issue16720

، لم يكن 2016 عندما ترشح دونالد ترمب للرئاسة عام هـنـاك شغف كبير للتعريفات الجمركية فـي واشـنـطـن. كان كثير مــن الـجـمـهـوريـن والـديـمـقـراطـيـن يـعـتـقـدون أن فـرض الـــضـــرائـــب عــلــى الـــــــواردات يــــؤدي إلــــى خــلــل اقـــتـــصـــادي، وأن التجارة الحرة هي الوصفة الفضلى للنمو. .2024 بيد أن هذا الرأي أصبح عتيقًا إلى حد كبير عام وفي حي أن ترمب ونائبة الرئيس كاماال هاريس، املرشحة الديمقراطية، يختلفان إلى حد كبير في مقترحات حملتهما االنتخابية، فإن كال الحزبي يتبنيان التعريفات الجمركية عــلــى نــحــو مـــتـــزايـــد كــــــأداة أســـاســـيـــة فـــي حــمــايــة املُــصــنّــعــن األميركيي من املنافسي الصينيي، وغيرهم من املنافسي العامليي. كـان ذلـك تحوال حـادًا عن العقود السابقة، عندما ناضل أغلب الساسة من أجـل خفض التعريفات الجمركية، بـــدال مـن رفعها. ولـكـن خـسـارة وظـائـف التصنيع األميركية نـتـيـجـة لــلــعــوملــة، وتــركــيــز الــصــن عــلــى تــصــديــر الـــصـــادرات الـرخـيـصـة، خـلـق ردة فـعـل مــن قـبـل الـحـزبـن ضــد مــزيــد من استفاد 2016 التجارة املفتوحة. ونظرًا إلى أن فوز ترمب عام من هذه املشاعر، يسعى الديمقراطيون جاهدين إلى تجنب خسارة الناخبي املعارضي للتجارة الحرة. يقول نيك ياكوفيال، نائب رئيس التحالف من أجل أميركا املزدهرة، الذي يدعو إلى التعريفات الجمركية واالستثمارات املحلية في الصناعة، «في ما يتعلق بالسياسات االقتصادية والقضايا التجارية، فـإن الحزبي الرئيسيي يتحركان في نفس االتجاه». وأضاف: «إن ترمب سيذهب على األرجح إلى ما هو أبعد من هاريس بشأن التعريفات الجمركية...». وســـعـــت هــــاريــــس إلـــــى تــمــيــيــز نــفــســهــا عــــن املــقــتــرحــات التجارية التي قدّمها ترمب، والتي تشمل تعريفات جمركية باملائة على معظم الـــواردات، فضال عن 20 و 10 تـتـراوح بي باملائة على الصي. 60 ضرائب تزيد على وفــي املـؤتـمـر الـوطـنـي للحزب الـديـمـقـراطـي، الـــذي عُقد في شيكاغو مـؤخـرًا، وصفت هاريس هـذه املقترحات بأنها «ضريبة مبيعات وطنية، ولنسمها ضريبة ترمب». وقالت إن الخطط «سترفع األسعار على أسر الطبقة املتوسطة بما دوالر سنويًا». 4000 يقرب من وتـخـتـلـف تــقــديــرات خـــبـــراء االقـــتـــصـــاد، ولــكــن صـنـدوق العمل التقدمي األميركي اليساري قـام بحساب أن الرسوم الجمركية يمكن أن تـزيـد التكاليف على األســـرة املتوسطة دوالر سنويًا. 3900 الدخل بمقدار وعلى رغم االنتقادات املبكرة لسياسة ترمب التجارية، أبـقـت إدارة بـايـدن الــرســوم الجمركية األولــيــة الـتـي فرضها مليار دوالر 18 الرئيس السابق على الصي، واقترحت إضافة أخـرى من الـرسـوم الجديدة على بعض املنتجات الصينية، باملائة على السيارات 100 بما في ذلك فرض ضريبة بنسبة الكهربائية. كما اقترحت اإلدارة فرض رسوم جمركية جديدة عـلـى بــطــاريــات الــســيــارات الـكـهـربـائـيـة، وأشـــبـــاه املــوصــ ت، والصلب، واملنتجات الطبية، في محاولة لضمان استمرار نشاط املصانع األميركية املستثمرة حديثًا. وقـــالـــت إيـــنـــو مـــانـــاك، خــبــيــرة الــســيــاســة الــتــجــاريــة في مجلس العالقات الخارجية، إن السياسيي من كال الحزبي أصبحوا