issue16709

قــــــال رئــــيــــس األركــــــــــان اإليــــــرانــــــي، مـحـمـد بـاقـري، إن انتقام إيـــران الغتيال رئيس حركة «حــــمــــاس» إســمــاعــيــل هــنــيــة فـــي طـــهـــران «أمـــر مـــؤكـــد»، مـــشـــددًا عــلــى أنــــه «ســيــكــون مـنـفـصـا ومستقلً» عن رد «محور املقاومة» في إشارة إلى جماعات مسلحة موالية إليران. وتقول إيران إن إسرائيل تقف وراء اغتيال يــولــيــو (تـــمـــوز) املـــاضـــي، الـــذي 31 هــنــيــة، فـــي وصفه عراقجي، فـي تعليقات نقلتها وسائل إعــام إيرانية رسمية، بأنه «انتهاك ال يُغتفر ألمن إيـران وسيادتها». ولم تعلن إسرائيل أو تنف مسؤوليتها عن مقتل هنية في العاصمة اإليرانية. وقال باقري في مراسم تقديم وزير الدفاع الـــجـــديـــد، الـــجـــنـــرال عـــزيـــز نــصــيــر زاده أمـــس، إن «الـجـمـهـوريـة اإلســامــيــة اإليــرانــيــة ستقرر بـنـفـسـهـا كــيــفــيــة االنــــتــــقــــام، ومــــحــــور املــقــاومـــة ســيــعــمــل أيـــضـــا بــشــكــل مــنــفــصــل ومـــســـتـــقـــل»، حـــســـبـــمـــا نـــقـــلـــت وكـــــالـــــة «تــــســــنــــيــــم» الـــتـــابـــعـــة لـ«الحرس الثوري». وأشار باقري إلى الوضع في املنطقة بعد عملية «عاصفة األقـصـى»، قائلً: «فـي األشهر املاضية، شهدنا أحداثا مكثفة مثل عملية 11 الـ طـــوفـــان األقــــصــــى، والـــهـــجـــوم عــلــى الـقـنـصـلـيـة اإليرانية في دمشق، وعملية الوعد الصادق، واغتيال إسماعيل هنية». وقـــال بـاقـري إن اغتيال هنية فـي طهران «أمــــر ال يــنــســى»، الفــتــا إلـــى أن «االنـــتـــقـــام عبر مــــحــــور املــــقــــاومــــة والــــجــــمــــهــــوريــــة اإلســـامـــيـــة اإليرانية مؤكد». لكنه عاد وقال إن «الجمهورية اإلسلمية اإليـــــرانـــــيـــــة لـــــن تــــقــــع فـــــي فـــــخ ألـــــعـــــاب اإلعـــــــام وتـحـريـضـات الـــعـــدو»، وأضــــاف: «الجمهورية اإلســـامـــيـــة اإليـــرانـــيـــة ســتــقــرر كـيـفـيـة االنــتــقــام بنفسها، ومـحـور املـقـاومـة، كما رأيـنـا األمــس، ســيــعــمــل بـــشـــكــل مــنــفــصــل ومـــســـتـــقـــل فــــي هـــذا السياق». دعوة إيطالية جـاء ذلـك، بعدما حض وزيـر الخارجية اإليطالي، أنطونيو تاياني، نظيره اإليراني عباس عراقجي على تهدئة الوضع، وتقليل التوترات في لبنان والبحر األحمر، فضل عن االنخراط في تسهيل محادثات الهدنة. وقــال عراقجي في املحادثة التي جرت، االثــــنــــن، إن «إيـــــــران ال تــســعــى إلــــى تصعيد الـتـوتـر، ومــع ذلــك فإنها ال تـهـابـه». وأضــاف أن رد إيــــــران ســيــكــون «حـــاســـمـــا ومـحـسـوبـا ودقيقا»، على حد ما أوردت وكالة «رويترز». ومـــن جـانـبـه، أفـــاد تـايـانـي، عـبـر منصة «إكـــــــس»، بـــأنـــه أجـــــرى «مـــحـــادثـــة