issue16705

6 لبنان NEWS Issue 16705 - العدد Friday - 2024/8/23 اجلمعة ASHARQ AL-AWSAT جعجع يطالب الحكومة بفتح ميناء جوي في الشمال ويقول إن مطار بيروت معرض لمخاطر تحذيرات لبنانية من «خروج الوضع عن السيطرة» حــــــــذّر وزيــــــــر الــــخــــارجــــيــــة فـــــي حــكــومــة تـــصـــريـــف األعــــــمــــــال الـــلـــبـــنـــانـــيـــة، عـــبـــد الـــلـــه بوحبيب، من «خــروج الوضع عن السيطرة فـــي املــنــطــقــة» فـــي حــــال فــشــلــت املـــفـــاوضـــات بـشـأن غـــزة، وذلـــك عـلـى إيــقــاع تصعيد نفّذ خـالـه الجيش اإلسـرائـيـلـي «هـجـومـا واسـع الــــنــــطــــاق» فــــي األراضــــــــــي الـــلـــبـــنـــانـــيـــة، فـجـر األربــعــاء، فـي أعـقـاب قصف صـاروخـي نفذه «حــزب الـلـه» على هضبة الـجـوالن السورية منزالً، وفق 60 املحتلة، وأدى إلى أضرار في ما قالت وسائل إعلم إسرائيلية. وبدا الفتا تحذير رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع من أن مطار رفيق الــــحــــريــــري الـــــدولـــــي فــــي بـــــيـــــروت، قــــد يــكــون معرضا للمخاطر. وسأل جعجع في تغريدة على منصة «إكـــس»: «هــل يستطيع أحــد أن يفسِّر لي ملاذا ال تبادر الحكومة إلى تشغيل مــطــار الـقـلـيـعـات» الـــواقـــع فــي شــمــال لـبـنـان، «خصوصا أن بـنـاه التحية مـتـوافـرة بشكل كامل تقريبا، وال يلزمه إال بعض التجهيزات التقنية؟». وقال جعجع: «القاصي يعلم، كما الداني، بأن مطار بيروت معرّض للمخاطر واملــحــاذيــر، خـصـوصـا أيـضـا أن الحكومات موجودة لتسيير أمور املواطنني». وعلّقت بعض شركات الطيران العاملية رحــاتــهــا إلــــى بـــيـــروت، مـــع تــصــاعــد وتــيــرة الــــتــــهــــديــــدات الــــتــــي تـــلـــت اغــــتــــيــــال املــــســــؤول الــــعــــســــكــــري فـــــي «حــــــــزب الـــــلـــــه» فــــــــؤاد شــكــر بـــالـــضـــاحـــيـــة الـــجـــنـــوبـــيـــة، املــــحــــاذيــــة ملــطــار بيروت. وتطرح قوى سياسية محلية، خلل العقد األخـيـر، بشكل متكرر، إعـــادة تشغيل مـــطـــار الــقــلــيــعــات الــــواقــــع فـــي شـــمـــال لـبـنـان ليكون بمثابة مطار بديل، في حال تعرّض املطار املدني الوحيد في لبنان ألي خضة. وتـــمـــضـــي تـــلـــك الــــــدعــــــوات عـــلـــى إيـــقـــاع تحذيرات من تدهور الوضع األمني في حال فشلت مـفـاوضـات غـــزة، وهــو مـا أكـــده وزيـر الخارجية عبد الـلـه بوحبيب خــال اتصال هـاتـفـي مــع وزيــــرة خـارجـيـة الــيــابــان، يوكو كـامـيـكـاوا، إذ حـــذّر «مــن أنــه فـي حــال فشلت املفاوضات بشأن غزة، فإن الوضع قد يخرج عـن السيطرة فـي املنطقة». وأعـــاد التشديد عـلـى عـــدم رغـبـة لـبـنـان بالتصعيد وانـــدالع حـرب، وعلى الحاجة إلـى وقـف إطـاق النار فــي غـــزة إلرســــاء الـتـهـدئـة فــي جـنـوب لبنان واملنطقة. ووســــــط الــــتــــحــــذيــــرات، يــتــمــســك لـبـنـان بـــالـــتـــمـــديـــد لــــقــــوات حـــفـــظ الــــســــام الـــدولـــيـــة الـعـامـلـة فــي الـجـنـوب الــ«يـونـيـفـيـل». وجــدد رئـــيـــس حـــكـــومـــة تـــصـــريـــف األعــــمــــال نـجـيـب ميقاتي «التأكيد أن كل االتصاالت واللقاءات الـدبـلـومـاسـيــة الــتــي يـجـريـهـا حـالــيــا تصب فـــــي ســــيــــاق الــــعــــمــــل عــــلــــى تــــأمــــ الـــتـــمـــديـــد الـتـلـقـائـي لـلــ(يـونـيـفـيـل)، فــي مـجـلـس األمــن الــــدولــــي، بـــالـــتـــوازي مـــع االتــــصــــاالت لـوقـف الــعــدوان اإلسـرائـيـلـي املـتـمـادي على لبنان، 1701 والتطبيق الكامل للقرار الدولي الرقم بــكــل مـــنـــدرجـــاتـــه، لــكــونــه املـــدخـــل الـطـبـيـعـي واألساسي لحل الوضع في جنوب لبنان». وقــــال خـــال لــقــاءاتــه فـــي الـــســـراي: «إن االتـــصـــاالت الــتــي نــقــوم بـهـا بــشــأن التمديد لـــلــــ(يـــونـــيـــفـــيـــل) أظـــــهـــــرت تـــفـــهـــمـــا لــلــمــطــلــب اللبناني بوجوب اإلبـقـاء على مهام البعثة كـــمـــا كـــانـــت عـــلـــيـــه، وعــــــدم إدخـــــــال تــعــديــات مـن شأنها تعقيد األوضـــاع املـتـأزمـة أصــاً. ونـــأمـــل أن يــصــار إلــــى تــرجــمــة هــــذا الـتـوجـه قبل نهاية الشهر الحالي للحفاظ على دور الـ(يونيفيل) ومهامها في جنوب لبنان». وتــــصــــاعــــدت املـــــخـــــاوف الــلــبــنــانــيــة مـن احتمالية التصعيد، مع إجراء الـ«يونيفيل» مــــنــــاورة لـــيـــل األربـــــعـــــاء فــــي مــــراكــــزهــــا، رغـــم أن الــبــعــثــة وضــعــتــهــا فــــي ســـيـــاق «تـطـبـيـق بـــروتـــوكـــوالت أمــنــيــة لـلـحـفـاظ عــلــى سـامـة حفظة الــســام، حتى يتمكنوا مـن مواصلة عـمـلـهـم فـــي تـهـدئـة األوضـــــاع الــتــي ال يمكن التنبؤ بها، والـحـد مـن الـتـوتـرات»، وفــق ما قـــال الــنــاطــق الــرســمــي بــاســم الــ«يـونـيـفـيـل» أنــــدريــــا تـيـنـنـتـي، مـضـيـفـا أن «الــــوضــــع في جنوب لبنان ال يزال متوترًا للغاية، ويشهد تبادال إلطلق النار بشكل يومي». وأكــــــــــد تــــيــــنــــنــــتــــي: «إنــــــنــــــا ال نــتــلــقــى مــعــلــومــات مـسـبـقـة مـــن أي طــــرف أو جهة فاعلة بـشـأن مـكـان أو توقيت حـــدوث مثل هــذا الـعـمـل، بـل نتصرف بـدافـع مـن الحذر الـشـديـد لـضـمـان سـامـة الــرجــال والـنـسـاء الذين يخدمون من أجل السلم في جنوب لبنان قدر اإلمكان، في هذا الوضع الذي ال يمكن التنبؤ بتطوراته، مع اإلشارة إلى أنه لم يكن هناك تدريب يحاكي تصعيدًا الليلة املاضية»، األربعاء. لــــكــــن الـــتـــصـــعـــيـــد كـــــــان واضـــــحـــــا لــيــل األربـــــعـــــاء مــــن حـــجـــم الــــخــــروقــــات الــجــويــة اإلسرائيلية، وتـكـرار خـرق حاجز