issue16713

13 حــصــاد األســبـوع ANALYSIS Issue 16713 - العدد Saturday - 2024/8/31 السبت هل تتوسّط الهند إلحالل السالم بين أوكرانيا وروسيا؟ جـاءت زيـارة رئيس الــوزراء الهندي، ناريندرا مـودي، إلى العاصمة األوكرانية كييف، بعد ستة أسابيع من زيارة له إلى روســيـــا الـتـقـى خـالـهـا الــرئــيــس الــروســي فــاديــمــيــر بـــوتـــن. وأثـــــــارت تــلــك الـــزيـــارة عاصفة انتقادات هائلة من حلفاء غربيي لــلــهــنــد، أشـــــــاروا فــيــهــا إلــــى أن نـيـودلـهـي تحاشت إدانة الغزو الروسي ألوكرانيا. ثم إنه لم يسبق أن خاض رئيس وزراء هندي ســـاعـــات، برفقة 10 رحــلــة بـالـقـطـار طــــوال وفد رفيع املستوى، لزيارة منطقة حرب. الدبلوماسي الهندي السابق، فيفيك كـــاتـــجـــو، عـــلّـــق عــلـــى األمــــــر بـــقـــولـــه: «يُـــعـــد مودي واحدًا من الزعماء الدوليي القلئل، الذين زاروا موسكو وكييف. وكان قد دعا باستمرار إلى اتخاذ مسار الدبلوماسية والحوار، إلنهاء حرب روسيا في أوكرانيا. وفــي الـواقــع، أكــد مــودي لبوتي مباشرة، أثناء لقاء جمعهما في أوزبكستان، خلل ، أن هــــذه ليست 2022 ) سـبـتـمـبـر (أيــــلــــول حــقــبــة حـــــرب. وجـــــاء هــــذا الـــكـــام بـمـثـابـة تعبير واضـــح، وإن كــان غير مباشر، عن رفض مودي العمل العسكري الروسي». وبالفعل، شــدّد الزعيم الهندي، عبر مـــتـــرجـــم: «نــــقــــول بـــصـــوت عــــــال وواضــــــح: إنـــنـــا نـــدعـــم احــــتــــرام الـــســـيـــادة والـــســـامـــة اإلقـلـيـمـيـة». مـن جهته، نشر زيلينسكي، عـبـر قـنـاتـه عـلـى «تــلــغــرام»، مقطع فيديو عن لقائه بـمـودي، بينما ذكّــر مــودي بأنه أثـــنـــاء زيـــارتـــه لـــروســـيـــا، الــشــهــر املـــاضـــي، أخـــبـــر الــرئــيــس الـــروســـي بـــوتـــن بـــأنـــه «ال يمكن حل املشاكل في ساحة املعركة»، بل يجب علجها، بدال عن ذلك، عبر «الحوار والدبلوماسية»، دون تأخير. اتصال هاتفي بين مودي وبوتين كـــــان الــــتــــســــاؤل الـــكـــبـــيـــر، قـــبـــل زيـــــارة رئـــيـــس الـــــــــوزراء الـــهـــنـــدي ألوكــــرانــــيــــا، مـا إذا كــانــت هـــذه الـــزيـــارة مـحـاولـة الحــتــواء األضــــرار الـجـيـوسـيـاسـيـة، عـلـى أثـــر ردود الــفــعــل الــغــربــيــة الــغــاضــبــة تـــجـــاه زيـــارتـــه موسكو، الشهر املاضي، وما إذا كانت هذه رسالة إلى شركاء نيودلهي الغربيي بأن الهند ليست في صف بوتي. لــكــن بــعــد زيــــــارة أوكــــرانــــيــــا، رجّــحــت مـصـادر مطّلعة احـتـمـال أن ينجح مـودي فـــي دفـــع الـزعـيـمـن املــتــحــاربــن، الــروســي واألوكـــــــــــرانـــــــــــي، لــــلــــجــــلــــوس إلــــــــى طــــاولــــة