طــويــلــة مع وزيـــر الـخـارجـيـة اإليــرانــي الـجـديـد»، فـي أول اتـــصـــال هــاتــفــي بـيـنـهـمـا. وأضـــــــاف: «طـلـبـت مـنـه املــســاعــدة فــي تـهـدئـة الــوضــع فــي لبنان والـبـحـر األحــمــر لتقليل الــتــوتــرات وتسهيل املحادثات»، مشددًا على أن «وقف إطلق النار في غزة يبقى خطوة أساسية لتحقيق السلم في الشرق األوسط». ونقل بيان لـ«الخارجية اإليطالية» عـن تـايـانـي، قـولـه: «فــي ضــوء الـتـطـورات الليلة، دعـوت إلـى ضبط النفس، واتباع نـهـج بـــنّـــاء، مــن أجـــل وقـــف دورة األعـمـال الــعــســكــريــة فـــي املــنــطــقــة، الـــتـــي ال تجلب سوى املزيد من املعاناة». وأضــــــاف: «مــــن املـــهـــم أن تـــمـــارس إيــــران الـــضـــغـــط عـــلـــى (حــــــزب الــــلــــه) ملـــنـــع الـتـصـعـيـد عـلـى الـــحـــدود اللبنانية اإلسـرائـيـلـيـة؛ حيث يـــعـــمـــل الــــجــــنــــود اإليــــطــــالــــيــــون ضـــمـــن قـــــوات (اليونيفيل)، وكذلك تجاه الحوثيي لتجنُّب زيــــادة الــتــوتــرات فــي منطقة الـبـحـر األحــمــر؛ حيث تلعب إيطاليا دورًا رئيسيا فـي مهمة أســـبـــيـــدس»، فـــي إشــــــارة إلــــى الــعــمــلــيــة الـتـي أطلقها االتحاد األوروبــي، وتقودها إيطاليا منذ فبراير (شباط) املاضي، لحماية السفن من الهجمات الحوثية في البحر األحمر. وفـــيـــمـــا يــتــعــلــق بــــاملــــحــــادثــــات الـــهـــادفـــة للتوصل إلى وقف إطلق النار، أكد تاياني أن بلده «تدعم جميع جهود الوساطة الجارية التي تهدف إلى تحقيق وقف إلطلق النار في غزة، وهو أمر ضروري لتخفيف التوترات في املـنـطـقـة، وإطــــاق ســـراح الــرهــائــن، والـسـمـاح بوصول املساعدات اإلنسانية». وكان عراقجي قد تلقى اتصاالت مماثلة مــن نــظــرائــه فــي بـريـطـانـيـا وأملــانــيــا وفـرنـسـا ومـــســـؤول الـسـيـاسـة الـخـارجـيـة فــي االتــحــاد األوروبي، وذلك بعدما وافق البرملان اإليراني عــلــى مـنـحـه الــثــقــة لــيــبــدأ فــتــرة تــولــيــه وزارة الخارجية. فقدان الردع وأطـــلـــق «حـــــزب الـــلـــه» مـــئـــات الـــصـــواريـــخ والـــطـــائـــرات املـــســـيّـــرة عــلــى إســـرائـــيـــل فـــي وقــت مـبـكـر، األحـــــد، وقــــال الـجـيـش اإلســرائــيــلــي إنـه أحــــبــــط هـــجـــومـــا أكــــبــــر عـــبـــر تـــنـــفـــيـــذ ضـــربـــات 100 اسـتـبـاقـيـة عــلــى لــبــنــان بــاســتــخــدام نــحــو طـــائـــرة مــقــاتــلــة، فـــي واحــــــدة مـــن أكـــبـــر جـــوالت تبادل إطلق النار املستمرة بي الجانبي منذ شهور. 10 أكثر من ومــــــن شــــــأن أي تــــوســــع لــــتــــبــــادل إطـــــاق الـنـار بـن إسـرائـيـل و«حـــزب الـلـه»، الــذي اندلع بالتوازي مع الحرب في غزة، أن يهدد بصراع إقليمي يشمل