issue16722

8 أخبار NEWS Issue 16722 - العدد Monday - 2024/9/9 الاثنين ASHARQ AL-AWSAT «الخارجية» في بورتسودان رفضته «جملةً وتفصيلاً» «تنسيقية تقدم» تؤكد دعمها تقرير لجنة تقصي الحقائقحول السودان أكـــدت «تنسيقية الــقــوى الديمقراطية المـــدنـــيـــة» (تـــــقـــــدم)، الأحـــــــد، دعـــمـــهـــا الــكــامــل للتوصيات الـتـي جـــاءت فــي تـقـريـر البعثة الـــدولـــيـــة المــســتــقــلــة لــتــقــصــي الـــحـــقـــائـــق فـي الـــبـــاد، بـــشـــأن إرســـــال قـــــوات دولـــيـــة بشكل عاجل لحماية المدنيين في البلد. ورحـــــبـــــت «تـــــــقـــــــدم»، وهـــــــي الـــتـــحـــالـــف السياسي الأكـبـر فـي الــبــاد، فـي بـيـان، بما ورد فــــي الـــتـــقـــريـــر الــــــذي وثـــــق الانـــتـــهـــاكـــات الجسيمة التي ارتكبها طرفا النزاع: الجيش السوداني، و«قوات الدعم السريع»، والقوات المتحالفة معهما. وأضـافـت: «نـؤكـد دعمنا لـــكـــل الـــتـــدابـــيـــر الـــتـــي تـــقـــود لإنــــهــــاء الـــحـــرب وحـــمـــايـــة المـــدنـــيـــ وتـــوصـــيـــل المـــســـاعـــدات الإنـــســـانـــيـــة وتــحــقــيــق الــــعــــدالــــة، وإنـــصـــاف الضحايا وعدم إطالة أمد الحرب». وذكـر البيان أن «التقرير أثبت الحجم الـــــواســـــع لـــانـــتـــهـــاكـــات ضـــــد المــــدنــــيــــ ، مـا يــســتــدعــي اتـــخـــاذ الــتــدابــيــر الــــازمــــة لـوقـف هـــــــذه الـــــجـــــرائـــــم والـــــتـــــصـــــدي لـــــهـــــا». ودعـــــا «مجلس حقوق الإنسان لتمديد ولاية بعثة تــقــصــي الـــحـــقـــائـــق»، مــــشــــدداً عـــلـــى «أهــمــيــة رفـــع وتــيــرة الـتـواصـل والــتــعــاون مــع الـقـوى المـدنـيـة الديمقراطية فـي الــســودان لتوثيق الانتهاكات والتوصية بسبل وآليات إنهاء معاناة المدنيين». وقالت «تـقـدم» إن حماية المدنيين «لن تتحقق إلا عبر وقف فوري للحرب والأعمال الـعـدائـيـة بـآلـيـات مـراقـبـة متفق عليها بين الـــطـــرفـــ ». وطــالــبــت «بـــالمـــزيـــد مـــن تنسيق الجهود الإقليمية والـدولـيـة، للضغط على الأطراف السالبة التي ظلت تعرقل محاولات وقــف الـحـرب، وتـقـف حـائـاً دون وضــع حد لـــهـــذا الـــنـــزاع الــــدامــــي». وحـــضـــت «الأطـــــراف المتحاربة على الالـتـزام بتنفيذ كل ما اتفق عليه فـي المنابر التفاوضية السابقة، عبر قرارات وآليات ملزمة تقود لإنهاء الحرب. وعـــلـــى الـــجـــانـــب الآخــــــر، أعــلــنــت وزارة الــخــارجــيــة الــســودانــيــة فـــي الـحـكـومـة الـتـي تتخذ من بورتسودان مقراً لها، في بيان ليل السبت - الأحــد، رفضها «جملة وتفصيلً» توصيات بعثة تقصي الحقائق. وقالت إن البعثة «هدفت إلى العمل الدعائي قبل بدء مــــــداولات مـجـلـس حــقــوق الإنـــســـان للتأثير على مواقف الدول الأعضاء لتحقيق أهداف سياسية لتمديد عمل البعثة». وقـالـت البعثة الـدولـيـة فـي أول تقرير لـــهـــا، الــجــمــعــة المــــاضــــي: «إن طـــرفـــي الـــنـــزاع ارتـكـبـا انـتـهـاكـات مــروعــة لـحـقـوق الإنـسـان والـجـرائـم الـدولـيـة، تـرقـى إلــى جـرائـم حرب وجرائم ضد الإنسانية». ووفـــق الـتـقـريـر، فـقـد «تـبـ أن الـقـوات المــــســــلــــحــــة الـــــســـــودانـــــيـــــة و«قــــــــــــــوات الــــدعــــم الـسـريـع» والــقــوات الحليفة لهما، مسؤولة عـــن انـــتـــهـــاكـــات واســـعـــة الـــنـــطـــاق، تضمنت الهجمات العشوائية والمباشرة التي نفذت عبر الغارات الجوية والقصف ضد المدنيين والمــــدارس والمستشفيات وشبكات اتصال، وإمدادات المياه والكهرباء». وذكـــر التقرير أن «الأطــــراف المتحاربة اســتــهــدفــت المـــدنـــيّـــ مـــن خــــال الاغــتــصــاب وغــــيــــرهــــا مـــــن أشـــــكـــــال الــــعــــنــــف الـــجـــنـــســـي، والاحتجاز التعسفي والاعتقال، بالإضافة إلـــى الـتـعـذيـب، وســـوء المـعـامـلـة، وقـــد ترقى هذه الانتهاكات إلى جرائم حرب». وتـــــوقّـــــع خــــبــــراء دولـــــيـــــون فــــي حــقــوق الإنــــســــان أن يُـــطـــرح إرســــــال قـــــوات لـحـمـايـة المـــدنـــيـــ فـــي اجـــتـــمـــاعـــات «مــجــلــس حـقـوق الإنـــســـان»، الــثــاثــاء المـقـبـل، أو إحـالـتـه إلـى الجمعية العامة لـأمـم المتحدة أو مجلس الأمن الدولي. وقـال مسؤول أممي رفيع في المجلس لـــــ«الــــشــــرق الأوســـــــــــط»، إن وفــــــد الــحــكــومــة السودانية سيرفض التمديد لولاية البعثة، بـالـتـنـسـيـق مـــع بــعــض الـــــدول فـــي «مـجـلـس حقوق الإنسان». لكنه استبعد أي اعتراض من قبل دولتي روسيا والصين، فيما يتعلق بما ورد في التقرير بشأن التحقيق الدولي فــي الـجـرائـم المـرتـكـبـة مــن طـرفـي الـقـتـال في السودان. ورجـــــح المـــســـؤول الأمـــمـــي «أن يـصـوت المجلس على تجديد تفويض البعثة بتوافق كبير من قبل أعضاء المجلس». وذكـــــرت الـبـعـثـة أن الــتــقــريــر «مـسـتـمـد مـــن تـحـقـيـقـات وزيـــــــارات إلــــى دول (تـــشـــاد، كـيـنـيـا وأوغــــنــــدا) وإفـــــــادات مــبــاشــرة لأكـثـر نــــاجــــيــــا وأفـــــــــــراد أســــــــرة وشــــهــــود 182 مـــــن عــيــان، ومـــشـــاورات مكثفة جـــرت مــع خـبـراء متخصصين ومنظمات مجتمع مدني». وشـــــدّد الـتـقـريـر عـلـى أنـــه «يــجــب على السلطات الـسـودانـيـة الـتـعـاون بشكل كامل مــــع المــحــكــمــة الــجــنــائــيــة الـــدولـــيـــة وتـسـلـيـم جـــمـــيـــع الأشـــــخـــــاص المـــتـــهـــمـــ ، بـــمـــن فـيـهـم الرئيس السابق عمر البشير». وأشـــــــــــــارت الــــبــــعــــثــــة إلــــــــى «أن جـــهـــود السلطات السودانية في التحقيق، وتقديم المسؤولين عن الجرائم الدولية إلى العدالة، انــتــقــائــيــة وغـــيـــر مـــحـــايـــدة؛ لـــذلـــك سـيـكـون تحقيق المساءلة للضحايا تحديا كبيراً». وأدى الــــنــــزاع فــــي الـــــســـــودان إلـــــى قـتـل وإصابة عشرات الآلاف من المدنيّين ونزوح مليين سـودانـي داخـلـيـا، وأكـثـر من 8 نحو مـلـيـونـي شـخـص إلـــى الــلــجــوء إلـــى الـبـلـدان المجاورة للسودان. وأنــشــئــت الـلـجـنـة بـــقـــرار مـــن «مـجـلـس حــــقــــوق الإنـــــــســـــــان» فـــــي أكــــتــــوبــــر (تـــشـــريـــن الأول) الــعــام المــاضــي؛ للتحقيق فــي جميع الانـتـهـاكـات والــتــجــاوزات المـزعـومـة لحقوق الإنــــســــان وانـــتـــهـــاكـــات الـــقـــانـــون الإنـــســـانـــي الــــــــدولــــــــي، وإثـــــــبـــــــات الـــــوقـــــائـــــع والــــــظــــــروف والأسباب الجذرية لها، بما في ذلك المرتكبة ضد اللجئين. أرشيفية لقوة من الجيشالسوداني في أحد شوارع العاصمة الخرطوم (أ.