الـــتـــفـــاوض، وجــهــا لــوجــه فـيـمـا يُـــعـــد أمـــرًا حيويا إلحلل السلم. يُــذكـر أنــه فـي الفترة السابقة، أجـرى مـودي اتصاال هاتفيا بالرئيس الروسي، بعد يوم من مكاملته مع الرئيس األميركي جــــو بــــايــــدن، والــــتــــي عـــبّـــر فــيــهــا عــــن دعـــم الـهـنـد الـــعـــودة املــبــكــرة إلـــى مــســار الـسـام واالستقرار. مـن جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الــــهــــنــــديــــة أنـــــــه خـــــــال املــــكــــاملــــة الـــهـــاتـــفـــيـــة مــــع بــــوتــــن، أكــــــد مـــــــودي أهـــمـــيـــة الــــحــــوار والدبلوماسية، باإلضافة إلـى «املشاركة الــصــادقــة والـعـمـلـيـة بـــن جـمـيـع األطــــراف املـــعـــنـــيـــة». ووفـــقـــا لـصـحـيـفـة الـــ«مــوســكــو تـايـمـز»، أبـلـغ مـــودي بـوتـن بدعمه وضع نهاية سريعة للصراع الطاحن الدائر في أوكـرانـيـا، بعد زيـارتـه لألخيرة، األسبوع املـــاضـــي. وأفــــــادت الـصـحـيـفـة بــــأن مـــودي ســـعـــى نـــحـــو تـــحــقـــيـــق تـــــــــوازن دقــــيــــق بـن الـحـفـاظ عـلـى الــعــاقــات الــدافــئــة تاريخيا بــن الـهـنـد وروســـيـــا، وبـــن مـسـاعـي بـنـاء شــراكــات أمـنـيـة أوثـــق مــع الــــدول الغربية، بوصفها «حـصـنـا» فـي مـواجـهـة املُنافس اإلقليمي للهند؛ أي الصي. وقـــال مــــودي، عـبـر وســائــل الـتـواصـل االجــتــمــاعــي، إنـــه «تـــبـــادل وجـــهـــات النظر حـول الـصـراع بـن روسـيـا وأوكـرانـيـا» مع بوتي، وتشارك معه في «رؤيته التي خرج بها من زيارته األخيرة ألوكرانيا». وأفاد أيضا بأنه «أكد التزام الهند الراسخ بدعم إقــــرار حــل مـبـكـر ودائــــم وسِــلــمــي لـلـصـراع الدائر». تـــــجـــــدر اإلشــــــــــــارة هــــنــــا إلـــــــى أنـــــــه مــن املـــــعـــــروف وجــــــود أواصــــــــر صــــداقــــة تــربــط بــن مـــودي وبــوتــن. وتـاريـخـيـا، ارتبطت الهند بـعـاقـات طويلة األمـــد مـع االتـحـاد الــســوفــيــاتــي أوالً، ثـــم االتـــحـــاد الـــروســـي. وتميزت صلت البلدين بمصالح دفاعية قـــويـــة، ودعـــــم مــوســكــو ملـــوقـــف نـيـودلـهـي بشأن قضية كشمير داخل األمم املتحدة. وفــي هــذا الــصــدد، قــال هـــارش بانت، نــــائــــب رئــــيــــس الـــــــدراســـــــات فـــــي مــؤســســة «أوبـــزرفـــر لـ بـحـاث» بـنـيـودلـهـي: «أعتقد أن مباحثات مودي تأتي في خِضم جهود هندية لتوصيل رسالة مفادها أنها جادة فـي اسـتـخـدام نـفـوذهـا لحل هــذا الـصـراع، وإثــبــات نفسها بصفتها فـاعـا مستقلً. ولقد سبق أن تعرضت الهند النتقاد على تأخرها فـي لعب هـذا الـــدور، فـي املاضي، لذا فهي تتواصل مع البلدان األكثر تورطا