issue16721

الثقافة CULTURE 17 Issue 16721 - العدد Sunday - 2024/9/8 األحد مواد أرشيفيّة للكاتب البريطاني الشهير في متناول تجار الكتب غضب وطني في بريطانيا بعد بيع أرشيف جورج أورويل بالقطعة آالف جـنـيـه إسـتـرلـيـنـي يـمـكـن شـــراء 10 بـــــ »1984« رسالة كتبها بخط اليد، مؤلف روايـة )، الـشـهـيـر بـاالسـم 1950 – 1903( إريــــك بـلـيـر األدبـــي جـــورج أورويــــل. لكن تلك ليست سوى غـــيـــض مـــــن فـــيـــض مــــــــواد أرشــــيــــفــــيّــــة لــلــكــاتــب البريطاني الشهير تـوفـرت مـؤخـرًا لـدى تجار الــكــتــب والـــعـــاديـــات الــــنــــادرة فـــي لـــنـــدن، وذلـــك بعدما ضاقت الشركة التي ورثت أوراق الناشر األصـلـي ألعـمـال أورويــــل ذرعـــا بــأكــوام األوراق والصناديق املغبرة في مستودعاتها، وقررت التخلص منها. وقد أثارت أنباء تفرق أوراق الكاتب الذائع الصيت غضب كثيرين ممن قرأوا أعماله كجزء من املقررات الدراسيّة في بريطانيا، أو وصلت إلـيـهـم ضـمـن جـهـد غــربــي مـكـثـف بـعـد الـحـرب العاملية الثانية لنشر األعمال األدبية والفكرية املعادية للستالينية وإيصالها إلى أكبر عدد مـمـكـن مــن الـــقـــراء، نـاهـيـك بـالـطـبـع عــن شعور عـامـا)، 80( بـــاملـــرارة عـنـد ابـنـه ريـتـشـارد بلير وكــاتــب سـيـرتـه دي جـيـه تـايـلـر صـاحـب كتاب »، كما الوقفية 2003 – «أورويــــل: سـيـرة حـيـاة املــســمــاة عـلـى اســمــه (وقــفــيــة جــــورج أورويـــــل) الحتمال أن تنتهي تلك الوثائق في مجموعات األثرياء الخاصة، فتضيع إلى األبد. وكــــــان أورويــــــــل فــــي حـــيـــاتـــه الـــقـــصـــيـــرة قـد نشر عـــددًا مـن األعـمـال الـروائـيـة، لكن «مـزرعـة ) خاصة 1949( »1984« ) و 1945( » الحيوانات تـــحـــوّلـــتـــا إلــــــى كـــاســـيـــكـــيـــات عــــاملــــيّــــة بـسـبـب توافقهما مـع الدعاية األميركية ضـد االتحاد السوفياتي في أجواء الحرب الباردة. ويبدو أن األميركيني وقتها قلقوا من الصورة اإليجابية عــــن الــشــيــوعــيــة فــــي أذهـــــــان األوروبـــــيـــــ بـعـد انتصار حليفهم الجيش األحمر على النازية وتحريره نصف أوروبـا من شرورها. وتتركز ثيمة الروايتني على نقد الشمولية واألنظمة الديكتاتورية، وقد أعيد طبعهما مئات املرات، ووزّعـــت منهما مليني النسخ، وترجمتا إلى لغات كثيرة، كما تم تحويلهما إلى مسرحيات وأفلم سينمائيّة وتلفزيونية. وبــحــســب مـــصـــادر مـتـقـاطـعـة، فــــإن أوراق أورويـــــل الــتــي تتضمن املـخـطـوطـات والـعـقـود من كتبه كانت في عهدة 4 واملراسلت املتعلقة بـ نـــاشـــره األصـــلـــي شـــركـــة «فــيــكــتــور جــوالنــكــز» املحدودة، وانتقلت بعد بيع الشركة - إثر وفاة مالكها - إلى ناشر جديد هو هوتون ميفلني. وقد بيعت أعمال هذا الناشر الحقا – وضمنا األرشــــيــــف الـــقـــديـــم – إلـــــى مــجــمــوعــة أوريــــــون لـلـنـشـر، قـبـل أن تنتهي األخـــيـــرة، بعناوينها ووثائقها وأرشيفها املوروث، في عهدة عملق الــنــشــر الــعــاملــي مـجـمـوعـة هــاشــيــت، املـمـلـوكـة لــشــركــة