issue16711

4 حرب غزة ... تتمدد NEWS Issue 16711 - العدد Thursday - 2024/8/29 اخلميس ASHARQ AL-AWSAT عاما الذي يستهدف «تغيير الواقع» 22 فلسطينيا في الهجوم األضخم منذ 11 مقتل إسرائيل تنقل حرب غزة إلى شمال الضفة حوَّلت إسرائيل شمال الضفة الغربية إلى ساحة حرب حقيقية، بعد هجوم واسع بدأته فجر أمـس (األربـعـاء)، شمل بالتزامن جـنـن وطـولــكـرم وطـــوبـــاس، فــي عملية هي األضـخـم منذ «عملية «الــســور الــواقــي» عام ، اضطرت الرئيس الفلسطيني محمود 2002 عــبــاس إلـــى قـطـع زيـــارتـــه للمملكة الـعـربـيـة السعودية. وبـيـنـمـا حــــذَّرت الــرئــاســة الفلسطينية مـــن أن الــجــمــيــع ســيــدفــع ثــمــن هــــذه الــحــرب اإلســرائــيــلــيــة املــتــصــاعــدة، تـعـهـدت «كـتـائـب القسام» التابعة لحركة «حماس» بتوسيع املواجهة إلى وسط وجنوب الضفة. وقــــتــــلــــت إســـــرائـــــيـــــل فـــــي قــــصــــف جــــوي واشــــتــــبــــاكــــات مــســلــحــة ومــــداهــــمــــات شــــارك فيها لـواء «غفير»، ووحــدة القوات الخاصة «دوفــدفــان»، ومهندسون قتاليون، وشرطة حـــرس الـــحـــدود، ومـــدرعـــات وجـــرافـــات تحت فـلـسـطـيـنـيـا فـــي الــســاعــات 11 ، غــطــاء جــــوي األولى من العملية، التي يفترض أن تستمر عــــدة أيــــــام، وادّعـــــــت أنـــهـــا تــســتــهــدف الـبـنـيـة التحتية للفصائل الـتـي تتلقى تـمـويـا من إيــــران. واشـتـبـك مسلحون فلسطينيون مع الــجــيــش اإلســـرائــيـــلـــي فـــي جــنــن ومخيمها وطـــــولـــــكـــــرم ومـــخـــيـــمـــاتـــهـــا وفـــــــي طــــوبــــاس. وأظـــهـــرت لــقــطــات فــيــديــو قــــوات إسـرائـيـلـيـة كبيرة تجتاح املناطق، فيما تندلع مواجهات مسلحة في الشوارع وبي املنازل، يستهدف فيها مقاتلون فلسطينيون آليات وجرافات بالعبوات الناسفة. وأعـــلـــنـــت «كـــتـــائـــب الـــقـــســـام» و«ســــرايــــا الـــقـــدس» و«كــتــائــب األقـــصـــى» أن مقاتليها يــــخــــوضــــون اشـــتـــبـــاكـــات عــنــيــفــة مــــع قــــوات االحتلل في كل محاور التوغل، مما أدى إلى وقـــوع إصــابــات فـي صـفـوفـه، بـاإلضـافـة إلى وقوع إصابات مؤكدة في اآلليات. وحــــســــب وســــائــــل إعـــــــام إســـرائـــيـــلـــيـــة، فـــإن الـقـلـق املـــحـــدد فـــي جــهــاز األمــــن هـــو من انتفاضة كاملة. أمــا السيناريو الــذي يثير قـــلـــق جـــهـــاز األمــــــن فـــهـــو هـــجـــوم مـــنـــظَّـــم مـن الكتائب الفلسطينية في شمال الضفة على املستوطنات أو املزارع الفردية غير املحمية، أكتوبر 7 على غــرار ما فعلته «حـمـاس» في (تـــشـــريـــن األول)، بـــمـــشـــاركـــة أجــــهــــزة األمــــن الفلسطينية. والـتـقـديـرات فــي إسـرائـيـل أن مـثـل هـذا الهجوم قد ينطلق من طولكرم. وأعــــــلــــــن نـــــاطـــــق بـــــاســـــم الــــجــــيــــش أنــــه قصف مسلحي مـن الـجـو وقـتـل آخـريـن في مواجهات، وأحبط عبوات ناسفة، وصـادر أسلحة، وحاصر مستشفيات عدة بحثا عن مطلوبي. وقال مسؤولون أمنيون لوسائل إعلم إســرائــيــلــيــة: «قـــررنـــا أن نـفـعـل شـيـئـا يـغـيِّــر الواقع في الضفة». وأكـــــد املـــســـؤولـــون أن مـــحـــرك الـعـمـلـيـة الرئيسي هـو محاولة التفجير االنتحارية األسبوع املاضي في تل أبيب، وهي املحاولة الـــتـــي أعــــــادت تــذكــيــر اإلســرائــيــلــيــن بــأســوأ هجمات شـهـدوهـا، وتسببت بقتل كثيرين منهم فــي الـــشـــوارع واألســـــواق واملـــواصـــات العامة خلل االنتفاضة الثانية. و«تــغــيــيــر الــــواقــــع» الــــذي يــتــحــدث عنه اإلسرائيليون شمل ألول مرة محاولة إخلء لـلـسـكـان فـــي مــنــاطــق «أ» الــتــابــعــة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية. وقالت مصادر في الجيش اإلسرائيلي إنـــــه قــــد يـــجـــري إجــــــاء ســـكـــان عــــن بـيـوتـهـم بشكل منظم وفـقـا ملناطق القتال املتوقَّعة. وأكدت مصادر فلسطينية الحقا أن الجيش طلب إخلء سكان مخيم «نور شمس»، لكن ناطقا باسم الجيش أوضح أنه لم تصدر أي تعليمات لـسـكـان املـنـطـقـة بـــاإلخـــاء، وإنـمـا قرر الجيش أن يسمح للسكان الذين يرغبون في االبتعاد عن منطقة القتال بالخروج من املكان بشكل آمن. وجـــاءت محاولة الجيش دفــع السكان إلى اإلخـاء الطوعي بعد تصريحات لوزير الــخــارجــيــة اإلســـرائـــيـــلـــي، يــســرائــيــل كــاتــس، طـالـب فيها الجيش بـإخـاء مـؤقـت للسكان الـــفـــلـــســـطـــيـــنـــيـــن. وقـــــــال كــــاتــــس إن الــــقــــوات اإلسـرائـيـلـيـة فــي جـنـن وطــولــكــرم ومـنـاطـق أخـرى تعمل على تفكيك شبكة مدعومة من إيران يتم بناؤها في الضفة الغربية. . وبــاإلضــافــة إلـــى الـهـجـمـات املـكـثـفـة من الجو واألرض، دمَّــرت إسرائيل بنى تحتية في مخيمات شمال الضفة، ودمـرت خطوط مياه. وأظـهـرت شــوارع مخيم «نـور شمس» فـــي طــولــكــرم كــيــف تـــم تـجـريـفـهـا مـــع الـبـنـى التحتية، فـي عملية تخريب شملت تدمير خـــط املـــيـــاه الــرئــيــســي، وتــشــبــه طــريــقــة عمل الجيش في قطاع غزة. كما تم قطع الكهرباء عن أحياء واسعة في مخيم جني. وردَّت الـــرئـــاســـة الـفـلـسـطـيـنـيـة قــائــلــة إن الـــجـــمـــيـــع ســـيـــدفـــع ثـــمـــن هــــــذا الـــــعـــــدوان اإلسرائيلي. وقـــال الـنـاطـق الـرسـمـي بـاسـم الـرئـاسـة نـبـيـل أبــــو رديــــنــــة، إن الـــحـــرب اإلســرائــيــلــيــة املـــتـــصـــاعـــدة فــــي الـــضـــفـــة الـــغـــربـــيـــة ســـتـــؤدي إلـى نتائج وخيمة وخطيرة سيدفع ثمنها الجميع. كــــــان الــــرئــــيــــس الــفــلــســطــيــنــي قــــد قـطـع زيارته للمملكة العربية السعودية بعد بدء الهجوم شمال الضفة. وقـال مسؤول في السلطة الفلسطينية لـ«الشرق األوسط» إنهم يستهدفون السلطة. وأضاف: «ما يحدث يستهدف السلطة كذلك. تركوا الرئيس يخطط من أجـل الـذهـاب إلى قطاع غزة، وأرادوا أن يقولوا له