اقتصاد 15 Issue 16715 - العدد Monday - 2024/9/2 االثنني ECONOMY د. عبد هللا الردادي تضخم الجشع تـنـفّــس الـعـالـم الــصــعــداء بـــبـــوادر انـــزيـــاح الـغـمـة االقــتــصــاديــة، بعد إعـــــان عــــدد مـــن الــبــنــوك املـــركـــزيـــة نـيّــتـهـا خــفــض أســـعـــار الـــفـــائـــدة، وقــد شهدت السنوات الـثـاث املاضية تـدخـات حكومية غير مسبوقة، مثل حِــزم التحفيز، والـدعـم املالي للشركات، التي رغـم ضرورتها، زادت من كمية األمـوال املتداولة في االقتصادات. هذا الفائض من السيولة سمح للشركات بدفع زيادات في األسعار دون انخفاض فوري في الطلب؛ حيث استمر املستهلكون في اإلنفاق باستخدام األموال التي تلقوها من الحزم التحفيزية، أو تلك التي ادخروها خلل فترات اإلغلق. هذا الوضع خلق أرضية خصبة ملا يُعرف بتضخم الجشع، فما هو هذا التضخم؟ وهل هو ظاهرة حقيقية أم موجة شعوبية؟ وكيف يمكن للحكومات التصدي له إذا كان ظاهرة حقيقية؟ يُستخدم تضخم الجشع لوصف حالة تستغل فيها الشركات الفترات التضخمية مـن خــال رفــع أسـعـارهـا بشكل كبير، ال لتغطية التكاليف املتزايدة فحسب، بل لتعزيز هوامش أرباحها. ويشير هذا املصطلح إلى أن بعض الشركات تستغل غطاء التضخم العام الناتج عن عوامل، مثل زيادة أسعار الطاقة، وتعطيل سلسل التوريد، واألحداث الجيوسياسية، لفرض زيادات في األسعار ال يمكن تبريرها، واكتسب هذا املصطلح زخمًا لوصف االستغلل املزعوم من قِبل الشركات خـال األوقــات االقتصادية الصعبة، خصوصًا بعد الجائحة واألزمات العاملية األخرى. تــتــعــزز حــجــة وجـــــود تـضـخـم الــجــشــع مـــن خــــال ســلــوكــيــات بعض الشركات التي اعترفت برفع األسعار ببساطة ألنها تستطيع ذلك، فعلى سبيل املـثـال، صــرح بعض مـديـري شـركـات السلع االستهلكية الكبرى بأنهم ال يـــرون حـاجـة لخفض األســعــار، حتى عندما تنخفض تكاليف املدخلت، ألنهم نجحوا في الحفاظ على هوامش أربـاح أعلى من خلل الزيادات السعرية التي بدأوها خلل الفترة التضخمية. وتشير األدلــة إلـى وجــود تضخم الجشع من خـال الـزيـادة الكبيرة فـي أربـــاح الـشـركـات خــال فـتـرات التضخم املـرتـفـع، وقــد أظـهـرت تقارير وتحليلت، أنه في اململكة املتحدة ارتفعت أرباح الشركات املدرجة بنسبة في املائة فقط من الشركات التي 11 ، بفضل 2022 في املائة خلل عام 30 زادت األســعــار بشكل اسـتـثـنـائـي، وقـــد عُـــزي هـــذا األمـــر إلـــى هيمنة هـذه الشركات على أسواقها، ما مكّنها من تحديد األسعار دون خـوف كبير من فقدان العملء للمنافسني، وفي الواليات املتحدة، لوحظت سلوكيات مشابهة، فوفقًا لتقرير صادر عن االحتياطي الفيدرالي، ساهمت األرباح الكبيرة للشركات في التضخم خـال السنة األولــى بعد الجائحة؛ حيث يُعتقد أن االستغلل التجاري للشركات كـان مسؤوال عن جـزء كبير من الـــزيـــادات السعرية الـعـامـة، وقــد خضعت قـطـاعـات مثل الـطـاقـة، واملـــواد الغذائية، والسلع االستهلكية إلى تدقيق خاص؛ حيث أبلغت عن أرباح قياسية، بينما