issue16717

11 أخبار NEWS Issue 16717 - العدد Wednesday - 2024/9/4 األربعاء ASHARQ AL-AWSAT بايدن يدعمها في واليات «الجدار األزرق»... والمرشح الجمهوري يسعى لتحطيم صدقيتها هاريس توسّع حملتها لـ«سباق الخريف»... وترمب يغيّر استراتيجيته سعت نائبة الرئيس األميركي، كاماال هـاريـس، إلـى تعزيز زخـم حملتها مـع بدء نــوفــمــبــر 5 ســــبــــاق الـــخـــريـــف النـــتـــخـــابـــات (تشرين الثاني) املقبل، عبر الحصول على دعــم الـعـمـال فيما يسمى واليـــات «الـجـدار األزرق»، مــــحــــذّرة مـــن خـــطـــورة مـنـافـسـهـا الرئيس السابق دونـالـد ترمب الــذي شرع في استراتيجية هجومية جديدة، محاوال تـحـطـيـم صـدقـيـتـهـا وصـــورتـــهـــا بصفتها داعية إلى التغيير. وظــــــهــــــر الــــــرئــــــيــــــس جـــــــو بـــــــايـــــــدن فـــي نـشـاط انتخابي هـو األول مـن نـوعـه لدعم هاريس منذ تخلّيه عن السباق االنتخابي أسـابـيـع. وبينما كانت 6 ملصلحتها قـبـل هــاريــس إلـــى جـانـبـه فــي قـاعـة نـقـابـة عمال الصلب فـي بنسلفانيا، قــال بـايـدن: «أيها الناس، أحرَزنا الكثير من التقدم، وكاماال وأنا سنبني على هذا التقدم، وهي ستبني عليه»، مضيفًا: «سأكون أنا على الهامش، لكنني سأفعل كل ما بوسعي للمساعدة». وبعدما تحدث طويال عن إنجازات إدارتـــــه، قـــال: «يـشـرفـنـي أن أُعَـــــد الرئيس األكــثــر تـأيـيـدًا لـلـنـقـابـات عـلـى اإلطــــ ق»، مــضــيــفــ أن هــــاريــــس «ســـتـــكـــون رئــيــســة تـاريـخـيـة مـــؤيـــدة لــلــنــقــابــات»، وإذ أشـــار إلــى أن إدارتـــه عملت على اسـتـقـرار خطة مــعــاشــات الــنــقــابــات، ودعــــم تــقــاعــد أكـثـر مـــــن مـــلـــيـــون عـــــامـــــل، ذكــــــر أن مــتــطــلــبــات عـمـل الــنــقــابــات كــانــت جــــزءًا مـــن مـشـروع قـانـون البنية التحتية الـفـيـدرالـي. وقـال إن «املـــشـــاريـــع الــفــيــدرالــيــة تـبـنـي الــطــرق والـجـسـور والــطــرق الـسـريـعـة األمـيـركـيـة، وســيــتــم تـصـنـيـعـهـا بـمـنـتـجـات أمـيـركـيـة مــن قِــبـل عـمـال أمـيـركـيـن»، وعـنـدمـا دعـا املــــرشــــحــــة الـــديـــمـــقـــراطـــيـــة لـــلـــكـــ م أطـــلــق الحشد هتافات: «كاماال، كاماال، كاماال»، وسط تصفيق صاخب. دعم النقابات بدورها أشادت هاريس بجهود بايدن لـــدعـــم الــعــمــل املـــنــظّـــم والـــنـــقـــابـــات، وقـــالـــت: «نـــحـــن فــــخــــورون لــلــغــايــة بــكــونــنــا اإلدارة األكثر تأييدًا للنقابات في تاريخ أميركا». وكــــانــــت هــــاريــــس نــشــطــت خـــــ ل عـيـد العمل األميركي، االثني؛ إذ بدأت حملتها في ميشيغان، وهي والية متأرجحة أيضًا، قبل أن تتوجه إلــى بنسلفانيا، فيما كان مــرشــحــهــا ملــنــصــب نـــائـــب الـــرئـــيـــس حــاكــم مــيــنــيــســوتــا، تـــيـــم والـــــــز، يـــخـــاطـــب تـجـمـعـ نقابيًا في ويسكونسن املتأرجحة، وتمثل هــذه الــواليــات مـا يسمى «الــجــدار األزرق» لضمان فوز الديمقراطيي في االنتخابات أسابيع. 