في الصراع». ال خطة سالم مقترحة حتى اآلن في الواقع لم تقترح نيودلهي أي خطة سلم إلنهاء الحرب. ومع ذلك، نظرًا لكون الهند واحدة من الدول القليلة التي تتمتع بعلقات جيدة مع كل من روسيا والغرب، فإنها تأمل في دفـع عملية التفاوض بي موسكو وأوكـرانـيـا قُــدمــا. وهـنـا ال بـد من التذكير بأن علقات الهند بأوكرانيا، منذ استقلل األخيرة عن االتحاد السوفياتي، لم تكن وثيقة. وهــــــنــــــا يــــــوضــــــح فــــيــــفــــيــــك كــــاتــــجــــو: «الحقيقة أن العلقات الهندية األوكرانية بـــــــدأت بـــشـــكـــل ســــيــــئ، ربــــمــــا نــســيــنــا اآلن أن أوكـــرانـــيـــا زوّدت بــاكــســتــان بــأكــثــر من )، رغــم 80- دبـــابـــة قـتـالـيــة طـــــراز (تــــــــي 300 اعـتـراضــات الـهـنـد الـشــديـدة، وأنــهــا كانت أيضا واحدة من الدول القليلة التي أدانت التجارب النووية التي أجرتها الهند عام . طبعا ألـقـى هــذا ظـــاال طويلة على 1998 العلقات بي البلدين، لكن مع ذلك، ينبغي عدم السماح لهذه التجارب بالتأثير سلبا على العلقات الثنائية على األمد البعيد. ثم إن رد الهند على عمل روسيا في شبه جــــزيــــرة الــــقــــرم عــــرقــــل، هــــو اآلخـــــــر، الـنـمـو الفاعل في العلقات». هل تستضيف الهند القمة الثانية للسالم على أيـة حــال، مـع تصاعد الضغوط عـــلـــى روســــيــــا وأوكــــرانــــيــــا لــلــجــلــوس إلـــى طـاولـة الـتـفـاوض، وإنـهـاء الـحـرب التي لم تثمر سـوى تفاقم التحديات االقتصادية العاملية، تحاول الهند إيجاد موطئ قدم لها بصفتها «صانعة ســام». وقـد وردت فـــكـــرة أن تـــكـــون الـــهـــنـــد مـــقـــرًا لــقــمــة ســـام بـــن روســـيـــا وأوكـــرانـــيـــا، إذ قــــال الـرئـيـس األوكـــرانـــي زيلينسكي أخـــيـــرًا: «أمــــا فيما يخص قمة الـســام، أعتقد حقا أنــه يجب عقد قمة الـسـام الثانية، وسيكون جيدًا أن تُعقَد في إحدى دول الجنوب العاملي». وأردف، بعد يــوم مـن استضافته الزعيم الهندي في كييف، قائلً: «أخبرت رئيس الــــــــــوزراء مــــــودي بـــأنـــه يــمــكــنــنــا عـــقـــد قـمـة الــــســــام الـــعـــاملـــيـــة فــــي الـــهـــنـــد، إنـــهـــا دولــــة كبيرة وديمقراطية عظيمة... الديمقراطية الكبرى». معلوم أن قمة الـسـام األولـــى عُقدت فــــي ســـويـــســـرا، خـــــال يـــونـــيـــو (حــــزيــــران) املـــاضـــي. وأثـــنـــاء لــقــائــه زيـلـيـنـسـكـي، أكــد مودي التزام الهند باحترام سيادة الدول وسلمة أراضيها، مؤكدًا أن الحرب يجب تصفيتها عبر الحوار والدبلوماسية، وأن الهند «ليست محايدة، بل تقف بحزم إلى جانب السلم». مـــن جــهــتــه، أعـــــرب هـــــارش بـــانـــت عن اعـتـقـاده أن زيـــارة مـــودي ألوكـرانـيـا أكـدت رغـــبـــة الـــهـــنـــد فــــي رؤيــــــة نـــهـــايـــة لـــلـــصـــراع، «وجــــــلــــــوس كـــــا الــــجــــانــــبــــن إلـــــــى طــــاولــــة املـــفـــاوضـــات... إذ ال تـــرى الـهـنـد احـتـمـاال للحل دون وجــود روسـيـا على الـطـاولـة». وأوضــح بانت: «ال تريد الهند أن يستمر االنـفـصـال بـن روسـيـا والـغـرب إلــى األبــد؛ ألن هـــــذا يــعــنــي مــــزيــــدًا مــــن الـــتـــقـــارب بـن موسكو وبـكـن، ثـم إن الهند ترغب كذلك في وجود أوروبـا مستقرة، تستطيع بعد ذلـــك لـعـب دور أكــبــر فـــي ضــمــان اسـتـقـرار املــنــطــقــة املُـــطـــلـــة عــلــى املــحــيــطــن الــهــنــدي والـــهـــادئ. هـــذا أمـــر بــالــغ األهـمـيـة للهند. الـهـنـد ال تـريـد حتما أوروبــــا منهمكة في تحدياتها الداخلية، بــدال من اضطلعها بدور عاملي». زيلينسكي وخطوطه الحمراء خـــــال مـــؤتـــمـــر صـــحـــافـــي، بــمــشــاركــة عدد من الصحافيي الهنود، بعد مغادرة مــــودي كـيـيـف، رحّــــب زيـلـيـنـسـكـي بــزيــارة رئيس الـوزراء الهندي، لكنه أطلق، ضمن كلمه، عدة مواقف، فقال: «أخبرت رئيس الوزراء مودي بأنه يمكننا عقد قمة سلم عاملية في الهند... لكننا لن نتمكن من عقد قمة ســام فـي دولـــة لـم تنضم إلــى البيان الصادر عن قمة السلم األولى». وملّـــــح زيـلـيـنـسـكـي كـــذلـــك بـشـكــل غير مـبـاشـر إلـــى مــغــامــرات الــصــن عـلـى طـول حدودها مع الهند، إذ قال: «إذا كان هناك مــا يــبــرّر تـصـرفـات بــوتــن، فـأنـا واثـــق من أنه ستكون هناك عواقب في أجـزاء أخرى مـن الـعـالـم، فيما يتعلق بانتهاك سلمة األراضي». وانتقد واردات الهند من النفط الــــروســــي الـــرخـــيـــص، ملـــســـاعـــدة «اقــتــصــاد الحرب» في موسكو، متابعا: «إذا أوقفت الـــهـــنـــد شــــــراء الـــنـــفـــط، فـــســـتـــواجـــه روســـيـــا مشاكل وتحديات كبيرة». توازن بين العالقات أم استهداف لروسيا؟ لقد كــان الـتـسـاؤل الكبير قبل زيــارة مودي ألوكرانيا عما إذا كان الهدف منها السيطرة على األضــــرار الجيوسياسية، بـــعـــد االنــــتــــقــــادات الـــغـــربـــيـــة لـــزيـــارتـــه إلـــى مـوسـكــو. أمـــا اآلن، بـعـد انـتــهــاء الـــزيـــارة، فــيــبــدو أن الـــتـــســـاؤل األهـــــم بــــات عــمــا إذا كـانـت الــزيــارة قـد نقلت رسـالـة خفية إلى مــوســكــو. ووفــــق بـعـض الـــدالئـــل، هـــذا قد يكون صحيحا. الــــــــصــــــــحــــــــافــــــــيــــــــة الــــــــهــــــــنــــــــديــــــــة بــــيــــا كريشنامورثي تــرى أن الــزيــارة «سلّطت الضوء على التوازن الدقيق الـذي حققته نيودلهي في علقاتها مع الغرب وروسيا إبّــــــــان الــــحــــرب الــــجــــاريــــة، بــيــنــمــا يـسـعـى نـهـج الـهـنـد املـتـعـدد األطـــــراف إلـــى تعزيز مـصـالـحـهـا الــوطــنــيــة وثـقـلـهـا اإلقـلـيـمـي. وفــي الـوقـت الـــذي زار فيه مـــودي النصب الـــتـــذكـــاري لـــ طـــفـــال الـــذيـــن قُـــتـــلـــوا خــال الــــحــــرب فــــي املـــتـــحـــف الـــوطـــنـــي لــلــتــاريــخ بــأوكـــرانــيــا، ووقــــف بـجـانـب زيلينسكي، وذراعــــه ملتفّة حــول الـرئـيـس األوكــرانــي، أعــــرب مـــــودي، الحـــقـــا، عـــن حــزنــه العميق على وفاة أطفال روس». وبـــدا أن حـسـابـات زيلينسكي، عبر وســــائــــل الــــتــــواصــــل االجــــتــــمــــاعــــي، تـعـمـل بــالــتــنــاغــم مـــع حـــســـابـــات رئـــيـــس الــــــوزراء الــهــنــدي، فـقـد كـتـب زيـلـيـنـسـكـي: «الـــيـــوم، فـي كييف، احتفيت أنــا، ورئـيـس الـــوزراء نــاريــنــدرا مــــودي، بــذكــرى األطـــفـــال الـذيـن فـقـدوا حياتهم بسبب الـعـدوان الـروسـي. يستحق األطفال في كل بلد أن يعيشوا في أمان. يجب أن نجعل هذا ممكنا»، وشارك مـقـطـع فـيـديـو ملــــودي وهـــو يــــزور النصب التذكاري. وأضـــــافـــــت كـــريـــشـــنـــامـــورثـــي: «هـــــذه البادرة إلظهار الحداد ذات مغزى خاص، عندما تقترن بزيارة مودي ملوسكو، التي تزامنت مع ضربة صاروخية روسية على مـسـتـشـفـى لــ طــفــال فـــي كـيـيـف. والـدلـيـل الثاني على رسالة محتملة إلى موسكو، اإلشــــــــارة الـــصـــريـــحـــة ملـــســـألـــة الــــدفــــاع فـي البيان املشترك بـن أوكـرانـيـا والـهـنـد، إذ أشار البيان إلى الدور الحاسم للمحرّكات األوكــرانــيــة فـي السفن الحربية الهندية، وجاء هذا الذكر الصريح ملبادرات الدفاع املشتركة بمثابة مـفـاجـأة. ومــن املحتمل أن يثير هـذا حفيظة موسكو، التي طاملا أقـــامـــت عـــاقـــة دفــاعــيــة وأمــنــيــة قـــويـــة مع نيودلهي. ومـا زاد حجم اإلثـــارة أن وزير دفــاع مــودي كـان فـي واشنطن العاصمة، حيث وقَّــع اتفاقيتي جديدتي، في أثناء وجود مودي نفسه في كييف». مودي يصافح زيلينسكي إبان زيارته التاريخية ألوكرانيا (رويترز) هل يسعى رئيس الـــوزراء الهندي ناريندرا مـودي إلـى دفع الرئيس الروسي فالديمير بوتني، ونظيره األوكراني فولوديمير زيلينسكي للجلوس على طاولة املباحثات؟ بعد الزيارة التاريخية لرئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى أوكرانيا، التي تُعد األولى على اإلطـ ق من جانب رئيس وزراء هندي بعد استقالل أوكرانيا ، من املرجح أن يسعى مودي بدأب لوقف الحرب بني 1991 عام روسيا وأوكرانيا، خاصة أنه يجري النظر إليه بوصفه حليفًا وثيقًا لروسيا ورئيسها. تأتي هذه الدفعة الدبلوماسية في وقت حرِج تدخل معه الحرب بني روسيا وأوكرانيا سنتها الثالثة دون أدنى مؤشر على