issue16708

5 حرب غزة ... تتمدد NEWS Issue 16708 - العدد Monday - 2024/8/26 االثنني ASHARQ AL-AWSAT قائد «حماس» تخلى عن االتصاالت اإللكترونية ويعتمد على حاملي الرسائل البشريين رادار أميركي متطور ووحدة إسرائيلية خاصة لمالحقة السنوار في يناير (كانون الثاني) املاضي، اعتقد املسؤولون اإلسرائيليون واألميركيون أنهم حصلوا على فرصة جديدة في رحلة بحثهم عن أحد أكثر الرجال املطلوبني في العالم، إذ اقتحمت قوات الكوماندوز اإلسرائيلية مجمع 31 أنــفــاق مـعـقـدًا فــي جـنـوب قـطـاع غـــزة، يـــوم يناير، بناء على معلومات استخباراتية تفيد بــأن زعـيـم حـركـة «حــمــاس»، يحيى الـسـنـوار، يــخــتــبــئ هــــنــــاك، وفـــقـــا ملـــســـؤولـــ أمــيــركــيــ وإسرائيليني. وصــحــيــح أنــــه اتـــضـــح أنــــه كــــان يختبئ هـــنـــاك بــالــفــعــل، لـــكـــن الـــســـنـــوار كــــان قـــد غـــادر املـخـبـأ، الـــذي يـقـع تـحـت مـديـنـة خـــان يـونـس، قبل أيام قليلة، تاركا وراءه وثائق وأكواما من عملة الشيقل اإلسرائيلية تُقدر في مجموعها بنحو مليون دوالر أميركي، واستمرت عملية البحث، بعد ذلك، في ظل نقص األدلة القاطعة على مكان وجوده. أكتوبر 7 ومنذ الهجمات، التي وقعت في (تشرين األول) املاضي بإسرائيل، التي خطط لـــهـــا الـــســـنـــوار وأدارهــــــــــا، فـــإنـــه أصـــبـــح أَشـــبـــه بالشبح، إذ لم يظهر في العلن قط، ونادرًا ما يرسل رسائل ألتباعه، كما لم يوفر سوى قليل مـن األدلـــة حــول املـكـان الــذي يُحتمل أن يكون موجودًا فيه. ويُــــعــــد الـــســـنـــوار، بـــا شــــك، الـشـخـصـيـة األكـــثـــر أهــمــيــة فـــي حــركــة «حــــمــــاس»، لــــذا فــإن نـــجـــاحـــه فــــي تــــفــــادي األَســــــــر أو الـــقـــتـــل حَـــــرَم إسرائيل من القدرة على تقديم ادعاء أساسي بـــأنـــهـــا انـــتـــصـــرت فــــي الــــحــــرب وقــــضــــت عـلـى «حماس»، في الصراع الـذي لم يدمّر صفوف الحركة فحسب، لكنه دمَّـــر قـطـاع غــزة أيضا، وقتل عشرات اآلالف من املدنيني هناك. ويــــــــقــــــــول املــــــــســــــــؤولــــــــون األمـــــيـــــركـــــيـــــون واإلســـــرائـــــيـــــلـــــيـــــون إن الـــــســـــنـــــوار تـــخـــلـــى عــن اســـــتـــــخـــــدام االتـــــــصـــــــاالت اإللــــكــــتــــرونــــيــــة مــنــذ فــتــرة طـويـلـة، كـمـا تـجـنَّــب اســتــخــدام شبكات االستخبارات املتطورة، ويُعتقد أنه يبقى على اتصال بالحركة التي يقودها، من خلل شبكة مـــن حـامـلـي الــرســائــل الــبــشــريــ ، لـكـن كيفية عمل هـذا النظام ال تـزال تمثل لغزًا إلسرائيل والواليات املتحدة. وقـــــــد اســــتــــخــــدم قــــــــادة «حــــــمــــــاس» هــــذه االسـتـراتـيـجـيـة فــي املــاضــي، كـمـا استخدمها قـــــادة آخــــــرون مــثــل زعـــيـــم «تــنــظــيــم الـــقـــاعـــدة» الــراحــل أسـامـة بـن الدن، ومــع ذلــك فــإن وضع الــســنــوار يــبــدو أكــثــر تـعـقـيـدًا وأكـــثـــر إحـبـاطـا للمسؤولني األميركيني