9 بعد أقل من وانـــضـــم إلــــى هـــاريـــس وبــــايــــدن حـاكـم بـنـسـلـفـانـيـا جـــوش شــابــيــرو والـسـيـنـاتـور الديمقراطي بوب كيسي، باإلضافة إلى ليز شولر مـن اتـحـاد العمل األمـيـركـي، وكيني كــوبــر مـــن جـمـاعـة نـقـابـة عــمــال الـكـهـربـاء. وفي ميلووكي ظهر والز إلى جانب الحاكم تــونــي إيـــفـــرز والــســيــنــاتــورة الـديـمـقـراطـيـة تامي بالدوين من ويسكونسن. ويــــحــــظــــى جـــمـــيـــع حـــــكـــــام الـــــواليـــــات الـديــمــقــراطــيــن فـــي «الــــجــــدار األزرق» 3 الـــــ بشعبية واسـعـة لــدى الناخبي، ويتوقع أن يـضـطـلـعـوا بـــــأدوار رئـيـسـيـة فــي إثـــارة الحماسة لـهـاريـس. وقـــال شـابـيـرو: «هـذا هــــو الــــوقــــت الــــــذي يـــجـــب أن تـــطـــرقـــوا فـيـه يـــا قـــــادة الـــعـــمـــال أبــــــواب زمـــ ئـــكـــم، يجب أن تـــرســـلـــوا لـــهـــم رســــائــــل نـــصـــيـــة، يـجـب أن تـتـصـلـوا بـــهـــم». وبــعــدمــا عــقــدت حـدثـ فـــي ديـــتـــرويـــت مـــع رؤســــــاء نـــقـــابـــات عـمـال صناعة الــســيــارات، وعـمـال املــرافــق العامة واملعلمي، توجّهت هاريس إلى بيتسبرغ فــي مـيـشـيـغـان، حـيـث قــالــت إن شــركــة «يـو إس ستيل» لصناعة الصلب يجب أن تظل أمـيـركـيـة، مــــردّدة كلمات بـايـدن فـي مـارس (آذار) املـــاضـــي، حـــن حـــــذّر مـــن اســتــحــواذ عمالق املعادن الياباني على هـذه الشركة األميركية. وقالت: «ذكر الرئيس ذلك، (يو إس ستيل) شركة أميركية تاريخية، ومن الــــضــــروري لـبـلـدنـا الــحــفــاظ عــلــى شــركــات الصلب األميركية القوية (...)، وال أستطيع أن أتـــفـــق أكـــثـــر مـــع الــرئــيــس بـــايـــدن، يجب أن تــظــل شـــركـــة (يــــو إس ســتــيــل) مـمـلـوكـة ألميركيي، ومدارة أميركيًا، وسأكون دائمًا داعمة لعمال الصلب األميركيي». ومــــع ذلـــــك، كــــان الـــســـؤال املــعــلــق فــوق مـــوجـــة أحـــــــداث الــحــمــلــة هــــو مـــــدى أهـمـيـة النقابات فـي قــوة العمل األميركية؛ ألنها عــمــال، أي نصف 10 تـمـثـل واحــــدًا مــن كــل الـنـسـبـة الــتــي كــانــت تـمـثّــلـهـا ذات يـــوم في الثمانينات من القرن املاضي، كما أنه ليس مــن الــواضــح مــا إذا كـــان أعــضــاء النقابات الصناعية والعمالية القديمة، سينحازون إلـــى الــحــزب الـديـمـقـراطـي بنفس الــقــدر من الـغـلـبـة، كـمـا فـعـلـوا ذات