أمام شعبه: احـــم شعبك أوال فــي الـضـفـة. إنـهـم يعملون على تهميش وإهانة وإضعاف السلطة أكثر أمــــام شـعـبـهـا عــبــر هــــذه الــعــمــلــيــات... وهـــذا يصب في إطـار هدفهم املعلن؛ هـدم السلطة والسيطرة على ما تبقى من الضفة وغزة». وبينما أكـدت حركة «فتح» أن «عـدوان جــيــش االحـــتـــال الـهـمـجـي عــلــى قـــطـــاع غــزة والــــضــــفــــة الــــغــــربــــيــــة ضــــمــــن حـــــــرب اإلبـــــــــادة املمنهجة مـنـذ الـسـابـع مــن أكـتـوبـر املـاضـي لن يُرهب شعبنا أو يبدد إرادتـه في الحرية واالســـتـــقـــال»، أكــــدت «حـــمـــاس» أن الحملة العسكرية اإلجرامية الحالية ستنكسر حتما أمام صمود املقاتلي. أما «كتائب القسام» التابعة لـ«حماس»، فقد قالت إن «الكتائب تبشّر شعبنا العظيم وأحــــــرار أمــتــنــا والـــعـــالـــم، بــــأن املــحــتــل الـــذي يحاول واهما كسر حالة املقاومة في شمال الضفة، سيُفاجأ بـاملـوت والـــرد الـقـادم الـذي سيأتيه من جنوب الضفة ووسطها والداخل املحتل بإذن الله تعالى». وطــالــبــت «حـــمـــاس» عــنــاصــر األجـــهـــزة األمــنــيــة الفلسطينية بــااللــتــحــاق بـاملـعـركـة ،11 فــــي الـــضـــفـــة. وبـــقـــتـــل الــفــلــســطــيــنــيــن الـــــــ فلسطينيا منذ 642 تكون إسرائيل قد قتلت السابع مـن أكـتـوبـر، فـي حـن قُتل مـا ال يقل إسرائيليا، بينهم جنود، في هجمات 19 عن فلسطينية. جنود إسرائيليون يعتقلون فلسطينيين في مخيم «نور شمس» قرب مدينة طولكرم بالضفة أمس (أ.ف.ب) رام هللا: كفاح زبون مسؤول فلسطيني: العملية تستهدف هدم السلطة والسيطرة على الضفة وغزة كاتس: يجب أن نعمل على إجالء مؤقت للسكان لماذا تستهدف إسرائيل الضفة الغربية اآلن؟ إذا كـــــان صــحــيــحــا مــــا قـــالـــه وزيــــــر الــخــارجــيــة اإلسرائيلي، يسرائيل كاتس، صباح األربـعـاء، بأن إيــــران تـقـف وراء التصعيد والـعـمـلـيـات فــي الضفة الـــغـــربـــيـــة، وإن «الــعــمــلــيــة الــعــســكــريــة فــيــهــا جـــاءت إلفــشــال مـخـطـط طــهــران إنــشــاء جـبـهـة شـرقـيـة ضد إسرائيل في الضفة على غـرار نموذج غزة ولبنان، من خلل تمويل وتسليح الشبان وتهريب األسلحة املتطورة من األردن»؛ فإن إسرائيل تكون قد انجرّت بالكامل إلى امللعب اإليـرانـي. وبـدال من اإلفـات من املكائد، عمّقت ووسّعت حرب االستنزاف التي علقت بها في وحل غزة ولبنان إلى جبهة أخرى إضافية. لـكـن كــاتــس، الــــذي ال يــوصــف بــأنــه مـــن الــقــادة األذكياء في تل أبيب، كشف عن نيات أخرى إضافية عــنــدمــا قـــــال: «يـــجـــب أن نــعــمــل عــلــى إجـــــاء مـؤقـت للسكان مـن الضفة الغربية، علينا أن نتعامل مع التهديد فـي الضفة تماما كما نتعامل مـع البنية الـتـحـتـيـة فـــي غــــزة، هـــذه حـــرب ضـــد كـــل الــصــعــاب». وعلى طريقة رئيسه، بنيامي نتنياهو، قال: «علينا أن ننتصر فيها». والـــحـــقـــيـــقـــة أن إســــرائــــيــــل تــــديــــر حـــربـــهـــا