الغــــارديــــر الــفــرنــســيــة، الــتــي قــــررت في إغلق مستودع تم تخزين األرشيف 2018 عام فــيــه، وكــلّــفــت ريـــك جـيـكـوسـكـي، تـــاجـــر الكتب والعاديات الـنـادرة اللندني، بمهمة التّخلص مـــن مــحــتــويــاتــه. ويـــبـــدو أن جـيـكـوسـكـي فشل فـــي إيـــجـــاد مــشــتــر لـــأرشـــيـــف كـــامـــا بـالـسـعـر املــــســــتــــهــــدف (مـــــــا ال يــــقــــل عـــــن مــــلــــيــــون جــنــيــه إسترليني)، مـا يفسّر قـــراره الـلـجـوء إلــى بيع األرشيف، ومنه أوراق أورويل، بالقطعة. وبـاإلضـافـة إلــى الـرسـالـة املكتوبة باليد، فإن أرشيف هاشيت الـذي وصل بالفعل ألحد تـــجـــار الــكــتــب الــــنــــادرة فـــي لـــنـــدن يــشــمــل ملف األوراق املتعلق بـروايـة أورويـــل الثانية «ابنة )، بـــمـــا فــــي ذلـــــك عـــقـــد نـشـر 1935( » الـــقـــســـيـــس الـكـتـاب، ورســالــة مـع تصحيحاته للبروفات، كتبه جيرالد جولد، 1934 وتقرير يعود لعام املحرر األدبـي ألسبوعية «األوبزيرفر» ومقيّم النصوص لــدى شـركـة جـوالنـكـز، يقضي بأنه وجــد املخطوطة تستحق النشر، وهــو مسعّر ألــف جنيه إسترليني، وكـذلـك امللف 75 اآلن بــــ الـذي يضم أوراقــا تتعلق بروايته الثالثة «دع )، ويشمل مراسلت 1936( » األسبيدِسترا تحلّق أظهرت أن مخاوف من دعاوى قانونية بتهمة التشهير قد أدت إلـى إجــراء تعديلت رئيسية على النص األولي بناء على طلب الناشر، وهو ألف جنيه. فيما 50 معروض ملن يرغب مقابل ألف جنيه مقابل ملف 35 يطلب تاجر كتب آخر أوراق الـنـص التوثيقي «الـطـريـق إلــى رصيف ). أمــــا مــلــف األوراق الــخــاص 1937( » ويـــغـــان ) فقد بيع 1945( » بـروايـة «مـزرعـة الـحـيـوانـات 100 بالفعل ألحد األثرياء األميركيني الهواة بـ ألف جنيه. ولـم يعرف بعد ما إذا تبقى في مستودع هـاشـيـت مـــواد أخـــرى مـرتـبـطـة بـــأورويـــل. لكن كاتب سيرته يقول إنّــه خـال أبحاثه سمح له بـاالطـاع على أوراق شـركـة فيكتور جوالنكز املــتــعــلــقــة بـــالـــكـــتـــب األربـــــعـــــة، والحــــــظ أن ثـمـة صندوقا يضم مـراسـات بني الناشر وكاتبه، ومنها جـدل بشأن مخطوطة «األسبيدِسترا» قــد فـقـد تـمـامـا، مـشـيـرًا إلـــى تــــراخ مـلـمـوس في اإلجـــراءات األمنية، سمح لباحثني أقل حرصا على تراث الروائي الشهير باالحتفاظ ببعض املواد ألغراضهم الخاصة. ومع أن معظم مراسلت أورويــل منشورة بـالـفـعـل، فـــإن بـعـض املــخــاطــبــات الــخــاصــة مع نــــاشــــره، الـــتـــي تـــقـــدم إشــــــــارات ثـــاقـــبـــة ال تــقــدر بثمن حول أماكن وجوده في مرحلة منتصف ثـاثـيـنـات الــقــرن الـعـشـريـن، وآرائـــــه، وخططه، وتلقي بالضوء على جوانب من منهجيته في تدبيج النصوص، وكيفية تعامله مع انتقادات ناشره، ال تزال غير منشورة. ويـــــرى بـــاحـــثـــون وأكـــاديـــمـــيـــون مـعـنـيـون بـــــاألدب أن أفــضــل مــكــان لـحـفـظ هـــذه الـوثـائـق ألغــراض التأريخ األدبــي الوطني عن أحـد أهم الروائيني البريطانيني قد يكون أرشيف جورج أورويــــل الـرّسـمـي لـــدى كـلـيّــة