issue16711

فـي الــذاكــرة اللبنانية، والــذاكــرة الجنوبية بــلــدات جـنـوبـيـة تــم اقتطاعها 7 خـصـوصـا، أن من لبنان، زمـن االنـتـداب الفرنسي، باتت اليوم مستوطنات إسرائيلية. هناك أكثر من مبرِّر ألن نتذكر هذه البلدات، مــع بــــروز أخــطــار داهــمــة عـلـى الـجـغـرافـيـا. قبل نحو أسـبـوع، وقـف املـرشـح الجمهوري دونالد ترمب أمـام خريطة شـرق املتوسط آسفا لصغر مساحة الكيان اإلسرائيلي، ليعرب عن أمنيته بــأن تتوسع الجغرافيا اإلسرائيلية. للتذكير، سبق للرئيس ترمب أن أيد ضم هضبة الجوالن الــســوريــة املـحـتـلـة إلـــى إســـرائـــيـــل، وضـــم مدينة الــقــدس، وأمـــر بنقل الــســفــارة األمـيـركـيـة إليها. تــزامــن ذلـــك مــع تـهـديـد أطـلـقـه «مــصــدر عسكري إسـرائـيـلـي»، بــأن «حــدودنــا مـع لبنان ستتغير ولن تعود إلى ما كانت عليه قبل الحرب»! تـــكـــرر، األحـــــد املــــاضــــي، اإلفــــصــــاح عـــن هــذا الـخـطـر، وهـــذه املـــرة مـع نتنياهو. بعد ساعات عــلــى مــشــهــديــة مـــواجــهـــة بــــدت تــحــت الـسـيـطـرة وضــمــن «تــفــاهــمــات» مـسـبـقـة، وتـمـثـلـت بـإعـان إســـرائـــيـــل عـــن ضـــربـــة اســتــبــاقــيــة جـــويـــة ملــواقــع صاروخ 340 «حزب الله»، ورد «الحزب» بإطلق «كــــاتــــيــــوشــــا»، وهـــــو الــــــرد عـــلـــى اغـــتـــيـــال قـــائـــده يوما؛ فقد 25 العسكري، فؤاد شكر، الذي تأخر تـبـاهـى نـتـنـيـاهـو بــإحــبــاط الـخـطـط الهجومية لـ«الحزب»، وأنه على نصر الله والنظام اإليراني أن يـعـلـمـا أن «هــــذه خــطــوة عــلــى طــريــق تغيير الوضع في الشمال»! لــلــتــذكــيــر أيــــضــــا، فـــإنـــه فــــي مــســتــهــل حـــرب الــتــوحــش عــلــى قـــطـــاع غـــــزة، وضـــعـــت واشـنـطـن مــجــمــوعــة الءات أمــــــام الـــقـــيـــادة اإلســـرائـــيـــلـــيـــة، بينها رفـــض قـضـم أي مـسـاحـة مــن قـطـاع غــزة. لـكـن حـكـومـة الــتــطــرف اإلســرائــيــلــي عــمــدت إلـى إقامة «حزام أمني» داخل القطاع بعمق يتراوح 15 كـلـم وبـمـسـاحـة إجـمـالـيـة فــاقــت الــــ 4 و 2 بــن فــي املــائــة مــن إجـمـالـي مـسـاحـة الـقـطـاع الـتـي ال كلم مـربـع ويـتـكـدس فيها نحو 365 تـتـجـاوز الـــــ ألـف مـواطـن. والـذريـعـة منع أي 300 املليوني و أكتوبر» من 7« إمكانية مستقبلية لتكرار عملية الجنوب. هـنـا نفتح مــزدوجــن للتذكير بـــأن الـوفـود األجنبية الـتـي زارت بـيـروت تـبـاعـا، وبـاألخـص املـــوفـــد األمـــيـــركـــي آمـــــوس هــوكــســتــن، نــاقــشــت، مـــع ثــنــائــي واجـــهـــة املــمــانــعــة، رئــيــســي الــبــرملــان والــحــكــومــة نـبـيـه بــــري ونــجــيــب مــيــقــاتــي، وقــف التصعيد