issue16720

13 حــصــاد األســبـوع ANALYSIS Issue 16720 - العدد Saturday - 2024/9/7 السبت ألمانيا أمام تحدي اليمين المتطرف وتداعيات صعوده السياسي شـــعـــبـــيـــة حـــــــزب «الـــــبـــــديـــــل مــــــن أجــــل أملانيا»، بال شك، تتزايد في عموم أملانيا، لكن الواضح أن واليات الشرق هي معقله األول ومـــــركـــــز ثـــقـــلـــه األســــــاســــــي. وحـــقـــا، محللون كثر قالوا بعد نتائج االنتخابات املحلية األخيرة إنها أثبتت أن الهوة بني الــواليــات الشرقية والغربية تـتـزايـد، وإن واليــــات الـشــرق مــا زالـــت مشكلة بالنسبة ألملــــانــــيــــا. وقـــــد يـــكـــون فــــي هـــــذا شـــــيء مـن الحقيقة. لـقـد أظـــهـــرت دراســـــة نُـــشـــرت الصيف املـاضـي وأجـرتـهـا جامعة اليـبـزيـغ - التي تــقــع فـــي واليـــــة ســاكــســونــيــا (شــــــرق) - أن نصف سكان الـواليـات الشرقية «يتوقون لـحـكـم الـــرجـــل الــــقــــوي» أو لـــقـــيـــادة «حـــزب واحـــــــد»، وفــــي هــــذا أصــــــداء لــلــعــقــود الـتـي عاشها سـكـان تلك الــواليــات تحت الحكم الـسـوفـيـاتـي. كـذلـك بـــ الـبـحـث «تشكيكا كبيرًا» بالديمقراطية لدى سكان الواليات الشرقية حيث يعيش نحو خُمس سكان أملــــانــــيــــا. وقـــــــال نـــصـــف املُـــســـتَـــفـــتـــ إنــهــم يؤيدون حظرًا على استقبال املسلمني، في في املائة منهم مزاعم املُعادين 70 حني أيد لــأجــانــب بــــأن هـــــؤالء يـــأتـــون إلــــى أملـانـيـا الستغالل نظام الرعاية االجتماعي. وفي املـقـابـل، وجـــد الـبـحـث أن األفــكــار املـعـاديـة للسامية منتشرة جـدًا، وأن واحــدًا من كل مستفتني يرى أن «تأثير اليهود ما زال 3 كبيرًا جدًا». وبذا استخلص معدّو البحث أن «رســـائـــل األحـــــزاب الـيـمـيـنـيـة املـتـطـرفـة تـــجـــد أصـــــــداء قـــويـــة عـــنـــد جـــــزء كــبــيــر مـن السكان» في الشرق. حزب زارا فاغنكنشت من جهة ثانية، بيّنت الحصيلة ليس فقط تقدم حزب «البديل» في االنتخابات األخيرة، بل أيضا بروز حزب جديد يحمل الكثير من أفكار «البديل»، أسسته الزعيمة الـــســـابـــقـــة لـــحـــزب «دي لــيــنــكــا» الـــيـــســـاري املتطرف زارا فاغنكنشت إثر انشقاقها عن حزبها. يـحـمـل الـــحـــزب الــجــديــد الـــــذي أُســـس مـطـلـع الـــعـــام اســــم زعــيــمــتــه، املــــولــــودة في مــديــنــة يــيــنــا بـــواليـــة ثــوريــنــجــيــا، والــتــي عاشت في «جمهورية أملانيا الديمقراطية (الـشـرقـيـة) الـسـابـقـة»، وكـانـت ناشطة في الـــحـــزب الــشــيــوعــي، قــبــل أن تــتــحــوّل بعد انــهــيــار «جـــــدار بـــرلـــ » إلـــى «دي لـيـنـكـا». ورغـم أن حـزب «تحالف زارا فاغنكنشت» قــــام