اآلن أكثر رغبة فـي الـقـول إنهم يستطيعون زيــادة الرسوم الجمركية من دون أي آثار سلبية. التعريفات الجمركية الـتـي طرحها تـرمـب أكـبـر حجمًا مما اقترحته إدارة الرئيس جو بايدن، التي من املفترض أن تريليونات دوالر من التجارة، والتي تعني 3 تغطي أكثر من ضمنًا تأثيرًا أكبر على االقتصاد. وإضـــافـــة إلـــى الـــرســـوم الـجـمـركـيـة الـعـاملـيـة عـلـى جميع الواردات والتعريفات الجمركية العليا املفروضة على الصي، اقـتـرح تـرمـب سياسة متبادلة تـقـوم فيها الــواليــات املتحدة بمضاهاة الرسوم الجمركية التي تفرضها دولة أخرى على الصادرات األميركية. وقـــال تـرمـب فــي آشـفـيـل (كــارواليــنــا الـشـمـالـيـة) مـؤخـرًا بــاملــائــة الــتــي اقـتـرحـهـا على 10 إنـــه قـــد يـضـاعـف تـعـريـفـة الــــــ معظم السلع األجنبية. وأوضـــح للحشود: «ســـوف نحصل باملائة على الدول 20 إلى 10 على تعريفات جمركية بنسبة األجنبية التي كانت تستغلنا لسنوات». ويتفق خبراء االقتصاد عمومًا على أن التعريفات بهذا الـحـجـم مــن شـأنـهـا أن تـخـلـف تــأثــيــرًا مـلـحـوظـ عـلـى أسـعـار املستهلك، فـي حـن تعمل أيضًا على رفـع تكاليف الشركات املـصـنـعـة الـــتـــي تــشــتــري قــطــع الــغــيــار أو املـــــواد املـــســـتـــوردة. ويشكل نحو ثلث واردات الـواليـات املتحدة مدخالت تدخل إلى املزارع واملصانع األميركية. وقــالــت مـــاري لـوفـلـي، الـخـبـيـرة االقـتـصـاديـة فــي معهد بـيـتـرسـون، إن الـتـعـريـفـات الـجـمـركـيـة تــبــدو وكـأنـهـا «الـحـل املثالي والعالج املفترض لقطاع صناعي مفرغ، ومجتمعات متخلفة عن الركب، وعدم املساواة في الدخل». لكن الرسوم الجمركية أثبتت شعبيتها مع الصناعات الـتـي واجـهـت منافسة شـديـدة مـن الـشـركـات الصينية، مثل شركات تصنيع خزائن املطبخ. وقد عزا بول ويلبورن، رئيس شــركــة «ويـــلـــبـــورن كــابــيــنــت»، وهـــي شــركــة مُــصـنـعـة لـخـزائـن املطبخ واالستحمام في آشالند، أالباما، الرسوم الجمركية إلى إنقاذ شركته والصناعة. وانــخــفــضــت مـبـيـعـات شــركــة «ويـــلـــبـــورن» بــعــد الــركــود الـعـظـيـم، عـنـدمـا انـــهـــارت ســـوق اإلســـكـــان رفــقــة الـطـلـب على الخزائن الجديدة. ولكن مع بدء االقتصاد في التعافي، كان العمل ال يــزال بطيئًا، كما قــال ويـلـبـورن. وأدركـــت الصناعة باملائة من 40 أن الشركات الصينية قد استحوذت على نحو السوق، وأن حصتها في نمو مستمر. *خدمة «نيويورك تايمز» أثـــار وصـــول طــائــرات عسكرية مصرية إلــى العاصمة الــصــومــالــيــة، مــقــديــشــو، مـحـمـلـة بـــمـــعـــدات عــســكــريــة، قلقًا كبيرًا فـي املنطقة، بعد ردود الفعل العنيفة مـن الحكومة اإلثـــيـــوبـــيـــة، الـــتـــي عـــــدّت أي وجـــــود عــســكــري مـــصـــري على حـــدودهـــا يـمـثـل تــهــديــدًا مــبــاشــرًا لـهـا ولـــأمـــن فـــي املـنـطـقـة، وهددت باتخاذ إجراءات لتأمي حدودها و«حفظ األمن في منطقة القرن األفريقي». ورغـم أنـه من املستبعد حـدوث أي تصعيد عسكري مباشر، فإنه ال يمكن التقليل من خطورة التصعيدين السياسي واإلعـ مـي، بما يستوجب تدخالت إقليمية ودولية لتهدئة التوترات. لكن كـل مَــن يتابع األوضـــاع فـي املنطقة يعلم أن مثار الـــغـــضـــب