issue16721

2 أخبار NEWS Issue 16721 - العدد Sunday - 2024/9/8 األحد ASHARQ AL-AWSAT زعيم االنقالبيين هدَّد بـ«مفاجآت برية» الحوثيون يُصعّدون جنوباً... وواشنطن تدمر مسيّرة ومركبة دعم صــعّــدت الـجـمـاعـة الـحـوثـيـة املـدعـومـة مــن إيــــران مــن هجماتها بـاتـجـاه محافظة لحج اليمنية (جنوبًا)، وذلك عقب تهديدات زعيمها عبد امللك الحوثي في أحدث خطبه بما وصفه بـ«املفاجآت البرية». جـاء ذلـك في وقـت واصـل فيه الجيش األمـــــيـــــركـــــي ضـــــربـــــاتـــــه االســــتــــبــــاقــــيــــة ضــد الـــجـــمـــاعـــة، فــــي ســـيـــاق الـــســـعـــي إلضـــعـــاف قــدراتــهــا عـلـى مـهـاجـمـة الـسـفـن فـــي البحر األحمر وخليج عدن. وأوضحت القيادة املركزية األميركية ســـاعـــة في 24 بــــأن قـــواتـــهـــا نـجـحـت خــــال تــدمــيــر مــســيــرة لـلـحـوثـيـن املـــدعـــومـــن من إيــــران، إضــافــة إلـــى مـركـبـة دعـــم واحــــدة في منطقة يمنية تسيطر عليها الجماعة. وفـــي حــن لــم يـتـحـدث الـحـوثـيـون عن هذه الضربات، وال آثارها، وال عن املنطقة التي استهدفتها، قال الجيش األميركي إنه تبي أن هـذه األنظمة كانت تُشكل تهديدًا واضـحـ وشيكًا للقوات األمريكية وقــوات التحالف والسفن التجارية في املنطقة. وأضاف البيان أنه «تم اتخاذ اإلجراء (تـــدمـــيـــر املـــســـيـــرة املـــركـــبـــة) لــحــمــايــة حـريـة املـــاحـــة وجــعــل املـــيـــاه الــدولــيــة أكــثــر أمـانـ وأمن ًا». وفـــــــي مــــقــــابــــل الـــتـــصـــعـــيـــد الــــحــــوثــــي، أطـــلـــقـــت واشـــنـــطـــن فــــي ديـــســـمـــبـــر (كــــانــــون األول) املـاضـي مـا سمّته «تـحـالـف حـارس االزدهــــــار» لـحـمـايـة املــاحــة الـبـحـريـة، قبل أن تبدأ ضرباتها الجوية على األرض في يــنــايــر (كـــانـــون الـــثـــانـــي) بــمــشــاركــة من 12 بريطانيا. وتــلــقــت الــجــمــاعــة الــحــوثــيــة أكـــثـــر من غــارة منذ ذلـك الوقت في مناطق عدة 600 خاضعة لها، بما فيها صنعاء، لكن أكثر الـضـربـات تـركّــزت على املناطق الساحلية فــي مـحـافـظـة الــحــديــدة، الــتــي تـتـخـذ منها الـــجـــمـــاعـــة مــنــطــلــقــ لـــشـــن الـــهـــجـــمـــات ضـد السفن. 19 وتــــشّــــن الـــجـــمـــاعـــة الـــحـــوثـــيـــة مـــنـــذ نوفمبر (تشرين الثاني) املاضي هجمات ضــــد الـــســـفـــن فــــي الـــبـــحـــر األحــــمــــر وخــلــيــج عدن واملحيط الهندي، تحت مزاعم نصرة الفلسطينيي في غزة، ومنع ملحة السفن املـــرتـــبـــطـــة بــــإســــرائــــيــــل، بـــغـــض الـــنـــظـــر عـن جنسيتها، إضــافــة إلـــى الـسـفـن األمـيـركـيـة والبريطانية. وكانت الجماعة قد هاجمت األسبوع املاضي ناقلة نفط ترفع علم بنما، وتدعى »، ليرتفع عــدد السفن التي 1 «بـلـو الجـــون أصيبت منذ بـدء التصعيد إلـى مـا يقارب سفينة تبنّت 185 سفينة، من بي نحو 34 الجماعة مهاجمتها. وكــان أحــدث هجوم مؤثر ضد