issue16718

Issue 16718 - العدد Thursday - 2024/9/5 اخلميس كتب BOOKS 17 مع إعادة نشر مؤلفها «غادة الزاهرة» نسويات ينتصرن لزينب فواز... صاحبة «أول رواية عربية» تعود الكاتبة زينب فواز إلى الواجهة، مع صـدور طبعة جديدة من روايتها «غادة في 1899 الزاهرة»، التي نشرت ألول مرة عام القاهرة. وتـحـاول ناشطات نسويات إعـادة االعتبار لهذه الكاتبة اللبنانية - املصرية، بــوصــفــهــا صــاحــبــة أول روايــــــة عـــربـــيـــة، ألن حقها قد أهدر، في نظرهن، بسبب الذكورية والتمييز الجائرين، واإلهمال املتعمّد. وتــــــــم تــــتــــويــــج مــــحــــمــــد حــــســــن هــيــكــل واعتبرت روايته «زينب» هي الرواية العربية عامًا عن 15 األولى، مع أنها صدرت متأخرة «غــادة الـزاهـرة». وبصرف النظر عن القيمة األدبـــيـــة لـكـل مــن الـــروايـــتـــن، وأيــهــمــا تحمل خــصــائــص الــــروايــــة أكـــثـــر مـــن األخــــــرى، فــإن زيــنــب فــــواز، إضــافــة إلـــى مـكـانـتـهـا األدبــيــة، رائـــدة فـي مجال املطالبة بحقوق املـــرأة قبل قاسم أمي وكتابه «تحرير املــرأة»، وشغلت الــســاحــة األدبـــيـــة فــي الــســنــوات األخـــيـــرة من القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين. وتـــتـــســـاءل فــاطــمــة الـــخـــواجـــا، محققة روايـة «غـادة الـزاهـرة» في طبعتها الجديدة الـصـادرة عـن «دار نلسن» فـي بـيـروت، كيف أمكن تجاهل ليس فقط زينب فواز، ودورها املـــحـــوري وغـــــزارة إنــتــاجــهــا، ومـكـانـتـهـا في زمـــنـــهـــا؛ بـــل كــوكــبــة مـــن الـــنـــســـاء الــعــربــيــات اللواتي توّج بهن القرن التاسع عشر، حيث تـــم إغــفــال ذكـــرهـــن، رغـــم أنــهــن شــاركــن بقوة وبزخم، في حركة النهضة العربية؟ نفض الغبار عن اإلرث األدبي النسوي ونــتــيــجــة لــــذلــــك، فـــــإن غــالــبــيــة الــــقــــراء، يعرفون الحركة النسائية األدبـيـة بـــدءًا من خمسينات الــقــرن املـــاضـــي، مــن أمــثــال نــوال الـسـعـداوي وغـــادة السمان وليلي بعلبكي، واألكــثــر اطــاعــ فـقـط هــم الــذيــن سـمـعـوا عن ملك حفني ناصف، وصفية زغلول، وعائشة تيمور، وأخريات ممن سبقوهن. ولـنـفـض الـغـبـار عــن هـــذا اإلرث األدبـــي النسائي، الذي لم يُعط حقه، تسعى «جمعية نساء ذوات ثقافة مزدوجة»، منذ نشأتها في ، إلــى إعـــادة نـشـره وترجمته لتقديمه 2003 لجمهور الــقــراء الـعـرب واألجــانــب فــي قالب يساعد على فهم مضمون النص كما مرامي كل كاتبة، وأهدافها اإلصلحية. وبعد أن دعمت وساهمت هذه الجمعية الـــنـــســـائـــيـــة فــــي إصــــــــدار روايــــــــة زيـــنـــب فــــواز والـــعـــديـــد مـــن الــكــاتــبــات األخــــريــــات، خـاصـة املـنـسـيـات، ال تـــزال تـرحـب بتلقي اقـتـراحـات وأعـــــمـــــال لـــبـــاحـــثـــن مـــتـــمـــيـــزيـــن، خـــاصـــة فـي مجاالت الكتابة النسائية في القرن التاسع عشر، مـن أدب، وصحافة، وشـعـر، ومقاالت قد تكون سقطت سهوًا أو