اإلثـــيـــوبـــي لـــيـــس فـــقـــط إرســـــــال مــــعــــدات عــســكــريــة، ولكنه البروتوكول الـذي تم توقيعه بي مصر والصومال، وسـتـبـعـث مـصـر بـمـوجـبـه قــــوات عـسـكـريـة تـسـهـم فــي بعثة االتـــحـــاد األفـــريـــقـــي لــلــســ م فـــي الـــصـــومـــال، بــديــلــة لـلـقـوات اإلثيوبية، كما ستتمركز قوات مصرية في إقليم صومالي قريب مـن الـحـدود اإلثيوبية. وكـانـت الحكومة الصومالية قد طلبت سحب القوات اإلثيوبية من أراضيها، بعد التوتر الذي حدث في عالقات البلدين. بـــدأت األزمـــة فـي يناير (كــانــون الـثـانـي) املــاضــي، حي وقّعت إثيوبيا اتفاقًا مع جمهورية أرض الصومال، وهي منطقة منفصلة عن الصومال لم يتم االعتراف بها إقليميًا ودوليًا، يتيح لها إيجار مساحة على واجهة البحر األحمر. وفــــي إطــــار االتـــفـــاق ســتــكــون إثــيــوبــيــا الـــدولـــة األولـــــى الـتـي تعترف بأرض الصومال دولـة مستقلة في الوقت املناسب، حسب قول رئيسها. ويـمـكّــن االتــفــاق إثيوبيا مـن استئجار واجـهـة بحرية كيلومتر ًا، 20 على البحر األحمر داخل أرض الصومال بطول مـن أجــل استخدامها قــاعــدة عسكرية أو ألغـــراض تجارية عـامـ، وكـانـت إثيوبيا تعتمد على ميناء جيبوتي 50 ملـدة بشكل أساسي. ويعد هذا االتفاق امتدادًا لتحركات إثيوبية كانت تهدف لتحقيق طموحات حكومة إثيوبيا في أن تمد ساقيها على سواحل البحر األحمر، بعد أن فقدت السواحل ، وقد حاولت من قبل 1993 البحرية باستقالل إريتريا عام استخدام ميناء بورتسودان في السودان، وموانئ إريتريا. أثــــــارت االتـــفـــاقـــيـــة ردود فــعــل غــاضــبــة فـــي جـمـهـوريـة الصومال التي تعد أرض الصومال جـزءًا منها وال تعترف بـهـا دولــــة مستقلةً، وبـعـد مـــرور أســبــوع عـلـى االتــفــاق وقّــع الـــرئـــيـــس الـــصـــومـــالـــي حــســن شــيــخ مــحــمــود قـــانـــونـــ يلغي االتفاقية البحرية التي عدّها «غير قانونية» بي إثيوبيا وجمهورية أرض الـصـومـال االنفصالية. وقـالـت الحكومة الــصــومــالــيــة إنـــهـــا ســتــتــصــدى لـــهـــذه االتــفــاقــيــة بــالــوســائــل القانونية كافة. ونددت بما وصفته بأنه «عدوان»، و«انتهاك صارخ لسيادتها». ويــشــكــل طــمــوح رئــيــس الـــــــوزراء اإلثـــيـــوبـــي آبــــي أحـمـد املعلن لتأمي الوصول إلى البحر األحمر مصدرًا للتوتر بي إثيوبيا وجيرانها، ويثير مخاوف من نشوب صراع جديد في القرن األفريقي. وقد حاول من قبل االعتماد على موانئ إريتريا، لكن التوترات في عالقات البلدين جعلت ذلك أمرًا ال يمكن توفير ضمانات له في املستقبل. وال يمكن قـــراءة هــذه الـتـطـورات مـن دون استصحاب األجــــواء املـتـوتـرة بــن إثـيـوبـيـا ومــصــر؛ بسبب قضية سد النهضة الـــذي بنته إثـيـوبـيـا داخـــل أراضـيـهـا عـلـى مجرى الـــنـــيـــل األزرق املـــتـــجـــه لــــلــــســــودان ومــــصــــر، ولـــــم تـسـتـجـب لتحفظات البلدين حـول التشاور قبل بناء الـسـد، وتبادل املعلومات، ومعدل األمان فيه. كما أن إثيوبيا صارت تطمح فــي عـهـد رئـيـس الـــــوزراء آبـــي أحـمـد للعب دور إقليمي في املنطقة تقاطع في أحايي كثيرة مع الـدور املصري، ودخل في منافسة معه. وتـــنـــظـــر إثـــيـــوبـــيـــا