issue16706

11 أخبار NEWS Issue 16706 - العدد Saturday - 2024/8/24 السبت مؤتمر شيكاغو يطلق العد العكسي لالنتخابات الرئاسية األميركية ASHARQ AL-AWSAT رسمت مالمح سياسة قوية حيال إيران ودعت لمنح الفلسطينيين حق تقرير المصير هاريس تحذر األميركيين من «خطورة» ترمب بــاتــت نــائــبــة الــرئــيــس األمـــيـــركـــي كــامــاال هاريس أول امرأة من أصول أفريقية وهندية يـــرشـــحـــهـــا حـــــــزب رئــــيــــســــي رســــمــــيــــا لـــقـــيـــادة الواليات املتحدة، لتنطلق من شيكاغو حيث انـعـقـد املـؤتـمـر الـوطـنـي لـلـحـزب الديمقراطي فــــي ســــبــــاق انـــتـــخـــابـــي طــــاحــــن مــــع خـصـمـهـا الـجـمـهـوري الـرئـيـس الـسـابـق دونــالــد تـرمـب، لـلـعـودة إلـــى الـبـيـت األبــيــض هـــذه املـــرة بلقب الرئيسة األميركية. عـــــامـــــا) 59( ولــــــئــــــن حــــظــــيــــت هـــــــاريـــــــس ومــــرشــــحــــهــــا ملـــنـــصـــب نــــائــــب الــــرئــــيــــس عــلــى 61( بــطــاقــتــهــا حـــاكـــم مــيــنــيــســوتــا تـــيـــم والــــــز عــامــا) بــزخــم اسـتـثـنـائـي تـعـاظـم خـــال األيـــام األربـــعـــة للمؤتمر الــــذي بـــدأ االثــنــن املــاضــي، فإن الـذروة جاءت ليلة الخميس حي شهدت القاعة العملقة ترحيبا هادرًا بصعودها إلى املنصة ملخاطبة األميركيي جميعا والطلب منهم أن يتحدوا، وأن يمنحوها - أصواتهم نوفمبر (تشرين 5 في صناديق االقـتـراع في الثاني) املقبل - فرصة لدخول التاريخ مجددًا مـــن بــــاب الــبــيــت األبـــيـــض بــعــدمــا دخــلــتــه عــام ألول مـــرة بصفتها امــــرأة غـيـر بيضاء 2020 تحتل منصب نائبة الرئيس. ومــع قبولها الترشيح رسـمـيـا، أنعشت هـاريـس آمـــال الديمقراطيي فـي النصر على عاما) ورفيقه ملنصب نائب الرئيس 78( ترمب عـــامـــا)، بعد 40( الــســنــاتــور جـــاي دي فــانــس تحوّل دراماتيكي وصفته بنفسها بأنه «غير معتاد» تمثل بانسحاب الرئيس جـو بايدن الشهر املاضي من السباق وتسليمها الشعلة الرئاسية. وفــــي خـطـابـهـا املــصــمــم إلظـــهـــار قـوتـهـا، قـدمـت هــاريــس لـلـمـرة األولــــى تــصــورًا شـامـا لــرئــاســتــهــا املــحــتــمــلــة، مـــحـــاولـــة شــــق طــريــق جديدة إلى األمام، ومحذرة من األخطار التي تحملها أفكار ترمب على أميركا. وقالت في خطابها التاريخي: «أميركا، إن الطريق التي قادتني إلـى هنا في األسابيع األخـيـرة كانت بــا شــك غـيـر مـتـوقـعـة»، مــؤكــدة أنـهـا «ليست غريبة عن الرحلت غير املتوقعة». واسـتـشـهـدت بـتـاريـخ أسـرتـهـا، قائلة إن «والـدتـي شياماال هاريس كانت لديها رحلة من عمرها 19 خاصة بها»؛ إذ إنها كانت في الـ عـنـدمـا عــبــرت الـعـالـم بـمـفـردهـا، مـسـافـرة من الهند إلـى كاليفورنيا «بحلم ال يتزعزع بأن تكون العاملة التي ستعالج سـرطـان الـثـدي». وعــرضــت