السفن قــد نـفّــذتـه الـجـمـاعـة فــي الـبـحـر األحــمــر في أغـــســـطـــس (آب) املـــــاضـــــي ضـــــد نــاقــلــة 21 النفط اليونانية «سـونـيـون» عبر سلسلة هـــجـــمـــات؛ مــــا أدى إلــــــى تــــوقُّــــف مــحــركــهــا وجـنـوحـهـا، قبل أن يـجـري إخـــاء طاقمها بــواســطــة سـفـيـنـة فـرنـسـيـة تـابـعـة للمهمة األوروبية «أسبيدس». وبعد إخلء الطاقم، اقتحم املسلحون الــــحــــوثــــيــــون الــــنــــاقــــلــــة، وقـــــامـــــوا بـتـفـخـيـخ سطحها وتفجيرها؛ مـا أدى إلـى اشتعال الــحــرائــق عـلـى مـتـنـهـا، وســـط مــخــاوف من انـفـجـارهـا، أو تـسـرُّب حمولتها مـن النفط البالغة مليون برميل. وأعــلــنــت الـبـعـثـة الـبـحـريـة األوروبـــيـــة «أسبيدس»، الثلثاء املاضي أن «الظروف غير مواتية» لقطر الناقلة املشتعلة، محذرة من كارثة بيئية «غير مسبوقة» في املنطقة. وقــــــالــــــت «أســــــبــــــيــــــدس» عــــلــــى مــنــصــة «إكــــس»: «إن الـشـركـات الـخـاصـة املسؤولة عن عملية اإلنقاذ توصَّلت إلى أن الظروف لـم تكن مواتية إلجـــراء عملية القطر، وأنـه لـــم يــكــن مـــن اآلمـــــن املُـــضـــي قـــدمـــ ، وتــــدرس الشركات الخاصة اآلن حلوال بديلة». فــبــرايــر 18 وأدى هـــجـــوم حـــوثـــي فـــي (شـــــــبـــــــاط) املــــــاضــــــي إلـــــــى غـــــــرق الـــســـفـــيـــنـــة البريطانية «روبيمار» في البحر األحمر، قــبــل غــــرق الـسـفـيـنـة الــيــونــانــيــة «تـــوتـــور»، يونيو 12 الـتـي استهدفتها الجماعة فـي (حزيران) املاضي. مارس 6 كما أدى هجوم صاروخي في بحّارة، وإصابة 3 (آذار) املاضي إلى مقتل آخــريــن، بـعـد أن اسـتـهـدف سفينة «تــرو 4 كونفيدنس» الليبيرية في خليج عدن. وإلــــى جــانــب اإلصـــابـــات الــتــي لحقت بالسفن، ال تزال الجماعة تحتجز السفينة 19 «غــاالكــســي لــيــدر» الـتـي قرصنتها فــي نوفمبر املاضي، واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف، شمال الحديدة، وحوّلتها مزارًا ألتباعها. وإلـــــى جـــانـــب الــتــهــديــد الـــبـــحـــري ضد الــســفــن، ذكــــرت مـــصـــادر مـحـلـيـة يـمـنـيـة أن الجماعة الحوثية شنّت هجمات على مواقع عسكرية تابعة لـلـقـوات املـوالـيـة للحكومة اليمنية فــي محافظة لـحـج الـجـنـوبـيـة، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفي. ووفـــق املــصــادر، استهدفت الهجمات الـــحـــوثـــيـــة مـــوقـــعـــن فـــــي مـــنـــطـــقـــة عـــهـــامـــة، الـــتـــابـــعـــة ملـــديـــريـــة املـــســـيـــمـــيـــر، واســـتـــولـــت عليهما، قبل تشّن القوات املوالية للحكومة هجمات مضادة في مسعى الستردادهما. وتسود مخاوف في األوساط اليمنية مــــن أن تـــقـــوم الـــجـــمـــاعـــة الـــحـــوثـــيـــة بـنـسـف الـــتـــهـــدئـــة املـــيـــدانـــيـــة الـــقـــائـــمـــة مـــنـــذ أبـــريـــل ، خصوصًا بعد حديث زعيم 2022 ) (نيسان الـجـمـاعـة الـحـوثـيـة