عـلـى الضفة الغربية قبل ما تقول إنه «املخطط اإليراني» ، فـــي زمـن 2022 ) بـكـثـيـر. فـفـي أواخـــــر مــــارس (آذار حـكـومـة يـائـيـر لـبـيـد، قـصـيـرة الــعـمـر، بــــدأت تنفيذ حملة اعتقاالت ضخمة أطلقت عليها اسـم «كاسر األمواج»، بدعوى «منع تنفيذ عمليات تفجير داخل إســرائــيــل». واملـنـطـق وراء الحملة هـو أن الحكومة كانت ذات تركيبة غريبة، من أقصى اليمي وحتى الــحــركــة اإلســـامـــيـــة. وقـــد بـثـت نــوعــا مـــن الـضـعـف؛ ألنـهـا قـــررت عـن سبق تعمد وإصــــرار االمـتـنـاع عن الـدخـول فـي مـفـاوضـات لتحريك املـسـار السياسي. وهـذا املوقف، الـذي أغضب كل الفلسطينيي، فُسّر لــــدى الـتـنـظـيـمـات الـفـلـسـطـيـنـيـة املـسـلـحـة عــلــى أنــه فــرصــة السـتـئـنـاف الـعـمـلـيـات املـسـلـحـة داخــــل املــدن اإلســـرائـــيـــلـــيـــة الـــكـــبـــرى. وفــــي هــــذه األثــــنــــاء سقطت حـكـومـة لـبـيـد وجــــرت انــتــخــابــات فـــاز فـيـهـا اليمي املتطرف بقيادة نتنياهو، التي ضمت أحزابا تخطط لتصفية القضية الفلسطينية. والخطة التي تسمى «خطة الحسم» ووقّــع عليها وزيـر املالية بتسلئيل سموتريتش، تضع أربع مراحل: إحداث فوضى في الضفة الغربية، ثم إسقاط السلطة الفلسطينية، ثم تصفية الـحـركـة القومية الفلسطينية، ثـم املرحلة الرابعة: ترحيل الفلسطينيي. حملة االعــتــقــاالت تـمـت طيلة سنتي ونصف الـسـنـة، ومــا زالـــت مستمرة بـا تـوقـف حتى الـيـوم. فــفــي كـــل لــيـلــة تـنـتـشـر قـــــوات الــجــيــش واملـــخـــابـــرات فـي بـلـدات عــدة فـي آن، كـل مــرة العـتـقـال «مجموعة مطلوبي». وترافقت الحملة بعمليات بطش وقمع شرسة. وقال الجيش، في بيان رسمي عنها، يومها: «حملة ضـد أوكـــار إرهـابـيـة فلسطينية فـي مناطق يهودا والسامرة، في أعقاب سلسلة من االعتداءات والعمليات التخريبية، نفذها مخرّبون فلسطينيون فـــي كـــل مـــن أورشــلــيــم الـعـاصـمـة ومــــدن إسـرائـيـلـيـة أخــــرى: بـنـي بــــراك، خـضـيـرا، بـئـر الـسـبـع، تــل أبـيـب، أريئيل وإلــعــاد، مسفرة عـن مقتل وإصـابـة مدنيي إســـرائـــيـــلـــيـــن. خــــال الــحــمــلــة تـــقـــوم قـــــوات الـجـيـش واألجهزة األمنية بعمليات تفتيش واعتقاالت ضد مطلوبي أمنيي في مناطق يهودا والسامرة والذين ينتمون إلى منظمات إرهابية متطرفة». في البداية، جرى التركيز على نشطاء «حماس» و«الـجـهـاد». وعندما تبي أن الشباب الفلسطيني، وعـلـى عـكـس قـيـاداتـه الـتـي تجنح لـانـقـسـام، يقيم وحدة صف مدهشة في امليدان من جميع الفصائل، أصبحت العمليات تجابه بمقاومة شديدة وظهرت تنظيمات فلسطينية تُــعـرَف باسم «عـريـن السود» و«كــتــائــب طــولــكــرم» و«كــتــائــب جــبــع» وغــيــرهــا من الـكـتـائـب الـــوحـــدويـــة، الــتــي شـمـلـت أيــضــا عــــددًا من الـفـتـحـاويـن وحــتــى بـعـض الــضــبــاط الـعـامـلـن في أجهزة األمن الفلسطينية. أكتوبر (تشرين األول) املاضي، اتخذت 7 وفي هــــذه الـحـمـلـة