issue16721

OPINION الرأي 12 Issue 16721 - العدد Sunday - 2024/9/8 األحد وكيل التوزيع وكيل االشتراكات الوكيل اإلعالني المكـــــــاتــب المقر الرئيسي 10th Floor Building7 Chiswick Business Park 566 Chiswick High Road London W4 5YG United Kingdom Tel: +4420 78318181 Fax: +4420 78312310 www.aawsat.com [email protected] املركز الرئيسي: ٢٢٣٠٤ : ص.ب ١١٤٩٥ الرياض +9661121128000 : هاتف +966114429555 : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني: 800-2440076 املركز الرئيسي: ٦٢١١٦ : ص.ب ١١٥٨٥ الرياض +966112128000 : هاتف +9661٢١٢١٧٧٤ : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: saudi-disribution.com وكيل التوزيع فى اإلمارات: شركة االمارات للطباعة والنشر الريـــــاض Riyadh +9661 12128000 +9661 14401440 الكويت Kuwait +965 2997799 +965 2997800 الرباط Rabat +212 37262616 +212 37260300 جدة Jeddah +9661 26511333 +9661 26576159 دبي Dubai +9714 3916500 +9714 3918353 واشنطن Washington DC +1 2026628825 +1 2026628823 املدينة املنورة Madina +9664 8340271 +9664 8396618 القاهرة Cairo +202 37492996 +202 37492884 بيروت Beirut +9611 549002 +9611 549001 الدمام Dammam +96613 8353838 +96613 8354918 الخرطوم Khartoum +2491 83778301 +2491 83785987 عمــــان Amman +9626 5539409 +9626 5537103 صحيفة العرب األولى تشكر أصحاب الدعوات الصحافية املوجهة إليها وتعلمهم بأنها وحدها املسؤولة عن تغطية تكاليف الرحلة كاملة ملحرريها وكتابها ومراسليها ومصوريها، راجية منهم عدم تقديم أي هدايا لهم، فخير هدية هي تزويد فريقها الصحافي باملعلومات الوافية لتأدية مهمته بأمانة وموضوعية. Advertising: Saudi Research and Media Group KSA +966 11 2940500 UAE +971 4 3916500 Email: [email protected] srmg.com ... عن «االسم» والكفاءة في مواجهة إسرائيل كثيرًا ما تواجهنا عالقة عـداء أو حـرب بني طــــرف وآخــــــر، وكـــــل مـنـهـمـا يـخـوضـهـا فـيـمـا هو يـسـمّــي خصمه بـاسـمـه. فـكـثـيـرون، مــثــ ً، كـانـوا يــــرون فـــي االتّـــحـــاد الــســوفــيــاتــي غــ لــة تحتجب خــلــفــهــا روســـــيـــــا، أو فــــي الــســلــطــنــة الــعــثــمــانــيّــة غــطــاء لــتــركــيّــا، ظـــانّـــ أن الــدولــتــ تـسـتـعـبـدان شعوبًا بكاملها. لكن هذا لم يمنع أولئك النقّاد مـــن اســـتـــخـــدام كـلـمـتـي «االتّـــــحـــــاد الــســوفــيــاتــيّ» و»الــســلــطــنــة الــعــثــمــانــيّــة». وحــــ نــطــق رونـــالـــد ريـــغـــان بـتـعـبـيـر «إمــــبــــراطــــوريّــــة الــــشــــرّ» لـوصـف االتّــحـاد السوفياتيّ، ثـم استخدم جــورج دبليو بوش تعبير «محور الشرّ» لوصف العراق وإيران وكوريا الشماليّة، سخر منهما أصحاب العقول األشد رهافة في املجتمعات الغربيّة واعتبروهما