issue16716

OPINION الرأي 13 Issue 16716 - العدد Tuesday - 2024/9/3 الثالثاء اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ الرئيس التنفيذي جمانا راشد الراشد CEO Jomana Rashid Alrashid نائبا رئيس التحرير زيد بن كمي Assistant Editor-in-Chief Deputy Editor-in-Chief Zaid Bin Kami مساعدا رئيس التحرير محمد هاني Mohamed Hani الصراع على الضفة الغربية المحتلة في قطاع غزة تبدو األمور محددة املعالم، فهناك احــتــال وعـــــدوان وإبـــــادة جـمـاعـيـةٌ، تقابلها مـقـاومـة، وفـــي الـــوقـــت ذاتـــه جــهــود لـوسـطـاء يـسـعـون لصياغة اتـــفـــاق يـــرضـــي الــطــرفــن الــرئــيــســيــن، يـتـضـمَّــن فــتــرة هـدوء قد تليها فترة أخـرى تمهد لتحركات سياسية أكبر تأثيرًا، ال سيما إن انتهت االنتخابات الرئاسية األميركية بفوز الديمقراطية كاماال هاريس التي تعبر عــن قناعتها بــضــرورة وقـــف الــحــرب وحـــل الـدولـتـن. ولإلنصاف القول إن ال أحد من القوى الدولية الكبرى األخرى لديه أي قدر من التأثير فيما سبق ذكره، ويظل التأثير األكبر في يد واشنطن، حتى ولـو أخـذ شكل مزدوجًا؛ يدعم إسرائيل بكل قوة، وبدون أدنى خجل، وفي اآلن نفسه يعلن أحيانًا في ظل إدارة ديمقراطية مواقف تؤيد بعض ما يستحقه الفلسطينيون، لكن دون أي خطوة فعلية لترجمة تلك املواقف إلى واقع. وقد يتغير الشق الثاني كليًا حال فاز ترمب برئاسة جــديــدة، وهـــو الـبـاحـث عــن كيفية مـسـاعـدة إسـرائـيـل للتوسع، نظرًا لكونها صغيرة الحجم، حسب قوله. وضـــوح املــدخــات بالنسبة ملـا يـجـري فـي قطاع غـزة على النحو السابق، مع غموض تـام ملا سيكون عليه القطاع بعد عدة أسابيع وحسب، يقابله تداخل وتشابك أكثر من متغير في الضفة الغربية املحتلة؛ فــهــنــاك الــســلــطــة الــوطــنــيــة واالحــــتــــال اإلســـرائـــيـــلـــي، وفصائل مقاومة مُعلنة وغير مُعلنة، وتأثيرات دينية وسـيـاسـيـة قــادمــة عـبـر الـــحـــدود، وتـركـيـز أردنــــي على الوضع القائم في املسجد األقصى املبارك، وفق اتفاق ، من أربع نقاط، قامت فيه أميركا بدور رئيسي 2004 ووقـــعـــه املــلــك عـبـد الــلــه ورئـــيـــس الــــــوزراء اإلسـرائـيـلـي نتنياهو، أقـــر بالحق الحصري للمصلي املسلمي، وزيــــــــارات الــســائــحــن، بــمــا فـيـهـم الـــيـــهـــود، دون أداء الـصـاة، وهوما يتم تـجـاوزه اآلن تدريجيًا. ويكتمل العقد بمجموعات املستوطني اإلسرائيليي الطامعي في األرض الفلسطينية، واملؤمني بـأن الضفة أرض مقدسة ال يسكنها سوى اليهود، ووراءهم أقطاب في الحكومة اإلسرائيلية املوسومة باليمينية والتطرف، يخططون وينفذون توسيع االستيطان في كل بقاع الضفة، ويؤمنون بـأن مـا يفعلونه بمثابة أمـر إلهي ومهمة مقدسة. لكل طرف من هؤالء مكامن قوة وضعف، بعضها مادي وبعضها معنوي، ويتحقق التأثير والنفوذ من خلل القدرة الكلية على تغيير الواقع وخلق حقائق جـديـدة على األرض. هنا تـبـدو عمليات االستيطان الشرهة املقرونة بالعنف املنهجي في الضفة الغربية املحتلة أحد أهم املدخلت التي تعيد صياغة املعادالت الـكـلـيـة فـــي الـــوقـــت الـــراهـــن، ال سـيـمـا بــشــأن مستقبل السلطة الوطنية الفلسطينية ومـبـدأ حـل الـدولـتـن، والـــنـــضـــال الـفـلـسـطـيـنـي فـــي املــرحــلــة املــقــبــلــة، والــــدور