issue16708

2 أخبار NEWS Issue 16708 - العدد Monday - 2024/8/26 االثنني ASHARQ AL-AWSAT إن استئناف بيع األسلحة للمملكة جاء نتيجة لتغير الظروف ونمو الشراكة بين البلدين راتني قال لـ السفير األميركي في الرياض: نعمل على حزمة االتفاقيات االستراتيجية مع السعودية قــــال مــايــكــل راتــــنــــي، ســفــيــر الـــواليـــات املـــتـــحـــدة لـــــدى الــــســــعــــوديــــة، إن واشـــنـــطـــن والــــــريــــــاض تـــعـــمـــان عـــلـــى إنـــــجـــــاز حـــزمـــة االتـــفـــاقـــيـــات االســتــراتــيــجــيــة بـــن الـبـلـديـن بــوتــيــرة قـــويـــة، مـبـيـنـا أن هـــذه االتـفـاقـيـات التي وصفها بـ«التاريخية» من شأنها أن تـغـيـر ديـنـامـيـكـيـات املـنـطـقـة بـشـكـل عميق وجذري، على حد تعبيره. وفــــي حـــن لـــم يـــعـــط راتـــنـــي فـــي حـــوار موسع مع «الشرق األوسط» تاريخا محددًا لـــانـــتـــهـــاء مــــن هــــــذه االتــــفــــاقــــيــــات؛ بـسـبـب مـــا وصـفـهـا بـتـعـقـيـدات املـنـطـقـة، وطبيعة االتفاقيات نفسها، فإنه أوضح أن الحزمة تتضمن جوانب عدة: الجانب الثنائي، وهو تعزيز الشراكة االستراتيجية والعسكرية بـــن الــــواليــــات املـــتـــحـــدة واملــمــلــكــة وتـعـزيـز الشراكة االقتصادية بي البلدين، وجانب آخـر وهـو تطبيع العلقات بي السعودية وإسرائيل، باإلضافة إلـى الجانب املتعلق بالفلسطينيي، وضمان مسار موثوق به نحو إقامة دولة فلسطينية. عن التعاون االقتصادي بي البلدين، أكــد السفير األمـيـركـي أن الـتـحـول العميق الــــذي تــشــهــده الــســعــوديــة خــــال الــسـنــوات األخـــيـــرة، يـخـلـق فــرصــا عظيمة للشركات األمـيـركـيـة فــي مـــجـــاالت، مـنـهـا استكشاف الـــــفـــــضـــــاء ألغـــــــــــراض تـــــجـــــاريـــــة، والــــطــــاقــــة املـــتـــجـــددة، إلــــى جــانــب الــرعـــايـــة الـصـحـيـة، والبنية التحتية والتكنولوجيا املتقدمة، والذكاء االصطناعي. وعـــــزا راتـــنـــي رفــــع اإلدارة األمــيــركــيــة استئناف األسلحة الهجومية للسعودية إلـــــى تــغــيــر الــــظــــروف ونـــمـــو الـــشـــراكـــة بـن الــبــلــديــن؛ األمــــر الــــذي اقـتـضـى تـغـيـيـرًا في النهج، خصوصا مع الجهود الدبلوماسية السعودية لوقف الحرب في اليمن والحفاظ على الهدنة منذ أكثر من عامي. وبـشـأن حـالـة عــدم اليقي لــدى بعض حـــلـــفـــاء الــــــواليــــــات املــــتــــحــــدة فــــي املــنــطــقــة، والتزاماتها بردع التهديدات، يرى السفير األمـــيـــركـــي أنــــه عــلــى الـــرغـــم مـــن أن املـنـطـقـة تعج باملشاكل، فإن جيش وبحرية أميركا كــانــا حــاضــريــن لــــردع الـهـجـمـات الـحـوثـيـة في البحر األحـمـر. وقــال: «نحن نفعل ذلك ألن حرية امللحة في هذا الجزء من العالم مهمة للغاية؛ ونفعل ذلـك بسبب التزامنا بأمن السعودية وأمن هذه املنطقة بأكملها له أهمية قصوى». وفـــي تـفـسـيـره للفيتو األمــيــركــي ضد عضوية دولـــة