يـــوم مــع اسـتـمـرار ترمب في مغازلة الطبقة العاملة. إجازة العيد وعـــلـــى الــنــقــيــض مــــن الــــيــــوم املـــزدحـــم للديمقراطيي، بـدا أن ترمب أخـذ يـوم هذا العيد إجـازة، ولكنه أصدر بيانًا أشاد فيه بالعمال األميركيي من دون ذكر النقابات، وكتب على منصته «تروث سوشال»: «كنا قــــوة اقـــتـــصـــاديـــة، كـــل هــــذا بــفــضــل الــعــامــل األمـيـركـي!»، مضيفًا: «لكن كـامـاال وبايدن ألغيا كل ذلك». وعــلــى الـــرغـــم مـــن ذلــــك، فــإنــه ال يمكن نــكــران جـاذبـيـة تـرمـب لـجـزء مــن الناخبي مـن الطبقة العاملة. وواصـــل رئيس نقابة سائقي الشاحنات شون أوبـرايـن، الـذي لم يكن ضمن حملة هاريس، مغازلة الرئيس السابق، مقاومًا الضغوط من منظمة أخرى لسائقي الـشـاحـنـات الـتـي أعلنت تأييدها لهاريس. وبــــجــــانــــب الـــــزخـــــم الــــــــذي تـــحـــظـــى بــه هــــاريــــس، بــــدا أن االنـــقـــســـام ال يـــــزال يـمـزق التحالف الديمقراطي بسبب الخالف على طريقة التعامل مع الحرب في غزة، وكانت النقابات من أعلى األصوات األميركية التي تدعو إلى وقف إطالق النار الفوري، ووقف املساعدات العسكرية إلسرائيل. ففي ديترويت التي يعيش فيها عديد من األميركيي العرب واملسلمي، واجهت متظاهرًا بمكبرات 30 حملة هاريس نحو الصوت خارج حدثها، وفي ميلووكي رفع بعض الحاضرين الكوفيات الفلسطينية بصمت بينما كان والز يتحدث. الرئيس األميركي جو بايدن مع نائبته كاماال هاريس خالل تجمّع انتخابي في بيتسبرغ - بنسلفانيا االثنين (أ.ف.ب) واشنطن: علي بردى ال يمكن نكران جاذبية ترمب لجزء من الناخبين من الطبقة العاملة «ستارلينك» ساحة صراع جديدة بين ماسك والبرازيل تـــــصـــــاعـــــد الــــــتــــــوتــــــر بـــــــن الــــــبــــــرازيــــــل وإمبراطورية أعمال إيلون ماسك بعد أن هـددت هيئة تنظيم االتـصـاالت في البالد باستهداف شركته «ستارلينك» التي تقدم خدمة اإلنترنت عبر األقمار االصطناعية، وذلك بعد ساعات من تأييد املحكمة العليا قرارًا مثيرًا للجدل بحظر منصة التواصل االجتماعي «إكس» في البالد. وعــــبّــــر الـــرئـــيـــس الــــبــــرازيــــلــــي لــويــس إيــنــاســيــو لــــوال دا سـيـلـفـا عـــن دعــمــه قـــرار قــــاضــــي املـــحـــكـــمـــة الـــعـــلـــيـــا ألـــكـــســـنـــدر دي مورايس تعليق املنصة. وخلص القاضي إلــى أن موقع «إكـــس» سمح بنشر رسائل كــراهــيــة وأكـــاذيـــب حـــول نــظــام الـتـصـويـت اإللــــكــــتــــرونــــي فـــــي الـــــبـــــرازيـــــل مـــمـــا قـــوض الــديــمــقــراطــيــة. وقــــال لـــوال فـــي مـقـابـلـة مع شبكة «سـي إن إن - الـبـرازيـل» نشرت أول من أمـس: «ربما أعطى القضاء البرازيلي إشــــارة مهمة عـلـى أن الـعـالـم لـيـس ملزمًا