الصوت فوق األراضـي اللبنانية، فضل عن تحليق الطائرات املسيّرة على ارتفاعات منخفضة جدًا فوق منطقة الزهراني. ولوقت طويل، 10 ولـلـمـرة األولـــى منذ بــدء الــحــرب، تُــنـفّــذ هجمات، استهدفت إحداها منطقة كوثرية السياد في الزهراني، فجر الخميس. وقال الجيش اإلسرائيلي: «إن هجوما واسع النطاق نفذ خلل ليلة األربعاء وفجر الخميس، حيث هاجم ودمر أهدافا لـ(حزب مناطق مختلفة في 10 الـلـه) فـي أكـثـر مـن جــنــوب لــبــنــان». وتـــابـــع: «شــنّــت الـطـائـرات الــحــربــيــة الــتــابــعــة لـلـجـيـش هــجــمــات على أهداف إرهابية تابعة لـ(حزب الله) في أكثر مناطق مختلفة في جنوب لبنان»، 10 من مـــضـــيـــفـــا: «مـــــن بــــ األهـــــــــداف الــــتــــي جـــرى استهدافها، مخازن أسلحة، مبان عسكرية، ومنصة إطـاق استخدمها الحزب لتنفيذ عمليات إرهابية ضد دولة إسرائيل». 8 ، وتـــبـــنـــى «حـــــــزب الـــــلـــــه» الـــخـــمـــيـــس عمليات عسكرية، استهدف بعضها منازل يتحصن بها جنود إسرائيليون في املطلة وكريات شمونة، علما بأن استهداف مبان يستخدمها عسكريون في كريات شمونة، 8( هــو أمـــر نــــادر، عـلـى ضـــوء بُــعـد املـسـافـة كيلومترات وتعيقها تضاريس طبيعية) الـــتـــي تـمـنـع الـتـقـصـي واســـتـــخـــدام أسـلـحـة مـــوجـــهـــة مـــبـــاشـــرة إلـــــى تـــلـــك املـــــنـــــازل، كـمـا استهدف مواقع املرج واملالكية وجل العلم وتموضعا لجنود إسرائيليني قــرب بلدة الغجر الحدودية. في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة حالة وفاة جراء 564 اللبنانية، عن تسجيل الهجمات اإلسـرائـيـلـيـة. وذكـــرت فـي تقرير تراكمي للطوارئ الصحية، إنه تم تسجيل إصـابـة منذ انـــدالع املواجهات 412 ألفني و فــــي الـــثـــامـــن مــــن أكـــتـــوبـــر (تـــشـــريـــن األول) املاضي. نسوة ينتحبن في تشييع مقاتل من «حزب هللا» قتل في غارة النبي شيت بشرق لبنان األربعاء (د.ب.أ) بيروت: «الشرق األوسط» أعلنت إسرائيل تنفيذ هجوم «واسع النطاق» في لبنان ردا على قصف صاروخي شنّه «حزب هللا» تمرّد محدود في سجن طرابلس: عمليات تشطيب وشعارات طائفية نفذ عدد من السجناء تمردًا محدودًا داخــــل ســجــن الــقــبــة فـــي طــرابــلــس (شــمــال لـبـنـان) متهمني الـقـوى األمـنـيـة املسؤولة عــــــن حــــمــــايــــة الــــســــجــــن بــــ«مـــضـــايـــقـــتـــهـــم وتـــعـــذيـــبـــهـــم وإلــــــحــــــاق األذى الـــجـــســـدي واملعنوي بهم ألسباب طائفية»، في حني نـفـى مــصــدر أمــنــي هـــذه املـــزاعـــم، وأكــــد أن «إشــكــاال نشب مـع مـوقـوفـ آخــريــن، وأن السجناء املنتفضني استغلّوا هذا اإلشكال وزعـمـوا تعرضهم للتعذيب، وخلق واقع غير موجود أصلً». وشهدت إحدى زنزانات سجن القبّة حـــالـــة تـــمـــرّد لــنــزالئــهــا لــيــل األربـــــعـــــاء؛ إذ سـجـيـنـا عـلـى تشطيب 30 أقــــدم أكــثــر مـــن