عــلــى أســــس عــقــائــديــة يـــســـاريـــة، فهو يروّج ألفكار يمينية فيما يتعلق بالهجرة، ويــؤيــد روســيــا، ويـشـكـك فــي حـلـف شمال األطلسي (ناتو). هذا الحزب انتزع أصواتا كـــثـــيـــرة مــــن «دي لــيــنــكــا» واالشـــتـــراكـــيـــ وحتى «الخضر»، في واليتَي ساكسونيا وثـــوريـــنـــجـــيـــا، وحـــصـــل فــــي األولـــــــى عـلـى فـي املـائـة مـن األصـــوات، 12 نسبة قـاربـت فــي املــائــة، مــا حــوّل 13 وفـــي الـثـانـيـة عـلـى الـحـزب العـبـا أسـاسـيـا ال بـد مـن التحالف معه لتشكيل حـكـومـة. لـكـن، بينما تظهر هـــذه الـنـتـائـج أن الــهــجــرة تــتــصــدّر هـمـوم الـنـاخـبـ فـــي الـــواليـــات الــشــرقــيــة، فإنها تب أيضا تأثير األزمـة االقتصادية التي سببتها الـحـرب األوكـرانـيـة، والـــذي يبدو أقـسـى فــي واليــــات الــشــرق األكــثــر فـقـرًا من واليات الغرب. عـــلـــى أي حـــــــال، مــــع أن فـاغـنـكـنـشـت رفضت تحالف حزبها مـع «الـبـديـل» رغم الــتــشــابــه الــكــبــيــر فـــي بــرنــامــجــيــهــمــا إزاء الهجرة ودعم روسيا، عليها اآلن الدخول فــــي مـــفـــاوضـــات لــتــشــكــيــل حــكــومــتــ فـي الواليتني مع حزب تختلف معه في نقاط كثيرة، هو االتحاد الديمقراطي املسيحي؛ إذ حل هذا الحزب اليميني الوسطي الذي قـادتـه املستشارة السابقة أنجيال ميركل فـــي املـــائـــة من 23 ثــانــيــا فـــي ثـوريـنـجـيـا بــــــ 32 األصـوات، في حني نال في ساكسونيا في املائة؛ أي تخلّف بفارق ضئيل جـدًا ال يزيد على النقطة عن «البديل». شرط «مفاوضة» موسكو فـــــــاغـــــــنـــــــكـــــــنـــــــشـــــــت تـــــــــشـــــــــتـــــــــرط عـــــلـــــى الـــديـــمـــقـــراطـــيـــ املـــســـيـــحـــيـــ واألحـــــــــزاب األخـــــرى الــتــي تــريــد الـــدخـــول فـــي تـحـالـف مـعـهـا، إعـــ ن تـأيـيـدهـا لـدعـم «مـفـاوضـات ســـ م» بــ روســيــا وأوكـــرانـــيـــا، ورفضها خطط الواليات املتحدة بإرسال صواريخ بـــعـــيـــدة املـــــــدى إلـــــى أملـــانـــيـــا الــــعــــام املــقــبــل وإبــقــائــهــا عـلـى األراضــــــي األملــانــيــة ضمن قوات «ناتو». هـــــــذا، ومـــــع أن الـــحـــكـــومـــات املــحــلــيــة غـيـر معنية بالسياسة الـخـارجـيـة، تصر فاغنكنشت على تضمني هــذه التعهدات فـــي أي ائـــتـــ ف حـكـومــي مـحـلـي يـتـشـكّــل. لـــكـــن تــــعــــهــــدات كــــهــــذه صـــعـــبـــة بــالــنــســبــة للديمقراطيني املسيحيني الذين يؤيدون الـدعـم الحكومي ألوكـرانـيـا، بـل ينتقدون الحكومة «لتقصيرها» بتقديم دعـم كاف لكييف. أمـــــام كـــل هــــذه الـــخـــ فـــات، يــتــوقــع أن تـــســـتـــغـــرق عـــمـــلـــيـــة