issue16716

9 تحقيق FEATURS Issue 16716 - العدد Tuesday - 2024/9/3 الثالثاء ASHARQ AL-AWSAT السوداني والمالكي... حرب باردة وأكثر يــنــظــر املـــالـــكـــي إلــــى نــفــســه عــلــى أنــه صانع مللوك غير متوجني. ملوك يعملون ،2006 لــديــه، فــي خـدمـة مــشــروع بـــدأ عـــام يــــــوم تــــوَّجــــتــــه ظــــــــروف وأقـــــــــــدار بـــرئـــاســـة الـــحـــكـــومـــة. جـــــاء وقـــتـــهـــا بــــديــــا مــغــمــورًا إلبـراهـيـم الجعفري الـــذي نبذته املعادلة اإليرانية - األميركية في العراق. «تَــعـلـم املـالـكـي أكـثـر مـن غـيـره فنونًا فـــي الـــســـيـــاســـة»، يـــقـــول أشـــخـــاص عـمـلـوا معه وخاصموه خلل العقدين املاضيني. املناورة والتنقل السلس بني األقطاب أبرز ما يجيده، إلى جانب «انحيازه املذهبي، وريبته الشديدة»، اللذين يجذبان إليه كل «الشيعة الطامحني والخائفني». حـــتـــى بـــعـــد خــــروجــــه مــــن الــحــكــومــة، بـقـي املـالـكـي عـــرَّابـــ لـلـمـشـروع السياسي الشيعي، تلجأ إليه أحزاب «الطائفة» كلما تعرض النظام لتهديد، حتى لو كـان من الشيعة أنـفـسـهـم. بـهـذا املـعـنـى هــو «األب املــؤســس، وكـــل اآلخــريــن أبــنــاء وأحــفــاد»، على حـد تعبير قـيـادي سـابـق فـي «حـزب الدعوة». قــــدم املـــالـــكـــي نــفــســه «مـــنـــقـــذًا لشيعة الـــعـــراق املــعــاصــر». آخـــر مـــرة كـــان قــد مللم شتاتهم حني حاول زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، االنقلب عليهم، وطردهم مــن الحكومة بعدما حـــاول التحالف مع ). يـــرى كـثـيـرون أن 2020( الـسـنـة والـــكـــرد دور املالكي في «اإلطار التنسيقي» منذ أن تشكلت حكومة محمد شياع السوداني، عزز صورته راعيًا لدولة الشيعة العميقة. وفي عقل املالكي أنه عمقها الوحيد. يــتــوقــع رئـــيـــس الـــــــوزراء األســـبـــق من حـلـفـائـه عـــدم تــجــاوز مـكـانـتـه الـتـاريـخـيـة وحــــدود زعــامــتــه، لـكـن مــا الــــذي يـمـكـن أن يـــحـــدث حــــ يـــتـــمـــرد أشــــخــــاص صـنـعـهـم املالكي وخلق مشروعهم السياسي؟ ماذا لو قرر السوداني الترشح لوالية ثانية؟ «االبن الضال» كان السوداني مهندسًا زراعيًا يعمل لــصــالــح الــحــكــومــة فـــي مـحـافـظـة مـيـسـان (جـــنـــوب) حــ احـتـلـت الــقـــوات األمـيـركـيـة الــــعــــراق وأســـقـــطـــت نـــظـــام صـــــدام حــســ . وألنـــه مـوظـف بــدرجــة رفـيـعـة وابـــن عائلة شيعية مـعـارضـة، عُـــ منسقًا بـ إدارة املـــديـــنـــة وســـلـــطـــة الـــحـــاكـــم األمـــيـــركـــي فـي بغداد، لتسيير األعمال. فـــــــي الـــــــســـــــنـــــــوات الـــــــاحـــــــقـــــــة، تـــــــدرج الــســودانــي فــي اإلدارات الــعــامــة. كـــان من الـــواضـــح أن الـــرجـــل يـجـيـد الــحــيــاة داخـــل املـؤسـسـات الحكومية، ويمكنه الصمود أمـــام تقلباتها. إنــه «مسلكي» على نحو مـتـمـرس، كما يصفه سياسيون مـوالـون له. يبدو أن املالكي شعر بأن السوداني هو «رجله املناسب». تحول إلى ركن ثابت فـــي الــحــكــومــات الـــاحـــقـــة؛ وزيـــــرًا لـحـقـوق اإلنسان والتجارة والعمل والصناعة في حكومات. كان الرجل من الصف الثاني 3 أو أقـــل، لكنه راســـخ فــي الــواجــهــة العامة للمشروع الشيعي على مدار سنوات. ، احـــتـــج مـــئـــات اآلالف من 2019 عــــام الــــشــــبــــان الـــشـــيـــعـــة عـــلـــى الـــحـــكـــومـــة. قـفـز الـــســـودانـــي مـــن سـفـيـنـة حــــزب «الــــدعــــوة»، وصعد قـاربـ صغيرًا. أسـس حـزب «تيار الــــفــــراتــــ » وأراد دخــــــول نــــــادي الـشـيـعـة الـكـبـار. بـعـد عــامــ ، وقـــع عليه االخـتـيـار رئيسًا للحكومة بصفقة صعبة. ،2022 ) فـــي أكـــتــوبـــر (تـــشــريـــن األول دخل السوداني منزل هادي العامري وفي يده ورقة دوّن فيها التزامات يطلبها من رعـــاة الـحـكـومـة فــي «اإلطــــار التنسيقي». كان املالكي وقيس الخزعلي، زعيم حركة «عصائب أهل الحق» قد جهزا في املقابل ورقة التزامات «ينفذها السوداني ما دام في املنصب». فحوى الورقة التي سُلمت للسوداني كـــــانـــــت تـــعـــكـــس «عـــــقـــــل املـــــالـــــكـــــي»، الـــــذي تـــســـرب الحـــقـــ إلـــــى خـــطـــاب «اإلطـــــاريـــــ » بــأن «مهندسًا زراعــيــ كُــلـف مـهـام رئاسة الوزراء». الـــســـودانـــي أراد أن يـصـبـح أكــثــر من هـــذا، وأكــبــر. لـقـد بـــدأ عمله فــي الحكومة هــــادئــــ ، ألن أيــــــام الــــواليــــة األولـــــــى كــانــت مخصصة لتصفية تـراث سلفه مصطفى الكاظمي. على األقــل كانت «التعليمات» القادمة من «اإلطار» تشدد على ذلك. طموحات السوداني الحـــقـــ ، أظــهــر الـــســـودانـــي ملـحـة قـويـة عـــــن طــــمــــوحــــاتــــه. قــــــدم نـــفـــســـه وعـــــــدد مـن وزرائه على أنه شخص يريد التركيز على الـخـدمـات والتنمية، بعد أن حصل على تأمني املوازنة الثلثية، بسقف مالي غير مسبوق. بـالـنـسـبـة إلـــى «اإلطـــــار الـتـنـسـيـقـي»، ال خــــطــــر ســــيــــاســــيــــ مــــــن حــــكــــومــــة تـــقـــدم الـــخـــدمـــات، بـــل «ال مـعـنـى لـــهـــذا فـــي خلق األوزان السياسية» كما يقول سياسيون شـيـعـة. كــانــوا يـــرون ذلـــك «خــدمــة عكسية لـصـالـحـهـم»، مــع إبــقــاء «الــعــ مفتوحة» على طموحات السوداني. «انفجر السوداني». يقول سياسيون إنه بعد عامني من الحكم بات يسيطر على نائبًا انشقوا «عمليًا» عن «اإلطار 50 نحو التنسيقي»، ويُلوِّح بأن «كل نائب سابق هــو شـريـك محتمل» فــي كتلة الـسـودانـي الجديدة، في البرملان املقبل. الــضـــربــة املـــوجـــعـــة لـــإطـــار واملــالــكــي –هـــكـــذا يـــأمـــل الـــســـودانـــي أن تـــكـــون– هي تحالفه مــع املـحـافـظـ الـثـاثـة األقــويــاء، أســـعـــد الـــعـــيـــدانـــي فـــي