issue16708

مــــا انــــفــــض ســــامــــر مــــفــــاوضــــات جـنـيـف الــخــاصــة بــوقــف الــحــرب فـــي الــــســــودان، دون إحـــراز تـقـدم حــول «وقـــف الـعـدائـيـات»، حتى عـــادت الـهـواجـس مـن كـل حــدب وصـــوب على الـسـودانـيـن خـوفـا مــن األســــوأ؛ حـيـث كـانـوا يـأمـلـون نهاية لـلـحـرب، الـتـي دمـــرت بالدهم وشـــردتـــهـــم فــــي بـــقـــاع األرض، وبــــــات شـبـح املجاعة يهدد أكثر من نصف سكانها. رئــيــس وفـــد الــتــفــاوض لــــ«قـــوات الــدعـم السريع» في جنيف، العميد عمر حمدان، ، لم يُخف املخاوف من الخطوة، مشيرًا، في حوار مع «الشرق األوسط»، إلى أن قواته كانت تأمل في إنجاز اتفاق وقف العدائيات بآلية مراقبة فــعــالــة، لــكــن غـــيـــاب وفــــد الــجــيــش فـــــوّت هــذه الـفـرصـة، مطالبا املجتمع الـدولـي بالضغط عــلــى الــجــيــش إلرســـــال وفــــد إلــــى الــتــفــاوض، مـحـذرًا مـن أنــه فـي حــال فشل الـتـفـاوض فإن مواصلة الخيار العسكري سيكون مطروحا. غير أنه أكد تمسُّكه بمبدأ السودان الواحد، قائال إن قواته لن تسمح بالتقسيم ولن تكرر سيناريو جنوب السودان الـذي انفصل بعد عاما على فترتي مكونا دولة 38 حرب دامت مـسـتـقـلـة، وفـــقَـــد الــــســــودان عــلــى أثـــرهـــا ثلث في املائة من 70 مساحته وخُمس سكانه، و ثـرواتـه البترولية والطبيعية. ولـم يستبعد أيـــضـــا تـشـكـيـل حــكــومــة مـــوازيـــة إذا تـعـقـدت األمـــور، لكنه أشـــار إلــى أن هــذا األمـــر متروك لتقدير القيادة. وقــــال حـــمـــدان، الــــذي قـــاد أيــضــا رئـاسـة »1 وفــــد «الـــدعـــم الـــســـريـــع» ملـــفـــاوضـــات «جــــدة »: «إن الجيش السوداني مختطف 2 و«جــدة وقـــراره عند أمـيـر الحركة اإلسـ مـيـة»، التي قـال إنها اخـتـارت خط الحرب إلـى النهاية». وحــــــــــول االتــــــهــــــامــــــات بـــــاالنـــــتـــــهـــــاكـــــات الـــتـــي تـرتـكـبـهـا عــنــاصــر مـــن الـــدعـــم الـــســـريـــع، قــال إنها «تصرفات وتفلتات فـرديـة»، وإن قائد الــدعــم الـسـريـع الـفـريـق مـحـمـد حــمــدان دقلو (حميدتي) سيُصدر توجيهات «استثنائية وصــارمــة» لـوقـف مثل هــذه االنـتـهـاكـات ضد املدنيي. محادثات جنيف يـــقـــول عــمــر حـــمـــدان إن املـــفـــاوضـــات لم تلب كل الطموحات، لكنها في الوقت نفسه كـــانـــت خـــطـــوة كـــبـــيـــرة لـــــأمـــــام، مــــن خــ لــهــا أصبح املجتمع الـدولـي أكثر اتـحـادًا وجدية في إنهاء الحرب في السودان. وأكد حمدان: «أنجزنا خالل املفاوضات عمال كبيرًا بشأن إيـــصـــال املـــســـاعـــدات اإلنـــســـانـــيـــة، عــبــر معبر أدري الـــــحـــــدودي مــــع تــــشــــاد الـــــــذي يـخـضـع لسيطرة (الدعم