فلسطي فـي األمـــم املتحدة، شدّد الدبلوماسي األميركي املخضرم على أن بــــاده مـلـتـزمـة بـحـل الــدولــتــن وإنــشــاء دولـــة فلسطينية مستقلة جنبا إلــى جنب مع دولة إسرائيل اآلمنة، لكنه أشار إلى أن «الدولة الفلسطينية في حاجة إلى أن تأتي من خلل العملية السياسية، واملفاوضات بـن األطــــراف، ولـيـس مـن خــال أي وسيلة أخرى». عالقات تاريخية اســـــتـــــهـــــل الـــــســـــفـــــيـــــر األمـــــــيـــــــركـــــــي لـــــدى السعودية الحديث بالتأكيد على أن العلقة بـن الــواليــات املتحدة والـسـعـوديـة عظيمة، وقــــال: «أعـتـقـد أنـهـا قـويـة كـمـا كـانـت دائـمـا، وأتـــذكـــر أن هـــذه عـاقـة يـعـود تـاريـخـهـا إلـى عاما، لقد مــرّت العلقة ببعض 80 أكثر من التقلبات، لكن العلقة اآلن جيدة جدًا، وخلل الفترة التي أمضيتها فـي اململكة منذ أكثر من عام أرى أن هناك فرصا عظيمة لتقويتها أكـــثـــر، الــعــاقــة تـشـمـل الـكـثـيـر مـــن املــجــاالت املختلفة، وهــذا يؤكد على أن هــذه الشراكة هي شراكة استراتيجية». وأضــــــــــاف: «هـــــنـــــاك عــــاقــــة وثـــيـــقـــة بـن الــجــيــشــن األمـــيـــركـــي والــــســــعــــودي، وعــاقــة تــــــجــــــاريــــــة قــــــويــــــة والـــــكـــــثـــــيـــــر مـــــــن الـــــفـــــرص االقتصادية مع تنويع االقتصاد السعودي ونشأة شراكة ثقافية، حيث أصبح املجتمع الـسـعـودي أكـثـر انـفـتـاحـا مــع تـوسـع املشهد الثقافي بشكل كبير، وهـنـاك فـرص عظيمة لـلـتـعـاون مـــع الـــواليـــات املــتــحــدة فـــي الكثير مــن املــجــاالت الــجــديــدة، مـثـل مـجـال اإلنـتـاج السينمائي والتلفزيوني، وألعاب الفيديو، والتعاون بي مؤسساتنا الثقافية». وتابع: «التعليم كان دائما حجر الزاوية فـي عـاقـاتـنـا، ونشهد املـزيـد مـن الـتـبـادالت الثنائية التي تجلب الطلب وأعضاء هيئة التدريس األميركيي إلى اململكة، وقد أعلنت مؤخرًا إحـدى الجامعات األميركية الكبرى، (جــــامــــعــــة واليـــــــة أريـــــــزونـــــــا)، عــــن تــعــاونــهــا مـــع وزارة الـتـعـلـيـم إلنـــشـــاء جــامــعــة خـاصـة جـديـدة تمنح درجـــات علمية مــزدوجــة هنا في اململكة، ونعمل مع وزارة التعليم لجلب مزيد من الطلب والباحثي األميركيي إلى اململكة، كما نعمل مع وزارة التعليم من أجل زيـــادة عــدد الـسـعـوديـن الـذيـن يــدرســون في الواليات املتحدة في برامج جديدة، بما في ذلك برامج االبتكار واإلبداع وبرامج القيادة التنفيذية». االتفاقيات االستراتيجية ، الـتـقـى ولـي 2024 ) مـايـو (أيــــار 19 فــي العهد الـسـعـودي األمـيـر محمد بـن سلمان، في مدينة جدة (غرب السعودية)، مستشار األمن القومي األميركي جيك سوليفان، وتم اإلعـــان عـن صيغة شبه نهائية ملشروعات االتــــفــــاقــــيــــات االســـتـــراتـــيـــجـــيـــة بـــــن املــمــلــكــة والواليات املتحدة. عن آخر تطورات هذه النقاشات، يقول الــســفــيــر مـــايـــكـــل راتــــنــــي: «كـــمـــا