واجه املستهلكون ارتفاعًا في التكاليف. مـن ناحية أخـــرى، يـجـادل املشككون فـي روايـــة تضخم الجشع بأن الزيادات السعرية امللحوظة هي أكثر انعكاسًا للضغوطات والتعطيلت التي تسببت بها العوامل الخارجية بدال من الجشع التجاري، مشيرين إلـــى أن الـعـديـد مــن الـقـطـاعـات واجــهــت ضـغـوطـ كـبـيـرة عـلـى التكاليف، خصوصًا من ارتفاع أسعار الطاقة واختناقات سلسلة التوريد، ما جعل الزيادات في األسعار ضرورية للصمود أمام الهجمات االقتصادية أوالً، ومــن ثـم املحافظة على الـربـحـيـة، وفــي اململكة املـتـحـدة، وبينما شهدت بعض القطاعات، مثل النفط والغاز، زيـادات في األربـاح، شهدت العديد من الشركات غير املالية انخفاضًا في األربـاح بصفتها نسبة من الناتج املحلي اإلجمالي، ما يشير إلـى أن القطاع التجاري ككل ليس مستفيدًا بشكل موحد من التضخم. وعـــاوة على ذلــك، يـجـادل بعض املحللني بـأن إرجـــاع التضخم إلى االستغلل التجاري وحـده يُبسط ظاهرة اقتصادية معقدة، فالتضخم عادة ما يكون مدفوعًا بمزيج من العوامل من جانب العرض (مثل النقص وزيـــادة تكاليف اإلنـتـاج) والـعـوامـل مـن جانب الطلب (مثل زيـــادة إنفاق املستهلكني)، والتركيز فقط على سلوك الشركات بوصفه سببًا رئيسيًا يتجاهل الـظـروف االقتصادية الكلية األوســع التي تسهم في التضخم، كما أن فكرة تضخم الجشع تفترض وجود مستوى من التواطؤ أو القوة السوقية قـد ال يـكـون منتشرًا بـالـقـدر الـــذي يـــراه الـبـعـض، ففي األســـواق التنافسية، عـادة ما تـؤدي الزيادات السعرية املفرطة إلى فقدان الحصة السوقية؛ حيث ينتقل املستهلكون إلى بدائل أرخص؛ لذلك، يجادل النقاد بأن وجـود تضخم الجشع سيعني نقص املنافسة، وهو ما ليس الحال في جميع القطاعات. وفــيــمــا كــــان تـضـخـم الــجــشــع بـالـفـعـل عـــامـــا مـسـهـمـ فـــي اســتــمــرار التضخم، فهناك عــدة تدابير سياسية يمكن أن تنظر فيها الحكومات ملعالجة املشكلة، مثل تعزيز إنفاذ قوانني مكافحة االحتكار ملنع الشركات من استغلل قوتها السوقية لرفع األسعار بشكل مفرط، ويتضمن ذلك التدقيق في عمليات االندماج، واالستحواذ بشكل أكثر صرامة لضمان عدم تمكن أي شركة من الهيمنة على السوق، ووضع قواعد أكثر صرامة ضــد املــمــارســات املـنـافـيـة للمنافسة، كـمـا اقـتـرحـت عـــدة حـكـومـات فـرض ضـرائـب على األربـــاح املفاجئة خـال فـتـرات األزمـــات االقتصادية لتكون منهجية ردع للشركات التي تستغل األزمــات لزيادة األسعار، كذلك فإن الرقابة على األسـعـار قد تــؤدي دورًا مهمًا، إال أنـه قد يكون وسيلة ملنع الـشـركـات مــن رفـــع األســعــار بشكل مـفـرط عـلـى املـنـتـجـات الـحـيـويـة، مثل الطعام والطاقة. إن تـضـخـم الـجـشـع هـــو مـفـهـوم مـثـيـر لــلــجــدل، يُــسـلـط الـــضـــوء على تعقيدات التضخم فـي االقـتـصـاد الـحـديـث، ففي حـ تشير أدلـــة إلــى أن بعض الشركات قد استغلت الفترات التضخمية لتعزيز أرباحها، يجب أيضًا النظر في السياق االقتصادي األوسـع. ويُبرز الجدل حول تضخم