issue16707

رغــــــــم األوضــــــــــــــاع الــــصــــعــــبــــة فــــــــإن لــجــنــة مـهـرجـانـات بعلبك أصـــرّت على أنـهـا يجب أن تكون حاضرة في املوسم الصيفي ولو بحفلة واحدة، ولتكن في بيروت، ما دام عزّت إقامتُها بمدينة الشمس. وفــــــي الــــتــــاســــع والــــعــــشــــريــــن مـــــن الــشــهــر الحالي، بـ«مسرح اإليفوار»، يلتقي كبار عازفي العود في لبنان وفلسطني، لسهرة تحكي فيها األوتـــــار حـكـايـة الـــفـــرح واأللـــــم بمنطقة تبحث عن وئامها وسالمها، باللحن واألغنية، وبث األمل. «أوتـــــار بـعـلـبـك» حـفـل مــن قـسـمَــ ؛ حيث سيقدّم عــازف الـعـود والـكـاتـب واملـلـحّــن شربل روحــانــا مــع فـرقـتـه الـسـداسـيـة عـزفـا وأغـنـيـات دقـــيـــقـــة، وأغـــنـــيـــة جـــديـــدة مـــن وحــي 45 لــنــحــو األوضاع. وفـي القسم الثاني ستكون متعة بنكهة أخرى مع عازفي العود الفلسطينيني الثالثة؛ األخـــوة جـبـران، وفــي الـجـزء األخـيـر مـن الحفل تقدّم الفرقتان معا ما يسميها روحانا «تحية» ارتــجــالــيــة لــلــحــضــور، يــفــتــرض أن تــكــون ذات طــابــع شـعــبــي، مــمـا يـعــرفـه الـــنـــاس ويـأنــسـون لـه، «نـريـد بـث الـفـرح، تكفي صعوبات الدنيا، نــحــن فـــي هــــذه األمــســيــة كـــل هــدفــنــا أن نُــشـعـر الحاضرين بالرضا والفرح». يـــشـــارك روحـــانـــا فـــي عــزفـــه كــــل مـــن إيـلـي خــوري الــذي يأتي مـن فرنسا، ونـديـم روحانا عـــلـــى األكـــــــورديـــــــون، ومــــــــارك أبــــــو نــــعــــوم عـلـى الـبـيـانـو، إضـــافـــة إلـــى مــكــرم أبـــو الـحـسـن على الكونترباص، وزاد خليفة وإيلي يموني على اإليقاع. وســيــحــرص شــربــل روحـــانـــا عـلـى تقديم مـــقـــطـــوعـــات مـــوســـيـــقـــيـــة وأغــــنــــيــــات بــنــكــهــات مـتـنـوعـة لـكـل األذواق، مـــن الــشــرقــي الـطـربـي، إلـــى الـفـلـكـلـوري، والـرومـانـسـي كـمـا السالسا، وغيرها. وكان نقاش قد دار على وسائل التواصل، وعتب على لجنة املهرجانات أن تقيم حفلها فـــي بـــيـــروت بــــدال مـــن بـعـلـبـك، الــتــي اســتَــهــدف مــحــيــطــهــا الـــقـــصـــف اإلســــرائــــيــــلــــي فــــي الـــفــتــرة األخـــــيـــــرة، وهـــــو عـــتـــب ال رد عـــلـــيـــه، مــــا دامــــت الـــصـــور، ومـــا يـــرِد فــي نــشــرات األخـــبـــار، يكفي لـــيـــجـــيـــب، لـــكـــن شــــربــــل روحـــــانـــــا كـــتـــب مـــؤخـــرًا ردًا فنيا، مـن خــ ل أغنية جــديــدة: «أشـكـر كل أولـئـك الـذيـن أثــــاروا هــذا الـنـقـاش، وأوحــــوا لي بهذا العمل الــذي لـم يكن ضمن برنامجي في الــحــفــل»، أمـــا وأن الـــســـؤال قــد طُــــرح، واألغـنـيـة قد كُتبت، فهو سيؤديها للحاضرين في تلك األمسية املنتظرة، وتقول: «كنّا منتمنّى نطلع عَبعلبك، نعزف سوا، نغنّي سوا عَدراج بعلبك، لكن صـار، صار اللي صـار، رجعنا نزلنا على بيروت، وبالقلب بعلبك». وهذه هي املرة األولى التي يتشارك فيها شربل روحانا املسرح مع الثالثي جبران، رغم أن لــقــاء جمعهم فــي أحـــد مـهـرجـانـات سلطنة عُمان قبل سنوات عدة. خالل األمسية، رغم أننا لن نرى الفرقتني مـعـا ســـوى فـــي نـهـايـة