issue16717

مـــــنـــــذ أصـــــبـــــحـــــت كــــــــامــــــــاال هــــــــاريــــــــس املـــــرشـــــحـــــة الديمقراطية للرئاسة، أول امرأة سوداء وأول شخصية من أصل جنوب آسيوي يتم ترشيحها ملنصب وطني من قبل حزب رئيسي، تبع ذلك احتفاالت بهذه اللحظة التاريخية. وكذلك، كان لدينا ما يتعلق بالكيفية التي - وألنها امرأة - ستستخدم مالبسها لتعريف أو تقليص شخصيتها. ال شك في أن املوضة قد استخدمت كـأداة لرفض النساء، وربطهن باألمور التافهة - بدال من املوضوعات الــجــادة - واألمــــور السطحية بـــدال مـن مسائل الحكم. ولـــكـــن عــنــدمــا تـــكـــون املــــــرأة مــرشــحــة رئـــاســـيـــة لـحـزب رئــيــســي، وعــنــدمــا يــبــدو االخــتــيــار وكـــأنَّـــه عـــ مـــة ذات مــغــزى عـلـى تغيير األجـــيـــال، فــــإن تـجـاهـل مــا تـرتـديـه ألنها امرأة على وجه التحديد، يعني السقوط ضحية للصورة النمطية نفسها. وبـفـعـل ذلــــك، ال يمنحها الـفـضـل الــــذي تستحقه الســـتـــخـــدام كـــل أداة مــتــاحــة لــهــا لـلـتـأثـيـر عــلــى الــــرأي وتشكيله، بقدر ما يكون من الفاعلية تعزيز األجندة التنفيذية، تمامًا كما فعل الساسة الرجال لعقود. وال يستطيع أحد أن يمأل كل لحظة باملقترحات السياسية، ولكنها من املمكن أن تظهر دومًا باملظهر املناسب. هناك سبب يجعلنا نشير إلى «املسرح الوطني» و«مسرح السياسة». لقد كان البذخ والزينة دائمًا جزءًا من منافسات الحكم، مهما كان النظام. الــــزي جـــزء ال يـتـجـزأ مــن أي مـسـابـقـة، وهـــو جـزء أصـيـل فـي خلق وتــواصــل الشخصية. وال يصح ذلك أكثر من لحظات االحتفال العام املشتركة: املؤتمرات، والتنصيب، واملناقشات، وخطاب حالة االتـحـاد. إلى حد ما، نحن جميعًا نعيش أمام الكاميرات اآلن، طوال الــوقــت. ونــصــدر األحــكــام الـفـوريـة عــن بعضنا بعضًا اعتمادًا على الصور التي نراها. إنها الغريزة البشرية وجزء من الطريقة التي نقرّر بها ما إذا كان شخص ما محبوبًا أو قابال للتصديق أو قائدًا، بغض النظر عن جنسه. وكان األمر كذلك من كليوباترا إلى كاسترو. ذات يوم قال لي أحد أصدقائي، وهو رجل يعمل مستشارًا فـي األزمــــات السياسية (مـثـل أوليفيا بوب في مسلسل «الفضيحة»)، إنني لن أصـدّق القدر الذي خصصه مـن الـوقـت ملناقشة ألـــوان ربـطـات العنق مع الـعـمـ ء (بــنــاء عـلـى طلبهم) عـنـدمـا كـــان بوسعهم أن يتحدثوا عن عملية سالم على سبيل املثال. هـــذا ال يـعـنـي أن ربـــطـــات الـعـنـق أكــثــر أهـمـيـة من عملية السالم، أو أي اقتراح آخر يتعلق بالسياسات. بالطبع يأتي الجوهر قبل األسلوب. ولكن الجوهر ال يـوجـد بشكل مستقل تمامًا عـن األســلــوب. ولــن يكون النظر فـي اختيار املـ بـس فـي إطــار السياسة تمييزًا على أساس الجنس، إال إذا كان مثل هذا االعتبار قائمًا في غياب املقترحات السياسية النسائية، أو إذا لم تكن