الـــبـــصـــرة، ومـحـمـد املياحي في الكوت، ونصيف الخطابي في كـربـاء. جميعهم متمردون على «اإلطــار التنسيقي». تحدثت «الشرق األوسط» مع قيادات شيعية مشغولة بتقدير أوزان الفاعلني 60 باألرقام، رجحوا وزن السوداني بنحو نائبًا، وهناك من يتفاءل بأكثر من هذا. «ودائع في حساب» المالكي املــالــكــي سـيـقـطـع طـــريـــق الـــســـودانـــي. في مارس (آذار) املاضي، ضرب في نفسه مــثــاال لـيـشـرح مصير الــســودانــي. قـــال في مقاعد في 103 مقابلة تلفزيونية: «فزت بــ . لــم أحـصـل عـلـى رئـاسـة 2014 انـتـخـابـات الـحـكـومـة (...) ألن الـــوفـــاق الـسـيـاسـي لم يحدث، فما معنى أن يحصل أي أحد اآلن مقعدًا؟ ال شـيء. فاألرقام وحدها 60 على ال تكفي». بالعودة إلى ذلك التاريخ، كان املالكي فـــائـــزًا بـالـفـعـل، وألنــــه فـشـل فـــي الـحـصـول عـلـى إجــمــاع الشيعة والـــكـــرد، اضـطـر إلـى إخراج حيدر العبادي من أدراج «الدعوة»، بـديـا مـن «الـصـف الـثـانـي»، بـوجـه ناعم، تمامًا كالسوداني اآلن. الفارق أن العبادي، ورغــــــــم أنـــــــه تــــحــــمَّــــل مـــشـــقـــة الـــــحـــــرب ضــد «داعــــش» ومــوازنــة شبه خــاويــة، عــاد إلى صفوف اإلطــار ولـم يغامر بأكثر من هذا، إال ما ندر. ملـــــــاذا يـــصـــر املــــالــــكــــي عـــلـــى تـضـيـيـق الـــخـــنـــاق عـــلـــى رئـــيـــس الـــــــــوزراء الـــحـــالـــي؟ يعتقد زعـيـم ائـتـاف «دولـــة الـقـانـون» أنه «من غير املقبول أن يسحب شخص ينتمي إلـيـك األمـــوال مـن حـسـاب شـركـة تملكها». بهذه البساطة يقدم سياسي مطلع هذه االستعارة ليشرح كيف يفكر املالكي اآلن. يعتقد املالكي أن السوداني «يختلس» مـن رصـيـده السياسي، ويستخدم أدوات الدولة العميقة، ويمد يديه إلـى جمهوره الـــشـــخـــصـــي، ويـــخـــلـــق تـــحـــالـــفـــات جـــديـــدة خــارج املعادلة، خــارج التحالف األهــم في العراق. املالكي حني يراقب هذه املتغيرات يتذكر أنـه هو «مـن صنع السوداني وهو مَن عليه إعادته إلى النظام». في الحقيقة إنه مؤمن بذلك. مـع ذلـــك، ال يستطيع املـالـكـي خوض مـعـركـة مـفـتـوحـة مــع الــســودانــي اآلن. إنـه مـكـبّــل بـتـقـالـيـد تــيــار الـيـمـ الـشـيـعـي في الـــعـــراق وضـــــرورات نـمـوه وازدهــــــاره، كما أن رئــيــس الـحـكـومـة لــم يـعـد ســهــاً، ليس هو نفسه الـذي دخل بيت العامري بورقة «حقوق وواجــبــات». لقد تحول إلـى مركز للتوافق اإليراني - األميركي، وهو أفضل دور يـــجـــب أن يــلــعــبــه رئـــيـــس وزراء فـي الــعــراق. ألــم يكن املـالـكـي كـذلـك فـي واليته األولى؟ ما يستطيع املالكي فعله اآلن لليقاع برفيقه السابق السوداني، هو -على املدى البعيد- صياغة قـانـون انتخابات جديد يــجــرِّد رئـيـس الـحـكـومـة مــن أي صلحية ومـــنـــفـــذ وقـــــــــدرة عـــلـــى اســــتــــخــــدام مــــــوارد السلطة فــي االنـتـخـابـات. هـــذا مــا يقوله، ومــا يـريـده حـرمـان الـسـودانـي مـن فرصة ، على سبيل 2010 تَمتع بها املالكي عـام املثال. تــقــول املـــصـــادر إن خــبــراء انـتـخـابـات يــعــمــلــون مـــع املـــالـــكـــي مــنــذ شــهــريــن على صـيـاغـة قـــانـــون جــديــد لــانــتــخــابــات. لقد وصل اآلن إلى مرحلة متقدمة، خصوصًا بعد إشراك العبني سنة وكرد في األجواء. لــــكــــن الــــــافــــــت أن املـــــالـــــكـــــي مــســتــعــد لصياغة قانون ال يوفر له فرص الفوز، بل يكرس خسارة السوداني. عـلـى املـــدى الـقـريـب، يــحــاول املـالـكـي، أيــــــضــــــ ، اصـــــطـــــيـــــاد حــــلــــفــــاء الـــــســـــودانـــــي واإليقاع بهم. يقول صناع قرار في اإلطار التنسيقي إن الــســودانــي حــ يـصـل إلـى األمـــتـــار األخـــيـــرة مـــن االنــتــخــابــات املقبلة سـيـكـون محظوظًا لــو احـتـفـظ بــواحــد من املحافظني الثلثة األقوياء. «سيطيح بهم ًاملالكي»، يقول سياسي عراقي. السوداني ليس سهال يعرف رئيس الحكومة أن الشيعة في االنتخابات املقبلة سيواجهون ديناميكية جـــديــدة، قــد تنتهي فيها صيغة «اإلطـــار الـــتـــنـــســـيـــقـــي» بــــاالنــــشــــطــــار أو بـــالــتــحـــول إلـــى مـراكــز ثـقـل جـــديـــدة؛ وجــــزء مـــن خطة السوداني أن يكون على رأس أحدها. يمكن لـلـسـودانـي قـطـع الـطـريـق على قانون االنتخابات الجديد وإحباط جهود حزب «الدعوة». يقول مقربون إن «رئيس الــحــكــومــة ســيــخــوض حــــــوارات شـــاقـــة مع الـسـنـة والـــكـــرد. ثـمـة تــســويــات عـــديـــدة قد تُقنعهم بمغادرة مطبخ املالكي». ورغــم أن الحفاظ على الحلفاء ليس مـــضـــمـــونـــ فــــي الــــــعــــــراق، فــــــإن الـــســـودانـــي سيكافح للحفاظ عليهم، بينما يعمل على كسب مزيد من عتاة املرشحني الشيعة، ال سيما املحافظني والعسكر. «السوداني يتعلم من املالكي»، وجزء مـــن االضــــطــــراب داخــــل اإلطـــــار التنسيقي هــو «غــــرور اآلبــــاء املـؤسـسـ وانـزعـاجـهـم من جـرأة التلميذ»، يقول قيادي شيعي، ويـــعـــتـــقـــد أن الـــــســـــودانـــــي لـــيـــس املـــتـــمـــرد الوحيد، فالخزعلي يشق الطريق ذاته في محاولة عبور املالكي. يــــــقــــــول، وهــــــــو مــــطــــلــــع عــــلــــى أجــــــــواء الحرب الباردة مع املالكي ويميل إلى كفة السوداني، إن األخير يقدم نفسه «شريكًا مــوثــوقــ لـاعـبـ أســاســيــ فـــي املـنـطـقـة، بما فيهم إيـــران»، وإنــه «يقف على طريق شراكات واعـدة مرتبطة باتفاقات تهدئة، وشـــكـــل جـــديـــد لــلــشــرق األوســـــــط، أســاســه الـحـفـاظ على الـحـد األدنـــى مـن االسـتـقـرار في العراق». «مشانق» االنتخابات في السنة األخيرة من عمر الحكومة، ستنتقل الحرب الناعمة إلى شكل آخر أكثر سخونة. يشكك كثيرون بأن االضطرابات األخــــيــــرة فـــي الــــعــــراق عــلــى وقــــع «قــضــايــا الـــفـــســـاد وتــــــورط مــوظــفــ حــكــومــيــ في ملفات مشبوهة»، مجرد إحماء وتحضير ملا سيحدث. لــــقــــد جــــــــرب املـــــالـــــكـــــي والــــــســــــودانــــــي مــواجــهــات مـــحـــدودة بـيـنـهـمـا. الــسـودانــي تـــفـــوق فـــي جـــــوالت مــــحــــدودة، لـــكـــن زعـيـم «دولة القانون» سجل نقاطًا. يضرب سياسي كردي مثاال على ذلك: «خـال األشهر املاضية، حـاول السوداني اخـتـراق الحكومتني املحليتني فـي ديالى وكركوك برعاية تفاهمات مع فائزين في االنتخابات املحلية، لكن املالكي املتمرس حسم منصب املحافظ فـي األولـــى، وكسر توافقات السوداني في الثانية». «مــــــن اآلن وصـــــاعـــــدًا ســـيـــبـــدأ نـصـب املشانق االنتخابية» يقول سياسي سُني يشارك في مفاوضات سرِّية حـول تعديل قــــانــــون االنــــتــــخــــابــــات، ويـــتـــوقـــع خــريــطــة جــــديــــدة لــلـشــيــعــة، ســـتـــتـــأثـــر بـــهـــا الـــقـــوى السنية والكردية. مـع ذلــك، فـإن مـا يسربه السياسيون الـــشـــيـــعـــة بـــــشـــــأن الــــــحــــــرب الــــنــــاعــــمــــة بــ السوداني واملالكي، وما توشك أن تتحول إليه محاوالت «كسر عظام»، يكشفان عن قلق تـيـار اليمني الشيعي على مستقبله بعد عامني من الزهو والنفوذ. ال يمانع املالكي كتلة صغيرة يقودها الـــســـودانـــي فـــي الــبــرملــان املــقــبــل. «ال بـأس بـنـمـوذج عـمـار الحكيم وهــــادي الـعـامـري وآخرين، يــدورون في فلك عشرة مقاعد»، يقول القيادي في اإلطــار، ألن املعركة اآلن تتعلق بـ«لعبة األرقـام»، كل شيء يستعر حــول تحديدها وتحجيمها ملنع خريطة «مفاجآت». «سلطة األرقام تتفوق»، ألن االعتقاد الشيعي السائد يفيد بـأن عوامل التأثير الـكـاسـيـكـيـة بــــدأت تـضـمـحـل فـــي املـشـهـد االنـــــتـــــخـــــابـــــي، مــــثــــل املــــرجــــعــــيــــة الـــديـــنـــيـــة واألمـيـركـان، «أمــا إيـــران فتفضل التدخل، فــي الـلـحـظـة األخـــيـــرة بـعـد صـبـر ومـراقـبـة شديدة». لـــكـــن كـــيـــف يـــتـــصـــور الــــقــــادة الـشـيـعـة نـــهـــايـــة هــــــذه الــــحــــرب الــــــبــــــاردة؟ يــتــحــدث كـــثـــيـــرون عـــن ثـــاثـــة خــــيــــارات؛ أن يصمد الـــســـودانـــي، أو يـعـقـد صـفـقـة مـــع املـالـكـي بــرعــايــة طــــرف ثـــالـــث، أو يـــخـــرج أحـدهـمـا بإصابات سياسية بليغة. ؟ دا ... أم و ا ﻳﺸﻜﻞ اﻻرﺗﻘﺎء اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﻮزراء اﻟﺤﺎﻟﻲ اﺧﺘﺒﺎرﴽ ﻟﻠﺘﺤﺎﻟﻒ اﻟﺸﻴﻌﻲ اﻟﺤﺎﻛﻢ، ﻟﻜﻦ اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻄﺮح ﺣﻮل ﻣﻮﻗﻒ اﳌﺎﻟﻜﻲ ﻣﻨﻪ، ﺗﻔﺘﺢ ﺑﺎب اﻟﺘﻜﻬﻨﺎت ﺣﻮل اﻟﺼﺮاع ﺑﲔ ﺷﺨﺼﻴﺘﲔ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻴﺔ واﺣﺪة، ﺑﻤﺴﺎرﻳﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔﲔ. ﻧﻮري اﳌﺎﻟﻜﻲ ﻋﻀﻮ ﻣﻨﺎوب ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺤﻜﻢ اﳌﺆﻗﺖ :2004 رﺋﺎﺳﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻟﻮﻻﻳﺘﲔ :2014-2006 ﻧﺎﺋﺐ رﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ :2015 ﻣﻦ ﻛﻮادر ﺣﺰب }اﻟﺪﻋﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ{ وﻳﺘﺰﻋﻤﻪ اﻵن إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﺋﺘﻼف }دوﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن{ ﻳﻨﺤﺪر ﻣﻦ ﺑﻠﺪة }ﻃﻮﻳﺮﻳﺞ{، ﻓﺮ ﻣﻦ ،1950 ﻣﻮاﻟﻴﺪ ﺣﻜﻢ اﻹﻋﺪام أواﺧﺮ اﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎت إﻟﻰ ﺳﻮرﻳﺎ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻨﺘﻘﻞ إﻟﻰ إﻳﺮان ﻣﻄﻠﻊ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎت، ﺛﻢ ﻋﺎد إﻟﻰ .2003 دﻣﺸﻖ ﺣﺘﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﺷﻴﺎع اﻟﺴﻮداﻧﻲ وزﻳﺮ ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن :2010 : وزﻳﺮ اﳌﺎﻟﻴﺔ ﺑﺎﻟﻮﻛﺎﻟﺔ 2014 : وزﻳﺮ اﻟﻌﻤﻞ 2014 : وزﻳﺮ اﻟﺘﺠﺎرة ﺑﺎﻟﻮﻛﺎﻟﺔ 2015 : وزﻳﺮ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺑﺎﻟﻮﻛﺎﻟﺔ 2016 : اﺳﺘﻘﺎل ﻣﻦ ﺣﺰب }اﻟﺪﻋﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ{ 2019 : أﺳﺲ ﺣﺰب }ﺗﻴﺎر اﻟﻔﺮاﺗﲔ{ 2021 ، ﻳﻨﺤﺪر ﻣﻦ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻣﻴﺴﺎن، 1970 ﻣﻮاﻟﻴﺪ وأُﻋﺪم واﻟﺪه ﺣﲔ ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺷﺮة. ﻛﺮﺑﻼء ﻣﻴﺴﺎن اﻟﺼﻮر: ﻏﻴﺘﻲ )اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ( ﻃﻮﻳﺮﻳﺞ تــــدور حـــرب بـــــاردة بـــن نــــوري املــالــكــي ومـحـمـد شـيـاع السوداني. يتحرك االثـنـان بسرعة نحو حلبة االنتخابات املـقـبـلـة. هـــنـــاك، سـيـكـون الـــصـــراع مـــؤذيـــا ومــفــتــوحــا، كما يرجح سياسيون في حزب «الدعوة اإلسالمية»، و«اإلطـار التنسيقي». إال إذا حدثت صفقة بينهما. من املفترض أن ينتخب العراقيون، العام املقبل، ممثليهم في البرملان، لكن رئيس الوزراء األسبق نوري املالكي، يدفع لجعلها مبكرة. في الحالتي سيتفاوض الالعبون على قانون انتخابات جديد ينسجم مع املتغيرات، ومحاولة السوداني مزاحمة الكبار أبرز متغير في اللعبة. مع أن كثيرين يشككون في إمكانية االقـتـراع املبكر، إال أن التلويح بـه قـد يكون ورقــة ضاغطة على السوداني في سياق الحرب الناعمة، فاألهم من موعد االنتخابات هو قانونها الجديد. املالكي هو أكثر السياسيي الذين يُظهرون شغفا بصياغة القانون. يقول مقربون منه وأشخاص عملوا لصالحه في كتابة صياغات ومقترحات، إن الرجل يفكر في «نصب األفخاخ» للسوداني، الذي يطمح لوالية ثانية، أكثر من انشغاله حتى بحظوظه الشخصية في البرملان املقبل. «الوالية الثانية» تغيّر قواعد االشتباك قبل عام ساخن من االنتخابات العراقية لندن: علي السراي ما يستطيع المالكي فعله لإليقاع برفيقه السابق السوداني، صياغة قانون جديد يجرِّد رئيس الحكومة من أي صالحية وقدرة على استخدام موارد السلطة في االنتخابات

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==