issue16713

الوتر السادس فكرة فنية جديدة أتعاون فيها مع الشاعر نزار فرنسيس THE SIXTH CHORD 20 Issue 16713 - العدد Saturday - 2024/8/31 السبت نادية مصطفى: صعوبات اإلنتاج وراء قلة أعمالي شــهــد الــحــفــل األحــــــدث الـــــذي أحـيـتـه املـــــطـــــربـــــة املـــــصـــــريـــــة نـــــــاديـــــــة مـــصـــطـــفـــى بــمــهــرجــان الــقــلــعــة املــوســيــقــي بــالــقــاهــرة حـــضـــورًا جـمـاهـيـريـا كــبــيــرًا مـــن مختلف األعمار، ورغم محدودية اإلنتاج الغنائي للفنانة املـصـريـة فــي الـسـنـوات األخــيــرة، فإن حضورها يصاحبه استعادة لبدايات مشوارها في ثمانينات القرن املاضي. تـرجـع نـاديـة مصطفى فـي حديثها لـ«الشرق األوســط» قلة أغانيها الجديدة فــــي الــــســــنــــوات األخـــــيـــــرة إلـــــى «الــــظــــروف اإلنــتــاجــيــة، فــكــان آخــــر مـــا قــدمــتــه أغـنـيـة (يسلملي ذوقهم) العام املاضي وصورتها فيديو كليب»، وأشارت إلى أن «فكرة طرح ألـبـوم كـامـل فـي الـوقـت الـحـالـي أصبحت مــســألــة صـعـبـة مـــن الــنــاحــيــة اإلنــتــاجــيــة؛ لـكـون األمـــر بـحـاجـة لـشـركـة كـبـيـرة، وهـو ما يجعلها تأمل في طـرح أغنية منفردة أخرى قريبا». وأضافت: «كنت محظوظة لتعاوني مــــع عـــــدد كــبــيــر مــــن الـــشـــعـــراء واملـلـحــنــن املـهـمـن فــي تــاريــخ الــغــنــاء املــصــري على غرار محمد سلطان وعبد الوهاب محمد وكـمـال الطويل، األمــر الــذي جعلني أقـدم أغاني تبقى في ذاكــرة الجمهور وتنتقل لألجيال الجديدة، وأحــرص في حفالتي عـــلـــى تـــقـــديـــم أغـــنـــيـــات مـــتـــنـــوعـــة تــرضــي مختلف األذواق». وقـــالـــت املـــطـــربـــة املـــصـــريـــة إن تــكــرار تعاونها مع الفرقة املوسيقية والعازفي أنفسهم يجعلها تشعر براحة أكثر على املسرح لعدة أسباب، في مقدمتها فهمهم لـلـغـة الــجــســد الــخــاصــة بــهــا وإشـــاراتـــهـــا عــلــى املــــســــرح، ســـــواء بـــاإلطـــالـــة فـــي أحــد الكوبليهات الغنائية أو إعادته، وغيرها من األمور الفنية. وأضــافــت: «فــي بعض األحـيـان أقـدم أغـــنـــيـــات بـــنـــاء عــلــى طــلــب الــجــمــهــور في الحفل مـن دون أن تكون مبرمجة بشكل مـسـبـق، األمـــر الـــذي يسهل عـنـدمـا يكون تعاوني مع العازفي والفرقة التي اعتدت عليها». وأوضــــحــــت أن «الـــفـــرقـــة املـوسـيـقـيـة املـــصـــاحـــبـــة لــــي تــحــمــل بـــاســـتـــمـــرار نــوتــة موسيقية تـضـم تــوزيــع جميع األغـنـيـات الــخــاصــة بـــي أو حــتــى األغـــانـــي الـتـراثـيـة التي أحرص على تقديمها بالحفالت، بما يجعلهم قـادريـن على عـزف األغـانـي حال تقديم أغنيات غير متفق عليها في الحفل، وأحـيـانـا أكــون مستعدة لتقديم أغـــان من دون مـوسـيـقـى». وأبــــدت نــاديــة مصطفى تحفظها عـلـى ظــاهــرة الــتــقــاط الجمهور