issue16719

9 قضايا ISSUES Issue 16719 - العدد Friday - 2024/9/6 اجلمعة ASHARQ AL-AWSAT واملـــــخـــــتـــــار. إال أن األعـــــــرف بيننا شرعت تُضحكهم تلك الـنـهـايـات الـسـعـيـدة. ذاك أن قـامـوسـ مكتملني ارتـسـمـا في األفق يتجاوزان االنقسام الــحــاصــل مــا بــ تـأيـيـد الـجـيـش وتـأيـيـد الفدائيّني الفلسطينيّني. فالقاموس األوّل تـعـامـل مــع لـبـنـان بـوصـفـه بـلـدًا نــاجــزًا، ال ينقصه إال بعض اإلصالح، وكان أصحاب هـــذا الـقـامـوس يـسـتـوحـون بــلــدان أوروبـــا املـــســـتـــقـــرّة نـــمـــوذجـــا لـــهـــم. أمّـــــا الــقــامــوس الثاني فاعتبره بلدًا فادح النقص ينبغي أن يــعــاد تـأسـيـسـه مـــن صــفــر، وأصـــحـــاب هذا القاموس كانوا يجدون نماذجهم في بـلـدان «العالم الثالث» املندرجة حينذاك في مكافحة االستعمار. والقاموس األوّل ظـــــلّ، رغــــم كــــل شـــــيء، يــرســمــه بـلــدًا رائــعــا أنجز تحرّره ولم يعد بحاجة ألن يحارب ويقاتل ألن تاريخ اآلالم بات وراءه، فيما كان القاموس الثاني يرسمه بلدًا شنيعا وكـــريـــهـــا ال يـــــزال عــلــيــه أن يــجــتــاز شــوط التحرّر الطويل. أمّــا الـحـروب والعذابات فإنّما تبدأ للتوّ، وهـي ستكون هـذه املـرّة أكـبـر مــن أي وقـــت ســابــق. واألســــوأ أن ما ظــنّــه أهـــل الــقــامــوس األوّل أدوات تــحــرّر، كـالـجـامـعـة واملـــصـــرف، كـــان بـالـضـبـط ما ظنّه أهل القاموس الثاني أدوات استعباد تُــعـزّز ربطنا بـ«اإلمبرياليّة واالستعمار والــــرجــــعــــيّــــة الــــعــــربــــيّــــة». وهــــــم اقـــتـــرحـــوا علينا، بعد أن نطلّق هؤالء كلّهم، نماذج بديلة كسوريّا والعراق البعثيّني واليمن الجنوبي املتمركس والـبـلـدان الشيوعيّة فــــي أوروبـــــــــا الـــشـــرقـــيّـــة. وعـــلـــى الـــعـــمـــوم، أصــبــحــنــا مـــثـــل رجـــــل مـــصـــاب بــمــرضــ ، واحد يُعالَج باإلكثار من تناول املسكّنات واآلخر يُعالَج باالمتناع عن تناولها. وفـــــي أواســـــــط الــســبــعــيــنــات شـرعـنـا نــتــحــرّر، فــــإذا بـهـا حـــرب أهــلــيّــة مـتـمـاديـة وضـــــــروس، صــبــغــتْــهــا املــــجــــازر وتـطـهـيـر املــــنــــاطــــق أو تـــطـــهّـــرهـــا مـــــن املـــخـــتـــلـــفـــ ، وهـــذا ناهيك عـن تعطيل الــدولــة وشيوع امليليشيات ممّا راح يتعاظم مـــذّاك. وفي 1982 آخـر املـطـاف تـــأدّى عـن ذلـك اجتياح اإلسـرائـيـلـيّ، فلم يـتـحـرّر اللبنانيّون وال انتصر الفلسطينيّون. أمّـــا دعـــاة الـحــل عبر انـتـصـار كاسح يـحـتـمـي بـــالـــغـــزو اإلســـرائـــيـــلـــي فــــــرأوا أن رئــــاســــة بــشــيــر