بــتــحــمــل آيـــديـــولـــوجـــيـــة مـــاســـك الـيـمـيـنـيـة املتطرفة ملجرد أنه ثري». وردًا عـــلـــى خـــطـــوة ســـابـــقـــة اتــخــذهــا القاضي بتجميد حسابات «ستارلينك» السـتـخـدامـهـا املحتمل فــي ســـداد غـرامـات على «إكـــس»، قـال ماسك فـي منشور على املنصة إنــه سيسعى إلــى االسـتـيـ ء على أصول برازيلية، لكنه لم يذكر كيف. ووجـــدت شركة «ستارلينك» نفسها مجددًا في صراع مع السلطات البرازيلية بـــســـبـــب رفـــــــض الــــشــــركــــة االمـــــتـــــثـــــال ألمــــر الـقـاضـي مــورايــس لجميع مـقـدمـي خدمة اإلنـتـرنـت بحجب منصة «إكــــس» محليًا. وقــــــال مــــســــؤول كــبــيــر فــــي وكــــالــــة تـنـظـيـم االتـصـاالت الوطنية (أنـاتـل) إن العقوبات الـــتـــي ســتــســتــهــدف شـــركـــة «ســـتـــارلـــيـــنـــك» بـــســـبـــب عـــــدم االمــــتــــثــــال قــــد تـــشـــمـــل إلـــغـــاء ترخيص عملها. وقـــال آرثـــر كويمبرا مـفـوض «أنـاتـل» لــــ«رويـــتـــرز» إن الهيئة التنظيمية تتفقد جــمــيــع شــــركــــات االتـــــصـــــاالت الـــبـــرازيـــلـــيـــة للتأكد مـن أنـهـا حجبت املنصة. وأضــاف كـــويـــمـــبـــرا أن «ســـتـــارلـــيـــنـــك» هــــي الــشــركــة الــوحــيــدة الــتــي أبـلـغـت «أنـــاتـــل» بـأنـهـا لن تمتثل لحكم القاضي. وأكدت الهيئة التنظيمية لـ«رويترز»، أول مــن أمــــس، أن «سـتـارلـيـنـك» أبلغتها فـي وقــت سـابـق بأنها لـن تحجب منصة «إكـــــــس» قـــبـــل إلــــغــــاء تــجــمــيــد حـسـابـاتـهـا املــصــرفــيــة بـــالـــبـــرازيـــل. وجـــمـــد مـــورايـــس األســبــوع املـاضـي حـسـابـات «ستارلينك» ألن مـــنـــصـــة «إكـــــــــس» لـــــم تــــدفــــع غــــرامــــات مـــفـــروضـــة عـلـيـهـا بــســبــب عــــدم امـتـثـالـهـا لألوامر القضائية. وصــــوتــــت لـــجـــنـــة بـــاملـــحـــكـــمـــة الــعــلــيــا الـــبـــرازيـــلـــيـــة بــــاإلجــــمــــاع فــــي وقـــــت ســابــق لصالح تأييد تعليق عمل مـوقـع «إكــس» لتحديه أمـــرًا للمحكمة. فـقـد أيـــد القضاة فالفيو دينو وكريستيانو زانـن وكارمن لــــوســــيــــا ولـــــويـــــز فــــوكــــس قــــــــرار الـــقـــاضـــي مــــورايــــس الــــــذي حـــكـــم األســــبــــوع املـــاضـــي بتعليق عمل «إكس» في البرازيل ألنها لم تعي ممثال قانونيًا محليًا، كما يقتضي الـــقـــانـــون. وقـــــال ثـــ ثـــة مـــن قـــضـــاة الـلـجـنـة إنــه مـن املمكن إلـغـاء التعليق إذا امتثلت املنصة لألحكام السابقة. وتــــــــــم حـــــجـــــب املـــــنـــــصـــــة عـــــــن مـــعـــظـــم البرازيليي في الساعات األولى من صباح الــســبــت بــعــد قـــــرار مــــورايــــس. والـــبـــرازيـــل ســــــادس أكـــبـــر ســـــوق ملـــوقـــع «إكـــــــس» عـلـى مستوى العالم، حيث بلغ عدد مستخدميه مليون فـي أبـريـل (نـيـسـان)، 21.5 حـوالـي وذلك وفقًا لبيانات شركة «ستاتستا». ودخل مورايس وماسك مالك «إكس» في خالف استمر عدة أشهر بعد أن تحدت منصة التواصل االجتماعي أوامـر بحظر الـحـسـابـات الـتـي اتهمها املحققون بنشر معلومات مضللة ورسـائـل كراهية. وقال مـــاســـك إن مـــورايـــس ســعــى لـــفـــرض رقــابــة عـلـى املـسـتـخـدمـن وأغـــلـــق مـكـتـب «إكـــس» فــي الــبــرازيــل فــي أغـسـطـس (آب) مــن دون تعيي ممثل جديد، وهو ما تسبب في أمر التعليق. برازيليا: «الشرق األوسط» أسماء تظهر وأخرى تختفي وليس مستبعدا أن يفاجئ الرئيس الفرنسيين باسم جديد أسابيع على االنتخابات 8 ماكرون ما زال يبحث عن رئيس حكومة بعد حتى بعد ظهر الـثـ ثـاء، لـم يكن قد خـــرج الــدخــان األبــيــض مــن إحـــدى مـداخـن قـــصـــر اإللـــيـــزيـــه لــيــبــشــر الــفــرنــســيــن بـــأن رئيسهم قد اختار، أخيرًا، الشخصية التي تناسبه لتشكيل الحكومة الجديدة. وما يحصل هو أن إيمانويل ماكرون مــــا زال يــــشــــاور يــمــيــنــ ويــــســــارًا ويـلـتـقـي شخصيات ومرشحي من اليمي واليسار، ومنهم مـن ليس لـه لــون سياسي محدد، ويخرج من قبعته «أرانب جديدة»، ويوهم هـــذا بـأنـه الـشـخـص املـخـتـار، وليعلم ذاك بأن الشروط والظروف املطلوبة لتحميله مسؤولية استيالد الحكومة الجديدة غير متوافرة. ويــــــرى كـــثـــيـــرون أن مــــاكــــرون بــصــدد كــتــابــة وإخــــــراج مـسـلـسـل طـــويـــل انـطـلـقـت يوليو 7 حلقته األولــــى مــع اإلعـــــ ن، لـيـل (تموز) عن النتائج النهائية لالنتخابات الـبـرملـانـيـة الـتـي خـسـرهـا مـعـسـكـره، وحـل تــحــالــف الـــيـــســـار والـــخـــضـــر فـــي مـرتـبـتـهـا األولــــى. فــمــاكــرون، مـدعـومـ مــن معسكره الـذي يُطلق عليه «الكتلة الوسطية» ومن اليمي بجناحيه املعتدل واملتطرف، رفض تـسـلـيـم مـفـاتـيـح الـسـلـطـة الـتـنـفـيـذيـة إلــى لـوسـي كاستيه، مرشحة تحالف اليسار والخضر، بحجة الحرص على «استقرار املــــــؤســــــســــــات»، وألن حــــكــــومــــة يـــســـاريـــة ترأسها متمسكة بتنفيذ برنامج «الجبهة الــشـعــبــيــة الـــجـــديـــدة» سـتـسـقـط لــــدى أول اختبار في البرملان. ولم تتأخر االتهامات التي استهدفت مــــاكــــرون «املــتــنــكــر لــلــديــمــقــراطــيــة»، الـــذي «يــــدوس عـلـى نـتـائـج االنـتـخـابـات وخـيـار الــــفــــرنــــســــيــــن»، ودفـــــعـــــت حـــــــزب «فـــرنـــســـا األبية» إلى إطالق حملة تنحيته استنادًا للدستور. بيد أن مـاكـرون لم يـرف له جفن، ألن الـعـقـبـات السياسية والــدســتــوريــة تحول