ف.ب) نيروبي: محمد أمين ياسين أكدت اللجنة الدولية أنطرفي النزاع ً«ارتكبا انتهاكات مروعة» «الصحة العالمية»: الوضع الصحي في السودان منهار تماما قال مدير عام منظمة الصحة العالمية، تـــيـــدروس أدهـــانـــوم غـيـبـريـسـوس، الأحـــد، إن النظام الصحي المتداعي في السودان «وصـل إلى مرحلة الانهيار»، موضحا أن فــي المــائــة مــن المـؤسـسـات 80 و 70 مــا بــ والمرافق الصحية توقفت عن العمل تماما. وأضـاف في مؤتمر صحافي بمدينة بـــورتـــســـودان الــعــاصــمــة الإداريـــــــة المـؤقـتـة لـلـبـاد، أن المـعـلـومـات المــتــوفــرة عــن قتلى الحرب في السودان، تفيد بأن الرقم تجاوز ألفا فـي الـنـزاع المستمر بـ الجيش 20 الــــ السوداني و«قـــوات الدعم السريع». وقال إن السودان يشهد وضعا صحيا وإنسانيا «طارئا جداً»، وإن التجاوب «ليس بحجم المشكلة الكبيرة». مليون شخصيحتاجون 25 وذكر أن مليونا في حاجة 14 إلى المساعدة، منهم ماسة إلى مساعدات إنسانية عاجلة. وقدّر تيدروس في المؤتمر الصحافي، تــكــلــفــة الاحــــتــــيــــاجــــات الإنـــســـانـــيـــة بـنـحـو مليون دولار، «لكن للسف 700 ملياري و المتوفر حاليا هو نصف المبلغ». وقــــــــال مــــديــــر «المــــنــــظــــمــــة الــــعــــالمــــيــــة»: «المشكلة في السودان أنه لا يوجد الانتباه الكامل، وأن المجتمع الدولي تناسى حجم المـشـاكـل الـتـي تسببت فــي تــداعــي النظام الصحي». وأوضــــح أن زيـــارتـــه تــهــدف إلـــى لقاء الـشـركـاء والـبـحـث عــن كيفية حـشـد مزيد من المــوارد لمقابلة الحاجات الكبيرة جداً. 10 وذكــــر أنــــه إضـــافـــة إلــــى الــقــتــلــى، هــنــاك مليين نازح، وأكثر من مليوني لاجئ في دول الجوار بما يُشكّل أكبر مشكلة نزوح في العالم. ووفقا لتيدروس، فقد وثقت منظمة 100 الـــصـــحـــة الـــعـــالمـــيـــة وقـــــــوع أكــــثــــر مــــن هـجـوم على الــكــوادر الصحية والعاملين في مجال العون الإنساني، مشيراً إلى أن «مِـن أبـرز التحديات التي تواجه عمليات الـــعـــون الإنـــســـانـــي، هـــي عــــدم الـــقـــدرة على تـأمـ الـــحــدود والمــعــابــر مــن أجـــل إيـصـال المــــســــاعــــدات الإنـــســـانـــيـــة لـــلـــمـــتـــضـــرريـــن». وأضــاف أن «خطر المجاعة يهدد أكثر من شخص، أي نحو نصف 600 مليونا و 25 سكان السودان». وحــــذّر مــديــر «المـنـظـمـة الـعـالمـيـة» من أن «الـــكـــوارث الطبيعية مـثـل الفيضانات والسيول التي اجتاحت البلد في موسم الخريف الحالي، تضاف إلى انهيار البنية التحتية، وانتشار الأمراض الوبائية مثل الـــكـــولـــيـــرا والـــحـــصـــبـــة، إضـــافـــة إلــــى خطر تـفـشـي مــــرض جـــــدري الــــقــــردة»، عــلــى حد قوله. وذكــر أنـه تفقد قسم حــوادث الأطفال بالمستشفى الــعــام بـمـديـنـة بــورتــســودان، كـمــا ســجــل زيــــــارات لــعــدد مـــن مـــراكـــز دور الإيــــــواء، واســتــمــع