انحسار الحرب. وحقًا أسفرت هذه الحرب عن معاناة إنسانية وخسائر اقتصادية، في حني يشعر املجتمع الدولي بقلق متزايد إزاء تداعياتها العاملية. وسط حرصها على التوازن في عالقاتها مع الجانبين نيودلهي: براكريتي غوبتا تنافس هندي ــ صيني في مجال صنع السالم مع طـرح كل من الهند والصي نفسيهما، بشكل متزايد، > بصفتيهما العبي أساسيي في الدبلوماسية العاملية، تحولت الحرب في أوكرانيا إلى ساحة لعرض قدراتهما في صنع السلم. حول هذا الجانب، شرح أمي فيلنجي، الباحث املتخصص فــي الــعــاقــات الــدولــيــة والــــدراســــات االسـتـراتـيـجـيـة، الــــذي يعمل حاليا زميل في جامعة تشاناكيا الهندية، أن «األدوار املتطورة للعملقي اآلسيويي ال تعكس طموحاتهما على الساحة العاملية فحسب، بل تؤكد كذلك التفاعل املعقّد بي املصالح االستراتيجية والـــحـــقـــائـــق الــعــمــلــيــاتــيــة، فــــي خِـــضـــم الـــســـعـــي لـتـحـقـيـق الـــســـام بأوكرانيا». وتـــابـــع: «تــمــيَّــز دور الــصــن فـــي حـــرب أوكـــرانـــيـــا بـاملـشـاركـة الـحـذِرة، وموازنة علقاتها العميقة مع روسيا، ومصالحها في الحفاظ على علقات اقتصادية مع أوروبا والغرب األوسع. وفي نقطة، 12 وقت سابق من هذا العام، قدّمت الصي خطة سلم من دعـــت إلـــى وقـــف إطـــاق الــنــار، واسـتـئـنـاف املــفــاوضــات. ومـــع ذلـك قوبلت هـذه الخطة بالتشكك، خصوصا من أوكرانيا وحلفائها الــغــربــيــن، الـــذيـــن عـــــدُّوا اقـــتـــراح بـكـن بـمـثـابـة دعـــم خـفـي ملـوقـف روسيا». وأضـــــاف: «أمـــا تـــورط الـهـنـد فــي حـــرب أوكــرانــيــا فـجـاء أكثر تحفظا، ما يعكس التزامها التاريخي باللاالنحياز واالستقلل االستراتيجي». وكشفت زيارة مودي إلى كييف عن استعداد الهند للعب دور أكـثـر نشاطا فـي الــصــراع، مـا قـد يجعل منها وسيطا للسلم. وبعكس الصي، ال يثقّل على الهند املستوى نفسه من االلتزام االستراتيجي تجاه روسيا أو أوكرانيا، ما يمنحها ميزة فريدة تتمثل في النظر إليها بوصفها العبا أكثر حيادية. فـــي املـــقـــابـــل، شـكـكـت صـحـيـفـة «غـــلـــوبـــال تـــايـــمـــز»، الـنـاطـقـة الرسمية باسم الصي، في إمكانية اضطلع الهند بدور «صانع سلم». وذكرت أن التركيز األساسي لنيودلهي ليس على الصراع بـن روسـيـا وأوكـرانـيـا، بـل على تحقيق تـــوازن فـي علقاتها مع روسيا والغرب، وخصوصا الواليات املتحدة. يُذكر أنه في يوليو (تموز) املاضي، أثـارت زيـارة مـودي لروسيا استياء شديدًا لدى الواليات املتحدة والغرب. ASHARQ AL-AWSAT ارتبطت الهند بعالقات طويلة األمد مع االتحاد السوفياتي أوالً، ثم االتحاد الروسي، وتميّزت صالت البلدين بمصالح دفاعية قوية، ودعم موسكو لموقف نيودلهي بشأن قضية كشمير

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==