issue16710

يـــشـــهـــد الـــــعـــــراق تــــحــــوال كـــبـــيـــرًا فــــي ســيــاســتِــه الـــخـــارجـــيـــة، حــيــث يـــركّـــز عــلــى الـــســـيـــادة الـوطـنـيـة والـــتـــكـــامـــل االقـــتـــصـــادي والــــتــــوازن الــدبــلــومــاســي. وقــد شـرعـت حـكـومـة رئـيـس الــــوزراء محمد شياع السوداني في إعادة تشكيل دور العراق في املنطقة، حيث تموضع البالد كوسيط فعالٍ، وفاعل يعتمد على نفسِه، وعلى مركزِه االقتصادي. تتمحور رؤيـــة نهضة الــعــراق حـــول سياسة بسيطة ولـكـنَّــهـا قـويـة: «الـــعـــراق أوالً». وقــد طـرح رئـــيـــس الــــــــوزراء هــــذا املــــوضــــوع فـــي مـــقـــالِـــه الـــذي في مجلة «فورين 2024 ) نُشر في أبريل (نيسان أفيرز»، حيث أكَّد أولوية سيادة العراق ومصالحه الوطنية. وكتب قائالً: «أولويتُنا هي إعـادة بناء الـعـراق بـنـاء على مصالحِه الوطنية، بــدال مـن أن يكون ساحة معركة للتنافسات اإلقليمية». ومن هذا املنطلق تعكس سياسة «العراق أوالً» طموحًا أوسع لتقليل اعتماد العراق على القوى الخارجية والتركيز على االستقرار والنمو الداخليني. وتعد إعادة توجيه عالقات العراق مع جيرانِه عــامــ مـحـوريـ فــي هـــذه الـــرؤيـــة. ويـــهـــدف الــعــراق إلـى تعزيز التعاون االقتصادي بـدال من الصراع، حيث يسعى لتحقيق منافع مشتركة مع دول مثل تركيا واألردن واململكة العربية السعودية. وقد أكَّد رئيس الـــوزراء أن حكومتَه تبني عراقًا قــادرًا على الـــوقـــوف بـمـفـرده، مـدفـوعـ بـالـتـعـاون االقـتـصـادي مـع جيرانِنا واسـتـثـمـارات تعود بالنفع أوال على الشعب العراقي. ويمثل هذا التحوّل ابتعادًا كبيرًا عن املاضي، عندما كـان العراق ساحة للصراعات الجيوسياسية. وفـي استعادة السيادة الكاملة، اتَّجه العراق نـحـو إنــهــاء بـعـثـة األمــــم املـتـحـدة ملـسـاعـدة الـعـراق . بـاإلضـافـة إلــى ذلـك، 2025 (يـونـامـي) بحلول عــام تــعــمــل الــحــكــومــة عـــن كـــثـــب مـــع الــتــحــالــف الـــدولـــي ملـــحـــاربـــة «داعـــــــــش»؛ بــــهــــدف االنــــتــــقــــال مــــن الـــدعـــم العسكري إلى عالقات ثنائية مستقرة مع أعضاء الـتـحـالـف. وتــؤكّــد هــذه الـجـهـود الــتــزام الـسـودانـي توجيه العراق بعيدًا عن الصراعات املطولة نحو مستقبل أكثر استقرارًا واكتفاء ذاتيًا. وخــــ ل الـعـامـ املـاضـيـ ، أطـلـقـت الحكومة مشاريع بنية تحتية عــدة وبــــارزة، لدفع انتعاش االقتصاد العراقي وتعزيز التكامل اإلقليمي. ومن بني هـذه املشاريع مـبـادرة «طريق التنمية»، وهو مـــشـــروع طــمــوح يــهـدف إلـــى وضــــع الـــعـــراق كـمـركـز نقل حيوي يربط بني أوروبا والخليج وآسيا. وقد وصف السوداني هذه املبادرة بأنَّها «جسر يربط الـــعـــراق بـالـعـالـم ويـــدفـــع نـهـضـتَــنـا االقــتــصــاديــة». سيتم تنفيذ هذا املشروع، الذي يهدف إلى تسهيل الـتـجـارة والــخــدمــات اللوجيستية، بـالـتـعـاون مع تركيا وقـطـر واإلمـــــارات العربية املتحدة وشـركـاء إقليميني آخرين. 