الجشع الحاجة إلـى استجابات سياسية مـدروسـة، تـــوازن بـ الحاجة إلى حماية املستهلكني وواقعيات الديناميكيات السوقية، سواء من خلل التنظيم الصارم، أو الضرائب، أو حماية املستهلك، وتمتلك الحكومات هـذه مجموعة من األدوات ملعالجة األضـــرار املحتملة للتضخم الجشع، وضمان بيئة اقتصادية أكثر عدال للجميع. بعد قراءة أسوأ من المتوقع في يوليو أشعلت موجة بيع لألسهم العالمية األسواق تستعد لبيانات حاسمة بشأن الوظائف في أميركا تــحــتــل املــــخــــاوف بـــشـــأن تـــبـــاطـــؤ أكــبــر اقـــتـــصـــاد فـــي الـــعـــالـــم، مـــركـــز االهـــتـــمـــام هــذا األسبوع، مع نشر أحدث أرقام الوظائف في الواليات املتحدة. وستظل األســـواق فـي حالة مـن التوتر قبل صــدور بيانات الــرواتــب غير الزراعية لشهر أغـسـطـس (آب)، املــقــرر صــدورهــا في السادس من سبتمبر (أيلول) الحالي. يأتي هـذا بعد قــراءة أسـوأ من املتوقع لـلـشـهـر الــســابــق، الــتــي أشـعـلـت مــوجــة بيع لـأسـهـم الـعـاملـيـة بـعـد أن أظـهـرت البيانات ضــعــف األوضــــــاع فـــي ســــوق الـــعـــمـــل، ســـواء في املائة، 4.3 مع ارتفاع معدل البطالة إلى أو تـــبـــاطـــؤ نـــمـــو األجــــــــور، أو ارتــــفــــاع عـــدد الوظائف التي أضافها االقتصاد األميركي ألف وظيفة، حيث جاءت جميع 114 بمقدار البيانات أسوأ من توقعات األسـواق بشكل كبير. وقد تمتد التأثيرات إلى جميع أنحاء الـعـالـم، مـع تقييم املستثمرين للتأثير في أسـعـار الـفـائـدة بـالـواليـات املـتـحـدة، وكذلك املـــعـــركـــة االنـــتـــخـــابـــيـــة بــــ كــــامــــاال هـــاريـــس ودونالد ترمب. ويـــتـــوقـــع خـــبـــراء االقـــتـــصـــاد أن تـظـهـر ألــــف وظــيــفــة في 163 األرقــــــام املـقـبـلـة خــلــق أغسطس، وأن ينخفض معدل البطالة في في املائة. 4.2 في املائة إلى 4.3 البلد من وإذا جاء رقم الوظائف أقل من املتوقع أو ارتفع معدل البطالة، فقد تزداد التكهنات بـأن «االحتياطي الفيدرالي» سـوف يضطر إلى اتخاذ إجراءات صارمة. يـعـتـقـد املـــتـــداولـــون أن خــفــض أســعــار الفائدة بمقدار رُبع نقطة مئوية هو األكثر من 1 ترجيحًا، لكنهم يــرون فرصة بنسبة لخفض كبير بمقدار نصف نقطة مئوية. 3 وسيبدو االحتمال األخير أكثر ترجيحًا إذا أشارت أرقام الوظائف إلى تباطؤ. لــقــد أوضــــح رئـــيــس بــنــك «االحــتــيــاطــي الفيدرالي»، جيروم بأول، بالفعل أن ضعف سوق العمل في ذهن لجنة السوق املفتوحة الـــفـــيـــدرالـــيـــة، الـــتـــي تـــحـــدد أســـعـــار الـــفـــائـــدة، حيث أكد أن خفضًا من نوع ما في طريقه. كانت األدلة على مدى األسابيع القليلة املــاضــيــة حـــول صـحـة االقــتــصــاد األمـيـركـي متباينة. وقــد تـم تعديل األرقـــام الرسمية، األســــبــــوع املــــاضــــي، بـــالـــزيـــادة لـتـظـهـر نـمـو الــنــاتــج املـحـلـي اإلجــمــالــي بــوتــيــرة سـنـويـة في املائة في الرُّبع الثاني، ارتفاعًا 3 بلغت في املائة. 