تـــشـــكـــيـــل الــحــكــومــتــ املــحــلــيــتــ أشــــهــــرًا مــــن الـــتـــفـــاوض تــدخــل فيها األحزاب األملانية تجارب جديدة غير واضحة نهايتها، إال أنها قد تكون مؤشرًا ملـسـتـقـبـل الــحــالــة الـسـيـاسـيـة الــتــي تـغـدو اعــتــيــاديــة فـــي أملــانــيـــا فـــي حــــال انـعـكـسـت النتائج، وإن بشكل أقل دراماتيكية، على املستوى الوطني فـي االنتخابات العامة العام املقبل. تحليل اتجاهات الشباب أيــــضــــا، هـــــذه نــســبــة مــرتــفــعــة شـكـلـت مفاجأة لكثيرين. وللعلم، ينشط سياسيو «البديل» على منصة «تيك تـوك» بكثافة، والــــحــــزب مــــن أكـــثـــر األحــــــــزاب نـــجـــاحـــا فـي اســتــخــدام وســـائـــل الــتــواصــل االجـتـمـاعـي التي يستخدمها الشباب. وفـــــي دراســــــــة أجـــــراهـــــا بـــاحـــثـــون فـي جـــامـــعـــة بــــوتــــســــدام بـــــواليـــــة بـــرانـــدنـــبـــرغ (شـــــرق)، حـــول اســتــخــدام األحـــــزاب ملنصة «تيك تـــوك»، التي تحظى بشعبية كبيرة بني الشباب، تبني أن نجاح «البديل» على هـــذه املـنـصـة سـاهــم عـلـى األرجــــح بنجاح الحزب في ساكسونيا وثورينجيا. وقال البروفيسور روالنــد فرفيبي، أحـد مُعدّي سنة 24 و 16 الدراسة، إن «الشباب ما بني يحصلون على معلوماتهم السياسية فقط من (تيك توك)، وهذا يجعل املنصة بالغة الـــتـــأثـــيـــر». وفــــي تـحـلـيـل مـــعـــدّي الـــدراســـة لبيانات على «تيك توك»، استخلصوا أنه خـ ل األسابيع التي سبقت االنتخابات، كـــانـــت الـــفـــيـــديـــوهـــات الـــتـــي تـــــــروّج لــحــزب «الـبـديـل» تصل إلــى املستخدمني بكثافة أكـبـر بكثير مــن الـفـيـديـوهـات الـتـي تـــروّج للحزاب األخرى. وفــــــي تـــحـــلـــيـــلـــهـــم، خـــلـــق الـــبـــاحـــثـــون حــســابــا وهــمــيــا ألشـــخـــاص مــولــوديــن 30 ويـعـيـشـون فــي ثورينجيا 2006 فــي عـــام وسـاكـسـونـيـا وبــرانــدنــبــرغ - الـتـي تجري انــــتــــخــــابــــات مـــحـــلـــيـــة فـــــي نــــهــــايــــة الـــشـــهـــر ألف 75 الجاري - وحلل الباحثون أكثر من فيديو ظهر على الحسابات في األسابيع الـسـابـقـة لــ نــتــخــابــات. وتـــبـــ أنـــه يظهر فيديوهات 9 أمـام املستخدمني ما معدله أسـبـوعـيـا لـحـزب «الــبــديــل» مـقـابـل فيديو واحـــــــــد لـــلـــديـــمـــقـــراطـــيـــ املـــســـيـــحـــيـــ أو «تـحـالـف زارا فـاغـنـكـنـشـت»، وأقــــل بكثير للحزاب األخرى. وأيـــضـــا تــبــ أن الــفــيــديــوهــات الـتـي تظهر للمستخدمني ال تتماشى مع أعداد الفيديوهات التي تنتج من قبل األحـزاب. ووجــــــد الـــبـــحـــث أن االشــــتــــراكــــيــــ ، مـــثـــ ً، أنتجوا عـددًا أكبر