لـنـدن الجامعيّة، حـيـث إدارة مـحـتـرفـة لـلـمـواد تـضـمـن تـوفـرهـا لــلــبــاحــثــ فــــي ظــــل إجــــــــــراءات أمـــنـــيـــة فــاعــلــة. لــكــن األمــــر يـتـطـلـب اســتــثــمــارات لـــشـــراء املــــواد املبعثرة اآلن بـ تجار الـعـاديـات، ال يبدو أن الكليّة تمتلكها، أقله فـي الـوقـت الحالي لشح فـي عــدد املتبرعني املحسنني املعنيني بــاألدب وأصــــحــــابــــه. ويـــمـــتـــلـــك أرشــــيــــف الـــكـــلـــيّـــة مــثــا مـجـمـوعـة مــن الــرســائــل الـغـرامـيـة الـتـي كتبها أورويـل لسيدة أحبها قبل أن تتزوج من غيره الحقا كانت أوصــت بحرقها بعد موتها، لكن زوجها عرضها للبيع وتاهت لعقد من الزمن ويقتنيها 2018 قبل أن تظهر مـــرّة أخـــرى فـي ملصلحة أرشيف الكليّة ابن أورويــل، ريتشارد بلير، الذي دفع من أجل ذلك ثروة صغيرة. هــــذا، وإذا كــــان أرشـــيـــف أورويــــــل قـــد أثـــار بعضا من اللغط بحكم شهرة الكاتب الفائقة، فإن مستودع هاشيت يضم حتما أوراقا ومواد أرشيفيّة لكتاب آخرين راحلني، ربما أقل شهرة، لكن ليسوا أقـل أهمية، نشر أعمالهم فيكتور جوالنك، وال يعرف مصيرها بعد القرار بإفراغ املستودع العتيد من محتوياته املغبرة. ومن 1922( هؤالء األديـب والقاص كينغزلي آميس )، والروائية آيفي كومبتون - بورنيت 1915 – ) والكاتبة املسرحية دافني دو 1969 – 1884( .)1989 – 1907( مورييه إنـهـا «كــارثــة ثقافية تـامـة» كما تـقـول ليز تــومــســون، إحــــدى مـــؤرخـــات صـنـاعـة الـكـتـاب، ليومية «ذي غــارديــان»، التي نقلت أيضا عن بيل هاملتون املكلّف بوقفية أورويـــل إشادته بقرار الروائية الراحلة هيلري مانتل التبرع بــمــجــمــل أرشـــيـــفـــهـــا إلـــــى مــكــتــبــة هـانـتـنـغـتـون بالواليات املتحدة، ما جنّبه الوقوع في براثن التجار، التي ال ترحم. جورج أورويل لندن: ندى حطيط أوراق أورويل التي تتضمن المخطوطات والعقود والمراسالت كانت في عهدة ناشره األصلي «توسيع دائرة الشكوكيين» لخالد الغنامي صـدر للباحث خالد الغنامي كتاب جديد بـعـنـوان «تـوسـيـع دائـــرة الشكوكيني»، وحسب املؤلف، فإن الداعي لهذه الدراسة في أول األمر قبل توسع البحث، هو خطأ يتكرر في الدرس الفلسفي، عـنـد مــن يـــرى أن السفسطائيني هم جـمـاعـة مــن خـصـوم الـفـاسـفـة، يـنـفـون حقائق األشـيـاء، وأن أفـاطـون قد رد عليهم وأفحمهم وقطع دابرهم وانتهوا. مع أن القائل يرى ملمح وســمــات شكوكية واضــحــة فــي كـتـابـات ديفيد هيوم وفي أفكاره ما يشبه ما كان عليه هؤالء السفسطائيون، وأنــه في كثير مما كتبه يذكُر البيرونيني، الذين أثروا فيه تأثيرًا عميقا. ومـــــــــــع أن األرجــــــــــــــــح تــــــاريــــــخــــــيــــــا هــــــــو أن السفسطائيني لم يغيبوا يوما واحدًا عن الدنيا، بــل إنـهـم قــد اسـتـولـوا عـلـى أكـاديـمـيـة أفـاطـون وترأسوها بعد وفاته بزمن ليس بالطويل، وأن حضورهم وإن كان قد ضعف بعد القرن الرابع امليلدي عندما أصبحت املسيحية هي الديانة الرسمية لإلمبراطورية الرومانية، إال أن الشك نفسه بقي وسيلة للقدح فـي عقائد اآلخـريـن، وتسلل إلى