السريع) منذ بداية الحرب»، لـــكـــن حـــكـــومـــة بـــــورتـــــســـــودان كـــمـــا يـسـمـيـهـا «حرمت املنظمات الدولية من الدخول عبره بإصدارها قـــرارات اإلغــ ق على الــورق فقط، كـمـا تـــم فـتـح مـنـفـذ الـــدبـــة فـــي شــمــال الــبــ د، وهـــي خـطـوة إيـجـابـيـة كـبـيـرة عـلـى الصعيد اإلنساني». وأضــاف حـمـدان: «فـي املقابل لم تحقق املــــحــــادثــــات هـــدفـــهـــا الـــرئـــيـــســـي وهــــــو وقـــف الـــعـــدائـــيـــات، وهـــي الـقـضـيـة الـرئـيـسـيـة الـتـي كــــان يـنـتـظـرهـا الــشــعــب الـــســـودانـــي، بسبب تمترس ورفـض قـادة الجيش املختطفي من قبل اإلسالميي الذين لم يمكنونا من إنجاز االتفاق بآلية مراقبة فعالة». وأوضح حمدان: «أجـــريـــنـــا فـــي جـنـيـف مــنــاقــشــات مــفــيــدة مع الوسطاء واملنظمات األممية في شأن إيصال املــــســــاعــــدات وحـــمـــايـــة املـــدنـــيـــن، عـــلـــى األقــــل فـي مناطق سيطرتنا مـن خــ ل قــوة حماية املدنيي (تم تشكيلها أخيرًا)، وسيصدر قائد (قـوات الدعم السريع) الفريق محمد حمدان دقــلــو تـوجـيـهـات اسـتـثـنـائـيـة صـــارمـــة بـعـدم التعرض للمدنيي». ولم يستبعد العميد حمدان عقد جولة مـفـاوضـات أخــــرى، مـشـيـرًا إلـــى أن الـوسـطـاء والـــشـــركـــاء تــحــدثــوا بـــوضـــوح وأكــــــدوا أنـهـم ســـيـــواصـــلـــون جـــهـــودهـــم مـــع األطـــــــراف لعقد جــوالت أخـــرى، «ومــن جانبنا فـإن التفاوض مــســألــة مــبــدئــيــة كــمــا ذكــــر ذلــــك قـــائـــد الــدعــم الــســريــع مـــــرارًا وتــــكــــرارًا مــنــذ بـــدايـــة الــحــرب، ومـتـى مـا دُعينا إلــى تـفـاوض ينهي معاناة شـعـبـنـا فــســنــكــون أول املــســتــجــيــبــن، وهــي قـضـيـة اسـتـراتـيـجـيـة بـالـنـسـبـة لـنـا وليست تكتيكية». أسباب غياب وفد الجيش وحــــــــول أســـــبـــــاب غــــيــــاب وفــــــد الــجــيــش واستبداله بوفد حكومي، قال حمدان: «هذه مـبـررات واهـيـة ومضحكة... كـل املفاوضات ) ومفاوضات 2 ) و(جدة 1 السابقة في (جدة املنامة والهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) وجـنـيـف األولـــــى، كـانـت تـتـم بــن وفــديــن من (الدعم السريع) والجيش، وحتى اتفاق إعالن مبادئ جدة الذي يرفعونه كفزاعة، موقع بي الـطـرفـن؛ لـــذا فـــإن شـرطـهـم بـاملـشـاركـة بوفد يمثل الحكومة لم يكن منطقيا». وأضــــــاف: «إجـــــــراءات وقــــف الــعــدائـيــات وإيــــجــــاد آلـــيـــة لــلــمــراقــبــة والــتــحــقــق عــلــى ما اتــفــق عـلـيـه، وتـنـفـيـذ إعــــ ن جـــدة ومـــقـــررات املـنـامـة، يستدعي وجـــود وفــد الجيش على طــاولــة املــفــاوضــات؛ ملـعـرفـة مــن الـــذي يحتل مــــنــــازل املــــواطــــنــــن، ومـــــن يــقــصــف املــدنــيــن بالطيران دون التمييز بـن األعـيـان املدنية والـعـسـكـريـة». وتـابـع قــائــ ً: «املـــبـــررات التي ذكروها غير منطقية وال موضوعية، واملبرر الـــوحـــيـــد مـــن وجـــهـــة نــظــرنــا هـــو أن الـحـركـة اإلسـ مـيـة الـتـي اختطفت الـجـيـش تمنعهم من الـحـضـور... نحن نعلم يقينا أن الحركة اإلسالمية اختارت خط الحرب إلى النهاية». وحــــــول حـــديـــث قـــائـــد الـــجـــيـــش الــفــريــق عــبــد الــفــتــاح الـــبـــرهـــان بــأنــهــم لـــن يـحـضـروا عــــام، قــال: 100 إلـــى جـنـيـف، وســيــحــاربــون لـــــ «الحركة اإلسالمية هي صاحبة اليد العليا عــلــى الـــجـــيـــش، لــكــن املــجــتــمــع الــــدولــــي لـديـه آلـيـات ضغط، وإذا مــارس الضغوط الالزمة يمكن أن يجبر الحركة اإلسالمية وجيشها وكل توابعها على اختيار طريق السالم. اآلن هناك مجاعة في السودان، وال يمكن للعالم أن يــشــاهــد هــــذه املـــأســـاة اإلنــســانــيــة األســــوأ ويتفرج عليها، لذلك ال بد من ضغوط دولية قوية إلجبارهم على السير فـي طريق وقف الحرب». لـكـن ضـغـوط املجتمع الــدولــي لــم تفلح فـــــي عـــهـــد الــــرئــــيــــس املـــــعـــــزول عـــمـــر الــبــشــيــر إلجــــبــــاره عــلــى تـغـيـيـر مـــواقـــفـــه، فــهــل تنجح حاليا؟ في هذا اإلطار يقول حمدان: «صحيح أن حكومة اإلنقاذ كان لها تجربة في تحدي املجتمع الدولي، لكن الوضع في ذلك الوقت كان مختلفا، كانت تحكم بحزب واحد يتحكم بكل مفاصل الدولة، وكان يجد دعما دوليا؛ لـــذلـــك اســـتـــمـــر فــــي الـــعـــنـــاد، لـــكـــن (مــجــمــوعــة في 30 بـــورتـــســـودان) يـــوجـــدون فـــي أقـــل مـــن املائة من أرض السودان، ونحن سيطرنا على التصنيع الحربي والكثير من املفاصل؛ لذلك هم في أوهن حاالتهم، وليست لديهم القدرة للعناد والـصـمـود، وأعتقد أنهم سيجبرون على التفاوض». اتهامات في مواجهة «الدعم السريع» وحـول االتهامات بوجود «قـوات الدعم الــــســــريــــع» فــــي مــــنــــازل املــــدنــــيــــن، ومــطــالــبــة الجيش لهم بخروجهم منها كشرط للعودة إلـــــى املـــــفـــــاوضـــــات، يــــقــــول مــــفــــاوض «الــــدعــــم أبــريــل (نــيــســان) دارت 15 الــســريــع»: «حــــرب في املـدن والقرى ولم تكن حربا في الفضاء، وبـالـتـالـي فــإن الخسائر عـــادة تـكـون كبيرة، خـصـوصـا أن مـعـسـكـرات الـجـيـش تـوجـد في داخـــل األحــيــاء. الـحـرب أجـبـرت املـ يـن على الــــخــــروج مـــن مــنــازلــهــم فــــــرارًا مـــن ويــ تــهــا، فهل يُعقل أن تكون قواتنا مـوجـودة فـي كل تـلـك املـــنـــازل؟ هــم فــي الـحـقـيـقـة يـعـنـون أنـهـم يريدوننا أن نخرج من املناطق واملواقع التي سـيـطـرنـا عـلـيـهـا، ومـــن شــروطــهــم أن نـخـرج من واليـة الجزيرة (وسـط الـبـ د)، وال يمكن أن نـخـرج مــن مـنـاطـق سيطرنا عليها بقوة السالح من دون أن نصل إلـى اتفاق نهائي. وحديثهم عن الخروج من منازل املدنيي هو فقط لـ(دغدغة) مشاعر املواطني». وأضــــــــــاف: «إعـــــــــ ن جــــــدة يـــتـــحـــدث عـن جانبي، هما املساعدات اإلنسانية وحماية املدنيي، ولـم تكن بـه آلـيـات للتنفيذ، ونص عـلـى الـتـمـيـيـز بــن األعـــيـــان املـدنـيـة واملــواقــع العسكرية، والــقــوات املسلحة تـقـوم بقصف املـسـتـشـفـيـات والــجــســور ومـصـفـاة الجيلي، وتدمر كل البنية التحتية في السودان. ومن وجــهــة نــظــرنــا، يــجــب أن نـجـلـس لـلـتـفـاوض لالتفاق على وقف العدائيات عبر آلية مراقبة فعّالة ملعرفة من الذي يحتل منازل املواطني ويخل باالتفاقيات وال عهد له». الحسم العسكري وارد وبـــشـــأن الــســيــنــاريــوهــات املـحـتـمـلـة إذا فشلت املفاوضات، قال عمر حمدان: «أمامنا خياران إذا فشلت جهود املفاوضات والحوار: األول أن يـــمـــارس املـجـتـمـع الـــدولـــي الضغط إلجـــبـــار الـجـيـش عـلـى الــحــضــور إلـــى طـاولـة املفاوضات وإنهاء الحرب، أو أننا سنواصل تحرير مـا تبقى مـن أرض الــبــ د، ونخلّص الــــســــودانــــيــــن مـــــن تــــجــــار الـــــديـــــن والـــحـــركـــة اإلسالمية وحزب املؤتمر الوطني وأذيالهم». وأكــــد حـــمـــدان أن «الـــدعـــم الــســريــع يستطيع حــســم املـــعـــركـــة عــســكــريــا، وهــــو الــســيــنــاريــو األغـلـى تكلفة وغـيـر محبذ لـنـا. نحن نشعر بـالـجـحـيـم الــــذي يـعـيـشـه الـــســـودانـــيـــون، لكن إذا أصـر البرهان ومجموعته على مواصلة الـــــقـــــتـــــال، فـــســـنـــخـــلـــص الــــســــودانــــيــــن مــنــهــم عــســكــريــا، وهـــنـــاك تـــجـــارب شـبـيـهـة للحسم العسكري إقليميا كما تـم فـي روانــــدا، وهو وارد جدًا». إعالن حكومة موازية وارد وحول الخيارات التصعيدية التي أشار إليها قـائـد «الــدعــم الـسـريـع»، يـقـول حـمـدان: «هي كثيرة ومفتوحة، وقائد (الدعم السريع) لــم يـحـدد خــيــارًا بـعـيـنـه». وحـــول مــا إذا كـان مـن بـن الـخـيـارات إعــ ن حكومة مـوازيـة في الــــســــودان أو دارفـــــــور، قــــال: «الـــدعـــم الـسـريـع مـع وحـــدة الــســودان، ولــن يسمح بالتقسيم، ولدينا حكومات وإدارات مدنية في املناطق التي نسيطر عليها، وأخيرًا وافق القائد على تشكيل إدارات مدنية في الواليات؛ ألن هناك حاجة ماسة لتقديم الخدمات للمواطني في مناطق سيطرتنا. أما تشكيل حكومة موازية لــحــكــومــة بــــورتــــســــودان فــهــي مــســألــة أخـــرى متروكة لتقديرات القيادة. لكن كل