واإلسرائيليني. وعـــــلـــــى عــــكــــس بــــــن الدن فــــــي ســـنـــواتـــه األخـــيـــرة، فـــإن الــســنــوار يـديـر حملة عسكرية بـنـشـاط، ويــقــول الـدبـلـومـاسـيـون املـشـاركـون فـي مـفـاوضـات وقــف إطـــاق الـنـار بالعاصمة القطرية، الدوحة، إن ممثلي «حماس» يصرّون على أنهم يحتاجون إلى سماع رأي السنوار، قبل اتـخـاذ أي قــــرارات كبيرة فـي املـحـادثـات، وبوصفه الزعيم الــذي يحظى بأكبر قـدر من االحترام في «حماس»، فهو الشخص الوحيد الـــــذي يـمـكـنـه ضـــمـــان تـنـفـيـذ أي قـــــرار يـجـري اتخاذه في الدوحة، بشأن قطاع غزة. وتكشف املقابلت، التي أجرتها صحيفة 20 «نـيـويـورك تايمز» األميركية مـع أكثر مـن مـسـؤوال فـي إسرائيل والــواليــات املتحدة، أن كـا البلدين ضــخ مـــوارد هـائـلـة؛ فـي محاولة العثور على السنوار، حتى إن املسؤولني أنشأوا وحدة خاصة داخـــل مقر جـهـاز األمـــن الـداخـلـي اإلسرائيلي «الـشـابـاك»، وجـرى تكليف وكــاالت التجسس األميركية باعتراض اتـصـاالت الـسـنـوار، كما قدّمت الواليات املتحدة إلسرائيل رادارًا يمكنه اخـــتـــراق األرض؛ لـلـمـسـاعـدة فــي الـبـحـث عنه وعن قادة «حماس» اآلخرين. وال شـك فـي أن قتل الـسـنـوار أو القبض عليه سيكون له تأثير دراماتيكي على الحرب الـــدائـــرة بـــ إســرائــيــل وحـــركـــة «حـــمـــاس»، إذ يعتقد املسؤولون األميركيون أن حـدوث ذلك مِــــن شـــأنـــه أن يـمـنـح فـــرصـــة لــرئــيــس الــــــوزراء اإلسرائيلي، بنيامني نتنياهو، الدعاء تحقيق انـتـصـار عـسـكـري كـبـيـر، وربــمــا يجعله أكثر اســـتـــعـــدادًا إلنـــهـــاء الــعــمــلــيــات الــعــســكــريــة في قطاع غزة. لــكــن مِــــن غــيــر الـــواضـــح طـبـيـعـة الـتـأثـيـر الذي قد يُخلفه قتل السنوار على املفاوضات الـجـاريـة بـشـأن إطـــاق ســـراح الـرهـائـن، الذين أكتوبر، إذ إن قتله قد 7 جرى احتجازهم في يـــؤدي إلـــى جـعـل خلفائه أقـــل رغـبـة فــي إبـــرام اتفاق مع إسرائيل. ووفقا ملا نقلته الصحيفة عن مسؤولني إسرائيليني وقطريني ومصريني وأميركيني، فـــإن الــتــواصــل مــع الــســنــوار أصــبــح اآلن أكثر صعوبة، إذ إنـه عــادة ما كـان زعيم «حماس» يـــــرد عـــلـــى الــــرســــائــــل فــــي غـــضـــون أيـــــــام، لـكـن املسؤولني قالوا إن األمــر بـات يستغرق وقتا أطول بكثير للحصول على رد منه في األشهر األخــــيــــرة، وأن بــعــض مــســاعــديــه كــــانــــوا، في بعض األحيان، يقومون بالرد نيابة عنه في تلك املناقشات. وفي أوائل أغسطس (آب) الحالي، جرى عاما) سيكون هو زعيم 61( إعلن أن السنوار املكتب السياسي لحركة «حماس»، وذلك بعد أيام من مقتل رئيس املكتب السياسي السابق لـلـحـركـة إسـمـاعـيـل هـنـيـة، فــي عملية اغتيال إسرائيلية بالعاصمة اإليرانية طهران. لـكـن الـسـنـوار كــان يُــنـظـر إلـيـه مـنـذ فترة طـويـلـة بـوصـفـه الـزعـيـم الـفـعـلـي لـــ«حــمــاس»، حتى لو كان املسؤولون السياسيون للحركة، املــــوجــــودون فـــي الــــدوحــــة، يــحــمــلــون األلـــقـــاب القيادية