فــي أحــــدث خـطـبـه عما وصفه بـ«مفاجآت برية». ومـــــن وقـــــت آلخــــــر، تـــهـــاجـــم الــجــمــاعــة االنــقــابــيــة مـــواقـــع الـــقـــوات الـحـكـومـيـة في تـعـز ولــحــج والــضــالــع ومـــــأرب، واتهمتها الـحـكـومـة أخـــيـــرًا بـمـحـاولـة قـصـف منشأة «صافر» النفطية في مأرب. وبـعـد تطلع اليمنيي فــي آخـــر الـعـام املــــاضــــي إلـــــى حــــــدوث انـــفـــراجـــة فــــي مــســار الـسـام بعد مـوافـقـة الحوثيي والحكومة اليمنية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، فـإن هـذه اآلمــال تبددت مع تصعيد الحوثيي وشن هجماتهم ضد السفن في البحر األحمر وخليج عدن. وفـــــــــي أحــــــــــــدث تـــــصـــــريـــــحـــــات رئــــيــــس «مجلس القيادة الرئاسي اليمني»، رشاد العليمي، حمل الحوثيي مسؤولية تعطيل مسار الـسـام، وتـطـرق إلــى املــبــادرات التي قدمها «املجلس»، وقـال: «لم نجد املشترك معهم للتقدم عـلـى هـــذه الـطـريـق؛ إذ ليس لـديـهـم ســـوى الـــحـــرب والـــدمـــار بوصفهما خيارًا صفريًا». عدن: علي ربيع حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» عقب سلسلة هجمات حوثية استهدفتها (أ.ف.ب) تعرضت الجماعة الحوثية غارة 600 إلى أكثر من في مناطق عدة خاضعة لها اإلرياني: تدابير الستقدام اآلالف من إيران وباكستان وأفغانستان ولبنان والعراق وزير يمني يحذر من مخطط حوثي إلغراق البالد بالسياحة الطائفية حـــــــذر وزيـــــــــر اإلعـــــــــــام الـــيـــمـــنـــي مــعــمــر اإلريـــــانـــــي مـــمـــا وصـــفـــه بــــ«مـــخـــطـــط حـــوثـــي» إلغــراق البلد بالسياحة الدينية ذات البعد الــطــائــفــي، مـتـهـمـ الـجـمـاعـة بـتـدمـيـر املـعـالـم األثـــــريـــــة والـــتـــاريـــخـــيـــة والـــثـــقـــافـــيـــة؛ خـــدمـــة ألجندتها في تدمير املوروث اليمني. وقال الوزير اإلرياني في تصريح رسمي إن الـحـوثـيـن يـخـطـطـون الســتــقــدام عـشـرات اآلالف مـــن إيــــــران وبــاكــســتــان وأفــغــانــســتــان ولبنان والعراق، للمناطق الخاضعة بالقوة لسيطرتهم، تحت غطاء زيارة املراقد الدينية واألضـــرحـــة، عـبـر مــا يـسـمـى «مـــشـــروع دليل الـــبـــرنـــامـــج الـــســـيـــاحـــي واملـــعـــالـــم الـسـيـاحـيـة والـــتـــاريـــخـــيـــة املــتــعــلــقــة بــالــهــويــة اإليــمــانــيــة وأعلم الهدى». واتـــــهـــــم اإلريـــــــانـــــــي، وهــــــو أيــــضــــ وزيـــــر الـسـيـاحـة والــثــقــافــة فـــي الـحـكـومـة الـيـمـنـيـة، الجماعة الحوثية بأنها عمدت منذ انقلبها إلــى تجريف املـعـالـم السياحية عبر انتهاك حـرمـة وحـصـانـة األعــيــان الـثـقـافـيـة واملــواقــع األثرية واستخدامها في العمليات العسكرية وتــخــزيــن األســـلـــحـــة، كــمــا عـمـلـت عــلــى نبش املـــــواقـــــع األثـــــريـــــة بــــغــــرض االتـــــجـــــار بــــاآلثــــار لتمويل عملياتها العسكرية. وتـــخـــطـــط الـــجـــمـــاعـــة