3 بــاإلضــافــة إلـــى ذلـــك، خــصَّــص الـــعـــراق نـحـو مليارات دوالر لبناء خـط أنابيب نفط جديد بني الـبـصـرة وحــديــثــة. وسـيـكـون هـــذا املـــشـــروع مـركـزًا شـــمـــالـــيـــ لـــتـــصـــديـــر الـــنـــفـــط، مـــمـــا يـــســمـــح لـــلــعــراق بتنويع طرق تصدير النفط وتقليل اعتمادِه على الخليج. وتهدف هذه املبادرة إلى تعزيز العالقات االقتصادية مع الدول املجاورة، بما في ذلك تركيا وســـوريـــا واألردن، مـــع تــعــزيــز تــأثــيــر الـــعـــراق في أسواق الطاقة اإلقليمية والعاملية. ومن التطورات البارزة األخرى، زيادة اندماج الــــعــــراق فـــي شــبــكــة الـــطـــاقـــة اإلقــلــيــمــيــة، مـــن خـــ ل إنشاء وصــ ت جديدة لشبكة الكهرباء مع تركيا واألردن واململكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي؛ إذ يسعى العراق إلى استقرار إمدادات الطاقة الداخلية وتعميق دوره في التعاون اإلقليمي في مجال الطاقة. وتتماشَى هذه الرؤية مـع هــدف الـعـراق األوســـع املتمثل فـي تعزيز شرق أوسط مترابط يعتمد على التعاون املتبادل. وإلـــــى جـــانـــب مـــبـــادراتـــه االقـــتـــصـــاديـــة، تـبـنَّــى العراق موقفًا دبلوماسيًا متوازنًا بشأن الصراعات اإلقليمية. ويـتَّــضـح هــذا بشكل خـــاص فـي موقف العراق من الصراع الفلسطيني - اإلسرائيلي. وكان السوداني صريحًا في دعمِه للقضية الفلسطينية مع الدعوة إلى الحلول السياسية والدبلوماسية. فـفـي خـطــابِــه خـــ ل الـقـمـة األولــــى فــي الــقــاهــرة في ، أكَّـــد مـوقـف الـعـراق 2023 ) أكـتـوبـر (تـشـريـن األول ضـد مـا وصفه بـالـعـدوان مـن قبل الـقـوات املحتلة. وأعاد تأكيد دعم العراق الطويل األمد لفلسطني من خالل املساعدات والجهود الدبلوماسية، داعيًا إلى وقــف فــوري إلطــ ق الـنـار، وفتح الـحـدود للسماح بـوصـول املـسـاعـدات اإلنـسـانـيـة، وإنــشــاء صـنـدوق إلعـــادة إعـمـار غـــزة، وحــق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته. وفــــي الـــوقـــت نــفــســه، يــســمــح لـــلـــعـــراق مـوقـعـه الـجـيـوسـيـاسـي الـفـريـد - حـيـث يحتفظ بـعـ قـات قــويــة مـــع إيـــــران وتــركــيــا ودول الـخـلـيـج والــقــوى الـــغـــربـــيـــة - بــــــأن يـــــكـــــون وســـيـــطـــ فـــــي الــــنــــزاعــــات اإلقليمية. من خالل االستفادة من هذه العالقات. وعمل العراق على نزع فتيل األزمات املحتملة قبل أن تتفاقم. وقــد شــدَّد الـسـودانـي على ذلــك قـائـ ً: «يجب أن يكون العراق وسيطًا وليس مشاركًا في الــصــراعــات الـتـي ال تـخـدم مـصـالـحَــنـا الـوطـنـيـة». ويـــعـــكـــس هــــــذا الــــنــــهــــج طــــمــــوح الـــــعـــــراق األوســـــــع الســـتـــعـــادة الـسـيـطـرة عـلـى سـيـاسـتِــه الـخـارجـيـة، بعيدًا عن التأثيرات الخارجية. وتمثل رؤية العراق اليوم تناقضًا صارخًا مع سياساته السابقة، عندما كان البلد غالبًا ما يكون في قلب الصراعات اإلقليمية. لعقود عدة، قُوّضت الــســيــادة الـعـراقـيـة بـسـبـب االنــقــســامــات الطائفية والــتــدخــ ت األجـنـبـيـة، مــمَّــا حـــد مــن قــــدرة الـعـراق على العمل بشكل مستقل على املسرح العاملي. ومع ذلك، تشير سياسة «العراق أوالً» إلى تحوّل نحو مستقبل يتشكَّل فيه مصير العراق بيد مواطنيه. تـــحـــوُّل مــهــم آخــــر فـــي الــســيــاســة هـــو املـتـابـعـة الدقيقة للوعود وااللـتـزامـات التي قطعها العراق لـــلـــدول األخــــــرى. فــفــي املـــاضـــي، غــالــبــ مـــا تــعــرَّض العراق النتقادات بسبب عدم املتابعة لالتفاقيات أو الوعود. ولكن هذه اإلدارة كانت دقيقة في ضمان الــوفــاء بـااللـتـزامـات. ويــرى شـركـاء الـعـراق اآلن أن العراق شريك موثوق وجـاد، حيث يشهدون ليس فقط توقيع االتفاقيات بل أيضًا تنفيذها الفعلي. وســـاعـــد هــــذا الــتــركــيــز عــلــى املــتــابــعــة فـــي تـحـويـل سـمـعـة الـــعـــراق مــن بــلــد الـــوعـــود غـيـر املـحـقـقـة إلـى شريك موثوق به في الشؤون اإلقليمية والعاملية. على الصعيد الداخلي، ركَّز برنامج الحكومة على اإلصالحات التي تهدف إلى مكافحة الفساد وتحسني الحوكمة، وإعـــادة بناء البنية التحتية. وتـهـدف هـذه الجهود إلـى خلق دولـة أكثر مرونة، قـادرة على فرض تأثيرها في املنطقة. ويمثل هذا التركيز الداخلي تـحـوال كبيرًا فـي األولــويــات، مع تأكيد إعـــادة بـنـاء الــعــراق على حـسـاب التدخالت الخارجية في املاضي. أخيرًا، وفـي مقال سابق قلت إن «الـعـراق اآلن على وشك لعب الدور املحوري الذي قُدر له أن يلعبَه في املنطقة»، وما زلت أؤمن بأن العراق يمر بمرحلة تحول قد تعيد تشكيل دوره في الشرق األوســط. وتعكس سياسة «الــعــراق أوالً» الـتـزامـ بالسيادة والتكامل االقتصادي والتوازن الدبلوماسي، ممَّا يجعل العراق قوة استقرار محتملة في املنطقة. ومـــــــن خـــــــ ل قــــــيــــــادة مـــــــبـــــــادرات مــــثــــل طـــريـــق الـــتـــنـــمـــيـــة والـــســـعـــي لــتــحــقــيــق ســـيـــاســـة خـــارجـــيـــة مستقلة، بدأ العراق في فرض نفسه العبًا رئيسيًا فـــي الــجــيــوســيــاســة اإلقــلــيــمــيــة. ويـــجـــب أن يـحـدد العراقيون أنفسهم مستقبل العراق، وهـذه الرؤية املتمثلة فـي الـسـيـادة والـتـكـامـل قـد تمهد الطريق لعصر جـديـد مــن الـنـمـو واالســـتـــقــرار، مـمـا يسمح للعراق بالظهور قائدًا في الدبلوماسية اإلقليمية ومركزًا للتنمية االقتصادية. يتملّكنا أحيانًا ميل خَلوق إلى استيالد واقـــــــع أمــــثــــل يـــتّـــحـــد فـــيـــه الـــخـــيـــر والـــخـــيـــر فـي مواجهة شــر يتّحد بـــدوره مـع الـشـرّ، وفـي كل مــن الجهتني يـصـطـف األصــغــر األدنــــى مرتبة وراء األكـبـر األعـلـى مرتبة. لكن «واقـعـ» كهذا ال يصير واقـعـ ألنّـــه أمنية يجذبنا تناسقها الجميل قبل أن تطرحنا محبطني على القارعة. فماذا مثال لو طبّقنا املبدأ الجليل هذا وطالبنا األوكـــرانـــيّـــ بـرفـض مـعـونـات الــــدول الغربيّة تبعًا ملوقفها السيّء في الحرب على غزّة، أو لو طالبنا الشعوب التي تئن تحت وطأة كوارثها بأن يتّجه تركيزها إلى قضيّة أخرى مُحقّة؟ واملشرق العربي طويال ما عمل بموجب هذا االقتراح، وهو أصال إمالء األنظمة األمنيّة على شعوبها، أتــت بـه مـن لفظيّتها القوميّة كيما تستخدمه لصالح تمكُّنها وديمومتها. فبموجبه، طُــولــب الـعـراقـي والـــســـوريّ، وهما فـي زنــازيــن «الـبـعـث»، بـالـتـصـدّي لالستعمار والـصـهـيـونـيّــة، وقـــد أفـلـحـت األنـظـمـة هـــذه في مسعاها فكوفئت بحياة مديدة، لكنّها، فوق هـذا، حوّلت إمالءها عقال عامًّا يفكّر الجميع بــالــســيــاســة عــــبــــره. هـــكـــذا بــتــنــا نـــــرى آخـــريـــن مـدفـوعـ بـاعـتـبـارات نبيلة وبـنـوايـا حميدة يـصـلـون إلـــى نـتـائـج مـشـابـهـة، إمّــــا عـمـلـيّــ أو نظري ًّا. لكن إذا صح أن القضايا املحقّة تلتقي «في النهاية» في مكان مـا، ظلّت وظيفة السياسة تـدبُّــر هـذه الطريق التي قد توصل، ذات يوم، إلـى «النهاية» الغامضة تلك. وهــذا علمًا بأن الــطــريــق مــــأى بــالــتــعــرّجــات، وقــــد تــحــف بها تناقضات بني أبناء القضايا املُحقّة أنفسهم. فـــالـــعـــالـــم، بـــدولـــه ومــصــالــحــه وأشــــكــــال وعـيـه وأسباب نزاعاته، كان دائمًا أقـوى من األفكار السامية الـتـي تضع األخــيــار مقابل األشـــرار، واملــــؤمــــنــــون الــــذيــــن اعـــتـــنـــقـــوا األديـــــــــان ذاتـــهـــا تحوّلوا مذاهب وفِرَقًا وطوائف، وهذا قبل زمن على انـشـقـاق شيوعيّني ظـنّــوا أنّــهـم يقاتلون الشر إيّــاه إلى روس وصينيّني، وفييتناميّني وكمبوديّني... لقد أشـــار كـاتـب هــذه األســطــر، فـي عمود سـابـق، إلــى حــروب ثــ ث يعيشها املـشـرق في وقـت واحــد: حـرب تشنّها إسرائيل على غـزّة، وحــرب تشنّها إيـــران ومَالحقها امليليشيويّة عــلــى املـــشـــرق، وثــالــثــة تـــخـــاض بـــ إســرائــيــل وإيران. والــــحــــرب األولــــــــى، ذات الـــبُـــعـــد اإلبــــــــاديّ، تستهدف الوجود الوطني الفلسطيني بعدما 2023 ) أكتوبر (تشرين األول 7 فتحت عمليّة الباب لالستهداف هــذا. وهــي، في املــدى الذي بـلـغـتـه تــوحّــشــ وثــــأريّــــةً، تــحــض عـلـى مـوقـف ضـــمـــيـــري وأخــــ قــــي يــتــضــامــن مـــع الـضـحـايـا املدنيّني ويساعد على وقف قتلهم تضامنَه مع الهويّة الوطنيّة الفلسطينيّة. أمّـــــا الـــحـــرب الــثــانــيــة فـتـسـتـهـدف منطقة تــــمــــتــــد مــــــن الــــــعــــــراق إلـــــــى لــــبــــنــــان، بـــتـــحـــويـــل مجتمعاتها مــدى حـيـويّــ إليــــران، وجيوشها ميليشيات ومرتزقة، وحرمان أوطانها كل أمل بغد محترم. وهذه أيضًا ذات بُعد إبادي رأيناه عاريًا في سوريّا، ونـراه بأشكال أشـد مواربة و»لـطـفـ » فــي الـبـلـدان األخــــرى الـتـي تُستنزف منهجي ًّا. وأمّا الحرب الثالثة فمن جنس الصراعات على النفوذ بني بلدين توسّعيّني. والـــــحـــــروب هـــــذه تــتــقــاطــع عـــنـــد أكـــثـــر مـن محطّة إال أنّها ليست حربًا واحـدة وال حروبًا متماثلة. وأغـلـب الـظـن أن الـنـظـرة الـتـي تــرى إليها عـلـى نـحـو مستقل ومــركّــب فــي آن هــي األكـثـر فائدة، فضال عن كونها األدقّ. ذاك أن فرضيّة الـــقـــضـــيّـــة الــــــواحــــــدة، الـــتـــي تــــــذوب مــــن أجـلــهــا القضايا األخرى وتضمحلّ، تزوّر الواقع بأكثر مــن مـعـنـى، وتـــزويـــر كــهــذا يـتـبـدّى فــي أوضــح أشـــكـــالـــه فـــي تــمــويــه املـــســـائـــل الـــنـــزاعـــيّـــة الـتـي تنبع نزاعيّتها من تفرّعها عن تعدّد الحروب والقضايا. فمفهوم القضيّة الــواحــدة يُفهمنا شيئًا ويسلبنا الوعي بأشياء كثيرة تطال التواريخ املـحـلّــيّــة ومـسـار الـصـراعـات ونـشـأة الــعــداوات واصـطـفـاف املصطفّني، وتُنسينا كيف يكون التدخّل األجنبي مرفوضًا هنا ومطلوبًا هناك. وحتّى حني يقال، تنازال للواقع، أن ثمّة قضيّة مركزيّة لكنّها ال تلغي القضايا األخرى، يبقى أن الـتـجـارب تشهد لغير ذلـــك. فـفـي ظـــل منح إحـــدى الــحــروب سلطة الـفـتـوى على الـحـروب األخرى، يغدو مطلوبًا غض النظر، إن لم يكن الصفح، عاجال أو آجالً، عمّن يقاتل «بجدارة» فــــي الــــحــــرب املــــركــــزيّــــة املـــفـــتـــرضـــة. وكـــثـــيـــرون أصــــدروا مــؤخّــرًا أحــكــام بــــراءة بـحـق قاتليهم في الحروب األخـرى. وفي خلط كل شيء بكل شيء، وهو امتداد للتقليد الذي سحق بلدانًا وشـعـوبـ وســـيـــادات وطــنــيّــة، تُــــزج أوطــــان في الحروب غصبًا عنها، ويتحوّل زجّها تهديدًا للقليل املـتـبـقّــي مــن وحـدتـهـا الــوطــنــيّــة، فيما يتولّى الكذب الصريح اخـتـراع نتائج حربيّة عـلـيـنـا الــتــظــاهــر بـهـضـمـهـا، وتـــنـــاســـي حــكّــام مـمـانـعـ ســاهــمــوا فـــي جـــرّنـــا إلــــى الـــفـــنَ، ثــم صـمـتـوا حينما اشتعلت الفتنة حــربــ. فهذه جميعًا غــدت مـواضـيـع تافهة بقياس الحرب املركزيّة! لــهــذا قــد يــكــون األســلــم اقـــتـــران التضامن الــــواجــــب