إلـــى مــعــانــاة الـنـازحـ هــنــاك، والـتـقــى رئــيــس «مـجـلـس الـسـيـادة الانتقالي»، قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان. وقـــــــال إن الــــبــــرهــــان أكــــــد لــــه «الــــتــــزام الـــــســـــودان بـتـسـهـيـل عـــمـــل المــنــظــمــة لــدعــم القطاع الصحي في البلد». بــــــــــدوره، وصــــــف وزيـــــــر الـــصـــحـــة فـي السودان، هيثم محمد، زيارة مدير منظمة الصحة العالمية بــ«المـهـمـة»، وقـــال: «إنها تـسـلـط الأضـــــواء عـلـى الأوضـــــاع الصحية والإنسانية للسودانيين، وما يتحاجونه من مساعدات عاجلة». ووفـــقـــا لإفـــــادة سـابـقـة لـنـقـابـة أطـبــاء السودان فإن الوضع الصحي في السودان «مــنــهــار تـــمـــامـــا»، ومــــن المـــرجـــح أن يــــزداد خطورة مع دخول فصل الخريف وتفشي أمــراض الملريا وحمى الضنك والحصبة وغيرها. وتفيد تـقـاريـر النقابة الـــدوريـــة، بأن ألف شخص قتلوا في الحرب 40 أكثر من الدائرة بين الجيشو«قوات الدعم السريع» منذ أبريل (نيسان) العام الماضي، متوقعة أن يــكــون الــعــدد الـفـعـلـي لـلـضـحـايـا أكـبـر، خصوصا أن «أعداداً كبيرة من الحالات لم تصل إلى المستشفيات». وتـــكـــتـــنـــف عـــمـــلـــيــة الـــحـــصـــر الـــدقـــيـــق لأعـــداد الضحايا فـي الــســودان صعوبات جمة، غير أن التقديرات الأممية والحقوقية ألـــــف شـخـص 12 المــتــحــفــظــة تــــــدور حـــــول قتلوا حتى أواخر ديسمبر (كانون الأول) الماضي. بورتسودان: وجدانطلحة خبراء رأوا أنه قد يُفضي إلى حلول ويفكّك أزمات كيف ينعكسالتقارب المصري ــ التركي على الملفات الإقليمية الساخنة؟ فـــي تـــحـــوّل قـــد يُــســهــم فـــي إعـــــادة رســم خـريـطـة الــعــاقــات الإقـلـيـمـيـة، تـشـهـد مصر وتــركــيــا تــقــاربــا مـلـحـوظـا بـعـد ســـنـــوات من الــــتــــوتــــر، وتـــتـــجـــه أنــــظــــار الـــعـــالـــم إلـــــى هـــذه الـشـراكـة الناشئة، وتأثيرها المحتمل على المــلــفــات الـسـاخـنـة فـــي المـنـطـقـة، مـثـل ليبيا وســوريــا وغـــزة، إضــافــةً إلــى تــوتــرات القرن الأفريقي وشرق المتوسط. وعـــــــزّزت أول زيــــــارة رســمــيــة لـلـرئـيـس المــــصــــري، عــبــد الـــفـــتـــاح الــســيــســي، لأنـــقـــرة، الأربعاء الماضي، بعد أخرى مماثلة لنظيره الـــتـــركـــي رجــــــب طـــيـــب إردوغـــــــــــان لمـــصـــر فـي فبراير (شباط) الماضي، مسار التقارب بين القاهرة وأنقرة، ودفع العلقات نحو «حقبة جديدة»، بعد عقد من التوترات. خـــبـــراء تــحــدثــوا لــــ«الـــشـــرق الأوســـــط»، يـعـتـقـدون أن الـبـلـديـن انـتـقـا مـــن الـتـعـاون الثنائي إلى الإقليمي بعد هذه الزيارة، وبدا ذلك في بنود الإعلن الأول المشترك لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى الذي سبتمبر (أيلول) 4 عُقد برئاسة البلدين في بــــأنــــقــــرة، خـــــال زيــــــــارة الـــرئـــيـــس المــــصــــري، لافتين إلى أن الملفات الحرجة التي يشهدها البلدان أو المنطقة قد تجد طريقا لمقاربات وتـــفـــاهـــمـــات، ودعــــــم مـــشـــتـــرك واســــــع وغــيــر تقليدي الفترة المقبلة، وفـي الـصـدارة منها