issue16722

وصـــلـــنـــي مــقــطــع مــــصــــور مــــرســــل مــــن أحـــــد مـــؤيـــدي «حــــمــــاس» مـعـلـقـا عــلــى مـــقـــال كــتــبــتــه. والمـــقـــطـــع يـتـحـدث عــن تـوصـيـات إعـامـيـة صهيونية، أوصـــى بـهـا الضابط الإسـرائـيـلـي الـسـابـق فــي «الــشــابــاك» مـوشـيـه بـوزيـلـوف، الكتاب الصهاينة، من أجل تخفيف الضغط الدولي على إسرائيل، بأن يتم تحميل مسؤولية هلك عشرات الآلاف من الفلسطينيين على السنوار وليس على الإسرائيليين، حـتـى يـتـم الـضـغـط عـلـى الـسـنـوار فـيـوقـف الــحــرب ويقبل بشروط التفاوض، ولمـح المقطع إلـى أن هناك كتابا عربا ينفذون هذه الوصية، إما بعلم وإمـا بحسن نية وجهل، فيلومون السنوار على السابع من أكتوبر (تشرين الأول). ونسي من أرسل الفيديو أن تلك التوصية يستخدمها الإعــــام المـؤيـد لـــ«حــمــاس»، ولـكـن بـالـعـكـس، أي بتحميل ألف فلسطيني، حتى 40 إسرائيل وحدها موت أكثر من يتم الضغط دوليا على إسرائيل وتوقف آلة الحرب. لا يظن مـؤيـدو «حـمـاس» أن استخدام أرواح البشر -حـتـى وإن تـعـدوا الأربــعــ ألـفـا- لعبة قـــذرة تستخدمها إسرائيل أو إعلم متصهين، فالحقيقة التي لا يرونها أن السنوار هو أيضا يستخدمها ورقة ضغط ضد إسرائيل؛ بل أي تقدير للمعاناة الإنسانية التي لم يحصل مثلها في التاريخ المعاصر. فـإن أنـت ذكـرت الأربـعـ ألـف روح التي صعدت إلى بـارئـهـا، وإن ذكـــرت اليتامى والأرامــــل والـثـكـالـى، محملً المسؤولية للسنوار بـقـراره المـنـفـرد، فـأنـت صهيوني، إن لـم تحمل إسرائيل وحـدهـا المسؤولية. يجب ألا تذكر أن «حـــمـــاس» قـــامـــت بـفـعـل تـعـلـم عــلــم الــيــقــ بــــأن إســرائــيــل تنتظره لتفعل فعلها. إياك أن تذكر أنه من البديهي ومن المسلّمات ردة الفعل الإجرامية الإسرائيلية، وأنها كانت ردة فعل متوقعة. فـإن قلت إن ما فعلته إسرائيل متوقع ومعروف مسبقا، حتى وإن تمادوا، فإنك تقول بشكل آخر إن الـسـنـوار إمــا جـاهـل بـــردة الفعل، وإمـــا تـقـول إنــه يعلم يقينا حجم ردة الفعل لكنه لم يبالِ، وفـي كلتا الحالتين هو لا يقل فتكا عن نتنياهو وحكومته. وهــــــذه مــشــكــلــة الــتــبــعــيــة الـــعـــمـــيـــاء، فـــهـــم عـــلـــى غـيـر اســتــعــداد لمــراجــعــة أخــطــائــهــم. ونـهـجـهـم الــدفــاعــي يحتم عليهم إدانة كل من ينتقد قراراتهم، ورميه بالانبطاح في حـضـن الــعــدو وخــدمــة أجـنـدتـه؛ فــي حــ أن مــن يعترض عـلـى قــــــرارات «حـــمـــاس» لا يــبــرئ الـحـكـومـة الإسـرائـيـلـيـة وجيشها من جرائم الحرب والإبادة التي تحصل، فالعالم كله يجرّمها، إنما المصيبة فـي مـؤيـدي «حـمـاس» الذين يريدوننا أن نتغاضى عن جريرة السنوار بعبثه بحياة المدنيين. هنا المشكلة، هنا العقلية التي تتبع تبعية عمياء وتؤيد بتحيز. إن قـــيـــادات المـــقـــاومـــة مـــن الــشــعــوب الـــتـــي عـــانـــت من الاحــتــال والـفـصـل العنصري والاسـتـعـمـار، وكــل أشكال الاســتــعــبــاد، حـــاربـــت وقـــاومـــت وانـــتـــصـــرت، إنــمــا بــذكــاء، بدهاء، بصبر