مـــع غـــــزّة بـــاعـــتـــراف مـــتـــبـــادل بــتــعــدّد القضايا وبخصوصيّاتها. فمن دون االنطالق مـن بلد مع وتجربة معيّنة ومــزاج مع ال تكون املواقف أكثر من أهواء أعمارُها قصيرة. أمّـــــا الــتــنــبّــه إلــــى الــخــطــر الـــكـــامـــن فـــي تـجـاهـل الـخـصـوصـيّــات تلك فليس مـن مـهـمّــات العقل العدالي تعريفًا، كما يُستبعد أن يلتفت إليه طالب في جامعة أميركيّة، بيد أن أبناء املنطقة الـــذيـــن تــعــلّــمــوا مـــن تــجــاربــهــم يــبــقــون األكــثــر تأهيال ألن يدركوه ويستدركوه. OPINION الرأي 12 Issue 16710 - العدد Wednesday - 2024/8/28 األربعاء السياسة الخارجية لبغداد... تحول إيجابي وواعد الحروب الثالث والوعي البديل وكيل التوزيع وكيل االشتراكات الوكيل اإلعالني المكـــــــاتــب المقر الرئيسي 10th Floor Building7 Chiswick Business Park 566 Chiswick High Road London W4 5YG United Kingdom Tel: +4420 78318181 Fax: +4420 78312310 www.aawsat.com [email protected] املركز الرئيسي: ٢٢٣٠٤ : ص.ب ١١٤٩٥ الرياض +9661121128000 : هاتف +966114429555 : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني: 800-2440076 املركز الرئيسي: ٦٢١١٦ : ص.ب ١١٥٨٥ الرياض +966112128000 : هاتف +9661٢١٢١٧٧٤ : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: saudi-disribution.com وكيل التوزيع فى اإلمارات: شركة االمارات للطباعة والنشر الريـــــاض Riyadh +9661 12128000 +9661 14401440 الكويت Kuwait +965 2997799 +965 2997800 الرباط Rabat +212 37262616 +212 37260300 جدة Jeddah +9661 26511333 +9661 26576159 دبي Dubai +9714 3916500 +9714 3918353 واشنطن Washington DC +1 2026628825 +1 2026628823 املدينة املنورة Madina +9664 8340271 +9664 8396618 القاهرة Cairo +202 37492996 +202 37492884 بيروت Beirut +9611 549002 +9611 549001 الدمام Dammam +96613 8353838 +96613 8354918 الخرطوم Khartoum +2491 83778301 +2491 83785987 عمــــان Amman +9626 5539409 +9626 5537103 صحيفة العرب األولى تشكر أصحاب الدعوات الصحافية املوجهة إليها وتعلمهم بأنها وحدها املسؤولة عن تغطية تكاليف الرحلة كاملة ملحرريها وكتابها ومراسليها ومصوريها، راجية منهم عدم تقديم أي هدايا لهم، فخير هدية هي تزويد فريقها الصحافي باملعلومات الوافية لتأدية مهمته بأمانة وموضوعية. Advertising: Saudi Research and Media Group KSA +966 11 2940500 UAE +971 4 3916500 Email: [email protected] srmg.com حازم صاغيّة قد يكون األسلم اقتران التضامن الواجب مع غزّة باعتراف متبادل بتعدّد القضايا وبخصوصيّاتها العراق يصبح رائدا في الدبلوماسية اإلقليمية ومركزا للتنمية االقتصادية فرهاد عالء الدين

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==