األردنــي بشأن املسجد األقصى، وأمــور أخـرى كثيرة؛ أبـرزهـا مـن سيدير الضفة الغربية ووفــق أي شرعية قانونية. تـــوســـع املــســتــوطــنــات الــصــهــيــونــيــة وخـــلـــق بــؤر استيطانية جديدة، سواء وصفا إسرائيليًا بالشرعية أو غـــيـــر ذلــــــك، فــالــنــتــيــجــة واحـــــــــدة، وهـــــي اســتــقــطــاع أراض وإخراجها من السيادة الفلسطينية املفترضة على تلك األراضــــي حــال تـقـرر إقـامـة كـيـان فلسطيني بمسمى دولة، وهو أمر يبدو اآلن بعيد املنال، وليس بــالــضــرورة مستحيلً. وسـيـظـل الــســؤال األبــــرز كيف سـيـتـم الـتـعـامـل مـــع هـــذا الــكــم مـــن املـسـتـوطـنـات الـتـي في املائة من مساحة الضفة 40 تسيطر على حوالي في املائة في املنطقة 68 الغربية، وترتفع النسبة إلى «ج» وفقًا لتصنيفات اتفاق أوسلو، التي تتوافر فيها النسبة األكبر من املوارد الطبيعية الفلسطينية كاملياه والغابات والطرق. ويـــمـــتـــد الــــــســــــؤال األكـــــثـــــر صـــعـــوبـــة إلــــــى أعــــــداد املستوطني القابلة لـلـزيـادة مـع مـــرور األيــــام. العدد ألـــــف مـــســـتـــوطـــن فـيـمـا 500 املـــعـــلـــن اآلن يـــقـــتـــرب مــــن يسمى املستوطنات القانونية باملعنى اإلسرائيلي، مستوطنة، ويرتفع الرقم إلى 176 ويصل عددها إلى ألـــف مـسـتـوطـن آخــــر، بـعـد إضــافــة الـبـؤر 720 حــوالــي بؤرة، الجاري إضفاء صفة 185 االستيطانية، وعددها قانونية على الكثير منها مع حماية عسكرية مباشرة. وفـي اإلجـمـال ففي مقابل كـل خمسة فلسطينيي من بـن ثلثة مليي وخمسمائة ألــف فلسطيني، هناك مستوطن واحد، وتستهدف استراتيجية االستيطان الــصــهــيــونــي فــــي األراضــــــــي الــفــلــســطــيــنــيــة، ال سـيـمـا فـي الضفة الغربية، أن تتغير هــذه النسبة فـي املـدى الـقـريـب إلـــى مستوطن لـكـل ثـاثـة فلسطينيي، وفـي مرحلة الحقة تصبح النسبة مستوطنًا واحدًا إلى كل فلسطيني، ما يغير وفقًا لهذه االستراتيجية طبيعة الـــصـــراع مـــن احـــتـــال غـيـر شــرعــي ألرض فلسطينية إلى نـزاع حول األرض بي مقيمي عليها بحكم األمر الواقع، ما يضفي شرعية على مطلب فرض السيادة اإلسرائيلية على كامل الضفة وفقًا لواضعي ومطبقي استراتيجية االستيطان، وينهي عمليًا حل الدولتي. فـــي دراســـــــات «مــنــظــمــة بــيــت ســلــيــم» املـنـاهـضـة للستيطان اإلسـرائـيـلـي فــي األراضــــي الفلسطينية، واستنادًا إلـى إحـصـاءات رسمية إسرائيلية، وأخـرى فلسطينية، تبرز حقيقة مثيرة إلى حد كبير، فمعدل اإلنجاب للمُستوطِنة اإلسرائيلية في األراضي املحتلة مولود سنويًا، مقارنة بمعدل اإلنجاب في 7.3 يصل مولود، بينما 3.2 داخـل إسرائيل الـذي ينخفض إلى مـــعـــدل اإلنــــجــــاب لـــلـــمـــرأة الـفـلـسـطـيـنـيـة انــخــفــض إلــى مـوالـيـد فـقـط، مــا يعطي دفـعـة أكـبـر لـزيـادة 3 حــوالــي أعـــداد املستوطني مقارنة بـأعـداد الــزيــادة ألصحاب األرض، خصوصًا في البؤر االستيطانية التي يقيمها املستوطنون املتدينون، حيث سبعة أطفال لكل أسرة، الــتــي تــوفــر لـهـا املـنـظـمـات االسـتـيـطـانـيـة والـحـكـومـة سبل الدعم واملحفزات االقتصادية الكبيرة، من بينها مقابل مادي كبير لكل طفل يولد. ومع الضعف العام الــذي تمر به السلطة الوطنية الفلسطينية يبدو