إيران حليفة «حزب الله»، وكذلك الواليات املتحدة الحليفة الرئيسية إلسرائيل. وقـــــــال حـــســـن نـــصـــر الـــــلـــــه، األمـــــــن الـــعـــام لــجــمــاعــة «حـــــزب الــــلــــه»، األحــــــد، إن الـجـمـاعـة تمكنت مــن تنفيذ هجومها كـمـا هــو مخطط له، وهو ثأر الغتيال القيادي في الجماعة فؤاد شكر، الشهر املاضي. فـي لبنان وواحـــد في 3 ومــع تـأكـد مقتل إسرائيل بعد تبادل إطلق النار، األحد، أشار الـجـانـبـان إلـــى رغبتهما فــي تجنب مـزيـد من التصعيد في الوقت الحالي، لكنهما حذرا من إمكانية توجيه مزيد من الضربات. ووصـــف رئـيـس األركــــان اإليــرانــي باقري هــجــوم «حــــزب الــلــه» بــأنــه «أول رد انـتـقـامـي» على اغتيال فؤاد شكر. وأعرب عن اعتقاده أن «الــواليــات املتحدة مشغولة فـي شــرق أوروبـا وتـتـابـع تـــطـــورات شـــرق آســيــا، لكنها ال تتبع استراتيجية محددة، وفي الوقت نفسه تدعم الـــنـــظـــام الــصــهــيــونــي بــشــكــل كـــامـــل مــــن خـــال إرســــــال األســـلـــحـــة واملــــعــــدات وعـــــدم اتـــخـــاذ أي إجراء بشأن وقف إطلق النار في غزة». فــــــي واشـــــنـــــطـــــن، قـــــالـــــت وزارة الـــــدفـــــاع األميركية (الـبـنـتـاغـون)، إن الــواليــات املتحدة ترى أن التهديد بشن إيران أو وكلئها هجوما عـلـى إســرائــيــل ال يــــزال قــائــمــا، وفـــق مـــا نقلته وكالة «رويترز». وقـــال املتحدث بـاسـم البنتاغون املايجر جـــنـــرال بــاتــريــك رايـــــدر لـلـصـحـافـيـن: «أود أن أشير إلـى بعض التعليقات العامة التي أدلى بــهــا الـــزعـــمـــاء اإليـــرانـــيـــون وآخــــــــرون... ال يـــزال تقييمنا هو أنه يوجد تهديد بشن هجوم». وفــــي وقــــت ســـابـــق أمـــــس، أشــــــادت وزارة الـــخـــارجـــيـــة اإليــــرانــــيــــة عـــلـــى لــــســــان املـــتـــحـــدث باسمها ناصر كنعاني بهجوم جماعة «حزب الـلــه». وقـــال املـتـحـدث، فـي بـيـان، إن «إسرائيل فـقـدت قــوة الــــردع، وإن الــتــوازن االستراتيجي في املنطقة قد تغير بشكل ليس في صالحها»، وأضـــــاف كـنـعـانـي أنـــه «عــلــى الـــرغـــم مـــن الـدعـم الــشــامــل مـــن دول مــثــل الــــواليــــات املـــتـــحـــدة، لم تـتـمـكـن إســـرائـــيـــل مـــن تـــوقـــع زمـــــان ومـــكـــان رد مـــحـــدود ومــحــســوب مـــن جــانــب املـــقـــاومـــة. لقد فقدت إسرائيل قدرتها على الردع». وقـــال إن إسـرائـيـل «عليها اآلن أن تدافع عن نفسها داخــل األراضـــي التي تحتلها» وأن «الـتـوازنـات االستراتيجية قد تغيرت جذريا» عـلـى حــســاب إســـرائـــيـــل، وذلــــك فـــي إشـــــارة إلـى الـهـجـمـات الــتــي نـفـذتـهـا جـمـاعـة «حــــزب الـلـه» اللبنانية املوالية إليران. ورأى كنعاني أن «أســطــورة عــدم هزيمة جيش النظام