سوقيّني. ذاك أن التسمية حق لصاحبها، بغض النظر عن مدى انطباقها على الواقع. ومن يطلق عــلــى نـفـسـه اســمــ يـجـبـر اآلخـــريـــن عــلــى اعـتـمـاد االسم هذا في مخاطبته، أو التحدّث عنه. ويمكن، فــوق ذلـــك، نقد التسمية أو التشكيك بصوابها وبـانـطـبـاقـهـا عـلـى الـحـقـيـقـة، أو الـطـعـن بـغـرض صاحبها من ورائها، من دون التقدّم إلى تغيير تلك التسمية. ولنتذكّر مثالً، أن دولة كيم جونغ أون في كوريا الشماليّة تُدعى «جمهوريّة كوريا الديمقراطيّة الشعبيّة»، وأن ثمّة عشرات األحزاب التي تحمل في اسمها كلمة «ديمقراطيّة» أو كلمة «اشتراكيّة»، لكنّها تعادي املفهومني. بل لنتذكّر أنّنا جميعًا نحمل أسماء ذات مضامني إيجابيّة، إال أنّنا لسنا بالضرورة أولئك األشخاص الذين تتجسّد فيهم معاني أسمائهم. وإبّان الحرب الباردة، طُوّرت تقنيّة احتيال على االضـطـرار إلـى التسمية، مفادها التعجيل في إضافة النعت السلبيّ. هكذا كان صقور تلك الــحــرب مــا إن يـــذكـــروا كـلـمـة «الـشــيـوعــيّــة» حتّى يـضـيـفـوا «املـــلـــحـــدة» و»املــــخــــرّبــــة»، وفــــي املـقـابـل كانت «الرأسماليّة» «رأسماليّة النهب والسرقة». فــالــوصــف يُــكــلَّــف بـطـمـس االســــــم، فـيـمـا يــســارع الواصف إلـى توجيه الـقـارىء والسامع توجيهًا أبـــويّـــ، مـخـافـة أن يقتنعا بـــصـــورة الـخـصـم عن نـفـسـه، وطـــــردًا رمـــزيّـــ ألشـــبـــاح مُــتَــخـيَّــلـة تنبعث مــــن خـصــومــتـه. وال تــــــزال تــســمــيــات «يــمــيــنــيّــة» و»يــــســــاريّــــة» و»لـــيـــبـــرالـــيّـــة» تـــجـــد مــــن يـعـامـلـهـا بوصفها أفعاال سحريّة ومسحورة ينبغي الحد من خطرها بمنعها من أن تصير أفعاال ساحرة. وفـــي أوســــاط املـثـقّــفـ خــصــوصــ ، يــنــدر أن يكتب أحدهم معترفًا بأن خصمه في الرأي مثقّف مــثــلــه. فــصــاحــب الــــــرأي اآلخـــــر «مــثـــقّـــف مـــزعـــوم» أو مـثـقّــف بــ مــزدوجـــ ، هــذا إن لــم يـكـن عميال أو جاسوسًا أو مريضًا يستولي عليه مـس ما. وفـــي ذلـــك يـقـيـم شـكـل مــن االعـــتـــداء عـلـى مــا بـات امـتـدادًا لإلسم، أو إسمًا ثانيًا، شكل يكشف عن بَــرَم بالتعدّد ورفـض لإلقرار بـأن للمثقّفني، كما للناس عمومًا، طرقًا ال حصر لها في النظر إلى األمور وتأويلها. وأغـلـب الـظـن أن خليطًا مـن رواســـب وثنيّة ومــن عقائديّة حديثة، أكـانـت ملحدة أم مؤمنة، يقف وراء درء اإلســم بـالـوصـف. لكن «الشيطان األكــبــر» و»الـشـيـطـان األصــغــر» و»الـــشـــر املطلق» تـوفّــر معرفة بـالـواصـف وبخفّته أكثر كثيرًا من املعرفة التي تقدّمها باملوصوف وعيوبه. ولـــئـــن وُجــــــدت دائـــمـــ أســـبـــاب وجــيــهــة جـــدًّا لكراهية إسرائيل وإلدانــة توحّشها، يبقى الفتًا موقع االسم والوصف في املواجهات معها. ففي العقود السابقة طغى تعبير «الكيان املـزعـوم»، فبدا أن مـن يُــنـزل