من الصعوبة بمكان التفكير في استراتيجية فلسطينية مضادة للستيطان اإلسرائيلي بكل أبعاده، فاألولوية الضاغطة هـي الحفاظ على بقاء السلطة ووجـودهـا ذاته، في وقت تتعاظم فيه مخاطر االنـزواء املتدحرج التي تتبعها الحكومة اإلسرائيلية الحالية، وترتفع فيه مشاعر الغضب الشعبي تجاه السلطة ورموزها. ليبيا بين الدولة المؤجلة والدولة الفاشلة عندما تفقد «الدولة» سيادتها باملفهوم املتكامل ملـعـنـى الـــســـيـــادة، كـمـا هـــي حـــال لـيـبـيـا الـــيـــوم، تظهر ســطــوة الــجــمــاعــات واألفــــــراد وتـصـبـح «الــجــمــاعــات» داخـلـهـا تبحث عـن «هـويـتـهـا»، أو تـحـاول أن تصنع هذه الهوية، أو حتى تُصنع لها جاهزة ومستوردة، ويــــصــــبــــح الـــــنـــــاس تــــائــــهــــن ويــــبــــحــــثــــون عـــــن أمـــنـــهـــم الـشـخـصـي فـــي أقـــــرب كـــيـــان فــيــجــدون الـقـبـيـلـة أقـــرب تجمع ينتمون إليه ملن يبحثون عن السلم املجتمعي، أما الذين يبحثون عن السطوة والسيطرة فيتجمعون فــي كـيـانـات مسلحة بـذاتـهـا أو يـتـم تسليحها ليتم في 2011 ) توظيفها، وهذا ما حدث في فبراير (شباط ليبيا بعد سقوط الدولة. القبيلة رغــم أنـهـا تُــوصــف بـالـتـأخـر عــن مفهوم الـــــدولـــــة فـــإنـــهـــا كــــانــــت الــــحــــامــــي والــــضــــامــــن لـلـسـلـم املجتمعي في ليبيا أكثر من األحزاب التي سرعان ما تسلح أفرادها وقاتلوا اآلخرين من خلل ميليشيات مسلحة، االنتماء فيها حزبي، وليس قبليًا، مما يؤكد أن القبيلة كـانـت وال تـــزال فــي ليبيا عـامـل اسـتـقـرار مـجـتـمـعـي، وهـــي مــن احـتـضـنـت الـجـيـش الـلـيـبـي في حربه على اإلرهاب وامليليشيات. من ال ينتمون للقبيلة أو األحــزاب وامليليشيات يـــصـــبـــحـــون مــــجــــرد أفــــــــراد تـــائـــهـــن فــــاقــــديــــن لـــأمـــن، وفـاقـديـن لـلـهـويـة، وفـاقـديـن لـلـسـيـادة؛ فــقــدان وجــود دولـــــة بــاملــفــهــوم الــجــيــوســيــاســي وتـــرســيــخ املــواطــنــة يـصـبـح الــتــشــظــي إلــــى جــمـــاعـــات مـتـقـاتـلـة يـسـتـقـوي بعضها بـالـدول األجنبية كما هـو حاصل الـيـوم من حروب بالوكالة. فـــي لـيـبـيـا الــحــديــثــة كـــانـــت عــزيــمــة األجــــــداد في إصـــــرارهـــــم عـــلـــى مـــنـــع الــتــقــســيــم ورفـــــــض الـــوصـــايـــة االســـتـــعـــمـــاريـــة لــــلــــدول الــــثــــاث؛ بــريــطــانــيــا وفــرنــســا وإيــطــالــيــا بـــقـــرار أمـــمـــي، وهــــو اتـــفـــاق ســــرى يتضمن مـشـروع الـعـودة الستعمار ليبيا مـن نـافـذة االنـتـداب والوصاية كوجه استعماري جديد، في ثوب مختلف. عزيمة األجــــداد كـانـت وراء هزيمة مـشـروع التقسيم «بــيــفــن - ســـــفـــــورزا»، وكـــانـــت بـــنـــغـــازي وقـــصـــر املــنــار ،1951 ديـسـمـبـر (كـــانـــون األول) عـــام 24 تـحـديـدًا فــي موعدًا إلعلن استقلل ليبيا. يــــوم االســـتـــقـــال يـبـقـى دائـــمـــ تـــذكـــيـــرًا لـأجـيـال الجديدة بمعاناة اآلباء واألجـداد لنيل الحرية وبناء وطن مستقل، فاالستقلل تتمثل معانيه في الغياب التام للتبعية، لكن اليوم تغرق في مستنقع التدخلت األجــنــبــيــة بـــل وتـبـعـيـة بــعــض الـسـيـاسـيـن الليبيي لـلـمـسـتـعـمـر والـــحـــنـــن