الخيارات مفتوحة وواردة، نحن لن نسمح بتقسيم السودان إطالقا، بل نرى أن السودان يجب أن يظل موحدًا، ولن نسمح بـالـتـجـربـة الــقــاســيــة لــنــظــام الـبـشـيـر بفصل الجنوب وهو جزء عزيز من أرض السودان، واآلن أصـبـح دولـــة منفصلة». وتـابـع قـائـ ً: «في إعالن جدة واتفاق املنامة أكدنا بوضوح على أن يظل السودان واحدًا موحدًا، ولدينا ســــرطــــان اســــمــــه الــــحــــركــــة اإلســــ مــــيــــة يـجـب القضاء عليه». اتهامات بالفشل في إدارة مناطقها وردًا عــــلــــى اتـــــهـــــامـــــات بـــفـــشـــل «قـــــــوات الـدعـم الـسـريـع» فـي تقديم الـخـدمـات ملناطق ســيــطــرتــهــا، يـــقـــول حــــمــــدان: «هـــنـــاك مـعـانـاة ســبــبــهــا أن مــجــمــوعــة بــــورتــــســــودان قـطـعـت خـــدمـــات اإلنــتــرنــت واملـــيـــاه فـــي كـــل مناطقنا بـالـخـرطـوم وأم درمــــان والـــجـــزيـــرة، وأقـفـلـوا الــحــســابــات الــنــقــديــة لــلــمــواطــنــن، وحـــرمـــوا الــــســــودانــــيــــن مــــن الـــحـــصـــول عـــلـــى األوراق الـثـبـوتـيـة. اآلن شـكـلـوا لـجـانـا لــنــزع األوراق الثبويتة من السودانيي. في املقابل، نبذل مـجـهـودات كبيرة عبر اإلدارات املـدنـيـة لكي تقوم بدروها، وسنقدم كل ما نستطيع لهم، وسـنـعـمـل عـلـى إشــــراك املـجـتـمـع الـــدولـــي في تقديم املساعدات اإلنسانية في مناطقنا». وردًا على سؤال حول االتهامات بقصف املـــدنـــيـــن فــــي كــــــرري والـــفـــاشـــر وأم درمــــــان، يـــقـــول الـعـمـيـد حـــمـــدان: «نـــحـــن ال نـسـتـهـدف إطالقا املناطق املدنية، بل نستهدف املواقع الـعـسـكـريـة. لـكـن هـنـاك وحــــدات عسكرية في وســــط األحــــيــــاء الــســكــنــيــة مـثـلـمـا فـــي كـــرري ووادي سيدنا، وكذلك سالح الذخيرة في حي الــشــجــرة، وســـ ح األسـلـحـة فــي الـــكـــدرو. أمـا بالنسبة للفاشر عاصمة والية شمال دارفور فـإن عناصر (االرتـــزاق املسلح)، بقيادة مني أركـــو مــنــاوي وجـبـريـل إبــراهــيــم، مــوجــودون داخــــل املـسـتـشـفـيـات ونـــشـــروا الـقـنـاصـن في املــســاجــد، وســبــق أن قـدمـنـا مـــبـــادرة بـإخـ ء الفاشر من القوات املسلحة وتركها للحركات املسلحة املحايدة، لكن للسف الجيش رفض هذه املبادرة». وأضـــــاف حـــمـــدان: «قـمـنـا بتشكيل قـوة حماية املدنيي ملساعدة اإلدارات املدنية في مناطق سيطرتنا على إنفاذ القانون، بجانب قـــــوات الـــشـــرطـــة الــعــســكــريــة واالســـتـــخـــبـــارات والـــشـــرطـــة ووكـــــــ ء الـــنـــيـــابـــة واملــســتــشــاريــن الـــقـــانـــونـــيـــن، وهــــــذه الــــقــــوة تــتــلــقــى جـــرعـــات إضـافـيـة فــي الــتــدريــب عـلـى احــتـــرام الـقـانـون الـــدولـــي اإلنــســانــي والـتـعـامـل مــع الـجـمـهـور، رغم حاجتنا املاسة لهذه القوات في القتال. اآلن بـدأت قـوة حماية املدنيي في الخرطوم والــــجــــزيــــرة وســـتـــتـــمـــدد لــلــمــنــاطــق األخــــــرى، عربة قتالية». 