قطعًا دون إخـراجـه من اإلليزيه. من هنا، بدأت الحلقة الثانية التي عنوانها إطالق حـمـلـة اســتــشــارات مـطـولـة مــن ثــ ثــة أيــام شملت رؤســـاء األحــــزاب واملـجـمـوعـات في مجلسي الـــنـــواب والــشــيــوخ، واستكملها الــثــ ثــاء بـاسـتـقـبـال رئـيـسـي الـجـمـهـوريـة الــســابــقــن نــيــكــوال ســــاركــــوزي وفــرنــســوا هـــــولـــــنـــــد. وهــــــــم مـــــــاكـــــــرون مــــــن كــــــل هــــذه الـــلـــقـــاءات الــتــي لـــم يـــتـــردد سـيـاسـيـون في وصفها بـ«املسرحية» أن «يـجـس» نبض املجموعات البرملانية ليرى نوعية ردود فعلها حال تسمية شخصية من اليمي أو اليسار أو من املجتمع املدني. أسماء جديدة 3 خــــ ل األيــــــام األخــــيــــرة، بـــــرزت ثـ ثـة أسماء، أولها برنار كـازنـوف، رئيس آخر حــكــومــة فـــي عــهــد فـــرنـــســـوا هـــولـــنـــد، وقــد انــفــصــل عـــن الـــحـــزب االشـــتـــراكـــي وأســـس حزبًا صغيرًا برئاسته. وكازنوف معروف بـرصـانـتـه واعــتــدالــه وقـــد الـتـقـاه مــاكــرون صباح االثني في اإلليزيه. وفائدة اإليحاء بتكليف كازنوف أنـه يثير انقسامًا داخل «الـــجـــبـــهـــة الــشــعــبــيــة الــــجــــديــــدة» وداخـــــل الـــحـــزب االشـــتـــراكـــي نـفـسـه بـــن مـــن يقبل الـــتـعـامـــل مــعـــه وبـــــن مــــن يـــرفـــضــه بـحـجـة التخوف من سيره في سياسات ماكرون الـــتـــي يــــرى الـــيـــســـار أنـــهـــا أثــبــتــت فـشـلـهـا، والتي ال تتوافق أبدًا مع برنامجه. ورغــــــــم هــــــذه الــــعــــوائــــق الــــتــــي صـعـب التغلب عليها، فإن ماكرون تواصل مجددًا مــع قــــادة الـيـمـن الـتـقـلـيـدي الــذيــن تــنــادوا الجـــتـــمـــاع بــــغــــرض تـــحـــديـــد مـــوقـــفـــهـــم مـن تسمية بـرتـرانـد ووضــعــوا لـذلـك شرطي: األول أن تعمد الحكومة الجديدة إلى تنفيذ مجموعة من املقترحات لقواني تشريعية فـــي الـــبـــرملـــان، أبـــرزهـــا رفـــض الــتــراجــع عن قـانـون إصــ ح سـن التقاعد، والـثـانـي، أال تواجه بـرتـران أكثرية في البرملان تتمكن من إسقاطه. ثم هناك عنصر آخر كامن وال يتحدث عنه أحـد علنًا وعنوانه التنافس بـن بـرتـرانـد وبــن لـــوران فوكييز، رئيس حـــــزب «الـــيـــمـــن الــــجــــمــــهــــوري»، وكــ هــمــا طـــامـــح لــلــتــرشــح لــ نــتــخــابــات الــرئــاســيــة . وليس 2027 املقبلة التي ستحل في عـام مستغربًا أن يــرى الـثـانـي فـي األول، حال وصــــــل إلــــــى رئــــاســــة الـــحـــكـــومـــة، مــنــافــســ جديًا. ولــذا، فـإن مصلحته الشخصية قد تدفعه إلى تعطيل تسمية منافسه لرئاسة الحكومة. أمــــــــا االســــــــــم الـــــثـــــانـــــي فــــهــــو الـــــوزيـــــر