طــابــعــا تـصـعـيـديـا كــبــيــرًا. فــقــد قـــررت القيادة العسكرية منع الفلسطينيي من فتح جبهة حرب في الضفة. واستغلت الحرب على غزة لتباشر استخدام وسـائـل لـم تستخدمها فـي السابق، مثل » التي 16 - غـــارات الـطـائـرات املقاتلة مـن طــراز «إف قصفت بــلــدات ومـخـيـمـات الجـئـن عـــدة، مــن أريـحـا جـــنـــوبـــا وحــــتــــى جـــنـــن شـــــمـــــاالً، وخــــالــــهــــا دخـــلـــت )، إلى مخيمات D9( الدبابات والجرافات الضخمة اللجئي، بشكل خاص جني، وبلطة، ونور شمس والعوجا، ولم يعد االعتقال هو الهدف، بل االغتيال. وهدمت مئات البيوت ومعظم البنى التحتية. حسب إحصائيات الجيش، خلل الحرب نُفذت عملية مسلحة في إسرائيل واملستوطنات وتم 11 عـمـلـيـة أخـــــرى قــبــل وقـــوعـــهـــا. وبـعـد 111 إجـــهـــاض اغـــتـــيـــال إســـمـــاعـــيـــل هــنــيــة والــعــمــلــيــة األخــــيــــرة فـي تـــل أبـــيـــب، أعــلــنــت «حـــمـــاس» اســتــئــنــاف الـعـمـلـيـات االستشهادية في املدن اإلسرائيلية. فقررت إسرائيل أن تأخذ بجدية هذه التهديدات وتبادر إلى هجمة إضافية هــذه األيـــام. وفــي حـن يعد الفلسطينيون هذه الهجمة، عملية تصعيد تستهدف زرع الفوضى في الضفة الغربية تنفيذًا لخطة سموتريتش، يقول الجيش إن هـذه الهجمة تقصد منع التدهور حتى ال تنفذ عمليات يستغلها اليمي املتطرف إلحـداث الفوضى. ولــكــن، فــي الـحـالـتـن، عـمـلـيـات الـجـيـش تخدم ســمــوتــريــتــش وخـــطـــتـــه؛ ألن الــشــعــب الـفـلـسـطـيـنـي يـــتـــعـــرض ملـــوجـــة تــنــكــيــل إضـــافـــيـــة تـــفـــاقـــم الـــوضـــع وتــدهــوره أكـثـر مما هـو مـتـدهـور، وهـــذه العمليات هـــي الـــتـــي تـنـشـئ جـيـشـا مـــن املـــنـــاوئـــن إلســرائــيــل، يتمتع بقدرات عالية أكثر من األجيال السابقة من تنظيمات املــقــاومــة. فـسـيـاسـة الــقــيــادة العسكرية، املبنية على الـقـوة، وإذا لـم تنفع فمزيد مـن الـقـوة، فشلت ليس فقط في إسرائيل، بل في كل مكان آخر في العالم. وإذا كانت القيادة العسكرية اإلسرائيلية تريد اســـتـــعـــراض عـضـاتـهـا أمـــــام حــكــومــة الــيــمــن، الـتـي تـهـاجـم هـــذه الــقــيــادة وتـتـهـمـهـا بـالـفـشـل واإلخـــفـــاق والجنب والتخلي عن عقيدة القتال واإلقدام والصدام، فإن ما تفعله في الضفة سيزيد من االستخفاف بها في الحكومة. فاملتطرفون في إسرائيل ال يشبعون، وكلما يضرب الجيش أكثر سيطالبونه باملزيد. وفي الحساب النهائي تبقى النتيجة في غير صالحها: فهي، التي تقود جيشا جبارًا من ثلثة أرباع مليون 11 جندي وتمتلك أحـدث األسلحة الفتاكة، تحارب شهرًا ضد تنظيم صغير مثل «حـمـاس» وال تسمح لها الحكومة بإنهاء هذه الحرب. واآلن تدخل وحل جديدًا، مهما كانت نتيجته، لن تكون مشرّفة، ولن يكون فيه شيء من حماقة البحث عن انتصار. تل أبيب: نظير مجلي قوة إسرائيلية تتحقق من أوراق ركاب سيارة إسعاف فلسطينية في جنين أمس (إ.ب.أ)

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==