بكثير من الفيديوهات املتعلقة باالنتخابات مـن «الـبـديـل»، لكن ذلك لم ينعكس فيما يظهر للمستخدمني. ووفق فرفيبي، فإن أحد األسباب قد يكون أن شـــبـــكـــة مــــن املـــســـتـــخـــدمـــ فــــي مـنـصـة «تيك تــوك» يـروّجـون لفيديوهات الحزب اليميني املتطرف وهـم أنفسهم ينشطون على املنصة بشكل كبير. وبالفعل، حسب دراسـة أخـرى نُشرت في يونيو (حزيران) املاضي، فإن «البديل» هو من أكثر األحزاب األملانية نشاطا على «تيك توك». مالمح قلق اقتصادي أيا كانت األسباب، فإن نتائج صعود «البديل من أجـل أملانيا» قد تصبح مرئية أكــثــر فـــي الــــواليــــات الــشــرقــيــة، حــيــث بـــدأت الشركات تتخوف من اآلثــار السلبية لهذا الــصــعــود عــلــى االقـــتـــصـــاد. وغــــــداة صـــدور الــنــتــائــج، قـــالـــت مـونـيـكـا شـنـيـتـزر رئـيـسـة «املـجـلـس األملــانــي للخبراء االقـتـصـاديـ » مـــعـــلّـــقـــة إن الـــــشـــــركـــــات الـــــتـــــي تـــتـــخـــذ مــن ثورينجيا وساكسونيا مقرًا لها «قد تكون في وضع صعب في املنافسة على العمالة املاهرة»، مضيفة أن املؤسسات التعليمية فــي الــواليــتــ تـعـانـي أصــــ مــن نـقـص في الـعـمـالـة، وهـــذا الــوضــع قــد يتفاقم نتيجة موقف «البديل» من املهاجرين. أمـا مارسيل فراتشير رئيس «املعهد األملـانـي للبحاث االقـتـصـاديـة»، فقد حـذّر مــن هــــروب رؤوس األمـــــوال مــن الـواليـتـ ، وقــــال إن ســيــاســات «الـــبـــديـــل» الــتــي تـــروّج للحمائية االقـتـصـاديـة، وخـفـض الهجرة، وتخفيف التنوع واالنفتاح، «قد تؤدي إلى هروب الشركات والعمالة املاهرة». هــــذا املـــنـــاخ املــــعــــادي لــلــمــهــاجــريــن لم يخلقه فقط «الـبـديـل» وحــزب فاغنكنشت، بـل سـاهـم فيه أيـضـا االتــحــاد الديمقراطي املسيحي نفسه، الـذي مـال خطابه املتعلق بــالــهــجــرة إلــــى الــشــعــبــويــة، وخـــاصـــة منذ انتخاب فريدريش ميرتز زعيما له. بالطبع، يــحــاول مـيـرتـز بـاعـتـمـاده خـطـابـا مـتـشـدّدًا تجاه الهجرة انتزاع أصوات من «البديل»، لكن هذا الخيار تسبب بمناخ معاد للهجرة تــفــاقــم فـــي واليــــــات الــــشــــرق، وبـــــات يخيف أصحاب األصــول املهاجرة. ولكن، إذا كان حـزبـا فاغنكنشت ومـيـرتـز يـــدعـــوان للحد مـــن الــهــجــرة، وربـــمـــا حـتـى وقـــف اسـتـقـبـال الالجئني، فإن «البديل» يذهب أبعد بكثير مـن ذلــك مـع أنــه قـد ال يعكس بتصريحاته الـــعـــامـــة خــطــطــه ألســـبـــاب قـــانـــونـــيـــة؛ إذ إن نيّات الحزب ظهرت في نهاية العام عندما كُــشـف عـن اجـتـمـاع ســـرّي شـــارك فيه نـواب من الحزب ومستشار زعيمته أليس فايدل، ناقش ترحيل ماليني املهاجرين من أملانيا، بينهم مَن يحملون جنسيات أملانية، لكنهم