ملـــقـــاطـــع فـــيـــديـــو مـــــصـــــورة مـــــن الـــحـــفـــ ت ونشرها عبر مواقع التواصل االجتماعي بشكل مكثف، ســـواء عبر خاصية «البث املباشر» أو من خـ ل تحميل فيديوهات لـــ غـــانـــي، مــرجــعــة تـحـفـظـهـا إلــــى «غــيــاب الجودة عن غالبية هذه الفيديوهات رغم انـتـشـارهـا على نـطـاق واســـع، األمـــر الـذي يجعلها تـفـضـل دائـــمــا أن تــكــون املـقـاطـع املـــنـــتـــشـــرة مــــن الــــحــــفــــ ت هــــي املـــنـــشـــورة عبر قـنـوات البث الرسمية للحفالت عبر التلفزيون واليوتيوب». ورغم اعترافها بأهمية «السوشيال مـــيـــديـــا» ودورهـــــــا فـــي تـحـقـيـق االنــتــشــار لـلـفـنـان وتــفــاعــل الــجــمــهــور مـــن خـ لـهـا، تقول نادية: «لست ناجحة في التواصل مـــن خــ لـــهـــا، بــعــدمــا حـــاولـــت فـــي فــتــرات سابقة االندماج معها ولم أستطع، بسبب حاجتي لالستعانة بأشخاص محترفي يتولون إدارة حساباتي، وهــي الخطوة الــــتــــي لـــــم أحــــبــــذهــــا، خـــصـــوصـــا فـــــي ظـل الـخـ فـات الـشـديـدة والتعليقات الـحـادة التي أشاهدها أحيانا عند آخرين». ال تخفي نــاديــة مصطفى خشيتها من «السوشيال ميديا» لشعورها بوجود «حــالــة تـحـفـز» عـنـد االخـــتـــ ف فــي الـــرأي عند طـرح أي موضوع وإبــداء الــرأي فيه، مـوضـحـة: «عــن نفسي أحـــاول باستمرار أن أكون دبلوماسية في ردودي وتفاعلي مـــع األحــــــداث؛ خــوفــا مـــن تـصـيّــد البعض لكلماتي». ترى نادية مصطفى أنها محظوظة لتعاونها مع شعراء وملحنين مهمين (الشرق األوسط) القاهرة: أحمد عدلي إن الجيل الجديد يركن إلى نصيحة «غوغل» بدل والديه قال لـ إيلي العليا: دورنا هو الحفاظ على األغنية اللبنانية قد يكون املايسترو إيلي العليا من املوسيقيي القالئل 40 الــذيــن ال يـــزالـــون يــمــارســون مهنتهم بـنـجـاح مـنـذ نـحـو سنة حتى اليوم. عاصر حقبات فنية عـدة فشهد زمـن الفن الجميل كما الحديث. يطلبه الفنانون باالسم كي يرافقهم في حفالتهم على املسرح. وقــــف إلــــى جـــانـــب نـــجـــوم عــــرب ولـبـنـانـيـن حــتــى صــار حــضــوره تكملة للمشهد الـفـنـي فــي املـنـطـقـة. ومـــن النجوم الـذيـن تـعـاون معهم واعـتـبـر جـــزءًا ال يتجزأ مـن إطـ التـهـم، الراحل ملحم بركات، وكذلك الفنان جورج وسوف. كما واكب محمد عبده وعبد الله الرويشد ونبيل شعيل، وصـوال إلى هاني شاكر وأحمد عدوية. وهو ما جعل اسمه يلمع في عالم األغنية العربية لنحو نصف قرن. ويـــقـــول إنـــه كـــان ال يــــزال تـلـمـيـذًا عـلـى مـقـاعـد الـــدراســـة عندما بدأ مشواره. بعدها تحول إلى دراسة الحقوق. ولكنه عاد واتخذ قـراره بدراسة املوسيقى. وهو اليوم يعتب على مـوسـيـقـيـن كــثــر ال يــعــطــون الــــدراســــة املـوسـيـقـيـة حــيــزًا من اهتماماتهم. ويقول لـ«الشرق األوســـط»: «معظمهم ال وقت لديهم لـلـدرس، ويفضلون ممارسة العمل وتأمي رزقهم». ويــعــتــب