الرسمية. وكانت الضغوط املفروضة على السنوار قـــد جــعــلــت مـــن الــصــعــب عــلــيــه الـــتـــواصـــل مع الـــــقـــــادة الـــعـــســـكـــريـــ ، وتــــوجــــيــــه الــعــمــلــيــات الـيـومـيـة، وذلـــك على الـرغـم مـن أن املسؤولني األميركيني قالوا إنه ال تزال لديه القدرة على تحديد استراتيجية الحركة. أكــتــوبــر، 7 وبــعــد أســابــيــع مـــن هــجــمــات والـــــتـــــي أســـــفـــــرت عـــــن مـــقـــتـــل مـــــا ال يــــقــــل عــن شــــخــــص، وافـــــقـــــت لـــجـــنـــة خــــاصــــة مـن 1200 كــــبــــار مــــســــؤولــــي االســـــتـــــخـــــبـــــارات والـــجـــيـــش اإلسرائيليني على قائمة اغتياالت لكبار قادة «حماس» واملسؤولني السياسيني، وقُتل عدد مـن الـرجـال الـذيـن جـرى إدراجـهـم فـي القائمة بالفعل، بما في ذلك هنية، خلل األشهر التي تَلَت ذلك. ومـــع كــل عملية اغـتـيـال، عــــادة مــا يضع وزير الدفاع اإلسرائيلي، يوآف غاالنت، علمة » فـوق االسـم املُـــدرَج على املخطط الخاص X« بقيادة «حماس»، الذي يحتفظ به على حائط مكتبه، لكن السنوار، الـذي يُعد االسـم األكثر أهمية بني كل هؤالء، ال يزال طليقا. الحياة تحت األرض وكــــــان الـــســـنـــوار يــتــمــتــع بـــحـــضـــور طــــاغ في غـزة قبل الحرب، إذ كـان يُجري مقابلت، ويـــشـــرف عــلــى الـــتـــدريـــبــات الــعــســكــريــة، حتى إنـه ظهر على شاشات التلفزيون، في إحدى املــــــــرات، لـتـسـلـيـم جــــائــــزة لــعــمــل فـــنـــي يــصــور هـجـومـا لـــ«حــمــاس» عـلـى إســرائــيــل، وهـــو ما أكتوبر 7 كـــان بمثابة تمهيد غـريـب لـهـجـوم املاضي. وخلل األسابيع األولى من الحرب، كان املــســؤولــون االسـتـخـبـاراتـيـون والـعـسـكـريـون اإلسرائيليون يعتقدون أن السنوار يعيش في شبكة من األنفاق تحت مدينة غزة، وهي أكبر مدينة في القطاع وواحدة من أولى املدن التي استهدفتها القوات العسكرية اإلسرائيلية. وخلل إحدى الغارات التي جرى شنها، فـي وقــت مبكر مـن الـحـرب، على نفق بمدينة غزة، عثر جنود إسرائيليون على مقطع فيديو كــــان قـــد جــــرى تــصــويــره قــبــل أيـــــام، لـلـسـنـوار أثـــنـــاء نـقـل عـائـلـتـه إلـــى مــكــان اخــتــبــاء جـديـد تحت املدينة، ويعتقد مسؤولو االستخبارات اإلسرائيليون أن زعيم «حماس» أبقى عائلته مـعـه، خــال األشـهـر الستة األولـــى مـن الحرب على األقل. وفـــي ذلـــك الـــوقـــت، كـــان الــســنــوار ال يــزال يستخدم الهواتف املحمولة، وتلك التي تعمل بـــاألقـــمـــار الــصــنــاعــيــة؛ وذلــــك بـفـضـل شـبـكـات الــهــواتــف الـخـلـويـة املـــوجـــودة داخــــل األنــفــاق، وكـــــان يــتــحــدث مـــن وقــــت آلخــــر مـــع مـسـؤولـي «حـــــمـــــاس» فــــي الــــــدوحــــــة، وتـــمـــكـــنـــت وكــــــاالت التجسس األميركية واإلسرائيلية من مراقبة بــعــض هــــذه املـــكـــاملـــات، لـكـنـهـا لـــم تـتـمـكـن من تحديد موقعه. ومع نفاد الوقود في غزة، ضغط غاالنت مــــن أجــــــل إدخــــــــال شـــحـــنـــات جــــديــــدة الـــقـــطـــاع لتشغيل املُـــولّـــدات الــازمــة السـتـمـرار تشغيل شــبــكــات الـــهـــواتـــف املـــحـــمـــولـــة؛ حــتــى تتمكن عمليات التنصت اإلسرائيلية من االستمرار، وذلــــــــك عـــلـــى الـــــرغـــــم مـــــن اعـــــتـــــراضـــــات بـعـض األعـــضـــاء مـــن الـيـمـ املــتــطــرف فـــي الـحـكـومـة اإلســــرائــــيــــلــــيــــة، الــــذيــــن أرادوا وقــــــف إدخــــــال شحنات الوقود ملعاقبة سكان غزة. وخــــــال هـــــذه الــــفــــتــــرة، تــمــكــنــت وكـــــاالت التجسس من الحصول على ملحات من حياة الـسـنـوار تحت األرض، بما فـي ذلـك متابعته بشدة وسائل اإلعــام اإلخبارية اإلسرائيلية وإصـــراره على مشاهدة نشرة أخبار الساعة الــــثــــامــــنــــة مــــــســــــاءً، الــــتــــي يــــجــــري بـــثـــهـــا عــلــى التلفزيون اإلسرائيلي. وفــي نوفمبر (تشرين الـثـانـي) املاضي، وصف أحد الرهائن اإلسرائيليني، الذين جرى إطـــاق سـراحـهـم، كيف خـاطـب الـسـنـوار عـددًا كـبـيـرًا مـــن األســـــرى اإلســرائــيــلــيــ ، بـعـد وقـت أكـــتـــوبـــر. ووفـــقـــا لــروايــة 7 قـصـيـر مـــن هــجــوم الــرهــيــنــة اإلســـرائـــيـــلـــي، فــــإن زعـــيـــم «حـــمـــاس» تــحــدَّث إلـيـهـم باللغة الـعـبـريـة، الـتـي تعلَّمها خلل سنوات أَسْره في السجون اإلسرائيلية، وأخـبـرهـم بأنهم فـي أمـــان حيث هــم، وأنـــه لن يَلحقهم أي أذى. وقال املسؤولون اإلسرائيليون إن جميع عـنـاصـر «حـــمـــاس» املـخـتـبـئـ تـحـت األرض، بـمـا فــي ذلـــك الــســنــوار، يـخـرجـون مــن األنـفـاق بني الحني واآلخر، ألسباب صحية، لكن شبكة األنـفـاق واسعة ومعقدة جـدًا، كما أن مقاتلي الحركة لديهم معلومات استخباراتية جيدة حول أماكن وجود القوات اإلسرائيلية، لدرجة أن الـسـنـوار يـخـرج، فـي بعض األحــيــان، فوق األرض دون أن يجري اكتشافه. ووفـــــــــقـــــــــا ملـــــــــا يـــــعـــــتـــــقـــــده املـــــــســـــــؤولـــــــون اإلســــرائــــيــــلــــيــــون واألمــــيــــركــــيــــون، فــــــإن زعــيــم «حماس» انتقل بعد ذلك إلى الجنوب في خان يـونـس؛ وهــي املدينة الـتـي وُلِـــد فيها، وربما كـان يسافر فـي بعض األوقـــات مـن هناك إلى مدينة رفح عبر أحد األنفاق املمتدة. وقال مسؤولون إسرائيليون إنه بحلول الـــوقـــت الــــذي جـــرت فـيـه مــداهــمــة مـخـبـأ خـان يناير املــاضــي، كــان السنوار 31 يـونـس، فـي قـــــد فــــــر مـــــن هـــــنـــــاك، وظــــــل مـــتـــقـــدمـــا بــخــطــوة واحــــــــدة عـــلـــى مــــطــــارديــــه، الــــذيــــن أدلـــــــــوا، فـي بعض األحــيــان، بتعليقات يـتـفـاخـرون فيها بمدى اقترابهم من العثور عليه. وفي أواخر ديسمبر (كانون األول) املاضي، عندما بدأت الوحدات العسكرية اإلسرائيلية حفر األنفاق فـــي إحــــدى مـنـاطـق املــديــنــة، تـفـاخـر غــاالنــت، أمـــــــام الـــصـــحـــافـــيـــ ، بـــــأن الــــســــنــــوار «يــســمــع جرافات الجيش اإلسرائيلي