ذكــــرتــــم، زار مستشارنا لألمن القومي، جيك سوليفان، املـــمـــلـــكـــة فـــــي شـــهـــر مــــايــــو املــــــاضــــــي، وعـــقـــد اجتماعا ممتازًا مع سمو ولي العهد، وكانت هذه الزيارة واحدة من سلسلة الزيارات التي قام بها سوليفان، حيث عقدا سلسلة طويلة مـــن االجـــتـــمـــاعـــات لـلـعـمـل عــلــى املـــفـــاوضـــات للوصول إلى اتفاق نهائي». وأضــاف بقوله: «مـن املهم أن نضع في اعـتـبـارنـا أن األمـــر يتعلق بـأكـثـر مــن مجرد اتـفـاقـيـة واحــــدة، إنـهـا فــي الــواقــع حـزمـة من االتـفـاقـيـات الـتـي يـجـب االتــفــاق والـتـفـاوض عليها، والتوقيع عليها معا، وهـذه الحزمة تتضمن جوانب عدة: الجانب الثنائي وهو تعزيز الـشـراكـة االستراتيجية والعسكرية بــــن الـــــواليـــــات املـــتـــحـــدة واملـــمـــلـــكـــة وتــعــزيــز الـشـراكـة االقـتـصـاديـة بـن البلدين، وجانب آخـــر وهـــو تطبيع الـعـاقـات بــن السعودية وإســرائــيــل، بـاإلضـافـة إلــى الـجـانـب املتعلق بالفلسطينيي، وضـمــان مـسـار مــوثــوق به نحو إقامة الدولة للشعب الفلسطيني». وشدّد راتني على أن «كل هذه الجوانب هي جزء من حزمة واحدة، وال يمكنك فصل أحـــدهـــا عـــن اآلخــــــر». تـــابـــع قـــائـــاً: «وبـيـنـمـا اقتربنا كثيرًا من التوصل إلى عناصر مهمة للغاية في هـذا االتـفـاق، فمن املهم أن ننجز كل ذلـك معا، وبـهـذا، أعتقد أننا سنكون قد توصلنا إلـــى اتــفــاق تـاريـخـي بــن الــواليــات املتحدة والسعودية». وبـسـؤالـه عـن التوقيت، اعـتـذر السفير عن ذلـك بقوله: «أتمنى أن أتمكن من وضع إطـــــار زمـــنـــي لـــذلـــك، بـالـنـسـبـة لـــنـــا، عــلــى ما أعــتــقــد، وبـالـنـسـبـة لــلــســعــوديــة، نـتـمـنـى أن نتمكن من القيام بذلك غدًا، لكننا في منطقة معقدة، وهناك كثير من التعقيدات املتعلقة بـاالتـفـاقـيـة نـفـسـهـا؛ لــذلــك سـنـفـعـل ذلـــك في أســــــرع وقـــــت مـــمـــكـــن، أتـــمـــنـــى أن أتـــمـــكـــن مـن تحديد وقـت لذلك، لكن لسوء الحظ، كل ما أستطيع قوله هو أننا سنستمر في العمل على ذلك بأقصى ما نستطيع». ديناميكيات المنطقة... تغير جذري االتــفــاق االستراتيجي الــجــاري نقاشه بي الواليات املتحدة والسعودية من شأنه تــغــيــيــر ديــنــامــيــكــيــة املــنــطــقــة بــشــكــل عـمـيـق وجــــــــذري وفــــقــــا لــلــســفــيــر األمــــيــــركــــي، الــــذي يـضـيـف بــقــولــه: «أعــتــقــد أن ذلــــك سـيـحـدث، ومن شأنه أن يغير الديناميكيات لألفضل، وبشكل عميق». يفسر ذلـك بقوله: «عندما تفكر في كل هـــذا، فـــإن هـــذا االتـــفـــاق يـنـطـوي عـلـى تعزيز الشراكة االستراتيجية بي الواليات املتحدة والسعودية بشكل أساسي وإمكانية قبول إســـرائـــيـــل فــــي املــنــطــقــة فــــي نـــهـــايـــة املـــطـــاف، وكــل أشـكـال الـتـعـاون والتكامل االقتصادي املمكنة التي يمكن أن يجلبها ذلك، وبالطبع وضـــع مـسـار مــوثــوق بــه ال رجـعـة فـيـه نحو حــل