اإلسرائيلي أصبحت منذ فترة طويلة شعارًا فارغا». ونـقـلـت وكـــالـــة «إيــســنــا» الـحـكـومـيـة، عن كـنـعـانـي، قــولــه إن الــنــظــام الـصـهـيـونـي «نـشـر أكـــــاذيـــــب حــــــول الـــعـــمـــلـــيـــة»، وأضــــــــــاف: «ربـــمـــا يستطيع النظام الصهيوني إخفاء أو تحريف أو فـــرض الــرقــابــة عـلـى بـعـض الـحـقـائـق حـول عملية (حزب الله)، لكنه يعلم جيدًا أن الحقائق املوجودة لن تتغير». وأضـــــاف أن «الـــتـــوازنـــات االسـتـراتـيـجـيـة قد تغيرت بشكل جـذري ضد النظام املزيف... فقد الجيش اإلرهـابـي اإلسرائيلي قدرته على الهجوم الفعّال والرادع، ويجب عليه اآلن الدفاع عن نفسه ضد الضربات االستراتيجية». وتـــابـــع: «الــنــظــام املـحـتـل الــــذي كـــان يركز دائـــمـــا عــلــى الـــتـــوســـع اإلقــلــيــمــي يــجــب اآلن أن يــدافــع عــن نفسه داخـــل األراضــــي املحتلة رغـم الدعم الشامل من داعميه، بما في ذلك أميركا». وأضاف: «مرور الوقت ليس في صالح النظام الصهيوني وداعميه». 3 أخبار NEWS Issue 16709 - العدد Tuesday - 2024/8/27 الثالثاء واشنطن ترى أن التهديد بشن طهران أو وكالئها ًهجوما على إسرائيل ال يزال قائما ASHARQ AL-AWSAT روما حضّت طهران على تهدئة الوضع في لبنان والبحر األحمر لتقليل التوترات إيران: ردنا على إسرائيل سيكون منفصال عن «محور المقاومة» وزير الدفاع اإليراني الجنرال عزيز نصير زاده يتسلم أمس مرسوم منصبه من رئيس األركان محمد باقري (إرنا) لندن - طهران: «الشرق األوسط» وزيرا خارجية قطر وإيران يبحثان وقف إطالق النار في غزة أجرى وزير الخارجية اإليراني الجديد، عباس عـراقـجـي، مباحثات مـع نظيره الـقـطـري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، استعرضت «علقات التعاون بـــن الــبــلــديــن وســبــل دعــمــهــا وتــطــويــرهــا، ونــاقــش مستجدات األوضاع في غزة واألراضي الفلسطينية املـحـتـلـة، وآخـــر تــطــورات جـهـود الــوســاطــة الـهـادفـة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلق النار، والتوترات في منطقة الشرق األوســـط» وفقا للخارجية القطرية. ونقلت وزارة الخارجية اإليرانية عن عراقجي قوله إن إسرائيل «تسعى وراء تصعيد التوتر وتوسيع دائـــرة الــنــزاع فـي املنطقة»، كما نقلت أنــه شــدد في الــوقــت نـفـسـه عـلـى أن بــــاده «تــرحــب بـجـهـود قطر لوقف الـحـرب وجـرائـم الكيان الصهيوني»، معلنا دعـــم طـــهـــران أي اتـــفـــاق تـقـبـل بـــه أطـــــراف «املــقــاومــة الفلسطينية»؛ بما فيها حركة «حماس». وإلى جانب مناقشة التطورات في غزة، أشارت «الـخـارجـيـة» اإليـرانـيـة إلــى أن الـلـقـاء شمل «تـبـادل اآلراء حـــول تـطـويـر وتـعـزيـز الــعــاقــات بــن طـهـران والــــدوحــــة فـــي مـخـتـلـف املــــجــــاالت، وكـــذلـــك مناقشة الـقـضـايـا ذات