issue16718

قال قيادي في «فيلق القدس» الذراع الـخـارجـيـة لـــ«الــحــرس الـــثـــوري» اإليــرانــي إن رد إيــــــران عــلــى اغـــتـــيـــال رئـــيـــس حـركـة «حـــــمـــــاس»، إســـمـــاعـــيـــل هـــنـــيـــة، «ســيــكــون مـخـتـلـفـا، وال يـنـبـغـي الــكــشــف عـــن كيفية هذا الرد»، في وقت قال فيه متحدث باسم الـبـنـتـاغـون إن الـــواليـــات املــتــحــدة ال تــزال تـــأخـــذ تـــهـــديـــدات طـــهـــران إلســـرائـــيـــل على محمل الجد. وقــــــــال الـــعـــمـــيـــد مـــحـــســـن تــــشــــيــــذري، نائب قائد غرفة العمليات الخارجية في «الحرس الثوري» إن االنتقام لدماء هنية «واجـبـنـا وسـنـقـوم بــه حـتـمـا»، فــي إشـــارة صريحة إلـى تلويح املرشد اإليـرانـي علي خامنئي. وصـــــرح تـــشـــيـــذري فـــي حـــديـــث ملـوقـع «دفــــــــــاع بــــــــرس» الــــتــــابــــع لـــهـــيـــئـــة األركــــــــان اإليـــرانـــيـــة أمـــــس، إن «نــوعــيــة وكـيـفـيـة رد إيـــران تعتمد على الـظـروف واملـوقـع الـذي يـمــكــن مـــن خـــالـــه تـحـقـيـق أهـــدافـــنـــا فيما يــتــعــلــق بـــجـــرائـــم الـــصـــهـــايـــنـــة». وأضــــــاف: «حـــتـــى تـتـحـقـق أهـــــداف إيـــــران فـــي الــوقــت املناسب وبالعنصر املفاجئ املطلوب، قد يتم التحلي بالصبر وضبط النفس حتى تتوفر الظروف والفرصة املناسبة لتوجيه رد ساحق يتناسب مع الثأر». وهـــددت إيـــران والـجـمـاعـات املسلحة املوالية لها في املنطقة بمهاجمة إسرائيل ردًا على اغتيال قائدين بارزين في طهران وبيروت في أواخـر الشهر املاضي، وأعلن «حــــزب الــلــه» أن ضــربــاتــه عـلـى إســرائــيــل، كانت ردًا على اغتيال القيادي العسكري في الحزب فؤاد شكر. أغـسـطـس 25 وأعــلــنــت إســـرائـــيـــل فـــي (آب) املــاضــي، أنـهـا أحبطت «جـــزءًا كبيرًا من الهجوم» الـذي شنّه «حـزب الله» على أراضـــيـــهـــا ردًا عــلــى اغــتــيــال شــكــر، بينما قـــال الــحــزب املـــوالـــي إليــــران إنـــه اسـتـهـدف بــمـــســيــرات وصـــــواريـــــخ كـــاتــيــوشــا بـشـكـل أسـاسـي قـاعـدة للستخبارات العسكرية قرب تل أبيب. ونفت إسرائيل رواية «حزب الـــلـــه» عـــن إصـــابـــة الـــقـــاعـــدة فـــي ضــواحــي تــل أبــيــب، مـشـيـرة إلـــى أنــهــا دمّــــرت «آالف منصات الـصـواريـخ» التابعة للحزب في جنوب لبنان. وقـــدم تشيذري روايـتـه عـن «الهجوم الواسع» الـذي شنه «حـزب الله» اللبناني على إسرائيل، قائل إن « عملية األربعني جـــــرى تــنــفــيــذهــا ردًا عـــلـــى اغـــتـــيـــال فــــؤاد شــــــكــــــر... عــــنــــدمــــا تـــظـــهـــر نــــتــــائــــج عــمــلــيــة األربعني، سيحدد (حزب الله) ما إذا كانت األهداف التي سعى لتحقيقها قد تحققت أم ال، ولـذلـك قـد تستمر العملية، بالطبع تم الرد على اغتيال فؤاد شكر نظرًا لحجم العملية». وبحسب روايـــة تـشـيـذري، فــإن «بعد أقــــل مـــن ســـاعـــة مـــن الــعــمــلــيــة، قــــام الـكـيـان الــــصــــهــــيــــونــــي