الــدولــتــن، وهـــذه فــوائــد عميقة للشعب الـفـلـسـطـيـنـي، إذا اجـتـمـعـت كــل هـــذه األمـــور معا، وتوصلنا إلى اتفاق بشأن ذلك، أعتقد أن هــذا مـن شـأنـه أن يغير الديناميكية في هـــذا الــجــزء مــن الــعــالــم، إلـــى األفــضــل بشكل أســاســي، وهـــذا أحــد األســبــاب الـتـي تجعلنا مصممي للغاية على إكماله». فــــي تـعـلـيـقـه عـــلـــى تـــصـــريـــحـــات رئــيــس الـــــوزراء اإلسـرائـيـلـي األخــيــرة ملجلة «تـايـم» بـــشـــأن عــــدم تـخـلـيـه عـــن فـــكـــرة الـتـطـبـيـع مع الــســعــوديــة فـــي ظـــل الـتـصـعـيـد املـسـتـمـر في املنطقة وتداعيات ذلك على هذه االتفاقيات، أوضـــــح مــايــكــل راتـــنـــي أنــــه ال يـنـبـغـي ألحــد التخلي عن االتـفـاق. وقــال: «أدرك أن الناس يـــنـــظـــرون إلـــــى هـــــذا األمــــــر مــــن خـــــال عــدســة منطقة معقدة للغاية، ومن الواضح أن هذا جزء صعب من العالم، وهناك مشاعر وآراء قوية حول الكثير من القضايا، لكن كما قلنا، مـن املمكن أن يغير هــذا االتـفـاق بعض هذه الديناميكيات بشكل جــذري نحو األفضل؛ لـــذا ال أعـتـقـد أن أحــــدًا يـجـب أن يـتـخـلـى عن االتفاق، وبالتأكيد فإننا لم نفعل ذلك». التعاون االقتصادي ركّــز السفير األميركي فـي حديثه على أهـــمـــيـــة الـــتـــعـــاون بــــن الـــبـــلـــديـــن فــــي املـــجـــال االقتصادي، وقال: «في الجانب االقتصادي، شــهــدت املـمـلـكـة الـعـربـيـة الـسـعـوديـة تـحـوال عميقا حقا خلل السنوات السبع أو الثماني املــاضــيــة، وهــــذا أدى إلـــى تـنـويـع االقـتـصـاد الـسـعـودي، ولطاملا كانت للواليات املتحدة واململكة عـاقـات تجارية واقتصادية قوية لــلــغــايــة، والـــتـــي كـــانـــت مـــتـــجـــذرة فـــي مـجـال الـنـفـط، وكــانــت الـــواليـــات املـتـحـدة مـوجـودة هناك منذ البداية، في الثلثينات امليلدية، لقد كنا هناك في بداية صناعة النفط وبداية الـــدولـــة الــســعــوديــة، وبـقـيـنـا هــنــاك مـنـذ ذلـك الحي، وندعم اليوم جهود اململكة لتحقيق أهدافها الوطنية وتنويع اقتصادها». ويــــــرى راتــــنــــي أن «تـــنـــويـــع االقـــتـــصـــاد الـــســـعـــودي، خـــاصـــة فـــي الـــســـنـــوات األخـــيـــرة ســـاهـــم فـــي تــعــزيــز شــراكــتــنــا االقـــتـــصـــاديـــة، حيث يخلق هذا التنويع االقتصادي فرصا عظيمة للشركات األميركية، وهذا جزء كبير مـــن الــعــمــل الـــــذي أقـــــوم بـــه هــنــا فـــي املـمـلـكـة، نعمل اآلن مع الحكومة السعودية والشركات الــســعــوديــة فـــي مـــجـــاالت لـــم نـكـن لنتخيلها فــي املــاضــي، عـلـى سبيل املــثــال، استكشاف الـــفـــضـــاء ألغـــــــراض تـــجـــاريـــة، كـــمـــا تـعـلـمـون أرســلــت الـسـعـوديـة الــعــام املــاضــي اثـنـن من رواد الــفــضــاء إلـــى مـحـطـة الــفــضــاء الـدولـيـة كــــان ذلــــك عــلــى مـــن صـــــاروخ أمـــيـــركـــي، لــدى اململكة طموحات ضخمة في مجال الفضاء