الـــجـــمـــيّـــل تـــطـــوي صـفـحـة املـــاضـــي. هــكــذا رُفــــض كـمـيـل شـمـعـون أو بيار الجميّل كمرشّحني للرئاسة، وهما مَـــــن هـــمـــا فــــي الـــتـــصـــلّـــب املـــســـيـــحـــيّ، ولـــم يـعـد مــقــبــوال فـــي مــوقــع الــرئــاســة إال رمـز التحدّي وقائد امليليشيا بشير الجميّل. فـــالـــرد عـلـى مــا اعـتـبـره أغــلــب املسيحيّني خيانة املسلمني بانحيازهم إلى املقاومة الفلسطينيّة واعتبارها جيشهم ال يكون إال ببشير. لكن األخير اغتيل قبل وصوله إلـى قصره، ثـم كانت حـرب الجبل وحرب املخيّمات وحرب اإللغاء وحرب التحرير، وراحـــــــــت الــــكــــراهــــيــــة، فـــــي وداع مـــتـــعـــدّد الفصول للبنان القديم، تشق طريقها من األجسام االجتماعيّة األكبر إلى األجسام النواتيّة األصغر. والحال أن لبنان القديم لم يكن سيّئا، وهو قطعا كان أفضل املوجود في الشرق األوســـــــط. صـحـيـح أن الـــقـــصـــور والـخـطـأ الزمــاه لكن النجاحات التي الزمته كانت أكـبـر. فهنا، وبفعل الـحـرّيّــة املـتـاحـة، كان الـتـاريـخ يـتـحـوّل ويـفـتـح بـابـا لالحتمال، وخــ ل سنوات قليلة من عمر االستقالل تمدّدت الرأسماليّة من املركز إلى األطراف، واشـــتـــد عـــود الـطـبـقـة الــوســطــى، وحـصـل اللبنانيّون على تعليم جيّد جعلهم شعبا مــؤهّــ لكثير مـن األدوار والـوظـائـف في داخل بلدهم وفي خارجه، كما اتّسع نطاق العمل الـحـزبـي والـنـقـابـي مثلما اتّسعت رقعة اإلعالم وما يمارسه من نفوذ. وهذا جميعا لم يترافق مع ظهور ديكتاتور أو آيديولوجيا رسميّة تقول للسكّان: هكذا كونوا وال تكونوا هكذا. عبادة األسد ونصر هللا لكن إبّان الحرب املديدة التي كسرت لـــبـــنـــان الـــقـــديـــم جـــــد عــــامــــ ن شـــــدّانـــــا مـن شَــعــرنــا إلـــى االنــحــطــاط وكــــان لـهـمـا دور بــــارز فـــي تـأسـيـس الــجــمــهــوريّــة الـثـانـيـة. فـقـبـل الـــغـــزو اإلســرائـيــلـي وبـــعـــده، فـرض نظام الوصاية، وعلى نحو غير مسبوق فــــي لـــبـــنـــان، آيـــديـــولـــوجـــيـــا رســـمـــيّـــة عـلـى لبنانيّني كــانــوا قـبـلـذاك أحـــــرارًا. هـكـذا لم يعد مقبوال أن نفكّر ونناقش ونستنتج في ما يخص «عـروبـة لبنان» أو «قداسة املــقــاومــة». وكـــان مــن نـتـائـج الـتـحـوّل هـذا انـكـمـاش الـفـضـاء الــعــام وازدهــــار التلقني والــتــخــويــن والــتــشــهــيــر فـــي الــتــعــامــل مع الـــــرأي اآلخـــــر، تــمــامــا كــمــا هـــي الـــحـــال في األنـظـمـة الـديـكـتـاتـوريّــة والـتـوتـالـيـتـاريّــة املؤسّسة على العداء والكراهية. ومــــنــــذ ذلـــــــك الــــحــــ راحــــــــت تـــتـــزايـــد