مناظرات رجال الدين حول العقيدة الصحيحة، ليس في املسيحية فقط، بل في كل األديان. ثـم لـم يلبث أن عــاد السفسطائيون باسم جــــديــــد هـــــو «الــــشــــكــــوكــــيــــون» أو «الـــبـــيـــرونـــيـــة الــجــديــدة» فــي عـصـر النهضة عـنـدمـا اكتشفت أوروبــــــــــــا مــــــن جـــــديـــــد نـــــصـــــوص ســـيـــكـــســـتـــوس إمـــبـــريـــكـــوس الـــتـــي حــفــظــت تــــــراث الــشــكــوكــيــة، فعادت من جديد مع النهضويني، ثم في العصر الحديث. هذا البحث يندرج في هذا السياق. ويشير الـــكـــتـــاب إلـــــى أن الـــتـــوقـــيـــت لـــبـــدايـــة الـــشـــك غـيـر صحيح أيضا، فالشك لم يبدأ مع بروتاغوراس والسفسطائيني اإلغـــريـــق، فــي الــقــرن الخامس قــبــل املــــيــــاد، بـــل مـــع بـــدايـــة الــفــلــســفــة نـفـسـهـا. ولــذلــك يسعى املــؤلــف إلـــى أن يـنـزع هـــذا االســم «السفسطائيني» عـن األشــخــاص التاريخيني، وأن يعممه على كل الفلسفة، إذ ال تخلو فلسفة فيلسوف من مقدار من الشك، مع أنـه قد يكون محصورًا في جانب معني من فكر الفيلسوف، ومــــع أن الــفــيــلــســوف قـــد يـنـفـي عـــن نـفـسـه هــذه الصفة، كمن يزعم أنه فيلسوف إثباتي وهو ال يثق بمعطيات الحواس ويتشكك فيها. الرياض: «الشرق األوسط» «مريم ونيرمين».. الحب الذي ال يكتمل في حياة النساء عـــن دار «الــــشــــروق» بــالــقــاهــرة، صـــدرت روايـــــــــة «مـــــريـــــم ونــــيــــرمــــ » لـــلـــكـــاتـــب عـــمـــرو الــعــادلــي، الـتـي تـعـزف فــي قضيتها الكبرى عــلــى وتــــر الـــحـــب الـــــذي ال يـكـتـمـل فـــي حـيـاة الـنـسـاء عـبـر لـغـة بـسـيـطـة، سلسلة ونـمـاذج إنـــســـانـــيـــة تـــتـــســـم بــــاألســــى رغـــــم واقــعــيــتــهــا الشديدة. تصل «أروى» لتتسلم شقة خالها بعد أن غادر إلى العراق وفُقد هناك، وألنها ورثت الـشـغـف بالكتابة تـقـص علينا حكايته مع امـــرأتـــ ، األولــــى تـزوجـهـا عــن حـــب وأنـجـب منها بعد أن عاش معها أغلب سنوات عمره، أما الثانية فقد دخلت حياته على أمل تعلم حرفة الكتابة لكنه أحبها وتزوجها. نـتـعـرف داخــــل الـحـكـايـة عـلـى هـواجـس عاشها البطل بعد أن تلقى دعـــوة لحضور نـــــدوة بـاإلسـكـنـدريـة مـــن قــبــل امــــــرأة تـعـرف عــنــه كـــل شــــيء وتـــرســـم يــومــهــا وفــــق وقــائــع استمدتها من رواية كتبها. وعــبــر خــط تـشـويـقـي أقــــرب إلـــى املـتـاهـة السردية، نتابع ما عاشه البطل من مغامرات، حيث تلعب األصـوات داخـل الرواية أدوراهـا فـــي اســتــكــمــال األجـــــــزاء الــنــاقــصــة، وتـكـشـف بـسـاسـة مـسـتـويـات الـــصـــراع وطبيعته في تلك الرواية املفقودة. يـــشـــار إلـــــى أن عـــمـــرو الـــعـــادلـــي روائـــــي وقـــاص مـصـري حـاصـل عـلـى ماجستير في علم اجتماع األدب من جامعة «عني شمس»، مــجــمــوعــات قــصــصــيــة، منها 7 صـــــدرت لـــه «حـكـايـة يـوسـف إدريــــس» و«الـــهـــروب خــارج روايات منها «السيدة 9 الرأس»، كما صدر له الـــزجـــاجـــيـــة»، و«الــــــزيــــــارة»، و«رجــــــال