الـــتـــجـــاري، ونــحــن كــشــركــات نــريــد أن نـكـون هناك معها». الشراكة الدفاعية بالنظر إلـى التهديدات التي تواجهها املنطقة، يعتقد السفير األميركي أن الشراكة العسكرية بي الواليات املتحدة والسعودية بالغة األهمية، مبينا أن «شركاتنا في قطاع الـــدفـــاع، مــوجــودة هـنـا مـنـذ ســنــوات كثيرة، عـنـدمـا بـــدأ الـجـيـش الــســعــودي فــي الـتـحـول والـتـطـور، كنا معه، كما استضافت اململكة العربية السعودية في شهر فبراير (شباط) املاضي معرض الدفاع العاملي، الذي أصبح اآلن، واحـــــدًا مـــن أكـــبـــر مـــعـــارض الـــدفـــاع في شـركـة 100 الـــعـــالـــم، وكـــــان لــديــنــا أكـــثـــر مـــن مدني 100 أمـيـركـيـة فــي املـــعـــرض، أكــثــر مــن وعــســكــري جــــزءًا مــن وفـــدنـــا الــــذي يـعـمـل مع الحكومة السعودية لجلب أحـدث التقنيات إلى اململكة». رفع الحظر عن مبيعات األسلحة عزا مايكل راتني قرار اإلدارة األميركية األخــيــر بـرفـع الـحـظـر عــن مبيعات األسلحة الهجومية للسعودية إلــى أنــه عـائـد لتغير الـظـروف ونـمـو الـشـراكـة االستراتيجية بي البلدين، وقال: «اتخذنا قرارًا سياسيا خلل األســبــوعــن املــاضــيــن، وهـــذا الـــقـــرار يعكس الظروف املتغيرة في املنطقة، كما تعلمون، استثمرت اململكة العربية السعودية بشكل كـــبـــيـــر فــــي الـــجـــهـــود الـــدبـــلـــومـــاســـيـــة لــوقــف الـــحـــرب فـــي الــيــمــن والـــحـــفـــاظ عــلــى الـــهـــدوء فيها، وبشكل أساسي للحفاظ على الهدنة القائمة منذ أكثر من عامي، واتخذ الجيش الــســعــودي خــطــوات مهمة لتحسي تدابير تخفيف الضرر الذي يلحق باملدنيي». وتـــــابـــــع: «بـــطـــبـــيـــعـــة الـــــحـــــال، نـــحـــن فـي مــفــاوضــات مــع املـمـلـكـة الـعـربـيـة الـسـعـوديـة بـــشـــأن شـــراكـــة اســتــراتــيــجــيــة مـــوســـعـــة، لقد تغيرت الــظــروف، ونمت الـشـراكـة، ومــع هذا تأتي بطبيعة الحال تغييرات في نهجنا». عضوية فلسطين في «األمم المتحدة» يـــتـــكـــرر الــــســــؤال مــــن قِـــبـــل كــثــيــريــن عـن فـــهـــم االعـــــتـــــراض األمــــيــــركــــي عـــلـــى عــضــويــة فلسطي في األمــم املتحدة، في الوقت الذي تــبــذل جـــهـــودًا لــحــل الـــدولـــتـــن وإقـــامـــة دولـــة فلسطينية مستقلة، وهـــو مــا عـــدّه السفير راتني سؤاال مهما. وأجــــــاب بـــقـــولـــه: «أنـــــا بـصـفـتـي سـفـيـرًا لـلـواليـات املتحدة لــدى السعودية، تركيزي األسـاسـي هـو على علقتنا، لكن على مـدار مسيرتي املهنية، تعاملت على نطاق واسع مــــع اإلســـرائـــيـــلـــيـــن والــفــلــســطــيــنــيــن، ومـــع الجهود السياسية لتحقيق حـل الدولتي، وأصـــبـــحـــت أعـــــــرف كـــــا مــــن الـفـلـسـطـيـنـيـن واإلسرائيليي بشكل جيد للغاية». وأضـــاف: «إنـهـا قضية مهمة بالنسبة لــــي شــخــصــيــا، أريــــــد أن أذكّـــــــر الــــنــــاس أنــنــا نتشارك الـهـدف النهائي