بنا كــل تلك الـهـزائـم والنكبات كـــائـــن مـــزعـــوم، أي مــشــكــوك بــــوجــــوده، وهـــــذا ما كـان يستدعي لتصديقه عقول أطفال ذوي ذكاء مُتدنٍّ. لكن في أزمنة الحقة سقط «املزعوم» لتحل مـحـلّــه تـعـابـيـر تـعـتـرف بـــوجـــوده إال أنّــهــا تغلّب فيه الصفات القصوى على الـوجـود نفسه. فهو «عدو صهيونيّ» و»كيان احتالليّ» و»توسّعيّ» و»مـــغـــتـــصـــب». وعـــمـــ بـــهـــذا الـــنـــظـــام الـــلـــغـــوي – الـسـيـاسـيّ، بـــات مَـــن يـقـول «إســـرائـــيـــل»، ولـــو في سياق صريح من الشجب، إنّما يقدّم مُستَمْسكًا بـحـق نفسه ويـسـتـدرج الكثيرين إلـــى التشكيك بـوطـنـيّــتـه. فــــإذا كــانــت الــبــلــدان املــحــاربــة تعتبر الـــتـــهـــرّب مـــن الــجــنــديّــة أحــــد مــعــايــيــرهــا لـــ دانـــة وإنـزال العقاب، فإن أحد معاييرنا هو استخدام كلمة إسرائيل. وهـذا، في واقع األمـر، بائس جدًّا ينم عن أمور كثيرة: فبما أن الـلـه، مـن خـ ل الكتب الدينيّة، هو من يسمّي العالم وأشـيـاءه، فـإن رافضي تسمية «إســـــرائـــــيـــــل» لـــصـــالـــح «الــــكــــيــــان الـــصـــهـــيـــونـــيّ»، واملتشدّدين في ذلك، إنّما يزعمون ألنفسهم قوّة إلـهـيّــة، تـمـامـ كـمـا يـــرون أن ملداخلتهم اللغويّة طاقة هائلة التأثير على الواقع ومجرياته. لـــكـــن هــــذا الـــزعـــم اإللــــهــــي يــعــيــش فـــي جـــوار هشاشة مدهشة تخاف مـن نطق كلمة بعينها، وغير بعيد من خفّة ضعيفة الشعور باملسؤوليّة، إن لـــم نــقــل إنّـــهـــا طــفــلــيّــة، تـــتـــوهّـــم الــتــغــلّــب على املـــشـــكـــ ت الــفــعــلــيّــة بـالـتـنـفـيـس الــلــفــظــي غضبًا على مُفردة وتشدّقًا بمفردة بديل. وفي األحوال جميعًا، يبدو السلوك هـذا تغليبًا لطاقة الكالم الــســحــريّــة عـلـى طـاقـتـه الـــداللـــيّـــة، وخـــطـــوة نحو اســـتـــخـــدام الـــجـــن والــعــفــاريــت أســـمـــاء نــعــ بها العالم. وهذا ليس خبرًا طيّبًا، إذ يُستحسن في من يـقـاتـل أن يـعـرف أن مــن يـقـاتـلـه، ومـــن يتكبّد في قتاله تلك األكـــ ف الباهظة، يحمل اسـمـ، وأنّــه حـــ يـسـمّــيـه بـاسـمـه يـقـاتـلـه عـلـى نـحـو أفـضـل، وال ينشغل عن ذلـك بحرب التسميات، أو بطرد الشياطني التي يَفترض أنّها تسكنها. وفي أوساط المثقّفين خصوصا يندر أن يكتب أحدهم معترفا بأن خصمه في الرأي مثقّف مثله حازم صاغيّة «أميركا... أميركا» لـيـس هـــذا الــعــنــوان للتذكير بفيلم إيـلـيـا قـــازان الـــشـــهـــيـــر... إذ ثـــمـــة عــــبــــارة شـــائـــعـــة فــــي الـــعـــديـــد مـن األوسـاط اللبنانية، خصوصًا املؤيدة منها لـ«محور املمانعة»، مفادها: «كل الحق على أميركا»! ال بد أن تـكـون هــذه الـعـبـارة منتشرة أيـضـ فـي أنـحـاء أخـرى من املشرق واملغرب. و«كل الحق على أميركا» جواب سحري عن كل سؤال. تغطي هذه