـ م جديدة هدفها إنتاج لحظة انتخابية ملائمة في أميركا! فسياسات إدارة بايدن تستهلك الرصيد القيادي لواشنطن، من خلال أنصاف الحلول والمحاولات غير الجادة لمعالجة الأزمات المـسـتـمـرة فــي المـنـطـقـة، لا سيما عـــدم تمكنها مــن صـيـاغـة سياسة مـتـمـاسـكـة تــواجــه تــهــديــدات طـــهـــران؛ ســــواء عـبـر دعـــم الميليشيات المسلحة أو التدخل في شؤون الدول المجاورة. يثير كـل ذلــك الشكوك حــول إمكانية التوصل إلــى هدنة قبل انتهاء ولاية بايدن، في ظل تصورات سياسية تعد إجهاض الحلول مـن جـانـب إسـرائـيـل أصـــ ً، سياسة متعمدة، تنطوي على خدمة يطمح نتنياهو لتقديمها إلى المرشح الجمهوري دونالد ترمب. وعـلـيـه، تظل آفـــاق حـل الــصــراع فـي غــزة قـاتـمـة، وأمـــن الشرق الأوسط أسير حسابات السنوار ونتنياهو وفشل القيادة الأميركية فـي التعامل مـع عُقد القضايا الأساسية التي تغذي الـصـراع. أما الثمن الأكبر فسيكون على عاتق غزة وأهلها، وربما لبنان! نديم قطيش الرئيسالأميركي ومدى نفوذه على إسرائيل السؤال الذي يُطرح في العالم العربي اليوم هـــو حــــول مــــدى نـــفـــوذِ الـــرئـــيـــس الأمـــيـــركـــي على إســـرائـــيـــل، ولمـــــاذا لا يــكــون الــرئــيــس بـــايـــدن مثل سلفه آيزنهاور الذي أوقف الهجوم الثلاثي على مصر وأجبر إسرائيل وفرنسا وبريطانيا على الانسحاب. لقد جرى نقاش حول هذا الأمر على صفحة الــرأي في «الشرق الأوســط» فوجدت أنه مـن المفيد أن أقـــدم وجـهـة نظر مـسـؤول أميركي بارز، هو بروس رايديل، الذي عمل مديراً لمكتب الخليج وشـــؤون جنوب آسيا فـي مجلس الأمـن الــقــومــي، ومــســاعــد الــرئــيــس الأمــيــركــي الـخـاص ومدير شـؤون الشرق الأوســط في مجلس الأمن الــقــومــي، ونــائــب رئــيــس فــرقــة عـمـل الـخـلـيـج في وكـالـة الاسـتـخـبـارات الأميركية، ونـائـب مساعد وزيــــر الـــدفـــاع لمنطقة الــشــرق الأوســـــط، وغـيـرهـا مـن المـراكـز فـي الإدارة الأميركية بعد أن أمضى حــوالــي الـثـ ثـن عـامـ فــي «ســـي آي إي». رايـــدل ... كيف 1958 كتب مؤخراً كتاباً عنوانه: «بيروت بدأت حروب أميركا في الشرق الأوسط». وهو حول الإنزال الأميركي في بيروت بناءً عـلـى أوامــــر الـرئـيـس آيــزنــهــاور، وفـيـه فـصـل عن الهجوم الثلاثي على مصر، وكيف اتخذ الرئيس الأمـيـركـي قـــراره بـوقـف هــذا الـهـجـوم بـالـرغـم من رأيه وقلقه من نمو نفوذ الرئيس المصري جمال عبد الناصر. كــتــب رايــــديــــل أن رد فــعــل آيـــزنـــهـــاور على الــهــجــوم كـــان قـاسـيـ وغــاضــبــ ، بـسـبـب شـعـوره بالخيانة من قبل حلفائه، خصوصاً أنهم أخفوا خططَهم عن واشنطن سـراً، كما أنّ الهجوم أتى وإعـــــادة انـتـخـابـه وشـيـكـة، بينما يــحــاول إدارة أزمـــة فـي أوروبــــا الشرقية، حيث روسـيـا تواجه انــتــفــاضــة فـــي هــنــغــاريــا ضـــد الــحــكــومــة الــدُمــيــة بيدها هناك. يضيف رايديل أنّ آيزنهاور «كان يؤمن بأنّ المــؤامــرة البريطانية - الفرنسية - الإسرائيلية قـــــوّضـــــت أي جـــهـــد لــــوقــــف روســـــيـــــا عـــــن إعــــــادة سيطرتها على هنغاريا. إنها بالتأكيد أضعفت المــوقــفَ الأخــ قــي لـلـغـرب كـمـدافـع عــن الـحـريـة». ومـا تخوف منه حــدث، لأن الاتـحـاد السوفياتي سحق انتفاضة بودابست، وهو آمن أنّ الهجوم الثلاثي ساعد السوفيات لأنّه حوّل الانتباه عمّا يــحــدث فـــي هــنــغــاريــا. والأســــبــــاب الأخـــــرى الـتـي أدّت إلـى موقف آيـزنـهـاور منها أنـه فهم أن أيـام الإمـبـريـالـيـة انـتـهـت، كما يـقـول رايــديــل. ويخبر كـيـف أن آيـــزنـــهـــاور اسـتـقـبـل جـــواهـــر لال نـهـرو، رئـيـس وزراء الـهـنـد، فـي واشـنـطـن، واستضافه لثلاثة أيام، في واحد منها استضافه في منزله الخاص في غيتيسبرغ بولاية بنسلفانيا، حيث شـــرح نـهـرو