طويل. للروح الإنسانية عندهم قيمة، حتى لـلـمـدنـيـ مــن مستعمريهم ومـحـتـلـيـهـم، فلخصومتهم شـــرف وفـــروســـيـــة. عـــانـــوا لــعــقــود، وربـــمـــا لـــقـــرون، فـــي كل الـقـارات الخمس. فلقيادات حركات التحرر قصص حفل بها الـتـاريـخ، أغلبها حفر اسـمـه بفروسيته، لا بتهوره وغبائه وعدم إنسانيته، فإن كان نتنياهو وحكومته أُدينا عالميا فالسنوار مثلهما. هل يعلم مؤيدو «حماس» حجم الهجوم الإسرائيلي على نتنياهو وجيشه داخل إسرائيل؟ لا نقول ذلك لأننا نتخذهم مـثـالاً للديمقراطية وأصـحـاب القيم الإنسانية والحضارية، إنما لنقول بأن نتنياهو لا يريد لهذه الحرب أن تنتهي مثله مثل الـسـنـوار؛ لأن فـي وقفها ونهايتها انــتــهــاء مـسـتـقـبـل الاثـــنـــ الــســيــاســي. الــســنــوار سيخرج وستدخل السلطة الفلسطينية، وسيُفرض على إسرائيل وجــــود دولــــة فلسطينية بسلطة مـــوحـــدة، وهــــذا آخـــر ما يــريــده نـتـنـيـاهـو والـيـمـ الإســرائــيــلــي، وكــذلــك الـسـنـوار سينتهي بقبوله وقف إطلق النار. لـــذا، فـــإن كــل مــا هــو مـتـاح -مـــن أوراق ضـغـط ولعبة مـــفـــاوضـــات- مـــشـــروع لــاثــنــ ، بـمـا فـيـه اســتــغــال أرواح البشر الذين دُهسوا وسالت دماؤهم تحت طموح المحتل والمختل! حفل ذكرىضحايا حزب «القوات اللبنانية» الأسبوع الــفــائــت، لـيـس بـأهـمـيـة الأحـــــداث الــجِــســام الــتــي تعيشها المنطقة، إنما كل ما من شأنه أن يصبّ في استعادة لبنان وإخراجه من طوق إيران ومحور الممانعة مهم؛ لما تشكّله البلد من قيمة مضافة لمحور دول الاعتدال الإقليمية. كـتـلـة نــــواب «الــــقــــوات الــلــبــنــانــيــة»، وهــــي أكــبــر كتلة مسيحية فـي الـبـرلمـان، ومــن خيرة الــنــواب، مؤهّلة للعب دور في هذا السياق، لا سيما أن الحزب بات اليوم يمثّل الشريحة الأوســـع مسيحيا بعد تشظّي الـتـيـار الوطني الـــحـــر، بــزعــامــة الــرئــيــس الــســابــق مـيـشـال عــــون، وضـعـف قاعدته، وخسارته عدداً من نوابه. من هذا الباب أتطرّق إلى خطاب رئيس حزب «القوات» سمير جعجع، ليس من باب الحياد؛ لأني لست محايداً، ولا على سبيل الانتقاد الهدّام، بل عبر مقاربة موضوعية تلتقي مع ما يهدف إليه جعجع. فـــي الــشــكــل، كــــان يــجــدر بــحــزب «الــــقــــوات» لـــو فصل مـراسـم الـصـاة والـقـداس عـن الاحتفال بـالـذكـرى، مـا كان سيتيح له الخروج من دائـرة الحزب المسيحي إلى رحاب مشروع حـزب لبناني جامع يفصل الدين عن السياسة، وهو ما ينادي به جعجع، ولكي لا يقع في محاكاة ما لا ينفكّ عن انتقاده في إطللات أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الـلـه، لجهة إقـحـام الـديـن فـي السياسة، وكم كان أكمَل لو تحوّل حفل الذكرى إلى حفل لضحايا لبنان، 14 وبخاصة ضحايا انتفاضة «الاسـتـقـال الـثـانـي» فـي .2005 ) مارس (آذار من جهة أخــرى، كـان من الأفضل تجنّب العراضات «الـكـشـفـيـة» شـبـه الـعـسـكـريـة؛ لارتـبـاطـهـا بــأذهــان غالبية اللبنانيين بذكريات الحرب الأهلية الأليمة، كيف ننسى وأنــاشــيــد وشـــعـــارات الــحــرب كـانـت تـصـدح لتعيدنا إلـى نـــصـــف قـــــرن مـــضـــى؟ عــــراضــــات تــتــمــاثــل مــــع مـــمـــارســـات ميليشياوية راهنة، أول من يعارضها هو حزب «القوات». أمــــــا فـــــي المــــضــــمــــون، فـــقـــد جــــــاء الــــخــــطــــاب ســـيـــاديـــا بـامـتـيـاز، ولا غـبـار عـلـى أهــدافــه مــن المـطـالـبـة باستعادة السيادة، وحصر السلح بالدولة القادرة، ورفع الهيمنة، واسترجاع لبنان لدوره الريادي، والأهم أيضا، الانفتاح على تعديل الدستور بعد انتخاب رئيس للجمهورية، مع التمسك بوحدة الأرض والشعب. جاهَر جعجع بموقف حزبه الداعم للقضية الفلسطينية، والرافض لحرب غزة ومآسيها، كما لحرب المساندة والمشاغلة التي أُطلقت من الجنوب اللبناني، والـتـي لا ناقة ولا جمل للبنان فيها، بحسبه. في السياسة، يحمل الخطاب هنات كثيرة، أبرزها رســـم أجــمــل صــــورة لـلـبـنـان المـسـتـقـبـل مـــن دون أن يـدلّـنـا على الطريق الواجب سلوكه لنصل إليه، وعلى الوسائل المــتــاحــة داخــلــيــا وخــارجــيــا لتحقيق مـــا نـــريـــده، لـــم يُـشِـر فعليا سوى إلى إطارَين مبهمَين، وهما الحوار والمقاومة، مـتـاقـيـا مــع الـخـصـم أقــلــه بـالـتـعـابـيـر المـسـتـخـدمـة، وإلــى غياب خريطة طـريـق، كـان لافتا الإغـفـال - الـزلّـة لموضوع الـحـاجـة الـقـصـوى لتوحيد الـقـوى المـعـارضـة والمناهضة لمشروع «حزب الله»، لتتمكّن في اليوم التالي، بحسبه، من الانخراط في مفاوضات معه كفريقين متكافئين، وتسقط عندها أهمية فائض القوة جرّاء فائض السلح. آذار وضحاياها، 14 الخطاب قفز أيضا فوق تجربة وغفل استذكار رفيق الحريري ورفـاقـه، ومسلسل القتل ، ولا يــــزال مـسـتـمـراً، تجاهل 2005 الــــذي تـــاه مـنـذ سـنـة جعجع دور المـكـوّن السّني المغيّب منذ اغتيال الحريري الأب، والاغتيال السياسي لسعد الحريري الذي دُفّع ثمن إيصال العماد ميشال عون إلى قصر بعبدا، وربطه النزاع مـع «حــزب الـلـه»، ولعل جعجع اسـتـدرك فـي الـيـوم التالي هذه الخطيئة بإرسال وفد نيابي إلى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريــان؛ «للتباحث في القضايا التي تهم البلد». إغــفــال الــسّــنــة خـطـيـئـة، ومـــن دونــهــم لا مــجــال لقلب الأوضـــــــــاع الــــســــائــــدة، وتـــرجـــمـــة مــــا يـــطـــالـــب بــــه جــعــجــع، وبــخــاصــة مـــع مـــحـــاولات «حــــزب الـــلـــه» اقــتــنــاص الــفــرص لـشَـرذَمـتـهـم، وخـلْـق بــؤر ضمنهم مــؤيّــدة لـه فـي أكـثـر من منطقة، تحت غطاء الدفاع عن غزة وفلسطين. بالعودة إلى مقدمة هذه السطور، فات جعجع أيضا الـبـعـد الإقـلـيـمـي لمـــا يــجــري حــولــنــا، ولمـــا يـعـانـيـه لـبـنـان، وضـــرورة البحث عما يتيح للمعارضة مجتمِعةً ملقاة دول الاعـتـدال العربي، واستعادة ثقتها كما ثقة العالم، بصفتها الممثل الشرعي لغالبية اللبنانيين. لـم يتطرّق جـعـجـع إلــــى رؤيـــــة لــبــنــان المـسـتـقـبـل لــــــدوره فـــي محيطه العربي المتغير والمـتـجـدد بـاسـتـمـرار، وكـيـف يُبعد البلد عن خطوط الاضطرابات