طـريـقـة الـعـيـش البسيطة لوالدتها قــبــل أن تـتـمـكـن مـــن شـــــراء مـــنـــزل عــنــد خليج كاليفورنيا. الحملة على ترمب كـــذلـــك، قــالــت هـــاريـــس إنــــه «مــــع هــذه االنــــتــــخــــابــــات، تـــحـــظـــى بـــــادنـــــا بــفــرصــة ثمينة وعابرة لتجاوز املـرارة والسخرية ومعارك املاضي االنقسامية»، معتبرة أن تلك «فرصة لرسم طريق جديدة للمضي قــــدمــــا. لـــيـــس كـــأعـــضـــاء فــــي أي حـــــزب أو فــصــيــل، ولـــكـــن كـــأمـــيـــركـــيـــن». وأضـــافـــت: «أعلم أن هناك أشخاصا لديهم وجهات نظر سياسية مختلفة يشاهدوننا الليلة. وأريــــدكــــم أن تـــعـــرفـــوا: أعـــدكـــم بــــأن أكـــون رئــيــســة لـجـمـيـع األمـــيـــركـــيـــن». ووعـــــدت: «سأكون رئيسة توحد (األميركيي) حول أعلى تطلعاتنا. رئيسة تقود - وتستمع، واقـــــعـــــيـــــة، عـــمـــلـــيـــة، وتـــتـــمـــتـــع بـــالـــفـــطـــرة السليمة. وتقاتل دائـمـا مـن أجــل الشعب األميركي. من املحكمة إلى البيت األبيض، كان هذا هو عمل حياتي». وانـــطـــلـــقـــت هـــــاريـــــس مـــــن هــــــذه الــنــقــطــة لتقريع ترمب على كل سياسته، متهمة إياه مــرارًا بأنه سيقضي على القيم الديمقراطية لـــلـــواليـــات املـــتـــحـــدة بــشــكــل مـنـهـجـي إذا عــاد إلـــى الـبـيـت األبـــيـــض. وخــاطــبــت األمـيـركـيـن: «فـــــكّـــــروا بـــمـــا يـــنـــوي الـــقـــيـــام بــــه إذا مـنـحـنـاه السلطة مرة أخرى. فكّروا في نيته الصريحة فـي إطـــاق املتطرفي العنيفي الـذيـن اعـتـدوا عـلـى ضـبـاط إنــفــاذ الـقـانـون فــي الـكـابـيـتـول»، فـي إشـــارة إلــى أنـصـار تـرمـب الـذيـن اقتحموا ؛2021 ) يناير (كانون الثاني 6 الكونغرس في سعيا إلـــى مـنـع املـشـرعـن مــن املـصـادقـة على . ورأت 2020 انـتـخـاب جــو بــايــدن رئـيـسـا عـــام أن «نيته الصريحة كانت سجن الصحافيي واملـــعـــارضـــن الـسـيـاسـيـن وأي شـخـص يـــراه عــدوًا. نيته الصريحة نشر قواتنا العسكرية ضد مواطنينا». وأضـــافـــت: «تـخـيـلـوا فـقـط (...) ال ربـــاط على دونالد ترمب». وأوضحت أنه «من نواح كــثــيــرة، دونـــالـــد تـــرمـــب رجــــل غــيــر جـــــاد. لكن عواقب إعادة دونالد ترمب إلى البيت األبيض خطيرة للغاية». وقالت لألميركيي: «فكّروا فـــي الـــقـــوة الــتــي سـيـتـمـتـع بــهــا - وخـصـوصـا بعدما قضت املحكمة العليا للواليات املتحدة لـــلـــتـــو بــــأنــــه ســـيـــكـــون مــحــصــنــا مــــن املـــاحـــقـــة الجنائية». الطبقة الوسطى واتـــهـــمـــت خــصــمــهــا تــــكــــرارًا بـــأنـــه يــدعــم األثــــــريــــــاء عـــلـــى حــــســــاب الـــطـــبـــقـــة الـــوســـطـــى، ويعرقل مشروع قانون الحدود بي الحزبي ألنـــــه ســـيـــكـــون مــــؤذيــــا لـــفـــرصـــه االنـــتـــخـــابـــيـــة، ويـسـعـى إلـــى حـظـر اإلجـــهـــاض فــي كــل أنـحـاء الــــبــــاد وإجــــبــــار الـــــواليـــــات عـــلـــى اإلبـــــــاغ عـن حـــــاالت اإلجــــهــــاض. وإذ تــطــرقــت إلــــى أحــــوال األمــيــركــيــن االقـــتـــصـــاديـــة، أكــــدت هـــاريـــس أن «الطبقة الوسطى القوية كانت دائما حاسمة لنجاح أميركا»، مضيفة أن «بناء هذه الطبقة الــوســطــى سـيـكـون هــدفــا مــحــددًا لـرئـاسـتـي». وزادت أن «هذا أمر شخصي بالنسبة لي»؛ ألن «الطبقة الوسطى هي املكان الذي أتيت منه». وقالت إن أنصاره «ببساطة، فقدوا عقولهم». السياسة الخارجية وفــيــمــا يـتـعـلـق بــالــســيــاســة الــخــارجــيــة، حــاولــت هــاريــس إيــجــاد أرضــيــة مشتركة في شأن قضية تفرق حزبها: الحرب بي إسرائيل و«حـمـاس»، فتعهدت أنها تضمن أال تضطر إسرائيل مرة أخرى إلى مواجهة «الرعب الذي 7 أحدثته منظمة إرهابية تسمى (حماس) في أكتوبر (تشرين األول) املاضي». لكنها قالت أيضا إن «ما حدث في غزة على مدى األشهر الــعــشــرة املــاضــيــة مـــدمـــر» ويــجــب أن يـتـوقـف على الفور، وإنه يجب في نهاية املطاف منح الفلسطينيي حقهم في تقرير املصير. وأكــدت أنها «كرئيسة، سأقف بقوة إلى جــانــب أوكـــرانـــيـــا وحـلـفـائـنـا فـــي حـلـف شـمـال األطـــلـــســـي، (نـــــاتـــــو)»، مــوضــحــة تـبـايـنـهـا مع سياسة ترمب، الـذي ضغط على دول الحلف للمساهمة بشكل أكبر في «ناتو» بعدما «هدد ترمب بالتخلي» عنه. واتــهــمــتــه أيـــضـــا بــالــرغــبــة فـــي أن يـكـون «ديكتاتورًا» يفشل في محاسبة املستبدين. وفـــي إشــــارة إلـــى زعــيــم كــوريــا الـشـمـالـيـة كيم جـــونـــغ أون، قـــالـــت: «لــــن أتـــقـــرب مـــن الــطــغــاة والـــدكـــتـــاتـــوريـــن، مـثـل كـيــم جــونــغ أون الـــذي يشجع ترمب». وفــــي بــعــض أقـــــوى تــصــريــحــاتــهــا حتى اآلن فــــي شـــــأن الـــســـيـــاســـة الـــخـــارجـــيـــة، قــالــت إنـهـا ستتخذ أي إجـــراء ضـــروري لـلـدفـاع عن املصالح األميركية ضد إيران، ولن تتقرب من الطغاة والدكتاتوريي. «أنا مستعدة» وخاطبت مواطنيها األميركيي، قائلة: «أحب بلدنا من كل قلبي. وفي كل مكان أذهب إلـيـه - ومــع كـل مـن ألتقيه -أرى أمــة مستعدة للمضي قدما. أنـا مستعدة للخطوة التالية، في الرحلة املذهلة التي تدعى أميركا»، مؤكدة الـتـمـسـك بـمـا سمته «قـــوة بــاإليــمــان الشجاع الذي بنى أمتنا، والـذي ألهم العالم». وذكّرت الــعــالــم بــــأن «كــــل شــــيء مـمـكـن هـــنـــا، فـــي هــذه البلد. ال شيء بعيد املنال». واخـتـتـمـت كلمتها بـمـنـاشـدة الناخبي اختيار التفاؤل بدال من الظلم في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) املقبل. نائبة الرئيس األميركي كاماال هاريس في المؤتمر الوطني الديمقراطي في شيكاغو (أ.ب) شيكاغو: علي بردى استعانت بكاتب خطابات أوباما وحظيت بمتابعة واسعة خطاب قبول هاريس الترشيح «واحد من األقصر في التاريخ»... وترمب «األطول» حــظــي خـــطـــاب كـــامـــاال هـــاريـــس لـقـبـول ترشيح الحزب الديمقراطي لخوض سباق االنـــتـــخـــابـــات الـــرئـــاســـيـــة، بــاهــتــمــام واســــع، ألـهـبـت خـالــه حـمـاس املــشــاركــن فــي ختام املــؤتــمــر الــوطــنــي بـشـيـكـاغـو، وأحـــيـــت آمـــال الديمقراطيي في الفوز بالرئاسة. ولـــعـــبـــت هـــــاريـــــس، فــــي هــــــذا الـــخـــطـــاب الـــتـــاريـــخـــي، عـــلـــى وتـــــر انــتــمـــائـــهــا لـلـطـبـقـة العاملة، كما دعــت إلــى الـوحـدة وبــث األمـل فـي املستقبل، وأعـطـت ملـحـات عـن حياتها، وأوضــــــحــــــت فــــيــــه مــــواقــــفــــهــــا فـــيـــمـــا يــتــعــلــق بـمـسـتـقـبـل الـــــواليـــــات املـــتـــحـــدة والــســيــاســة الـداخـلـيـة والــخــارجــيــة، كـمـا وجــهــت سهام انتقاداتها إلى منافسها دونالد ترمب. واختارت املرشحة الديمقراطية الكاتب آدم فرنكل، كاتب خطابات الرئيس األسبق باراك أوباما، ليقوم بمهمة كتابة وصياغة هـــــذا الــــخــــطــــاب. ووفــــقــــا ملـــقـــربـــن مــــن حـمـلـة هــاريــس، خصصت املـرشـحـة الديمقراطية وقــــتــــا واهـــتـــمـــامـــا كـــبـــيـــرًا لــلــتــحــضــيــر لــهــذا الـخـطـاب، بعد فـتـرة وجـيـزة مـن ترشيحها لــــســــبــــاق الــــــرئــــــاســــــة. وأشــــــــــــــارت صــحــيــفــة «نـــيـــويـــورك تــايــمــز» إلــــى أنـــهــا بـــــدأت إعــــداد املسودة األولــى للخطاب قبل عـدة أسابيع، حينما كانت تتحضر لخوض السباق نائبة للرئيس جو بايدن. ومنذ إعــان بـايـدن انسحابه، راجعت هاريس املسودة األولى للخطاب عدة مرات، وأمضت مع الكاتب آدم فرنكل عدة ساعات فـــي وضـــع الــخــطــوط األســاســيــة الــتــي تـريـد عـــرضـــهـــا، كــمــا أجـــــرت بــــروفــــات مـــع أجــهــزة عاما) من 43( مـرات. ويعد فرنكل 3 التلقي كتاب الخطابات الذين استعان بهم الرئيس األسبق باراك أوباما، وعاد للعمل في البيت األبيض مع بداية والية الرئيس جو بايدن ، وعمل مستشارًا لنائبة الرئيس 2021 فـي هـــــاريـــــس. وهــــــو خــــريــــج مـــــدرســـــة «وودرو ولـسـون» بجامعة برينستون، وكلية لندن للقتصاد، وتعمل زوجته ستيفاني ساكي مستشارة في مجال حقوق اإلنسان بوزارة الصحة، بينما عملت شقيقة زوجـتـه جي ســــاكــــي مـــتـــحـــدثـــة صـــحـــافـــيـــة بــــاســــم الــبــيــت األبيض في بداية عهد الرئيس جو بايدن. خطاب هاريس مقابل خطاب ترمب قــــــارن مـــراقـــبـــون الـــخـــطـــاب الــــــذي قـدمـتـه هـــاريـــس فـــي خـــتـــام املــؤتــمــر الــوطــنــي لـلـحـزب دقيقة، بخطاب 37 الديمقراطي، الذي استغرق ترمب أمام الحزب الجمهوري لقبول الترشيح 90 لـخـوض