لــه كـيـف يـــرى الـعـالـم الـثـالِـث أزمـتـي السويس وبودابست. كـان آيـزنـهـاور متديناً وهـو أجــرى عمادته فـي البيت الأبـيـض بعد تنصيبه رئـيـسـ ، وكـان يـبـدأ اجـتـمـاعـات مجلس الأمـــن الـقـومـي بصلاة. وتدينه هذا غذّى موقفه من الاتحاد السوفياتي فــــي الــــشــــرق الأوســـــــــط، حـــيـــث رأى أنّ الاتــــحــــاد السوفياتي الملحد يـريـد السيطرة على الشرق الأوســـــط. وهــــذا أدّى إلـــى ولادة مــبــدأ آيـزنـهـاور الـــذي حــدد مصالح أمـيـركـا الحيوية فـي الشرق الأوســـــط، وشــكــل عــ مــة فـــارقـــة وبـــدايـــة الـتـدخـل العسكري الأميركي فـي المنطقة، وحـروبـهـا، في خطابه أمـــام الـكـونـغـرس الـــذي أعـلـن فيه مـبـدأه. ويقول رايديل عن المبدأ إنّ آيزنهاور وضع النفط في أولوية المصالح الأميركية، والمصلحة الثانية هـــي أنّ المـنـطـقـة مـــكـــانُ ولادةِ الأديــــــان العظيمة الثلاثة، المسيحية والإســـ م واليهودية، «ومكة والقدس هما أكثر من أماكن على خريطة»، كما قال الرئيس الأميركي، الذي لم يكن يريد أن تقع الأماكن المقدسة تحت حكم ملحد. وفـــي الــخــطــاب، ولأول مــــرة، حـــدد الـرئـيـس المـــنـــطـــقـــة كـــمـــصـــلـــحـــة حــــيــــويــــة أمــــيــــركــــيــــة يــجــب الــدفــاع عنها بـقـوات أمـيـركـيـة. ويـ حـظ رايـديـل أن آيـــزنـــهـــاور «لــــم يـضـع بــقــاء إســرائــيــل نفسها كمصلحة حيوية أمنية أميركية». ويـــعـــدد رايـــديـــل عـــوامـــلَ وأحــــداثــــ ســاعــدت آيــزنــهــاور فــي اتــخــاذ مـوقـفـه الـتـاريـخـي، بعدما تــــقــــدّمــــت واشــــنــــطــــن بـــــقـــــرار فـــــي مـــجـــلـــس الأمـــــن الــــدولــــي ضـــد الـــهـــجـــوم الـــثـــ ثـــي، يــطــالــب بـوقـف الـنـار، وانسحاب قــوات الـــدول الـثـ ث مـن مصر. وعــــنــــدمــــا اســـتـــخـــدمـــت الــــدولــــتــــان المـــعـــتـــديـــتـــان، بريطانيا وفرنسا، الفيتو قامت الجمعية العامة بإصدار قـرار يطالب بوقف النار وبالانسحاب. وأدّى إقـفـالُ قناة السويس، وإقـفـال سوريا خطَ التابلاين لنقل النفط العراقي إلى المتوسط، إلى ارتفاع أسعار النفط في أوروبـــا. كما أعلن الملك سعود عن حظر كامل على بيع النفط إلى فرنسا وبريطانيا. وإلـــــى جـــانـــب الــضــغــط المـــالـــي الـــــذي قــــام به آيزنهاور على البلدين، والذي حمل وزير المالية البريطاني هارولد ماكميلان إلى إخطار رئيس الوزراء إيدن بأن الاقتصاد البريطاني على حافة الـكـارثـة، اتـخـذت بريطانيا قـــراراً مـنـفـرداً بوقف النار بدون مشاورة حليفيها. والــــروس أيـضـ تـدخـلـوا مـبـاشـرة، يضيف رايــــديــــل، حــيــث إنّ رئـــيـــس الـــــــوزراء الـسـوفـيـاتـي نــيــكــولاي بـولـغـانـن أرســــل رســـائـــلَ إلـــى نـظـرائـه فـــي لــنــدن وبـــاريـــس وإســـرائـــيـــل يــهــدد بهجمات صاروخية على مدنهم، إذا لم يسحبوا قواتهم مــــن مـــصـــر. فــــي رســـالـــتـــه إلـــــى بــــن غـــــوريـــــون فـي إســـرائـــيـــل قــــال بــولــغــانــن: «إنّ إســـرائـــيـــل تلعب بــمــصــيــر الــــســــ م. وهــــــذا ســـيـــطـــرح ســـــــؤالاً حـــول وجود إسرائيل نفسه كدولة». روســـيـــا نـسـبـت لـنـفـسـهـا الــفــضــل فـــي وقــف إطـ ق النار والانسحاب. ومـع أن الفضل الأكبر والحيوي في وقـف النار والانسحاب يعود إلى الرئيس آيزنهاور، فإن جمال عبد الناصر، يقول رايديل، لم يعطِ آيزنهاور الفضل في ذلك، «على الأقل علناً»، مما يشير إلى أنه ربما كانت هناك رسائل خاصة تم تبادلها بي الطرفي. ويعدد رايديل انتصارات ناصر جراء الانسحاب، ويقول «لم يلعب مصري دوراً كهذا على المسرح العالمي منذ كليوباترا»... وللحديث بقية. آمال مدللي

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky