12 حــصــاد األســبـوع ANALYSIS Issue 16713 - العدد Saturday - 2024/8/31 السبت معظم رؤساء الحكومات التونسية ولدوا في منطقة «الساحل» يتحدّر أغلب رؤساء الحكومات في تونس منذ أواسط خمسينات القرن املـــاضـــي مـــن مـنـطـقـة «الـــســـاحـــل» (وســــط الــشــاطــئ الــشــرقــي لــتــونــس)، مـوطـن ) وزين العابدين بن علي 1987 - 1957( الرئيسني األسبقني الحبيب بورقيبة منهم فقط من 3 ) وكبار املسؤولني في الدولة. وفي املقابل، جاء 2011 - 1987( مواليد العاصمة تونس، هم الباجي قائد السبسي ويوسف الشاهد وإلياس الفخفاخ. الرئيس السابق الراحل الباجي قائد السبسي، سياسي مخضرم تولّى في عهد «الرئيس املؤقت» رئيس البرملان السابق 2011 رئاسة الحكومة عام . وفي 2019 و 2014 فــؤاد املـبـزّع ثم انتخب رئيسًا للجمهورية ملرحلة ما بني ، تولّى 2020 إلى أوائـل 2016 حني تـرأس يوسف الشاهد الحكومة من صيف إلياس الفخفاخ املنصب عندما تـرأس الحكومة األولـى في عهد قيس سعيّد ، وهو باملناسبة، وإن كان من مواليد تونس العاصمة 2020 أشهر في 6 ملدة فإنه أصال من صفاقس، العاصمة الصناعية والتجارية في الساحل الشرقي الجنوبي للبالد. هيمنة «الساحل» كـيـلـومـتـرًا جــنــوب شـرقـي 150 بـمـا يــخــص مـنـطـقـة «الـــســـاحـــل» الــواقــعــة عـلـى بـعـد العاصمة، وكبرى مدنها مدينة سوسة، فقد تعاقب منها على رئاسة الحكومة نخبة من كبار رجال السياسة في البالد، هم على التوالي: )، وتولّى عمليًا رئاسة الحكومة 1957 - 1955( الحبيب بورقيبة، من مدينة املنستير نوفمبر 7 و 1957 يوليو - تموز 25 . وللعلم، رسميًا كان املنصب شاغرًا (بني 1969 حتى )، إذ في مطلع النظام الجمهوري تولى الرئيس إدارة الحكومة، 1969 - تشرين الثاني وبعدها تعاقب «فعليًا» على املنصب كل من: )1970 - 1969( ، الباهي األدغم، بلدة منزل النور املجاورة ملدينة املنستير )1970 - 1960( ، أحمد بن صالح، مدينة املكنني ) – أول رئيس حكومة يحمل املسمّى رسميًا. 1980 - 1970( ، الهادي نويرة، املنستير )1986 - 1980( ، محمد مزالي، املنستير )1987 - 1986( ، رشيد صفر، من املهدية )1987( ، زين العابدين بن علي، مدينة حمام سوسة )1989 - 1987( ، الهادي البكّوش، حمام سوسة ) 1999 - 1989 ( ، حامد القَروي، مدينة سوسة )2011 - 1999( ، محمد الغنّوشي، سوسة )2013 - 2012( ، حمّادي الجبالي، سوسة )2014( ، املهدي جمعة، املهدية .)2016 - 2015( ، الحبيب الصيد، سوسة فـي املـقـابـل، مـن خــارج منطقة «الـسـاحـل» وتـونـس العاصمة، تـولّــى املهندس علي ، فكان 2013 العريّض، القيادي السابق في حزب حركة النهضة رئاسة الحكومة في عام السياسي الوحيد الذي يصل إلى هذا املنصب من «الجهات املهمشة» في أقصى الجنوب الشرقي الصحراوي، وهو من مواليد مدينة مدنني. كذلك، تولّى وزير الداخلية السابق هشام املشيشي رئاسة الحكومة بني سبتمبر ، فكان أول رئيس للحكومة من مدينة بوسالم في محافظة 2021 يوليو 25 و 2020 ) (أيلول جندوبة في الشمال الغربي الزراعي و«املهمّش». صارت الدكتورة نجالء بـودن، من مواليد مدينة القيروان، أول 2023 و 2021 وبني سيدة تشغل منصب رئاسة الحكومة في تونس. أخـــيـــرًا، مـــا يـسـتـحـق الـــذكـــر أن الـــدكـــتـــور مـحـمـد املــنــصــف املــــرزوقــــي، ابــــن الـجـنـوب الشخصية الـوحـيـدة الـتـي تولت 2014 و 2012 الـصـحـراوي التونسي، صــار بـ عـامـي رئاسة الدولة (رئاسة الجمهورية) من غير أبناء «الساحل» وتونس العاصمة. عندما اختاره الرئيس سعيّد وزيرا للشؤون االجتماعية، ثم رئيسا أغسطس، أخذ في الحساب خلفيته اإلدارية وخبرته 7 للحكومة يوم الطويلة في الملفات النقابية والسياسية يأتي قرار الرئيس قيس سعيّد تعيني البروفسور كمال املدّوري رئيسًا جديدًا للحكومة بمثابة «سحب البساط» من تحت معارضيه النقابيني والسياسيني، الذين تضاعفت انتقاداتهم مع اقتراب موعد االنتخابات املقبلة، وتزايد الكالم عن تدهور القدرة الشرائية للعمال واملتقاعدين والفقراء، رغم القرارات الرئاسية الجديدة، ومنها ترفيع جرايات التقاعد ورواتب قطاع من األجراء. وبــدا واضحًا وجــود إرادة سياسية للتأكيد على أن الـقـرارات املركزية للدولة، بما فيها تلك املتعلقة باألمن االجتماعي ومستقبل االقتصاد «تصنع في قصر الرئاسة» في قرطاج ، بصرف النظر عن مآالت انتخابات أكتوبر (تشرين األول) املقبل. مستقل من «حزب اإلدارة» لقد نوّه عدد ممّن عملوا مع املـدّوري طوال السنوات العشرين املـاضـيـة، فـي املـؤسـسـات الحكومية واإلداريــــة لـلـدولـة، بخبرته في تسيير مــفــاوضــات الـحـكـومـة مــع نـقـابـات الـعـمـال ورجــــال األعــمــال داخليًا، وأيضًا نجاحاته الدولية عبر دوره في مفاوضات تونس مع املفوضية األوروبية حول «سياسة الجوار األوروبية» و«وضعية الشريك املميّز». وفـــي حــ كـانـت الـبـعـثـات األوروبـــيـــة والــدولــيــة املـفــاوضــة في بــروكــســل وبــرشــلــونــة وجـنـيـف تــدفــع تــونــس ودول جــنــوب البحر األبــيــض املــتــوســط - كـمـا هــو مــألــوف - نـحـو «تــحــريــر» االقـتـصـاد بتقليص العمالة، وتخفيف «األعباء االجتماعية للدولة»، و«خفض نسبة الــرواتــب فـي ميزانية الـــدولــة»، صمد املــــدّوري ومـعـه الفريق الحكومي التونسي في وجه هذا الدفع. بل مارس هو ورفاقه دفعًا مضادًا ضاغطًا على «الشركاء األوروبيني» واملؤسسات الدولية من أجـل إبعاد تونس عن تجرّع مــرارة االقتطاعات الخدمية املرتجلة واملؤملة شعبيًا التي قد تفجّر اضطرابات أمنية اجتماعية سياسية وأعـمـال عنف، كـاألحـداث الدامية واملواجهات التي عرفتها تونس .2011 - 2010 ، ثم منذ 1984 و 1978 مطلع عامي هذا الرصيد كان على يبدو أحد أسباب اختيار رئيس الدولة لـهـذا األكـاديـمـي واإلداري املــجــرّب لــتــرؤّس الحكومة. وباملناسبة، كان املــدّروي أحد طلبة سعيّد في كلية الحقوق والعلوم القانونية والسياسية واالجتماعية، قبل أن ينضم إلى «حزب اإلدارة»، أي إلى صف «كبار املوظفني في جهاز الدولة» الذين ليست لديهم انتماءات حزبية أو سياسية، بل تميّزوا باستقالليتهم وحيادهم ووالئهم «للوظيفة الحكومية» بصرف النظر عن الحاكم. ابن «الجهات المهمشة» ،1955 مـن جهة ثانيًا، بخالف معظم رؤســـاء الحكومات منذ فـــإن املـــــدّوري مــن مـوالـيـد «الــجــهــات الــزراعــيــة املـهـمّــشـة»، وتـحـديـدًا كيلومتر 100 مدينة تبرسق الجبلية الصغيرة، الواقعة على مسافة جنوب غربي العاصمة تونس، والغنية بمياهها العذبة ومزارعها الجميلة. سـنـة في 2000 هـــذه املــديــنــة الـصـغـيـرة أسّـــســـت قـبـل أكــثــر مـــن عصر «اللوبيني» قرب مدن تاريخية قرطاجنية رومانية ونوميدية شـهـيـرة مـثـل دقـــة وبــاجــة والـــكـــاف، نـاهـيـك مــن بـ ريـجـيـا، عاصمة «النوميديني»، حسب املؤرخ واملفكر التونسي محمد حسني فنطر. وكـــان اسـمـهـا األصـلــي الـقـديـم «تــبــرســوكــوم»، أي «ســـوق الـجـلـود»، بـاعـتـبـار تـلـك املنطقة الـواقـعـة شـمـال غـربـي تـونـس غنية فالحيًا، وتنتشر فيها الزراعات الكبرى للحبوب وتربية املواشي. غير أنها سنة. 70 صارت مهمشة منذ ويبدو أن الرئيس سعيّد - وهو من مواليد تونس العاصمة، كيلومتر 100( لكن أصوله تعود إلى األرياف الزراعية بمحافظة نابل شـرق العاصمة) - أراد باختيار تلميذه السابق توجيه رسالة رد اعتبار ألبناء الجهات الفقيرة واملهمّشة. وهي الرسالة ذاتها التي ربما أراد توجيهها عندما ع هشام املشيشي ابن بلدة بوسالم، فـي محافظة جـنـدوبـة الـحـدوديـة مـع الـجـزائـر، وزيـــرًا للداخلية ثم .2021 و 2020 رئيسًا للحكومة في «تكنوقراط» وسياسي في أي حـال، منذ اإلعـ ن عن تعيني املــدّوري رئيسًا للحكومة تفاوتت التقييمات لشخصيته ومؤهالته. إذ انتقد بعض الساسة والكتّاب، بينهم وزير التربية السابق وعالم االجتماع سالم األبيض، تعيني شخصية «غير سياسية» على رأس الحكومة. وقال األبيض إن تعلّم السياسة «ليس أمـرًا يسيرًا بالنسبة لتكنوقراطي» يخلو رصـيـده مـن تـجـارب مـع األحــــزاب والـحـركـات السياسية القانونية وغير القانونية وأخرى مع مؤسسات املجتمع املدني. ولكن، في املقابل، ثمّن آخـرون «ثـراء تجربة» رئيس الحكومة سنة من أبرز كوادر اإلدارة 20 الجديد، وال سيما كونه طوال أكثر من والدولة الذين تفاوضوا مع قيادات نقابات العمال ورجال األعمال واملزارعني وهيئات صناديق «الضمان االجتماعي والتقاعد» التي تـهـم مـ يـ املـوظـفـ واملـتـقـاعـديـن فــي الـقـطـاعـ الــعــام والـخـاص فــي الـــبـــ د. ولـلـعـلـم، شـمـلـت تـلـك املــفــاوضــات املــلــفــات «الـسـيـاسـيـة واالجتماعية الحارقة»، بينها القضايا الخالفية التي كانت تتسبب في تنظيم آالف اإلضـرابـات العمالية وغلق مئات الشركات أو نقل جانب من أنشطتها خارج تونس. 25 وبناء عليه، عندما وقـع عليه اختيار الرئيس سعيّد يـوم أغسطس 7 مايو (أيار) املاضي وزيرًا للشؤون االجتماعية، ثم يوم (آب) رئـيـسـ لـلـحـكـومـة، فــإنــه ال بــد أنـــه أخـــذ فــي الـحـسـاب خلفيته اإلداريـــة وخبرته الطويلة فـي امللفات النقابية والسياسية. ثـم إن تـعـيـ املـــــدّوري اآلن يــؤكــد تــزايــد الـبُــعـد الـسـيـاسـي االسـتـراتـيـجـي لقطاع «األمـن االجتماعي»، وأيضًا اعتماد «نظام رئاسي مركزي» .2021 منذ خلفيات أكاديمية وصالت خارجية أكاديميًا، تخرّج املدّوري أوال في الجامعة التونسية، وتحديدًا في كلية الحقوق والعلوم السياسية والقانونية بتونس، التي كانت مناهجها األقـــرب إلــى مناهج الـجـامـعـات الفرنسية. وفــي الوقت نفسه، تابع دراساته العليا في جامعات أوروبـيـة، وحصل على شهادة «دكتوراه الحلقة الثالثة» في قانون املجموعة األوروبية والعالقات املغاربية األوروبية. وأهّلته هذه الشهادة الجامعية األوروبـــيـــة الحـقـ للعب دور بـــارز خــ ل مـفـاوضـات تـونـس مع االتـحـاد األوروبــــي ومــع الـــدول املغاربية حــول «املنطقة الحرة األورو متوسطية» والـشـراكـة االقـتـصـاديـة وبــرامــج «سياسة الجوار». بـــالـــتـــوازي، يُــعــد الـــرجـــل مـــن جــيــل «املــخــضــرمــ » كـونـه حــصــل أيـــضـــ عــلــى شـــهـــادات عُــلــيــا مـــن مــؤســســات جـامـعـيـة خاصة بكبار الكوادر السياسية للدولة، بينها شهادة ختم الــدراســات باملرحلة العليا فـي «املــدرســة الوطنية لـــإدارة» في تونس، وأخــرى من معهد الدفاع الوطني. ولقد مكّنته هـذه الشهادات والخبرة من التدريس في جامعات إداريــة مدنية وأمنية وعسكرية، منها املدرسة العليا لقوات األمن الداخلي. وأيضًا، ساعدته هذه الخبرة املزدوجة اإلداريـة السياسية األمنية العسكرية كي يكون «مفاوضًا دوليًا»، بـمـا فـــي ذلـــك مـــع مــؤســســات «مـكـتـب الـعـمـل الـــدولـــي» في ســويــســرا ومــكــاتــب الــعــمــل وصـــنـــاديـــق الـتـنـمـيـة الـعـربـيـة واإلقليمية وغيرها من املؤسسات التي تجمع في الوقت عيّنه ممثلي الحكومات ومنظمات رجال األعمال ونقابات العمال. وبــحــكــم خــصــوصــيــة الـــشـــراكـــة بـــ تـــونـــس مـــع ليبيا والجزائر واملغرب، اقتصاديًا وسياسيًا وأمنيًا واجتماعيًا، ساهم املدّوري مطوال في املفاوضات مع الشركاء املغاربيني حول ملفات «األمن االجتماعي». مسؤوليات من جانب آخر، نظرًا ملا تشكو منه آالف املؤسسات العمومية والخاصة في تونس منذ عهد الرئيس زين العابدين بن علي من صعوبات مالية وعجز عن تسديد مساهماتها في «الصناديق االجتماعية»، ع كمال املدّوري خالل العقدين املاضيني املاضية لـيـرأس «اإلدارة العامة للضمان االجتماعي» فـي وزارة الشؤون االجتماعية ثم مؤسسات صناديق التقاعد والتأمني على املرض. وكـــانـــت مـهـمـتـه سـيـاسـيـة بــامــتــيــاز: إبـــــرام اتـــفـــاقـــات بـــ الـحـكـومـة والقطاع الخاص والنقابات وتجنيب البالد مزيدًا من اإلضرابات واالضـطـرابـات، ثم إنقاذ الصناديق االجتماعية من سيناريوهات اإلفــــ س والـعـجـز عــن دفــع مستحقاتها ملـ يـ الـعـمـال واملـوظـفـ واملتقاعدين. وفـعـ أبـرمـت الـصـنـاديـق االجتماعية والـنـقـابـات والحكومة بـفـضـل تـلـك الــجــهــود، قـبـل ســـنـــوات، اتـفـاقـيـات أثــمــرت «إصــ حــات جـــذريـــة» تـخـلّــت الـــدولـــة بفضلها عـــن «الــحــلــول الــســهــلـة»، وبينها سياسة «التداين من البنوك التونسية» بصفة دورية بهدف تسديد رواتب املوظفني وجرايات املتقاعدين. صعوبات وأوراق سياسية فـي املقابل، ال يختلف اثـنـان على حجم املخاطر االقتصادية االجتماعية والسياسية األمنية التي ستواجهها الحكومة الجديدة ورئــيــســهــا، فـــي مــرحــلــة تـعـمـقـت فـيـهـا الــتــنــاقــضــات بـــ الـنـقـابـات واملـــعـــارضـــات والــســلــطــات املـــركـــزيـــة، وتـــوشـــك أن تـــــزداد عـمـقـ بعد أكتوبر. 6 انتخابات وال شــك أن الـرئـيـس سـعـيّــد أدرك ذلـــك، ولـــذا أبـعـد شخصيات «مثيرة للجدل» من قصري قرطاج والقصبة، وغيّر أكثر من ثلثي الفريق الحكومي. وفي املقابل، اختار مزيدًا من «التكنوقراط» الذين ليست لهم «صفة آيديولوجية وحزبية»، وطالبهم باالنسجام في الحكومة الجديدة. وبالفعل، أسفر «التعديل الحكومي األول» الذي أجراه سعيّد ورئيس حكومته الجديد قبل أيام عن إبعاد مزيد من رمــوز املشهد السياسي واآليـديـولـوجـي الـقـديـم، وتعيني مزيد من »، الذي نص 2022 «الخبراء املستقلني» األكثر انسجامًا مع «دستور على كون مهمة رئيس الحكومة وكامل الفريق الحكومي «مساعدة رئيس الجمهورية» على إنجاز برامجه وسياسته، ال العكس. كمال المدّوري... رئيس حكومة تونس الجديد أكاديمي مستقل أولويته «األمن االجتماعي» خبير دولي ينتمي إلى «حزب اإلدارة» وإحدى «المناطق المهمّشة» فاجأ الرئيس التونسي قيس سعيّد املراقبني السياسيني داخل البالد وخارجها، الذين كانوا يتابعون «مستجدات ملفات االنتخابات الرئاسية»، فأعلن قبل أسابيع من املوعد االنتخابي عن تغيير حكومي واسع، وتعيني البروفسور كمال املدّوري، وهو شخصية أكاديمية وإدارية وسياسية مستقلة، على رأس الحكومة الجديدة خلفًا للمستشار القانوني املخضرم أحمد الحشّاني الذي مرت سنة واحدة على تعيينه رئيسًا للوزراء. املدّوري ليس غريبًا عن قصر رئاسة الحكومة، إذ سبق له أن تولى منصب مستشار قبل تعيينه في مايو (أيار) املاضي وزيرًا للشؤون سنة 20 االجتماعية تتويجًا ملسيرة أكثر من على رأس عدد من املؤسسات الحكومية املكلفة بملفات «األمن االجتماعي». والواضح أن الرئيس التونسي عبر تعيينه «صديق النقابيني» والخبير الدولي في التفاوض على أكتوبر (تشرين 6 رأس الحكومة، استبق محطة األول) االنتخابية التي يريد أن يعبر بها إلى «الدورة الرئاسية الثانية»، وسط تزايد مخاوف املعارضة والنقابات من تسارع «تدهور أوضاع االجتماعية للطبقات الشعبية بسبب نسب التضخم والبطالة والفقر املرتفعة». تونس: كمال بن يونس ASHARQ AL-AWSAT تونس: «الشرق األوسط»
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==