issue16712

Issue 16712 - العدد Friday - 2024/8/30 اجلمعة صحتك HEALTH 17 أول أعضاء الجسم تأثرا بأمراضه األذن... نافذة على القلب تفيد «األكاديمية األميركية لعلم السمع» ) حـول American Academy of Audiology( العالقة بـن أمـــراض القلب وأمـــراض األوعية الـــدمـــويـــة مــــن جـــهـــة، وصـــحـــة األذن وفـــقـــدان ) في الجهة املقابلة، أن Hearing Loss( السمع األمـــر تمت دراســتــه على مــر الـسـنـن. وهناك مجموعة كبيرة مـن األدلـــة تشير إلــى وجـود عالقة بي االثني. تضرر األذن الداخلية يشير كثير مــن الـبـاحـثـن إلـــى أن األذن الداخلية هي في كثير من األحيان أول عضو في الجسم يتأثر بأمراض القلب. لكن وضوح هذه العالقة، وبـدء اهتمام األطباء واملرضى في الربط بينهما، تأخر كثيرًا ومـر بمراحل مـــتـــعـــددة. وتــــوضــــح األكـــاديـــمـــيـــة األمــيــركــيــة لعلم السمع أن األذن يتم تزويدها بالدم من خالل كثير من الشرايي الصغيرة، وأن األذن بحاجة إلـى أن تكون الشرايي التي تغذيها بــــالــــدم ســلــيــمــة وخـــالـــيـــة مــــن االلـــتـــهـــابـــات أو التضيقات. وأيضًا تحتاج األذن إلـى ضمان تدفق كاف وغني من الـدم، للحفاظ على أداء وظائفها بكفاءة. ومعلوم أن األذن تقوم بعدة وظائف. ومـن بي أهـم تلك الوظائف، كل من السمع وضبط آلية تــوازن الجسم. وتضيف األكـــاديـــمـــيـــة أنـــــه يُــعــتــقــد أن أمـــــــراض الــقــلــب وأمـــراض األوعـيـة الدموية يمكن أن تقلل من تدفق الدم إلى األذن، وبالتالي يمكن لذلك أن يتسبب بالتلف ألجـــزاء مختلفة مـن الجهاز الـسـمـعـي. وعــــــادة مـــا يــــؤدي هـــذا الـتـلـف إلـى فـقـدان السمع الحسي العصبي، وهــو دائــم، وغالبًا تمكن معالجته باملعينات السمعية . كما قد يؤدي تدني Hearing Aids ) (سماعات أو تــوقــف أو ارتـــفـــاع ضــغــط تــدفــق الــــدم إلــى األذن، إلى اضطرابات أخرى، مثل اضطرابات الــتــوازن، وطني تشويش األذن، وألــم األذن، والتهابات األذن، وخروج صديد من األذن. «نافذة على القلب» في دراسته بعنوان «األذن نافذة على القلب»، أفاد الدكتور تشارلز إي بيشوب، أســــتــــاذ مــــشــــارك وطـــبـــيـــب األنـــــــف واألذن والـــحـــنـــجـــرة فــــي املــــركــــز الـــطـــبـــي لـجـامـعـة ميسيسيبي، قائالً: «ما يمكننا قوله بثقة هـو أن حـــاالت مــرض الـقـلـب، ســـواء أكانت )Cardiovascular( طبيعتها قلبية وعائية ،)Cardiometabolic( أم قلبية استقالبية الــتــي تـنـتـج عــن أنــمــاط الــســلــوك املرتبطة عــمــومــ بـــســـوء الــتــغــذيــة، وقـــلـــة الـتـمـاريـن الرياضية، واإلجــهــاد، والـتـدخـن، ترتبط بوضوح بحالة فقدان حدة السمع. وتدعم دراســـــــات إضـــافـــيـــة هــــذه الـــفـــكـــرة. ويـشـيـر الـبـعـض إلـــى أن االرتـــبـــاط قــد يـلـعـب دورًا رئــيــســيــ فـــي الــكــشــف املــبــكــر عـــن أمــــراض القلب واألوعـيـة الدموية». والـدراسـة هذه في مجلة «طب األنف 2012 تم نشرها عام .)Otolaryngology( » واألذن والحنجرة وقـــبـــل ذلــــــك، أشـــــــارت نـــتـــائـــج دراســـــة ، ونشرها الدكتور ديفيد 2009 أجريت عام آر فريدالند، طبيب األنف واألذن والحنجرة فـي كلية الطب «جـونـز هوبكنز»، وقبلها فــي كلية الـطـب بــواليــة ويـسـكـونـسـن، إلـى أن ضـعـف الـسـمـع الـشـيـخـوخـي قــد يعمل كــمــؤشـــر عــلــى اإلصــــابــــة بــــأمــــراض الـقـلـب واألوعية الدموية. وقـال: «األذن الداخلية حساسة للغاية لتدفق الدم لدرجة أنه من املــمــكــن مــ حــظــة الــتــشــوهــات فـــي الـجـهـاز القلبي الوعائي هنا - أي األذن - في وقت أبـكـر مـن األجــــزاء األخـــرى األقـــل حساسية في الجسم». حــتــى إنــــه افـــتـــرض أن أنـــمـــاط نـتـائـج ) قد Audiogram( فـحـص مـخـطـط الـسـمـع تعمل كوسيلة فحص للمسح اإلحصائي الحــتــمــال وجـــــود أمــــــراض الــقــلــب املــرافــقــة لضعف الـسـمـع. وأضـــاف مـا ملخصه أنه يجب على األطباء في مجاالت تخصصية مـتـعـددة (أمــــراض الـقـلـب والــغــدد الصماء وعلم السمع) أن يشجعوا على التوصية بـــــهـــــذه الـــتـــحـــســـيـــنـــات فـــــي نــــمــــط الـــحـــيـــاة ملــــرضــــاهــــم، كـــــإجـــــراء وقـــــائـــــي، لـــيـــس ضـد أمـــراض القلب واألوعــيــة الـدمـويـة ومـرض السكري من النوع الثاني فقط، بل فقدان السمع كذلك. السمنة وضعف السمع في أحد جوانب عوامل خطورة اإلصابة بأمراض وضعف السمع أيضًا، أشارت نتائج دراسـة «صحة املمرضي» بجامعة هارفارد، عامًا، وشملت ممرضي 20 التي استمرت ملدة إنـــاثـــ وذكـــــــورًا، ونــشــرتــهــا املــجــلــة األمـيـركـيـة ، إلـــــى أن الــســمــنــة قـد 2013 لــلــطــب فــــي عـــــام تعرّض املرء الرتفاع خطورة اإلصابة بضعف السمع. وتمت مالحظة أن الذين لديهم سمنة في 22 إلــــى 17 كـــانـــوا أكـــثـــر عـــرضـــة بـنـسـبـة املائة لإلبالغ عن فقدان السمع، مقارنة بمن أوزانـــهـــم ومــؤشــر كتلة الـجـسـم لـديـهـم ضمن النطاق الطبيعي. أما الذين كان قياس محيط سنتيمترًا، فكانوا 86 الخصر لديهم أعلى من فـــي املـــائـــة لــ بــ غ 27 أكـــثـــر عـــرضـــة بـنـسـبـة عـــن فـــقـــدان الــســمــع، مــقــارنــة بـمـن يـقـل قـيـاس سنتيمترًا. 70 خصرهم عن وكـــشـــفـــت الـــنـــتـــائـــج أيـــضـــ أن مــمــارســة الــريــاضــة أثّـــــرت بـشـكـل إيــجــابــي عــلـى صحة الــــســــمــــع، حـــيـــث مـــــن بـــــن املــــشــــاركــــن الـــذيـــن ساعات أو أكثر من النشاط البدني 4 مارسوا أســـبـــوعـــيـــ ، انـــخـــفـــض خـــطـــر فــــقــــدان الــســمــع فـــي املـــائـــة. وتـشـيـر هـــذه الـنـتـائـج 15 بـنـسـبـة إلى أن «عوامل نمط الحياة القابلة للتعديل» )، مثل الــوزن Modifiable Lifestyle Factors( ومستوى النشاط البدني، يمكن أن تقلل من خطر فقدان السمع، مع تحسي صحة القلب واألوعـيـة الدموية بشكل عــام. ولكن العالقة بي السمع وصحة القلب واألوعية الدموية ال تنتهي عند هذا الحد. إن االرتـبـاط بـن السمنة وصحة القلب واألوعـيـة الدموية والسمع، واالفــتــراض بأن كــ منها قـد يلعب دورًا فـي إمكانية التنبؤ بــاآلخــر، يـدعـم اعـتـقـاد بيشوب بــأن التعاون بـــن الـتـخـصـصـات الـطـبـيـة مـفـيـد لـلـمـرضـى. حيث يـقـول: «هـنـاك ببساطة كثير مـن األدلـة الـــتـــي تــشــيــر إلـــــى أن فــــقــــدان الـــســـمـــع مـرتـبـط بأمراض القلب واألوعية الدموية وغيرها من الحاالت الصحية». وفي مقالتها بعنوان «الرابط بي قلبك )، وتعقيبًا 2021 سبتمبر - أيلول 29( » وأذنيك على دراسة الدكتور تشارلز إي بيشوب، تقول ليندسي روبـنـسـون، منسقة بـرنـامـج تقييم السمع: «تبع ذلـك مزيد مـن األبـحـاث إلثبات الصلة بـن صحة القلب وصـحـة الـسـمـع، ما يـدل على أن الـــدورة الدموية تؤثر على مدى قــدرتــنــا عــلــى الــســمــع وأن فـــقـــدان الــســمــع قد يكون عالمة تحذيرية ملشاكل القلب واألوعية الدموية الكامنة». وأضـــــافـــــت مـــوضـــحـــة: «تـــتـــكـــون حــاســة الـسـمـع لـديـنـا مـــن كـثـيـر مـــن األجـــــزاء املـعـقـدة الـحـسـاسـة جـــدًا ألي تـغـيـرات فــي تـدفـق الـــدم. ويحتوي العضو املوجود في أذننا الداخلية، الــــذي يُــســمــى الــقــوقــعــة، عــلــى خــ يــا شـعـريـة صــغــيــرة تـلـتـقـط االهــــتــــزازات مـــن الــضــوضــاء الـصـوتـيـة، وتــحــول االهـــتـــزازات إلـــى إشـــارات كهربائية، وترسل هذه اإلشارات إلى أدمغتنا ملعالجة األصـــوات. وال يسمح ضعف الــدورة الدموية بـوصـول كمية كافية مـن األكسجي إلـــــى أذنــــنــــا الـــداخـــلـــيـــة، وقـــــد يــــــؤدي حـــرمـــان الـخـ يـا الـشـعـريـة واألعـــصـــاب الـصـغـيـرة من األكسجي، إلى إتالفها بشكل دائم، ما يتركنا نعاني من فقدان السمع. والقلب السليم يوفر الـــدم واألكـسـجـن الـضـروريـن آللـيـات السمع لدينا». الرياض: د. حسن محمد صندقجي محرك رئيسي لنموهم اإلدراكي والفكري الفضول يطور التوصيالت العصبية في دماغ األطفال عـلـى الــرغــم مــن حـالـة االخــتــ ف والـجـدل بـــــن الــــعــــلــــمــــاء حـــــــول وجــــــــود تــــعــــريــــف عــلــمــي مــحـدد فــي عـلـم الـنـفـس يـفـسـر مـعـنـى الـفـضـول » عند البالغي، فإن معظمهم اتفقوا curiosity« على أن الفضول فـي األطـفـال مختلف عنه في الـــكـــبـــار. ويُـــعـــد نـــوعـــ مـــن الــرغــبــة الـــدائـــمـــة في التعلم واكتساب الخبرات املختلفة، خصوصًا فـي مـراحـل الطفولة األولــــى. وهـنـاك عـديـد من الـــدراســـات الـتـي أوضّــحــت ضــــرورة الــربــط بي تعريف الفضول (حب االطالع) وتفسيره بشكل مختلف تبعًا لكل فئة عمرية، وخلفية ثقافية، وحسب سياق بيئة معينة. فضول الطفولة استكشاف غالبية الـــدراســـات تعاملت مــع الفضول فــــي الـــطـــفـــولـــة كـــمـــا لــــو كـــــان نـــوعـــ مــــن الـبـحـث عـــن مــعــلــومــات مـعـيـنـة (يــمــكــن أن تـــكـــون غير ضرورية)؛ نتيجة لغريزة داخلية ترغب دائمًا فـي املـعـرفـة، خصوصًا فـي املـراحـل املبكرة من الـــعـــمـــر، ألن كـــل مــــفــــردات الـــحـــيـــاة مـهـمـا كـانـت بسيطة تكون بمثابة اكتشاف جـديـد. وبذلك يـكـون الـفـضـول املـحـرك الرئيسي لنمو الطفل اإلدراكــــــــــي والــــفــــكــــري؛ مـــمـــا يــــــؤدي إلـــــى تــطــور »brain synapses« الـــتـــوصـــيـــ ت الــعــصــبــيــة املسؤولة عن التفكير والتفاعل. ويلعب الفضول دورًا أساسيًا في تطوير القدرات الخاصة بالتعلم؛ مثل الذاكرة البعيدة » في املخ، والتفكير النقدي long-term memory« لـدى األطـفـال. وعلى املــدى القصير كلما ازداد فضول الطفل كان أداؤه أفضل بشكل ملحوظ على املستوى الفكري بداية من مرحلة ما قبل الدراسة، مرورًا بدخول املدرسة وحتى التخرج فـيـهـا. وبـعـد الـبـلـوغ عـلـى املـــدى الـطـويـل، ثبت أن هــذه الصفة (الـفـضـول) تعمل على تحسي قــدرات األفــراد على جمع املعلومات، واإلدراك، والتقييم بشكل عام. اكتساب المعرفة وجد العلماء أن الفضول يدعم ما يُسمى )»؛ ألنه incidental learning( «التعليم العرضي يــعــزز االهــتــمــام املـــدفـــوع بـالـفـضـول بـمـوضـوع معي، واالحتفاظ باملعلومات التي ربما تكون بغير ذات صلة في وقت حدوثها، لكن يمكن أن تصبح مفيدة الحـقـ، مما يساعد على إنشاء شبكة متشعبة الكتساب املعرفة. وعلى سبيل املــثــال فـــإن الـفـضـول فــي الـتـعـرف عـلـى طبيعة حيوان أليف يساعد الطفل على التخلص من الخوف منه، واللعب معه. وخـــ فـــ لــتــصــور اآلبـــــــاء، يــجــب تشجيع الــــفــــضــــول عـــنـــد األطـــــفـــــال بـــــــدال مـــــن تــثــبــيــطــه، خصوصًا في مراحل الطفولة املبكرة (بالطبع مع حماية األطفال من املخاطر العضوية التي يـمـكـن أن تصيبهم نـتـيـجـة لـتـجـربـة كـــل شـيء مختلف مثل اللعب في األجـهـزة الكهربائية). وحتى الـحـوادث البسيطة التي تحدث للطفل نتيجة لبحثه املـسـتـمـر عــن مختلف األشــيــاء تـكـون نـوعـ مــن الـخـبـرة الحياتية تحميه من املــخــاطــر مـسـتـقـبـ ً. وقـــد أوضــحــت الـــدراســـات أن الـفـضـول بـشـأن ظــاهــرة معينة بـالـضـرورة يؤدي إلى التجريب، والذي بدوره يولد أسئلة جــديــدة تُــعــد نـوعـ مــن الـفـضـول أيــضــ . وعلى سبيل املــثــال عـنـد سـقـوط لعبة معينة مــن يد طـفـل، فـي اللحظة الـتـي ينحني فيها شخص بــالــغ اللــتــقــاط الـلـعـبـة يـتـمـلـك الـطـفـل الـفـضـول بشأن معرفة عدد املرات التي سوف يقوم فيها الـشـخـص بـإعـادتـهـا لـه قـبـل أن يفقد االهـتـمـام أو يقوم بتعنيفه ونهيه عـن ممارسة اللعبة، ما يدفعه إلسقاط اللعبة مرات عدة ليعرف رد الـفـعـل. وبـاملـثـل يمكن أن يـراقـب الطفل فراشة لـفـتـرة معينة مــن الــزمــن، ويــتــســاءل: ملـــاذا كـان جناحاها مطويَّي أو مفتوحَي؟ والكيفية التي تطير بها الـفـراشـات، وملـــاذا تختلف ألوانها؟ مــمــا يـجـعـلـه يــمــد يــــده مــــحــــاوال اإلمــــســــاك بها الختبار رد فعلها. وعلى الرغم من األهمية الكبيرة للفضول في الدراسة والعلوم األكاديمية النظامية، فإن الفضول يمكن أن يتم توظيفه في البحث عن املـعـلـومـات املختلفة بشكل عــام بوصفه نوعًا من االستجابة لعدم اليقي. وهـو بذلك يشبه الـتـفـكـيـر الــنــقــدي الــــذي يـعـتـمـد عـلـى الـحـقـائـق الــعــلــمــيــة املـــبـــنـــيـــة عـــلـــى الـــتـــجـــريـــب بــــديــــ عـن املُــسـلـمـات الــجــاهــزة، وهـــو مــا يُــسـمـى «التعلم )»، وهــــذا الـــنـــوع من active learning( الـنـشـط التفكير يجعل الطفل قـادرًا على حل املشكالت فـــي املــســتــقــبــل، واتــــخــــاذ الـــــقـــــرارات فـــي األمــــور املختلفة. تعلّم المهارات قـال الباحثون إن تطور التفكير العلمي يــرتــبــط بــتــطــور الـــحـــواس الــخــمــس، ولـــكـــن في األطــفــال فــي األغــلــب يـتـم تثبيط هـــذه الطريقة مــــن الــتــفــكــيــر مــــن خـــــ ل الـــنـــهـــي عــــن الــفــضــول والـــتـــســـاؤالت املـخـتـلـفـة، مـــع الـعـلـم أن األطــفــال حينما يطرحون أسئلة معينة غالبًا ما تؤدي اإلجابات التي يحصلون عليها إلى البحث عن مـزيـد مـن املـعـلـومـات. وتشير األبــحــاث إلــى أن األطفال يمكنهم طرح األسئلة بمعدل يزيد على سؤال في الساعة، وعلى الرغم من أن هذا 100 السلوك ممكن أن يثير غضب البالغي بالطبع، فـإنـه مفيد جــدًا مـن الناحية العلمية. وحسب »)AAAS( «الـرابـطـة األميركية للتقدم العلمي يُعد إلقاء األسئلة من أهم أدوات التعلم. يـــقـــوم الــفــضــول فـــي األطـــفـــال بـــــدور كبير فـــي الــبــحــث عـــن مــعــلــومــات مـعـيـنـة، وذلـــــك ألن البالغي يتمتعون بكفاءة في تركيز انتباههم في موضوع معي. ولكن بالطبع هـذا التحكم في االنتباه يأتي على حساب فقدان كثير مما يــحــدث حـولـهـم وال يـرتـبـط بـاهـتـمـامـهـم. وفـي املـقـابـل يتمتع األطــفــال بـمـهـارة أقــل فـي تركيز انــتــبــاهــهــم ولــكــنــهــم يــمــيــلــون إلــــى اسـتـكـشـاف األشياء أكثر مما يجعلهم يحصلون على كمية مـعـلـومـات أكــبــر. وعـلـى سبيل املــثــال، األطـفـال سنوات حينما 9 و 7 الذين تتراوح أعمارهم بي يدخلون متحفًا معينًا يكون الـفـضـول الـدافـع لهم ليروا معظم التماثيل حتى لو لم يتمكّنوا من فهم تفاصيل هذه األعمال. ينصح األطباء بضرورة استثمار فضول األطفال في تعليمهم املهارات املختلفة، سواء مــا يتعلق بــالــدراســة أو مــا يتعلق بـاملـهـارات الحياتية املختلفة، من خالل توفير البيئة التي تحتوي على أشـيـاء تثير فضولهم، وطريقة تـعـلـيـم تـجـعـلـهـم يــطــرحــون األســئــلــة املختلفة حتى لو كانت متكررة ملعرفة املعلومة بدال من تلقينهم إجابات جاهزة. * استشاري طب األطفال *القاهرة: د. هاني رمزي عوض نوع من الرغبة الدائمة في التعلم واكتساب الخبرات هل يمكن لتحسين تدفق الدم إلى األذن الداخلية أن يمنع فقدان السمع؟ يتم تـزويـد القوقعة بـالـدم بشكل أسـاسـي مـن شريان > )، الذي Labyrinthine Artery األذن الداخلية (الشريان املتاهي عـــادة مـا يـكـون فـرعـ مـن الـشـريـان املخيخي السفلي األمـامـي ). و«كـمـيـة» تدفق الـدم Anterior Inferior Cerebellar Artery( إلى القوقعة تعتمد على «ضغط» تدفق الدم إليها، الذي يتم حـسـابـه عـلـى أنـــه الــفــرق بــن مـتـوسـط ضـغـط الـــدم الـشـريـانـي وبــــن ضــغــط ســـائـــل األذن الـــداخـــلـــيـــة. إن الــقــوقــعــة فـــي األذن الــداخــلــيــة عـضـو صـغـيـر، لـكـنـه قـــوي لـلـغـايـة. وهــــذا يجعلها حـسـاسـة للتغيرات فــي تـدفـق الــــدم. وقـــد يـــؤدي عـمـل الجهاز القلبي الوعائي بشكل غير طبيعي إلى تثبيط تدفق الدم إلى األذن الداخلية، ما يتسبب في فقدان قـوة ونقاء السمع على املـــدى الـطـويـل. وبــاإلضــافــة إلـــى ذلـــك، حــــدّدت دراســــة أجرتها ) وجـــــود عـــ قـــة مـهـمـة بـــن أمــــراض 2018( جــامــعــة هــــارفــــارد القلب وفقدان السمع، حيث وجدت أن فقدان السمع كان أكثر باملائة لدى األشخاص املصابي بأمراض 54 شيوعًا بنسبة باملائة فقط من هؤالء يرتدون أجهزة معينة 16.3 القلب. لكن للسمع (سماعات). وثمة مشروع بحثي في جامعة كلية لندن وجامعة ليفربول لـدراسـة كيفية تأثير تدفق الــدم إلـى األذن الداخلية على السمع، وما إذا كانت األدويــة التي تستهدفها يمكن أن توفر عالجات ملنع فقدان السمع. ويحدث فقدان السمع عـادة بسبب تلف مباشر للخاليا الـحـسـاسـة لـلـصـوت فـــي األذن الــداخــلــيــة (أو األعـــصـــاب الـتـي تربط هـذه الخاليا بـالـدمـاغ). لكن هـذه ليست القصة كاملة، حيث إن ثمة بنية معينة في األذن الداخلية تسمى الخطوط ). وهــي حلقة من Stria Vascularis( الوعائية لقناة القوقعة الخاليا الشعرية في الجدار الجانبي العلوي الخارجي للقناة )، ضــمــن مـنـظـومـة الــشــعــيــرات الــدمــويــة Cochlea( الـقـوقـعـيـة ) املغذية للقوقعة (وحدة القوقعة واألوعية Capillary Network( ). ويمكن أن يــؤدي تلفها Cochlear - Vascular Unit الدموية خاصة إلى في فقدان السمع أيضًا، ويُطلق عليه أحيانًا فقدان السمع «الخطي» أو «األيضي». وسالمة «الخطوط الوعائية»، ،)Blood - Labyrinth Barrier( وأيـضـ حاجز املتاهة الـدمـوي تُعد أمرًا بالغ األهمية لقدرتنا على السمع، وذلك من جانبي. األول يـتـعـلـق بــمــنــع وصـــــول الـــســـمـــوم واملـــــــواد الـــضـــارة (املـوجـودة في الـدم) إلى التراكيب الحساسة جدًا داخـل األذن الداخلية. أما الثاني فألنها «تُمد» الخاليا الشعرية بالطاقة كي ترسل إشـارات حول األصـوات، بشكل متكرر، إلى الدماغ. وذلـك عبر عملية معقدة تعتمد على اختالف تكوين «الجهد الكهربائي الداخلي للقوقعة»، الذي يجب أن تتوفر فيه القدرة على حصول ذلك مرارًا وتكرارًا. وللتقريب، فإنها تعمل بشكل أساسي مثل البطارية، حيث تُخزّن فيها الطاقة حتى الحاجة إلــيــهــا. ومــــن دون هــــذه الـــبـــطـــاريـــة، نـفـقـد قــــوة قـــــدرة سـمـعـنـا. وهذه العملية برمتها تتطلب كثيرًا من الطاقة، وبشكل كاف ومتواصل. ويتم الحصول على هذا إلى حد كبير من إمدادات الدم إلى األذن الداخلية. وإذا تضرر هذا اإلمداد الدموي املُحمّل باألكسجي واملغذيات، فإن سمعنا معرض للخطر. ويعتمد التحكم في إمداد الدم هذا على مدى قدرة الخاليا الــفــرديــة فـــي األوعـــيـــة الــدمــويــة عـلـى االنــقــبــاض واالســتــرخــاء لتغيير عرضها، حيث يحدد هـذا مقدار الـدم الـذي يصل إلى األذن الداخلية. وهناك أدلة على أن حاالت مثل مرض السكري، وبـشـكـل عـــام الـشـيـخـوخـة، تلحق الــضــرر بـاألوعـيـة الـدمـويـة، وتعطل التحكم في تدفق الدم إلى األذن، ما قد يؤدي إلى فقدان السمع. وعلى الرغم من ذلك، فإننا حتى اليوم ال نعرف الكثير عن كيفية التحكم في إمـداد الـدم إلى األذن الداخلية، أو كيف يتأثر بـعـوامـل مثل مــرض الـسـكـري أو الشيخوخة. ونتيجة لذلك، ال توجد عالجات متاحة سريريًا تؤثر بشكل خاص على إمداد الدم إلى األذن الداخلية.

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==