فوقه»، قائل إنه «سيواجه مدافعنا قريبا». لكن يبدو أن السنوار فر من مخبأ خان يونس أيضا بسرعة، تاركا وراءه أكواما عدة من عملة الشيقل اإلسرائيلية. مصالح مشتركة أكتوبر مباشرة تقريبا، 7 وبعد هجوم أنـــشـــأت املـــخـــابـــرات الــعــســكــريــة اإلســرائــيــلــيــة وجهاز األمن الداخلي اإلسرائيلي «الشاباك» خلية داخـل مقر الجهاز، والتي كانت مُكلفة بمهمة واحدة تتمثل في العثور على السنوار. كما أنشأت وكالة االستخبارات املركزية األمـيـركـيـة «ســـي آي إيـــه» قـــوة مــهــام خـاصـة، وأرسلت وزارة الدفاع األميركية «البنتاغون» قــوات عمليات خـاصـة إلــى إسـرائـيـل؛ لتقديم املـــشـــورة للجيش اإلســرائــيــلـي بــشــأن الـحـرب الوشيكة في غزة. وأقـــــــامـــــــت الــــــــواليــــــــات املــــــتــــــحــــــدة، الـــتـــي تُصنف «حماس» على أنها منظمة إرهابية، وإســـرائـــيـــل قـــنـــوات لــتــبــادل املــعــلــومــات حــول موقع السنوار وغيره من كبار قادة «حماس»، فضل عن معلومات حول الرهائن. وقـــــال جــيــك ســـولـــيـــفـــان، وهــــو مـسـتـشـار األمـــن القومي بالبيت األبـيـض: «لـقـد كرّسنا جـــهـــودًا ومـــــــوارد كــبــيــرة لــإســرائــيــلــيــ ، من أجـــل الـبـحـث عــن الــقــيــادة الـعـلـيـا لـــ(حــمــاس)، وخصوصا السنوار، وأرسلنا أشخاصا إلى تل أبيب، للجلوس مع اإلسرائيليني؛ من أجل العمل على حل هذه املسألة، فبطبيعة الحال، لدينا خبرة كبيرة في مطاردة األهداف عالية القيمة». وعـــــــلـــــــى وجـــــــــــه الــــــــخــــــــصــــــــوص، نــــشــــرت الواليات املتحدة رادارًا يمكنه اختراق األرض للمساعدة في رسـم خرائط ملئات األميال من األنــفــاق الـتـي يـعـتـقـدون أنـهـا مــوجــودة تحت غزة، وجرى دمج الصور الجديدة باملعلومات االســتــخــبــاراتــيــة اإلســـرائـــيـــلـــيـــة، والـــتـــي جــرى جـمـعـهـا مـــن مـقـاتـلـي «حـــمـــاس» الـــذيـــن جــرى أَســــرُهــــم وكــمــيــات كــبــيــرة مـــن الـــوثـــائـــق لـبـنـاء صـــــورة أكـــثـــر اكـــتـــمـــاال لـشـبـكـة األنــــفــــاق. وقـــال أحــد كـبـار املـسـؤولـ اإلسـرائـيـلـيـ إن الدعم االستخباراتي األميركي «ال يُقدَّر بثمن». ولـــــــدى إســــرائــــيــــل والـــــــواليـــــــات املـــتـــحـــدة مــصــلــحــة مــشــتــركــة فــــي تــحــديـــد أمــــاكــــن قــــادة «حماس» والعشرات من الرهائن، بما في ذلك األميركيون، الذين ما زالوا بقطاع غزة. لـــكـــن أحــــــد األشـــــخـــــاص املـــطّـــلـــعـــ عـلـى تـرتـيـبـات تــبــادل املـعـلـومـات االسـتـخـبـاراتـيـة، والذي تحدَّث شريطة عدم الكشف عن هويته، يصف هـذه الترتيبات بأنها تكون، في كثير من األحيان، «غير متوازنة تماما»، حيث تُقدم الــواليــات املتحدة معلومات أكثر مما يقدمه اإلسرائيليون في املقابل. وأوضـــح الشخص أن الــواليــات املتحدة تُقدم، في بعض األحيان، معلومات عن قادة «حـــمـــاس» عـلـى أمـــل أن يـوجـه اإلسـرائـيـلـيـون بعض مـواردهـم االستخباراتية نحو العثور على