الــحــفــل، فـإنـهـا ستكون مــتــعــة ملــحــبّــي الـــعـــود الـــذيـــن ســيــتــمــكّــنــون من االستمتاع بمعزوفات طــوال نحو الساعتني، ملـجـمـوعـة مــن أهـــم عــازفــي هـــذه اآللــــة الشرقية بالعالم العربي في حفل واحد. نسأل شربل روحـانـا عـن إحساسه وهو يحيي حفال في وقت بالغ الصعوبة، وتتباين اآلراء بـــ مَــــن يــــرى فـــي الــحــفــ ت املـوسـيـقـيـة الفنية صمودًا في وجه الحرب، ومن يرى فيها ال مباالة وخفة باملآسي اإلنسانية. يـــشـــرح بــــأن بــعــض الـــشـــعـــوب الــعــربــيــة، خــــصــــوصــــا الـــلـــبـــنـــانـــيـــ والـــفـــلـــســـطـــيـــنـــيـــ ، سنة في حالة حرب، 80 أو 70 يعيشون منذ «نــــحــــن كـــــل ســـنـــة أو ســـنـــتـــ عـــنـــدنـــا سـبـب لـــلـــحـــروب والـــتـــوتـــر، حــتــى صـــــارت جـــــزءًا من حياتنا اليومية». ويتابع: «أريد أن أذكّر بأننا نعيش مرة واحدة، وهي تجربة لن تتكرّر ألي منّا ملرتني، لهذا أعتقد أننا بحاجة ملقومات نفسية كي نتمكن من الصمود». املوسيقيون أيضا بحاجة إلى التواصل مع الناس: «نحن نعيش مع املوسيقى وبها، وهــــذا لـــه أبـــعـــاد نـفـسـيـة ومــعــنــويــة ومـــاديـــة. الـحـفـ ت هــي وسيلتنا الـوحـيـدة للتواصل مـــع الـــنـــاس بــطــريــقــة ســريــعــة وفـــعّـــالـــة تـؤثـر باآلخرين، وتجعلنا نتأثر بهم». لكن الحفالت ليست كلها شيئا واحدًا، «املوسيقِي مـواطِــن كما اآلخــريــن، يقع عليه عـــبء األحـــــداث، وتصيبه الـهـمـوم، وتضغط عليه النكبات، لهذا فــإن الـفـرق يصبح بيّنا بني فنان وآخر من خالل األسلوب»، لهذا فإن الجمهور يشعر من خالل األداء بمدى ارتباط الـفـنـان بـمـشـاعـره وقــضــايــاه وهــمــومــه، «أنــا لست آتيا مـن سويسرا، وال مـن مدينة كـان، أنا ابن هذه البالد، وأعرف أن مهمتي أصعب من موسيقيني غيري يعيشون في مكان أكثر رغدًا وسكينة». تتكرّر كلمة «فـــرح» ونـحـن نتحدّث مع شــربــل روحــــانــــا، يـعـتـقـد أن مـهـمـتـه هـــي بث األمـــل، وقليل مـن الــســرور فـي قـلـوب الـنـاس. «ألف باء العمل املوسيقي هو إمتاع الناس، لذلك يجب على األقـل أن أكـون هادئا وقـادرًا على االستمتاع، وأن أنزع عني كل ما يسيء إلـــى املــــزاج املـوسـيـقـي؛ كــي أتـمـكّــن مــن إمـتـاع غـيـري»، وهنا تكون املهمة أصـعـب؛ «ألنني الـــنـــحّـــات واملـــنـــحـــوتـــة، وبــوصــفــي مـوسـيـقـيـا يـجـب أن أوصــــل الــفــرح إلـــى الـــنـــاس، وإذا لم أنجح في مهمتي سيتمنّون لو أنهم لم يأتوا لرؤيتي». ويـــؤكّـــد تـــكـــرارًا عـلـى مـفـهـوم األســلــوب، والـــفـــنـــان نــفــســه ومـــــدى تــعــاطــيــه وارتـــبـــاطـــه ببيته ووطـــنـــه: «يـنـسـى الـبـعـض أنــنــا بـدأنـا الـــعـــمـــل املـــوســـيـــقـــي خــــــ ل الـــــحـــــرب األهـــلـــيـــة عــــامــــا، هـــذه 15 الــلــبــنــانــيــة الـــتـــي اســـتـــمـــرت الحرب لم يتوقف خاللها اإلبــداع الفني، ال، بل نتاجات تلك املرحلة كانت دسمة، وبقيت في الذاكرة، سواء مسرحيات زياد الرحباني وأغنياته، أو أعمال مارسيل خليفة مثال أو األخوين رحباني، وغيرهم». يوميات الشرق «أريد أن أذكّر بأننا نعيش مرة واحدة، وهي تجربة لن تتكرّر ألي منّا، لهذا أعتقد أننا بحاجة لمقومات نفسية كي نتمكن من الصمود» ASHARQ DAILY 22 Issue 16707 - العدد Sunday - 2024/8/25 األحد عبر معرض «يبدو لذيذاً!» في لندن أكتوبر المقبل «السامبورو»... استكشف ثقافة الطعام المزيف في اليابان ما هي ثقافة «السامبورو» اليابانية؟ من زار اليابان سيتعرف فورًا على «السامبورو»، وهـــي نـسـخ مـــن األكـــــ ت واألطــعــمــة الـيـابـانـيـة مصنوعة من البالستيك بدقة الستنساخ شكل الــطــعــام الـحـقـيـقـي، وتـــوضـــع هــــذه الــنــســخ في املطاعم بدال من القوائم املعتادة (املنيو)، وهو تقليد ال يوجد خـارج اليابان. لـ«السامبورو» تـــقـــالـــيـــد وفــــنــــانــــون مـــتـــخـــصـــصـــون ومـــصـــانـــع تنتجها وتـــاريـــخ ثــــري، كـــل هـــذا سيستكشفه معرض «يبدو لذيذًا!» الذي يقيمه مركز «بيت الــيــابــان» الـثـقـافـي فــي لــنــدن فــي شـهـر أكـتـوبـر (تشرين األول)، وسيكون األول مـن نـوعـه في بريطانيا. ســيــقــدم املـــعـــرض نـــظـــرة شــامــلــة لتقليد «الـــســـامـــبـــورو» مـنـطـلـقـا مـــن الـــبـــدايـــة حـــ بــدأ تاكيزو إواساكي، وهو رجل أعمال من غوجو هـــاشـــيـــمـــان فـــــي مـــحـــافـــظـــة غـــيـــفـــو، فـــــي صـنـع «السامبورو» للمطاعم في أوائــل الثالثينات. في ذلـك الـوقـت، كانت املطاعم تتكاثر. وكانت فـــكـــرة إواســــاكــــي هـــي إعــــــادة تـشـكـيـل األطـــبـــاق باستخدام الشمع حتى يتمكن الناس من رؤية ما سيأكلونه. كـان أول طبق صنعه إواساكي تنفيذًا لوجبة من البيض املقلي املحشو باألرز. منذ ذلك الوقت اعتمدت متاجر التجزئة واملطاعم هذه النماذج، املعروفة باسم «عينات الطعام»، وهي مستخدمة حتى يومنا هذا، مع أنها عـادة ما تكون مصنوعة من مـادة «بولي )، وتُعرض PVC كلوريد الفاينيل» (اختصارًا بـالـطـريـقـة نـفـسـهـا الــتــي تـسـتـخـدم بـهـا قائمة الطعام في الثقافات األخرى. في أعقاب هذا النجاح، أسس إواساكي الـــشـــركـــة املـــعـــروفـــة الــــيــــوم بـــاســـم «إواســــاكــــي مـــوكـــيـــي ســـيـــزو لـــيـــمـــتـــد»، فــــي مــســقــط رأســــه غوجو هاشيمان في محافظة غيفو. ال تزال الــشــركــة الـــرائـــدة فـــي تـصـنـيـع «الــســامــبــورو» فــي املـائـة 60 املـحـلـي إلـــى الــيــوم، حـيـث تمثل من السوق. غير أن البعض يُشكك في ادعـاء إواســـاكـــي أنـــه األب الـوحـيـد لــ«الـسـامـبـورو»، مشيرين إلــى أنــه حتى فـي عشرينات القرن املاضي، كانت مقاهي متاجر البيع بالتجزئة في مدن مثل طوكيو تُصنع نماذج أساسية للطعام من مواد مختلفة لتوضيح بضائعها بـصـورة أفـضـل لجيل جـديـد مـن املستهلكني فـــــي املــــنــــاطــــق الــــحــــضــــريــــة. ويــــــــرى أصـــحـــاب هـــذا الــــرأي أن الــنــمــاذج املـــكـــررة بـعـنـايـة التي أنـشـأهـا إواســـاكـــي فــي الـثـ ثـيـنـات مــن الـقـرن املاضي رسخت مفهوم «سامبورو» الحديث، وساعدت في تعميمه في جميع أنحاء البالد. وفـــــي فـــتـــرة مــــا بـــعـــد الــــحــــرب، أصــبــح «سـامـبـورو» ضـروريـا للعديد مـن املطاعم التي خدمت الجنود األميركيني املتمركزين فــي الــيــابــان، الــذيــن لــم يـكـونـوا عـلـى درايـــة باللغة اليابانية، وبهذا