عمدًا، وذلـك لرفد املكتبة العربية بكل حقول املعرفة النسائية التي سادت في تلك الحقبة من الزمن. الصحافية التي تصور بمقلتيها واكـــتـــشـــفـــت مــحــقــقــة «غـــــــادة الـــــزاهـــــرة»، خلل بحثها عن زينب فواز، أنها ليست فقط شاعرة وأديبة، بل أيضًا ناشطة اجتماعية وصحافية من العيار الثقيل «تهاجم كرومر وتـــؤيـــد ســعــد زغــــلــــول، وتــــــرد عــلــى الــكــتّــاب مصوبة نظرتهم إلى املرأة». وتعتبر املحققة أن زيـــنـــب فــــــواز كـــانـــت «ســـفـــيـــرة الــصــحــافــة النسائية إلى القصور الخديوية والبيوتات األرسـتـقـراطـيـة، تـصـور بمقلتيها أفـراحـهـم وتـــخـــط بـقـلـمـهـا مـقـتـنـيـات جـــهـــاز الـــعـــروس لتنقله إلى القراء على صفحات املجلت». «غـــادة الـــزاهـــرة» الـتـي صـــدرت أول مرة 231 عن «املطبعة الهندية» في القاهرة، في فـصـاً، حملت اسمًا ثانيًا هو 37 صفحة، و «حسن الـعـواقـب»، وتـوالـى إصــدارهــا، أثناء حــيــاة الــكــاتــبــة، عـــدة مــــرات بـسـبـب نـفـادهـا، . وهـــي طبعة يمكن 1903 وكـــان آخــرهــا عـــام العثور عليها اليوم في «دار الكتب والوثائق القومية» في القاهرة. ومـــــــن حـــيـــنـــهـــا بـــــاتـــــت الـــــــروايـــــــة تــنــفــد وتـــخـــتـــفـــي، ثــــم يـــأتـــي مــــن يـــتـــذكـــرهـــا ويـعـيـد طــبــاعــتــهــا، فـــقـــد أعــــــاد إصـــــدارهـــــا «املــجــلــس ضمن 1984 الثقافي للبنان الجنوبي» عـام سلسلة «الـــتـــراث الــعــامــلــي»، حـيـث اعـتـبـرت فوزية فواز، كاتبة مقدمة الطبعة، أن صاحبة «غادة الزاهرة» اقترن اسمها بأسماء الكبار الـذيـن نبغوا فـي أواخـــر الـقـرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين». كما أصـــدرت «الهيئة الـعـامـة للكتاب» 2013 طبعة أخـــرى، مصرية هــذه املـــرة، عــام ضــمــن سـلـسـلـة «رائـــــــدات الــــروايــــة الـعـربـيـة» كـتــب مـقـدمـتـهـا حـلـمـي الــنــمــنــم، وجــــاء على غـــاف هـــذه الـطـبـعـة أنــهــا «أول نــص روائـــي عــــربــــي»، مـــمـــا نـــســـف ريـــــــادة مــحــمــد حـسـن هـيـكـل وروايـــتـــه «زيـــنـــب» الــتــي صــــدرت عـام ، وأرخ بـصـدورهـا كـبـار النقاد لــوالدة 1913 أول رواية باللغة العربية، وتناولتها األقلم طويل بالنقد والتشريح، واالهتمام، فيما لم تحظ رواية «غادة الزاهرة» بالعناية عينها. وزيـــنـــب فـــــواز مـــن قـــريـــة تــبــنــن جـنـوب لـــبـــنـــان، مــــن عـــائـــلـــة فـــقـــيـــرة. عــمــلــت لـــــدى آل األســـعـــد، وكــــان عـلـي بـــك األســـعـــد هـــو حـاكـم اإلمــــــــــارة، خـــــال الـــحـــكـــم الـــعـــثـــمـــانـــي. وعــنــد آل األســـعـــد، وتــحــديــدًا عـنـد زوجــــة الـحـاكـم، تعلمت القراءة والكتابة، وتزوجت أحد أفراد الــحــاشــيــة، ولـكـنـهـا انـفـصـلـت عــنــه سـريـعـ . سـافـرت بعدها إلــى دمـشـق وتـزوجـت ثانية وأيـــضـــ طـلـقـت، قـبـل أن تـتـعـرف هــنــاك