عــلــى الــجــيــل الـــجـــديـــد: «هــــذا الــجــيــل لــيــس لــديــه أي استعداد ليسمع النصيحة. وبدل أن ينتظرها بحماس من والـديـه يفضّل عليها تلك التي يــزوده بها موقع (غـوغـل)». ويتابع العليا في سياق حديثه: «إنهم يصفوننا بـ(املعزوفة الــقــديــمــة)، وبــأنـنـا مــا عــدنــا نـسـتـوفـي شــــروط هـــذا الـعـصـر. ولكنني أقول لهم (من الجميل أن نتطور). ولكن ال يجب أن نفقد اإلحساس البشري ونتحوّل إلى (روبوتات)». مـشـواره الطويل فـي الفن وفّــر لـه تعلّم دروس جمّة ال يستطيع إيجازها بكلمتي: «الفنانون هم أيضا بشر ولديهم ميزاتهم وعيوبهم. عشت تجارب كثيرة مع الجميع. وقطفت مـــن كـــل مـنـهـا مـــا يـضـيـف إلــــي وإلــــى مـهـنـتـي. ومـهـمـا بلغت إيجابياتهم أو سلبياتهم خزّنت منها الدروس كي أستفيد». يــقـول إن كــل حقبة فنية عـاشـهـا تـعـلّــم منها الـــدروس فـزادتـه تقدما ونضجا. «لقد الحظت بعد مــرور الـوقـت أني صرت أفكر بنضج وبأسلوب آخـر. واتجهت نحو موضوع الــحــفــاظ عــلــى األغــنــيــة الـلـبـنـانـيـة. فــقــد ملــســت فــوضــى على الـسـاحـة بما يخص ثقافتنا الفنية. فـرحـت أركـــز على هذا املوضوع. وصرت داعما قويا لكل مطرب يتمسك بها. واكبت أحد أعمدة هذا الفن، وهو الراحل املوسيقار ملحم بركات. والــيــوم أطـبّــقـه مـع الفنانة نـجـوى كـــرم. (تمسكها باألغنية اللبنانية لفتني، ولطاملا بحثت بالتالي عـن دور للحفاظ على مستوى األغنية بشكل عــام). ففي مهنتنا كلما ارتفع مستوى املوسيقى والغناء شعرنا بأننا بخير». مـع الفنان جــورج وســوف تلقّن دروســـا فـي فـن الغناء. ويـقـول: «إنـــه قمة فـي األداء وسلطان بـالـطـرب، مما يجعله مــدرســة بـحـد ذاتــــه. وعـلـيـنـا االجــتــهــاد لـلـحـفـاظ عـلـى هــؤالء الفناني، وعلى التراث الفني الذي يمثّلونه». فـي املـاضـي أيـضـا كــان يحضر الـفـن الـهـابـط كما يذكر لـــ«الــشــرق األوســــــط». «ولــكــن كـــان هــنــاك مــن يفلتر ويفصل بينه وبـن الفن الحقيقي. هـذا الــدور كـان يلعبه اإلعــ م من صحافيي كبار تركوا بصمتهم في هـذا املـوضـوع. وكانوا يضيئون على الفن األصيل ويعتّمون على عكسه. اليوم بات الفلتان هو السائد على الساحة. وأسهمت بتفشّيه وسائل التواصل االجتماعي. فليس صحيحا أن كل من خطر على باله أن يغني يمكنه القيام بهذه املهمة. هنا يجب أن تلعب الدولة اللبنانية دورهـا. فالدول التي تتمتع بقانون مهني ونـقـابـي ال تـــزال تحافظ على مستواها الفني كـكـل، وأكبر مـثـال على ذلــك مـصـر. اإلذاعــــة املـصـريـة ال تـــزال حتى اليوم تجري امتحانات لهواة الفن والغناء». بحماس كبير يتحدث إيلي العليا عـن هــذا املوضوع ويعرّج خالله على «تريندات» خاطئة. ويوضح: «الفولكلور الـــســـاحـــلـــي مــــثــــ يـــشـــكـــل (تــــريــــنــــد) بـــــن املـــغـــنـــن وبــيــنــهــم اللبنانيون. هذا الفن يعود إلى الساحل السوري وال عالقة له بالفن اللبناني. نحن لدينا أيضا الفولكلور الخاص بنا، ويتمثّل بالدبكة اللبنانية. فلماذا نستعير فنونا مـن هنا وهــنــاك بـــدل الــحــفــاظ عـلـى هـويـتـنـا؟ الـــراحـــل زكـــي ناصيف أمضى عمره يعلّمنا تراثنا الفني اللبناني. وكذلك الرحابنة وروميو لحود وغيرهم. حملوا هذه الراية وساروا بها حتى النهاية. فهل يصح أن نهمل تعبهم وركائز األغنية اللبنانية األصيلة؟». وتـابـع: «فظاهرة (مـا حـدا الـو معي) ليست مسموحة. واألســـوأ أنـه عندما نكرر ذلـك ينعتونا بمحاربة الحريات. وعلينا أن نقاتل ونحارب من أجل هدفنا هذا». فــــي حـــفـــل نـــجـــوى كـــــرم األخــــيــــر فــــي ســــوريــــا قـــفـــز أحـــد املعجبي على املسرح ليغمرها. فما كان من املايسترو إيلي العليا إال أن ظهر فجأة أمامه ليحميها منه. «إنها ردة فعل طبيعية؛ ألني أعتبر نجوى كرم مثل أختي تماما. ثم هناك عالقة وطيدة نشأت بيني وبينها بفضل عِشرة طويلة. وهي خـارج الفن صديقة عزيزة، واألمــر نفسه يطبق على جورج وســـــوف. ولـــذلـــك أبــقــى دائـــمـــا قـريـبـا مـنـهـمـا مـــن بـــاب خـوفـي عليهما من األذية». سبتمبر (أيلول) املقبل، يحيي إيلي العليا 28 قريبا في حــفــ بـعـنـوان «الـجـمـهـور يـغـنـي إيــلــي الـعـلـيـا» فــي كـازيـنـو لبنان. سبق وقدّم ما يشبهه في مايو (أيار) الفائت. ويختم: «إنه نوع من العالج الذي يحب الناس تلقيه في حفل ما. فهم يشاركون فعليا بالحفل غناء وطلبات وإصـغـاء. وهـو أمر يحرّك غـرور املوسيقي مكرّما الفناني بعزف أغانيهم. كما لدي حفالت أشارك في إحيائها في أميركا وكنكون وأخرى مـع نـجـوى كـــرم. ولـــدي فـكـرة فنية جـديـدة أتــعــاون فيها مع الشاعر نزار فرنسيس وابنتي فانيسا». المايسترو العليا عاصر حقبات فنية متعددة (إيلي العليا) بيروت: فيفيان حداد بعد تحقيقها طفرات في نسب المشاهدة واالستماع خالل العقد األخير هل انطفأ وهج أغاني «المهرجانات»؟ بلغت أغـانـي املـهـرجـانـات ذروتـهـا في مصر خالل العقد األخير بعد فرض نفسها عـلـى كـــ الــوســطــن املـوسـيـقـي والـغـنـائـي، وتحقيقها نـسـب مـشـاهـدة واســتــمــاع غير مـسـبـوقـة، رغـــم تـعـرض مـؤديـهـا النـتـقـادات حـادة واتهامات بـ«إفساد األخـ ق والـذوق الـعـام»... لكن هل انطفأ وهـج هـذه األغاني خالل اآلونة األخيرة؟ ظــــهــــرت أغـــنـــيـــات «املــــهــــرجــــانــــات» فـي منتصف العقد األول مـن األلـفـيـة الجديدة ووصـــفـــهـــا الــبــعــض بـــــ«الــــثــــورة املـوسـيـقـيـة املـــــصـــــريـــــة»، واعــــتــــبــــروهــــا تـــــحـــــوال حـتـمـيـا لــ غــنــيــة الــشــعــبــيــة، حــيــث كـــانـــت الـعـنـصـر األبــــــرز واألكــــثــــر طــلــبــا فـــي حـــفـــ ت الـــزفـــاف املصرية والعربية. وفـــــي حــــن يـــــرى نـــقـــاد ومــوســيــقــيــون تــحــدثــوا إلـــى «الـــشـــرق األوســـــط» أن أغـانـي املهرجانات في طريقها إلى مرحلة