مالبس الساسة الذكور تلقى املعاملة نفسها قط. وهذا ليس هو الحال أيضًا. تاريخ مختصر للسياسيني الرجال الذين غطيت مالبسهم يشمل: دونالد ترمب، وجيه دي فانس، وتيم والـــز، وجــون فيترمان، وبـــاراك أوبــامــا، وجيب بـوش، وبوريس جونسون، وإيمانويل ماكرون، وفولوديمير زيلينسكي، ونــاريــنــدرا مــــودي، وفـ ديـمـيـر بــوتــ ... لقد فهمت املغزى. لقد كتبت طويال عن اختيار ربطة العنق، ال سيما في أثناء املناقشات. ولـــكـــن صــحــيــح أيـــضـــ أن املـــــقـــــاالت عــــن الـــرجـــال واملــ بــس تـولـد عـــادة اهتمامًا أقــل بكثير مـن املـقـاالت عن النساء واللباس. من املُسلّم به أن هناك فرصة أكبر للكتابة عن مالبس النساء، ألن هناك تنوعًا أكثر، ولكن هذا جزء مما يجعل األمـر مثيرًا لالهتمام. وفي نواح كـثـيـرة، تـعـد خـــيـــارات املــوضــة األوســــع نعمة للنساء، وليست مشكلة. بعد سـنـوات مـن الشكوى مـن تركيز الـنـاس على مالبسها، حولت هيالري كلينتون االنتباه إلى خزانة مــ بــســهــا إلـــــى رصـــيـــد ضـــخـــم مــــن خـــــ ل جـــعـــل األمــــر مـــزحـــة مـــتـــداولـــة. (هــــل تـــذكـــرون مـــدونـــة «االخـــتـــيـــارات الصعبة» األولـى التي كتبتها على موقع «إنستغرام» حـــول مـ بـسـهـا؟) لـقـد قـلَّــل هـــذا مــن قـــوة االزدراء التي تـــعـــانـــي مـــنـــهـــا، وأضــــفــــى عــلــيــهــا الـــطـــابـــع اإلنـــســـانـــي، وأعطى أنصارها زيـ رسميًا الرتـدائـه بوصفه شعارًا للتضامن. هل يمكنك تخيل رجل يحاول أن يجعل من » شيئًا حقيقيًا؟ PantsuitNation#« وسم الـــســـيـــدة هــــاريــــس، الـــتـــي تــمــلــك ســمــعــة بصفتها مدعية عامة ترتدي سترة داكنة، لعبت أيضًا دورًا مع املوضة، سـواء بوصفها نائبة للرئيس أو على مسار الحملة االنتخابية. وكلما أدركنا الدور الذي تلعبه املالبس في الحياة والـسـيـاسـة، ازداد اسـتـعـدادنـا للتحدث عـنـهـا. وكلما اعتدنا عليها، قل احتمال استخدامها سالحًا للتقليل من شأن اآلخرين. وهذا أفضل لنا جميعًا. * خدمة «نيويورك تايمز» منذ انــدالع الحرب في غـزة، التي دخلت شهرها الحادي عشر، وجميع األطراف املعنية، سواء املتقاتلة، أو الوسطاء، أو الدول التي تسعى لوقف الحرب، وهي فـي مـواجـهـات، وصــراعــات، وتـواجـه انـتـقـادات، لكنها تــــفــــاوض، و«تـــلـــعـــب ســـيـــاســـة»، إال حـــركـــة «حـــمـــاس»، ومـهـمـا حـــاول خـالـد مـشـعـل، أو إسـمـاعـيـل هنية قبل اغتياله في طهران، «لعب سياسة». وقـــد يــقــول قــائــل إن «حـــمـــاس» لــم تـلـعـب سياسة بسبب الحرب املدمرة، ووجود السنوار بالخنادق. هذا صحيح، لكن ما نحن إزاءه اآلن، وما وصلت لـــه الـــحـــرب فـــي غــــزة، بــلــغ مــرحــلــة تــدمــيــر كــامــلــة لـغـزة وأهلها، والقضية الفلسطينية، وكذلك، وهذا األخطر، أننا وصلنا مرحلة العبث بالخرائط، وليس