لــــلــــدور الــــــذي لــعــبــتــه فــــي اســتــتــبــاب األوضاع في الصومال، خالل السنوات السابقة، ومشاركتها في قوات حفظ السالم األفريقية، ودورها في مكافحة أعمال «حركة الشباب اإلسالمية» املتطرفة في الصومال، وتنتظر تقديرًا من مقديشو على هذا الدور، وال تنظر للتحدي الذي وضعته أمـام الحكومة الصومالية والــرأي العام في البالد لتوقيع اتـفـاق يعطي شرعية لجمهورية أرض الـصـومـال، وهو ما يعدّه الصوماليون خطيئة ال تغتفر. مــــن نـــاحـــيـــة أخــــــــرى، فـــــإن الــــقــــاهــــرة تـــــرى أنــــهــــا وقــعــت بــروتــوكــوال مــع دولـــة شقيقة عـضـو فــي الـجـامـعـة العربية، ولديها حكومة كاملة السيادة، وليس في هذا البروتوكول أي تـــعـــارض مـــع الــقــوانــن الــدولــيــة أو اتــفــاقــيــات املـنـظـمـات اإلقليمية. وبالتأكيد فـإن مصر تـدرك أنها تحاصر النفوذ اإلثـيـوبـي فـي املنطقة وتـــرد على تـحـركـات إثيوبية سابقة بـاسـتـخـدام نــفــوذهــا الـسـيـاسـي والــدبــلــومــاســي، وقــدراتــهــا العسكرية، بوصفها عامل قوة، وليس الستخدامها في عمل عسكري، بالضرورة. ال يـمـكـن اإلنـــكـــار أن األجــــــواء مـــتـــوتـــرة، واالحـــتـــمـــاالت مـفـتـوحـة، لـكـن الــرهــان عـلـى تعقل الــقــيــادات السياسية في املنطقة، والضغوط الدولية، لكي ال تخرج عن حدود اللعب النظيف. فـي مؤلفه الـــذي ال يـــزال الكثير من الجدل حول أخالقياته، «األمير»، والذي وضـــعـــه الـــكـــاتـــب والـــفـــيـــلـــســـوف نــيــقــوال م، يوصي األمير 1513 ميكيافيلي عــام اإليطالي الشهير لورينزو دي ميدتشي، بـأنـه مـن األفـضـل لـه أن «يـكـون مرهوبًا عن أن يكون محبوبًا». هل بات هذا التساؤل يشغل طغمة من كبار العقول األميركية، على عتبات والية رئاسية جديدة؟ مــــــن الـــــــواضـــــــح أن هـــــنـــــاك عــــقــــوال أمـيـركـيـة، تجتهد مــؤخــرًا، فــي محاولة تـــقـــديـــم شـــكـــل آخـــــر مــــن «أمــــيــــركــــا األقــــل غطرسة»، واملثير أن األمر ينسحب على الديمقراطيي والجمهوريي على حد سواء. قـــــراءتـــــان مـــهـــمـــتـــان لـــلـــغـــايـــة لـفـتـتـا انـــتـــبـــاه املــشــتــغــلــن واملـــنـــشـــغـــلـــن كــافــة بالشأن األميركي في األسابيع املاضية، وتــــــــم نــــشــــرهــــمــــا عــــبــــر أكـــــبـــــر مــجــلــتــن سياسيتي أميركيتي نافذتي. الــــــقــــــراءة األولـــــــــى قـــدمـــهـــا الـــكـــاتـــب األميركي املعروف، مايكل هيرش، عبر مجلة «فورين بوليسي»، وتناول فيها آراء ملـسـتـشـار األمـــن الـقـومـي األمـيـركـي للمرشحة الديمقراطية كاماال هاريس، فيليب غودرون، ونائبته ريبيكا ليسنر، صاحبة املؤلف الشهير: «عالم مفتوح: كيف يمكن ألمـيـركـا الـفـوز فـي مسابقة النظام في القرن الحادي والعشرين». رؤية غوردون وليسنر، تدور حول حتمية إعادة الواليات املتحدة التفكير فــي سياقاتها ومـسـاراتـهـا الـخـارجـيـة، لتصبح أقل غطرسة، وتعترف صراحة بـــتـــجـــاوزاتـــهـــا الـــســـابـــقـــة، وتــخــفــض من طـــمـــوحـــاتـــهـــا بـــشـــكـــل كــــبــــيــــر. وبـــمـــزيـــد مـــــن الـــتـــحـــلـــيـــل، تـــعـــنـــي تــــلــــك الـــخـــيـــوط