الخفوت والتراجع، فإن آخرين يرون أنها لن تختفي بل سيتم تطويرها. ووصـلـت أغـانـي املـهـرجـانـات إلــى قمة ، وفـق 2021 و 2020 ذروتـــهـــا مــا بــن عــامــي موسيقيي، وهو ما عكسته نسب مشاهدة بـعـض هـــذه األغــنــيــات؛ حـيـث حققت أغنية مليون 172 » «مـفـيـش صـاحـب بيتصاحب مــشــاهــدة عــلــى مــوقــع «يـــوتـــيـــوب»، و«بــنــت مــلــيــون مـــشـــاهـــدة، و«وداع 666 » الـــجـــيـــران مـــلـــيـــون مـــشـــاهـــدة، 281 » يـــــا دنــــيــــا وداع مليونا و«عود 195 » و«بسكوتاية مقرمشة 470 » مـــلـــيـــونـــا، و«إخــــــواتــــــي 340 » الـــبـــطـــل مليونا. 154 » مليونا و«شمس املجرة الناقد الفني املصري أحمد السماحي يـــؤكـــد أن عـــــدم تـــطـــويـــر هـــــذه الـــنـــوعـــيـــة مـن املوسيقى والغناء أدى النحسارها، وانطفأ وهجها بعدما كـانـت الـسـائـدة واملسيطرة على الساحة. ورغـــم أن «هـــذه األغـنـيـات شكلت لونا موسيقيا جــاذبــا لـلـجـمـهـور، فــإنــه يحسب عليها الـكـلـمـات املـتـدنـيـة»؛ بحسب وصـف السماحي. يضيف السماحي لـ«الشرق األوسط»: «هـــــــذا الــــلــــون انـــتـــشـــر عـــاملـــيـــا بــــاســــم مـصـر لــيــعــبــر عــــن الـــــشـــــارع، لـــكـــن الـــقـــائـــمـــن عـلـيـه مـن الشباب لـم يكن لديهم قــدر مـن الثقافة الكافية لتطويره، فقد كان هدفهم جمع املال والشهرة في وقت قليل». وذاع صيت أغـانـي «املـهـرجـانـات» في مصر بشكل الفت عقب ثورة يناير (كانون ، والقت رواجا وتفاعال واسعا 2011 ) الثاني بي الناس، وتناولت أغنياتها موضوعات عدة من بينها الخيانة، والـزواج، والطالق، والصداقة، والحب، وفق موسيقيي. ويتفق الناقد املوسيقى املصري فوزي إبراهيم مع السماحي، قائال في تصريحات لــ«الـشـرق األوســــط» إن «هـــذا الـلـون بــدأ في االخـتـفـاء مـن الـشـارع بعدما كــان محاصرًا بـــه، ألنـــه لــم يـعـد وحـــده عـلـى الــســاحــة، فقد أسهمت املهرجانات الفنية فـي السعودية ومصر في تراجعه». ويشدد إبراهيم على أن «املهرجانات كموسيقى وإيقاعات ليست مبتذلة بشكل عـام، لكن كلماتها غير الالئقة تجعلها في مرمى االتهامات، وأعتقد أن وهجها انطفأ راهنا بعدما بدأت في االنحسار». وشــــهــــد الــــوســــط املـــوســـيـــقـــي املـــصـــري أزمات الفتة خالل السنوات املاضية بسبب «أغاني املهرجانات»، حيث مثّل هذا النوع «صــداعــا» لنقيب املـهـن املوسيقية السابق هـــانـــي شـــاكـــر، الـــــذي اتـــخـــذ مــوقــفــا صــارمــا ضــدهــم بــداعــي «اإلضــــــرار بـــالـــذوق الــعــام»، قبل أن يقرر االنسحاب من املشهد، وتفتح النقابة أبوابها ملؤدي هذا النوع من األغاني في عهد النقيب الحالي مصطفى كامل. واعــــتــــبــــر املــــوســــيــــقــــار املـــــصـــــري مـنـيـر الوسيمي أن «تـراجـع هـذا اللون املوسيقي بـاآلونـة األخـيـرة طبيعي للغاية بعدما تم فـرز األعـمـال الجيدة