االهــتــمــام املـشـتـرك عـلـى الصعيدين اإلقليمي والدولي». وأكــــد الـــطـــرفـــان عــلــى أهــمــيــة مـتـابـعـة وتنفيذ االتفاقيات السابقة املوقّعة بي البلدين، ومراجعة الـجـهـود املــبــذولــة لـتـطـويـر الــعــاقــات، وفـقـا لـــوزارة الخارجية اإليرانية. وأشـــــار عــراقــجــي إلــــى «اإلمـــكـــانـــات والـــقـــدرات الجيدة التي يمتلكها البلَدان في املجاالت التجارية واالقـــتـــصـــاديـــة»، مــؤكــدًا الـرغـبـة فــي «تـحـقـيـق تقدم جــــديــــد فـــــي الـــــعـــــاقـــــات، خــــصــــوصــــا فـــــي املــــجــــاالت االقتصادية والتجارية، من خلل التنسيق والعمل املـشـتـرك بـن الـجـهـات املعنية فـي كـا البلدين عبر اللجنة االقتصادية املشتركة». كما أعرب عراقجي عن تقديره «جهود الدوحة فـــي الــقــضــايــا اإلقـلـيـمـيـة املــهــمــة، خــصــوصــا فـــي ما يتعلق بإيقاف الحرب وفرض وقف إطلق النار في غزة». مـن جهتها، قـالـت «الـخـارجـيـة» الـقـطـريـة، في بيان، إن «الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثـانـي، رئـيـس مجلس الــــوزراء وزيـــر الخارجية، هـنـأ عـراقـجـي بمناسبة تعيينه وزيــــرًا للخارجية اإليــــرانــــيــــة»، مـــعـــربـــا عــــن «تــمــنــيــاتــه لــــه بــالــتــوفــيــق والسداد». لندن - طهران: «الشرق األوسط» عراقجي يستقبل نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في طهران أمس (الخارجية اإليرانية) انقسام بشأن دعوة عراقجي لمفاوضات نووية جديدة انــقــســمــت الـــصـــحـــف اإليــــرانــــيــــة حـــــول أول مـــواقـــف وزيـر الخارجية اإليراني الجديد عباس عراقجي بشأن ، وإمكانية إحيائه، بهدف رفع 2015 االتفاق النووي لعام العقوبات األميركية. ونفى عراقجي األحــد، «مــوت» االتفاق النووي بي إيران والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس األمن، باإلضافة إلى أملانيا، حول برنامج طهران النووي املثير لـلـجـدل. وتــراجــع عـراقـجـي بـذلـك، عـن اإلشــــارة إلــى موت االتفاق النووي، والحاجة إلى مفاوضات جديدة، في أول حديث للتلفزيون الرسمي، بعد توليه مهامه الـوزاريـة األربعاء املاضي. وانـــهـــار االتـــفـــاق الـــنـــووي بـعـدمـا انـسـحـب الـرئـيـس ،2018 األمـيـركـي الـسـابـق دونــالــد تـرمـب مـن االتــفــاق فـي لـعـدم معالجته أنشطة «الــحــرس الــثــوري» فــي املنطقة، خصوصا توسع برنامج إيـران للصواريخ الباليستية، والطائرات املسيرة. وردت إيران على الخطوة األميركية بسلسلة مــن اإلجـــــراءات للتحلل مــن الــتــزامــات االتــفــاق، وكانت أهم اإلجراءات بدأت مع تولي الرئيس جو بايدن مـهـامـه فــي الـبـيـت األبــيــض، عـنـدمـا رفـعـت طــهــران نسبة في 60 إلـى 20 تخصيب اليورانيوم بنسب تـتـراوح بي املــائــة، وخفضت مستوى الـتـعـاون مـع الـوكـالـة