2.8 من تقدير أولي بلغ وأظـــهـــرت بــيــانــات أسـبـوعـيـة منفصلة أن عــدد األمـيـركـيـ الـذيـن تـقـدمـوا بطلبات جــــديــــدة لــلــحــصــول عـــلـــى إعــــانــــات الــبــطــالــة انــخــفــض. وهــــذا مـــن شــأنــه أن يـضـيـف إلــى اآلمـــــال فـــي أن االقــتــصــاد األمــيــركــي يتمتع بـــــــ«هــــــبــــــوط هــــــــــــــادئ»، حــــيــــث ال يـــصـــاحـــب انخفاض التضخم تباطؤ اقتصادي. ولكن معدل البطالة في أميركا ارتفع بشكل حاد، في املائة في يناير (كانون الثاني) 3.7 من في املائة في يوليو (تموز). وكشف 4.3 إلى تحديث مفاجئ، الشهر املاضي، عن أن عدد الوظائف التي تم إنشاؤها في العام حتى ألف وظيفة مما 818 مارس (آذار) أقل بنحو كان يُعتقد سابقًا. ووصف ترمب هذا بأنه «فضيحة ضخمة». قــبــل يـــومـــ مـــن تــقــريــر يــــوم الـجـمـعـة، ســتــصــدر الــحــكــومــة أرقــــامــــ عـــن الــوظــائــف الشاغرة في يوليو. ومن املتوقع أن يتراجع عـــــدد الــــوظــــائــــف الــــشــــاغــــرة، وهـــــو مــقــيــاس للطلب على العمالة، إلـى أدنــى مستوى له مليون، ما يمثّل أعلى 8.1 أشهر عند 3 في 3 قـلـيـا مــن أدنــــى مـسـتـويـاتـه فــي أكــثــر مــن سنوات. يـذكـر أن الـيـوم (االثــنــ ) يشهد إغلقًا لـسـوق األســهــم األمـيـركـيـة؛ احـتـفـاال بــ«يـوم الـــعـــمـــل»، لـــتـــبـــدأ بـــعـــد ذلـــــك مـــرحـــلـــة جـــديـــدة للسهم تنتهي بنهاية العام. عمّال يعلقون الفتة كتب عليها «وظائف! وظائف! وظائف!» على المسرح حيث يلقي المرشح الرئاسي دونالد ترمب خطابه في بوترفيل (أ.ف.ب) واشنطن: «الشرق األوسط» إغالق سوق األسهم األميركية اليوم احتفاال بـ«يوم العمل» 2024 مليون طن في 100 توقعات بتجاوزها صادرات الصين القياسية من الصلب تهدد بتوترات تجارية عالمية من املتوقع أن تصل صادرات الصني مـــن الــصــلــب إلــــى أعـــلـــى مــســتــوى لــهــا في ســنــوات هـــذا الـــعـــام، مـمـا يــغــرق الـعـالـم 8 بــــــإمــــــدادات مــنــخــفــضــة الـــتـــكـــلـــفـــة، ويـــهـــدد بإشعال التوترات التجارية العاملية. فــمــن املـــتـــوقـــع أن تـــتـــجـــاوز صـــــادرات الــصــ ، أكــبــر مـنـتـج لـلـصـلـب فــي الـعـالـم، ، وهو أعلى 2024 مليون طن في عام 100 ، وفـــقـــ لـشـركـة 2016 مـــســـتـــوى مـــنـــذ عـــــام )MySteel( » االســـتـــشـــارات «مــــاي ســتــيــل ومـــــقـــــرهـــــا شــــنــــغــــهــــاي، حــــســــب صــحــيــفــة «فايننشيال تايمز». وقالت فيفيان يانغ، رئيسة التحرير فــي «مـــاي سـتـيـل»: «إن صــــادرات الصلب بـــلـــغـــت مـــســـتـــويـــات تـــاريـــخـــيـــة حـــتـــى اآلن هـــذا الـــعـــام». وتــوقــعــت أن يـبـلـغ إجـمـالـي مـلـيـون طن 101 -100 صـــــادرات الـصـلـب للعام كله، وهو ثالث أعلى مستوى على اإلطلق. وأدى انــخـــفـــاض الــطــلــب املــحــلــي في فـي املائة 50 الـصـ الـتـي