مـن األخـــرى الرديئة»، على حد تعبيره. مـــضـــيـــفــا فـــــي تـــصـــريـــحـــات لـــــ«الــــشــــرق األوســــط» أن «املـسـتـوى التعليمي املتدني ملــــــؤدي املـــهـــرجـــانـــات كـــــان مــــن بــــن أســـبـــاب انـتـشـار هــذه الـظـاهـرة الـصـاخـبـة»، معتبرًا أن «وسائل اإلعـ م الحديثة والقديمة وراء انتشار هذا النوع خالل السنوات األخيرة». وطالب الوسيمي بـ«الرقابة الصارمة للحفاظ على القيم املجتمعية»، مشيرًا إلى «أن الفن سلعة استراتيجية وإهمالها يعد أمرًا جسيما». ويــعــد حـمـو بـيـكـا، وحــســن شــاكــوش، وعمر كمال، وكزبرة، وحمو طيخة، وريشا كـوسـتـا، وســمــارة، وعـــ ء فيفتي، ومجدي شـطـة، وحـنـجـرة، وكـابـونـجـا، سـامـر وعلي قدورة، وعصام صاصا، من بي أبرز مؤدي هذا اللون الغنائي املثير للجدل. وفــــــي حـــــن يــــؤكــــد الــــشــــاعــــر الـــغـــنـــائـــي املـصـري عنتر هـ ل لــ«الـشـرق األوســـط» أن «أغـانـي املـهـرجـانـات كـانـت ضـروريـة لكسر رتابة األغنية املصرية التقليدية التي تدور في فلك الكلمات واأللحان التقليدية وطريقة الغناء؛ فإن ذلك لم يمنع من تراجعها، حيث أخذت وقتها مثلها مثل ظواهر فنية كثيرة وانـــتـــهـــت، بــعــد عـــــودة الــنــجــوم الحقيقيي للساحة مجددًا». في املقابل، رأى الناقد الفني املصري طـــــارق الـــشـــنـــاوي أن «أغــــانــــي املــهــرجــانــات سـتـظـل قـائـمـة ولـــن تـنـتـهـي لـكـن قــد يتغير مــســمــاهــا، ومــــع نـــجـــاح أول أغــنــيــة قــادمــة سيقول الجمهور إنها عادت وبقوة». ويضيف الشناوي لـ«الشرق األوسط»: «(املــــهــــرجــــانــــات) أحــــدثــــت حـــالـــة فــــي مـصـر والعالم العربي، وهو ما جعل كبار املطربي يحاولون تقديم هـذا اللون، لكنهم فشلوا، ومن بينهم محمد فؤاد وحكيم». وهــو مـا تتفق معه الـشـاعـرة املصرية مــنــة عـــدلـــي الـقـيـعـي الـــتـــي تـــقـــول لـــ«الــشــرق األوســـــط» إن «املــهــرجــانــات لـــن تـخـتـفـي بل ستتحول أللــوان أخــرى على غــرار (الـــراب)، و(الــــــتــــــراب)، و(الــــــبــــــوب)»، مـــشـــيـــرة إلـــــى أن «املـــهـــرجـــانـــات نـــــوع كـــامـــل مــــن املــوســيــقــى، واخـتـفـاءه ليس بالسهولة الـتـي يعتقدها الناس». وتلفت منة إلى أن «هذا اللون الغنائي أحدث طفرة في السوق، ويكفي أنه اختراع مــــصــــري خـــــالـــــص، وال بـــــد مـــــن الـــفـــخـــر بـه وتسجيله كبراءة اختراع». كما كشفت منة عن ترحيبها بالتعاون مع مطربي املهرجانات كما فعلتها من قبل مع «أوكا» و«أورتيجا» و«املدفعجية» وعمر كـــمـــال: «لــســت مـحـسـوبـة عـلـى فـئـة بعينها وأرى أن االستفادة جماعية». القاهرة: داليا ماهر شاكوش وبيكا (فيجو الدخالوي «فيسبوك») وصلت أغاني المهرجانات قمة ذروتها بين (فيجو الدخالوي «فيسبوك») 2021 و 2020

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==