تغييرها كما حذرت بمقال سابق أول األزمة. وعــــنــــدمــــا أقـــــــول «لــــعــــب ســــيــــاســــة»، فــــــإن األدلـــــــة، والـــدروس، كثيرة، ويجب االستفادة منها، مثال نرى الـــتـــراشـــق اإلعـــ مـــي بـــ الــرئــيــس األمـــيـــركـــي ورئــيــس الـــوزراء اإلسرائيلي، لكنهما يلعبان سياسة، وحتى عندما تصل األمور بينهما إلى األسوأ. األمــــر نـفـسـه ينطبق عـلـى إيـــــران، و«حــــزب الــلــه»، ورغــــم أنـهـمـا يــدفــعــان األمـــــور إلـــى حــافــة الـــهـــاويـــة، أو تدفعهم إسرائيل إلى ذلـك، إال أنهما يلعبان سياسة، وحـــــــدث ذلـــــك بـــعـــد اســــتــــهــــداف إســــرائــــيــــل لـلـقـنـصـلـيـة اإليرانية بدمشق. وحدث ذلك بعد اغتيال قيادات إيرانية في سوريا مــن قـبـل إســرائــيــل، وبـعـد اغـتـيـال إسـمـاعـيـل هنية في طهران، وإلـى اآلن لم ترد إيـران على اغتياله، بل إنها تـفـاوض سـرًا وعلنًا، وآخـرهـا سماح املـرشـد اإليـرانـي لـحـكـومـة بــــ ده بـالـتـفـاوض مــع واشــنــطــن عـلـى امللف النووي. واألمـــــر نـفـسـه يـفـعـلـه «حــــزب الـــلـــه»، الــــذي يتلقى ضربات إسرائيلية شبه يومية، وتصفيات مستمرة لقياداته، وبقلب الضاحية الجنوبية، وبسوريا، ورغم كــل تـصـريـحـات حـسـن نـصـر الــلــه، فـإنـه فعليًا «يلعب سياسة» خشية الحرب املفتوحة مع إسرائيل. يحدث كل ذلك بينما طرفان باملنطقة ال يرغبان، أو ال يــــجــــيــــدان، «لـــعـــب الـــســـيـــاســـة» وهـــمـــا الـــحـــوثـــي، و«حــــمــــاس». والــحــوثـــي قــصــة أخـــــرى، لــكــن «حــمــاس» تضيع آخـر الفرص لـتـدارك ما يمكن تـداركـه بالنسبة للقضية الفلسطينية ككل. صــحــيــح أن نــتــنــيــاهــو يـــدفـــع األمـــــــور إلـــــى حــافــة الــــهــــاويــــة، ألنـــــه املــســيــطــر عـــلـــى األرض، ولــــديــــه اآللــــة العسكرية، ويريد تغيير واقـع القضية، بل وإعادتها إلى ما قبل «أوسلو»، وأكثر، ويريد إطالة أمد حياته الـــســـيـــاســـيـــة، ولـــــن يـــتـــنـــازل فــعــلــيــ قـــبـــل االنـــتـــخـــابـــات الرئاسية األميركية. هذا كله صحيح، لكن بإمكان «حماس» اآلن «لعب سياسة» وإحراجه داخليًا ودوليًا، وذلك بأن تستعني بـالـسـلـطـة الـفـلـسـطـيـنـيـة، وتــعــلــن أنــهــا هـــي املــســؤولــة عـن ملف غــزة وسلطتها، وأنـهـا املـسـؤولـة واملفوضة بمفاوضات األسرى مع إسرائيل. هنا قـد يقول البعض هــذا مستحيل، وال يمكن، ولـن تقبل إيــران أصــ ً، وال إسرائيل بذلك، ولـن يكون هناك استعداد دولي لذلك، تحديدًا من واشنطن... قد يـكـون ذلـــك صحيحًا، لكنه يعني أن «حــمــاس» قــررت «لعب سياسة» وإحراج نتنياهو، والجميع، وحفظت ما تبقى للقضية. املثل يقول إذا وقعت في حفرة توقف عن الحفر، وهــــذا مــا يـجـب أن تـفـكـر بــه «حـــمـــاس» فـعـلـيـ ، وتـدعـم طلب الرئيس محمود عباس دخول غزة، ولتقطع على نتنياهو إمكانية فرض قواعد اليوم التالي. عـلـيـنـا أن نــتــذكــر أن ال حــــرب بـــ ســـيــاســـة، وإال أصبحت عبثًا. في السجاالت املألوفة التي تواكب أحداثًا كـبـرى، كما الـحـال مـع حـرب غـــزّة، يُكثر البعض اســتــخــدام «الــتــاريــخ» فــي مـواجـهـة مَـــن ال يــرون رأيـــهـــم. فــاألخــيــرون يـوصـفـون بـأنّــهـم ال يقفون «فـي الجانب الصائب مـن الـتـاريـخ»، وهـم ال بد أن ينتهي بـهـم املــطــاف إلـــى «مـزبــلــة الــتــاريــخ»، فـــي اســـتـــعـــارة مـنـهـم لـلـتـعـبـيـر الــــذي اسـتـخـدمـه ليون تروتسكي لـدى الحديث عن خصومه من املناشفة الروس. والـــحـــال أن تـمـثـيـل الــتــاريــخ واالســتــحــواذ عليه يبقيان أمرًا يجتمع أقصى اإلثارة املشهديّة وأقل التواضع. فتجارب الحياة تبرهن، مرّة بعد مرّة، كم أن القدرة على التكهّن واستشراف اليوم التالي أمر محدود ومشروط. وبني الذين فكّروا في املسألة وآثروا التواضع في التكهّن مَن ردّوا تـلـك املــحــدوديّــة إلـــى سـبـب بـسـيـط: فنحن حتّى لو عرفنا املاضي معرفة دقيقة وحميمة، تبقى مــعــرفــة كــهــذه ضـئـيـلـة جــــدًّا بــقــيــاس اإلمــكــانــات الــــجــــديــــدة الــــتــــي ســيــحــبــل بـــهـــا املـــســـتـــقـــبـــل. فـ الطبيعة وال أمزجة البشر وال احتماالت الخطأ وال سواها من العوامل تتيح لنا أن نجزم باآلتي جزمًا ال عودة عنه. وضـــــدًّا عــلــى هــــذا الـــــرأي الــــذي يــفــتــرض أن اآلتـي املجهول واملفاجىء غير املاضي املعلوم، وُجــــــد دائــــمــــ مــــن يـــجـــزمـــون، زاعــــمــــ ألنـفـسـهـم إملـــامـــ قــاطــعــ بــوجــهــة الـــتـــاريـــخ، أن الــغــد تـتـمّــة أمـيـنـة لـــ مـــس. وكــــان طـبـيـعـيّــ لـــهـــؤالء أن يـــروا أن تـلـك الـوجـهـة تــكــراريّــة، وأن «الـــعـــودة» املـبـدأ الـــــــذي يـــحـــكـــمـــهـــا. فـــاملـــســـيـــح، عـــنـــد املــســيــحــيّــ املؤمنني، عائد ال محالة، تمامًا كما أن املهديّ، وفــق املسلمني الشيعة املـؤمـنـ ، عـائـد. وهكذا يتحرّك التاريخ بني ذهاب، هو اللحظة الشرّيرة والشيطانيّة، وعودة، هي اللحظة الطافحة خيرًا ويُــمــنــ . وفـــي الـغـضـون هــــذه، وعــلــى مــا أخـبـرنـا مــــؤخّــــرًا عــلــي خــامــنــئــي، فـــــإن حـــــروب الــحــاضــر واملــســتــقــبــل ال تـــكـــون ســــوى اســـتـــعـــادة لــحــروب املـــاضـــي، إذ «املـــعـــركـــة بـــ الـجـبـهـة الـحـسـيـنـيّــة والجبهة اليزيديّة معركة مستمرّة». لـــكـــنْ، مـــن مــوقــع آخــــر، ومـــع تـأسـيـس «عـلـم التاريخ» في أملانيا القرن التاسع عشر، حل خط من الصعود اللولبي محل الخط التكراري ذاك. فوفق هيغل، تنتقل الفكرة، أو الروح، على نحو ديالكتيكي مــن ســويّــة إلـــى أخـــرى أعـلـى إلـــى أن ينتهي بها املطاف إلى ثنائي العقل والحرّيّة. أمّا الشكل املادي الذي تتجسّد به الفكرة فهو الدولة التي تبلغ ذروتها مع الدولة البروسيّة لزمنه. وبـــــدوره، تـبـنّــى كــــارل مــاركــس هـــذا الديالكتيك الهيغلي إال أنّــه «أوقفه على رأسـه»، بمعنى أنّه أحــل اإلنــتــاج، فـي عالقاته وقـــواه، محل الفكرة، بوصفه سائق التاريخ. وفي الزمن الستالينيّ، تفنّن بعض املاركسيّني في رصد الحقبات التي عبرها التاريخ، والتي يُفترض أن يعبرها، فإذا هي خمس تنتهي في الشيوعيّة. وكان فرنسيس فوكوياما، في أيّامنا، آخر مــن أفـتـى فــي شـــأن الـتـاريـخ بحركته ووجـهـتـه، فأعلن، مع نهاية الحرب الباردة، عن إقفاله على انتصار كاسح ونهائي للديمقراطيّة الليبراليّة. ورغم اختالف النشأة الفكريّة، والفوارق التي تفصل بني مؤمن وملحد، و»يمينيّ» و»يساريّ»، يـبـقـى أن الــنــهــايــة الــســعــيــدة قــاســم مــشــتــرك بني مـدارس الجزم بوجهة التاريخ. فالخالص سوف يعزف نشيده في النهاية، وسوف تعود البشريّة إلى زمن يشبه الزمن الذي ساد قبل أن يُطرد آدم وحــــواء مــن الـجـنّــة وتـــتـــردّى الـعـ قـة بــ الخالق واملخلوق. إذ هل يُعقَل أن ال ينتصر الحق والعدل عـلـى الـبـاطـل والـظـلـم، وأن ال يُــعـطـى للمتفائلني باألمل والسعادة ما تفاءلوا به؟ ونـــظـــرًا إلـــى الـــقـــوّة الــتــي تـتـمـتّــع بـهـا فـكـرة «الـــــعـــــودة»، اســـتـــعـــان بــعــض املــــ حــــدة بـالـفـكـرة املذكورة لدى املؤمنني فصاروا يتوقّعون «عودة» ماركس كلّما أملّت أزمة باقتصاد راسماليّ، وهذا علمًا بــأن القيّمني على ذاك االقتصاد لـم ينفوا عيشه فـي أزمـــات. أمّــا الـذيـن يشكّكون بالعودة تـلـك، تشكيكهم بـالـعـودات الـسـابـقـة، فلن يكون في انتظارهم، بحسب العارفني بوجهة التاريخ، سوى «مزبلته». هــكــذا تـنـتـقـل املــعــرفــة املـــزعـــومـــة بـالـتـاريـخ إلــى تـمـلّــك لـه مـن صنف إقـطـاعـيّ، يتيح توزيع أعــطــيــاتــه عــلــى الـــنـــاس، فـيُــمـنـح الــبــعــض أســــرّة وثـــيـــرة فـــي صـــالـــونـــات الـــتـــاريـــخ، بــعــدمــا يُــلـقـى بسواهم إلى مزبلته. وكــــــان الـــتـــاريـــخ األوروبـــــــــــي الـــحـــديـــث قــــدّم عيّنتني صارختني عن ضعف التكهّن بالتاريخ، فـــضـــ عــــن عـــيّـــنـــات عــــديــــدة أخــــــرى أقــــــل دويّــــــ . فـقـد انــدلــعــت الــحــرب الـعـاملـيّــة األولــــى حــ كـان األوروبـــــيّـــــون يـسـتـمـتـعـون بــــ «الـــزمـــن الـجـمـيـل» الـذي بـدا معه أن الحروب أُحيلت إلـى املتاحف، ثـــم كـــان الـصـعـود الـهـمـجـي لـلـنـازيّــة فــي أملـانـيـا، أي في البلد إيّاه الذي أعلنه هيغل مهدًا للفكرة والــــروح فـي أعـلـى تجلّياتهما. والحــقــ، حينما سقطت الشيوعيّة السوفياتيّة التي ظـن بعض املــاركــســيّــ أنّـــهـــا أعــلــى ذرى الـــتـــاريـــخ، صـاغـت النكتة الروسيّة موقفها من التكهّن التاريخي القاطع، فقالت إن االشتراكيّة هي الطريق األطول من الرأسماليّة إلى الرأسماليّة. ويبقى املولعون بالعرافة والتنجيم وقراءة الـبـخـت هــم األكــثــر انــجــذابــ إلـــى الــجــزم بوجهة التاريخ، واألشد حماسة إلحالتنا إلى مزبلة لم تـعـدد تتّسع ألحــد بسبب مـ يـ الـنـاس الذين حُـــشـــروا فـيـهـا. أمّــــا تـجـنّــب الــســقــوط فـــي مزبلة الـــواقـــع فــ يـحـظـى، لــ ســف، بـمـا يستحقّه من عناية. OPINION الرأي 12 Issue 16717 - العدد Wednesday - 2024/9/4 األربعاء «حماس»... متى وقت السياسة؟ لماذا نكتب عما يرتديه الساسة؟ مزبلة التاريخ أم مزابل الواقع؟ وكيل التوزيع وكيل االشتراكات الوكيل اإلعالني المكـــــــاتــب المقر الرئيسي 10th Floor Building7 Chiswick Business Park 566 Chiswick High Road London W4 5YG United Kingdom Tel: +4420 78318181 Fax: +4420 78312310 www.aawsat.com [email protected] املركز الرئيسي: ٢٢٣٠٤ : ص.ب ١١٤٩٥ الرياض +9661121128000 : هاتف +966114429555 : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني: 800-2440076 املركز الرئيسي: ٦٢١١٦ : ص.ب ١١٥٨٥ الرياض +966112128000 : هاتف +9661٢١٢١٧٧٤ : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: saudi-disribution.com وكيل التوزيع فى اإلمارات: شركة االمارات للطباعة والنشر الريـــــاض Riyadh +9661 12128000 +9661 14401440 الكويت Kuwait +965 2997799 +965 2997800 الرباط Rabat +212 37262616 +212 37260300 جدة Jeddah +9661 26511333 +9661 26576159 دبي Dubai +9714 3916500 +9714 3918353 واشنطن Washington DC +1 2026628825 +1 2026628823 املدينة املنورة Madina +9664 8340271 +9664 8396618 القاهرة Cairo +202 37492996 +202 37492884 بيروت Beirut +9611 549002 +9611 549001 الدمام Dammam +96613 8353838 +96613 8354918 الخرطوم Khartoum +2491 83778301 +2491 83785987 عمــــان Amman +9626 5539409 +9626 5537103 صحيفة العرب األولى تشكر أصحاب الدعوات الصحافية املوجهة إليها وتعلمهم بأنها وحدها املسؤولة عن تغطية تكاليف الرحلة كاملة ملحرريها وكتابها ومراسليها ومصوريها، راجية منهم عدم تقديم أي هدايا لهم، فخير هدية هي تزويد فريقها الصحافي باملعلومات الوافية لتأدية مهمته بأمانة وموضوعية. Advertising: Saudi Research and Media Group KSA +966 11 2940500 UAE +971 4 3916500 Email: [email protected] srmg.com حازم صاغيّة المولعون بالعرافة والتنجيم وقراءة البخت هم األكثر انجذابا إلى الجزم بوجهة التاريخ ًعلينا أن نتذكر أن ال حرب بال سياسة وإال أصبحت عبثا طارق الحميّد *فانيسا فريدمان الجوهر ال يوجد بشكل مستقل تماما عن األسلوب

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==