الإقليمية، ويستعيد قراره كبلد مستقل، ودوره كجسر تـواصـل بـ دول العالم، حلم لن يتحقّق ما دامت الشّرذمة والانقسام والخلفات الضيقة الـشـخـصـيـة والأنـــانـــيـــة مـتـحـكّـمـة. آن الأوان لــلــخــروج من المــاضــي بنجاحاته القليلة، وإخـفـاقـاتـه الـكـثـيـرة المـؤلمـة، والعبور إلى المستقبل، والانعتاق من وهم أن العالم كله منشغل بالقضية اللبنانية، والـتـركـيـز عــوض ذلــك على كيفية انخراط لبنان بدور جديد ينسجم مع منظومة دول عرب المستقبل، ليحتضنه الجميع فعليا. أخيراً لو يقدّر للمعنيين تحرير السياسة من الدين، والدخول إلى رحاب الإيمان الفسيحة، والمُواطَنة، والحوكمة الرشيدة، علّهم يتمكّنون من رأب التصدعات الداخلية. تُــعــد الـقـمـة الـصـيـنـيـة - الأفــريــقــيــة مـــن أبـــرز الأحداث الدبلوماسية الدولية، حيث يلتقي قادة الأعضاء في الأمم المتحدة، 54 الدول الأفريقية الـ مـع الــقــادة الصينيين كـل ثــاث سـنـوات لمناقشة الـــتـــعـــاون والـــقـــضـــايـــا الاقـــتـــصـــاديـــة والــتــنــمــويــة المشتركة. تـمـحـورت قمة سبتمبر (أيــلــول) لهذا الـــعـــام، الــتــي انــعــقــدت فـــي بــكــ ، حـــول مـوضـوع «الـــتـــكـــاتـــف مــــن أجــــــل تـــعـــزيـــز الـــتـــحـــديـــث وبـــنـــاء مجتمع مصير مشترك رفيع المستوى بين الصين وأفريقيا». يُعد هـذا المـوضـوع طموحا ويعكس الــرغــبــة فـــي تـــجـــاوز الـــتـــحـــديـــات، خــصــوصــا تلك المتعلقة بـتـحـديـث الاقــتــصــاد الأفــريــقــي ليصبح أكـثـر قـــدرة على خلق القيمة المـضـافـة، وتحقيق الـتـكـافـؤ الــتــجــاري والاقـــتـــصـــادي، والانــتــقــال من التبعية إلى التكامل، وخلق مستقبل مشترك من خـــال اسـتـغـال الإمــكــانــات المـتـاحـة لخلق فـرص جديدة للنمو المشترك. تُعبّر هــذه الطموحات عـن وعــي بالعقبات الحقيقية التي تواجه العولمة المشتركة، والرغبة فـــي خــلــق واقـــــع جـــديـــد يـــخـــدم مــصــالــح الـطـرفـ الاقــتــصــاديــة والـسـيـاسـيـة والـجـيـوسـتـراتـيـجـيـة. ويكتسي الجانب السياسي والجيوستراتيجي أهـمـيـة بـالـغـة، خـصـوصـا بالنسبة للصين التي تسعى بقوة لإعادة ترتيب أوراق النظام العالمي. وحتى بعض الـــدول الأفريقية لا تـرى مانعا في تشكيل تكتلت جديدة وفق قواعد جديدة لنظام عالمي لا يخدم أجندة الدول الغربية فحسب. وهــــو مـــا تـنـظـر إلـــيـــه الــــــدول الــغــربــيــة بعين الريبة، خصوصا أن المقاربة الذي اعتمدها الغرب حتى الآن لـ«تنمية» أفريقيا لم تعطِ ثمارها، بل خلقت انـتـظـارات كـبـرى لـم يتم الـتـجـاوب معها، وهــــو مـــا ولّـــــد رفـــضـــا شـعـبـيـا لــلــنــمــوذج الـغـربـي برمّته. ولا يبدو أن الدول الغربية تملك لا الإرادة السياسية ولا الإمكانات المالية لأخذ زمام المبادرة من الصين. بل إن وجودها في أفريقيا بدأ يتراجع لصالح لاعبين جـدد لا يهتمون بقضايا حقوق الإنسان والديمقراطية، كما هو شأن بعض الدول الغربية، ولكنهم، حسب جزء ليس باليسير من النخب الأفريقية، يحترمون اختيارات الشعوب الأفريقية وثقافاتهم