االســـتـــراتـــيـــجـــيـــة، أمـــيـــركـــا مـــغـــايـــرة عـن تـــلـــك الـــتـــي عــرفـــهـــا الـــعـــالـــم فــــي نــهــايــات الــــقــــرن الـــعـــشـــريـــن، أمـــيـــركـــا املــحــافــظــن الــجــدد، الـسـاعـيـة لجعل الــقــرن الـحـادي والعشرين، قرنًا أميركيًا بامتياز، قبل أن تتعدل وتـتـبـدل هــذه االستراتيجية بما عـرف بــ«االسـتـدارة نحو 2010 عـام آسيا»؛ بهدف حصار روسيا والصي. هـــل أمــيــركــا أمـــــام مــطــالــبــات جـديـة بخطوط عريضة لنظرة عاملية مغايرة عـــمـــا درج عــلــيــه الــــحــــال مـــنـــذ انــتــصــار الــحــلــفــاء فـــي الـــحـــرب الــعــاملــيــة الـثـانـيـة، وتكرس بعد تفكيك االتحاد السوفياتي واالنــــفــــراد األمـــيـــركـــي بـــمـــقـــدرات الـنـظـام العاملي؟ أصدقاء هاريس من الواضح أنهم مقتنعون بأن على واشنطن أن تتخلى عن عقدة التفوق االستراتيجي، وأحالم «الباكسا أمـيـركـانـا»، عطفًا على القول بأن فكرة قيادة وريادة النظام الليبرالي العاملي، قد عفى عليها الزمن. وعندهم كذلك أن السعي إلى البقاء قوة مهيمنةً، بـــــات أمــــــرًا يــتــطــلــب أدوات ومـــقـــاربـــات مغايرة، تأتي القوة العسكرية في آخر صفوفها. هل هي لحظة مصارحة ومكاشفة على الجانب األميركي؟ في مؤلف ليسنر السابق اإلشـارة إليه، نجد أنه مع تراجع لحظة األحادية الـقـطـبـيـة، يـجـب أيــضــ أن تــتــضــاءل أي أوهام حول قدرة الواليات املتحدة على صـيـاغـة الـنـظـام الـعـاملـي بـشـكـل أحـــادي وعــاملــي، وفـقـ لتفضيالتها الليبرالية الخاصة. هل تحتم هـذه التوجهات تغيرات جذرية في العقلية البنيوية األميركية خارجيًا وداخليًا؟ ربـــمـــا أول األمـــــر يـعـنـي املــشــهــد أن أميركا اليوم باتت بي فريقي: فـــريـــق هـــــاريـــــس، والـــــــذي يــتــحــدث - عــلــنــ عـــلـــى األقــــــل - عــــن نـــهـــج مـــفـــارق آليديولوجيات واستراتيجيات الهيمنة والـسـيـطـرة، وعــن خطط االحــتــواء، وإن بطريقة براغماتية تصب في املصلحة الــعــمــلــيــة املــتــمــثــلــة فــــي إبــــقــــاء الـــتـــجــارة مــــفــــتــــوحــــة، والـــــتـــــعـــــاون فـــــي الـــقـــضـــايـــا الــحــرجــة مــــاض بــقــوة وفـــعـــال، ال سيما على صعيد منعطفات كوسمولوجية مثل تغير املناخ، ومجابهة أوبئة القرن الــحــادي والـعـشـريـن، وتنظيم مـسـارات الــــذكــــاء االصـــطـــنـــاعـــي، قــبــل أن تسحق وتمحق الـبـشـريـة. وفـريـق آخـــر، يمثله ، والــذي يقف وراءه غالة 2025 مشروع محافظون شباب جمهوريون، يمثلون الـطـبـعـة الـثـانـيـة مـــن مـحـافـظـي أمـيـركـا ، ومشروعهم اليميني 1997 الجدد عام الكبير والخطير ألميركا والعالم معًا. الــقــراءة األخـــرى قدمها عبر مجلة «فــوريــن آفـــيـــرز»، ريـتـشـار هـــاس، املفكر واملنظّر السياسي الجمهوري الشهير، والـــرئـــيـــس الـــفـــخـــري ملــجــلــس الــعــ قــات الخارجية األميركي، عقل التفكير األهم لـلـسـيـاسـات الـخـارجـيـة األمــيــركــيــة. من الواضح عبر سطورها الطويلة، أن هاس يمضي فـي اتـجـاه مخالف مليكيافيلي، وأنــه يميل ألن تصبح أميركا محبوبة أكثر من كونها مرهوبة. يــــقــــتــــرح الــــــرجــــــل