من جانب «حزب الله» الذي أعلن حرب «املشاغلة» و«املساندة». وطالبت بفصل الجنوب عن غزة، وخطوات جدية لتطبيق القرار الدولي بانسحاب «الحزب» إلى شمال الليطاني، 1701 وفـــق مـنـدرجـات الــقــرار األمــمــي، أو لـيـتـراجـع ما كلم، على أن يلي ذلك تسوية النقاط 10 و 8 بي الحدودية الخلفية التي لم تُعالَج منذ ترسيم خط االنسحاب اإلسرائيلي األزرق. ساد التذاكي، والتزم الجانب الرسمي، الذي ارتضى دور ناقل الرسائل، ما كان يضعه على لسانه «حزب الله» من مواقف، تتراوح بي مطالبة إسرائيل بوقف الخروقات والتعديات والتزام القرار الذي يلتزم به لبنان (...) إلى استغراب طلب االنسحاب، ألن عناصر ميليشيا الحزب هم أبناء هذه القرى... ثم القول إنه ليس في جعبة املوفدين غير هدف اسـتـقـرار شـمـال إسـرائـيـل وعــــودة املستوطني، وهـــــــو أمـــــــر كـــــــان ســـيـــســـمـــح بـــــعـــــودة املـــهـــجـــريـــن اللبنانيي إلى بلداتهم. كان يمكن تفادي كثير من النتائج الكارثية لــو تـحـمَّــل املـمـسـك بــالــقــرار الـرسـمـي املسؤولية التي أُنيطت به دستوريا. وملرة واحدة، تم تقديم املـصـلـحـة الـوطـنـيـة عـلـى نـهـج تغطية املــشــروع املوكل لـ«حزب الله» تنفيذه، ومرجعيته إيران. ارتــــدت «املـشـاغـلـة» حـمـات عــدوانــيــة مبرمجة، استحدث عبرها العدو أكثر من غزة صغيرة في البلدات الحدودية، وفرض بالنار حزاما أمنيا، وحرق البساتي واألحــراج، وقضى على الثروة الـحـيـوانـيـة، ولــــوث الـتـربـة واملـــيـــاه بالفوسفور لتنعدم إمـكـانـيـة الـعـيـش والـعـمـل. وبــذلــك أرغــم «الحزب» على التراجع عن الحدود، وفي بعض املحاور جرى التراجع إلى شمال الليطاني! لـــم يـــحـــرك هــــذا الــنــهــج الــتــدمــيــري املـبـرمـج جفن مسؤول، ولم يتوقف أحد عند استغاثات ألف من املقتلَعي من أرضهم، وقد 100 أكثر من فقدوا جنى العمر وباتوا متروكي في العراء، إذ يشكل أي إثارة ملا هو حاصل من دمار وخراب، من 400 ضحية بينهم نحو الـ 625 وسقوط نحو كــادرات «حـزب الله» وقياداته امليدانية، توجيه إدانـــة مـزدوجـة لــ«الـحـزب» الــذي أخـذ لبنان إلى حــرب مدمرة لم تحم سقفا واحــدًا في غــزة، ولم تـصـن حــيــاة. ومـــن الـجـهـة األخــــرى إدانــــة لبقايا ســلــطــة ارتــــضــــت لـنـفـسـهـا دور نـــاقـــل الـــرســـائـــل وتكرار طروحات الدويلة! مـــع اســـتـــعـــادة إســـرائـــيـــل املــــبــــادرة والــــــردع، راحـت تصطاد الـكـادرات والـقـيـادات. بي يديها قــــدرة نــاريــة هـائـلـة واخـــتـــراقـــات وقـــــدرات تقنية متطورة تمكنها من إحصاء األنـفـاس. وضعت 7« هــــدفــــا لــــحــــرب الـــــجـــــنـــــوب: عـــــــدم الــــســــمــــاح بــــــ أكتوبر» من لبنان. لـذا عند أي تسوية سيكون متعذرًا الـعـودة بالوضع إلــى مـا كــان عليه قبل «الـــطـــوفـــان»! عــنــد هــــذا الــحــد قـــد تـبـقـى عــشــرات الـبـلـدات ركـامـا، أرضــا مـن دون أهلها، مسيطرًا عليها مـبـاشـرة أو بـالـنـار، لـضـمـان أمـــن شمال إسرائيل وسيلقى ذلك دعما دوليا. وليس مفيدًا الحديث هنا عن استمرار «املقاومة»، ألنه إذَّاك لـــن يـنـفـع لـبـنـان املـــعـــزول عـــن مـحـيـطـه والـبـيـدق في املشروع اإليراني، استعادة عبارة «لو كنت أعــلــم» الـشـهـيـرة الــتــي أطـلـقـهـا نـصـر الــلــه خـال ، ألن القرى السبع قد 2006 ) حرب يوليو (تموز تتضاعف! أمــا استيعاب املهجرين فـي مناطق أخرى فسيفتح بابا ملآس خطيرة في بلد شطره عموديا صلف «حزب الله» واستهانته بمصالح اللبنانيي وحيواتهم! Issue 16711 - العدد Thursday - 2024/8/29 اخلميس مَــــن يـــريـــد أن يـــعـــرف كــيــف تـفـكـر قـــيـــادات «الـدعـم الـسـريـع» بشأن مستقبلها ومستقبل قواتها، عليه أن يتمعن في تصريحات رئيس وفــدهــا إلـــى مــحــادثــات جـنـيـف األخـــيـــرة، عمر أغــســطــس/آب 25( حـــمـــدان، لـــهـــذه الـصـحـيـفـة )، وبشكل خاص الجزء املتعلق بمسألة 2024 اإلصـــاح األمـنـي والـعـسـكـري. فـهـذا املـوضـوع يـدخـل فـي لُــب الــصــراع الــدائــر، وكـــان وال يـزال من بي أهم القضايا املثارة بشأن أي ترتيبات ملــرحــلــة انــتــقــالــيــة تــنــظــم الـــوضـــع الــســيــاســي، وتـــضـــبـــط ظــــاهــــرة تـــعـــدد الـــجـــيـــوش وانـــفـــات الـــســـاح مـــن خــــال عـمـلـيـة الـــدمـــج فـــي الــقــوات املسلحة الـنـظـامـيـة، بـمـا يـقـود لجيش مهني موحد يركز على مهامه األساسية في حماية حدود الوطن، وينأى عن السياسة التي حرفته وشغلته عن مهماته األساسية. عندما سُــئـل الـرجـل عـن إمكانية الـعـودة إلى وثيقة االتفاق اإلطــاري التي كانت محور الــكــثــيــر مـــن الـــنـــقـــاشـــات والــــجــــدل قــبــل انــــدالع شـــهـــرًا على 16 الــــحــــرب، قــــال إنــــه بــعــد مـــــرور الحرب «تصعب العودة للتفاق اإلطـاري ألنه يتحدث حــول قضايا مـحـددة منها اإلصــاح األمـــنـــي والـــعـــســـكـــري، واآلن ال يـمـكـن إصـــاح مؤسسة مختطفة». وشـــدد على هــذا املوقف بـأن أضـاف قـائـاً: «ال يمكن أن نعود إلصلح مثل هذه املؤسسة، وهـذا يعني إعـادة الحرب في السودان». تفكيك هذا الكلم يقودنا إلى فهم طريقة تفكير «الدعم السريع» سـواء في الفترة التي ســبــقــت انـــــــدالع الــــحــــرب، ومـــــا بـــعــدهــا وحــتــى هــذه اللحظة. فـقـيـادات «الــدعــم الـسـريـع» بعد أن تـضـخـمـت وتـــمـــدّدت وكـــبـــرت طـمـوحـاتـهـا، بدأت تحلم بأنها يمكن أن تحل محل الجيش الـسـودانـي، ودعمتها في هـذا التفكير أطـراف فـــي الـــقـــوى