الـــحـــوثـــيـــة - طـبـقـ مبنى أثــري في مدينة 500 لإلرياني - لهدم صنعاء القديمة، املدرجة ضمن قائمة التراث اإلنساني من قبل «اليونسكو»، ومـن بينها «سوق الحلقة»، إحدى أهم األسواق الحرفية الــتــاريــخــيــة فـــي املـــديـــنـــة؛ بــهــدف إقـــامـــة مـــزار ديني، وإقامة مناسبات طائفية خاصة بها ال عـاقـة لـهـا باليمنيي، حـيـث تـعـمـل، وفـق قوله، نحو «التوسع التدريجي في التحول نـحـو حـالـة كهنوتية الهــوتــيــة». وقـــال وزيــر اإلعلم اليمني إن هذا التحرك الحوثي الخطر املـتـمـثـل فــي فـتـح «الـسـيـاحـة الـديـنـيـة» ليس مجرد خطة لتنشيط السياحة، «بـل وسيلة خبيثة» لتعزيز النفوذ اإليـرانـي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، وإدخـال الخبراء من إيران و«حزب الله»، واملقاتلي إلى الداخل اليمني، مما يعمق الهيمنة اإليرانية ويقوي قبضتها على مقدرات البلد، ويمثل تهديدًا خـطـيـرًا لـلـيـمـن والـيـمـنـيـن عـلـى املـسـتـويـات السياسية واالجتماعية والفكرية والتركيبة السكانية، وفق تعبيره. تهديد سياسي واجتماعي مـــن الــنــاحــيــة الــســيــاســيــة، أشـــار اإلرياني إلى أن هذه الخطوة الحوثية تمثل «مـحـاولـة الستحضار الـصـراع املـذهـبـي فـي الـيـمـن، وفـــرض االنـقـاب الــحــوثــي عـبـر دعـــم (طــائــفــي) إيــرانــي مباشر تحت غطاء السياحة الدينية، وتـحـويـل الـبـاد إلــى سـاحـة مفتوحة لـلـتـدخـات اإليـــرانـــيـــة، وهـــو مــا يهدد أمن واستقرار اليمن واملنطقة، ويعمل على تعميق األزمة اليمنية وتقويض فرص التهدئة وإحلل السلم». بـــيـــنـــمـــا أوضـــــــــح وزيـــــــــر اإلعـــــــام اليمني أنـه من الناحية االجتماعية والـــــفـــــكـــــريـــــة، فـــــــإن خــــطــــة الـــحـــوثـــيـــن تــــــــهــــــــدف إلــــــــــــى الــــــــتــــــــرويــــــــج ألفــــــكــــــار ومــعــتــقــدات مـتـطـرفـة مـــســـتـــوردة من إيـــران وبـعـيـدة كـل البعد عـن الهوية الـــيـــمـــنـــيـــة الــــوســــطــــيــــة، كــــمــــا تــــنــــدرج ضــمــن مــــحــــاوالت الــجــمــاعــة لتغيير البنية الثقافية والدينية والتركيبة الديمغرافية للمجتمع اليمني، وزرع االنـــقـــســـامـــات الــطــائــفــيــة الـــتـــي تـهـدد السلم األهـلـي والنسيج االجتماعي املـــتـــمـــاســـك وقـــيـــم الـــتـــنـــوع والــعــيــش املـــشـــتـــرك، والـــتـــي ســــادت لـــقـــرون بي اليمنيي. ودعـــــــا اإلريـــــانـــــي الــيــمــنــيــن إلـــى الـتـحـلـي بــالــوعــي والـيـقـظـة تــجــاه ما وصفه بـ«املخططات الخبيثة»، وإلى الوقوف صفًا واحـدًا ضد أي محاولة لتكريس الـنـفـوذ اإليــرانــي فـي البلد تـــحـــت أي مـــســـمـــى، والــــحــــفــــاظ عـلـى الهوية الوطنية والعربية التي تحاول ميليشيا الحوثي اإلرهابية تجريفها لصالح هوية فارسية تـعـادي كـل ما هـو يمني وعــروبــي، ورهـــن مستقبل البلد بيد إيـران ومشاريعها املأفونة في املنطقة، وفق تعبيره. عدن: «الشرق األوسط» معمر اإلرياني وزير اإلعالم والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ) جبايات حوثية من بوابة «المولد النبوي» رغم نفي زعيم الجماعة بــيــنــمــا نـــفـــى زعـــيـــم الـــجـــمـــاعـــة الــحــوثــيــة عـبـد املــلــك الــحــوثــي فـــرض أي جــبــايــات مالية لدعم االحـتـفـاالت بمناسبة «املـولـد النبوي»، واصـــلـــت الـجـمـاعـة إجـــبـــار الــســكــان، بمختلف فئاتهم ومهنهم، على التبرع لهذه االحتفاالت، وفـــرضـــت إجـــــــراءات عـقـابـيـة عــلــى مـــن يـرفـض التبرع، وتوعَّدت بمحاسبة مسؤولي املنشآت العمومية في حال عدم املشاركة، بالتزامن مع إقرار جبايات مرتفعة على امللبس املستوردة. وكـان الحوثي قد نفى في أحـدث خطبه، الخميس املاضي، أن تكون جماعته قد فرضت ضـرائـب وجبايات مالية جـديـدة على التجار فــــي مـــنـــاطـــق ســـيـــطـــرتـــهـــا، لــتــمــويــل االحـــتـــفـــال بـ«املولد النبوي» الذي تنظمه سنويًا، وتحشد لــصــالــحــه كــــل اإلمــــكــــانــــات واملـــــــــوارد الــبــشــريــة واملـالـيـة، وتعمم بالقوة مظاهر االحـتـفـال في كافة الـشـوارع والطرقات واملباني في مناطق سيطرتها. وانـتـشـرت الـزيـنـات واألضــــواء الخضراء في سائر مناطق سيطرة الجماعة، مع نصب مئات اللوحات اإلعلنية التي تحمل شعارات الجماعة الـحـوثـيـة، ومقتطفات مـن خطابات زعيمها، أو مقوالت مؤسسها حسي الحوثي. وتسود املجتمع اليمني حالة من السخط بسبب هــذه املـظـاهـر االحتفالية الـتـي تستفز مــشــاعــرهــم، بـسـبـب األوضـــــاع املـعـيـشـيـة الـتـي يقاسونها تحت سيطرة الـجـمـاعـة. ويمتزج الــســخــط بـالـتـهـكـم عــلــى تــلــك املـــظـــاهـــر، وعـلـى مــقــوالت قـائـد ومــؤســس الـجـمـاعـة؛ خصوصًا أن كثيرًا منها يُكتب بلغة ركيكة أو بصياغة غير مفهومة. وأصــــــدرت الــجــمــاعــة تــوجــيــهــات بـزيـادة جـمـركـيـة عـلـى الـبـضـائـع املــســتــوردة الخاصة بامللبس واألحذية والحقائب، تحت مبرر دعم منتجات امللبس املحلية. ووفــــــقــــــ لــــتــــجــــار فــــــي مــــنــــاطــــق ســـيـــطـــرة الجماعة، فـإن التوجيهات الجديدة تضمنت رفــــع الـــجـــبـــايـــات املــحــصــلــة كـــجـــمـــارك، عـــن كل حـــــاويـــــة مـــحـــمـــلـــة بــــاملــــابــــس املـــــســـــتـــــوردة أو 30( ألــــف دوالر 56 مــســتــلــزمــاتــهــا إلــــى نــحــو مليون ريال يمني). واســـتـــغـــرب «نـــذيـــر قـــــــادري» -وهـــــو اســم مــســتــعــار لـــرجـــل أعــــمــــال- ادعـــــــــاءات الــجــمــاعــة تشجيع املـنـتـجـات املحلية مــن املــابــس، رغـم عــدم وجــود مصانع محلية لصناعة امللبس إال على نطاق محدود جدًا، وفي محال مملوكة ألفـــراد، وتعمل أغلبها على تجهيزات األزيــاء لـــلـــمـــدارس والـــشـــركـــات، وبـــخـــامـــات مــســتــوردة أساسًا. وأوضـــــح «قـــــــادري» لــــ«الـــشـــرق األوســـــط» أن مــالــكــي هــــذه