غـسـان كــنــفــانــي». نــــال عــــدة جـــوائـــز مــنــهــا «جــائــزة الدولة التشجيعية في اآلداب» في مصر. ومــن أجـــواء الــروايــة نـقـرأ: «أنـــا نيرمني، بخمسة عشر عاما تكبرني مريم. مؤكد لن يـركـض الـرجـال ورائـــي حـ أصـبـح بعمرها فــتــفــضــيــلــي عــلــيــهــا مـــرتـــبـــط بـــعـــامـــل الـــزمـــن ولـــيـــس لـــشـــيء يـمـيـزنـي كــثــيــرًا. كــنــت أسـمـع الـشـبـاب يـقـولـون لــي: مـا أجملك يـا نيرمني، ابتسامتك رقيقة ورائحتك زكية يا نيرمني. كـــنـــت أثـــمـــل بــمــثــل هـــــذا الــــكــــام، ســــرعــــان مـا أنـتـبـه ألنــنــي مــجــرد هــــام. أوووه يــا شباب أنـــا لـسـت بـضـاعـة فــي فـاتـريـنـة عـــرض، ربما لـسـت مــوجــودة أصــــاً. آســـفـــة... أقـصـد لست مــوجــودة إال فـي مخيلة محيي الـديـن فقط، لذلك فقد أحببته من كل قلبي. تخيلوا معي شـخـصـا يــــدرك تـمـامـا أنــنــي لـسـت مــوجــودة فـي الـواقـع ورغــم ذلـك يمنحني كـل هـذا الـود واالهتمام حيني رسمني بخياله، تهيأت له بشرًا. هكذا وصفني أثناء لقاءاتنا، ممشوقة وجميلة طــازجــة املــامــح، شــــاردة الـنـظـرات، نــاعــمــة الــجــســم والـــلـــفـــظ. لــــدي مـــن الــحــب ما يكفيه ويـفـيـض ومـــن الـحـكـايـات مــا يجعله شغوفا بانتظاري كل ليلة. حولني بكلماته تلك إلــى كـائـن خرافي يــعــيــش فـــي الـــســـمـــاء، كــنــا نــتــقــابــل لـنـحـكـي، يصفر لنا الجرسون مقلدًا صـوت عصفور. سمعتهم حولي يقولون إن الحب يأتي بعد الـــــــزواج، كــنــت أعــــرف أنــــي لـــن أتـــزوجـــه أبــــدًا، فــالــخــيــال ال يـــتـــزوج وبـــنـــاء عـلـيـه لـــم أنـتـظـر ذلـــك الـحـب الـــذي يـأتـي بـعـد الـــــزواج. أحببت محيي بكل ما لـدي من طاقة، سمعته يقول نــقــا عــن كــتــاب قــــرأه: (أفــضــل عـاشـقـة مــن ال تراها، لذلك فالعميان عشاق جيدون). يرى محيي أن وجـود مريم شـيء عـادي ذلـك ألنه يـراهـا، الـرجـل عموما يتمنى أن تكون لديه عشيقة سـريـة ال أحـــد غـيـره يـعـرف طريقها وال يــحــبــهــا ســـــــواه. يـــذهـــبـــان إلـــــى لــوكـانـدة مهجورة بعيدة عن العمار أو شقة صغيرة مخفية عـن األنــظــار. يـرغـب فـي حملها فوق كـتـفـيـه واإلمــــســــاك بــهــا مـــن ذراعـــيـــهـــا، يـدفـع حـسـابـه مــن إقــامــة وخــافــه بــاســم مستعار. يـــتـــحـــول مــــن تــمــنــي إخــــفــــاء مــحــبــوبــتــه إلـــى تمني إخفاء نفسه. ياااه ستارة ذات تخاريم ونـــقـــوش تُـــســـدل فـوقـهـمـا فـتـذهـب بـهـمـا إلـى مـديـنـة سـحـريـة كـالـتـي تمتلئ بـهـا حكايات ألــف ليلة. تلتف حولهما شـمـوع إضاءتها حمراء خافتة، يجلسان في بستان برائحة البرتقال املنعشة. يحكي كل منهما عن نفسه الـحـقـيـقـيـة تـلـك الــحــكــايــات الـدفـيـنـة املظلمة الـتـي ال يعرفها أحــد حتى هما قبل اللقاء، حني تُــزاح الحواجز وتشف الـجـدران تصير الكلمات كلها شعرًا». القاهرة: «الشرق األوسط»

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==