على ضـــابـــط مــــصــــري، لـــتـــتـــزوج لـــلـــمـــرة الــثــالــثــة، وتذهب معه إلـى اإلسكندرية؛ حيث درست الـصـرف والـبـيـان والــعــروض على يـد حسن حسني الطويراني صاحب جريدة «النيل»، كــمــا درســـــت عــلــى يـــد الــشــيــخ مـحـيـي الــديــن النبهاني النحو واإلنــشــاء، ثم ارتحلت إلى الـــقـــاهـــرة. ورغــــم زيــجــاتــهــا الـــثـــاث لـــم تـــرزق بأوالد. لــــقــــبــــت ﺑ«درة الــــــــــشــــــــــرق»، ونـــــشـــــرت مقاالتها في «النيل» و«األهالي» و«املؤيد»، و«الــــــــلــــــــواء»، و«الـــــفـــــتـــــى» وغــــيــــرهــــا. ودعـــــت إلــــى تـعـلـيـم املــــــرأة واإلصـــــــاح االجــتــمــاعــي، واعتُبرت من رائـــدات التيار النسوي، حيث قــــادت املـــعـــارك واملـــنـــاظـــرات الــتــي تـــدافـــع عن حقوق املـرأة، وترفض كسر إرادتها، وفرض الحجاب عليها ومنعها من ممارسة دورها االجتماعي، وقصر نشاطها على البقاء في املـنـزل. كما أنها طالبت مواطنيها بالتبرع لـــلـــجـــزائـــر يـــــوم تـــعـــرضـــت ألزمــــــة اقــتــصــاديــة كبرى، وهددتها املجاعة. كتابة الواقع ال تخيله وبـــالـــعـــودة إلــــى روايــــــة «غــــــادة الــــزاهــــرة» التي هي مثار جدل، فليست من نوع الروايات الـــتـــي عــرفــنــاهــا مـــع تـــطـــور الـــحـــركـــة الـــروائـــيـــة الــــعــــربــــيــــة، وال يـــمـــكـــن أن تـــــقـــــارن بــالــصــنــف التخيلي أو الرومانسي، أو الـذي يعكف على اسـتـقـراء خفايا الــدواخــل اإلنسانية، أو إبــراز طـــوايـــا الــنــفــس وأســـــرارهـــــا، مـــن خــــال حـركـة الشخصيات. وهـــذا بـديـهـي، حـن نتحدث عـن الـروايـة األولـــــــى، وهــــي قــصــة حـقـيـقـيـة تــعــرفــهــا زيـنـب فواز، وروتها ساردة أحداثها، خافية األسماء والبلدان «حرصًا على شـرف البيوت الكريمة التي دنّسها بعض أبنائها الذي هان لديه بذل شرفه في سبيل نوال شهرته». وتدور أحداث القصة في جنوب لبنان، أيام الحكم العثماني، فـــي املـــكـــان الــــذي عــاشــت فـيـه زيــنــب طفولتها ونشأت. أما الشخصيات فهم من أبناء تبني وحكامها. وفـــي مـقـدمـة الـــروايـــة تــشــرح زيــنــب فــواز سبب عكوفها على كتابة هذا النوع األدبي؛ ألن الرواية في رأيها «مرآة األفكار، وتزول بلذتها غمام الهموم واألكـــدار، وتأخذ منها النفوس على قدر عقولها من الذكرى واالعتبار، وكان أجلّها قدرًا وأسماها منزلة ومكانًا ما قرب من الواقع أو مثل حقيقة الوقائع». «غـــادة الــزاهــرة» هـي حكاية صــراع مرير مليء بالشرّ، بي األميرين تامر وشكيب على حــكــم مـنـطـقـة جــبــل شـــامـــخ، وفــيــهــا مـــن الـقـيـم الـثـقـافـيـة واالجـتـمـاعـيـة الـكـثـيـر ويـظـهـر بقوة أثـر تلك العلقات والـصـراع الثقافي. وتعتبر الرواية بالنسبة للباحثي وثيقة أدبية وحتى شــبــه تـــاريـــخـــيـــة، لــفــهــم الـــحـــيـــاة االجــتــمــاعــيــة، والـعـاقـات الـتـي كـانـت سـائـدة فـي تلك الفترة