الرهائن األميركيني. الصعود إلى القمة وخــــــال ثــمــانــيــنــات الــــقــــرن املــــاضــــي، فـي السنوات التي تَــلَــت تجنيده مـن قِبل مؤسس حــركــة «حـــمـــاس»، الـشـيـخ أحــمــد يـــاســـ ، نما نــفــوذ الــســنــوار فـــي الــحــركــة بـشـكـل مـــطّـــرد، إذ تـــولَّـــى مـنـصـب رئــيــس وحــــدة األمــــن الــداخــلــي لـــلـــحـــركـــة؛ وهـــــي مـــجـــمـــوعـــة مــكــلــفــة بــالــعــثــور على الفلسطينيني املشتبَه فـي تعاونهم مع السلطات اإلسرائيلية ومعاقبتهم، باإلضافة إلى معاقبة أي شخص يرتكب التجديف. وأمـــضـــى الـــســـنـــوار ســـنـــوات فـــي سـجـون إسرائيل، لكن جرى إطلق سراحه في أكتوبر سـجـ ، فـي جــزء من 1000 مـع أكـثـر مـن 2011 صــفــقــة تـــبـــادل مـــع جــلــعــاد شـــالـــيـــط، الــجــنــدي اإلسرائيلي الــذي كانت «حـمـاس» قـد أَسَــرَتــه. جرى تعيينه قائدًا لـ«حماس» 2017 وفي عام في قطاع غزة. وبينما كـــان لــه تـأثـيـر كبير عـلـى عملية صـنـع الـــقـــرار داخــــل «حـــمـــاس»، كـــان الـسـنـوار يتخذ مواقفه بالتنسيق الوثيق مع مجموعة مـــن الــــقــــادة الــســيــاســيــ والــعــســكــريــ داخـــل الحركة في غزة، وفقا للمحللني الذين درسوا شؤون «حماس». وشــمــلــت دائــــــرة املـــقـــرَّبـــ مـــن الـــســـنـــوار: مــــروان عـيـسـى، الـقـائـد الـعـسـكـري لــ«حـمـاس» الـــذي قُــتـل فـي مـــارس (آذار) املــاضــي، وروحــي مشتهى، عضو املكتب السياسي للحركة في غـــزة، وعــز الـديـن الــحــداد، وهــو قـائـد كبير في الـجـنـاح الـعـسـكـري، ومحمد الـسـنـوار، شقيق يــحــيــى الـــســـنـــوار وأحـــــد كـــبـــار املـــســـؤولـــ في الـــجـــنـــاح الــعــســكــري، ومــحــمــد الـــضـــيـــف، قـائـد الــجــنــاح الــعــســكــري، وفــقــا ملـــا يــقــولــه إبــراهــيــم املــــدهــــون؛ وهــــو خــبــيــر مــقــيــم فـــي إســطــنــبــول، والذي يحافظ على علقة وثيقة مع «حماس». لــكــن شــبــكـة مــســتــشــاري الـــســـنـــوار بـاتـت تـتـقـلـص بــشــكــل مــــطّــــرد، إذ قُـــتـــل بــعــض كـبـار قادة «حماس»، وجرى أَسْر بعضهم، كما كان آخــــرون خـــارج غـــزة عـنـدمـا بـــدأت الــحــرب، ولـم يتمكنوا من العودة منذ ذلك الحني. ويُعد الضيف املستشار األقدم للسنوار، لكنه أقل التزاما من رئيسه؛ وذلـك ألنه يخرج مـن األنــفــاق بانتظام بشكل أكـبـر بكثير، مما سمح لوكاالت االستخبارات الغربية بتحديد مكان وجوده، ويدَّعي مسؤولون إسرائيليون أنه قُتل في إحدى هذه املرات خلل غارة جوية. * خدمة «نيويورك تايمز» واشنطن: مارك مازيتي ورونين بيرغمان *وجوليان إي بارنز وآدم غولدمان (غيتي) 2021 يحيى السنوار زعيم حركة «حماس» خالل تجمع جماهيري بمدينة غزة في مايو جلعاد إردان مندوب إسرائيل لدى األمم المتحدة يرفع صورة ليحيى السنوار (لقطة من فيديو للجلسة) ً وضع السنوار يبدو أكثر تعقيدا وإحباطا للمسؤولين األميركيين واإلسرائيليين من بن الدن

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==