الـسـبـاق، الـــذي اسـتـغـرق أكـثـر مـن دقيقة. وحـظـي خـطـاب هـاريـس بمتابعة أوسـع من ذلك الذي ألقاه منافسها الجمهوري، وفق شبكة الراديو الوطني العام، التي أشارت إلى أن هــاريــس ألــقــت واحـــــدًا مـــن أقــصــر خـطـابـات قبول الترشيح بالتاريخ األميركي، بينما كان حطم ترمب الـرقـم القياسي فـي أطــول خطاب قبول ترشيح. وقـــد اعـتـمـد املــرشــح الـجـمـهـوري دونـالـد تـرمـب فـي مؤتمر الـحـزب الـجـمـهـوري، الشهر املـــــاضـــــي، عـــلـــى إثــــــــارة مـــشـــاعـــر الـــغـــضـــب مـن ســـيـــاســـات بــــايــــدن ونـــائـــبـــتـــه، واملـــــخـــــاوف مـن «أجـــنـــدة هــاريــس الـيـسـاريـة املــتــطــرفــة». وركــز تـــرمـــب خــطــابــه عــلــى قــضــيــة الـــهـــجـــرة، ووعـــد بالترحيل الجماعي للجئي غير الشرعيي، كما وصف الديمقراطيي بأنهم خطر واضح عــلــى أمـــيـــركـــا، ورفــــع شــعــار «اجـــعـــلـــوا أمـيـركـا عـظـيـمـة مــــرة أخــــــرى» الـــــذي يــحــظــى بشعبية واسعة بي أنصاره. فـــي املــقــابــل، وعــلــى خـــاف تـركـيـز تـرمـب عـــلـــى املـــهـــاجـــريـــن غـــيـــر الـــقـــانـــونـــيـــن، سـلـطـت هاريس الضوء على أصولها املهاجرة وركزت عـلـى قـضـايـا األســــرة وحــريــة املــــرأة وحقوقها اإلنجابية. خطاب الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترمب في فعالية انتخابية بنورث كاروالينا أغسطس (أ.ب) 21 واشنطن: هبة القدسي هاريس حافظت على «وحدة الحزب» رغم الخالف حول دعم إسرائيل على الـرغـم مـن االعــتــراضــات الـتـي أثــارهــا الـتـيـار التقدمي فـي الحزب الديمقراطي على سياسات إدارة الرئيس األميركي جو بايدن تجاه الحرب فـي غـــزة، بــدا أن نائبته كـامـاال هـاريـس الـتـي حصلت على ترشيح مؤتمر الـحـزب، قد نجحت في منع حـدوث تداعيات على وحـدتـه. وكشفت الحرب فـي غــزة عـن بعض مـن أســوأ الـخـافـات التي واجهها الـحـزب، حيث أنفقت الـجـمـاعـات املـــؤيـــدة إلســرائــيــل مـبـالـغ ضـخـمـة لـهـزيـمـة بـعـض أبــــرز أعـضـاء مجلس النواب الليبراليي في االنتخابات التمهيدية. وواجـه بايدن مرارًا وتكرارًا املتظاهرين املؤيدين للفلسطينيي في فعاليات الحملة االنتخابية قبل انسحابه من السباق. هاريس تتجنب الخالف وتـجـنـبـت هـــاريـــس مـــا كـــان يـمـكـن أن يــكــون انـقـسـامـا كـبـيـرًا خـــال تأكيد ترشيحها، والذي كان من شأنه أن يكشف عن انقسامات عميقة داخل الحزب. وبـــدا مـن خــال أعـمـال املؤتمر أن هـاريـس قـد ال تـدفـع الثمن االنتخابي نفسه للحرب في غزة، الذي دفعه بايدن عندما كان مرشحا. ورغم أنها مثل بايدن، تؤمن «بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، وال تدعم حظر األسلحة عليها، لكن كبار قـادة التيار التقدمي وغيرهم من القادة املؤيدين للفلسطينيي في شيكاغو، قالوا إنهم يتوقعون أن تسلك مسارًا مختلفا في السياسة الخارجية عن بايدن إذا تم انتخابها. وحرصت هاريس على الدعوة بعبارات قوية إلى الحاجة إلى وقف إطلق النار، واالعتراف باليأس حيال املعاناة املروعة التي يقاسيها الشعب الفلسطيني في غزة. احتجاجات «متواضعة» وبدا أن هاريس قد حظيت بفرصة من قبل الجناح املؤيد للفلسطينيي، عـبّــرت عنه ضـآلـة أعـــداد املـتـظـاهـريـن، و«تـنـصـل» بعض قـــادة الـتـيـار التقدمي من دعمهم، ما انعكس على حجم االحتجاجات التي كان من املمكن أن تشكل ضربة لجهودها في إظهار أن الحزب موحد. غير أن منع أحد أعضاء الحزب الديمقراطي من األميركيي الفلسطينيي من اإلدالء بخطاب في اليوم األخير من أعمال املؤتمر، أسوة بوالدي أحد الرهائن األميركيي اإلسرائيليي في غزة، قوبل باحتجاج «متواضع» خـارج قاعة املؤتمر في شيكاغو، وبإعلن بعض املندوبي من أنهم سيبقون «غير ملتزمي» بدعم هاريس في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) املقبل. ونقلت وسـائـل إعــام أميركية عـدة عـن مسؤولي ديمقراطيي قولهم إن قادة الحزب كانوا يشعرون بالقلق من أن خطابا أمام املؤتمر، يتناول الحرب في غزة من شأنه أن يهز «الوحدة» التي كانت حاضرة طوال الحدث. «غير الملتزمين» على موقفهم وقال عباس علوية، املندوب الديمقراطي «غير امللتزم» من والية ميشيغان وزعيم «الحركة الوطنية غير امللتزمة»، في مقطع فيديو، إن هاريس والرئيس بـايـدن وفريقيهما على علم بطلب املـنـدوبـن غير امللتزمي بتعيي متحدث أميركي من أصل فلسطيني للتحدث أمام املؤتمر. واقترحت الحركة متحدثي، من بينهم النائبة عن واليـة جورجيا رؤى رومــان، والنائب عن واليـة إلينوي عبد الناصر رشـيـد، والـدكـتـورة تانيا حـاج حسن طبيبة رعـايـة األطـفـال التي عالجت املرضى في غـزة، بحسب صحيفة «واشنطن بوست». وقـال علوية إن قـــادة الـحـزب رفـضـوا ذلـــك، منتقدًا «الـحـزب الـــذي ال ينبغي لـه إسـكـات أصــوات الناس، حتى عندما تكون لدينا خلفات حول السياسة». وفيما حاول أعضاء التيار التقدمي في الكونغرس مواصلة الضغط من أجـل تغيير برنامج الـحـزب ملـراعـاة مطالب املندوبي غير امللتزمي، وتجنب إبعاد الناخبي الشباب والتقدميي، قالت «الحركة الوطنية غير امللتزمة» على موقعها على اإلنترنت: «ال يمكننا أن نتحمل خيبة أمل هذه القاعدة أو نفورها بشكل دائم في نوفمبر». ورغــم ذلــك، أشــار الناشطون املـؤيـدون للفلسطينيي إلـى فـوز بسيط في املؤتمر، فقد وفــرت اللجنة الوطنية الديمقراطية مساحة للجنة رسمية يوم االثـنـن حــول حـقـوق اإلنــســان الفلسطيني. وخـفـفـوا مـن انـتـقـاداتـهـم لهاريس قائلي: «إنها متعاطفة بشكل ال يصدق مع الفلسطينيي»، مطالبي بأن يتحول التعاطف إلـى سياسة. كما أن العديد من ممثلي التيار التقدمي، رفضوا أن تكون االنتخابات مبنية على «قضية واحدة»، مركزين على خطر واحد: «عودة ترمب إلى البيت األبيض». واشنطن: إيلي يوسف

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==