العبارة الكثير من املسائل، الصغيرة منها والكبيرة. فـإذا أشـرت إلـى انفجار مرفأ بيروت الرهيب فـي ذكـــراه الـرابـعـة، فغالبًا مـا يأتيك أحدهم بالجواب الشافي: « كل الحق على أميركا». وتطمس هذه اإلجابة مأساة انفجار املرفأ، من ألفها إلى يائها. فـــ يــعــود مـــن حــاجــة ملـعـرفـة مـــن أدخــــل هـــذه الكمية الهائلة من نترات األمونيوم، القادرة على محو مدينة بيروت برمتها من الوجود، ومن حافظ عليها في ذلك العنبر على مـدى سنوات طــوال، وأخــرج منها شيئًا فشيئًا كميات معدة للتفجير في سوريا وفي أنحاء متفرقة، ومــن فجّر املـرفـأ واألشـرفـيـة وأحـيـاء أخــرى، ومن منع االستدالل إليه، ومن عطّل العدالة وقمعها بكل الوسائل لعدم ظهور الحقيقة. وإن تساءلت عن فضيحة العتمة التي تلف لبنان مــن أقــصــاه إلـــى أقـــصـــاه، بينما آخـــر دولـــة فــي أدغـــال أفريقيا مـضـاءة بالكهرباء، وتشير إلــى تخصيص عـشـرات مـلـيـارات الـــــدوالرات على مــر السنني لـــوزارة الــطــاقــة لـتـمـويـل مــشــاريــع الـــكـــهـــربـــاء، فــتــبــددت دون جـدوى كالهباء املنثور، وأغـرقـت ميزانية الـدولـة في ديونها الباهظة، جاءتك العبارة نفسها: «كل الحق على أميركا». وإن أردت تحليل االنـهـيـار املـريـع الـــذي وصلت إلــيــه «بــــ د األرز»، بـفـعـل فــســاد الـطـبـقـة الـسـيـاسـيـة واملالية واإلداريـة الذي يفوق الوصف على مدى ثلث قــرن، وبفعل مجهود الـثـورة اإليـرانـيـة خـ ل عشرات السنني مـن أجـل قيام دولــة «حــزب الـلـه» على هامش دولـة «لبنان الكبير»، ستجد من يجيبك هنا أيضًا: «كل الحق على أميركا». ويصل األمر بأصحاب العبارة إلى استخدامها لتفسير الكوارث الطبيعية؛ إذ ثمة من رأى في الزالزل العنيفة التي ضربت تركيا وسوريا، نتيجة مباشرة لـ«التجارب النووية األميركية السرية» تحت سطح األرض في صحراء نيفادا! ليست هـي إال أمثلة قليلة مـن مجموع املسائل التي يجاب عنها بالعبارة السحرية نفسها. وال بـد لنا مـن التوقف عند املعاني واملضامني التي تنطوي عليها عـبـارة «كـل الحق على أميركا»، حيث تـتـداخـل األفــكــار والـرغـبـات واملـشـاعـر، وتلتقي مــســتــويــات الـــوعـــي والــــ وعــــي. فــالــعــبــارة تـعـنـي في عمقها أن ثمة قوة عليا تتحكم بمسار التاريخ وتقرر مصير األفـــراد والجماعات. شـيء شبيه بــدور اآللهة في الحقب الوثنية، وبدور العناية اإللهية في مرحلة التوحيد. ومن نتائج هذه العبارة أنها تعفي مردديها من عبء التفكير ومن عبء املسؤولية. فهي أفضل سبيل لـلـتـغـطـيـة عــلــى الــجــهــل الـشـخـصـي وعــــدم الــرغــبــة في التحليل والعجز عن ممارسة العقل النقدي. فالعبارة جــواب جاهز لكل شــيء. وهــي ال تعفي صاحبها من التفكير ومـن املسؤولية فحسب، بـل تعفي أيضًا من كـل مسؤولية الشخصيات والــقــوى السياسية التي يؤيدها ويلوذ بها ويستفيد منها. فجميع املفاسد واملوبقات التي ترتكبها هذه املراجع والقوى ال تعود مــســؤولــة حـقـ عـنـهـا، مـــا دام هــنــاك قـــوة عـلـيـا تـرسـم خـطـوط الـلـعـبـة وتــحــدد وجـهـتـهـا. فعلى هـــذه الـقـوة، وليس سواها، تقع املسؤولية. ومــن غـرائـب «كــل الـحـق على أمـيـركـا» أن العديد من الذين يرددونها يحلمون بالحصول على تأشيرة دخول إلى أميركا، ويحلمون بإرسال أوالدهم للدراسة والعيش فيها. فكيف نفسّر ذلك؟ ظاهرة نفسية معقدة مـن «الـغـرام واالنـتـقـام»، ومـن «الـرفـض واالنـبـهـار»، ال متسع للتوقف طويال عندها في هذه املقالة. فــي الـحـقـيـقـة، الـــواليـــات املــتــحــدة األمــيـركــيـة قـوة عـــظــمـــى، لــكــنــهــا أعـــجـــز بــكــثــيــر مــــن أن تـــكـــون «مـــحـــرّك التاريخ». فمسار التاريخ حركة معقدة للغاية، تتفاعل فيها عوامل داخلية وخارجية ال حصر لها، تستحيل اإلحـاطـة بها. ويكفي النظر إلـى سياسات أميركا في الـشـرق األوســـط فـي العقود األخــيــرة. فــأي منطق وأي نتيجة من حروب أفغانستان وحروب العراق وغيرها، بكلفتها البشرية واملادية الباهظة، كي تصل في نهاية املطاف إلى هيمنة «طالبان» على أفغانستان، وبروز «الـحـشـد الـشـعـبـي» فــي بـــ د الـــرافـــديـــن؟ وكــيــف يمكن أن تـتـمـدد الـــثـــورة الخمينية عـسـكـريـ وآيـديـولـوجـيـ عامًا مـن دون غـض طرف 46 على مـدى املنطقة خـ ل أمـيـركـي، لتعاني أمـيـركـا فــي نـهـايـة املــطــاف األمــرّيــن، ليس في مواجهة إيران النووية، بل ذراعها الحوثية ال غير؟ أمثلة قليلة من ملف كبير من التناقض والضياع على طريق... « كل الحق على أميركا». في عاصفة الشرق األوسط... هل أميركا «محرّك التاريخ»؟ أنطوان الدويهي كفاية من تجريب المجرب يـــــقـــــول مـــــديـــــر وكـــــالـــــة املـــــخـــــابـــــرات املــــركــــزيــــة األمــيــركــيــة، ولـــيـــام بــيــرنــز، إن «إســـرائـــيـــل قـوضـت قـــــدرات (حــــمــــاس)، لــكــن مـصـطـلـح تــدمــيــر الـحـركـة صـعـب»، مـؤكـدًا أن «وقـــف إطـــ ق الـنـار بـغـزة مهم جـدًا ملستقبل املنطقة». ومضيفًا: «نعد (حماس) مـنـظـمـة إرهـــابـــيـــة وهـزيـمـتـهـا تـسـتـدعـي مـحـاربـة فكرها بفكر أفضل». كما قال مدير املخابرات البريطانية، ريتشارد مـــــــور، خــــــ ل جـــلـــســـة حـــــواريـــــة مـــشـــتـــركـــة بـــرعـــايـــة «فاينانشال تايمز» إن «دعم إيران لـ(حماس) وراء أكتوبر (تشرين األول)»، مشددًا 7 ما قامت به في على أن «إيـــران تحاول زعزعة االستقرار بالشرق األوسط، ونتصدى لذلك». حسنًا، القصة هنا ليست إذا مـا كنت تتفق مع ما قيل أعــ ه، أو ال، وإنما هي أن مـديـري أهم مخابرات في العالم يحومان حول الفكرة، دون أن يُسمِّيا األشياء بأسمائها، أو أن ما نقل عنهما غير مفصل، وذلك ليكون النقاش أكثر دقة، وفائدة. املـــــــراد قـــولـــه إن مــــا قـــالـــه مــــديــــرا املـــخـــابـــرات األمــيــركــيــة