املــــــقــــــدّســــــات فــــــي حــــيــــاتــــنــــا كــــمــــا تـــتـــزايـــد املــــــدنّــــــســــــات. وكــــــانــــــت ثــــنــــائــــيّــــة املـــــقـــــدّس واملـــدنّـــس، وهـــي دومـــا طـريـق إلـــى العنف والعداوة، تمهيدًا لعبادة أولياء صالحني كـــــان أبـــــرزهـــــم حــــافــــظ األســـــــد ومـــــن بــعــده حــســن نــصــر الـــلـــه. وراح يــتــبــدّى بــجــ ء، وعلى عكس الحكمة الشائعة، أن الجمع مستحيل بني أن تكون مقاوما وأن تكون حـرًّا يقتل نفسه فدى لحذاء زعيم. وهذا، بطبيعة الحال، جاء مصحوبا بفقر أكبر وتعليم أسوأ وهجرات شبابيّة إلى سائر أرجاء املعمورة. أمّــــــــا الــــعــــامــــل اآلخــــــــر فــــكــــان الــــثــــورة اإليــرانــيّــة، أعـظـم الـــكـــوارث الـتـي شهدتها منطقتنا فــي تـاريـخـهـا الـحـديـث. فمعها لم تعد العداوة والعنف يستهدفان طرفا في حاضرنا، بل باتا يدفعاننا عميقا في املــاضــي إلـــى يـزيـد بــن مـعـاويـة والحسني بن عليّ. فكأنّما الـعـداوة أصـل أصيل في البشر مـا إن يـبـرأوا منه حتّى يـبـرأوا من بــشــريّــتــهــم. وبــعــدمــا كــــان عــيــب الـــثـــورات إصـــــرارهـــــا عـــلـــى فـــــرض الـــتـــنـــويـــر دونـــمـــا اكـــتـــراث بــالــواقــع، بـــات عـيـب هـــذه الــثــورة إصرارها على رفض التنوير من أساسه. وعن الرعايتني السوريّة واإليرانيّة، وفـــي ظـــل تــــردّي الـجـسـد الـلـبـنـانـي املنهك بـــحـــروبـــه، انــتــهــت الـــســـيـــاســـة، فـــرمـــز إلــى نهايتها الطاقم الذي تولّى الحكم متوّجا بـالـرئـيـس إمــيــل لـــحّـــود، املـــوظّـــف املــطــواع لــــــدى املـــتـــحـــكّـــمـــ فــــي دمــــشــــق وطــــهــــران. أمّـــا الـثـمـرة األكــبــر الـتـي نجمت عــن زواج الرعايتني هاتني فكان «حــزب الله» الذي استثني مـن حــل امليليشيات، كما قضى بــــه اتّـــــفـــــاق الــــطــــائــــف، بـــذريـــعـــة االحــــتــــ ل اإلسرائيلي ومقاومته. لـم يُنه 2000 لـكـن زوال االحــتــ ل فـي السالح الذي ازداد افتتانا بذاته، وفي حرب أضـــاف الــعــرب إلـــى افـتـتـانـه بنفسه 2006 افـتـتـانـهـم بـــه، إذ، كـمـا قـيـل، صـمـد وقـاتـل وهزم إسرائيل. وما لبث هذا الحزب، بعد عامني فحسب، أن وضع يده على بيروت بــعــدمــا غـــزاهـــا وأذلّــــهــــا. وعـــلـــى مــــدى تلك املرحلة التي جعلت لبنان ملحقا بـ«حزب الــــلــــه»، راح يـهـطـل عـلـيـنـا الــقــتــل والــقــتــال والـشـهـادة والـشـهـداء بوصفهم الصناعة الـــحـــصـــريّـــة لــلــبــنــان، وانـــقـــســـم املـــواطـــنـــون إلـــــى واحــــــد يــحــمــي