في املنطقة. ويـلـحـظ الــقــارئ أن الــروائــيــة عـمـدت إلـى مزج حكايتها بالقصائد، بحيث أصبح الشعر جـــزءًا أصــيــا مــن نـصـهـا. وال تــتــردد فــي جعل شـخـصـيـاتـهـا يـجـيـب بـعـضـهـا بـعـضـ شــعــرًا، فـي شــيء مـن املــواءمــة بـن األحــــداث والنبض الشعري للنص. هكذا يمتزج القص بالشعر، وكأنما يكمّل بعضهما بعضًا. وقد يعود ذلك لكونها شاعرة، أو ألنها أرادت أن تخلط نوعي أدبيي من باب التجريب، وكل هذا ممكن. قصة الرواية وفي الرواية نتابع حكاية أبناء العمومة شـــكـــيـــب وتـــــامـــــر. األخـــــيـــــر هـــــو األكـــــبـــــر ســـنـــ ، وبالتالي تعود إليه اإلمـــارة، لكنه ال يتحلى بالخلق وال بحسن املعشر، فخطر لعمهم أن يوكل املهمة لشكيب؛ ألنه األقـدر عليها. لكن النتيجة البديهية، وتامر هو األكبر واألحق عرفًا، وفي نفسه ما عرفناه عنه من شر وقدرة على حياكة الحيل وإيقاع األذى، أنه سيبذل كـــل مـــا فـــي وســـعـــه لـيـمـنـع شــكــيــب مـــن بـلـوغ مـراده، بأن يتآمر، ويدبّر الدسائس، ويشعل الحقد في القلوب عليه، ويكلّف من يستطيع لتنفيذ املؤامرات والتخلص من غريمه أي ابن عمه. أما اللغة فهي وصفية، لكنها جزلة. فقد تمتعت أديبتنا بقوة في التعبير، وفصاحة وبـــيـــان، وقـــــدرة عـلـى االنــســيــاب فـــي الــعــبــارة، وإن كان البعض يمكن أن يجد كتابة فواز قد أصبحت قديمة ويصعب فهمها أحـيـانـ، إال أنها ال تخلو من جمال. بيروت: سوسن األبطح جديد «الفيصل»: السعودية تحتفي بعام اإلبل صدر العدد الجديد من مجلة «الفيصل»، وتضمن مواضيع متنوعة. وكـرسـت املجلة ملف الـعـدد لتقصي صـــورة اإلبـــل فـي الـثـقـافـات، يـأتـي ذلــك بمناسبة احتفاء . شارك في امللف كل من الناقدة 2024 السعودية بعام اإلبل الـسـيـنـمـائـيـة عــهــود حـــجـــازي: «آفـــــاق الــســنــام الـــواحـــد»، والباحث قصي التركي: «اإلبل وعلقتها بالبيئة البدوية في الكتابات املسمارية»، والباحث حمد صــراي: «اإلبـل في شبه الجزيرة العربية وبـاد الشرق األدنـى القديم»، والباحثة سحر الصمادي: «نحو معجم ألفاظ الحيوانات في اللغات السامية الشمالية الغربية»، والباحث سمير أديــب: «الجمل في الحضارة املصرية القديمة»، إضافة إلى شهادات من عدد من الكتاب والباحثي، مثل صبحي مـوسـى ومـحـمـد الـشـحـري وهــشــام عـبـد الـعـزيـز وفتحي إمبابي. وتضمن الـعـدد أيضًا حـــوارًا مـع الباحث اإلسباني خوسيه ميغيل بويرتا عضو األكاديمية امللكية للفنون الجميلة بغرناطة، وذلك بمناسبة صدور كتاب «رياض الـــشـــعـــراء فـــي قــصــر الـــحـــمـــراء» بـــاالشـــتـــراك مـــع الــدكــتــور عبد العزيز املـانـع، وبالتعاون بـن كـل مـن «جـائـزة امللك فيصل» و«لجنة إدارة الـحـمـراء»، أجــرى الـحـوار الكاتب واألديــــب عـبـد الــهــادي ســعــدون. وفـــي بـــاب ثـقـافـات كتب عــزام أحمد جمعة عـن االتـجـاهـات والـنـزعـات واللغة في األدب الـروسـي الحديث، وترجمت شيماء مجدي مقال مـاريـا إنجويكس تيرسيرو: «النسوية والترجمة أبعد مـن مجرد لغة