يتحدّرون من أصول مهاجرة. الــكــشــف عـــن االجـــتـــمـــاع أثـــــار اســتــيــاء سياسيا واجتماعيا كبيرًا في أملانيا بسبب أصــــدائــــه الــتــاريــخــيــة واالجـــتـــمـــاع الـشـهـيـر الـذي عقده النازيون قبل «الهولوكوست» وناقشوا فيه «الحل األخير»، إال أن «البديل» ما زال ينفي أن تكون هذه سياسته، ويزعم قــادتــه حـرصـهـم عـلـى الـلـعـب ضـمـن مــا هو مسموح في القانون، خوفا من حظر الحزب املراقَب. عـــمـــومـــا، الـــفـــوز املـــــــزدوج لـلـمـتـطـرفـ في الـواليـات الشرقية يـراه البعض نتيجة لضعف الحكومة الفيدرالية. وهذا ما عبر عنه راينر دولغار رئيس «رابطة أصحاب األعمال األملانية»، الذي حذّر من أن صعود «الـبـديـل» إنما يعكس «قلقا عاما وعميقا وانعدام الثقة في أن أملانيا تتحرك باالتجاه الصحيح». وأردف بأن نتائج االنتخابات «تــنــبــيــه واضــــــح لــلــحــكــومــة االئـــتـــ فـــيـــة... وعلى أي حكومة أن تحافظ على األعمال والتماسك االجتماعي». مناصرو حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف في ملتقى انتخابي بوالية ثورينجيا (رويترز) سنوات كانت نسبة التأييد لحزب «البديل من أجل 4 قبل 12 أملانيا» اليميني املتطرف، على املستوى الوطني، ال تتعدى في املـائـة. ومـع أن تأييده في الـواليـات األملانية الشرقية التي كــان أعلى، 1990 كـانـت تحت الحكم السوفياتي حتى عــام في املائة. األمر تغيّر اآلن، 20 فهناك أيضًا لم يتخط آنذاك عتبة وبات الحزب املراقَب من قبل االستخبارات بسبب شكوك بأنه يعمل ضد الدستور والديمقراطية، ثاني أقوى حزب في أملانيا. في املائة 17 فعلى الصعيد الوطني وصلت نسبة التأييد له إلى متخطيًا بشعبيته شعبية الـحـزب الـديـمـقـراطـي االجتماعي 15 (االشـــتـــراكـــي) الـحـاكـم الــــذي تعطيه آخـــر االســتــطــاعــات فـي املـائـة فقط، ثـم إن «الـبـديـل مـن أجـل أملـانـيـا» صـار الحزب املفضل في الـواليـات الشرقية، ويحتل الـصـدارة منذ أشهر، في املائة في بعض الواليات. 30 حيث تتجاوز نسبة تأييده وأثبتت االنتخابات املحلية في واليتَي ثورينجيا وساكسونيا األحد املاضي شعبية الحزب املتطرف؛ إذ حصد في ثورينجيا فـي املـائـة مـن األصــــوات، وغــدت هــذه الـواليـة األولــى 33 نسبة التي تعيد حزبًا يمينيًا متطرفًا إلى الطليعة منذ النازيني. أما في املائة من 41 في ساكسونيا فحاز الحزب نسبة قاربت األصــوات. ولكن رغم هذين اإلنجازين لن يتمكّن الحزب من الحكم؛ لكون كل األحزاب األخرى ترفض التحالف معه، وهو أمر ضروري في نظام انتخابي يولّد عددًا كبيرًا من األحزاب التي ال تحصد أي منها غالبية مطلقة. ومع أن أملانيا معتادة على التحالفات، ازداد هذا األمر صعوبة اليوم في ظل صعود «البديل من أجل أملانيا» وتنامي شعبيته. ومع أنه لن يحكم في