الــســابــق كــزافــيــه بـــرتـــرانـــد، رئــيــس منطقة شــــمــــال فــــرنــــســــا، وهـــــــو عــــضــــو فـــــي حــــزب «الـــجـــمـــهـــوريـــون» الــــــذي غـــيّـــر اســـمـــه بـعـد االنــــــتــــــخــــــابــــــات األخــــــــيــــــــرة إلـــــــــى «الــــيــــمــــن الجمهوري»، ألن رئيسه «الرسمي» أريك سيوتي، التحق باليمي املتطرف ممثال بـــحـــزب «الــتــجــمــع الـــوطـــنـــي». والــــحــــال أن تسمية برتراند ال توفر لحكومة يرأسها األكثرية فـي البرملان وحـالـه فـي ذلـك حال بـرنـار كـازنـوف. ذلـك أن ضـم نــواب اليمي 163( نائبًا) إلى نواب الكتلة الوسطية 44( نائبًا) لن يوفر للحكومة الجديدة األكثرية نائبًا. وسـارعـت 289 املطلقة املشكلة مـن نــائــبــ ) الـتـي 144( كـتـلـة الـيـمـن املــتــطــرف ترأسها املرشحة الرئاسية السابقة مارين لــوبــن إلـــى اإلعـــــ ن عـــن رفـضـهـا لـبـرتـرانـد واستعدادها طرح الثقة به. وسبق لكتلة نــائــبــ) أن أكـــدت 193( الــيــســار والــخــضــر أنها ستعارض أي حكومة يمينية مهما تـــكـــون هــويـــة رئــيــســهــا. ولـــــذا، فــــإن هـاتـن املجموعتي، في حال صوتتا في االتجاه نـــفـــســـه، قــــــادرتــــــان عـــلـــى إســــقــــاط حــكــومــة برتراند لدى أول طرح للثقة به. يـتـضـح مــمــا ســبــق أن مـــاكـــرون يجد نفسه في مواجهة عقدة عصية على الحل. وللخروج من هـذا املـــأزق، خـرج فجأة إلى العلن اسـم تييري بـوديـه، رئيس املجلس االقــــتــــصــــادي واالجــــتــــمــــاعــــي والـــبـــيـــئـــوي. واألخـــيـــر ال يـعـرفـه الـجـمـهـور ولـــم يسبق لـه أن تسلم أي حقيبة وزاريــــة أو انتخب نائبًا أو رئيسًا لبلدية أو دائرة أو منطقة، بالتالي فإنه عديم التجرية السياسية. بيد أن مجموع هذه العناصر ال تنسف أهمية هذا الرجل الذي بدأ حياته املهنية مدرسًا، ثـم انتقل إلــى قـطـاع الهيئات التضامنية ليعمل مع النقابات ومؤسسات الرعاية، قبل أن يُسمى لرئاسة املجلس االقتصادي ، وســبــق لـلـرئـيـس مــاكــرون 2021 فـــي عـــام أن تــعــاون مـعـه فــي تنظيم وإدارة إحــدى مبادرات ماكرون الحوارية. وإذا كــان اســم بـوديـه قـد بــرز االثني وسُــــرب خـبـر سـعـي اإللـيـزيـه للعثور على مــــديــــر ملـــكـــتـــبـــه، فـــــي حــــــال تـــســـمـــيـــتـــه، فـــإن حظوظه تـراجـعـت الـثـ ثـاء مـا يـؤكـد أحد ثـوابـت السياسة الفرنسية، ومــؤداهــا أن ال يقي فـي التعيينات السياسية قبل أن يُعلن عنها وتصبح رسمية. أرشيفية للرئيس الفرنسي ورئيس المجلس االقتصادي واالجتماعي تييري بوديه أحد األسماء المطروحة لتشكيل الحكومة العتيدة (أ.ف.ب) باريس: ميشال أبونجم

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==