ومجتمعاتهم. يتجلّى التحديث الـذي ورد في تيمة القمة في استمرار الصين في دعم المشاريع الصناعية والـزراعـيـة والبنية التحتية في أفريقيا، تنفيذاً لرؤية «مبادرة الحزام والطريق». ويركز الحوار السياسي على تعزيز التفاهم للدفاع عن مصالح الــــــدول الــنــامــيــة فـــي المــحــافــل الـــدولـــيـــة. أمّـــــا على مستوى التكامل الاقتصادي، فقد التزمت الصين زيـــــادة اسـتـثـمـاراتـهـا فــي الــبــرامــج الاقــتــصــاديــة، ورفــــع وارداتــــهــــا مـــن الـــــدول الأفــريــقــيــة لتقليص الفجوة الكبيرة في ميزان التبادل التجاري بين الطرفين، إلى جانب زيادة الدعم المالي وتخفيف وطـــــأة ديـــــون أفــريــقــيــا تـــجـــاه الـــصـــ . وتــعــهــدت الـــصـــ أيـــضـــا بـــدعـــم جـــهـــود الـــســـام فـــي الـــقـــارة الأفريقية ودعـم مساعي حل النزاعات من خلل الدعم الأمني والعسكري. لكنّ هذه الطموحات تواجه تحديات كبيرة. فالصين نفسها تعاني مـن مشكلت اقتصادية حقيقية، مثل الركود المزمن في سوق العقارات، وتــذبــذب الاســتــهــاك الــداخــلــي، وتــدهــور المـــوارد المـالـيـة لـلـحـكـومـات المـحـلـيـة، مـمـا يــنــذر بتباطؤ حـاد في الاستثمار. كما يعاني القطاع الخاص من الضعف بعد الحملة التي شنتها السلطات الــصــيــنــيــة ضــــد بـــعـــض الـــشـــركـــات الـــخـــاصـــة فـي الـسـنـوات الأخــيــرة. هــذا يعني أن الصين لـم تعد تملك نفس القوة الاقتصادية والمالية التي كانت لـديـهـا قـبـل عـقـد مـــن الـــزمـــن لتنفيذ طموحاتها فـــي أفــريــقــيــا وعـــبـــر الـــعـــالـــم. قـــد يـتـغـيـر الــوضــع مستقبلً، ولكن الواقع الحالي يفرض مجموعة من التحديات. من جهة أخــرى، فـإنّ الميزان التجاري يميل بشكل كبير لـصـالـح الــصــ ، فــي حــ أن الـــدول الأفريقية لا تصدّر إلى الصين إلا المـواد الأولية، وهـــــــذه الـــــــصـــــــادرات تـــشـــكـــل جـــــــزءاً ضـــئـــيـــاً مـمـا تـسـتـورده الـصـ . لـهـذا، تعهدت الـصـ بـزيـادة وارداتـهـا من أفريقيا، لكنّ هـذا يتطلب تصنيعا وتـحـويـاً أكـبـر لـلـمـواد الأولــيــة فــي أفـريـقـيـا قبل تـصـديـرهـا، مـمـا ستتعزز مـعـه قيمة الــصــادرات الأفــــريــــقــــيــــة. هــــــذا المـــــســـــار يـــحـــتـــاج إلــــــى الـــوقـــت والاســـتـــثـــمـــار والــــدعــــم المـــالـــي والـلـوجـيـسـتـيـكـي، بالإضافة إلى نقل الخبرات، وهو أمر لا يزال في بداياته. إشــكــالــيــة تـــراكـــم الــــديــــون الأفـــريـــقـــيـــة تـجـاه الصين تنذر بـأن تصبح هيكلية، مما قد يؤدي إلـــــى عــــواقــــب وخـــيـــمـــة عـــلـــى الـــــتـــــوازنـــــات المـــالـــيـــة والماكرواقتصادية في أفريقيا. إعادة هيكلة هذه الـديـون وتحويل بعضها إلـى استثمارات، وهو ما تم تأكيده خلل القمة، يشكل الطريق الأمثل لحل هـذه المعضلة. صحيح أنـه تم تنفيذ بعض المشاريع رغـم مردوديتها الاقتصادية المتدنية، وهـــو درس يـجـب أن تـتـعـلـم مـنـه أفـريـقـيـا لكيل تُكبّل قدراتها بمشاريع