أصبحت عروض «سامبورو» طريقة سهلة لتجاوز الحواجز الـلـغـويـة وتـسـهـيـل الــتــواصــل بـــ املـطـاعـم والعمالء، وهي ميزة استمرت في الحصول على قيمة هائلة مـع بــدء تـوسـع السياحة الــــدولــــيــــة إلـــــى الــــيــــابــــان فــــي الــثــمــانــيــنــات. ويتخصص شارع «كاباباشي دوغوغاي» فــــي طـــوكـــيـــو فــــي بـــيـــع «الــــســــامــــبــــورو» إلـــى مـطـاعـم الــعــاصــمــة، حـيـث يـتـم صـنـع كثير منها يدويا في ورش العمل. مراحل الصناعة وحسب مقال نشره موقع «املركز الثقافي الــــيــــابــــانــــي» فـــــي لـــــــوس أنــــجــــلــــيــــس، فـــــــإن صــنــع «الـــســـامـــبـــورو» يــتــم يـــدويـــا بـــاســـتـــخـــدام قــوالــب مشكلة بتفاصيل الطبق املـراد تصويره. يصف سام ثورن، املدير العام في مركز «بيت اليابان» بلندن التقليد بأنه «غريب ومثير»، ويشير في حديث لصحيفة «الـغـارديـان» إلـى أنـه «نـوع من الـنـحـت الــواقــعــي لـلـغـايـة فـــي الــنــمــوذج املصغر لـــلـــغـــايـــة؛ الـــــخـــــداع الـــبـــصـــري ثـــ ثـــي األبـــــعـــــاد... يــمــكــنــك أن تـــ حـــظ أن الــعــمــلــيــة تــشــبــه الـطـهـي إلـــى حـــد كـبـيـر: يـتـم تـقـطـيـع املــكــونــات الــفــرديــة، ودمجها، وترتيبها، وتصفيحها». ويعد سعر «الـــســـامـــبـــورو» عـــالـــي الــــجــــودة مـــن هــــذا الـقـبـيـل مـــرتـــفـــعـــا، حـــتـــى إن مــعــظــم املـــتـــاجـــر الــيــابــانــيــة تـسـتـأجـره بــــدال مـــن الـــشـــراء. مـــع أن زائــــر متجر «غانسو» التابع لشركة إواساكي يمكنه التقاط طبق «سـامـبـورو» مـن حساء «أونـيـون غارتني» جـنـيـه إسـتـرلـيـنـي كـهـديـة تـذكـاريـة، 100 مـقـابـل فـإن قطعة عـرض املطعم تكلف اآلالف. بالنسبة ملـعـرض «يــبــدو لـــذيـــذًا!»، كُــلِّــفـت شـركـة إواســاكــي «سـامـبـورو»، واحـد لكل محافظة من 47 بصنع مـحـافـظـات الــيــابــان، لــعــرض األكــــ ت اإلقليمية وتـوفـيـر تـاريـخ ثقافي للمطبخ الـيـابـانـي. ومن بني األطباق التي ستقدمها «غويا تشانبورو» الـبـطـيـخ املــــر املــقــلــي مـــن أوكـــيـــنـــاوا، واملـــأكـــوالت الـبـحـريـة مــن هــوكــايــدو. يـوضـح املــعــرض أيضا كيف أصبحت نماذج الطعام جزءًا ال يتجزأ من التعليم الغذائي في اليابان. تطور صناعة «السامبورو» عــــــام، مـــرت 100 عـــلــى مـــــدى مــــا يـــقـــرب مــــن عملية إنتاج «السامبورو» ببعض التحديثات. منذ السبعينات، صُنِّعت من البالستيك «بولي كلوريد الفاينيل» بدال من الشمع، حيث إنه أقوى وأطول عمرًا، ويمكنه أن يأخذ مجموعة متنوعة من األشـكـال. ومـع ذلــك، تظل التقنية األساسية كما هي. لندن: عبير مشخص حرفي يصنع قطع المأكوالت المزيفة (ماسودا يوشيرو - بيت اليابان) نماذج من قطع «السامبورو» التي توضع في المطاعم باليابان (ماسودا يوشيرو - بيت اليابان) شربل روحانا: مهمتي بصفتي موسيقيا صعبة ألنني النحّات والمنحوتة حفل «أوتار بعلبك»... سهرة تروي حكاية الفرح واأللم بيروت: سوسن األبطح شربل روحانا مع الفرقة السداسية (فيسبوك الفنان) الثالثي اإلخوة جبران (صفحة سمير جبران على فيسبوك)

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==