الـسـيـاسـيـة تــحــدثــت فـــي فــتــرة من الـــفـــتـــرات عـــن أن «الــــدعــــم الـــســـريـــع» يــمــكــن أن تـصـبـح نــــواة الـجـيـش الــجــديــد، عـبـر مـشـروع «الدمج» وإعادة الهيكلة. وفــــق هــــذه الــــرؤيــــة، أيّـــــدت قـــيـــادة «الـــدعـــم الـــســـريـــع» االتـــفـــاق اإلطــــــاري فـــي الــفــتــرة الـتـي سبقت الـحـرب، لكنها كانت تـريـده بالطريقة الـتـي تحقق لـهـا مـشـروعـهـا وطـمـوحـاتـهـا في السيطرة على البلد. والـيـوم، بعد أن تمدّدت قـواتـهـا فــي رقـعــة كـبـيـرة مــن الــبــاد مــن خـال الـــحـــرب، لـــم تـعـد تـــرى فـــائـــدة فـــي الـــعـــودة إلـى «اإلطـــــاري» الـــذي كــان يعدها تابعة للجيش، ويـــنـــص عــلــى دمــجــهــا فـــي الــــقــــوات املـسـلـحـة. وكــمــا قـــال الـعـمـيـد عـمـر حـــمـــدان، فـــإن االتــفــاق يتحدث عن اإلصلح األمني والعسكري، وهم ال يريدون اآلن العودة ملسألة إصلح الجيش. يُـــســـتـــنـــتـــج مـــــن هــــــذا الـــــكـــــام أنــــــه مـــــا دام اإلصــاح غير وارد في نظرهم، فـإن الحل هو تـفـكـيـك الـــجـــيـــش، وأن تــصــبــح «قــــــوات الــدعــم الـسـريـع» هــي الـبـديـل، أو هــي الـــنـــواة، لجيش جديد يكون تحت سيطرتها وقيادتها. لـــيـــس ســـــرًا أن قــــيــــادة «الــــدعــــم الـــســـريـــع» كانت في الفترة السابقة للحرب تريد توجيه االتـــفـــاق اإلطــــــاري وفــــق رؤيــتــهــا فـيـمـا يتعلق بمسألتي الدمج وإصلح القوات املسلحة. فقد ساومت، وماطلت في مسألة الجدول الزمني للدمج، وقدّمت مقترحات خيالية تريد إفراغ الـدمـج مـن مضمونه بجعله، يتم فـي غضون عشرين عـامـا خُفضت إلــى نحو عـشـرة أعــوام في سياق املفاوضات، وفق ما ذُكر حينها في التصريحات والتسريبات الكثيرة التي طغت على األجـواء املتوترة. في املقابل كان الجيش يصر على تنفيذ الدمج في أقـرب اآلجـال وفي إطار زمني ال يتجاوز خمس سنوات. قيادة «الدعم السريع» لم تكن قط في وارد التفريط في السيطرة على قواتها التي تراها مصدر نفوذها وبوابة طموحاتها وثروتها، وبـــالـــتـــالـــي فـــــإن االتــــفــــاق اإلطــــــــاري كـــــان ورقــــة مرحلية لشراء الوقت، وبناء املزيد من عناصر الـقـوة والحشد وصـــوال إلـى اللحظة املناسبة لـلـسـيـطـرة عـلـى الـبـلـد ســــواء عـبـر الـتـحـالـفـات السياسية واالجتماعية مقرونة بالنفوذ املالي والعسكري، أو من خلل بوابة االنقلبات التي كانت دائما مشرعة في السودان. بعد أن انفجرت الحرب، من دون الخوض هنا في جدل مَن أشعلها، باتت قيادة «الدعم السريع» ترى أنها يمكن أن تحقق مشروعها عـــبـــر الــــقــــوة الـــخـــشـــنـــة، املـــدعـــومـــة مــــن أطـــــراف خـــارجـــيـــة. فــمــنــذ الــلــحــظــات األولــــــى لــلــحــرب، حــاولــت هـــذه الــقــوات أســـر أو تصفية قـيـادات الـجـيـش، وفـــي مقدمتها الـفـريـق عـبـد الـفـتـاح الــبــرهــان، وهـــو أمـــر كـــان يعني وضـــع الفريق مــحــمــد حـــمـــدان دقـــلـــو (حـــمـــيـــدتـــي) فـــي مقعد إدارة دفـة األمــور عبر رئاسة مجلس السيادة والتحالفات التي كوّنها في الداخل والخارج، أو بــانــقــاب عـسـكـري صــريــح. بـعـد فـشـل تلك املرحلة، تراهن «قوات الدعم السريع» اآلن على أنها تستطيع حسم املعركة عسكريا «وتحرير مــا تـبـقـى مــن أرض الـــبـــاد»، عـلـى حــد تعبير قــادتــهــا. لـكـنـهـا مـثـلـمـا ظـلـت تـصـطـدم بعقبة الـجـيـش الــــذي لــم ينكسر وظـــل يــقـاتــل، فإنها ربما لـم تستوعب تماما أنها وضعت بينها وبي أكثرية الشعب السوداني حاجزًا نفسيا كبيرًا من شأنه أن يربك كل حساباتها. «الدعم السريع» وضعت ًبينها وبين أكثرية الشعب السوداني حاجزا نفسيا كبيرا عثمان ميرغني حنا صالح OPINION الرأي 14 «لو كنت أعلم»! استيعاب مهجّري جنوب لبنان في مناطق أخرى سيفتح بابا لمآس خطيرة في بلد شطره عموديا صلف «حزب هللا» ال شــك فــي أن املنطقة تـتـطـور صـراعـاتـهـا والـطـاقـة الـثـوريـة فـي تصاعد بسبب الــحــروب الطاحنة الـتـي لم تحلها الحوارات وال املبادرات األممية، مقترح بايدن هو األفضل ومع ذلك لم تتقارب معه األطرف املتحاربة. إن الــــصــــحــــوة تـــــحـــــاول تــنـشــيـــط آيـــديـــولـــوجـــيـــتـــهـــا الـثـوريـة وهـــذا ال بــد مــن االنـتـبـاه لـــه، لـذلـك تــنــاول مركز املـسـبـار املــســار الـتـاريـخـي ملــا عـــرِف بـظـاهـرة «الـصـحـوة اإلســامـويــة»؛ الـتـي تـوظـفـت فيها األدبـــيـــات اإلخـوانـيـة لتثوير التدين التقليدي؛ وتحويل قيمه االجتماعيّة إلى آلة سياسية تنظيمية؛ تسعى إلقامة مجتمع مواز ودولة موازية؛ باستغلل الظرف السياسي اإلقليمي والدولي؛ منذ أواخر السبعينات من القرن املنصرم. في هذا املضمار، يعرض كتاب «الصحوة واالسلم الـسـيـاسـي» الــصــادر عــن مـركـز املـسـبـار، ســجــاالت حـول نشأة الصحوة وعلقتها بالتيارات اإلسلموية األخرى، متتبعا تـنـقـلـهـا، ومــنــشــأهــا، ومـــحـــددًا أبــــرز مـنـظِّــريـهـا، وكــاشــفــا عـــن تــأثــرهــا بـــــ»اإلخــــوان املــســلــمــن»، وبـحـركـة الخميني، ومستعرضا تأثيرها في أنماط وسلوكيات املجتمع، ومحاولتها اختطاف املحافظة؛ كما يعرض ملحاوالت زراعة «صحوة متحوّرة» مستجدة، وكوابحها. الكتاب افتتح بدراسة الصحوّة في شقها السروري، قدمها الباحث الـسـعـودي خالد الـعـضـاض، الــذي أشـار إلـــى أن مـسـمـى الــصــحــوة اســتــخــدم للتعبير عـــن حـــراك اإلســـام السياسي لتلميع الــصــورة، الـتـي كـانـت عليها الــحــركــات فــي الـــخـــارج أمــــام املـجـتـمـع، فــصــار يــعــبَّــر عن «اإلخوان» بأطيافهم والسرورية وفروعها بـ«الصحوة» تــجــمــيــا وتــحــســيــنــا لـــهـــا، مــســتــعــرضــا جــــــذور تـسـمـيـة الـــســـروريـــة، وفـــروعـــهـــا. تــربــط الــــدراســــة تــشــكّــل وإنــتــاج الـــصـــحـــوة اآليـــديـــولـــوجـــيـــة بـصـفـقـة خـــــروج «اإلخـــــــوان» املصريي من السجون؛ أو لحظة توافق بعض الدوائر ؛ التي 1971 واألجهزة املصرية مع تنظيم اإلخـوان سنة قويت الحقا باجتماعات مأمون الهضيبي في حج سنة ، وتوسعت في عهد عمر التلمساني. يشير الباحث 1973 إلـى أن الـسـادات ومساعديه أخـرجـوا شيطان الصحوة من القمقم، مؤكدًا أن الصحوة لم تكن استجابة لحالة تـديـنـيّــة طــارئــة؛ جــازمــا بـأنـهـا مـحـض اسـتـجـابـة إلرادة ودعاية سياسية لها أسبابها. أدت الصحوة في اإلطار السروري، إلى تسيّد «اإلخوان» املصريي من جديد على حساب «اإلخوا»ن السوريي، ونتج عن ذلك خروج محمد ســرور إلـى الكويت؛ الــذي يصر الباحث أنـه حـدث بأمر تنظيمي؛ ال علقة للدولة بـه، بل وخروجه من القصيم إلـى األحـسـاء كـان بأمر تنظيمي أيضا حسب الـدراسـة. الحقا نشطت األذرع الصحوية. الخلصة؛ أن الخطاب الـسـروري السائد الـذي بلغ ذروتـــه فـي الثمانينات والتسعينات، ويتجدد اآلن مع األزمــــات الـفـائـقـة واتــخــذت الــقــوى األصـولـيـة مــن املنابر واملــنــصــات الــدعــويــة مـيـدانــا لـصـيـاغـتـة وإعـــــادة خـطـاب هو مزيج من الدعوية الدينية وترسيخ التثوير، حيث نشر عناوين متشابهة لدى جمع منهم تناقش مواضيع مثل: «سقوط الدول، التنصير، كفر الحكومات، االرتهان للغرب، الـعـداء مع الـواليـات املتحدة، قضية فلسطي». وكـــل تـلـك املــواضــيــع تـتـم معالجتها بـطـريـقـة سياسية راديـكـالـيـة تتعالى عـلـى الــواقــع وظـــروفـــه. وكـــان للنهج القطبي دوره في تثبيت عرى الخطاب ودفعه بمقومات أدبية وحماسية تثير حماسة الشباب وتجعلهم بحالة اســـتـــعـــداد واســـتـــنـــفـــار ملـــمـــارســـة أي نـــشـــاط مـــن الـــدعـــوة وصوال إلى القتال. إن التيار السروري تعرض لضربات قوية جعلته أقل قدرة على الحركة بالواقع، وذلك بسبب وعي الحكومة بأن هذا التنظيم هو مصدر لكل األعطال التنموية وانـتـشـار الـكـراهـيـة الـكـارثـيـة، وتــغــوّل األفـكـار الـتـكـفـيـريـة. وبـعـد أن تــم حـصـار الـتـيـار راح يبحث عن منافذ أخـــرى للتأثير فـي املجتمع عبر رسـائـل خطيرة تتداول بالتطبيقات اإللكترونية. التيار السروري تعرض لضربات قوية جعلته أقل قدرة على الحركة بالواقع فهد سليمان الشقيران حول الحروب... ومحاوالت التثوير هل تطمح «الدعم السريع» ألن تكون جيش السودان؟

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==