غير مجدية اقتصاديا في المستقبل. تُــعــد أفـريـقـيـا فــرصــة سـانـحـة لـلـصـ التي تبحث عن شركاء في سعيها لبلورة نظام عالمي جديد. وفـي المقابل، تُعد الصين قـوة اقتصادية وصناعية ومالية عظمى يمكن الاعتماد عليها لـدعـم تنمية أفـريـقـيـا، بعيداً عـمّـا يـــراه كثير من الأفـارقـة أنـه إمــاءات وحسابات ضيقة وعجرفة سـيـاسـيـة وفــكــريــة لــــدى بــعــض الـــــدول الـغـربـيـة. الرغبة السياسية موجودة لدى الطرفين؛ الصين وأفريقيا، لوضع قواعد جديدة أكثر عـدلاً تجاه دول الجنوب. ولكن تحقيق هذه الأهداف يتطلب مـقـاربـةً نـاجـعـة وتـتـبّـعـا دقـيـقـا لتنفيذ مضمون بيان بكين، وترسيخا فعليا لمبدأ «رابـح - رابح» الذي يميّز عادةً مؤتمرات الصين وأفريقيا. OPINION الرأي 12 Issue 16722 - العدد Monday - 2024/9/9 الاثنين وكيل التوزيع وكيل الاشتراكات الوكيل الإعلاني المكـــــــاتــب المقر الرئيسي 10th Floor Building7 Chiswick Business Park 566 Chiswick High Road London W4 5YG United Kingdom Tel: +4420 78318181 Fax: +4420 78312310 www.aawsat.com [email protected] المركز الرئيسي: ٢٢٣٠٤ : ص.ب ١١٤٩٥ الرياض +9661121128000 : هاتف +966114429555 : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني: 800-2440076 المركز الرئيسي: ٦٢١١٦ : ص.ب ١١٥٨٥ الرياض +966112128000 : هاتف +9661٢١٢١٧٧٤ : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: saudi-disribution.com وكيل التوزيع فى الإمارات: شركة الامارات للطباعة والنشر الريـــــاض Riyadh +9661 12128000 +9661 14401440 الكويت Kuwait +965 2997799 +965 2997800 الرباط Rabat +212 37262616 +212 37260300 جدة Jeddah +9661 26511333 +9661 26576159 دبي Dubai +9714 3916500 +9714 3918353 واشنطن Washington DC +1 2026628825 +1 2026628823 المدينة المنورة Madina +9664 8340271 +9664 8396618 القاهرة Cairo +202 37492996 +202 37492884 بيروت Beirut +9611 549002 +9611 549001 الدمام Dammam +96613 8353838 +96613 8354918 الخرطوم Khartoum +2491 83778301 +2491 83785987 عمــــان Amman +9626 5539409 +9626 5537103 صحيفة العرب الأولى تشكر أصحاب الدعوات الصحافية الموجهة إليها وتعلمهم بأنها وحدها المسؤولة عن تغطية تكاليف الرحلة كاملة لمحرريها وكتابها ومراسليها ومصوريها، راجية منهم عدم تقديم أي هدايا لهم، فخير هدية هي تزويد فريقها الصحافي بالمعلومات الوافية لتأدية مهمته بأمانة وموضوعية. Advertising: Saudi Research and Media Group KSA +966 11 2940500 UAE +971 4 3916500 Email: [email protected] srmg.com تُعد أفريقيا فرصة سانحة للصين التي تبحثعنشركاء فيسعيها لبلورة نظام عالميجديد آن الأوان للخروج من الماضي بنجاحاته القليلة وإخفاقاته الكثيرة المؤلمة سام منسى نتنياهو لا يريد لهذه الحرب أن تنتهي مثله مثل السنوار سوسن الشاعر أفريقيا والصين... فرص وتحديات المصير المشترك لحسن حداد بين نتنياهو والسنوار كيلا تبقى ذكرى الضحايا منقوصة

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky