issue16712

OPINION الرأي 13 Issue 16712 - العدد Friday - 2024/8/30 الجمعة اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ الرئيس التنفيذي جمانا راشد الراشد CEO Jomana Rashid Alrashid نائبا رئيس التحرير زيد بن كمي Assistant Editor-in-Chief Deputy Editor-in-Chief Zaid Bin Kami مساعدا رئيس التحرير محمد هاني Mohamed Hani لماذا تتضاءل أهمية الوساطات والتفاوض؟ االنتخابات األميركية: الخيار الجماعي عـنـدنـا نـمــوذج حـاضـر لـتـضـاؤل أهـمـيـة الـوسـاطـة والتفاوض ودورهما في وقف النزاعات والحروب، وهذا النموذج هو حرب غزة. لكن لو أمعنّا النظر في ما حولنا لوجدنا عشرات األمثلة لفشل الوساطات واملفاوضات واستمرار الحروب، ومنها وأشهرها الحرب الروسية - األوكرانية، وأقدمها الحرب الصومالية، ومنها الحرب الـسـودانـيـة الـــدائـــرة، وقبلها الــحــرب الليبية، والـحـرب السورية، وحرب الكونغو، والنزاعات املتفاقمة في دول الساحل األفريقي، وحتى نزاع كالنزاع على السلطة في فنزويال الـذي لم تنفع فيه الوساطات واالستقطابات ويوشك أن يتحول إلى نزاع مسلَّح! يـــــقـــــال إن حـــــــــروب الــــتــــحــــريــــر فـــــي الـــخـــمـــســـيـــنـــات والستينات كانت حروبًا عقائدية ولذلك كانت شرسة وتــكــثــر فـيـهـا الــضــحــايــا (انـــظـــر ثــــورة املــلــيــون شـهـيـد). لكنها ليست حجة ملـا نحن بــصــدده. فقد انتهى األمـر دائمًا إلى تفاوض ورأى املناضلون من أجل االستقالل أنهم انـتـصـروا، وغـــادر جنود االحـتـ ل مـن الهند ومن كينيا ومن الجزائر... إلـخ. لكن الوجود املصلحي بقي واستعلى وال يزال كذلك حتى اليوم. وعـــلـــى أي حــــال فـــــإن املــيــلــيــشــيــات الـــتـــي سـيـطـرت هـذه األيــام في عديد من الــدول ليست عقائدية بالطبع ويمكن إقناعها بالتفاوض لكن ليس من السهل إقناعها بحل نفسها، وفي حني أُرغـم العراق وليبيا على الدفع للميليشيات، اسـتـعـاضـت ميليشيات أخــــرى عــن ذلـك بالسيطرة على املرافق واملوانئ واملطارات وآبار النفط، والـــجـــمـــارك لــكــي تـتـمـكـن مـــن تــمــويــل جــهــازهــا الـقـتـالـي واإلداري، باإلضافة إلى القيام بممارسات غير مشروعة من أجل الكسب املادي. وهكذا في كثير من الحاالت يبدو أن الجمهور يسلّم بوجود امليليشيا مرغمًا لكنه ال يقبل بـأن يدفع لها مهما كلف األمـــر. لكن فـي حـــاالت عديدة تلجأ السلطات لشراء السالم الداخلي بالرشى. ولنعُد إلى تكاثر الحروب وفيها امليليشياوي وغير امليليشياوي. إذا طال عمر أزمـة أو حرب وسـواء أكانت داخلية أو بني دولتني، يتدخل النظام الدولي ويصدر قرارًا بوقف الحرب. وقد ينجح في ذلك إن لم تكن هناك تـدخـ ت مـن أكثر مـن جهة. إنما الجديد هـو االنقسام في النظام الدولي بني الدول الكبرى فيه. والجديد إقدام الـــدول الكبرى على القتال ضـد دول صغرى بعد أن لم يعد ذلك معهودًا منذ الحرب الفيتنامية. ملــــاذا صــــارت الــوســاطــة أصــعــب ســــواء أكــانــت ملنع الحرب أو لوقفها؟ هناك أوال امليل املتزايد الستخدام القوة منذ غزو الواليات املتحدة العراق. وإذا كانت الدولة العظمى هي املقاتلة وهدفها النصر األعـظـم فلماذا تقبل الوساطة وتـقـبـل إنـــقـــاذ «الـــعـــدو» مـــن االســـتـــســـ م؟ أمـــا إذا كـانـت الـحـرب داخـلـيـة فـــإن السلطة املـركـزيـة ال تقبل الشراكة وتــســتــعــ بــالــحــلــفــاء لـــضـــرب الـــخـــصـــوم إال إذا ضــاق عليها الوقت فسقطت، كما حصل في تونس واآلن في بنغالديش. لكن لدينا حربان غير عاديتني على أوكرانيا من جانب قوة عظمى هي روسيا االتحادية -وعلى غزة من جانب إسرائيل، القوة املتفوقة، وتدعمها القوة العظمى الـــواليـــات املـتـحـدة. فــي الـحـالـة األولــــى وقـــد مـضـت على الــحــرب ســـنـــوات، مــا صــــارت هــنــاك وســـاطـــات حقيقية. وقـد أمكن للقوة الصغيرة الصمود بفضل املساعدات الهائلة من الطرف الغربي. ومن البداية التفت الجميع إلى الصني لكنها انحازت إلى روسيا، وتوسطت تركيا والــــدول العربية فـي مسائل جـزئـيـة. أمــا فـي حــرب غزة فتسود الــواليــات املـتـحـدة فـي الـجـانـبـ : جـانـب نصرة إســـرائـــيـــل، وجـــانـــب الـــوســـاطـــة لــوقــف الـــحـــرب. وتتميز إسرائيل بالضربات الفتاكة، لكن أحــدًا لم يستسلم أو يتوقف، رغم اإلصرار األميركي على ذلك! خالصة األمـر أنه لم تعد للنظام الدولي ومجلس األمن هيبة، وقد كان في الحقيقة املكان األول للوساطة والـــتـــفـــاوض. واألمــــر اآلخــــر، وبـسـبـب انـــعـــدام الـوسـيـط، يميل الجميع إلى استخدام القوة. واألمر الثالث ظهور الهشاشة في البنى األفريقية والعربية الشرق أوسطية؛ بحيث يميل الجميع إلى االستغالل والتدخل وتوسيع النزاع. ولدينا عامل رابع أو خامس إذا صح التعبير، وهو العامل اإلسالمي. وقد اصطُلح على تسمية الجزء املقاتل منه بــاإلرهــابــي. ألنــه بالفعل ال يملك مـشـروعـ لسلطة بديلة من أي نـوعٍ، بل هو العنف والفتك، وال شيء غير ذلك. وهناك إجماع ظاهر على مكافحة الظاهرة املخيفة. لكن هناك أطرافًا إقليمية ودولية تميل الستخدامها أو اتقاء شرها بالحياد على األقــلّ. وال نعرف أي نـوع من الوساطة معها باستثناء بعض األجهزة األمنية. ملعالجة ظواهر الحروب املتفاقمة في الدواخل وبني الـدول، ال يزال كثيرون يلجأون لتشكيل كتل وتحالفات جـديـدة للحماية وللتنمية االقـتـصـاديـة. فـي حـ يريد آخرون إصالح النظام الدولي، وبعض اإلصالحيني من الـــدول الكبرى مثل الـصـ والـهـنـد. أمــا أدوار الوساطة والتفاوض فما عادت تميل إليها غير الصني في حاالت، وبعض الدول العربية. فــــي واحـــــــدة مــــن تـــلـــك االنــــطــــ قــــات الـــتـــي تـخـصّــص فيها دونـالـد ترمب، وصـف مرشحة الحزب الديمقراطي ومـنـافـسـتـه لـلـرئـاسـة األمــيــركــيــة، نـائـبـة الــرئــيــس كـامـاال هاريس، بأنها «شيوعية». بما أنـنـي أشــك فـي أن الـسـيـدة هـاريـس ليس لديها سوى أدنى فكرة عن الشيوعية، وهي آيديولوجية الزومبي الـتـي خـرجـت عــن املــجــال الــعــام منذ عـقـود مـضـت، فإنني أعتقد أن حامل لــواء الحزب الجمهوري لم يكن منصفًا. لكنه ليس مخطئًا تمامًا في هذا السياق، ما دامت البطلة الديمقراطية تتماهى ضمنًا مـع سلسلة مـن السياسات التي يرجع تاريخها إلـى عصر أفـ طـون، وهـي السلسلة التي تعد الشيوعية واحدة من بني العديد من أشكالها. فـــي الـفـلـسـفـة الـسـيـاسـيـة يُــسـمـى هــــذا الــتــيــار بـاسـم «الجماعية» أو «املشاعية». أفالطون، على األقل في كتابه العظيم «الجمهورية»، يُصور املجتمع املثالي بأنه املجتمع الــذي يحكمه أولئك الذين يعرفون أفضل ما في الحياة، والــذيــن يـتـولـون مهمة رعــايــة عـامـة الــنــاس مــن املـهـد إلى اللحد. ويشعر أرسطو بالقلق من الجماهير واملجتمعات الكبيرة. وفــي الــواقــع، يشعر بالقلق مـن أن املـديـنـة التي ألف نسمة قد تواجه املتاعب. 100 يتجاوز عدد سكانها كان املستوطنون الذين أنشأوا الواليات املتحدة أقرب إلى عبادة الفرد لدى أرسطو منهم إلى يوتوبيا أفالطون الجماعية. لقد أتـوا إلى العالم الجديد أفــرادًا أو جماعات أصغر من أن يحاولوا فرض هوية جماعية على اآلخرين. كـــانـــوا مـــزارعـــ تــحــوّلــوا إلـــى رواد فـــي اكــتــشــاف الــطــرق، وصناع القرارات، وفي النهاية بناة األمم، وكانوا يعملون دائــمــ أفــــرادًا وال يجتمعون مـعـ إال فــي حـــاالت الــطــوارئ والظروف االستثنائية، مثل محاربة األعداء. شغل اثنان من الرؤساء األميركيني الخمسة األوائل، وهما جون آدامـز، وتوماس جيفرسون، منصب سفيرين على التوالي في بالط سانت جيمس وفيرساي، إذ جرى تلخيص هـويـة الـفـرد بصفتها رعـايـا للملك. روّج آدامــز وجيفرسون مع معظم البنائني األوائل اآلخرين للواليات املـتـحـدة فـكـرة الحكومة الـصـغـيـرة. وحـتـى آنــــذاك أطلقوا عـلـيـهـا مــســمــى «اإلدارة»، بــوصــفــه مـصـطـلـحـ مــحــايــدًا يستبعد االدعاءات املتعالية. مـع ذلـــك، كــان مـن املحتم فـي عـالـم يتألف مـن الــدول القومية التي تتمتع بسلطة مركزية، وتسودها األوهــام الجماعية، أن الواليات املتحدة التي أنشئت حديثًا لن تظل بمنأى عن التأثير على أساليب العمل السائدة في مختلف أرجاء العالم. وسلّطت سلسلة من الحروب مع إنجلترا واملكسيك واإلمـــبـــراطـــوريـــة اإلسـبـانـيـة الــضــوء عـلـى ضـــــرورة العمل الجماعي، في دولة لم يكن لديها حتى جيش نظامي دائم. كما سلّطت حــرب االنـفـصـال الـضـوء على ضـــرورة العمل الجماعي للحفاظ على االتحاد، ولكنها خلقت أيض ًا عادات «جماعية» لن تتالشى بمجرد انتهاء حالة الطوارئ. كــانــت «الـصـفـقـة الـــجـــديـــدة» الــتــي وضـعـهـا الـرئـيـس فرانكلني روزفـلـت، مستوحاة من االقتصاد الكينزي، في أول استعراض رئيسي للنزعة «الجماعية» في السياسة األميركية. بفضل نجاحها الـواضـح جزئيًا، تمكّنت من هـــدم الـــجـــدار الـذهـنـي الــــذي كـــان سببًا فــي إبــعــاد األفــكــار «الـجـمـاعـيـة» عــن السياسة األمـيـركـيـة، باستثناء أوقـــات الطوارئ. وقـــد تـــعـــززت الــفــكــرة بـعـد الـــحـــرب الـعـاملـيـة الـثـانـيـة، ودخـــــول املــجــال الـسـيـاسـي األمــيــركــي مـفـاهـيـم مـثـل دولــة الـرفـاهـيـة، والديمقراطية الصناعية، والليبرالية (التي تعني في املعجم السياسي األميركي أن تكون على اليسار) والتقدمية، والسوق االجتماعية، والطريق الثالث، وحتى االشتراكية. ورغـــم أن الــواليــات املـتـحـدة انتهى بها املـطـاف إلى تأسيس حـــزب شيوعي صغير، مــع دائــــرة مــحــدودة من املتعاطفني بشكل رئيسي بـ النخب األدبــيــة والفنية، لـــم تــتــحــول الـشـيـوعـيـة إلــــى قــــوة رئـيـسـيـة فـــي الـسـيـاسـة األميركية. وفــــــي اعــــتــــقــــادي أن الــــــواليــــــات املـــتـــحـــدة قــــد تــلــقّــت التحصني ضــد «الـجـمـاعـيـة» الـشـيـوعـيـة بسبب املـأسـاة التي امتدت سبعة عقود في االتـحـاد السوفياتي. فلوال هـذا لكان بوسع الشيوعية أن تحظى بفرصة أفضل في استمالة مزيد من األميركيني. فـي العشرينات والـثـ ثـيـنـات مـن الـقـرن العشرين، عـــثـــرت أشـــكـــال أخـــــرى مـــن «الـــجـــمـــاعـــيـــة»، مــثــل الـفـاشـيـة اإليطالية، والنازية األملانية، على معجبني في الواليات املتحدة، غير أنها لم تكتسب قاعدة شعبية. في السياسة، اتخذت الواليات املتحدة منعطفًا حادًا نحو «الجماعية» في عهد الرئيس ليندون جونسون، مع سمات مثل التمييز اإليجابي، و«الجماعانية»، والنسوية، والهذيان املبكر للنزعة البيئية. باملضي قـدمـ وسـريـعـ ، فــإن خـطـاب الـرئـيـس جون كـيـنـيـدي «ال تـــســـأل»، الــــذي ربــمــا استلهمه مــن «الـكـتـاب األحمر الصغير» ملـاو تسي تونغ، صنّف الفرد على أنه الشخص الذي يجب عليه أن يفعل شيئًا للدولة بدال من التساؤل عما تفعل الدولة ألجله. كان شعار انتخاب بيل كلينتون «إنه االقتصاد أيها الغبي!» بمثابة إعـــادة صياغة على اعتقاد مـاركـس بأن االقتصاد يوفر البنية التحتية للمجتمع مع السياسة، بصفتها البنية الفوقية. صفحة، يسخر 780 فـي سيرته الذاتية املؤلفة مـن بـــــاراك أوبـــامـــا مـــن الــنــقــاد الـــذيـــن يــزعــمــون أنــــه قـــد يـكـون «اشـتـراكـيـ خـفـيـ». ثـم يكشف عـن تعلقه «بالجماعية»، ويثني على «الـروح الجماعية، وهو الشيء الذي نتمناه جميعًا، والشعور بالتواصل الذي يتغلب على خالفاتنا». كما عملت هـيـ ري كلينتون أيـضـ على بـنـاء رسالتها الرئاسية على الشعار الجماعي: «إن تربية الطفل تتطلب مشاركة جميع أفراد القرية». على مر العقود، فقدت عبادة األميركيني التقليدية للفرد بصفته بطالً، كثيرًا من هالتها، إذ استُبدلت بها عبادة جديدة للضحية التي تستحق االعتذار والتعويض. سـواء شاء ترمب أم أبـى، فإن املجازات «الجماعية» تضرب اآلن بجذورها العميقة في السياسة األميركية، حيث الدوائر االنتخابية الضخمة، ال سيما بني األقليات العرقية واملاليني من املهاجرين الجُدد الذين يأتي أغلبهم مما يُسمى «الـعـالـم الــثــالــث»؛ حيث الــدولــة هــي املعبود العلماني الذي يقرر كل شيء. أدوار الوساطة والتفاوض ما عادت تميل إليها غير الصين في حاالت وبعض الدول العربية المجازات «الجماعية» تضرب اآلن بجذورها العميقة في السياسة األميركية رضوان السيد أمير طاهري

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==