رؤوسهم وأجسامهم بآالت حادة، ووزّعوا مـــقـــاطـــع فـــيـــديـــو عـــبـــر وســــائــــل الـــتـــواصـــل االجــــتــــمــــاعــــي، ظـــــهـــــروا فـــيـــهـــا مـــضـــرجـــ بالدماء وبعضهم ملقى على األرض والدم يـسـيـل مـنـهـم، وادعــــــوا أن الـــقـــوى األمـنـيـة «داهـمـتـهـم واعــتــدت عليهم بـالـضـرب، ما تسبب بجروح خطيرة لبعضهم، وانتزاع هواتف كانت بحوزتهم؛ ألنهم من الطائفة الشيعية». وأكــــــدت مـــصـــادر مـــن داخـــــل الـسـجـن لــــــ«الـــــشـــــرق األوســـــــــــط» أنـــــــه «لـــــــم يــحــصــل أي احــتــكــاك مـــع الــســجــنــاء الـــذيـــن ظــهــروا بــــالــــصــــور ومــــقــــاطــــع الـــفـــيـــديـــو املـــعـــمـــمـــة، وأن هـــــؤالء اســتــغــلــوا عـمـلـيـة نــقــل بعض السجناء إلى سجون أخـرى، في حني يتم تجاهل طلباتهم لنقلهم إلى سجن روميه املــركــزي (شـــرق بــيــروت) أو أي مـكـان آخـر خارج مدينة طرابلس البعيدة نسبيا عن مـنـاطـقـهـم، وثـمـة صـعـوبـة لـــزيـــارة ذويـهـم لهم». ودائما ما تشهد السجون اللبنانية حـركـات احتجاج وتـمـرّد متفاوتة العنف والتأثير، تحت شعارات ومطالب مختلفة، منها ما يتعلّق بتحسني ظروف السجناء، وبـعـضـهـا يـطـالـب بتخفيض مـــدة السنة الــســجــنــيــة، لـــكـــن املـــطـــلـــب الــــدائــــم واألكـــثـــر إلحاحا يكمن بإصدار قانون العفو العام، الـــذي دائــمــا مــا تـعـد بــه الــقــوى السياسية والــكــتــل الـنـيـابـيـة عــنــد كـــل اســتــحــقــاق أو انتخابات. وبعد انتشار فيديو السجناء بشكل واســع، أوضـح مصدر أمني أنـه «ال يوجد أي إشـــكـــال بـــ هـــــؤالء الــســجــنــاء وإدارة الـسـجـن أو املــســؤولــ عــن حـمـايـتـهـم، بل املــشــكــلــة مــــع ســـجــنـــاء آخــــريــــن يــمـــارســـون الــبــلــطــجــة ويـــفـــرضـــون الـــــخـــــوّات (ابــــتــــزاز األمـــــــــــوال) عـــلـــى زمـــــــاء لـــهـــم فـــــي زنــــازيــــن أخـــرى». وأكــد املصدر لـ«الشرق األوســط» أنه «لـدى مداهمة هـؤالء السجناء املشكو مــــن تــصــرفــاتــهــم فــــي الـــســـجـــن ومــــصــــادرة عـــدد مـــن الــهــواتــف الــجــوالــة واملـمـنـوعـات املوجودة لديهم ونقلهم إلى سجون أخرى ألسـبـاب عقابية؛ استغل السجناء الذين ظهروا في الفيديو الوضع وأقـدمـوا على تشطيب أنفسهم، زاعمني أن القوى األمنية داهمتهم وأقدمت على ضربهم وتعذيبهم لـكـونـهـم مـــن الــطــائــفــة الــشــيــعــيــة»، جــازمــا بـأن «روايتهم مختلقة، وهــؤالء استغلوا الضجّة التي حصلت مع السجناء اآلخرين وزعــمــوا مـداهـمـتـهـم وتـعـذيـبـهـم»، مشيرًا إلــى أن «أيـــا منهم لـم يتعرض ألذى، وقد عــمــدوا إلـــى تشطيب أجــســادهــم للضغط عـــلـــى إدارة الـــســـجـــن بـــغـــرض نــقــلــهــم إلـــى سجون أخرى، وأن الجرحى الذين ظهروا في الصور