وآخــــــر يُـــحـــمـــى، وهــمــا كــانــا يـنـقـلـبـان، حـــ تـسـتـدعـي الـــظـــروف، إلــــى واحـــــد يـــهـــدِّد وبـــيـــده الــــســــ ح، وآخـــر مــنــزوع الــســ ح يُـــهـــدَّد ولــيــس لــه إال الـلـه. والـحـق أن الصناعة اإليرانيّة - السوريّة، وباالستفادة من التصدّع اللبناني ملا بعد الحرب، نجحت في جعل الوحش أكبر من الغرفة التي يقيم فيها، بحيث غدا تهديم الغرفة شرطا لقتل الوحش. وإذ أصـــــبـــــح اكـــــتـــــســـــاب األصــــــدقــــــاء وبـــــنـــــاء الــــجــــســــور تــــهــــمــــة، غـــــــدت أعــــمــــال الــتــفــجــيــر واالغــــتــــيــــال والـــخـــطـــف ريـــاضـــة يـــومـــيّـــة. وحـــتّـــى لـــو وضــعــنــا جــانــبــا تلك االرتكابات التي طالت لبنانيّني وأجانب، وكـــانـــت بـمـثـابـة حــــرب تـطـهـيـر لـلـبـنـانـيّــة املعروفة، بقي اغتيال رفيق الحريري في واالغـــتـــيـــاالت الــ حــقــة لـسـيـاسـيّــ 2005 وصحافيّني شهادة على أن الوطن الواحد صار مهمّة صعبة، إذ انشطر السكّان إلى قاتل وقتيل. وفـــيـــمـــا تــــوطّــــد نـــظـــام تــقــســيــم الـعـمـل بني املقاومة والفساد، شاعت لـدى بعض اللبنانيّني لغة ورواية للتاريخ مزعومتان ال تــنــطــويــان إال عــلــى الـــضـــدّيّـــة وتـمـجـيـد العنف. فنحن منذ كنّا، وبغض النظر عمّا نفعل، مُستهدَفون باألطماع، وليس متاحا لـنـا إال الــقــتــال حــتّــى نـهـايـة الــعــالــم، وأمّـــا الـكـرامـة فــ تُكتسب بالعلم أو الـتـقـدّم أو اإلنجاز، بل هي تعريف أن نقاتل إسرائيل. وهــذا، في عمومه، كـان برنامجا لتصغير العقل وشفط املعرفة وتلغيز العالم. وبدوره جاء صعود ميشال عون في الـوسـط املسيحي ليعلن تمكّن الـسـم من املسيحيّني. فهم تصرّفوا كالعامل الـذي يضطهده رب عمله فيفجّر غضبه انتقاما مـــن زوجـــتـــه ومــــن أبـــنـــائـــه. هـــكـــذا حــاولــت الــعــدوانــيّــة الــعــونــيّــة، املــغــطّــاة بكثير من الزجل، أن توهمنا بأن االلتحاق بـ«حزب الــــلــــه» هــــو وحــــــدة بــــ أنــــــــداد مــتــســاويــن يـخـوضـون مـعـا حـرب األقــلّــيّــات. والحـقـا، إبّــــــــان حــــــرب «حـــــــزب الــــلــــه» فــــي ســــوريّــــا، حــاول الـطـرفـان إيهامنا بأنّنا ننتقل من سـويّــة الـتـحـرّر الـــذي أنـجـزنـاه إلــى سويّة التحرير الذي ننخرط فيه. فبدل التوقّف ملـــراجـــعـــة األكـــــــ ف الـــهـــائـــلـــة الـــتـــي رتّــبــهــا 1975 علينا «الـــتـــحـــرّر» مـنـذ ابــتــدائــه فــي حـتّــى تصاعده الـنـوعـي مـع «حـــزب الـلـه»، هربنا إلى «التحرير» عبر احتالل جزء من سوريّا وقتل السوريّني