الملف الليبي، بحكم نفوذ ورصيد القاهرة وأنقرة فيه. وتنقسم ليبيا بين حكومتين بالشرق والـــــــغـــــــرب، ويــــرتــــبــــط كـــــل مـــــن الـــحـــكـــومـــتـــ بعلقات قوية؛ إما على الجانب المصري أو الجانب التركي، وهو الأمر الذي يعزّز فرصة جَسر الفجوة بين الحكومتين المتصارعتين نتيجةً لزيادة التفاهم المصري – التركي. وفي الصومال التي تستضيف قاعدة عسكرية تركية، وبدأت تستقبل قوات حفظ سلم مصرية، يزداد رفضمقديشو لمحاولة إثـيـوبـيـا مـنـذ بــدايــة الــعــام الـتـواجـد بميناء بحري بإقليم منفصل عنها، وتدخلت أنقرة بوساطة بين الطرفين، بينما تزداد مساعي تفاهمات تركيا مـع سـوريـا الـتـي تجمعها علقات جيدة مع مصر. وإضــــــافــــــةً إلــــــى ذلــــــك تــــبــــرز تـــفـــاهـــمـــات بــ الـبـلـديـن ومــواقــف مــوحّــدة ضــد الـحـرب الإسـرائـيـلـيـة فــي غــــزة، المـسـتـمـرة مـنـذ نحو عــــام، وكـــذلـــك رغــبــة مـعـلَـنـة فـــي لـجـم الــنــزاع الــــســــودانــــي بــــ قـــــــوات الـــجـــيـــش و«الــــدعــــم ،2023 ) الـــــســـــريـــــع» مــــنــــذ أبـــــريـــــل (نـــــيـــــســـــان فـضـاً عـن الـخـافـات التركية - اليونانية - القبرصية بشرق المتوسط، في الوقت الذي تملك الـقـاهـرة عـاقــات واسـعــة مـع البلدين الأخيرين. ســــبــــتــــمــــبــــر الــــــحــــــالــــــي صـــــدر 4 وفــــــــــي الإعـــــــان المـــشـــتـــرك لإعـــــــادة تــشــكــيــل مـجـلـس الـــتـــعـــاون الاســـتـــراتـــيـــجـــي، مـعـلـنـا أن مصر وتركيا «تستهدفان تعزيز السلم والرخاء والاســــتــــقــــرار فـــي مـحـيـطـهـمـا ومــــا وراءه»، بـــنـــداً تــعــزيــز 36 بـــنـــود مــــن 9 مــــؤكــــداً عـــبـــر مـسـتـوى التنسيق والــتــعــاون بــ البلدين بغزة. وفــــــي ســـــوريـــــا، أكّــــــــدت مـــصـــر وتـــركـــيـــا «الـتـزامـهـمـا المـشـتـرك لتحقيق الـحـل الـدائـم والــــشــــامــــل لــــلــــصــــراع ومـــكـــافـــحـــة الإرهــــــــاب، والـــتـــشـــديـــد عــلــى أهــمــيــة ســـيـــادتـــهـــا»، وفــي الــشــأن الـلـيـبـي شـــدّدتـــا عـلـى «الـتـطـلـع لدعم عملية سياسية بقيادة ليبية، وبتسهيل من قِبل الأمم المتحدة». وفـــــي مــنــطــقــة الــــقــــرن الأفــــريــــقــــي، اتــفــق الـبـلـدان على «أهـمـيـة ضـمـان السلم والأمــن والاســـــتـــــقـــــرار هــــنــــاك، والاحــــــتــــــرام المـــتـــبـــادل لـلـسـيـادة والــســامــة الإقـلـيـمـيـة لـكـل دولــــة»، مؤكدين «دعم الجهود الدبلوماسية لإنهاء الصراع بالسودان». انعكاسات وبـــــرأي المــســتــشــار فـــي رئـــاســـة مجلس الوزراء السوري، الدكتور عبد القادر عزوز، فإن التقارب المصري - التركي يعكس رغبة انتقال الـعـاقـات مـن التطبيع إلــى التعاون الاستراتيجي، لافتا إلى أن ذلك «سينعكس إيـجـابـيـا عـلـى مختلف الـقـضـايـا الإقليمية لثقل الدولتين بالمنطقة». ويــؤشــر تـرحـيـب الـرئـيـس المــصــري في المؤتمر الصحافي للزيارة بمساعي التقارب بين أنقرة ودمشق، وفق الدكتور عبد القادر عـــــزوز، إلــــى أن هــنــاك تــعــاونــا بـــ الــقــاهــرة وأنقرة في محاولة حل