بــــقــــصــــف بـــــعـــــض املــــــواقــــــع واألهـداف في بنك معلوماته، في محاولة إلجــــراء عملية استباقية وخـنـق العملية فـــي مـهـدهـا ومــنــع صـــواريـــخ (حــــزب الـلـه) مـــــن الــــــوصــــــول إلـــــــى األراضــــــــــــي املـــحـــتـــلـــة. ولـــكـــن، (حـــــزب الـــلـــه) كــــان ذكـــيـــا ونـــقـــل كل املـــعـــدات واألفـــــــراد مـــن املـــواقـــع املـسـتـهـدفـة قـــبـــل الــــهــــجــــوم، واســـتـــهـــدفـــت الـــصـــواريـــخ اإلســرائــيــلــيــة مـــواقـــع قـديــمــة وفـــارغـــة كـان (حـــزب الـلـه) قـد أخـاهـا مسبقا، مما يدل عـلـى أن (حـــزب الــلــه) نـفـذ عمليته بنجاح وبعدد أكبر من الصواريخ». وأشــــــــــار تــــشــــيــــذري إلـــــــى الـــعـــمـــلـــيـــات اإلسـرائـيـلـيـة فــي الـضـفـة الـغـربـيـة. وقـــال: «هيكل املقاومة في غزة ال يزال قائما، وفي الضفة الغربية في طور النشوء والتطور. الـيـوم، يسعى الكيان الصهيوني لعرقلة تـــشـــكـــيـــل وتــــعــــزيــــز املــــقــــاومــــة فـــــي الــضــفــة الغربية، لكنه بالتأكيد لن ينجح». وفـــــــي وقـــــــت الحـــــــــق، نـــقـــلـــت وســــائــــل إعــــام إيــرانــيــة عــن نــائــب رئــيــس األركــــان، الـجـنـرال علي عبداللهي قـولـه: «سنوجه ضـــربـــة قـــاســـيـــة إلســــرائــــيــــل، لـــكـــن تـوقـيـت الــرد غير مـحـدد». وأضـــاف: «على الكيان الصهيوني أن يأخذ في اعتباره أن إيران لن تتجاهل هذه الجريمة».وقال املتحدث بـــاســـم الـــبـــنـــتـــاغـــون املـــيـــغـــور جــــنــــرال بـــات رايــــــدر لـلـصـحـافـيـ ، مـــســـاء الـــثـــاثـــاء، إن «إيــــران أشــــارت إلــى أنـهـا تـعـتـزم االنـتـقـام، لـــذا سـنـواصـل أخـــذ هـــذا الـتـهـديـد بجدية، وسأترك األمر عند هذا الحد». وســـــئـــــل عــــمــــا إذا الحـــــظـــــت الـــــقـــــوات األمـــيـــركـــيـــة أي تـــغـــيـــيـــرات عـــلـــى اإلطــــــاق خلل األيام العشرة املاضية، مع استمرار مــــجــــمــــوعــــتــــ مــــــن حــــــامــــــات الـــــطـــــائـــــرات األميركية، بمهامها في املنطقة. وعـــــــــاد رايـــــــــــدر لــــتــــأكــــيــــد أن الـــــقـــــوات األمـيـركـيـة «فــي حـاجـة إلــى االسـتـمـرار في أخــذ هــذا التهديد على محمل الـجـد، وأن نكون مستعدين. مــرة أخـــرى، لـن أخـوض فـــي الــتــفــاصــيــل أو الـــفـــرضـــيـــات املـحـتـمـلـة بشأن متى أو إذا كانوا سيهاجمون». واألســــــــبــــــــوع املـــــــاضـــــــي، قــــــــال ريــــــــدار لــلــصــحــافــيــ : «تــقــيــيــمــنــا ال يــــــزال يـشـيـر إلــــى وجـــــود تــهــديــد بـــهـــجـــوم، ونــبــقــى في وضع جيد لنكون قادرين على دعم دفاع إسـرائـيـل، وكـذلـك حماية قواتنا فـي حالة تــعــرضــهــا لـــهـــجـــوم»، الفـــتـــا إلـــــى أن وزيــــر الدفاع األميركي لويد أوسنت «أمر بوجود مجموعتني من حاملت الطائرات للبقاء في املنطقة»، كجزء من الدعم إلسرائيل. وكـان البنتاغون أعلن قبل أسبوعني أن حاملة الـطـائـرات «يـو إس إس أبـراهـام لينكولن» واملــدمــرات املـرافـقـة لها وصلت إلـــى املـنـطـقـة. وكـــان مــن املـفـتـرض أن تحل مـــحـــل حـــامـــلـــة الـــــطـــــائـــــرات «يــــــو إس إس ثـيـودور روزفــلــت»، لكن أمـر أوســ يعني أن السفينتني سـتـكـونـان مـعـا فــي الـشـرق األوسط في الوقت الراهن. 3 أخبار NEWS Issue 16718 - العدد Thursday - 2024/9/5 اخلميس متحدث باسم البنتاغون: نأخذ التهديدات اإليرانية على محمل الجد ASHARQ AL-AWSAT عمليات «فيلق القدس»: نتحلى بضبط النفس حتى نحقق عنصر المفاجأة إيران تهدد بـ«رد مختلف» على اغتيال هنية... والبنتاغون متأهب إيرانيون يمرون أمام الفتة كبيرة تحمل صور القيادي في «الحرس الثوري» قاسم سليماني ورئيس حركة «حماس» إسماعيل هنية في طهران األسبوع الماضي (أ.ف.ب) لندن - طهران: «الشرق األوسط» محللون رأوا أن «هجوم أبريل» كشف عن نقاط ضعف قذائف «الحرس الثوري» كيف يؤثر ضعف دقة صواريخ إيران في صراعها مع إسرائيل؟ بينما تـهـدد إيـــران بمهاجمة إسرائيل ردًا عـــلـــى اغـــتـــيـــال قــــائــــد حــــركــــة «حــــمــــاس»، إســــمــــاعــــيــــل هــــنــــيــــة، داخـــــــــل طــــــهــــــران، يــبــقــى برنامجها الصاروخي الذي لطاملا تباهت به من الطرق القليلة لديها للرد املباشر، ولكن تظل هناك تساؤالت حول مدى خطورة هذا البرنامج بالفعل. كان البرنامج وراء الهجوم غير املسبوق بالطائرات مـن دون طيار والـصـواريـخ على إسرائيل في أبريل (نيسان) املاضي، عندما أصــبــحــت إيــــــران أول دولـــــة تــطــلــق مــثــل هــذا الهجوم منذ أن أطلق النظام العراقي السابق برئاسة صدام حسني صواريخ «سكود» على .1991 إسرائيل في خضم حرب الخليج عام لكن القليل من القذائف اإليرانية وصل إلــــى أهــــدافــــه، فــقــد أســقــطــت قـــــوات الـتـحـالـف بقيادة الواليات املتحدة كثيرًا منها، في حني فشل إطــاق صـواريـخ أخـــرى، على مـا يبدو، أو تحطمت خلل الطيران. و حتى تلك التي وصـــلـــت إلــــى إســـرائـــيـــل بــــدت كــأنــهــا أخــطــأت أهدافها. وأفــــــــادت وكــــالــــة «أســـوشــيـــيـــتـــد بـــــرس»، نقل عن تحليل جديد أعده خبراء، بأن أحد الصواريخ األكثر تقدما في ترسانة طهران اتضح أنه أقل دقة مما كان يُعتقد سابقا. وقــــال ســــام اليــــر، الــبــاحــث املــســاعــد في «مركز جيمس مارتن لدراسات منع االنتشار النووي»، الذي شارك في إعداد التحليل، إن «الهجوم في أبريل املاضي أظهر قدرة معينة على ضرب إسرائيل»؛ ولكن «إذا كنت املرشد اإليـرانـي علي خامنئي، فربما كنت ألصـاب بخيبة أمل بعض الشيء». وأضــاف اليـر أنـه إذا لم تكن الصواريخ اإليــرانــيــة قــــادرة عـلـى ضـــرب األهــــداف بـدقـة، «فـــهـــذا يـعـيـد صــيــاغــة دورهــــــا، فــهــي لـــم تعد ذات قيمة كما كانت في العمليات العسكرية الـــتـــقـــلـــيـــديـــة. وقــــــد تــــكــــون أكــــثــــر قـــيـــمـــة فـقـط بوصفها أسلحة للترهيب». مــثــاالً؛ اسـتـذكـر اليــر إطـــاق الـصـواريـخ الـــذي كــان يـحـدث على املـــدن فـي حــرب إيــران مـــع الـــعـــراق فـــي الــثــمــانــيــنــات، عــنــدمــا كـانـت إيــــران قــــادرة عـلـى إطـــاق مجموعة متنوعة من الصواريخ على مدينة كبيرة على أمل أن يخترق البعض منها الدفاعات. وقـالـت إيـــران مـــرارًا وتـكـرارًا إنها سترد عــلــى اغـــتـــيـــال إســمــاعــيــل هــنــيــة فـــي طـــهـــران. ويشتبه عـلـى نـطـاق واســـع فــي أن إسـرائـيـل نــفــذت عـمـلـيـة االغـــتـــيـــال، رغـــم أنــهــا لـــم تعلن مسؤوليتها عنها. ورفـــضـــت الـبـعـثـة اإليـــرانـــيـــة لــــدى األمـــم املتحدة التعليق على التحقيق، لكن املرشد خامنئي أقر ضمنا بفشل بلده في ضرب أي شيء ذي أهمية في إسرائيل. وقال خامنئي: «مناقشات الطرف اآلخر حول عدد الصواريخ التي أُطلقت، وعدد التي أصابت الهدف، وعـدد التي لم تُــصِــب... هذه أمــور ثـانـويـة... القضية الرئيسية هي بروز األمـة اإليرانية والجيش اإليـرانـي في ساحة دولية مهمة. هذا هو ما يهم». محاولة كبيرة وكـــــــان الــــهــــجــــوم االنــــتــــقــــامــــي اإليـــــرانـــــي متوقعا بعد الهجوم اإلسرائيلي (املحتمل) مطلع أبـريـل، الــذي استهدف قنصلية إيـران في دمشق بسوريا، مما أدى إلى مقتل قائد قـــوات «الــحــرس الـــثـــوري» فــي ســوريــا محمد ضـــبـــاط، وكــذلــك 5 رضــــا زاهــــــدي ونـــائـــبـــه، و عضو من جماعة «حزب الله» اللبنانية. أوضــحــت لـقـطـات بُــثـت عـبـر التلفزيون 13 الحكومي اإليراني أن الهجوم اإليراني في أبريل بدأ مع ظهور قائد «الحرس الثوري»، الـلـواء حسني سـامـي، يتحدث عبر الهاتف مع اللواء أمير علي حاجي زاده، قائد الوحدة الــصــاروخــيـــة فـــي «الــــحــــرس»، آمـــــرًا: «ابـــــدأوا عملية (الـوعـد الــصــادق) ضـد قـواعـد النظام الصهيوني». مــــع تـــوجـــه الــــصــــواريــــخ نـــحـــو الـــســـمـــاء، تــوقــف الـــنـــاس فـــي جـمـيـع أنـــحـــاء إيـــــران عما كـانـوا يفعلونه وأشـــاروا بهواتفهم الجوالة إلى ضجيج اإلطلق، من سياراتهم وشرفات مـنـازلـهـم. وأظـــهـــرت مـقـاطـع الـفـيـديـو مـواقـع إطلق متعددة؛ بما في ذلك من ضواحي مدن أراك وهمدان وأصفهان وكرمانشاه وشيراز وتبريز وطهران... وفق تحليل «أسوشييتد برس». وظـهـرت لقطات غير واضـحـة بعد ذلك عبر حسابات وسـائـل التواصل االجتماعي العسكرية املـوالـيـة إليـــران تـوضـح صـواريـخ تــــهــــدر مــــن مـــنـــصـــات إطـــــــاق مـــتـــحـــركـــة عـلـى الشاحنات. وانــــطــــلــــقــــت طــــــائــــــرات إيــــــــــران املــــســــيّــــرة االنـــتـــحـــاريـــة مـــن طـــــراز «شــــاهــــد» مـــن قــواعــد مــعــدنــيــة، ودوّت مــحــركــاتــهــا مــثــل جـــــزازات العشب في سماء الليل. وأُطلق بعضها من شاحنات صغيرة تسرع على املدارج. وانطلقت الطائرات املسيّرة ذات الشكل املثلث أوالً، واستغرقت ساعات للوصول إلى أهدافها، ثم أُطلقت صواريخ «كروز - باوه»، التي استغرقت وقتا أقل، وأخيرًا الصواريخ الباليستية «عماد» و«قـدر» و«خيبر شكن»، الـتـي اسـتـغـرقـت دقــائــق فـقـط، وفـقـا لتحليل «مـــشـــروع ويـسـكـونـسـن لـلـحـد مـــن األسـلـحـة الـــــنـــــوويـــــة». كـــمـــا أُطـــلـــقـــت طـــــائـــــرات مـــســـيّـــرة وصــواريــخ مـن اليمن، ربـمـا مـن قِــبـل جماعة الحوثي املوالية إليران. وقــدرت السلطات اإلسرائيلية أن إيـران صــــاروخ 30 طـــائـــرة مـــســـيّـــرة، و 170 أطــلــقــت صــــاروخــــا بـالـيـسـتـيـا. وفــي 120 «كـــــــروز»، و األردن؛ اعــــتُــــرض صـــــــاروخ بــالــيــســتــي فـــوق الغلف الجوي لألرض، مع تلشي االنفجار في شكل دائرة. وأســقــطــت الــــواليــــات املــتــحــدة واملـمـلـكـة املتحدة وفرنسا جزءًا من هذه القذائف. وقال طائرة مسيّرة 80 األميركيون إنهم أسقطوا صواريخ باليستية على 6 محملة بالقنابل و األقل. كما جرى تفعيل الدفاعات الصاروخية اإلســـرائـــيـــلـــيـــة، عــلــى الـــرغـــم مـــن أن ادعـــاءهـــا فـــي املـــائـــة مـــن الــقــذائــف 99 األولـــــي بــإســقــاط يبدو مبالغة. وقـــال فـابـيـان هـيـنـز، خبير الـصـواريـخ و«زمـــــيـــــل األبــــــحــــــاث» فـــــي «املــــعــــهــــد الــــدولــــي لـــلـــدراســـات االســـتـــراتـــيـــجـــيـــة»، الـــــذي يـــدرس إيــــــــران، إن الـــهـــجـــوم «لـــــم يـــكـــن شــيــئــا رمـــزيـــا بوضوح، ولم يكن محاولة لتجنب الضرر». وأضـــاف: «كــان محاولة كبيرة للتغلب على الدفاعات اإلسرائيلية». وقــــال مـــســـؤولـــون أمــيــركــيــون، تـحـدثـوا شـــــرط عـــــدم الـــكـــشـــف عــــن هـــويـــاتـــهـــم بـسـبـب مــنـاقـشــة املـــســائـــل االســتــخــبــاراتــيــة، لـوكـالـة 50 «أسـوشـيـيـتـد بــــرس»، إنـهـم يـعـتـقـدون أن في املائة من الصواريخ اإليرانية فشلت عند اإلطلق أو تحطمت قبل الوصول إلى الهدف. ضعف الدقة فـــي أعـــقـــاب ذلـــــك، فــحــص مــحــلــلــون في «مركز جيمس مارتن لدراسات منع االنتشار الــــنــــووي» الـــهـــجـــوم عــلــى قـــاعـــدة «نـيـفـاتـيـم» 40( كـيـلـومـتـر ًا 65 الـجـويـة الـتـي تبعد نـحـو مـــيـــاً) جـــنـــوب الـــقـــدس فـــي صـــحـــراء الــنــقــب. ويدرس الخبراء في املركز إيران وبرنامجها للصواريخ الباليستية منذ فترة طويلة. بــــــــــــرزت الــــــقــــــاعــــــدة عـــــلـــــى الـــــــفـــــــور بـــعـــد الهجوم اإلسرائيلي (املحتمل) على البعثة الـدبـلـومـاسـيـة اإليـــرانـــيـــة فـــي ســـوريـــا. وزعـــم السفير اإليراني لدى سوريا، حسني أكبري، آي» 35 أن الـــضـــربـــة نــفــذتــهــا طــــائــــرات «إف اإلسرائيلية، املتمركزة في «نيفاتيم». كما ظهرت القاعدة الجوية في الدعاية الـــعـــســـكـــريـــة اإليــــــرانــــــيــــــة. وبـــــــث الـــتـــلـــفـــزيـــون الــــحــــكــــومــــي اإليــــــــرانــــــــي لــــقــــطــــات ملــــــنــــــاورات صـــاروخـــيـــة فــــي فـــبـــرايـــر (شــــبــــاط) املـــاضـــي، آي» في 35 تـحـاكـي اســتــهــداف حـظـائـر «إف «نيفاتيم». ودمــرت الصواريخ الباليستية؛ بـــمـــا فــيــهــا بـــعـــض األنــــــــواع املــســتــخــدمــة فـي الـــهـــجـــوم عـــلـــى إســـرائـــيـــل فــــي هـــجـــوم أبـــريـــل املاضي، النموذج املجسم. صــــواريــــخ 4 وفــــــي الــــهــــجــــوم، أصـــــابـــــت إيــرانــيــة عـلـى األقــــل قـــاعـــدة «نــيــفــاتــيــم»، كما يـــظـــهـــر مــــــن صـــــــور األقــــــمــــــار االصـــطـــنـــاعـــيـــة واللقطات التي أظهرها الجيش اإلسرائيلي. وقــــــال املـــحـــلـــلـــون إن الـــحـــطـــام الــوحــيــد الـــذي عُــثـر عليه فـي املنطقة (الـــذي جُــمـع من البحر امليت) يشير إلـى أن إيــران استخدمت صـــواريـــخ «عـــمـــاد» الســـتـــهـــداف «نــيــفــاتــيــم»، وفق ما قال املحللون. الصاروخ «عماد» (أو «الـعـمـود» بالفارسية) الــذي يعمل بالوقود »3 الـسـائـل، هــو نسخة مــن صــــاروخ «شــهــاب اإليـرانـي املصنوع بـنـاء على تصميم كـوري شمالي بـمـدى تقريبي يبلغ ألـفـي كيلومتر ميلً). 1240( ويـشـيـر هـــذا إلـــى أن صـــواريـــخ «عــمــاد» أطلقت على األرجـح من قاعدة «مرصاد» في ضواحي مدينة شيراز، وهي ضمن الحدود التقديرية لـقـدرات الـصـاروخ املحتملة، وفق مـا قــال املحللون. اسـتـنـادًا إلــى تركيز إيــران آي»، افــتــرض محللو 35 عـلـى الــطــائــرة «إف «جـــيـــمـــس مـــــارتـــــن» أن الـــنـــقـــطـــة املــســتــهــدفــة املحتملة إلطـــاق الـنـيـران اإليـرانـيـة ستكون مــجــمــوعــة مــــن حـــظـــائـــر الــــطــــائــــرات. كـــمـــا أن املوقع يعد نقطة مركزية تقريبا داخل قاعدة «نيفاتيم» نفسها. وقال الير إن هذا يقدم «هدفا أكثر قيمة بكثير» من مجرد «إحداث ثقوب في املدرج». لكن لم يُصِب أي من الصواريخ اإليرانية تلك الحظائر مباشرة. بـــــافـــــتـــــراض أن إيــــــــــران قـــــد اســـتـــهـــدفـــت الــــحــــظــــائــــر، فــــقــــد قــــــــاس مـــحـــلـــلـــو «جـــيـــمـــس مارتن» املسافة بني الحظائر ومناطق تأثير الــــصــــواريــــخ. وكـــانـــت الــنــتــيــجــة مـــعـــدل نحو مــيــل) لـــــ«دائــــرة الخطأ 0.75( كـيـلـومـتـر 1.2 املـحـتـمـل»؛ وهـــو قـيــاس يستخدمه الـخـبـراء لتحديد دقـــة الــســاح بــنــاء عـلـى نـصـف قطر في املائة. 50 دائرة يشمل وقال هينز إن هذا أسوأ بكثير من دائرة متر التي قدّرها الخبراء 500 الخطأ البالغة فـي الـبـدايـة لـصـاروخ «عــمــاد». وبـعـد انتهاء حـظـر األسـلـحـة الـــذي فـرضـتـه األمـــم املتحدة ،2020 ) على إيـران في أكتوبر (تشرين األول روجت إيران لصاروخ «عماد» بشكل منفصل لــلــمــشــتــريــن الــــدولــــيــــ املــحــتــمــلــ بــوصــفــه مـتـرًا؛ وهــو رقم 50 يمتلك دائـــرة خطأ تبلغ يـتـمـاشـى مـــع أفــضــل مــواصــفــات الــصــواريــخ املـسـتـخـدمـة فـــي أنــظــمــة أخـــــرى. لــكــن نـتـائـج الهجوم فـي أبـريـل املـاضـي لـم تكن بـأي حال مـن األحـــوال بـهـذه الـدقـة. وقـــال اليــر إن «هـذا يعني أن صاروخ (عماد) أقل دقة بكثير مما أشـــارت إلـيـه الـتـقـديـرات الـسـابـقـة». وأضـــاف: «هذا يشير إلى أن اإليرانيني متأخرون بجيل عــن الـتـقـديـرات الـسـابـقـة الـتـي اعـتـقـدت أنهم كانوا دقيقني فيها». قد يُعزى األداء الضعيف إلـى إجــراءات الــحــرب اإللـكـتـرونـيـة الـتـي تـهـدف إلـــى إربـــاك نــظــام تـوجـيـه الـــصـــاروخ، وكــذلــك احتمالية وجــود تخريب، أو تصميم رديء للصاروخ واملسافات املحددة في الهجوم. ما الخطوة التالية؟ في املاضي، كانت التهديدات اإليرانية بـــاالنـــتـــقـــام مـــن إســـرائـــيـــل تـــأخـــذ عـــــادة شكل هــجــمــات مـــن قــبــل قــــوات مــدعــومــة مـــن إيــــران في الشرق األوســط، أو هجمات على أهـداف إسرائيلية فـي أمـاكـن أخـــرى، مثل السفارات أو السياح. كـــمـــا تـــحـــد الـــجـــغـــرافـــيـــا مــــن الـــخـــيـــارات املتاحة للهجوم العسكري اإليراني املباشر. وال تـشـتـرك إيـــــران فـــي حــــدود مـــع إســرائــيــل، واملسافة بني البلدين تبلغ نحو ألف كيلومتر في أقصر مسافة. وتمتلك القوة الجوية اإليرانية أسطوال قــديــمــا مــنــذ حـقـبـة الـــحـــرب الــــبــــاردة، يـتـكـون - تـوم كــات» و«ميكويان 14 مـن طـائـرات «إف »، ولــكــنــهــا لــــن تـــكـــون نـــــدًا لـــطـــائـــرات 29 مـــــيـــــغ آي» اإلســـرائـــيـــلـــيـــة وأنـــظـــمـــة الـــدفـــاع 35 «إف الـجـوي الـخـاصـة بـهـا. وهـــذا يعني أن إيــران ســـتـــحــتـــاج مـــــرة أخــــــرى إلـــــى االعــــتــــمــــاد عـلـى الصواريخ والطائرات املسيرة بعيدة املدى. كــــــذلــــــك، يـــمـــكـــنـــهـــا أيـــــضـــــا االســــتــــعــــانــــة بمساعدة جماعات الوكلء، مثل «حزب الله» اللبناني وجماعة الحوثي في اليمن، إلرباك الدفاعات اإلسرائيلية. وهـــنـــاك خــطــر يـتـمـثـل فـــي إمــكــانــيــة أن تطور طهران سلحا نوويا، وهو تهديد كرره املـسـؤولـون اإليـرانـيـون فـي األشـهـر األخـيـرة. وفــــي حـــ تــصــر إيــــــران عــلــى أن بـرنـامـجـهـا الــنــووي سـلـمـي، فـــإن وكــــاالت االسـتـخـبـارات الغربية و«الـوكـالـة الـدولـيـة للطاقة الـذريـة» تــقــول إن طــهــران كـــان لـديـهـا بـرنـامـج نــووي .2003 عسكري منظم حتى عام وفـــــي يـــولـــيـــو (تـــــمـــــوز) املـــــاضـــــي، قــالــت وكــــاالت االسـتـخـبـارات األمـيـركـيـة فــي تقرير إن إيران «اتخذت إجراءات تضعها في موقع أفضل إلنتاج سلح نووي إذا اختارت ذلك». ومع ذلك، فإن صنع سلح وتصغيره ليوضع على صاروخ باليستي قد يستغرق سنوات. وقـــــــال الـــتـــقـــريـــر الـــــصـــــادر عــــن مــديــر االستخبارات الوطنية: «تمتلك إيران أكبر مـــخـــزون مـــن الـــصـــواريـــخ الـبـالـيـسـتـيـة في املنطقة، وتــواصــل التركيز على تحسني دقـــــة وفـــتـــك ومـــوثـــوقـــيـــة هـــــذه األنـــظـــمـــة». ورجـح التحليل أنه من املحتمل أن تتجه إيران إلى استخلص الـدروس من هجوم أبريل املاضي. لندن: «الشرق األوسط»

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==