تمثل أكـثـر مـن مـــــن إنـــــتـــــاج الـــصـــلـــب الــــعــــاملــــي، إلــــــى دفـــع املــنــتـجــ إلــــى تــصــديــر مـــزيـــد مـــن املـــــواد، معظمها إلى دول في جنوب شرقي آسيا، وبشكل متزايد إلى أوروبا. وقــــــــــال إيــــــــــان روبـــــــــــر، اســــتــــراتــــيــــجــــي الــســلــع األســـاســـيـــة فـــي شــركــة «أســتــريــس أدفـايـزوري» اليابانية االستشارية: «لقد أغـــرقـــت الــصــ الــعــالــم بـالـصـلـب ودفـعـت األســــعــــار إلـــــى االنــــخــــفــــاض». وتــــوقــــع أن تـــرد الــــدول فــي مـحـاولـة لـحـمـايـة شـركـات صناعة الصلب املحلية مـن املنافسة من أكــبــر مـنـتـج فـــي الــعــالــم. وقــــال إن «املــزيــد واملــزيــد مــن الـقـضـايـا الـتـجـاريـة» ستُرفع ضد الصني في األشهر املقبلة. وقد تؤدي القضايا إلى فرض الدول تـــعـــريـــفـــات جــمــركــيــة أعـــلـــى عـــلـــى الـصـلـب الصيني الذي يواجه رسومًا في كثير من الـــدول. وقـد رفعت مجموعة مـتـزايـدة من اقتصادات األسواق الناشئة مثل املكسيك والبرازيل التعريفات الجمركية هذا العام بالفعل، فـي حـ أطلقت دول أخــرى مثل فيتنام وتركيا تحقيقات جديدة. وضـــــــاعـــــــفـــــــت الـــــــــــواليـــــــــــات املـــــتـــــحـــــدة تـــعـــريـــفـــاتـــهـــا الـــجـــمـــركـــيـــة عــــلــــى الـــصـــلـــب الصيني هذا العام، بينما أطلق االتحاد األوروبي في مايو (أيار) تحقيقًا ملكافحة اإلغـــــراق فـــي مـنـتـجـات الــصــلــب الصينية املــطــلــيــة بـــالـــقـــصـــديـــر. وأعـــلـــنـــت كـــنـــدا عـن تـعـريـفـات جـمـركـيـة جــديــدة عـلـى الصلب األسبوع املاضي. وفــــي يــــوم الــخــمــيــس، حــثــت جـمـعـيـة الــحــديــد والــصــلــب الـصـيـنـيـة الــتــي تمثل مصانع الحديد الكبرى اململوكة للدولة فـي الـبـاد، شـركـات صناعة الصلب على إنـــهـــاء «املـــنـــافـــســـة الـــشـــرســـة»، واتـهـمـتـهـا بـــــــ«االعــــــتــــــمــــــاد عـــــلـــــى حـــــــــــروب األســــــعــــــار للستيلء على حصة في السوق». لـقـد انـخـفـض مـؤشـر أســعــار الصلب الــصــيــنــي لـلـجـمـعـيـة إلــــى أدنـــــى مـسـتـوى أغسطس 16 ســنــوات، بـــدءًا مـن 8 لـه مـنـذ (آب). وفـــي أوروبــــــا، انـخـفـضـت األســعــار الفورية للَّفائف املدرفلة الساخنة بنحو الخمس منذ بداية العام. وتسبب تباطؤ البناء والنشاط االقتصادي الصيني في انــخــفــاض الــطــلــب املــحــلــي، فـــي حـــ كــان صــانــعــو الــصــلــب بــطــيــئــ فـــي الـــحـــد مـن إنتاجهم، مما أدى إلى زيادة العرض. وفــــــي إشــــــــارة إلــــــى قـــلـــق بـــكـــ بــشــأن هـــــذه الـــقـــضـــيـــة، عـــلـــقـــت وزارة الــصــنــاعــة وتــكــنــولــوجــيــا املـــعـــلـــومـــات فــــي أغـسـطـس املـــوافـــقـــات عــلــى إنـــشـــاء مــصــانــع الـصـلـب الجديدة. ومن