والـبـريـطـانـيـة لـيـس بــالــجــديــد، وإنـمـا قيل قبل السابع من أكتوبر، فيما يتعلق بالجهد اإليراني املزعزع، أو ما يقال بأن «حماس» فكرة، وهذا أمر راج أكثر بعد السابع من أكتوبر. املــهــم اآلن، ودائــــمــــ، أن الــقــصــة لـيـسـت فيما إذا كـانـت «حــمــاس» فـكـرة أو فـكـر، أو نـتـاج جهد مخرب. وليس مهم ما تفعله إيران وميليشياتها حيال القضية الفلسطينية، املهم واألهم هو أنه ال مشروع ملجابهة فكر «حماس»، أو مشروع إيران. واملـــــــشـــــــروع األهــــــــم لــــدحــــر كـــــل الــــجــــمــــاعــــات، اســـــتـــــراتـــــيـــــجـــــيـــــ ، ونــــــــــــزع كــــــــل مـــــــــبـــــــــررات إيــــــــــران وميليشياتها، هـو مـشـروع الـدولـة الفلسطينية، وعــــدا عـــن ذلــــك مـضـيـعـة لــلــوقــت. عـمـلـيـة الــســ م، والتطبيع، ليسا باألمر الجديد باملنطقة، لكنهما لـم يحققا الـنـجـاح الـكـامـل. ولــن يحققاه مـن دون الدولة الفلسطينية. وال يــهــم إذا كــانــت «حـــمـــاس» فــكــر أو فــكــرة، فالجماعات التي تنطلق من أفكار تمأل املنطقة، وبعضها دمر بعضًا من دول هذه املنطقة. القذافي كان فكرًا عبثيًا لم يتحدد، وأضاع ليبيا، والبشير كان يمثل فكرًا، وقسَّم السودان. وصــدام حسني كـان ينطلق من فكر وفـكـرة، لكنه ألقى بالعراق إلـى املجهول الـذي نفاجئ به يومًا بعد اآلخـــر ألنـــه، أي الــعــراق، وقــع بيد أصـحـاب فكر مدمر، من إيـران واتباعها، وأضف لهم ما شئت من مكونات الدمار. املــطــلــوب الـــيـــوم، وأكـــثـــر مـــن أي وقــــت مــضــى هو مـــشـــروع، ولــيــس فـكـر أو فـــكـــرة، املــطــلــوب هـــو مـشـروع الـــدولـــة الفلسطينية، وهـــو مــا يـحـمـي أيــضــ مـشـروع الدولة في املنطقة؛ ألن ذلك هو ما سيقطع الطريق على أصحاب األفكار البالية. مــشــروع الـــدولـــة هــو مــا سـيـنـزع كــل املـــبـــررات عن إيــران، سـواء كانت القضية الفلسطينية، أو األقليات، والـطـائـفـيـة؛ ألن مــشــروع الـــدولـــة مــن شــأنــه أن يحمي املـواطـنـة، ويقطع الطريق على الـتـدخـ ت الخارجية، والـــطـــابـــور الـــخـــامـــس الـــــذي بــــات وكـــأنـــه مـــن مــكــونــات املنطقة لألسف. املـــطـــلـــوب الــــيــــوم هــــو الـــنـــقـــاش حـــــول الـــدولـــة الفلسطينية، ولـيـس شــيء آخـــر، والــشــروع بذلك اآلن، ولــيــس عـبـر الـــيـــوم الــتــالــي، وذلــــك بــضــرورة وجــــود الـسـلـطـة الفلسطينية، وعــلــى عـلـلـهـا، مع ضـــمـــان إصـــ حـــهـــا، وتـــطـــويـــرهـــا، وبــجــهــد عـربـي دولي، وذلك للشروع بمشروع الدولة الفلسطينية. عدا عن ذلك فما هو إال تجريب للمجرب. المشروع األهم لدحر كل الجماعات ونزع كل مبررات إيران وميليشياتها هو مشروع الدولة الفلسطينية طارق الحميد

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==