27 وتتكون كل مجموعة من الحكم المدني وحــــــول املــــخــــاوف الـــتـــي يــبــديــهــا كـثـيـر مــــن املــــراقــــبــــن مــــن أن تــــقــــوم «قــــــــوات الـــدعـــم السريع» في حال سيطرتها على كل مناطق الـسـودان بإقامة حكومة عسكرية، والتخلي عــن الــشــعــارات الــتــي يطلقها بــعــودة الحكم املدني الديمقراطي، يذكِّر حمدان بأن «قوات الـــدعـــم الــســريــع» انـــحـــازت لــخــيــارات الشعب الـسـودانـي فـي االنتقال الديمقراطي، «وهـذا كـان موقفنا قبل انـــدالع الـحـرب، ووقفنا مع االتفاق اإلطـاري الـذي قبله البرهان، ثم غدر بنا وتراجع عن االتفاق». والحرب قامت ألننا قمنا بالدفاع عن الحكم املدني ووقعنا االتفاق اإلطـــاري. ويضيف: «نحن أكثر إصــرارًا على تسليم السلطة للمدنيي، وكانت هذه املسالة واضحة في اتفاق املنامة. نحن لسنا طالب ســلــطــة، ومــــع الـــتـــحـــول املـــدنـــي الــديــمــقــراطــي فــي الـــبـــ د، وال بــد مــن إنــهــاء الــحــرب وكسر الـــدورة الشريرة لالنقالبات العسكرية التي تنقلب على األنظمة املدينة الديمقراطية». وحــول ما إذا في اإلمـكـان الـعـودة إلـى وثيقة االتـــــفـــــاق اإلطـــــــــاري مـــــرة أخـــــــرى، قــــــال: «بــعــد شهرًا على الحرب، يصعب العودة 16 مـرور لالتفاق اإلطـــاري؛ ألنـه يتحدث حـول قضايا مـــحـــددة، مـنـهـا اإلصــــ ح األمــنــي الـعـسـكـري، واآلن ال بـــد مـــن الـنـظـر بـعـمـق أكــبــر لــأمــور؛ إذ ال يمكن إصـــ ح مؤسسة مختطفة، قـرار قائدها من أمير الحركة اإلسالمية، وقادتها تحقق معهم سناء حمد (قيادية في الحركة اإلسالمية)، وال يمكن أن نعود إلصالح مثل هذه املؤسسة، وهذا يعني إعـادة الحرب في السودان». 7 السودان NEWS Issue 16708 - العدد Monday - 2024/8/26 االثنني «الجيش السوداني مختطف وقراره عند أمير الحركة اإلسالمية التي اختارت خط الحرب إلى النهاية» ASHARQ AL-AWSAT عن خياراتهم إذا فشل التفاوض رئيس وفدها إلى محادثات جنيف تحدّث لـ «الدعم السريع»: لن نسمح بتقسيم السودان وتكرار تجربة الجنوب العميد عمر حمدان (الثالث من اليمين) خالل لقاء مع ممثلين للسعودية واالتحاد األفريقي في جنيف (موقع «إكس») لندن: عيدروس عبد العزيز «وسطاء جنيف» قالوا إن غياب الجيش السوداني عرقل محاوالت وقف إطالق النار (إ.ب.أ) مدينة الجنينة عاصمة والية غرب دارفور أكثر مدن اإلقليم تأثرا بالحروب على مدى سنوات (أ.ف.ب)

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==