املتوقع أيضًا أن ترتفع شحنات الـصـلـب الـصـيـنـيـة إلـــى أوروبــــا عـلـى مـدى األشــــهــــر املـــقـــبـــلـــة، وخـــصـــوصـــ بــالــنــســبــة لــلَّــفــائــف املـــدرفـــلـــة عــلــى الـــســـاخـــن، والــتــي تــســتــخــدم فــــي مــنــتــجــات مـــثـــل الـــســـيـــارات واآلالت. وقــــال كــولــ ريـــتــشـــاردســـون، رئـيـس قسم الصلب في شركة «أرغـوس ميديا»، وهــي شـركـة تـــزود بـيـانـات أسـعـار السلع األســـاســـيـــة: «سـنـشـهـد ارتــفــاعــ حــــادًا في األشــــهــــر املـــقـــبـــلـــة»، مــضــيــفــ أن صــــــادرات الصني من اللفائف املدرفلة على الساخن (أي الصلب الخاضع لدرجة حرارة عالية االرتــفــاع) كانت فـي ارتـفـاع خـال األشهر االثني عشر املاضية. ورغـــــم أن أوروبـــــــا تـــفـــرض تـعـريـفـات جـمـركـيـة بــاهــظــة عــلــى الــصــلــب الـصـيـنـي فـــي املـــائـــة عــلــى األقـــــل، فقد 18.1 بـنـسـبـة انــخــفــضــت األســــعــــار املــحــلــيــة فـــي الـصـ لـلـفـائـف املـــدرفـــلـــة عــلــى الــســاخــن مــؤخــرًا؛ حـــيـــث أصـــبـــحـــت قـــــــــادرة عـــلـــى املـــنـــافـــســـة مـــن حـيـث الـتـكـلـفـة فـــي أوروبــــــا، حـتـى مع الرسوم اإلضافية. وقـــــــــــــــال دانـــــــــــيـــــــــــال هـــــــايـــــــنـــــــز، كــــبــــيــــر استراتيجيي السلع األساسية في «إي زد إن» للبحاث، الــذراع البحثية ألحد أكبر الـبـنـوك األســتــرالــيــة، إن مـنـتـجـي الصلب الصينيني الـذيـن يــصــدّرون عـــادة مـا بني فـــي املـــائـــة مـــن إجــمــالــي إنـتـاجـهـم، 10 و 7 اســـتـــفـــادوا هــــذا الـــعـــام مـــن الــطــلــب الــقــوي نسبيًا في أوروبا وآسيا. وأضــــــــــاف هــــايــــنــــز: «خــــصــــوصــــ فــي الـوقـت الــذي نـرى فيه منتجني فـي بعض تــلــك املـــنـــاطـــق، مــثــل أوروبــــــا، عــلــى سبيل املــــــثــــــال، يــــعــــانــــون مـــــن ارتــــــفــــــاع تــكــالــيــف الطاقة... لقد فتح ذلك الباب أمام منتجي الصلب الصينيني». ولفت إلـى أنـه كانت هناك بعض العلمات في األشهر األخيرة على ضعف الطلب العاملي. وحــــــذرت مــجــمــوعــة «بــــــاوو ســتــيــل»، أكـبـر شـركـة لصناعة الصلب فـي العالم، في أغسطس، من أن قطاع الصلب يواجه شــتــاء طــويــا وبـــــاردًا، سـيـكـون أســـوأ من 2008 أزمــــات الـصـلـب الـسـابـقـة فــي عـامـي . وتُـــظـــهـــر األرقـــــــــام الـــرســـمـــيـــة أن 2015 و شركات صناعة الصلب في الصني تعاني مـن خسائر فـادحـة؛ حيث تراكمت لديها مــلــيــار يـــــوان صيني 2.8 خــســائــر بــلــغــت مليون دوالر) خلل األشهر السبعة 390( األولى من هذا العام. فـي 1 ووفــــقــــ لـــــ«مــــاي ســـتـــيـــل»، فـــــإن املـائـة فقط مـن مصانع الصلب الصينية مربحة. بكين: «الشرق األوسط»
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==