issue16710

OPINION الرأي 13 Issue 16710 - العدد Wednesday - 2024/8/28 األربعاء اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ الرئيس التنفيذي جمانا راشد الراشد CEO Jomana Rashid Alrashid نائبا رئيس التحرير زيد بن كمي Assistant Editor-in-Chief Deputy Editor-in-Chief Zaid Bin Kami مساعدا رئيس التحرير محمد هاني Mohamed Hani الحرب التي لم تأت بعد أميركا وخطاب االضطهاد المسيحي حـتـى وقـــت الـكـتـابـة لــم يـكـن هـنـاك بصيص ضـوء خارج من مفاوضات الهدنة رغم زيارة الوفود الغربية، واملـنـاشـدات الـتـي تـأتـي مـن املنظمات الـدولـيـة. اإلعــام كانت صورته كاريكاتورية، فمن دون معرفة النصوص الـــتـــي يـــجـــري الــــتــــفــــاوض عـــلـــيــهـــا، فـــــإن الـــســـاحـــة بــاتــت واسعة للتخمني عما هو كلمات ومضمون وتغييرات. األكثر تعاسة كانت التصريحات الخاصة بالقبول أو بالرفض، خصوصًا أن املبادرات التي يجري التفاوض حولها قدمتها الــواليــات املـتـحـدة، وقـالـت واشنطن إن أصلها إسـرائـيـلـي؛ وتـقـول «حــمــاس» إنـهـا تـوافـق على يوليو (تموز) املاضي، لكنها ال توافق على أي 2 مبادرة إضافات إسرائيلية. الحيرة تتملك الجميع، خصوصًا أن املعارك قائمة، وعمليات االغتيال وإطلق الصواريخ تجري؛ وما يبدو أن جميع األطراف والوسطاء والنظارة مـن دول العالم واإلعـــام مستمرون فـي متابعة مشهد ليس له نهاية. ومـا كـان باعثًا على الدهشة أن الحرب اإلقــلــيــمــيــة لـــم تـــقـــم؛ وكـــــان ذلــــك مــخــالــفــ لـلـتـصـريـحـات الساخنة التي أطلقها النظام اإليراني؛ والكلمات الحارة الـتـي أطلقها زعـيـم «حـــزب الــلــه» حـسـن نـصـر الــلــه. كـان واضحًا أن الحشود العسكرية الكثيفة التي بعثت بها واشنطن إلى املنطقة، والتأييد الذي تلقته من حلفائها األملــــان والـفـرنـسـيـ والـبـريـطـانـيـ واإليـطـالـيـ تضع خطًا أحمر على من يمس إسرائيل بسوء. وهكذا وجد الطرفان في مفاوضات الهدنة مخرجًا، فـإيـران وجدت فيه ملذًا يؤجل االنتقام لدماء إسماعيل هنية؛ و«حزب الـلـه» وجــد فيها مـا يـدعـو إلــى االكـتـفـاء بضبط قواعد االشـــتـــبـــاك حــتــى ولــــو اســتــمــرت إســـرائـــيـــل فـــي عمليات االغتيال. لم يمنع ذلك املنطقة من التوتر، ورغم زيارة أنتوني بلينكن وزيـر الخارجية األميركي للمنطقة سعيًا وراء إنهاء الخلفات ومؤكدًا على أن إسرائيل قد وافقت على الصيغة النهائية ولم يبق إال بعض التفاصيل «الفنية» في القاهرة؛ فإن «حماس» لم تؤكد القبول. وباختصار، فـــإن الـواقـعـ خـــارج دائــــرة الـتـفـاوض لــم يــجــدوا سـوى عملية دائرية ال تصل إلى نهاية ال بالقبول وال بالرفض. هي حالة عائمة وجدت فيها إيران ارتباكًا ملحوظًا عما إذا كـان واجبًا عليها الـعـودة إلـى خطة الثأر واالنتقام أو تــعــود إلــــى حــالــة «الــصــبــر االســتــراتــيــجــي» انــتــظــارًا للخروج مـن حـافـة الـحـرب. كــان هـنـاك عـامـل مـؤثـر رغم عدم ذيوعه يبدو أنه منع إيران و«حزب الله» وتوابعهما من تفجير املنطقة، وهي أن كليهما بات مخترقًا بدرجة تـــدفـــع إلعــــــادة حــســـابـــات االشـــتـــبـــاك فـــي حــــرب إقـلـيـمـيـة شاملة. تكرار عمليات اغتيال قيادات عسكرية إيرانية، فضل عن قيادتني مهمتني مثل إسماعيل هنية وفؤاد شكر، وفـي حالة «حــزب الله» كانت القائمة طويلة من االختراقات واالغتياالت، باتت تحتاج إلى وقت للتحقق منها، وسد فجواتها، ولعلها من أصعب األمـور ساعة حرب جارية. هـــل كــــان الــــــردع األمـــيـــركـــي واإلســـرائـــيـــلـــي قـــد بــات جــاريــ ومـانـعـ للتصعيد إلـــى حـــرب شـامـلـة؟ التقارير والـتـحـلـيـات الـغـربـيـة تـضـيـف عــامــا مـهـمـ لـيـس فقط اختلل توازنات القوى حيث األسلحة الجوية متهالكة لـدى إيـــران، وكثير منها يعود إلـى فترة ما قبل الثورة اإليرانية؛ وإنما أكثر من ذلك هو ضعف أسلحة الدفاع وهــي 300 SS الـــجـــوي بــمــا فـيـهـا املــجــمــوعــة الـــروســـيـــة ليست أحدث القدرات الروسية، والتي لم تستخدم لصد الهجوم اإلسرائيلي في أبريل (نيسان) املاضي. كل ذلك يجعل الجبهة الـداخـلـيـة اإليــرانــيــة مكشوفة لعمليات تدمير واسعة النطاق في املـدن والحضر تضع القيادة اإليـــرانـــيـــة فـــي أوضـــــاع داخــلــيــة حـــرجـــة. املــســألــة ذاتــهــا متكررة في لبنان، حيث «حزب الله» ال يمتلك أي دفاع جوي نشط، وال قوات جوية؛ ورغم أنه دفع إسرائيل إلى ألف نسمة من شمال إسرائيل إلى داخل البلد، 60 إجلء فإن املواجهة الشاملة مع «حزب الله» سوف تعني دمارًا كامل للبنان. ومع ذلك؛ فإن كل هذه العناصر واألبعاد كــانــت مـــوجـــودة مــنــذ زمــــن طـــويـــل، ومــــع ذلــــك فــإنــهــا لم تمنع استمرار العمليات العسكرية الجارية؛ والتي من املرجح أن إسرائيل ذاتها تواقة إلى التصعيد فيها، بل إنـهـا تـــرى فيها فـرصـة لـلـخـاص مــن الـــقـــدرات الـنـوويـة اإليــرانــيــة. وهــكــذا، فـــإن الـحـالـة الـتـي نـواجـهـهـا اآلن في حرب غزة الخامسة ما لم يتم التوصل إلى هدنة، فإن كل الطرق سوف تكون مفتوحة لكي تعود إيران إلى الحرب واالنــتــقــام بـالـوكـالـة عــن طــريــق «حــــزب الــلــه» اللبناني و«الـحـشـد الشعبي» الـعـراقـي و«الـحـوثـيـ » فـي اليمن؛ وإســرائــيــل مــن نـاحـيـة أخـــرى ســـوف تبحث عــن طريقة السـتـفـزاز إيــــران مـــرة أخـــرى فــي سبيل تــكــرار اإلهــانــات لـــشـــرف الـــنـــظـــام. هـــل يــمــكــن أن تـــحـــدث املـــعـــجـــزة لـوقـف إطلق النار ولو إلحراز نجاح للرئيس بايدن والسيدة هاريس تعفيهما من الحرج الداخلي وتعطيهما دفعة في االنتخابات الرئاسية؟ أم نعود مرة أخـرى النتظار الحرب اإلقليمية؟ إذا كان في األمر عجب، فل تنس أننا في الشرق األوسط! يـعـتـقـد املـــايـــ مـــن إخـــوانـــي اإلنـجـيـلـيـ أنـنـا نـــتـــعـــرض لـــاضـــطـــهـــاد بـــالـــفـــعـــل، أو أنـــنـــا عـــلـــى بـعـد انتخابات واحـــدة مـن مـواجـهـة حملة قـمـع. ويسهم هـذا الشعور بالخوف والـيـأس فـي ربـط املسيحيني املحافظني، ويقصد بهم أولـئـك الـذيـن يجعلون من الكنيسة ومـؤسـسـاتـهـا مــحــورًا لـحـيـاتـهـم، بترمب؛ الرجل الـذي يعتقدون أنـه سيقاتل من أجـل الحفاظ على اإليمان حيًا على مستوى املجتمع. واإلجـــابـــة املـــوجـــزة: ال، وذلـــك بـالـقـيـاس إلـــى أي تـعـريـف تـاريـخـي حقيقي لـاضـطـهـاد. الحقيقة أن املـسـيـحـيـ األمــيــركــيــ يـتـمـتـعـون بــقــدر هــائــل من الحرية والسلطة. ومـــع ذلـــك، ليست هـــذه اإلجــابــة الـوحـيـدة هنا، فــــالــــتــــاريــــخ األمــــيــــركــــي يـــــــروي لـــنـــا قـــصـــة فـصـيـلـ مــتــنــاحــريــن يـمـتـلـكـان رؤى مـخـتـلـفـة لــلــغــايــة لـــدور اإليــــمــــان فـــي الــحــيــاة الــعـــامـــة األمـــيـــركـــيـــة. ويــحــرص كــاهــمــا عــلــى تــعــذيــب اآلخــــــر، وتــــــورط كــاهــمــا في أخطاء دستورية خلقت صراعًا ثقافيًا عميقًا. إن إحـــدى أكـثـر الـتـجـارب قيمة فـي الـحـيـاة هي تجربة العيش داخل مجتمع أميركي يشكل جزءًا من التيار الرئيس بـالـبـاد، والعيش فـي مجتمع يقف عـلـى الـهـامـش الـوطــنـي. لـقـد قضيت معظم حياتي أعيش داخـل املركز الثقافي والسياسي للمسيحية اإلنــجــيــلــيــة األمـــيـــركـــيـــة، لــكــن عــبــر الـــســـنـــوات الـتـسـع املـاضـيـة جـــرى دفـعـي دونــمــا هــــوادة نـحـو الـهـامـش. كــانــت الـتـجـربـة مــؤملــة. ومـــع ذلــــك، أشــعــر بـاالمـتـنـان للمنظور الجديد الذي منحتني إياه. عـنـدمـا تــكــون داخــــل املـجـتـمـع اإلنـجـيـلـي، تجد وسائل اإلعــام املسيحية تعج بقصص املسيحيني املعرضني للتهديد؛ عـن الجامعات التي تميز ضد مــجــمــوعــات الـــطـــاب املــســيــحــيــ ، أو وكـــالـــة رعــايــة كـاثـولـيـكـيـة رفـــضــت عـــقـــودًا تــخــص مــديــنــة بعينها بسبب موقفها من الزواج، أو الكنائس التي واجهت معاملة تمييزية أثـنـاء جائحة كوفيد، عندما كان يـــجـــري تـمـيـيـز الــتــجــمــعــات الــعــلــمــانــيــة، غـــالـــبـــ ، عن األخرى الدينية. أضـــــــــف إلـــــــــى ذلـــــــــك الــــــحــــــكــــــايــــــات الـــشـــخـــصـــيـــة لــلــمــســيــحــيــ الـــــذيـــــن واجـــــهـــــوا تــــهــــديــــدات بــالــقــتــل والترهيب واملضايقات عبر اإلنترنت بسبب آرائهم، وحـيـنـهـا سـيـكـون مـــن الـسـهـل ســـرد قـصـة االنـــحـــدار األمــــيــــركــــي؛ األمـــــــة الــــتــــي كــــانــــت تـــحـــتـــرم املـسـيـحـيـة وتبجلها، وتحولت اليوم إلى اضطهاد املسيحيني. وإذا كان اليسار غاضبًا من املحافظني لسعيهم إلى حماية رجل مثل ترمب، فعليه أال يلوم إال نفسه. ومع ذلك، فإنه عندما يجري دفعك خارج نطاق اإلنجيلية، يظهر العالم أمـامـك فـي صــورة مختلفة تمام ًا. ترى املسيحيني املحافظني يهاجمون الحريات األســاســيــة لـخـصـومـهـم، واملــجــالــس التشريعية في الواليات التي يسيطر عليها الحزب الجمهوري تمرر قوانني تقيد حرية التعبير للتقدميني واألميركيني املـثـلـيـ جـنـسـيـ . ويـــحـــاول أعـــضـــاء مـجـالــس إدارة املـدارس املسيحية تقييد الوصول إلى كتب معينة، بحجة الدفاع عن معاييرهم األخلقية الخاصة. كما يسعى مـحـافـظـون آخــــرون إلـــى عـكـس قـــرار املحكمة العليا في قضية أوبيرجيفيل ضد هودجز، إلنهاء االعتراف القانوني بزواج املثليني. إن الـــجـــمـــع بـــــ هــــــذه الـــقـــصـــص والـــحـــكـــايـــات الشخصية عـن التقدميني، وغيرهم مـن املعارضني الـــــذيـــــن تــــعــــرضــــوا لـــلـــتـــهـــديـــد والــــتــــرهــــيــــب مـــــن قِـــبَـــل املسيحيني املحافظني، يجعلك تبدأ في رؤية السبب وراء زيــــف روايـــــة االضـــطـــهـــاد املــســيــحــي. وإذا كــان املـسـيـحـيـون املــحــافــظــون غــاضــبــ مـــن األمـيـركـيـ التقدميني، العتقادهم أنهم منافقون حاقدون، فإن عليهم أال يلوموا إال أنفسهم. وبـعـد أن عشت داخــل وخـــارج مـركـز اإلنجيلية املحافظة، تكونت لدي وجهة نظر مختلفة؛ ففي حني أن هناك ظلمًا حقيقيًا بالفعل، تبقى رواية االضطهاد املـسـيـحـي كـــاذبـــة فـــي األســــــاس. أمــيــركــا ال تضطهد املـسـيـحـيـ ، بــل إنــهــا تـعـيـش مــع تــداعــيــات خطأين دســـتـــوريـــ الحـــقـــ يــشــوهــان الــحــيــاة الـسـيـاسـيـة، ويلحقان الضرر بالثقافة حتى يومنا هذا. الـخـطـأ األول أنـــه عـلـى مــــدار الـــجـــزء األكـــبـــر من التاريخ األميركي، تهاونت املحاكم في فرض البند الــذي يمنع الـدولـة مـن فــرض ديـانـة بعينها، الــوارد فـــي الــتــعــديــل األول. لــقــد عــــاش األمـــيـــركـــيـــون تحت مـــا ســمــاه زمـيـلـي روس دوثـــــات «الـهـيـمـنـة الـنـاعـمـة للبروتستانتية األميركية». ومن بني األسباب وراء كــــون هــــذه الـهـيـمـنـة «نـــاعـــمـــة» أن أمــيــركــا لـــم تمتلك قـط كنيسة وطنية، على غـــرار املـؤسـسـات الكنسية الـرسـمـيـة األوروبــــيــــة. وبـالـفـعـل، جـــرى فـــرض قـــراءة الكتاب املقدس والصلة في املدارس، وإقرار ما عُرف باسم «تعديلت بلني» املناهضة للكاثوليكية بشكل صريح، التي سعت إلى إضعاف النفوذ الكاثوليكي داخل الواليات املتحدة. ولـــم تـكـن هـــذه الهيمنة الـنـاعـمـة مـسـتـدامـة من الـنـاحـيـة الـدسـتـوريـة أو الـثـقـافـيـة. مــثــاً، يتعارض فـــرض قــــراءة الــنــصــوص املــقــدســة الـبـروتـسـتـانـتـيـة، في نهاية املطاف، مع التعديل األول، الذي ال يسمح للدولة بتمييز أي طائفة أو مذهب معني. وثــقــافــيــ ، فــــإن الــتــنــوع والـعـلـمـانـيـة يــجــعــان من هــيــمــنــة أي طـــائـــفـــة ديـــنـــيـــة مــــحــــددة، أمــــــرًا مـسـتـحـيـاً. ببساطة، ال يوجد عدد كاف من األميركيني من أي تقليد ديني واحد يتيح الهيمنة على الحياة األميركية. في ستينات القرن العشرين، بدأت محكمة وارن فـي تفكيك املـؤسـسـة البروتستانتية الناعمة، عبر منع تـرديـد الـصـلـوات فـي املــــدارس، وقــــراءة الكتاب املـــقـــدس. ونـجـحـت سلسلة مــن الـقـضـايـا فــي تقييد سـلـطـة الـــدولـــة فـــي الـتـعـبـيـر عـــن وجــهــة نـظـر دينية معينة. ومع ذلك، بالغت حكومات الواليات والحكومات املحلية في مسار التصحيح، وأفرطت في فرض بند منع انحياز الدولة ملذهب ديني بعينه لدرجة بلغت حــد انـتـهـاك بـنـود حـريـة التعبير، وحــريــة ممارسة الــشــعــائــر الــديــنــيــة، عــبــر اســـتـــهـــداف صــــور التعبير الديني الخاصة. إن الرغبة في فك االرتباط بني الكنيسة والدولة أسفرت عن اتباع نهج يقوم على البحث عن وتدمير صور التعبير الديني داخل املؤسسات العامة. لقد بـــدأت مسيرتي املهنية فـي مـجـال القانون ، عندما كان مبدأ املساواة في الوصول إلى 1994 عام املعلومات والتمويل موضع شك كبير. وقد أمضيت الجزء األكبر من عَقدين في رفع دعاوى قضائية تلو األخرى، قامت جميعها على االدعاء األساسي ذاته: يتعني عـلـى الـجـهـات الـفـاعـلـة فــي الـــدولـــة أن تعامل الخطاب الديني بالطريقة نفسها التي تعامل بها الخطاب العلماني، وينبغي أن يعني التفاعل السليم بني بند حرية ممارسة الشعائر الدينية وبند منع انحياز الدولة إلى مذهب ديني بعينه، أن الخطاب الديني الخاص ال ينبغي أن يحظى بتفضيل أو عدم تفضيل من قِبَل الحكومة. وكذلك ال تستطيع الدولة إدارة الكنيسة، وال تستطيع الكنيسة إدارة الدولة. * خدمة «نيويورك تايمز» عبد المنعم سعيد *ديفيد فرينش

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==