والدماء تغطّي أجسامهم نُقلوا إلـــى املـسـتـشـفـى وقُـــدمـــت لـهـم اإلســعــافــات وعادوا إلى الزنزانة وهم بخير». وتـــطـــرح مــســألــة وضــــع ســجــنــاء من أبناء منطقة البقاع، وتحديدًا من الطائفة الشيعية، في سجن طرابلس البعيد جدًا عن مناطقهم وإقامات ذويهم، وحصرهم ضمن زنزانة واحدة، علمات استفهام عن سبب عدم وضعهم في سجون قريبة من مناطق سكنهم، لكن املـصـدر األمـنـي برر األمــر وأفـــاد بــأن «هـنـاك نوعا مـن الـتـوازن الطائفي داخـل كـل سجن؛ إذ ال يمكن فرز الـــســـجـــنـــاء عـــلـــى أســــــاس طـــائـــفـــي، وجــمــع طائفة معينة في سجن واحد». بيروت: يوسف دياب للتصدي لعمليات اغتيال كوادرها الفصائل الفلسطينية في لبنان تعيد ترتيب إجراءاتها األمنية باشرت الفصائل الفلسطينية في لبنان مـــؤخـــرًا إعــــــادة تــرتــيــب إجــــراءاتــــهــــا األمــنــيــة بــعـــد تــكــثــيــف إســـرائـــيـــل عــمــلــيــات االغـــتـــيـــال الــتــي تــطــول كـــــوادر وقــيــاديــ فلسطينيني فــي لـبـنـان، كـــان آخــرهــم قــيــادي فــي «شـهـداء األقـصـى»، الجناح العسكري لحركة «فتح» الفلسطينية، خليل املقدح، يوم األربعاء. وبـعـدمـا كـانـت عـمـلـيـات االغــتــيــال ضد الفصائل الفلسطينية في لبنان تتركز على حــركــتــي «حــــمــــاس» و«الـــجـــهـــاد اإلســـامـــي» اللتني انخرطتا إلـى جانب «حــزب الله» في عـمـلـيـات قـتـالـيـة جــنــوبــا، وإن بـقـيـت رمـزيـة وتحت إمرة الحزب، كان الفتا اغتيال قيادي فــي «فـــتـــح»، وإن كـانـت إســرائــيــل بـــررت ذلـك بـــارتـــبـــاطـــه بـــــ«الــــحــــرس الــــثــــوري اإليــــرانــــي» وتنسيق هجمات ضدها في الضفة الغربية املحتلة. ال عمليات داخل المخيمات ويأتي اغتيال املقدح بغارة استهدفت سـيـارتـه فــي مـديـنـة صــيــدا، الـبـعـيـدة نسبيا عن الحدود اللبنانية اإلسرائيلية، بعد أيام على اغتيال القائد امليداني املنتمي لـ«كتائب الــــقــــسّــــام»، ســـامـــر مـــحـــمـــود الــــحــــاج، بـنـفـس الطريقة وفي املنطقة نفسها. وارتـــــفـــــع عـــــدد قـــــــادة «حـــــمـــــاس» الـــذيـــن اغـــتـــالـــتـــهـــم إســــرائــــيــــل فــــي لـــبـــنـــان مـــنـــذ بـــدء من 8 ، إضافة إلى 19 «طوفان األقصى» إلى حـركـة «الـجــهــاد اإلســـامـــي». ولـــم تستهدف إســـرائـــيـــل أيـــــا مــــن هــــــؤالء داخــــــل املــخــيــمــات الفلسطينية املكتظة املـــوجـــودة فــي لبنان، وهــــو مـــا اعــتــبــره الــبــعــض سـعـيـا مـــن قبلها لتجنب انخراط أكبر للفصائل الفلسطينية في لبنان في القتال الدائر جنوبا، ورغبة قي تجنب اشتعال جبهات جديدة ضدها، فيما رجــــح الــبــعــض أن االكـــتـــظـــاظ فـــي املـخـيـمـات يجعل أي ضربة مكلفة جـدًا بشريا، كما أن تتبع الشخصيات في ظل الزحمة والشوارع الضيقة قد يكون صعبا. ويـــؤكـــد مـــصـــدر