إلــــيــــه، ولـــعـــل االتـــفـــاقـــيـــة الــتــي أبرمتها حكومة «الوفاق» غير الدستورية مع األتراك نموذج للتبعية والتفريط في السيادة الوطنية، التي دفعت ثمن استقللها الدماء. فالتفريط في السيادة الوطنية الـيـوم، بل وفي الـثـروة الوطنية، بترسيم حــدود جغرافية زائـفـة مع تـركـيـا الــتــي ال تـربـطـهـا بليبيا أي حــــدود جـغـرافـيـة هــــي جـــريـــمـــة تـــاريـــخـــيـــة تــســبــبــت فــــي ضـــيـــاع ثـــــروات ليبية وشرعنة نهبها، وتسليم ليبيا قاعدة للتراك يعد جريمة خيانة عظمى ال تسقط بالتقادم ويجب مــاحــقــة مـرتـكـبـيـهـا ضــمــن اتــفــاقــيــة فـــرطـــت فـــي حق السيادة الليبية على أراضيها، حيث مكنت الجنود األتراك وقادتهم من دخول وخروج ليبيا دون تأشيرة أو حتى موافقة مسبقة، بل ومن حق الجنود األتراك الـتـجـول بأسلحتهم فــي املـــدن الليبية دون قـيـد، بل ودون أي خصومة أو نـزاع، فالقضاء الليبي ال يحق له ملحقة الجنود األتــراك وفـق اتفاقية التفريط في الـــســـيـــادة، بـــل وال يــحــق لـلـسـلـطـات الـلـيـبـيـة تفتيش مراكز وجـود الجنود األتــراك في طرابلس، بل وتلزم االتفاقية بتزويدهم باملاء والغذاء والوقود واإلنترنت وجميعها باملجان، باإلضافة إلى السكن املجاني. بــن ليبيا االسـتـقـال وليبيا املستباحة الـيـوم زمـــن طـويـل مــن الـكـفـاح وتــاريــخ ال يمكن الـقـفـز عليه رغــــم مـــحـــاوالت أخـــونـــة لـيـبـيـا وصـبـغـهـا بــلــون ليس لونها وطمس تاريخها، فليبيا ستستعيد سيادتها وستبقى واحـدة غير منقسمة، ألن عناصر التشابك واالرتباط التاريخية أكبر وأقوى من عوامل التقسيم ومــــحــــاوالت األخــــونــــة والــتــبــعــيــة لــلــمــرشــد أو الــبــاب العالي. ماذا عن مستقبل أحفاد املتناحرين السياسيي الليبيي ها هم قد غنموا السلطة واملــال، لكن ما هو مستقبل أحـفــادهــم فــي بـــاد منهوبة ومـــدمـــرة؟ وأي تركة سيتركون لهم؟ لـيـبـيـا عـلـيـهـا مـــؤامـــرة وفـيـتـو دولــــي بـاسـتـمـرار الفوضى وتمكي أقلية «اإلخوان» واإلسلم السياسي وإعادة تدويرهم في حكم ليبيا، والتآمر الدولي بأيد داخــلــيــة مـــوجـــود لــأســف فـــي هـــذا اإلطـــــار وبـــاأليـــدي الداخلية. ماذا سيتركون ألحفادهم؟ فتمكن الخارجي كــــان بـسـبـب خــيــانــة داخـــلـــيـــة، وهــــــؤالء الــخـــونـــة مـــاذا سيورثون ألحفادهم سـوى الـعـار وهـم ينظرون إلى أنفسهم وينسون أحفادهم تاركي لهم بلدًا متشظيًا ومدمرًا، فليبيا ذاهبة إلى التشظي بسببهم، بالتالي ستكون مكانًا للفنت والحروب إذا لم يجمعوا أمرهم إلنـقـاذه من ويــات وتآمر «اإلخـــوان» ومـا زرعــوه فيه من نباتات الشيطان. فتنظيم «اإلخــوان» مشروعه ليس بناء األوطان لتكون فيه الكلمة للناس؟ فهم تراجعوا عن هدفهم الــخــيــالــي الــــداعــــي إلــــى الــــوحــــدة اإلســـامـــيـــة وطـفـقـوا يهدمون ويخربون البلدان العربية فانهار مشروعهم عليهم كما انهار املعبد على شمشون. لـيـبـيـا تــاريــخــهــا الــقــديــم والـــحـــديـــث يـثـبـت أنـهـا سـتـنـهـض بـعـزيـمـة رجــالــهــا ولـــن تــكــون دولــــة فاشلة حتى وإن كانت دولة مؤجلة حاليًا بتآمر دولي وأيد داخلية. حسن أبو طالب جبريل العبيدي

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==