وتهجيرهم. وأن تسيطر إيـــران، مـن خـ ل «حـزب الـلـه»، على قـــرارات البلد األسـاسـيّــة فهذا مـــتـــعـــدّد األبــــعــــاد واملـــعـــانـــي، لـــكـــن املـعـنـى الذي يهمّنا هنا هو أن العداوة والضدّيّة والـعـنـف بـاتــت عـنـوانـا لحياتنا الـعـامّــة، حيث «املوت عادة» و«كل يوم كربالء وكل أرض عاشوراء». وإذ وفّــــــــــــرت حــــــــرب غــــــــــزّة مـــســـرحـــا نــــمــــوذجــــيّــــا لـلـعـيــش وفــــــق الــــقــــتــــال، بـــات واضــحــا أن الـخـيـاريـن الـلـبـنـانـيّــ وصـ إلى نقطة الالعودة، وأنّه بات من املشكوك فـــيـــه أن يــتــصــالــح هــــــذان الــــتــــصــــوّران عـن لــبــنــان وعــــن الــعــيــش فــيــه حـــتّـــى لـــو هـبّــت رياح إقليميّة ودوليّة لغير صالح الحزب املسلّح. صحيح أن هذا التناول لم يتوقّف عند أخطاء كثيرة ارتكبها الجميع، وارتكبتها الطوائف كلّها، والحكّام جميعا، أكان في إدارة البلد أو في اقتصاده أو تعليمه أو غير ذلك. لكن هذه العوامل، على أهميّتها، لم تكن سبب تفجيره وجعله مستحيالً. فــأغــلــب الـــظـــن أن املـشـكـلـة األم تـكـمـن في الـــــســـــؤال: أي لـــبـــنـــان نــــريــــد؟ وهـــــل نـغـلّــب الصداقة أو نغلّب الـعـداوة؟ فاللبنانيّون لم يتّفقوا في األسـاسـيّــات، وكـل ما يلوح فـي األفــق يوحي أن عـدم اتّفاقهم سيكبر ويتعاظم. وهـــذا مـا يُلزمهم، أو يُفترض أن يـلـزمـهـم، بـالـتـفـكـيـر فـــي عـــدم اتّــفـاقـهـم وفــــي تـحـويـلـه إلــــى نــظــام وإلــــى مـؤسّــسـة يح ّن محل الفوضى املشبعة باحتماالت العنف الخصبة. واألسرع األفضل، كي ال تنتهي بنا الحال إلى ما انتهت بـ«الحمار الفلسفيّ» الذي كتب عنه فيلسوف القرن الرابع عشر الفرنسي جون بوريدان. ذاك أن حــمــارًا ضــربــه الــجــوع والـعـطـش وجـد نفسه في النقطة الوسطى بني كومة قش وسـطـل مـــاء، فـــراح يـفـكّــر: هــل أشـــرب أوّال أو آكل أوّالً؟ وظل يطرح هذا السؤال على نفسه إلى أن مات جائعا وعطشانا معا. * ألقي هذا النص في ندوة استضافها «حزب الكتلة الوطنيّة» في لبنان. في الذكرى األولى ألول عملية انتحارية ضد جنود إسرائيليين في بلدة كفركال (غيتي) 1989 عرض لـ«حزب هللا» في الضاحية الجنوبية لبيروت نهاية امرأة تحمل صورة لألمين العام لـ«حزب هللا» وسط الدمار في بلدة عيتا الشعب بجنوب لبنان (أ.ب) (غيتي) 1984 مظاهرات ضد االحتالل اإلسرائيلي لجنوب لبنان في سبتمبر الصناعة اإليرانيّة ــ السوريّة وباالستفادة من التصدّع اللبناني نجحت في جعل الوحش أكبر من الغرفة لبنانية تطلب النجدة لزوجها الذي سقط جريحا باشتباكات في بيروت (غيتي)

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==