الواليتني رغم حصده عددًا كبيرًا من األصوات، فتمثيله القوي في واليــة ثورينجيا يمكّنه من تعطيل القوانني التي يتطلّب إقرارها ثلثَي األصوات. بعد انتصار حزب «البديل» في واليتَي ثورينجيا وساكسونيا برلين: راغدة بهنام انتخابات براندنبرغ المقبلة... االختبار الصعب لالشتراكيين و«الخضر» قـــد تـــكـــون االنـــتـــخـــابـــات املــقــبــلــة فـــي واليـــــة بــرانــدنــبــرغ > املحيطة بالعاصمة برلني، االختبار األكبر واألخطر للحزاب الحكومية، خاصة الحزب الديمقراطي االجتماعي (االشتراكي) بقيادة املستشار األملاني أوالف شولتس. فعلى عكس واليتَي ثورينجيا وساكسونيا، حيث لم يكن لالشتراكيني أصال وجود قوي، يقود االشتراكيون الحكومة الحالية في براندنبرغ، وكان فـي املـائـة من 26 حزبهم حصل فـي االنـتـخـابـات املاضية على في املائة آنذاك لحزب «البديل من أجل 23 نسبة األصوات مقابل أملانيا». هـــذا الــعــام تـشـيـر االســتــطــ عــات إلـــى انــقــ ب الــوضــع، في 27 وحـــلـــول «الـــبـــديـــل» أوال بـنـسـبـة أصـــــوات تـصـل إلـــى في املائة لالشتراكيني. كذلك سيكون حزب 23 املائة مقابل «الــخــضــر» الــشــريــك فـــي الـحـكـومـة أيــضــا أمــــام تــحــد جـــدي، هـو الـبـقـاء فـي الحكومة وتجنب انـخـفـاض نسبة أصـواتـه فـي املـائـة الـضـروريـة لـدخـول الـبـرملـان. ووفـق 5 عـن نسبة الـــ 5 االستطالعات، يبدو «الخضر» على حافة الحصول على باملائة في االنتخابات 11 في املائة، في انخفاض كبير عن املاضية. مــن جـهـة ثـانـيـة، مــع أن الـــواليـــات الـشـرقـيـة الـخـمـس قــد ال تعكس وضع البالد بشكل كامل، خاصة أن عدد سكانها ككل مليون أملاني)، 83 في املائة (مليون من أصل 14.5 ال يزيد على فـهـي تـشـكّــل مــؤشــرًا لـتـزايـد االمـتـعـاض مــن الـحـكـومـة وتـراجـع الثقة بـاألحـزاب الكبيرة. فالخالفات املستمرة داخـل الحكومة االئتالفية، والوضع االقتصادي املتدهور - أوال بسبب جائحة »، ثـم بسبب الـحـرب فـي أوكـرانـيـا - زادا مـن تراجع 19- «كـوفـيـد الثقة باألحزاب الحاكمة، ثم إن تحول حزب «الخضر» من حزب مُسالم تاريخيا إلـى حـزب يدعم الحرب في أوكرانيا، وساعد في إبقاء مرافق الفحم مفتوحة رغم تعهداته بإغالقها ردًا على وقف الغاز الروسي، أبعد عنه كثيرين من مناصريه. يــبــقــى أنـــــه مــــا زال هـــنـــاك عـــــام واحــــــد يــفــصــل أملـــانـــيـــا عـن انتخاباتها العامة، وفيه تأمل األحزاب التقليدية أن تتمكن من مواجهة «البديل من أجل أملانيا» ووقف تقدمه... وزحفه نحو الواليات الغربية. المستشار األلماني أوالف شولتس (رويترز) ASHARQ AL-AWSAT كان الفتا في نتائج االنتخابات مدى تأثير حزب «البديل من أجل ألمانيا» على الشباب

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==