شاملة». كما ترجم عماد فــؤاد مـقـاال عن السيرة التي كتبها البلجيكي مــارك سخافرز عن حياة األديب البلجيكي هوغو كلوس تحت عنوان «حي يحوم فوق الناس كالطير الجارح: أنزع منهم نتفًا ألصنع منها كتبًا». وكتب الجزائري أمي الزاوي عن الشاعر العماني سيف الرحبي «هذا الرأسمالي العربي الكبير» بمناسبة مـغـادرتـه رئــاســة تـحـريـر مجلة «نــــزوى» العمانية التي أسسها منذ ثلثي عامًا. وفـــــي بـــــاب الــســيــنــمــا حـــــــاورت «الـــفـــيـــصـــل» املـــخـــرج السعودي على الكلثمي، صاحب فيلم «مندوب الليل»، وذهـــب فـيـه إلـــى أن السينمائيي الـسـعـوديـن يعيشون عـــصـــرًا ذهـــبـــيـــ ، تـــتـــوفـــر بــــه كــــل ســـبـــل الــــدعــــم كــــي يـعـمـل املــخــرجــون عـلـى قـصـص ســعــوديــة. وفـــي بـــاب بـروتـريـه يكتب الـشـاعـر واملـتـرجـم فـاضـل السلطاني عــن الشاعر األمــيــركــي فــرانــك أوهـــــارا: جـمـالـيـات األشــيــاء الصغيرة. وحاورت هدى الدغفق الدكتور زياد الدريس حول مركز األديـب عبد الله ابن إدريـس والجائزة التي تحمل اسمه أيضًا. وتكتب هناء املكتوم عن الفراغ العمراني بصفته حضنًا للتفاعل الثقافي. واشـتـمـل الــعــدد عـلـى مــقــاالت ومــــواد أخــــرى، منها: مـوسـى بـرهـومـة: ضـــوء إلنــــارة مدينتنا الـعـربـيـة، نبيل ســـلـــيـــمـــان: بــــيــــوت فــــي الـــــبـــــودي وربــــمــــا نـــيـــبـــالـــن، نــــادر الـصـمـعـانـي: الــهــوامــش الفلسفية فــي الـــتـــراث الـشـرعـي، سيف الرحبي: صمت جثة الغريبة بي الغرباء، غسان على عثمان: السودان نحو عقد اجتماعي جديد، فاطمة واياو: الوريث أو رحلة أيوب املضنية إلى الليقي، تشن جـيـنـغ: «رهــمــانــج» و«ال نــا مـــا» حـامـل املـعـرفـة البحرية وتــبــادل الثقافات على طـريـق الـحـريـر الـبـحـري، سلطان املـــعـــانـــي: ثــاثــيــة الـــهـــزائـــم والـــكـــرامـــة واالنـــتـــصـــار، كـاظـم الـخـلـيـفـة: األدب والــفــلــســفــة.. جــدلــيــة الــعــاقــة وتـنـافـس الـــحـــضـــور، رامــــا وهـــبـــة: غــابــريــيــل مـــونـــتـــر.. تــعــريــة روح األشياء. وشمل العدد مـواد: حمادي تقوا - محمد الساهل: في مديح البريكوالج، يوسف ضمرة: هند أبـو الشعر.. بالون البدايات، فيصل دراج: انكسار األحلم والصداقات. زكي امليلد: لوال أينشتي ملا كان كارل بوبر، سعادة الله الحسيني: نظرية «الهندوتفا» وأسسها الفكرية، نبيل منصر: على املازمي ينحني على جراحه الوجودية، لنا عبد الرحمن: سر الزعفرانة لبدرية البشير، حسن حميد: هـــل انــتــهــت الـفـلـسـفـة فـــي زمــــن اإلســـــــام؟