الملفات العالقة بين تركيا وســوريــا، مـؤكـداً أن «مـصـر يمكن أن تلعب دوراً هاما في حلحلة العديد من تلك الملفات وفق مبادئ القانون الدولي». ويــــتــــفــــق نــــائــــب مــــديــــر تــــحــــريــــر مـجـلـة «الديمقراطية» بمركز الأهـرام والباحث في الـشـؤون الإقليمية والـتـركـيـة، الـدكـتـور كرم سعيد، على تأثير التقارب المصري - التركي إيجابا على التفاهمات التركية السورية، مـؤكـداً أن الـقـاهـرة وأنــقــرة دولــتــان وازِنــتــان بالمنطقة، ولديهما رصيد ونفوذ واسع بها، وتقاربهما يحمل ملمح حلول للمنطقة. وفـــــي صـــــــدارة المـــلـــفـــات الـــتـــي سـتـتـأثـر بــالــتــقــارب المـــصـــري - الـــتـــركـــي، يــأتــي المـلـف الــلــيــبــي؛ أمـــــاً فـــي أن يُــفــضــي إلــــى مــقــاربــة مـــــوحّـــــدة تـــرتـــكـــز عـــلـــى الـــتـــعـــجـــيـــل بــــإجــــراء الانـتـخـابـات والــتــوحــد الـعـسـكـري، وتعزيز حـــالـــة الاســــتــــقــــرار، وفــــق ســعــيــد، لافـــتـــا إلــى أنـــه «فـــي ضـــوء الــتــقــارب سـيـكـون هــنــاك في منطقة القرن الأفريقي ترتيبات وتفاهمات مشتركة، لا سيما في الصومال فيما يتعلق بمصالح البلدين واستقرار المنطقة». وفـــــي هـــــذا الــــصــــدد يـــــرى مـــديـــر «مــركــز دراســــات شـــرق أفـريـقـيـا» فــي نـيـروبـي، عبد الله إبراهيم، أن كل البلدين لديه مصالحه الخاصة بالصومال ومنطقة شرق أفريقيا، مــعــتــقــداً أنـــــه «إذا اتــــحــــدت جــهــودهــمــا فــإن قدرة الصومال على استرداد عافيته وأمنه واستقراره ستزيد، وستتخلّصتلك المنطقة مـــن مـــخـــاوف نــشــوب حــــروب بـــهـــا»، بـخـاف «نقلة نوعية في معالجة الأزمات الإقليمية، لا سـيـمـا بــشــرق الـبـحـر الأبــيــض المـتـوسـط، والوضع في ليبيا وفلسطين». وعــــلــــى مـــســـافـــة قــــريــــبــــة، يــــــرى المــحــلــل الــســيــاســي الـفـلـسـطـيـنـي، أيـــمـــن الــــرقــــب، أن «تـــــقـــــارب مـــصـــر وتـــركـــيـــا ســيــفــيــد الــقــضــيــة الفلسطينية بشكل غير تقليدي، وسيترتب على ذلـك تعزيز أدوار المساندة أكثر عربيا ودولـــيـــا، ومــمــارســة ضــغــوط أكــبــر مشتركة لـدعـم الـحـق الفلسطيني بكل الـسـاحـات، لا سيما الدولية، ورفض أي مساس به». ويــرى الدكتور كـرم سعيد أن التقارب سينعكس على مسار القضية الفلسطينية، فــــي ظــــل رؤيــــــة مــــوحّــــدة تـــدعـــم إقــــامــــة دولــــة فلسطينية، ومع دعم تركي لافت للقاهرة في إدارة الأزمـــة بـغـزة على المستوى الإنساني أو التفاوضي، أو الرافض لاتهامات رئيس الــــــــــوزراء الإســـرائـــيـــلـــي بـــنـــيـــامـــ نـتـنـيـاهـو الأخيرة تجاه مصر. و«بـكـل تأكيد سيكون الـتـحـدي الأكبر من بين ملفات التقارب هو ملف غزة»، وفق ما يـرى المحلل السياسي التركي طه عودة أوغـلـو، غير أن التطابق والـتـوافـق المصري التركي المشترك سيعزّز جهودهما الدولية فـــي هــــذا المـــلـــف، مـــع انـــتـــقـــال عـــاقـــات مصر وتــركــيــا مـــن الـــتـــعـــاون الــثــنــائــي إلــــى نـظـيـره الإقليمي. القاهرة: «الشرق الأوسط»

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky