issue16712

يوميات الشرق ASHARQ DAILY 22 Issue 16712 - العدد Friday - 2024/8/30 ًاجلمعة إنه يحلم برسم الوطن حرا وجميال الفنان التشكيلي الفلسطيني قال لـ سليمان منصور: ظننت أن عصر النكبة قد ولّى سليمان منصور أكبر من النكبة بعام. طفالً، مرّغ يدَيه بتراب رام الله املخضّب دماء وعرَقًا وزيتونًا. وهو ما كاد يبلغ العاشرة، حـتـى بـــدأ يسكب ألــــوان الــبــ د عـلـى الـــورق. ظنّه األهل ولدًا يلهو بالرسم كأترابه، إلى أن فاز في مسابقة نظّمتها األمـم املتحدة وهو من عمره. كانت الجائزة حينها 13 بعد في الـ دوالر؛ لكن الفرحة فاقت املبلغ بأشواط. 200 كبُر الطفل وكبُر املـشـروع معه. حملت ريشة سليمان منصور على عاتقها توثيق تاريخ فلسطني بمُرّه الكثير وحُلوِه القليل. لكن رغم املآسي، لطاملا أفرد الرسّام والفنان التشكيلي لوحاته للجمال: «ألنّي أردت رسم فــلــســطــ بـــأســـلـــوب رومــــانــــســــي، ومـــــن دون شوائب»، وفق ما يخبر «الشرق األوسط». جمل المحامل»... من األقصى إلى غزة« ،1973 يـــوم رســـم «جـمـل املــحـامــل» عـــام دخـــــل مـــنـــصـــور كــــل بـــيـــت فــلــســطــيــنــي حـــول العالم. كرّسته تلك اللوحة التي تمثّل مُسنًا يحمل القدس واملسجد األقصى على ظهره، أحد أبرز سفراء الفن الفلسطيني. منذ سنة بلغت لوحة «جمل املحامل» نصف قرن، ولم تنته رحلة الشقاء. عن آخر فصولها يـتـحـدّث مـنـصـور: «كــل فلسطيني يـــعـــرف أن الـــحـــركـــة الــصــهــيــونــيــة سـتـسـعـى إلــى طــرده مـن أرضــه عندما تحني الفرصة؛ لكني لم أتصوّر أن تكون عملية الطرد بهذه الوحشيّة. ظننت أن عصر النكبة قـد ولّــى، وأن وسائل التواصل ستحمينا ولو قليالً؛ لكني كنت على خطأ». سحبت فاجعة غزة اللون من اللوحات، كـــمـــا ســحــبــت الــــحــــرب الــــــــروح مــــن الـــقـــطـــاع. «هنا في الضفّة، اختفت األلـوان بقرار ذاتي تضامنًا مع غـزة ومـع فنّانيها الذين فقدوا مـراسـمـهـم وأدواتـــهـــم وألــوانــهــم»، كـمـا يقول مــنــصــور، ويــضــيــف: «لـــم يــبــق ســـوى الفحم والحبر وأقـ م الرصاص لتوثيق اليوميات املسيّجة بالدمار والشظايا واألشالء». تـــحـــل مـــأســـاة غــــزة ضــيــفــة دائـــمـــة على مــرســم الــفــنــان الـفـلـسـطـيـنـي وعــلــى أفـــكـــاره. غالبًا مـا يستقي مـن أرشيفه لينشر بعضًا مـــن لـــوحـــاتـــه الـــقـــديـــمـــة، عــبــر صـفـحـتـه على «إنــســتــغــرام»، وهـــي تــأتــي لـتـؤكّــد أن تـاريـخ الظلم واإلجـــرام اإلسرائيلي يعيد نفسه في فلسطني. اللوحة الحلم ال مفر من أن تترك حرب غزة بصماتها على الفن التشكيلي الفلسطيني. غير أن ذلك سيحصل تدريجيًا وفـق منصور، أي «بعد أن يستقر الحدث في وجـدان الفنان، وربما بعد سـنـوات؛ خصوصًا أن غالبيّة الفنانني املعنيني بما يجري يراقبون عن بُعد، ال من قلب الفاجعة». هو الذي رسم بالده في كل حاالتها، من مـواسـم ليمونها وزيـتـونـهـا، إلــى حصارها وانــتــفــاضــتــهــا، ولـــيـــس انـــتـــهـــاء بـــجُـــرح غــزة املـــفـــتـــوح، يـــقـــر بـــأنـــه لـــم يُــنــجــز بــعــد الـلـوحـة الــحــلــم: «أنــــا أحــلــم بــرســم فـلـسـطـ مــحــرّرة وجميلة من دون عمليات تجميل». لوحات من قهوة وسمّاق وحنّاء لــــوحــــة ســـلـــيـــمـــان مـــنـــصـــور هـــــي ابـــنـــة أرضــــهــــا. تــســتــعــ بــعــنــاصــرهــا الـطـبـيـعـيـة وبـــرمـــوزهـــا كـــمـــواد أولـــيـــة ومـــصـــادر وحـــي، فتأتي النتيجة محاكاة لــإرث الفلسطيني تــاريــخــ وجـــغـــرافـــيـــا. مـــع بـــدايـــة االنـتـفـاضـة ، وبوصفه موقفًا سياسيًا 1987 األولــى عـام يعبِّر عن االكتفاء الذاتي، تزامنًا مع مقاطعة البضائع اإلسرائيلية، راح منصور يبحث عن مواد من الطبيعة الستعمالها في الفن. يخبر كيف أنه صار يخلط الطني بمكوّنات يأتي بها من املطبخ، مثل السمّاق، والكمّون، والـقـهـوة، والـحـنّــاء. «كـانـت أعمالي فـي تلك الفترة تجريديّة، والحـقـ ركّـــزت على الطني ودالالتــه اإلنسانية والسياسية ليعود فنّي إلى الواقعيّة». تــــــعــــــدّدت املـــــــــــواد والــــتــــقــــنــــيــــات، وبـــقـــي الـثـابـت فـي لـوحـة سليمان منصور الـرمـوز الفلسطينية، كـالـزي التقليدي، والـكـوفـيّــة، وطـيـور الـحـمـام، وشـجـر الـزيـتـون، وسنابل القمح، وقبّة األقصى، والعائلة املقدّسة. »العائلة المقدّسة الفلسطينية« في وجه محاوالت شيطنة الفلسطيني وتــــشــــويــــه صـــــورتـــــه مـــــن قِـــــبَـــــل آلـــــــة اإلعـــــــ م اإلسرائيلية، غالبًا ما تقف الريشة سالحًا. يـشـرح سليمان منصور كيف أن «تجسيد العائلة املقدّسة كعائلة فلسطينية، هو جزء من جهد إعادة اإلنسانية إلى الفلسطينيني، وهـــــو تـــذكـــيـــر بـــــأن املـــســـيـــح كـــــان فـلـسـطـيـنـيـ بثقافتَيه املادية واملعنويّة، بغض النظر عن هــويّــة إيــمــانــه». فــي طليعة أهــــداف الــرسّــام: «تقديم اإلنسان الفلسطيني بأجمل صورة؛ خـــصـــوصـــ مــــن خـــــ ل املـــــــرأة الـــتـــي هــــي رمـــز الوطن». عن تلك املرأة التي غالبًا ما تعود في لوحاته، يقول إنها يجب أن تكون «جميلة وذات عـنـق مـمـشـوق، رمـــزًا لـشـمـوخـهـا. كما يجب أن تكون يداها قويّتَني رمزًا الرتباطها بـــاألرض والعمل، ثـم يأتي الـثـوب التقليدي ليكمّل هويّتها الفلسطينية». حكايات الصمود مــــن الـــنـــكـــبـــة، مــــــــرورًا بـــاالنـــتـــفـــاضـــتَـــ األولــــى والــثــانــيــة، ولــيــس انــتــهــاء بـالـعـدوان عـلـى غـــزة، أرّخ سليمان مـنـصـور لحكايات الصمود كلّها على طريقته. لم يبخل عليه الـــقـــدَر الـفـلـسـطـيـنـي بــالــقــصــص، فــلــم يشعر بـالـحـاجـة يــومــ إلـــى ســـرد روايـــــة أخــــرى من خـ ل لوحاته. عجنته الـبـ د، وهـو لم يجد خبزًا يوميًا يُشبعُه سواها. عــــن تـــكـــريـــس رحـــلـــتـــه الــفــنــيــة بـكـامـلـهـا لـفـلـسـطـ ، يــشــرح مـنـصـور أنـــه عـــاش جـــزءًا كــبــيــرًا مـــن الـــتـــاريـــخ الـفـلـسـطـيـنـي املــعــاصــر بــــشــــكــــل شــــخــــصــــي، وقـــــــد أثّــــــــر فــــيــــه كـــثـــيـــرًا؛ خــصــوصــ أنــــه اخــتــبــر الــعــيــش تــحــت وطـــأة االحتالل. كلّما نظر حوله، كان يجد حكاية جديدة في انتظار ريشته. حتى عندما رسم مــائــدة خـبـز الـطـابـون والـطـمـاطـم والـزيـتـون ، رأى فيها املتلقّي انعكاسًا للواقع 1980 عام االقتصادي والسياسي، ولقدرة الفلسطيني على االكتفاء بخيرات أرضه. »طفل البطّيخة« عــــامــــ ، خــــــرج طــــفــــل بــمــ مــح 36 قـــبـــل شـخـص بـالـغ مــن رحـــم بـطّــيـخـة. رمـــزت تلك اللوحة إلى أطفال فلسطني الذين ينضجون قبل األوان. لطاملا كـان فـن منصور رؤيويًا، ولطاملا وظّف الرموز في مواقعها املناسبة. بيروت: كريستين حبيب الرسّام والفنان التشكيلي الفلسطيني سليمان منصور ولوحة بعنوان «القدس» (إنستغرام الفنان) لوحة بعنوان «عائلة فلسطينية» (إنستغرام الفنان) «أمهات غزة» من أحدث لوحات سليمان منصور (مجموعة الفنان) لوحة بعنوان «المهاجرة» تجسّد المرأة الفلسطينية (إنستغرام الفنان) (إنستغرام الفنان) 2009 لوحة «صباح هادئ» رسمها عام «موركس دور» لشفاء «جراح العالم» بالفن والموسيقى مرة جديدة سيكون اللبنانيون على موعد مع حفل جائزة «موركس دور» لعام الـتـي ينظمها 24 ، وفــي نسختها الــــ 2024 كـالـعـادة األخـــوان الطبيبان زاهـــي وفــادي حــلــو، سـتـتـخـلـلـهـا مــفــاجــآت وكــوكــبــة من الـــضــيــوف األجــــانــــب والــــعــــرب. أمّـــــا شـعـار الـــــــدورة الــحــالــيــة فــعــنــوانــه «اشــــــف جـــراح العالم بالفن واملوسيقى». وفــــــي حــــديــــث لــــــ«الـــــشـــــرق األوســــــــط» يـــوضـــح الـــدكـــتـــور زاهـــــي حــلــو أن الـشـعـار استُلهم من حالة األلم التي يعيشها كوكب األرض بـــرمّـــتـــه. وفـــــي حـــفـــل اســتــضــافــتــه منطقة جونية حضره نجوم الفن واإلعالم، أُعلن عن الشعار وعن موعد إحياء الحفل سبتمبر (أيلول) املقبل، وسيقام في 22 في «كازينو لبنان» وتنقله مباشرة املؤسسة اللبنانية للرسال «إل بي سي آي». قــــد يـــكـــون األخــــــــوان حــلــو اســتــوحــيــا شــــــعــــــار الــــنــــســــخــــة الــــــجــــــديــــــدة مـــــــن بـــــاب ممارستهما مهنة الطبّ. فمهمتهما ترتكز على إيجاد العالج لكل حالة مرضية، إذ يـشـخـصـان أسـبـابـهـا وحـقـيـقـتـهـا لـــيـــزوّدا املريض بالعالج املطلوب. فــي ســيــاق حـديـثـه، يــوضــح الـدكـتـور زاهـــي حـلـو: «لـقـد أردنــاهــا نسخة تواسي الــــنــــاس وتـــخـــفّـــف مــــن جــــراحــــهــــم. فـــــاآلالم التي تعيشها منطقتنا تستحق منّا هذه اللفتة بحيث نعالجها بـالـفـن». ويتابع: «يـمـكـن للفن بجميع عـنـاصـره أن يخفّف من همومنا ويبلسم جراحنا. ونحن كما كـل عــام نختار شعارًا نستلهمه من واقع نعيشه. وارتأينا السنة الحالية، في خضم األجواء التي نمر بها، أن للفن واملوسيقى دورهما في شفائنا من مآسينا. هذا الدور ال يقتصر على الترفيه والتسلية. أحيانًا، هناك أغنية أو فيلم أو مسلسل قد يمكنه اإلسهام في إيجاد حلول ملشاكلنا. فالفن هو رسالة، وشعارنا (اشف جراح العالم)، يـحـمـل الـتـعـبـيـر األفـــضـــل إليــصــالــهــا بكل بساطة». جديد نسخة الـ«موركس دور» للسنة الحالية، هـو تشجيعها للمواهب الفنية الـــشـــابـــة. ويــــوضــــح الـــدكـــتـــور حـــلـــو: «لــقــد خصصنا لعدد منهم مساحة ال يستهان بـــهـــا مــــن الـــحـــفـــل الــــــذي نـــحـــن عـــلـــى مــوعــد سـبـتـمـبـر املــقــبــل. ومـــن خـ ل 22 مـعـه فـــي تـصـويـت الــنــاس ملسنا مـــدى نجاحاتهم. كما أننا نستضيف في هذا الحفل كوكبة مــن الـنـجـوم الـلـبـنـانـيـ والـعـاملـيـ نترك اإلعالن عن أسمائهم لحينه». ومن بني الفنانني الشباب املرشحني لنيل الجائزة ماريلني نعمان، والشامي، والـسـيـ وي، وعـزيـز عـبـدو، وفـــادي فـتّــال. ومـــن نــجــوم الــفــن املــرشــحــ أيــضــ راغـــب عـــــ مـــــة، وزيـــــــــاد بـــــرجـــــي، وعـــبـــيـــر نــعــمــة، وهيفاء وهبي، وإليسا، ونانسي عجرم، ومروان خوري. مـجـمـوعـة مــن الـفـنـانـ لــبّــوا الـدعـوة إلعـــــــ ن «مـــــوركـــــس دور» عــــن شـــعـــارهـــا، فحضر املـمـثـلـون بـديـع أبـــو شــقــرا، وروال شـــامـــيـــة، ومــــــازن مــعــضــم، وإلـــســـا زغــيــب، وميرفا القاضي، وغيرهم. كما اجتمع لها موسيقيون منهم املايسترو إيلي العليا، وكتّاب من بينهم شكري أنيس فاخوري، وفـــي املـنـاسـبـة تــحــدث األخــيــر عــن أهمية الـــحـــدث بـالـنـسـبـة لـلـبـنـان واملــنــطــقــة: «فـي رأيــي أنـه يمثل سنويًا موعدنا مـع الفرح والبهجة بعيدًا عن األزمات التي نعيشها. فوطننا الصغير بمساحته ينثر جرعات كـــبـــيـــرة مـنــهـــا عـــلـــى الــــنــــاس أجـــمـــعـــ مـن خالل هذا الحفل. ونحن على قناعة كاملة بــأن لبنان سيبقى مـنـارة الثقافة والـفـن. واألخـــــــــوان حـــلـــو يــتــمــســكــان بـرسـالـتـهـمـا هــذه، كـل سنة رغــم املصاعب الجمّة التي يواجهها بلدنا». وألن الدواء لعالج مآسي الناس يرتكز عـلـى الــفــن كـمـا ورد فـــي شــعــار «مــوركــس دور»، فقد سـادت أجـواء الحفل املوسيقى واألغاني. وبدأ الجميع يحتفلون بلبنان الحياة وهم يتسلحون بابتسامة عريضة على محياهم. ومن بني هؤالء املمثلة روال شامية التي عــدّت أن «مـوركـس دور» هو الحدث املنتظر من جميع اللبنانيني على اخـــتـــ ف مــشــاربــهــم. وتــضــيــف لـــ«الــشــرق األوســــــــط»: «يــكــفــي أن هــــذا الـــحـــدث يــكــرّم نجومًا من لبنان والعالم ويقدّر عطاءاتهم الفنية. كما أننا الـيـوم بـأمـس الحاجة ملا يخفّف مـن حـالـة اإلحـبـاط الـتـي نعيشها. فتأتي (مـوركـس دور) كلمسة فـرح ترسم االبـتـسـامـة عـلـى وجــوهــنــا». روال شامية التي لم تحصد هـذه الجائزة حتى اليوم علّقت تقول: «لم يسبق أن نلتها من قبل، ولكن محبة الناس تبقى الـ(موركس دور) الحقيقية بالنسبة لي». بيروت: فيفيان حداد ماريلين نعمان من المرشحات لنيل الجائزة (فيسبوك) شعار «موركس دور» للعام الحالي (فيسبوك) «جمل المحامل» أدخل منصور كل بيت فلسطيني حول العالم

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==