، مـحـمـد سليم شــوشــة: «بــصــورة مـفـاجـئـة» ملنتصر الــقــفــاش، ومـجـدي دعبيس: «اآلن في الـعـراء» لحسام الرشيد، وعلى عطا: «شــجــو الـــهـــديـــل» لــجــار الــنــبــي الــحــلــو، وعـــبـــده مـنـصـور املحمودي: مقاربة نقدية في «روايات ال تطير»، وحكمت النوايسة: «فلسطينيا ذا» لعلي العامري، ووداد سلوم: «الفراشات البيضاء» لباسم سليمان. وفــي بــاب نصوص نطالع نصوصًا لكل مـن إيفان بوالند: مختارات شعرية ترجمة غسان الخنيزي. إيفلي أرثـــر: مدير الكرملي ترجمة عبد املقصود عبد الكريم، محي الـديـن جـرمـة: أكسجي البحر، لحسن بـاكـور: أبي صانع السعادة. ويكتب سامر إسماعيل عن كتاب «احك منامك حتى أراك» حـول تجربة املـخـرج الـسـوري محمد ملص. وفي باب تشكيل: بادية حسن: سعد يكن.. وراء الفراشة بألوانها تختبئ الفاجعة السورية. الرياض:» الشرق األوسط» ما كان الفوهرر ليصل إلى أي مكان لوال دعم النخب اليمينية وجوه حول هتلر: محاولة مغايرة لفهم التجربة النازية ثمة بحر من الكتب املرجعيّة عن تاريخ النّازية والـــنّـــازيـــن ودورهـــــم فــي الــحــرب الـعـاملـيـة الـثـانـيـة، كما دراســات كثيرة عن أدولـف هتلر، وسير ذاتية ملعظم قـــادة أملانيا الـنـازيـة الـكـبـار. على أن املــؤرخ الـبـريـطـانـي والـبـروفـيـسـور ريــتــشــارد جـيـه إيفانز مـؤلـف الثلثية الشهيرة «تـاريـخ الـرايـخ الثالث – » اختار في كتابه األحدث «شعب هتلر: وجوه 2003 *» صيغة مغايرة ملنهجه 2024 – من الرايخ الثالث األثـيـر فـي تجنّب شخصنة الـتـاريـخ، وذلـــك املــزاج املـعـتــاد لـــدى مــؤرخــن آخــريــن فــي إلــقــاء الــلــوم في مجمل التجربة النازية على عاتق الفوهرر وبعض رجاله املقربي مع إعفاء غالب األملان من املسؤولية؛ إذ استفاد إيفانز من توافر مـواد توثيقيّة جديدة ليعيد قراءة املرحلة برمتها عبر استكشاف األدوار الــفــرديّــة ألربـــع وعـشـريـن شخصية مــن مستويات قيادية وتنفيذية مختلفة دون إغفال النظر في أي لحظة عن اإلطار الكلي األكبر. ينقسم «شعب هتلر» إلى أربعة أجزاء تغطي شخصًا مــن مختلف مـسـتـويـات تـراتـب 24 سـيـرة القيادة في املجتمع األملاني اختيروا لوضعهم بكل خصوصياتهم وخصائصهم وتـوفـر املـــواد عنهم فـي الـسـيـاق األعـــم للتاريخ األملــانــي خــال النصف األوّل مــن الــقــرن الـعـشـريـن. أول تـلـك األجـــــزاء قسم طـويـل فـي مـائـة صفحة عـن هتلر نفسه، وثانيها عــــن عـــــدد مــــن أفـــــــراد دائــــرتــــه املـــبـــاشـــرة هــايـنــريــش هيملر – قـائـد الــقــوات الـخـاصـة األملــانــيــة والـرجـل الـثـانـي فـي الـنـظـام -، وهـيـرمـان غـوريـنـغ – رئيس الغستابو (جهاز االستخبارات) -، ورودلـــف هس – نائب الفوهرر وممثله الشخصي -، ويوهانس إرفــن رومــل – قائد الجيوش األملانية واإليطالية في شمال أفريقيا -، وبـول جوزيف غوبلز - وزير الـدّعـايـة الـنـازيـة -، لكن اإلضــافــة النوعية للكتاب تبدأ في ثالث أجزائه مع سير مجموعة من املمكني الــــذي قـــــادوا الـتـنـفـيـذ، وكـــذلـــك آخـــرهـــا الــــرابــــع، عن املستوى األدنى من (األدوات) الذين خدموا النّظام ونفّذوا أوامره. ولــلــحــقــيــقــة، فـــــإن ســـيـــرة هــتــلــر كـــمـــا قــطّــرهــا إيفانز في الكتاب تبدو األقل إثارة للدهشة مقارنة بالشخصيات األخــــرى، فالقائد األملــانــي وإن كان شخصًا آيديولوجيًا صـرفـ، إال أنّــه كــان انتهازيًا