نفسه، وأتـذكـر في عندما قـدم الرئيس بـوش التزاما 2003 عـام عــلــنــيــا بـــحـــل الــــدولــــتــــن، دولــــــة فـلـسـطـيـنـيـة مستقلة جنبا إلــى جنب مـع دولـــة إسرائيل اآلمـنـة، هـذه هي سياستنا منذ ذلـك الحي، فــــي بـــعـــض األحـــــيـــــان لـــديـــنـــا نـــهـــج مـخـتـلـف للوصول إلى هناك، ونعتقد بشكل أساسي أن الـــدولـــة الـفـلـسـطـيـنـيـة فـــي حـــاجـــة إلــــى أن تأتي من خلل العملية السياسية، من خلل املفاوضات بي األطراف، وليس من خلل أي وسيلة أخرى». ويرى السفير األميركي في الرياض أنه «في هذه األثناء، األولوية العميقة هي إيقاف العنف في غـزة، ووقـف البؤس الـذي يعيشه شعب غزة، وللمضي قدما في جهودنا نحو التوصل إلى وقف إطلق النار، واإلفراج عن الرهائن اإلسرائيليي، وإنهاء هـذا الصراع إليـجـاد طـرق إليـصـال املـسـاعـدات اإلنسانية التي تشتد الحاجة إليها في غزة». السفير األميركي لدى السعودية متحدثا لـ«الشرق األوسط» (تصوير: بشير صالح) الرياض: عبد الهادي حبتور آل الشيخ يلتقي الطيب ويستعرض جهود المملكة لتمكين المرأة شيخ األزهر يشيد بدور السعودية الدعوي أشاد شيخ األزهر، الدكتور أحمد الطيب، بـ«عمق العلقات بي مؤسسة األزهر واململكة العربية السعودية، وبدور اململكة في املجالَي الـعـلـمـي والـــــدعـــــوي». كــمــا أشـــــار إلــــى تـقـديـره لـلـدعـم الــــذي تـولـيـه املـمـلـكـة لـقـضـايـا األمـتـن الـعـربـيـة واإلســامــيــة بـقـيـادة خـــادم الحرمي الـــشـــريـــفـــن املــــلــــك ســـلـــمـــان بــــن عـــبـــد الـــعـــزيـــز، وولــي العهد األمـيـر محمد بـن سلمان، مقدرًا كذلك دور وزارة الشؤون اإلسلمية والدعوة واإلرشاد السعودية في خدمة املسلمي. وأكــــــــد الــــطــــيــــب، خـــــــال اســــتــــقــــبــــال وزيـــــر الشؤون اإلسلمية والدعوة واإلرشاد باململكة العربية السعودية، الدكتور عبد اللطيف آل الــشــيــخ، بـمـقـر مـشـيـخـة األزهـــــر فـــي الــقــاهــرة، األحـد، أن تقدم املجتمع املسلم مرهون بمدى تمكي املــرأة املسلمة من حقوقها التي أقرّها اإلسلم لها ومكّنها منها وطبّقها النبي صلى الله عليه وسلم في عهد صدر اإلسلم، مضيفا أن «األزهـــــــر وضــــع قــضــايــا املــــــرأة فـــي مـقـدمـة أولـويـاتـه؛ للقضاء على املــوروثــات والـعـادات الــــتــــي تـــظـــلـــم املــــــــرأة وتـــنـــتـــقـــص مــــن حــقــوقــهــا الــتــي مـنـحـهـا الــلــه لــهــا، واألزهــــــر مــكّــن عـديـدًا مــن الــقــيــادات الـنـسـائـيـة فــي مـنـاصـب قـيـاديـة تفعيل لهذا النهج، وتأكيدًا لدورهن في بناء املجتمع». ولفت الطيب إلــى «ضـــرورة إعـــادة النظر في بعض الفتاوى الخاصة بحقوق املرأة، التي طغى فيها فقه العادات والتقاليد السائدة في وقت من األوقات على أحكام الشريعة، وظُلمت املـــــرأة بـسـبـب تـــأويـــات غــيــر صـحـيـحـة وغـيـر دقيقة غلبت فيها األعـــراف الـسـائـدة فـي عهد معي على بعض أحكام الشريعة». من جانبه، أعرب وزير الشؤون اإلسلمية والــــدعــــوة واإلرشــــــــاد بــالــســعــوديــة عـــن شـكـره وتــقــديــره ملـؤسـسـة األزهـــــر ولــلــدكــتــور الطيب على املجهودات الكبيرة التي يقدمها لإلسلم ولــلــقــضــايــا الـــعـــربـــيـــة واإلنـــســـانـــيـــة، مـتـطـلـعـا إلـــى مــزيــد مــن الــتــعــاون فــي املــجــالــن العلمي والدعوي. وبي أن اململكة لديها «استراتيجية متكاملة لتمكي املــرأة من املناصب القيادية، والــحــقــوق الــتــي أقــرّتــهــا الـشـريـعـة اإلسـامـيـة كـــــافـــــة»، مـــوضـــحـــا أن «هــــنــــاك ســــت ســفـــيــرات يـمـثـلـن املــمــلــكــة فـــي الــــخــــارج، بـــاإلضـــافـــة إلــى عديد من الوزيرات ونائبات للوزير ومديرات للجامعات، وهذا تطبيق عملي وفعلي لرؤية اململكة في القضاء على املـوروثـات والـعـادات التي تنال من حقوق املرأة». وكــــــان عـــبـــد الــلــطــيــف آل الـــشـــيـــخ قــــد أكـــد فــي كـلـمـة لــه خـــال املــؤتــمــر الـــدولـــي الـخـامـس والثلثي للمجلس األعلى للشؤون اإلسلمية بـــــــــوزارة األوقـــــــــاف املــــصــــريــــة، الـــــــذي عُــــقــــد فـي القاهرة، األحـد، بعنوان «املـرأة وبناء الوعي» تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن «املــتــأمــل فــي الـنـصـوص الـشـرعـيـة يـجـد فيها رقـي التعامل مع املــرأة، واألمــر بالقيام عليها دون تعسف أو ظلم، منبها بعدم جواز تنزيل املـمـارسـات الشخصية أو األعـــراف والتقاليد املـجـتـمـعـيـة الـــتـــي فـيـهـا ظــلــم أو تـعـسـف ضد املرأة على أنها تعاليم اإلسلم وآدابه، بل هي ممارسات جرّمها اإلسلم ونهى عنها». وأضـــــــــــــاف: «إنــــــنــــــا فــــــي املــــمــــلــــكــــة نـــفـــاخـــر بتجربتنا في هذا امليدان، حيث حُفظت حقوق املـــــرأة وكُــــرّمــــت ونـــالـــت نـصـيـبـهـا فـــي التعليم والصحة والحقوق املالية والفرص الوظيفية والـقـيـاديـة، وهــي (الــيــوم) تنافس فـي ميادين البناء بجميع املجاالت داخل وخارج اململكة»، عـــادًّا أن «املـــرأة شريك مهم فـي صيانة الفكر، ونشر منهج الوسطية واالعتدال، وهي اللبنة األســـاس والـركـيـزة املهمة فـي التصدي للفكر املتطرف الذي يروج له تجار الحروب والفت». كما أكد آل الشيخ في تصريحات لـ«وكالة أنـــبـــاء الـــشـــرق األوســــــط» الـرسـمـيـة فـــي مـصـر، األحــــد، أن «مــصــر والــســعــوديــة جـنـاحـا األمــن والــســام لـلـعـرب جميعا واملـسـلـمـن»، مـشـددًا عـــلـــى أن «الــــعــــاقــــات مــتــمــيــزة بــــن الــبــلــديــن، ومتينة جـدًا منذ سنوات ولـم تتأثر أبـدًا بأي زوابـع أو أمر من األمـور التي تؤثر بي بعض الدول وبعضها». القاهرة: «الشرق األوسط» شيخ األزهر ووزير الشؤون اإلسالمية والدعوة واإلرشاد السعودي (مشيخة األزهر) «االتفاقيات االستراتيجية مع السعودية جزء من حزمة واحدة وال يمكن فصل إحداها عن األخرى»

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==