طـــــرقـــــ جــــديــــدة للتعاطي مع الحلفاء، بعيدة عن القوة العسكرية الخشنة، وهـو هنا يتماهى مع طروحات البروفيسور جوزيف ناي، حول القوة األميركية الناعمة. يؤمن هاس بأن العسكرية املجردة والــصــمــاء، لــم تـعـد تــجــدي، ال سيما أن الـــحـــلـــفـــاء بــبــســاطــة بــــاتــــوا يــتــجــاهــلــون تـــــفـــــضـــــيـــــ ت أمـــــــيـــــــركـــــــا، ويـــــتـــــجـــــهـــــزون لـلـعـواقـب، بـل ويتحايلون عليها، عبر تـــنـــويـــع «مـــحـــافـــظـــهـــم الـــدبـــلـــومـــاســـيـــة»، وتقليل اعتمادهم على الواليات املتحدة من خالل إيجاد رعاة جدد، وخصوصًا في عالم على بعد خطوات من تعددية قطبية قادمة ال محالة. فـــي مـــنـــاظـــرة بـــن بــــوش االبـــــن وآل غـــور أثــنــاء الـتـحـضـيـر النـتـخـابـات عـام ، وعـــد األول بـأمـيـركـا مـتـواضـعـة 2000 وقـــــويـــــة. وذهــــبــــت تـــلـــك الـــــوعـــــود أدراج الـــــريـــــاح الحـــــقـــــ ، فـــهـــل أحـــــاديـــــث هـــاس وهيرش مجرد وعـود ليلية مخملية أم مـراجـعـة استراتيجية ألمـيـركـا املرهقة داخليًا واملأزومة خارجيًا؟ OPINION الرأي 14 Issue 16720 - العدد Saturday - 2024/9/7 السبت هل يشعل الصراع المصري ــ اإلثيوبي القرن األفريقي؟ ترمب وهارس والسياسة التجارية أميركا بين نظرتين وكيل التوزيع وكيل االشتراكات الوكيل اإلعالني المكـــــــاتــب المقر الرئيسي 10th Floor Building7 Chiswick Business Park 566 Chiswick High Road London W4 5YG United Kingdom Tel: +4420 78318181 Fax: +4420 78312310 www.aawsat.com [email protected] املركز الرئيسي: ٢٢٣٠٤ : ص.ب ١١٤٩٥ الرياض +9661121128000 : هاتف +966114429555 : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني: 800-2440076 املركز الرئيسي: ٦٢١١٦ : ص.ب ١١٥٨٥ الرياض +966112128000 : هاتف +9661٢١٢١٧٧٤ : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: saudi-disribution.com وكيل التوزيع فى اإلمارات: شركة االمارات للطباعة والنشر الريـــــاض Riyadh +9661 12128000 +9661 14401440 الكويت Kuwait +965 2997799 +965 2997800 الرباط Rabat +212 37262616 +212 37260300 جدة Jeddah +9661 26511333 +9661 26576159 دبي Dubai +9714 3916500 +9714 3918353 واشنطن Washington DC +1 2026628825 +1 2026628823 املدينة املنورة Madina +9664 8340271 +9664 8396618 القاهرة Cairo +202 37492996 +202 37492884 بيروت Beirut +9611 549002 +9611 549001 الدمام Dammam +96613 8353838 +96613 8354918 الخرطوم Khartoum +2491 83778301 +2491 83785987 عمــــان Amman +9626 5539409 +9626 5537103 صحيفة العرب األولى تشكر أصحاب الدعوات الصحافية املوجهة إليها وتعلمهم بأنها وحدها املسؤولة عن تغطية تكاليف الرحلة كاملة ملحرريها وكتابها ومراسليها ومصوريها، راجية منهم عدم تقديم أي هدايا لهم، فخير هدية هي تزويد فريقها الصحافي باملعلومات الوافية لتأدية مهمته بأمانة وموضوعية. Advertising: Saudi Research and Media Group KSA +966 11 2940500 UAE +971 4 3916500 Email: [email protected] srmg.com إميل أمين فيصل محمد صالح *آنا سوانسون

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==