املـــحـــال يــتــعــرضــون بـــدورهـــم لــــابــــتــــزاز وفـــــــرض الـــجـــبـــايـــات بـــشـــكـــل يــرهــق ميزانيتهم ويـحـد مـن إيــراداتــهــم، إضـافـة إلى كونهم يستخدمون األقمشة ومــواد الخياطة املـــســـتـــوردة، والـــتـــي تـــفـــرض الــجــمــاعــة عليها جبايات طائلة. تخضير المدن وشــددت الجماعة الحوثية على مشرفي الــتــحــصــيــل لـــديـــهـــا، إللــــــــزام الـــتـــجـــار والـــبـــاعـــة والـــشـــركـــات الـــتـــجـــاريـــة بـــدفـــع األمـــــــوال املـــقـــدرة مــــن الـــــقـــــادة املــــســــؤولــــن عــــن املــــــــــوارد املـــالـــيـــة، كتبرعات للحتفال بـ«املولد النبوي»، حسب طبيعة وحجم أنشطتهم وأعمالهم التجارية والخدمية. وتقول املصادر إن الجماعة فرضت عـلـى كـبـريـات املـجـمـوعـات الـتـجـاريـة اليمنية، مـثـل «هــائــل سعيد أنـعـم وشـــركـــاه»، و«إخــــوان ثابت»، وشركة «درهم»، ومجموعة «الكبوس»، مبالغ كبيرة تصل إلـى مليار ريــال يمني، أي ألـــف دوالر؛ حـيـث تـفـرض 900 نـحـو مـلـيـون و رياالً. 536 الجماعة سعرًا ثابتًا للدوالر عند وفـــرضـــت الــجــمــاعــة عــلــى مــالــكــي املـبـانـي الـكـبـيـرة والـــبـــارزة فــي املــــدن واألريــــــاف، وعلى املحال التجارية في عموم الشوارع، استخدام الزينات واألضواء الخضراء، واستخدام الطلء األخضر في تلوين األبواب والنوافذ. كما ألـزمـت املـــدارس واملنشآت العمومية بـاالسـتـعـداد لـاحـتـفـال بـــ«املــولــد الـنـبـوي» من خـــال مـظـاهـر الـزيـنـة واألضــــــواء، وتخصيص جزء من إيراداتها لشرائها. وكـــــشـــــفـــــت مـــــــصـــــــادر تـــــربـــــويـــــة أن قـــــــادة حـوثـيـن فــي قـطـاع الـتـربـيـة والتعليم وجَّــهـوا مــــديــــري املــــــــدارس الــعــمــومــيــة والــــخــــاصــــة، مـن خـال تطبيقات املراسلة في وسائل التواصل االجـــــتـــــمـــــاعـــــي، بـــــــضـــــــرورة رفــــــــع تـــــقـــــاريـــــر عــن استعداداتهم للحتفاالت، وإرفاقها ببيانات التجهيزات واملــواد املستخدمة، مع تهديد من يتخلف عن مواكبة االحتفاالت واالستعداد لها بتحمل عواقب ذلك. جبايات من الطالب وأُجِــبــر عــدد مـن مـديـري املـــدارس املـوالـن لـــلـــجـــمـــاعـــة الــــحــــوثــــيــــة الـــــطـــــاب عــــلــــى الـــتـــبـــرع للحتفاالت بــ«املـولـد الـنـبـوي»، إمــا نقدًا وإمـا عين ًا. وحـــســـب املــــصــــادر، فــــإن هـــــؤالء املــديــريــن سعوا إلـى إثـبـات والئـهـم وتفانيهم للحتفال بـ«املولد النبوي» من خلل إلزام الطلبة بتقديم الـتـبـرعـات مــن مـصـاريـفـهـم الـيـومـيـة، وبسبب أن غالبية الطلبة ال يحصلون على مصاريف للمدرسة من عائلتهم بسبب تـردي األوضـاع املعيشية، يطلب املديرون منهم التبرع العيني، كـجـلـب مــــواد غــذائــيــة أو أقـمـشـة ومـسـتـلـزمـات خضراء من منازلهم. عدن: وضاح الجليل

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==