فـلـسـطـيـنـي مـطـلـع أنــه «إذا كـــان لـــدى الــعــدو اإلسـرائـيـلـي هـــدف في املخيم وكـان متأكدًا من تحقيق إصابة فلن يتردد بضربه»، الفتا في تصريح لـ«الشرق األوسط» إلى أن «جغرافيا املخيم املعقدة قد تجعل عمليات قصف األهداف داخله أصعب نسبيا». إجراءات أمنية جديدة ويشير املسؤول اإلعلمي لـ«حماس» فـــي بـــيـــروت، ولــيــد كــيــانــي، إلـــى أنـــه خـال الــشــهــر الـــحـــالـــي، تـــم اســـتـــهـــداف اثـــنـــ من الـقـيـاديـ املـيـدانـيـ ، األول مــن «حـمـاس» والــثــانــي مــن «فـــتـــح»، وهــمــا شـهـيـدا مخيم عني الحلوة، ويبدو واضحا أن الهدف من العمليتني كـسـر إرادة املــقــاومــة وفـصـل ما يـحـصـل فـــي غــــزة عـــن لــبــنــان، مــوضــحــا في تصريح لـ«الشرق األوسط» أنه «في ظل هذه العمليات، فإن معظم الفصائل الفلسطينية أعادت ترتيب إجراءاتها األمنية، سواء في موضوع التنقلت أو السكن أو غيرها من تدابير االحتياط اللزمة». وال يستبعد كيلني أن تعمد إسرائيل إلى توجيه ضربات داخل املخيمات، مذكرًا تم 2006 ) بـــأنـــه «فــــي حــــرب يــولــيــو (تــــمــــوز استهداف عدد من املخيمات، ومن ضمنها عني الحلوة. واملخيمات اليوم ليست بعيدة عـــمـــا يــحــصــل فــــي غـــــزة أو جـــنـــوب لــبــنــان. فـالـعـدو يـعـلـم بــوجــود الـعـديـد مــن الـشـبـان املستعدين للنخراط في املعركة إذا شنت إســــرائــــيــــل حــــربــــا مـــوســـعـــة وشــــامــــلــــة عـلـى لبنان». ويعتبر كيلني أن «عمليات االغتيال التي تنفذ يريد منها العدو التحذير بأنه يمكن اسـتـهـداف أي شخصية تنخرط في العمل املـقـاوم، لكن هـذا بالطبع ال يخيفنا أو يرهبنا، بل بالعكس يزيدنا إصرارًا على مـــواصـــلـــة الـــكـــفـــاح والـــنـــضـــال حــتــى تـحـريـر فلسطني والعودة إليها». بدورها، توضح مصادر حركة «فتح» في لبنان أن «القيادات الفلسطينية، وبعد تكثيف الــعــدو عـمـلـيـات االغــتــيــال، اتـخـذت إجراءات أمنية وحدّت من حركتها، لكنها ال زالت تمارس أعمالها بحيطة وحذر أكبر»، نافية في تصريح لـ«الشرق األوسط» تقوقع هـــــذه الــــقــــيــــادات داخــــــل املـــخـــيـــمـــات، مـــؤكـــدة استمرارها بممارسة نشاطها وواجباتها داخل وخارج املخيمات. وتعتبر املصادر نفسها أن «املخيمات ليست في مأمن، وهي معرضة للستهداف فـــــي أي لـــحـــظـــة، لـــكـــن الـــكـــثـــافـــة الــســكــانــيــة وصـــعـــوبـــة تـــتـــبـــع الـــشـــخـــصـــيـــات قــــد تــكــون أسبابا لعدم القيام بأي عملية داخلها حتى اآلن، مــن دون اسـتـبـعـاد أن الــعــدو ال يريد استفزاز املنظمات الفلسطينية بشكل أكبر وفتح جبهة جديدة في لبنان يكون العامل الفلسطيني فيها عامل أساسيا». فلسطينيون يحملون صورة خليل المقدح خالل تشييعه بمخيم عين الحلوة في صيدا (أ.ف.ب) بيروت: بوال أسطيح

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==