الدولية للطاقة الذرية. وأخــفــقــت مـــحـــاوالت إدارة بـــايـــدن إلحـــيـــاء االتــفــاق بعد سـت جــوالت مـن التفاوض فـي فيينا أشــرف عليها عـــراقـــجـــي مـــن الـــجـــانـــب اإليـــــرانـــــي، بـــن أبـــريـــل (نــيــســان) ، وأســابــيــع مــن الــتــفــاوض مع 2021 ) ويــونــيــو (حـــزيـــران الـحـكـومـة اإليــرانــيــة الـسـابـقـة بـرئـاسـة إبـراهـيـم رئيسي. وتأثر املسار الدبلوماسي بشكل كبير مع اندالع الحرب في أوكرانيا، وتجدد عزلة طهران في أعقاب احتجاجات ، قبل عام من 2022 ) شعبية حاشدة في سبتمبر (أيلول هــجــوم طـــوفـــان األقـــصـــى الــــذي أشــعــل فـتـيـل الـــحـــرب بي إسرائيل وحركة «حماس». وخــال حملة االنتخابات الرئاسية األخـيـرة، وعد الـرئـيـس اإليـــرانـــي مـسـعـود بـزشـكـيـان، بــرفــع الـعـقـوبـات وتحسي الوضع املعيشي، وذلك بعدما انتقد مع حليفه وزير الخارجية األسبق، محمد جواد ظريف قانون أقره ، وصعدت إيران بموجبه مسار 2020 البرملان في ديسمبر االبتعاد من التزامات االتفاق النووي. ولــكــن بــعــد االنــتــخــابــات تـــراجـــع كـــل مـــن بـزشـكـيـان وظـــريـــف مـــن انــتــقــاداتــهــمــا لــلــقــانــون والـــبـــرملـــان وتـعـهـدا بخوض أي مفاوضات مع االمتثال للقواني الداخلية. وبعد مثوله أمــام البرملان لشرح برامجه، أكـد عراقجي بدوره التزامه بالقانون. وقـــال عـراقـجـي للتلفزيون الـرسـمـي: «اآلن، إحـيـاء املفاوضات ليس سهل كما كان في املاضي، ويجب على الـجـمـيـع أن يــــدرك ذلــــك، الـــظـــروف الــدولــيــة تــغــيّــرت، وقـد حدثت الحرب في أوكرانيا التي أثّــرت بعمق في النظرة األمــنــيــة لـــأوروبـــيـــن، ومـــا يُـــعـــرف بـالـتـرتـيـبـات األمـنـيـة الــدولــيــة، كـمـا أن الــحــرب فــي غـــزة، والـهـجـوم الـــذي شنّه النظام الصهيوني، والقتل الـذي وقـع هناك، كل ذلـك قد غيّر الظروف اإلقليمية بشكل كامل». وأضـــــاف: «الـــصـــورة الـحـالـيـة تختلف عــن الــصــورة الــســابــقــة، حـتـى فـــي االتـــفـــاق الـــنـــووي نـفـسـه، فـــإن بعض التواريخ التي كانت موجودة قد انقضت، وبالتالي فإن االتفاق النووي بالشكل الحالي ال يمكن إحياؤه، وبمعنى آخــــــر، يـــجـــب إعـــــــادة فـــتـــح هـــــذه الـــوثـــيـــقـــة وتـــعـــديـــل بـعـض أجزائها، وهذا ليس باألمر السهل، فكما تعلمون عندما يتم فتح وثيقة فإن جمعها مرة أخرى يكون عمل شاقا». وتابع: «يجب أن تبدأ مفاوضات جديدة، ومع ذلك، كما ذكـــرت، الــظــروف فـي أوروبــــا صعبة، وفــي الـواليـات املتحدة هم مشغولون باالنتخابات؛ لذا لن تكون املهمة سهلة». فــــي وقـــــت الحـــــــق، قـــــال عـــراقـــجـــي لــلــصــحــافــيــن إن تصريحاته املتلفزة ال تعني موت االتفاق النووي. وقال: «سنواصل التفاوض... لن نتعجّل أو نتأخّر دون داع في هذا املجال، سنتشاور مع األطراف املختلفة؛ لكي نتمكّن من تحقيق مصالح الشعب اإليراني». وكـــــان الفـــتـــا أن تــصــريــحــات عـــراقـــجـــي جـــــاءت بعد ساعات من أول محادثات هاتفية مع نظرائه في فرنسا وأملـــانـــيـــا وبـــريـــطـــانـــيـــا، وكــــذلــــك مــــع مــــســــؤول الــســيــاســة الخارجية للتحاد األوروبي جوزيب بوريل الذي يُنسق فريقه املفاوضات املتعلقة بالبرنامج النووي اإليراني. وعنونت صحيفة «سازندكي» اإلصلحية «إعـادة إعمار االتفاق النووي»، وذكرت أن عراقجي أبلغ نظراءه األوروبـيـن أن «االتـفـاق بشكله الحالي ال يمكن إحياؤه ويجب أن تحدث فيه تغييرات». أما صحيفة «خراسان» املتشددة فقد اعتبرت القرار الخاص باالتفاق النووي الذي ينتهي في أكتوبر 2231 (تشرين األول) املقبل، وكذلك الحرب في قطاع غزة، ودور إيــــران فــي الـنـظـام الـــدولـــي، «مـــن الـتـحـديـات الـتـي تـواجـه عراقجي». من جانبها، تساءلت صحيفة «فرهيختغان» التي يـــتـــرأس مـجـلـس إدارتــــهــــا عــلــي أكــبــر واليـــتـــي، مستشار املـرشـد اإليــرانــي فـي الــشــؤون الـدولـيـة: «أي مـفـاوضـات، وأي اتـفـاق نــــووي؟». وأشــــارت الصحيفة إلــى تـسـاؤالت حـــول إطــــار الــتــفــاوض الــجــديــد الــــذي يـقـصـده عـراقـجـي. وقـــال محلل الــشــؤون الــدولــيــة، حـسـن بهشتي بـــور، إن تـصـريـحـات عـراقـجـي أظــهــرت أن «الـسـيـاسـة الـخـارجـيـة اإليرانية ال تتغير بتغيير الحكومات، وأنها تعود لنظام الجمهورية اإلسـامـيـة، تـشـارك الحكومات فـي صناعة القرارات، لكن تنفيذها بحاجة إلى مصادقة املرشد علي خامنئي». وتحت عنوان «سلم آخر للتفاق النووي»، اتهمت صحيفة «آرمان ملي» اإلصلحية خصوم االتفاق النووي بــإثــارة الـقـضـايـا الهامشية حـــول تـصـريـحـات عـراقـجـي. ورأت الــصــحــيــفــة أن «الـــحـــكـــومـــة الـــجـــديـــدة بـتـوجـهـهـا الوسطي ستتخذ القرار على أساس مصالحها الوطنية، إذا لم تعرقل األطراف األخرى مسار املفاوضات». وأشـــــــارت الــصــحــيـفــة إلــــى دعــــم مــشــرعــن ســبــق أن عــارضــوا املــفــاوضــات بـشـدة إلحــيــاء املــســار الـتـفـاوضـي. وقــــال الــنــائــب مـجـتـبـى ذو الـــنـــوري الــــذي أحــــرق مـسـودة االتفاق النووي على منصة البرملان بعد انسحاب ترمب مــن االتـــفـــاق إن «قــــرار إحــيــاء االتـــفـــاق مــن عــدمــه يتطلب إجماع السلطات الثلث (الحكومة، البرملان، والقضاء) باإلضافة إلى املجلس األعلى للمن القومي». وقال «إذا كان هناك إجماع وطني، بالتأكيد سندعم أي قرار يتخذه نظام الحكم، بما في ذلك إحياء االتفاق». ومع ذلك، قال املحلل السياسي مهدي مطهرنيا للصحيفة، إن «االتفاق النووي ميت وال يمكن إحياؤه». لندن: عادل السالمي

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==