أيـــضـــ ويــــعــــرف كـــيـــف يــخــفــف مــــن غـــلـــوائـــه عـنـدمـا ال يــكــون أمــــام الــجــمــهــور؛ ولـــذلـــك كــانــت خـطـابـاتـه شــكــا مــن أشــكــال األداء املــســرحــي املــــــدروس، لكن بقية الشخصيات في الكتاب فقد كانت من النّوع الشديد اإليـمـان بالقائد لدرجة اإلصـابـة باإلغماء عند االستماع لخطاباته املدويّة. يــجــزم إيــفــانــز بـــأن هـتـلـر عـلـى تـــفـــرده لـــم يكن عبقري سياسة أو حــرب، لكنّه كــان يمثل تقاطعًا عــجــيــبــ فــــي الـــــزّمـــــان واملــــكــــان بــــن تـــبـــلـــور ظـــاهـــرة الخطابات العامّة أمـام الحشود، وذلـك اإلحساس الوطني العام بــاإلذالل بسبب الهزيمة في الحرب ) ومـعـاهـدة فرساي 1918 - 1914( العاملية األولـــى ) - التي أقرَّت فيها أملانيا بذنبها في اندالع 1919( الــــحــــرب، ومــســؤولــيــتــهــا الـــوحـــيـــدة عــــن الــخــســائــر واألضــــرار الـتـي نجمت عنها، إضـافـة إلــى قبولها الـــتـــخـــلـــي عــــن أراض واســــعــــة يــســكــنــهــا نـــاطـــقـــون باألملانية – وما تبع ذلك من دمار اقتصادي وكساد مديد. لقد نجح هتلر بديماغوجيته في أن يصبح لألملان تجسيدًا آلمالهم بترميم النظام االجتماعي املتهتك واستعادة الكرامة الوطنيّة املهدورة، وذلك بعد التجربة الفاشلة لجمهورية فايمار التي قامت على أنقاض اإلمبراطورية املهزومة. وبحسب إيفانز، فـإن الـوجـوه التي اجتمعت حـــــول هــتــلــر لــــم تـــكـــن جـمـيـعـهـا بـــالـــســـمـــات ذاتـــهـــا، فبينما كــان يـولـيـوس شترايشر – رئـيـس تحرير جريدة الحزب – معاديًا لليهود بشدة، كان هيلمر مـثـا أقـــل اهـتـمـامـ بتأثير سـلـبـي مــزعــوم لليهود عـلـى املـجـتـمـع األملـــانـــي، لـكـنـه حــقــد بــاملــقــابــل على املثليي الــشــواذ، واسـتـمـر فـي الضغط على هتلر لتوسيع دائرة الفئات املستهدفة في مشروع (الحل الــنــهــائــي) لـتـشـمـل إلــــى الـــيـــهـــود، الـــشـــواذ املـثـلـيـن والـشـيـوعـيـن والـغـجـر واملـــرضـــى. عـلـى أن القاسم املشترك بي كل هذه الوجوه كان بالدّرجة األولى تلك الصدمة الجمعية للشعب األملاني بعد الهزيمة التامّة املذلة في الحرب العامليّة األولى وما أعقبها من حراك اجتماعي هابط، فكان أن قدّم لها الفوهرر نظريّة مؤامرة عن أسطورة «الطعنة في الظهر» من قِــبـل اليهود والـيـسـار لتفسير االنـكـسـار ومخرجًا لـــلـــدونـــيـــة، بــــــدال مــــن تــقــبــل الــحــقــيــقــة املــوضــوعــيــة بثانوية أملانيا أمـــام الهيمنة الـصـاعـدة للتحالف األنجلوساكسوني على جانبي األطلسي. شعب هتلر: وجوه الرايخ الثالث Hitler›s People: The Faces of the Third Reich املؤلف: ريتشارد إيفانز الناشر: 2024 – Allen Lane ندى حطيط يأتي كتاب إيفانز في توقيت مثالي إذ يغرق الغرب في لجّة من صعود يمين متشدد يستمد مادته من ديماغوجيّة العداء لآلخر المختلف النص الكامل على الموقع اإللكتروني

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==